روايات

رواية القناع الخفي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم آية محمد رفعت

رواية القناع الخفي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم آية محمد رفعت

رواية القناع الخفي الجزء الثاني والعشرون

رواية القناع الخفي البارت الثاني والعشرون

القناع الخفي
القناع الخفي

رواية القناع الخفي الحلقة الثانية والعشرون

….عشقٍ تحدى الصعاب……
رفعت عيناها برعبٍ يسرى بجسدها لتجده يقف أمامها بطالته المحفورة بالقوة ،خفق قلبها طويلاٍ فرددت بدمع حفر بفرحة وعدم تصديق رؤياه :_زين ..
طُعن قلبه بقوة حينما رفعت وجهها ليرى ما صارت عليه بفعل هذا اللعين فلم يحيل به سوى نظرات عيناه القاتمة التى توحى بهلاك سيحيل بالجحيم ، رفع يديه المعافية يجذبها لتقف أمامه فأحتضنته بقوة كمن يتعلق بطوافة النجاة ،بقى كما هو ذراعيه ساكنة لجواره ، نظراته تشع شرارت حاملة شظايا الموت ..
نهض عن الأرض يتطلع له بغضب وهو يرأها تتمسك به ليتيقن الآن بأنه زوجها المصون ؛ فتعالت ضحكاته قائلاٍ بسخرية لرؤية يديه الملفوفة حول جسده برابطة فمازال لم يشفى بعد :_هو دا بقا الا فضلتيه عليا ؟
ضيق عيناه بستغراب فظن ببدأ الأمر أنها خطفت لأجل الحساب القابع بينه وبين عثمان ولكن هناك أمراً ما خفى ، رفعت همس عيناها برعب فتخفت خلف ظهر زين ويدها تشدد من جذب قميصه برعشة سرت لجسده فطبق على معصمه بقوة وغضب لينهى عليه …..أقترب منه عادل قائلاٍ بلهجة تسير السخرية :_وياترى المشلول دا هيقدر يحميكِ من المو…
لم يستطيع أن يكمل باقى كلماته بعدما تلقى لكمة قوية من ذراع زين الأيسر ، تطلع له بزهول فهذا الرجل ليس جسداً رياضي فحسب ، أزداد خوفه أضعافٍ حينما ولج عمر وسليم للداخل فأقتربوا من زين سريعاً ؛ فرفع يديه قائلاٍ بحذم وعيناه مسلطة على ذلك الأحمق :_محدش يتدخل ..
صاح سليم بستغراب:_كيف يعني ؟
أستدار بعيناه له :_زي ما سمعت
وتركه وأسرع بخطاه ليركل من يجثو أرضاً بقوة جعلته يصرخ كالمرأة ليسرع بلكمه بسرعة كبيرة وهو مكتوف اليد ليريه الآن كيف تكمن الرجولة ! …
جذبه بقوة ليقف أمامه بأنفاس لاهثة وألم نجح الزين بتسديده له ليدفشه بقوة حتى صار بالخندق الذي أعده لها ! ، وقف زين يتطلع له بغموض وأفكار متلاحقة فأسرع إليه عمر قائلاٍ بلهفة :_لا يا زين أنت خلاص أخدت حقك سيبه للشرطة تكمل الباقي
وقف ساكناً ونظراته تقترض من الأحمق الذي ينظر له برعب ذاقه مثلما فعل بها ، أقترب همس منه لتتمسك بذراعيه بدموع حاملة للرجاء لينقل نظراته عليها …طال الوقت وهو يتأملها بعدم تصديق أنه كان على وشك خسارتها ! ،أنتهت رحلة عذابه حينما جذابها لصدره بقوة وعدم تصديق لينظر لعمر نظرة فهمها جيداً فأشار لسليم الذي طلب الشرطة على الفور لينوب كلا منهم أمره …
***********
تعلقت نظرات الفهد به بتحدى إلى أن ألقى نظرة على تلك الفتاة الملقاة أرضاً لتحل الدهشة ملامح وجهه فردد بزهول :_ريحانة ! ..
رفعت عيناها له قائلة بدموع وأرتباك :_سي فهد ألحقني الله يخليك ..
رفع عيناه عنها بتأمل الرجل بنظرات تكاد تفتك به فأقترب ليجذبها من حجابها الأسود فتعالا بالصرخات وفهد صامد يتأمله بتحدى …
تطلع له قائلاٍ بهدوء:_أسمعني زين يا ولد الدهشان أني مجتش النهاردة عشان أخد بتار جوز بنتي الا أنت جتلته لأجل تار أبوك أني كنت خابر أن في حية بالدار عنديكم هتبوخ سمها عشان تشيل التار من عيلة الشافعي لعيلة منصور فكان لازمن أجبها أهنة تحت رجليك عشان تخبرك الحقيقة …
صعق فهد وتطلع لها فتلك الخادمة ظلت تعمل لديهم ما يطول عن خمسة أعوام ! ، شدد الرجل من ضغطه على حجابها قائلاٍ بغضب مميت :_هتنطقي ولا أجتلك ..
صاحت بدموع ورعب :_لع هجول كل حاجة …الا جتل أولاد الكبير هو سليمان منصور وأني كنت بنقلهم الأخبار أول بأول عن خروج البيه الكبير وولاده ونفذت الا قالولي عليه عشان تقع الجريمة عنديهم …
تخشبت عيناه عليها وهو يستمع لما تتفوه به فهو الآن أصبح قاتل كما نعتته معشوقته ! ، تطلع لها بنظرات تكاد تحرقها لرماد فكم نعت أخلاقه اللعينة برفع يديه على امرأة ….
أقترب منه الرجل وعيناه تنبع بالغموض ليقطع سائد الصمت قائلاٍ بنبرة يحاول جاهداً لجعلها تبت بالسلم المخادع :_أني عشان خابر زين أنك عملت إكده بسببها وجفت قصاد عيلتي بس عندي طلب منك وأعتبره رجاء من أب مكسور ..
رفع الفهد عيناه له بستغراب لما سيقوله فأكمل بحزن :_أنت جتلت جوز بنتي الا لسه متجوزة من أربعة شهور وأنت خابر زين إهنه مصير الأرملة أيه ؟ ، وأني طول عمري بسمع عن أخلاق فزاع الدهشان وتقاليده الا مش هتسمح لك ترمل حرمة مدخلتش دنيا ..
ضيق فهد عيناه بستغراب :_مفهمتش مطلبك ؟!
ألتزم الصمت قليلاٍ قائلاٍ بهدوء :_تتجوز بنتي
وقعت كلماته كالرعد على مسماعه فبقى متخشب محله ليكمل الرجل سريعاً بكلمات يعلم أن بها القوة :_الدهاشنة مهيرضهاش كبيرهم يكون ظالم …
ثم أشار لرجاله بالصعود لسيارتهم قائلاٍ دون النظر إليه :_هستانا ردك ..
وتركه بدوامة الصدمة والعتاب وأنصرف ….
*********
بقصر حازم السيوفي …
أنهى حازم أتصاله مع النمر وأستدار ليغادر للشركة حتى ينفذ ما قاله أدهم له ولكن كانت الصدمة حليفته حقاً …….
*******
بمنزل فزاع الدهشان …
خطت معه وسط الحشائش الخضراء لتنتعش برائحة الأرض بطبيعتها الذهية ، تلامست المحاصيل بسعادة لتغمره بكلماتها :_مش مصدقة يا أحمد أنى شايفة المنزل الجميل دا بجد حاجة وهم يابخت الفلاح ..
أقترب منها بأبتسامة هادئة وعيناه تتأمل الآلآف من المساحات الخضراء فقال بسخرية حزينة :_يا بخته ! ..الفلاح أكتر شخص بيعاني يا ياسمين عمر ما حد بص عليه من منطق العدل والرحمة ..ألفات المساحات دي تبع رجال أغنية جداً بتأجر الفلاح الغلبان عشان يزرع ويتعب مقابل مبلغ بسيط يدوب يقضي بيه يومه …
أقتربت منه بستغراب :_يعني مفيش فلاح عنده أرض ؟! ..
إبتسم بخفوت وهو يقترب من الجذع الخارجي ليجذب تلك الزهرة الوحيدة ويقربها منها قائلاٍ بأسى :_فى بس قليل جداً ….
تناولت منه الزهرة ببسمة تطوف بوجهها لتكمل معه الرحلة بأستكشاف حياة الفلاح المصري بسعادة من فنه المبدع بزراعة مثل تلك المحاصيل التى يتجاهلها البعض فأصبح الكثير منهم ينظر له بنظرة مقزازة لملابسه المتسخة الا يعلم أنه هو من يطعمنا جميعاً !! …
جلست على الجزع الطويل قائلة بخجل على سؤاله المتكرر :_تاني يا أحمد ! ..
جلس أمامها قائلاٍ بهمس :_لحد ما أسمعها منك مش هبطل أتكلم ..
إبتسمت بخجل فى محاولة للتهرب من سحر عيناه السمراء فأبى أن يخجلها أكثر ولكن بداخله قسم وعيد بأنها عندما تصير زوجة له سيجعله تلفظ بحبه مراراً وتكراراً …
**********
طرق باب غرفتها فأذنت للطارق بالولوج فأذ به يقف أمامها بطالته التى تعشقها على الدوام ..
أسرعت إليه راتيل بسعادة وأستغراب :_حازم !!!
أقترب منها بخطى ثابت ولكن بداخله قلبٍ يعافر للصمود! ، وقف أمامها قريب منها قائلاٍ بعد فترة من الصمت :_أنا كذبت عليكِ لما قولت أن رهف عند والدتها ..
حل الأستغراب على قسمات وجهها فأكمل هو متصنع الحزن :_أنا ورهف خلاص هنتطلق ..
أتسعت عيناها على مصراعيها بصدمة قائلة بفرحة فشلت بأخفائها :_بجد !!! ..
تطلع لها بعيناه الغامضة فأسرعت بألتماس الجدية والحزن المصطنع :_ليه ؟
ظل لوهلة صامتٍ ليقطعه قائلاٍ بغموض :_أنا مكنتش حابب أكمل من البداية لكن حملها دا كان السبب أني أستمر ودلوقتي خلاص مفيش حاجة أكمل عشانها ..
لم تتمالك كلماتها فتمسكت بيديه قائلة بلهفة :_بس في الا ممكن يعمل المستحيل عشانك ..
بقى هادئ لأخر الأنفاس وعيناه تطوف بها بنظرات أقرب للموت ولكن غلفت بالهدوء والثبات بأحكام ليتخل عنه الصمت :_تقصدي أيه ؟ ..
وضعت عيناها أرضاً متصنعة الخجل وهى تجاهد للحديث :_حازم أنا بحبك أووي وأنت عارف كدا كويس حبي ليك مش من يوم ولا أتنين ، سنين طويلة أوي بتتعمد تتجاهلني أنا عمري ما حبيت حمزة ولا هحبه لأنك محفور بقلبي وبعيوني .
وتركته وتوجهت للشرفة بدمع مخادع :_أنا أرتبطت بيه عشان أكون جامبك من البداية لكن قلبي أنحرق وأنا شايفاك مع واحدة غيري .
:_عشان كدا قتلتي البيبي ؟
قالها بأبتسامة زائفة فأستدارت له بصدمة مريبة ولكن تعبيرات وجهه كانت غريبة بعض الشيء فقالت بتوتر :_أنا م..
كادت الأنكار ليقترب منها متصنع البسمة :_يااه حبك ليا للدرجادي يا راتيل ؟
رفعت عيناها له بعدم تصديق أخذ ما فعلته بنقطة هامة بعشقه فقالت بأبتسامة واسعة :_وأعمل أكتر من كدا كمان أنا قتلته عشان تبعد عنها ولما مببعدتش حاولت أخلص منها عشان تكون ليا يا حازم أ..
صفعة قوية هوت على وجهها لتنزف على أثرها هولاٍ من الدماء ؛ رفعت وجهها بصدمة فوجدت معالم الغضب تتمكن منه ليخرج عن قوع الصمت قائلاٍ بصوتٍ تعلمه جيداً :_مش قادر أصدق أني كنت مغفل للدرجادي …
صعقت للغاية وتطلعت له بصدمة قائلة بصوتٍ يكاد يكون مسموع :_حمزة ! ..
خلع عنه العدسات ونزع ما يجعله مشابه لأخيه قائلاٍ بستقزاز :_أيوا حمزة المغفل الا أستغفلتيه عشان توصلي لهدفك الوسخ والا برضو بيوعدك أنه هينهي على الا فاضل منك ..
وجذبها بقوة ثم خطى بخطوات سريعة عن عمد لتقع أرضاً ويجذبها بقوة لا مثيل لها ، هبط الدرج وهى خلفه تصرخ بألم وقوة ليصيح بغضب كالرعد :_هندم طول حياتي أنى حبيت وحدة زيك ..
وفتح الباب على مصرعيه ثم دفشها بقوة كبيرة لتستقر أرضاً تحت أقدام الحرس فأشار لهم حمزة بأستقزاز :_الزبالة دي تخرج من هنا ومترجعش فاهمين ؟
أشار له الحارس سريعاً ليرمقها بنظرة أخيرة نارية ثم توجه للداخل …
أغلق الباب بقوة وأستدار ليجد أخيه يقف أمام عينه ، تطلع له قليلاٍ ثم أحتضنه قائلاٍ بألم :_أتخدعت فيها أوي ..
ربت على ظهره بحنان وعيناه بتذاكر لما حدث ..
##
أنهى حازم مكالمته مع النمر وأستدار ليبدل ثيابه ولكن كانت الصدمة هى الحلف حينما وجد أخيه أمام عيناه يتأمله بصدمة جعلته يعلم بسماعه المكالمة ، أقترب منه بحذر وخوف قائلاٍ بهدوء :_حمزة أنا أ..
قطعه بأبتسامة مؤلمة :_كنت شاكك من البداية بس كدبت نفسي ..
رفع حازم يديه بحنان على كتفيه :_ متستهلكش
تطلع له بعينٍ تشع شرار :_خدعتني وهتدفع التمن ..
لم يفهم ما يود قوله فغادر الغرفة سريعاً ولكن الآن علم ما مقصده ..
##
أبتعد حمزة عنه قائلاٍ ببعض الغضب :_مكنتش مضطر تثبتلي لو كنت جيت وقولت كنت صدقتك ..
تطلع له حازم بسعادة كبيرة ليحتضنه بفرحة فأخيراً صارت الثقة متبادلة بينهم ، صدح رنين الهاتف فرفعه حازم وعيناه متعلقة بحمزة الذي علم من المتصل ؟ فجذب الهاتف قائلاٍ بأبتسامة واسعة :_أهلا بالنمر ..مش عارف من غير خططك دي كنا عملنا أيه ؟
تعالت ضحكات أدهم قائلاٍ بصوته الرجولي :_حمد لله على سلامتك من الغفلة
شاركه حمزة الضحك قائلاٍ بغضب ساخر :_بنت ال…..خلتني مسخرة الموسم ..
_المسخرة دي لما نرجع مصر ونجتمع مع الشباب الوقتي أدي التلفون لأخوك فى حد عايز يكلمه ..
لوي فمه بسخرية :_أخويا بقا مهم ..
وقدم له الهاتف ليتفاجئ بمعشوقته تعنفه بقوة على عدم أجابته على أتصالاتها ، حمل الهاتف وصعد لغرفته بأشتياق لسماع صوتها رغم رحيلها الذي لم يتعدى العشر ساعات …ذاك هو العشق ! ..
**********
أستكانت على الفراش كالجثة الهامدة فقامت الطبيبة وعالجت جروحها ثم تركتها لتنال قسطاً من الراحة ، جلس زين جوارها يتأملها بصمت وقلب ممزق لتشرع أفكاره بأنه سيفقدها !! ..
لم يجد ذاته الا وهو يحتضن يديها بين يديه مقبلاٍ أياها بعشقٍ جارف …..فتحت عيناها بضعف لتجده يجلس أمامها فأبتسمت قائلة بصعوبة بالحديث :_كنت متأكدة أنك هتيجي
رفع يديه يلامس وجهها بحنان ليخرج عن سكونه قائلاٍ بصوت أليم :_جيت متأخر
أشارت رافضة لحديثه :_لا جيت بالوقت المناسب يا زين .
ثم قالت بدموع غزيرة :_كنت خايفة أموت من غير ما أش …
قطع باقي كلماتها بأن وضع يديه على فمها رافضاً سماع المزيد منها ليحتضنها بلهفة وجنون :_عمري قبل عمرك حبيبتي …
إبتسمت بسعادة وأختبأت بداخل أحضانه تبحث عن أمان حرمت منه لتغوص بنومٍ مركبه يخطو على أوراقه الخاصة…..
**********
بالصعيد ..وبالأخص بغرفة راوية …
فشلت ريم بمعرفة ما بها فخرجت من غرفتها بحزن تاركتها هائمة بتلك النظرات القاسية التى تراهم بالفهد لأول مرة ! …لا تعلم بأن القدر سيضعهما بأختباراً أخير ليرى مدى قوة ترابط عشقهما ….
**********
بمنزل “طلعت المنياوي”
توجه لمنزله بعد أن أطمئن من العمال على الطوابق الخاصة بأحفاده فولج لمنزله بضيق وأشتياق لوجود الجميع بالمنزل ، أقتربت منه نجلاء قائلة بهدوء وحزن مكبوت :_.أجهزلك الغدا يابا الحاج ؟
أفاق على صوتها فقال بثبات:_ لا يا بنتي ماليش نفس ..
وتركها وتوجه لغرفته فأقتربت منه قائلة بأرتباك :_عشان خاطري تسامحهم هما مالهمش غيرك وأديك شايف أهو البيت مش له حس من ساعات ما الأولاد سافروا …
وقف يستمع لها بثبات فلم يكلف نفسه عناء أن يستدير لها ، ولج لغرفته ثم جلس على مقعده المنخفص بحزن ، ما فعله هو لحمايتهم ولكن عليه الحذر من ذلك الرجل لذا قرر تحطيمه قبل التفكير بأذية أحفاده .
***********
جلس ضياء جوار عبد الرحمن بملل :_هو المفروض أنكم بتقضوا عقوبة ذنب أهلنا أيه ؟
يوسف بتأييد :_نفس سؤالي حضرتك بس للأسف مالوش أجابة ..على وش أستلام شغلي أجي المكان دا ! ..
تعالت ضحكات أحمد قائلاٍ بسخرية :_وأيه الجديد طول عمرك فقر ..
رمقه بنظرة محتقنة فأبتسم عبد الرحمن قائلاٍ بعدم تصديق :_هنبتدي هنا كمان ؟! …
يوسف بغضب :_مش شايف بيقول ايه ؟
ضياء بسخرية :_حقك عليا يا سيادة العقيد متزعلش نفسك …
تعالت الضحكات الرجولية فيما بينهم بينما أكتفى يوسف بالنظرات النارية ، كف الجميع عن الضحك ونهضوا جميعاً أحتراماً لمن يقف أمامهم ..
إبتسم فزاع قائلاٍ بوقار وثبات يلحقه :_منورين المندارة يا حبايب
يوسف بأبتسامة هادئة :_ دا نور حضرتك الا مغطي الدنيا
جلس على المقعد مشيراً لهم بعصاه ليجلسوا جميعاً فأسترسل حديثه :_مبروك تعينك يا حضرت الرائد ..
رفع يوسف يديه بأمتنان :_يسمع من بوقك ياررب ..
تعالت ضحكاته قائلاٍ بثقة :_جداها وجدود يا ولد وبكرا تشوف ..
أحمد بغضب مكبوت:_أيوا يا عم مين قدك حقك تتمرع وزيادة ..
رمقه بنظرة تعالى فأبتسم ضياء قائلاٍ بسخرية :_سيبه يأخد يومين ..
فزاع بجدية تجلي به وعيناه مصوبة على عبد الرحمن :_كيف حال مرات زين يا ولدي ؟
أجابه بنبرة هادئة :_الحمد لله لسه قافل معاه من شوية عمر وسليم سلموا الحيوان دا للشرطة
أجابه بستغراب :_ومعرفوش هو مين ؟ وليه عمل إكده ؟! ..
أحمد ببعض الغضب بلهجته :_ الحيوان دا كانت همس مرتبطة بيه قبل زين وبعد كدا أعلن للكل وفاته مش عارف أيه الحقد دا طب فى أيه أعلن وفاته وفى أيه عايزها تنتظره ؟! ..
ضياء :_يستهل الا حصله ..
يوسف ببسمة سخرية :_هو أنتوا الا بيقع تحت إيدكم بينفد واصل .
تعالت ضحكات فزاع والجميع لتقطعهم ريم قائلة وعيناها أرضاً :_الوكل جاهز يا جدي..
أشار لها بهدوء ثم نهض قائلاٍ بأشارة يديه :_هموا نأكل لقمة …
لحقوا به للداخل وكلا منهم يلكم الأخر بمشاكسة معهودة …
***********
ولج من الخارج ليجدها تجلس على الأريكة وبيدها الهاتف تحاول الوصول له بالرسائل والضيق يحفل على وجهها ، جلس جوارها بدون أن تشعر به فوضعت الهاتف قائلة بغضب :_كدا ماشي يا أدهم بس أما أشوفك ..
:_ هتعملي أيه ؟
قالها وعيناه مسلطة عليها تنغمر بعشق لو سطر بملايين الكتب ما كفى !! …
تحجرت الكلمات على لسانها وبقيت ساكنة تتأمل عيناه بصمت كأنها سحرت أو تحت أسر سجان عتيق لتحيل بسمة الخبث وجه النمر …
قال والمكر حليفه :_مستنى ردة الفعل ؟
أفاقت على صوته فتطلعت له بزهول من تخلى الكلمات عنها ما أن ترى عيناه ! …فكم تشعر بوجوده بأنها بلهاء حقاً ..
إبتسم أدهم قائلاٍ بهمس وعيناه تتراقب القاعة :_متجربيش تختبري غضبك أدام النمر عشان أنتِ الا هتندمي …
حل الغضب ملامح وجهه فغمز بعيناه الساحرة تاركاً إياها ، توجه للخروج ليقف على الباب قائلا بصوتٍ يكاد يكون مسموع :_هو أنا قولتلك قبل كدا أنك أجمل ما فى الكون ؟
ذاب الغضب بنظراته لها فبقيت بأرتباك وتوتر يكفى ليجعل وجهها كحبات الكرز لتبتسم تارة وتهرب عنه بالنظرات تارات أخرى أما هو فأبتسم بخفوت وغادر لغرفة مكتب الفهد بعدما طلب منه الحضور …
*******
بجناح نادين ..
حملت صغيرتها بغضب فكم تود النوم منذ أمس ولكن لم تستطيع فجلست على الفراش تطلع لها بنظرات مميتة لتصيح بعصبية :_يا بنتي نامي أنتِ واخدة جرعة …
ضحكت الصغيرة فزمجرت نادين بوجهها :_عنيدة زي أبوكِ ..
قطعتها صوت طرقات على باب غرفتها فنهضت عن فراشها لترى من فأذا بصابرين أمام عيناها بأبتسامة واسعة :_ها يا نادو مش هنخرج بالأراضي زي ما وعدتيني أمبارح ؟
رمقتها بنظرة مميتة ثم أغلقت الباب بقوة فعادت للطرق مجدداً لتجدها تفتح الباب ومن ثم تدفش الصغيرة بوجهها وتغلق بسرعة كبيرة قائلة بسخرية :_خدي القمر وروحي يا حبيبتي ..
وأغلقت نور الغرفة لتحظو ببعض الراحة من تلك الصغيرة بينما بقيت صابرين محلها تتأمل الصغيرة بتعجب .. لا تعلم ماذا تفعل بها ؟ فلأول مرة تحمل صغيرة بين يدها ! ..
إبتسمت بسعادة وهى تتأمل ملامح وجهها الملكي فتوجهت للدرج وعيناها مسلطة عليها حتى كادت التعثر ولكن أستندت على صدراً قوى ؛ فرفعت عيناه لتجده أمامها …
عبد الرحمن بأبتسامة هادئة :_مش تخلي بالك ؟
تذكرت أعتراف أمس فتلون وجهها بحمرة شديدة لتحمل الفتاة كمحاولة للهرب من عيناه الفتاكة :_كنت بشوف البيبي .
تعالت ضحكاته قائلاٍ بسخرية :_بتشوفيها أزاي يعني ؟
زمجرت بغضب لتتمسك بيدها الصغيرة قائلة بهيام :_أول مرة أشيل طفل صغير ..حاسه بفرحة كبيرة أوى فخدتها ونزلت ومش عارفة رايحة فين ؟! ..
إبتسم بعشق وهو يتأملها فكم أن قلبها رقيق للغاية ليجذب منها الصغيرة ويوزع نظراتها بينهما قائلاٍ بعشق :_أنا بشوفك زي مأنتِ شايفها بالظبط ..عشان كدا مش بحب أقسى عليكِ ..
أخفت بسمتها بعين تفترش الأرض ليطبع قبلة على جبينها قائلاٍ بهمس :_بتمنى من ربنا يرزقني بطفل جميل منك ..
إبتعدت عنه سريعاً ولم تعلم ما عليها فعله أتركض من أمامه مسرعة أم تنخبئ بأحضانه إبتسم قائلاٍ بهدوء ليخرجها مما هى به :_لو تسمحى أشاركم بالرحلة دي .
وجذبها وهبط للأسفل لتلحق به بفرحة وهى تراه وسيمٍ للغاية بذاك الجلباب المميز …
*******
بغرفة المكتب الخاصة بالفهد ..
صاح بصدمة :_مش معقول يا فهد ؟
أجابه بألم :_أنا عمري ما كنت ظالم يا أدهم ومتنساش أني كبير الدهاشنة
أدهم بغضب :_ كبيرهم أوك مقولناش حاجة لكن الا هتعمله دا هيكسر مراتك أوي وأنت أكتر واحد عارف دا كويس ..
طافت بعيناه غامة من الحزن قائلاٍ بصوتٍ محطم :_دا كان غلطي من البداية ويمكن بالا هعمله أكون بكفر عن ذنبي .
تطلع له النمر بقليل من الصمت يدرس ما به ليقول بثبات :_ يعني ناوي على أيه ؟
:_هتجوزها يا أدهم …
قالها بألم ولم يعلم أن من تقف لجواره تفوقه أضعافٍ مضاعفة ..تصنمت محلها حينما شعرت بأن ما فعلته لم يكن الصواب فهبطت لتقترب منه وتغوم به بطائفة عشقهم المديد وها هو يحطمها من كلماته التى هبطت على مسماعها كالموت القاتل …جحظت عيناها بقوة وهى تحتضن فمها حتى تكبت صراخاتها لينهض عن مقعده سريعاً ويتأملها بصدمة وخوف …
بكت وتهوت الدمعات بلا توقف وهى تتأمله بكثير من الوقت لتكتشف من أمامها ؟ ..هل هو عاشقها المتيم أم شخصٍ غامض طاف مع سنوات قضتها بعسل صافي وحنانه المعتاد ؟!..
حزن أدهم لما به لعلمه أنه أقسي الشعور ، لم تعد تحتمل رؤية عيناه لتتراجع للخلف وعيناها متعلقة به ودمعها يزداد ثم أسرعت بالركض بعيداً عنه بعيداً عن المنزل بأكمله كأنها تهرب من نيران ستحرق جسدها بلا رحمة …لتستقر أمام بئر عميق فسمحت لذاتها بالأنهيار لتصرخ بكل ما أؤتت من قوة وتبكى بصوت مرتفع يصدح بالأرجاء ليعلن عن حطام قلب عاشقة أقسمت على الموت بهواه ولكن هل سيتمكن من يقف خلفها على مداوة جرح قلبها العميق ؟! ..
هل سيتمكن من الصمود أمام المجهول ؟!
أما النمر فقد حانت اللحظة الحاسمة ليذق من كأس مرير حينما يرى من ملكت الروح والقلب تسارع للحياة وهو مكتوف الأيدي يستمع لها ..صراخها …نجدتها …بينها وبين مسافة ليست بكبيرة وهو مكبل لا يستطيع من التحرك …فربما سيحول القلب ليلحق بنبضه وربما سيثور ليرى الجميع قوة النمر ! …

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية القناع الخفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى