روايات

رواية القناع الخفي الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم آية محمد رفعت

رواية القناع الخفي الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم آية محمد رفعت

رواية القناع الخفي الجزء الثاني والثلاثون

رواية القناع الخفي البارت الثاني والثلاثون

القناع الخفي
القناع الخفي

رواية القناع الخفي الحلقة الثانية والثلاثون

بعنوان_عاصفة_أزاحت_الأقنعة ….
بالأسكندرية عروس البحر المتوسط….
تميل الهواء بدلال على نغمات المياه المتقلبة على الشاطئ كأنه يزف حالة خالدة على مر العهود ، الأمواج تتناغم فتعلو بأصواتٍ هاتفه بقنوان خاص ….
شواطئ الرمال تتقلص بين الغرف المزينة بالورد فى موجهة بين تغريدات المياه الزرقاء وبين السماء النابع لونها بالحياة ….
فتحت عيناها بتكاسل ؛ فوقعت بين براثين نظراته الخالدة …..تعمد أن يبقى ساكناً ليستمع لهمسات نظراتها الخجولة ،عادت لأرض الواقع فحاولت النهوض سريعاً ولكن هيهات سقطت على صدره كرد فعل تلقائي لحركتها السريعة ، تمردت خصلاتها لتسقط على عيناه كأنها تلجئ للرأفة من نظراته ، إبتسم النمر بمكر ؛ فرفع يديه يعيدها خلف أذنيها بأطراف أصابعه قائلاٍ بخبث :_قلبك مش سامح بالهروب …
تغلغلت حمرة الوجه فأكتسحت ملامحها بأحتراف ، تركته وهمت بالتوجه لحمام الغرفة كمحاولة دائمة للتهرب من كلماته ولكن هيهات لم يسمح لها …
وقفت محلها بعبث وهى تحاول جاهدة جذب يدها المحاصرة بين يديه ،تعالت بسمته الجانبية ليقربها إليه ومازالت نظراتها بعيدة عنه ، أغلقت عيناها بقوة حينما عاد للحديث الهامس لها :_عادتك الهروب وأنا كالعادة بحاول أخليكِ جانبي على قد ما أقدر ..
ثم أدراها لتكون أمام تلك العينان ، تأمل عيناها المغلقة بقوة بأبتسامة مشاكسة :_أفتحي عيونك ..
أنصاع القلب له ففتحت عيناها ببطئ لتجده يجذبها بقوة عيناه لعالم يصعب وصفه بين تلك النظرات الخالدة فلم تجد سوى الأستسلام بين أمانه الخاص بنبع القلب القريب من صدره العريض …
**************
بالجناح المجاور له …
كانت تحتضن بطنها المنتفخة ببعض القلق من القادم لتجده يولج للداخل بالطعام وبسمته الجذابة تتسلل بملامحه الرجولية الوسيمة ،وضع الطعام على الطاولة ثم أقترب منها قائلاٍ بهدوئه المعتاد :_حبيبي سرحان فى أيه ؟
أفاقت رهف على صوته فأستدارت إليه بأبتسامة رقيقة ويدها تتحسس جنينها :_خايفة من الولادة الدكتور قالي أني هولد فى أول التاسع يعني هانت ..
أقترب منها بتفهم ؛ فجلس على المقعد المجاور لها وجذبها لتجلس على قدميه قائلاٍ بمكر :_المفروض تكوني متحمسة عشان هتشوفي البيبي ثم أنك كان نفسك تولدي عشان تنقذي نفسك برجيم قاسي يحل العقدة اللي بقيتي فيها دي! .
تحاولت نظراتها لدفعة من الغضب فلكمته بقوة على صدره قائلة بعصبية :_أنا عقدة يا حازم ؟! ..
ضيق عيناه بألم مصطنع :_بعد الشر عليكِ أنا اللي ستين ألف عقدة ومنشار كمان ..
رمقته بنظرة غاضبة فقطعتها حينما نهضت قائلة بحقد :_على فكرة أنت أتخن مني ميغركش شكلك ..
إبتسم ببرود :_أعلم ذلك ..
ضغطت على معصمها بغضب وتوجهت للداخل بعدما عادت بضع خطوات لتحمل الطعام بنظرة نارية تركتها كتذكاراً له لتتعال ضحكاته الرجولية بعدما غادرت بالطعام تبتلعه بغضباً جامح …
*********
إبتسمت بسعادة حينما أندلعت قطرات المياه على جلبابها الأسود الفضفاض ،رفعت عيناها تتفحص المكان بأهتمام فخلعت حذائها وهرولت على الشاطئ لتلمس قدماها حبات الرمال الذهبية بدلال فتتعال ضحكاتها بفرحة زُرعت بقلبها منذ اللقاء الروحي به …
أنتفضت بفزع حينما شعرت بالمياه على كتفيها فأستدارت بأستغراب لتجده يقف خلفها بطالته الطاغية ،يديه منغمسة بالمياه فيرفعها بقوة لتصل إليها ، أغلقت عيناها لتهوي القطرات على نقابها الأسود فتتسلل لعيناها البنيتان بحرافية ،أقترب حمزة ليقف أمام عيناها قائلاٍ بعشق بعدما جذب بضع قطرات من المياه بين يديه :_لو قولتلك أني بغير عليكِ من لمسة المية دي هتصدقيني ولا هتقولي عليا مجنون ..
خفق قلبها بجنون فشعرت بأنها لم تستمع لكلماته لشدة طرب القلب بهواه ،قربها إليه مستكملاٍ حديثه بصوتٍ منخفض ويديه تتلامس مع نقابها :_يمكن الحاجز دا اللي مخليني صامد لحد دلوقتي حاميكِ ليا من كل حاجة …
رفعت حنين عيناها على يديه المطوفة لذراعيها بوجهاً كحبات الكرز فودت كثيراً أن تستعيد التحكم بذاتها حتى تلوذ بالفرار من أمامه ولكن هيهات سقطت أسيرة عيناه …طاف بهم نسمات الهواء العليل فنجح بالتسلل للقلوب ليزيح القناع الأخير المحبز بالخجل ويدع العشق هو السيد الأكبر …
***********
بالغرفة المجاورة لهم .
خرج من حمام الغرفة يجفف وجهه بالمنشفة ليزفر بضيق حينما وجدها مازالت غافلة ، توجه إليها بمكر لمع بعيناه ؛فجلس جوارها يتأمل ملامح وجهها بهدوء ومن ثم أقترب منها بأبتسامته الخبيثة ، حرك رأسه قليلاٍ فتناثرت المياه على وجهها لتبدو علامات الضيق عليها فأعاد ما فعله لتستيقظ بأنفعال وعيناها تجاهد لعودتها للوعى ،تعالت ضحكات عبد الرحمن بينما ترابصت له نظراتها بالضيق فتطلعت لجوارها بمكراً داهي ،قطعت ضحكاته حينما شعر بالمياه تطوف بصدره العاري فتطلع لها بغضب …
وقفت على الفراش حاملة زجاجة المياه الفارغة قائلة بفخر وغرور :_متحاولش تستعرض قدرتك عليا لأنك مش هتتوقع ردة فعلي ..
لم تتبدل ملامحه كثيراً فأقترب منها لتسرع بالجلوس قائلة بصوتٍ مرتجف من الخوف :_صلي على النبي يا عبده اللي حصل أرادة من الله هنعترض يا حبيبي .
لم يتمالك ذاته وتعالت ضحكاته ليحملها بين يديه قائلاٍ بهمس :_واللي هيحصل هنا برضو ..
تعال الخوف وجهها لتسرع بالتشبس به :_هو أيه اللي هيحصل؟ ..
أكتفى ببسمة صغيرة ليحملها خارج الغرفة بجناحه الصغير ومن ثم هبط بالمسبح المتسع بعض الشيء لتتعلق بجنينها وتصرخ بجنون …
تعلقت برقبته قائلة برعب :_المسامح كريم ..
جذبها إليه قائلاٍ بتذمر مصطنع :_مين كريم دا كمان ؟ ..
علمت بأنه تعمد مضايقتها فتعلقت برقبته بصمت لتتعال ضحكاته المشاكسة ليطوف بها بجو خاص به …
***************
بغرفة أحمد ..
ظل لجوارها بلهفة بعدما خرجت من حمام الغرفة بتعبٍ بدي عليها ،فتحت عيناها بتكاسل حينما داعبتها أشعة الشمس الساطعة فوجدت عاشقها مازال يتوسد الفراش جوارها ،أستندت بجذعها برفق تتأمله بسعادة وإبتسامة تسرى بالعشق الطائف بعد أن ظل لجوارها ليلاٍ غير عابئ بتعب جسده المتصلب ….رفعت يدها على وجهه تلامس ملامحه الرجولية بأبتسامة تشق وجهها ،تجمدت لوهلة حينما فتح عيناه ؛ فجذبتها بأرتباك وحمرة تكتسح وجهها بأجتياز ، تطلع لها بأبتسامة واسعة :_أنتِ صحيتي من أمته ؟ ..
رفعت خصلات شعرها المتمردة على عيناها بأرتباك :_من شوية …
ترقب حركتها بشغف ليستمر بالحديث :_أحسن دلوقتي ؟..
أجابته بأشارة رأسها البسيطة فأقترب منها هامساً بمكر :_طب كنتِ بتعملي أيه ؟ ..
أشاحت عيناها بعيداً عنه بخجل كاد أن يقتلها فزفر بضيق مصطنع :_مش ناوية تحني عليا بقا والله قربت أخلل جانبك ..
أخفت بسمتها الرقيقة قائلة بتذمر مصطنع :_مفيش فايدة فيك يا أحمد المفروض أنك محامي والمحامي على حد علمي ذكي ..
ضيق عيناه بعدم فهم فأكملت بمكر :_يعني لو مكنتش مرتاحلك مكنتش أتجوزتك …
رمقها بنظرة غاضبة ؛ فجذب الجاكيت الخاص به وتوجه للخروج …
:_بحبك ..
تصنم محله لثواني بفرحة كادت أن توقف نبضات القلب العاشق ليستدير إليها ببطئ وأبتسامته الوسيمة تفترش على وجهه الخمري ،كادت بالتهرب مجدداً من نظرات عيناه الشبيهة بالليل الخاص الممتلئ بالتجوم المضيئة ولكن هيهات جذبها سريعاً لتقف أمام عيناه قائلاٍ بفرحة :_أخيراً ..
إبتسمت قائلة بمشاكسة مرحة :_مش أبو إبني لازم أحبك الله ..
حملها بضحكة مرتفعة قائلاٍ بسعادة رغم كلمتها المبسطة لتخفى خجلها :_يعني بحبك وكمان أبو إبني لا كدا كتييير أبتديت أحب الواد زين أنه جابنا هنا لا وأيه أنا مكنتش موافق وأقوله المدام فى الرابع وتعبانه غبي هنعمل أيه ..
تعالت ضحكاتها قائلة بصعوبة بالحديث :_طب نزلني ..
رمقها بضيق :_أنزلك دا أيه أنا مصدقت أن ربنا فرجها عليا وأتكلمتي لأزم اسمع الكلمة مرة وأتنين وتلاته أحنا ورانا حاجه ..
وحملها للتراس وسط رنين ضحكاتها الفرحة …
*********
أمام شاطئ المياه الهائمة كانت تجلس بتذمر ، عيناها تتنقل بين موجات المياه وبين الهاتف بضيق فكم ودت أن تصفع ذاتها بعد أن طلبت منه العودة للقاهرة ليحضر لها بعض الأغراض الخاصة بها …. لعنت أصرارها حينما أقترح بشرائها ما يلزم من الأسكندرية فهي الآن بحاجته ، مرت الساعات طويلاٍ ومازالت تجلس أمام المياه بأنتظاره حتى غروب الشمس وتخلد نور القمر الذاهي ….
مسدت بيدها على بطنها المنتفخة قائلة بفرحة :_لسه أقل من شهرين وأشوفك أدامي أنت اغلي حاجة فى حياتي كلها متشوقة أوي أني أشوفك وأشيلك بين أيديا …
إبتسمت همس بسعادة وحماس للقادم فزادت لأضعاف حينما أستمعت لصوت سيارة تقترب منها ، نهضت سريعاً وخطت تجاه فوجدته يهبط بطالته الخاطفة للأنفاس ولكن عيناه كانت تحملان لها أنذار بالعاصفة القريبة …
أغلق باب السيارة بغضب ثم أقترب ليضع حقيبة صغيرة بعض الشيء على الطاولة ليتمدد على المقعد البحري بضيق :_أدي اللي طلبتيه لسه حاجة تانية ؟
إبتسمت بدلال :_شكراً يا زيزو ..
تطلع لها بأستغراب وشك من القادم ولكن حبات العرق التي تكتسح وجهه جعلته يصرف تفكيره عن تلك المجنونة كما ينعتها ليخلع قميصه عنه ومن ثم يتقدم من المياه الباردة اللامع مياهها بضوء القمر ليرتمى بأحضانها غير عابئ ببرودتها فقط يسبح بمهارة وحرافية …
أحتضنت حقيبتها بنظراتٍ هائمة عليه تجوب بها بعشق وإبتسامة تنير وجهها …
حبس انفاسه أسفل المياه لفترة طويلة فخرج يلتقط أنفاسه ومن ثم اكمل سباحة للشاطئ ،أحتضن المنشفة و تمدد لجوارها بتعبٍ بدى على قسمات وجهه بوضوح …
أقتربت منه بعد موجة تفكير عميق غير عابئة بأمواج المياه الهادئة التى تبعث الراحة بالنفس ….
وقفت أمامه بملامح تحمل الضيق ؛ فرفعت يديها على كتفيه تحركه بغضب :_زين ……زين …
فتح عيناه بصعوبة وخاصة بعد أن غفل على المقعد من شدة التعب فنهض ببطئ يعبث بعيناه الزرقاء حتى يعتاد على أستعادة وعيه ….زفرت همس بغضب :_ أصحى عايزاااااك …
رفع عيناه عليها بنفاذ صبر وخاصة بعد أن تملكها الجنون بأخر فترة ….جلست جواره على الأريكة البحرية الصغيرة قائلة بأرتباك وتوتر :_ هو أنت ممكن عينك تزوغ هنا ولا هنا بعد ما جسمي زاد حبتين …
تطلع لها بنظرات تحمل سهام كم كان يود أطلاقها به …أتيقظه لتلك التفاهات !! …
رفعت يدها بضيق وحزن :_يعني حبتين تلاته بس هرجع زي الأول أه هي فترة وهتعدى بدون خساير ..
شدد زين على شعره الغزير بقوة فكم كان يود أقتلاع جزوره ليحصل على الرحة الابدية من تلك الفتاة فلم يجد حل أسلم من الرحيل …
جذب المنشفة لجواره يجفف بها جسده الممتلئ بالعضلات بفضل تمرينته الشاقة غير عابئ بنظراتها المحفزة بالأهتمام ثم ألقاها بقوة أفزعتها فكاد بالرحيل ولكنه توقف وأنحنى ليكون على مستواها قائلاٍ ببرود مصطنع :_ أنا شايف أنك تدعى ربنا الفترة اللي جاية دي تعدى على خير وأنه يلهمني الصبر أني مخلصش عليكي …
وتركها وتوجه لجناحه وهو بحالة لا يرثي لها ، تابعته همس بأستغراب ثم قالت بغضب وضيق :_يلهمك الصبر ليه ياخويا منتجوز أم لهب دك نيلة وأنت عسل كدا طب حتى ياخويا كنت شيلتني ودخلتني أنام فى حضنك زي ما كنت بتعمل مش فارض عضلاتك علينا وخلاص ..
توقف عن الخطى بأبتسامة تنجح دائماً ببثها على وجهه المتصلب فأستدار ليقترب منها ….رفعت عيناها لتجده متوجه إليها فتملكها الرعب لتتراجع للخلف بزعر قائلة بخوف :_مشتمتش والله ..
زاد بالأقتراب فأسرعت للمياه لتحتضن جنينها :_لو قربت هقتلك إبنك وأخلص ..
لم يتمالك زين زمام أموره فخر ضاحكاً ليحملها بين ذراعيه قائلاٍ بصعوبة بالحديث :_ناوية تعملي أيه فيا تاني يا همس أنتِ ناوية تدخليني السريا الصفرا بدل ما أفرح بالبيبي ؟ ..
إبتسمت براحة حينما رأته يبتسم فرفعت يدها حول عنقه بتفكير :_يا راجل يا خايب بعملك جو مرح كدا دانت من غيري هتموت ..
ضيق عيناه بأستنكار لتزيد من حديثها :_ أسمع مني بس والله بقى لو جبتلي جزر وشوية موز هدعيلك العمر كله ويمكن ابعد عنك يومين تلاته …
توجه لغرفته قائلاٍ بغضب :_جزر وموز مربي قرد أنا ؟
كبتت ضحكاتها فولج ليضعها على الفراش ثم رحل بضيق …
توجه للخارج بملامح شبه نارية ليتعثر بخطى النمر …
رفع النمر عيناه بتفحص قائلاٍ بثبات :_فى أيه ؟ ..
رمقه بنظرة مطولة :_مفيش أنت رايح فين فى الوقت دا ؟ ..
أجابه ببرود :_أعتقد أنا اللي المفروض أسالك …بس أوك جيانا حابه تأكل أيس كريم فخرجت أجبلها …
بدي وجه الزين ببسمة كبيرة ليصرخ بحماس :_الله أكبر ايوا كدا عشان تتربى صح وتعرف ان الله حق ..
بقى كما هو ليجذبه بضيق :_تقصد أيه ؟ ..
إبتسم زين بخبث ؛_لا ولا حاجه يا حبيبي أنت تروح تجبلها اللي هى عايزاه وبعدين تأخدها على الدكتورة…
وتركه وتوجه بالرحيل قائلاٍ بسعادة :_هفرح وأنا شايفك بتتشحور أنت كمان يا نمر ..
بقى أدهم كما هو يتراقب خطى زين المبتعدة ليضرب كف على الأخر قائلاٍ بشفقة :_لا حولة ولا قوة الا بالله الواد أتجنن ..
ورحل النمر ليجلب ما طُلب منه فربما لا يعلم أنها تحمل بأغلي الجواهر إليه ….
*************
بالقاهرة …
وبالأخص بمنزل أحفاد “طلعت المنياوي” …
أنهى الرجل تركيب الطاولة قائلاٍ بأبتسامة هادئة :_كدا تمام يا ضياء لو في حاجة تانية كلمني على طول ..
إبتسم ضياء وهو يتأمل الشقة بعد أن أكتملت بالأساس :_تسلم ايدك يا حاج بكر بجد شوية عزال عال العال ..
تعالت ضحكات الرجل ذو الأربعون عاماً قائلاٍ بعملية :_ربنا يتمم عليك بخير يارب …
أخرج ضياء المال مقابل عمل الرجل قائلاٍ بأحترام :_تسلم يا غالي تعبناك معانا
تناول منه المال قائلاٍ بهدوء :_تعبك راحه ..أتكل أنا بقا ..سلامو عليكم .
أجابه وعيناه هائمة على شقته المنتظرة :_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وغادر الرجل تاركاً ضياء بأحلام وردية ينسجها للغد القريب الذي سيصبح حافل بزواجه من عشق طفولته الخالد ،قطع أحلامه المنسوجة حينما ولج يوسف للخارج فوجده هائم بالفراغ فوضع يديه على كتفيه بسخرية :_لحقت تسرح ؟ ..
تطلع لجواره بفزع :_خضتني يالا يخربيتك ..
تعالت ضحكات يوسف قائلاٍ بمرح :_أيه اللي شاغل عقلك ؟ ..
إبتسم بهيام ؛_هو في غيرها اللي أخدة عقلي من أول ما فتحت عيوني على الدنيا ..
أستند يوسف بجسده على الحائط مربعاً يديه أمام صدره بسخرية :_والله شكلي هسحبك أداب لو ما أتلمتش ..
رمقه بنظرة غاضبة :_ بكرا الحنة وبعدها الفرح يعني أخد حريتي وأسرح براحة راحتي محدش عنده ليا حاجة ..
إبتسم يوسف بمرح :_أه يا عم مين أدك ..
جذبه بسخرية :_ما بلاش أنت يابو خطوبة شهرين ونص هموت وأعرف عملتها أزاي ؟ ..
رفع تلباب قميصه بغرور :_أنا طول عمري مميز ياض بس أنت اللي مش واخد بالك ..
جذب المفاتيح وتوجه بالخروج قائلاٍ بغضب :_طب يالا عشان نجيب الدعوات ..
لحق به بوسف فأغلق باب الشقة وتوجه الأخر للشقة المجاورة له فأغلقها هو الأخر قائلاٍ بأبتسامة مرحة :_محدش فيكم ذكي زيي جدك خيرني بين أنه يعملي خطوبة كبيرة وهيصه وبين أني البس دبلتين وأعمل الفرح معاك وبصراحه مترددتش ثانية …
نظراته كادت أن تشتعل لجمرات فأشار له بالهبوط قائلاٍ بتذمر :_قصدك عشان تقرف فى اللي جابوني أنزل بدل ما أخلص عليك وأرتاح
تعالت ضحكات يوسف وهبط للأسفل بسعادة تغمره هو الأخر ..
*************
بالمنزل المقابل له ..
صاحت غادة بحزن :_يعني محبكش السفر لأسكندرية غير على فرحنا ..
أجابتها مكة بأبتسامة رقيقة :_فات الكتير ما بقى الا القليل على بكرا هيكون الأسبوعين اللي قالوا عليهم خلصوا وهيرجعوا ويحضروا معانا الفرخ
أغلقت الحقيبة بعد أن وضعت بعض الثياب الخاصة بها :_بس برضو كنا محتاجين البنات ينظموا معانا الحاجات بالشنط خايفة تتكسر …
حملت مكة الحقيبة فضمتهم لعدة الحقائب المجاورة لها بهدوء :_يا غادة أنتي عارفة اللي حصل لجيانا لخبط الجو شوية وكمان فضلت شهرين نفسيتها كانت وحشة بدون أيه سبب وبعدين يا ستي ماما ومرتات عمك ظبطوا الدنيا بالشقة مش فاضل غير أننا نجهز حاجتنا ..
أطلقت تنهيدة حارة بمأساة ما حدث قائلة ببعض الراحه :_المهم أنهم هيكونوا جانبنا …
شاركتها مكة البسمة بشرود بالقادم مع عاشقها المتيم ….
***************
هفوت تنقلت بالعشاق لسحاب من الغيوم طاف بها العشق لأمد فاض بالأبعاد ليقسم على أمسية باتت كالجمرات فأزاحت أقنعة تعمد البعض أرتدائها …..
مرت الأجواء وجاء اليوم الميمون لتجمع أعضاء المافيا من جديد فربما الآن سيجمعهم أنشودة عزفها خاص من نوعه …..
تعالت الأضواء بالحارة البسيطة كأعلان عن أحد الأفراح الشعبية ؛ فطاف بالمنزل وابل من الأضواء والمصابيح أحتفال بزفاف يوسف وضياء أصغر أحفاد طلعت المنياوي ….
شُعلت الزغاريد بالأنحاء ومعها صوت الألحان حينما توقفت السيارات ليهبط منها ضياء ويوسف ببذلتهم السوداء الخاطفة للمحة الوسامة المعهودة لكلا منهم ….
أقترب ضياء من السيارة ثم عاون عروسه المزينة كأنها فراشة بيضاء خصصت له ،تناول يدها بين يديه بفرحة لتسير معه بين الحشود للمنصة ثم جلست جواره وعيناها تتنقل بين معازيم الحفل بسعادة ، لحقت مكة بها بعد أن تعلقت بذراعيه لتتبختر بفستانها الفضفاض كأنها ملكة هذا الحفل الشعبي لتنضم لهم على المنصة ….
عاونتها جيانا وياسمين على الجلوس بينما ظلت رهف وصابرين وهمس جوار غادة وكلا منهم تتألق بفستانها الساحر وحجابها البسيط …..
بالأسفل …
أقترب أحمد قائلاٍ بأبتسامة واسعة للشباب :_مش هنولع الجو ولا أيه ؟ …
رمقه زين بنظرة محتقنة فتعالت ضحكات عبد الرحمن قائلاٍ بصعوبة بالحديث :_معلش أصله مكتئب بعد اللي حصله أخر مرة …
شاركه حازم التحفيل :_رغم أن محدش فينا جاله فرصة ذهبية زي دي الا أنه كان فى قمة الغباء …
تعالت ضحكات حمزة فجذب زين أحمد قائلاٍ بوعيد :_شكل أيدى وحشتك وأنا الصراحه نفسي أعلم عليك ..
دفشه بسخرية :_يا عم روح أنت هتشطر عليا هى ذكري سودا وهتفضل معاك طول ما في فرح فى العيلة أتقبل الأمر بقا
عبد الرحمن بمرح :_يا كسفتك يا نوسة حطيتي وشنا بالأرض ..
حمزة بخبث :_لا وأنت الصادق فوق بعد ما أتشعلق بالسما ..
تعالت الضحكات لذكري ما حدث لزين فى ذكري زفافه وفي ذلك المكان المحدد ….أنقطعت الهمسات بينهم حينما أقترب النمر منهم بنظرات ثابتة :_فى أيه ؟ ..
تنحنح أحمد بجدية مصطنعة :_مفيش يا نمر دا زين بس كان عنده شوية تفاعل هرموني بس الشباب قاموا بالواجب ..
كبت حازم ضحكاته بصعوبة فتحلى بملامح ثابتة حينما رمقه أدهم بنظرة غامصة ليقطعها بحذم :_وزعوا الكوكلا على الناس بدل وقفتكم دي ..
لحق عبد الرحمن بأحمد الذي لحق بأوامر النمر علي الفور قائلاٍ بأبتسامة مرح:_أنت تؤمر يا نمر …
أسرع حمزة بالأنضمام إليهم بينما وقف النمر امام حمزة وزين بملامح منقبضة مما أثار لهفة زين فأسرع بالحديث :_رفض يجي برضو ؟ ..
أكتفى بأشارة بسيطة إليه فزفر بضيق :_فهد مش هيتغير ابداً هيفضل طول عمره كدا ميسمعش لحد ويعمل اللي فى دماغه هو وبس ..
زفر النمر هو الأخر :_المرادي منقدرش نتدخل يا زين لأن الموضوع صعب وحساس بس أنا واثق فيه وعارف أنه مستحيل يغلط .
هنا قرر حازم التدخل بملل :_لو ممكن نشوف العرسان اللي خللت على الكراسي دي وبعدين نفوق لسي فهد بتاعكم دا ..
إبتسم زين بمكر :_الواد دا معاه حق ..
إبتسم النمر هو الأخر وأشار لهم بالتقدم ليعتلي خشبة المنصة كلا منهم وتتعال النغمات الشعبية بالزفاف ليتميل كلا منهم مع ضياء ويوسف حتى أحمد وعبد الرحمن سارعوا بالأنضمام إليهم ،غامت أعين الفتيات على عشاقهم بأبتسامة أعجاب مازالت ترسم مع مرور الوقت العافر بالعشق العتيق …
تميل ضياء بسعادة مع عروسه كأنه أعزوفة تنقل بنظراته لها ،وضعت عيناها أرضاً بخجلا من أقترابه منها على عكس مكة كانت ضحكاتها تعلو المكان بأكمله حينما قدم لها يوسف سلاحه الخاص وعاونها على أرتداء سترته البيضاء ليلتقط لها صوراً عديدة …..
أنتهى الحفل بعد صعود طلعت المنياوي للمنصة ليقدم كعادته الذهب للعروس فقبلن الفتيات يديه بوقار لا يليق سوى به …..
صعد كلا منهم لشقته الخاصة وتبقى بالطابق الأول الشباب بأكملهم لتتعالي بينهم جو المرح الرجولي …
عبد الرحمن بزعل مصطنع للنمر:_كنت زعلان أن الحيوان أحمد جانبك على طول وأنا لوحدي الوقتي بقا جانبي تو حيوان مش واحد
تعالت ضحكات زين بشماتة :_تعيش وتأكل غيرها يا عبود …
أحمد بغرور :_هو لسه شاف حاجة دانا جار طيب وحنين وخجول لكن اللي فوق دول يومين بعون الله وهتلاقيه معزل من الشقة بحالها .
حازم بسخرية :_جار ايه ياخويا ؟…
أجابه بعد أن اغلق جاكيته :_حنون وطيوب …
حمزة بمرح :_ياعم أتلهي دانا واقف معاك ساعه واحده وعايز أعزل أقصد أروح .
رمقه بنظرة محتقنة :_بقي كدا يا معفن مكنش عيش وجمبري من أسكندرية اللي عزمتك عليهم ..
حمزة بسخرية :_تقصد المزلة اللي بتعلقها فى الراحة والجاية مكنتش أم عزومة دي يا معفن ..
تعالت ضحكات زين وحازم بعدم تصديق فشاركهم عبد الرحمن الضحك حتى أحمر وجهه من شدة ضحكته …
تصنم حمزة محله حينما وجد النمر خلفهم يستند بجسده الممشق على الحائط فأقترب منهم قائلاٍ بهدوء :_ممكن أفهم حضراتكم بتعملوا أيه هنا ؟
زبن ببرود :_واقفين هنعمل أيه يعني ؟
أسرع أحمد بالحديث بعدما لكم زين بغضب :_أحنا داخلين شقتي يا نمر أصلي عازم الشباب وكدا ..
رمقه بنظرة مطولة ثم قال بثبات :_مش هتبطلوا حركات العيال دي ؟..
أنفجر حازم ضاحكاً :_بصراحه لا …
ثم أستدار لعبد الرحمن قائلاٍ بصعوبة :_ولا أيه يا عبود ..
صاح بتصميم:_حد الله ما هتنقل من هنا غير لما أخد نصيبي من الحمام وحلة الأتفاق زي ما الحيوان يوسف عمل دا كان مستخبي جوا فى المطبخ وكرم ربنا أن مقطعليش الخلف وأنا داخل أشرب بعد ما المعازيم خلعت انا قتيل النهاردة …
خسر النمر ثابته حينما إبتسم بسمته المبسطة ليرفع عيناه الخضراء على الدرج قائلاٍ بعد وهلة من التفكير :_أنا بقول نطلع فوق أحسن .
تعالت الصيحات ليصعد كلا منهم للأعلي فى مشاكسات طفيفية للحصول على الوليمة ….
أما بالأسفل …وبالأخص بمنزل النمر …
تعالت ضحكات صابرين بعدم تصديق :_الله يخربيتك يا همس بقيتي واكلة أكتر من نص علبة الشوكلاته أرحمي نفسك هتروحي فين بعد كدا ؟ ..
رمقتها بنظرة ضيق لتلقي بوجهها الأكياس الفارغة بضيق :_هتعدى علينا ولا أيه يا تلمي نفسك كدا وتقعدي وأنتِ ساكتة يا تاخدي بعضك وتغوري فوق مع أخوكي عالم زنانة اوي بيبصوا فى أكل العيل ..
تعالت ضحكات جيانا قائلة بصعوبة بالحديث :_خلاص بقا يا صابرين الله ..
شاركتهم رهف بالحديث :_بكرا نشوف يا صافي لما البلونه تكبر كدا وتدخلي فى الأواخر …
أجابتها ياسمين بحزن :_سبيها متعرفش حاجة أنا وأنا فى الأول كنت زيها لكن الوقتي بحس أني هأكل أيد أحمد وهو نايم ..
تعالت ضحكات حنين بشدة حتي أدمعت عيناها :_ما شاء الله لا بشروتنا والله ..
فأستدارت لجيانا قائلة بمرح :_من رأيي نخلينا كدا يا جوجو بدل ما نبقى مصاص دماء …
وضعت عيناها أرضاً بخذلان مصطنع :_كنت أبغي أقولك نفضل على كدا بس بعد الأختبار اللي عملته اليوم أستحي أقولك النتيجة …
تعالت ضحكات همس قائلة بفرح :_الله اكبر علينا وانا اللي كنت فرحانه أن فى واحدة فينا لسه كيوت ومزة زي ما هي كدا حبس رسمي نخرج فين كلنا بالبلالين دي على رأي البت رهف ….
ياسمين بفرحة :_ألف الف مبروووك يا قلبي ..
قطعتها صابرين بحماس :_سيبك من المباركات الوقتي لا بتأكل عيش ولا حلاوة خلينا فى المهم
حنين بتفكير :_اللي هو ؟ .
أجابتها بأبتسامة واسعة :_النمر عرف ولا لا ؟ ..
ضيقت جيانا عيناها بأستغراب :_لا ليه ؟ .
صابرين بمرح :_ليه أيه دي فرصه ذهبية نقوله كلنا ونأخد الحلاوة ولا أيه يا بنات ؟ ..
:_أكيييد ..
خرجت الكلمة بصيحة جماعية لتعلو الضحكات وتعد الخطط لأخبار النمر بالأمر ….
أما بالأعلي …
تعالت ضحكات حازم بعدم تصديق فخرج ضياء بتأفف من الداخل حاملاٍ لوفد هائل من الطعام والأواني وقدمه لحازم وحمزة والنمر بتذمر أما لجوارهم زفر يوسف بغضب بعدما فتح الباب للمرة العشرون :_فى أيه تااااني ؟
أجابه عبد الرحمن ببرود وتعمد :_نسيت العيش يا خفيف ..
رمقه بنظرة نارية:_معاك حمام وبط وفراخ ولحمة وأكل يكفي مديرية وجاي تسأل على العيش ! …
تطلع له بغرور :_مالكش فيه هات وأنت ساكت ..
ود أن يقتلع لقب أخيه الأكبر وينال من رقبته الغالية ولكن عليه الهدوء حتى يقضي وقت ممتع مع معشوقته ،ولج للداخل ليحمل الخبز ومن ثم خرج إليهم ليلتقطه عبد الرحمن بأنتصار …
يوسف بهدوء مغلف بالغضب :_لسه فى حاجه تانية …
أستدار عبد الرحمن لأحمد وزين الحاملان الطعام ببرود :_لا كدا تمام ..
أجابه يوسف بسخرية :_أجبلك التلاجة هنا عادي والله ..
أحمد بمرح :_لا هات بطاطين عشان بنخاف من البرد بس ..
صاح بعصبية :_نعم هو أنتم هتباتوا هنا كمان !! …
تعالت ضحكات زين قائلاٍ بصعوبة بالحديث :_كفايا كدا يا جدعان الواد هينتحر ..
وجذبهم للهبوط مشيراً ليوسف بجدية أن يغلق الباب فأنصاع له ليتوجه معهم زين للأسفل قائلاٍ بأبتسامة مرتفعة وهو يرى ما بيد النمر والأخرون :_يا نهار أسوح هنعمل أيه بالأكل دا ؟ ..
إبتسم النمر قائلاٍ بسخرية :_ما تخافش عليهم دول يأكلوك وأنت واقف …
حازم :_يا ساتر
حمزة :_ أنا بقول ناخد الاكل وننزل للبنات اهو لقمة هنية تكفي مية …
رمقه عبد الرحمن بنظرة ساخرة :_أممم لقمة أه ما تقول أن العروسة وحشاك نديك جوز حمام ونجبلك شجرة وأتنين ليمون أحنا رجالة برضو ونفهم فى الأصول …
تعالت الضحكات ليهبطوا جميعاً لشقة النمر …..
ولجوا للداخل بالطعام فجلس زين جوار أدهم قائلاٍ بستغراب :_مش هتأكل ؟
إبتسم بتسلية :_أنا حبيت أوجب معاكم فساعدتكم لكن ماليش فى الأكل ..
تعالت ضحكات الزين قائلاٍ بنفس لهجته :_طول عمرك صاحب واجب يا نمر ..
أشار له بغرور وشاركه الضحك ، أرتدت الفتيات الحجاب وولجت للغرفة فصاحت ياسمين بتعجب :_أيه كل دا ؟
أجابها أحمد بأبتسامة هادئة :_زي مأنتي شايفة أكل .
أشار لهم عبد الرحمن بالجلوس :_يالا نتعشا مع بعض ..
رهف بسخرية :_دا مش عشا دا أكل يكفي 100 فرد ! .
تعالت ضحكات همس :_والله الدكتور عبد الرحمن حاسس بينا يالا يا بت يا جيانا ..
صابرين بصدمة :_انتِ لسه هتأكلي بعد كل دا !! …
رمقتها بنظرة قاتلة :_وأنتِ مالك يا باردة أنتِ ما تشوف اختك يا زين ..
همس بصوتٍ خافت سمعه أدهم فأخفى بسمته :_أمال لو جيتي معايا البيت هتقولي ايه ؟ .
وقال بصوت مسموع وغضب مصطنع :_فى أيه يا صابرين خاليكي فى نفسك ..
وتطلع لها قائلاٍ ببسمة هادئة :_كلي يا قلبي ..
حازم :_أحمحم نحن هنا …
حمزة بسخرية :_هتأكل يا زين ولا هتقضيها محمحة
جلس لجواره قائلاٍ بضيق :_ودي فيها كلام ..
وبالفعل جلسوا جميعاً يتناولان الطعام بجو المشاكسة والمرح بين الفتيات وعلى بعد منهم ليس ببعيد تناول الرجال الطعام تاركين الحرية بالمساحه للفتيات ولكن يجمعهم غرفة واحدة وقلباً واحد ….
***********
أما بالأعلى ….
بعد ان أنتهت من الصلاة جلست لجواره بخجل فأبتسم يوسف قائلاٍ بعشق وجدية بعدما قربها لصدره :_من دلوقتي يا مكة عايزك تعتبريني كل حياتك مش بس زوج لا أخ وأب وكل حاجة متخافيش مني فى أيه شيء أنا سندك ودنيتك لو جيت عليكي فى أيه حاجة متسكتيش فوقيني ورجعيني تاني …
ثم أخرجها لترى عيناه قائلاٍ بحزن :_أنا عارف أني أحياناً بكون متسارع لكن أوعدك أني هحاول أفقد الصفة دي من شخصيتي عشانك يا مكة ..
إبتسمت بخجل حينما وجهت النظرات بعضها البعض ليقطعها هو حينما جذبها برفق لعالمه الخاص لتصبح زوجة له …
*************
بشقة ضياء …
بعدما أنتهوا من أداء الصلاة حمل الطعام إليها قائلاٍ بمرح حتي يخرجها من خجلها الزائد :_الحمد لله أني عملت حسابنا بالأكل قبل ما الوحوش يهجموا …
أكتفت ببسمة صغيرة ثم جلست لجواره تتطلع للطعام بصمت …لاحظها ضياء فجذب الطعام وقدمه لها فتراجعت للخلف بزعر …
وضع الطعام من يديه بضيق :_فى أيه يا بنتي هو أنا هأكلك ؟ ..اللي يشوفك الوقتي ميشفكيش فى الخطوبة هو أنا أتبدلت ولا حاجه ولا أيه النظام ؟
رمقته بنظرة مطولة ثم قالت بتنهيدة :_معرفش بقا اللي حصل ..
كبت ضحكاته على تلك الحمقاء فجذبها إليه قائلاٍ بمغازلة صريحة :_طب فكي كدا شوية دا النهاردة حتى فرحنا …
عادت نظراتها للجمود فتعال ضحكاته قائلاٍ بمرح بعدما حملها :_ الموضوع كدا بيكبر مننا ولازم نلحق نداويه…
وحملها لصدره لعلها تستمع لخفق القلب المتربع على عرش العشق المتمرد لتصبح ملكاً له ……..
**********
بالأسفل …
أنهوا تناول الطعام فوقفن الفتيات يتشاجران بصوتٍ خافت تحت نظرات أستغراب الشباب إلي ان أنتهوا بأن تحمل ياسمين المشروب له وبالفعل تقدمت من النمر بكوب واحد من العصير ، استقرت أمام أدهم المتعجب منا يحدث فكيف تحمل له كوب وتنسى الأخرين تابع الشباب ما يحدث بتعجب قطعته حينما قالت بغضب :_ما تأخد العصير يا ادهم ..
حمل النمر الكوب ومازال التعجب سيد الموقف ليلمع عدد من الأوراق بأسفله ،جذبه بتعجب :_دا أيه ؟ ..
صاحت صابرين بحماس :_أفتح وهتعرف ..
عبد الرحمن بصوت منقبض :_ربنا يستر .
حازم بفضول :_افتح يا نمر …
وبالفعل فتح أدهم أول ورقة ليجد بها صورة لرجل فرفع عيناه لهم بستغراب ليشير له زين بالأستكمال فجذب الأخري ليجد صورة لأحد النساء فقلب الأخيرة ليجد صورة تجمع الرجل والمرأة فعاد ليقلب ليجد نفس الصورة ولكن السيدة ببطن منتفخة والصورة الأخيرة لطفل صغير للغاية ..
وضع أدهم الصور على الطاولة بستغراب :_مش فاهم أيه الهبل دا ؟ ..
أنفردت الصور أمام الشباب فتطلع حازم لزين وزين لأحمد بسعادة فقد حان الوقت لشماتة زين به كم كان يحلم منذ أيام لتعلو الضحكات بينهم بسعادة :_هنشمت بالنمر أخيراً .
ضيق أدهم عيناه بعدم فهم ليكمل زين بسخرية :_مش قولتلك هى بتبتدي بالطلبات وبعدين بتفتح ..
زفر بغضب :_ هتقولوا في أيه ولا هتفضلوا تحفلوا ؟ …
جذب عبد الرحمن الصور بضيق :_ما العنوان أدامك أهو وانا اللي بقول عليك ذكي …
تطلع للصورة بيديه بغضب زال قليلا حينما تسرب إليه ما تود الفتيات قوله لترسم الفرحة بعيناه فوقف وأقترب منهم بهدوء ، تراجعت الفتيات للخلف تاركين من تختبئ خلفهم تواجه عين النمر الساحرة ليجذب يدها بسعادة :_بجد ؟
أكتفت بالأشارة له بعد أن أصبح وجهها كحبات الكرز ليحتضنها أدهم بسعادة عمرته وغمرت الجميع ..
أقتربت منه صابرين بضيق :_عايزين الحلاوة يا نمر ملناش فيه ولا أيه يا بنات ..
صحوا جميعاً بالهتفات فأقترب منهم حازم بمشاكسة ؛_دا حقكم ولا يمكن تتخلوا عنه ولا أيه يا زين ؟ ..
إبتسم بمرح :_أعطي كل واحدة 500 ولا حاجة عشان تخلص
تعالت ضحكات أحمد :_دا كدا خراب بيت يا زيزو 500 أيه ؟
حمزة :_مش خسارة فيهم ياعم أه لو كان الخبر دا مزفوف ليا انا كنت ضحيت ب1000 شركة مش مشكلة …
خجلت حنين للغاية بينما صاح عبد الرحمن بأبتسامته الرجولية :_1000 شركة مش بقولك أجرب ..
أخرج النمر المال قائلاٍ بفرحة :_يستحقوا أكتر من كدا ..
وقدم المال إليهم مع رفض همس ورهف وحنين الا أنه أصر عليهم فأشار لهم أزواجهم بالقبول وبالفعل حملت كلا منهم المال ..
حازم بأبتسامة مشاكسة :_والشباب ملهمش حلاوة ولا أيه مأحنا حضرنا الحادث السعيد من أوله ولا أيه يا رجالة ؟
كادوا أن يجيبوه ولكن عفت عنهم رهف حينما تعال صراخها بقوة وهى تحتضن جنينها بصراخ فأسرع إليها ليحملها قائلاٍ :_يا نهار أسود أوعى تعمليها هنا
وحماها وهبط سريعاً ليلحق به الشباب والنمر قائلاٍ بشماتة :_أهو أنت اللي هتدفع يا خفيف …
وتوافد الجميع للمشفي ليزف إليهم مولود صغير يرحب به بجو المحبة والسرور ويزرع الأمال بداخل القلوب بشتياق لرؤية الجنين المنتظر لكلا منهم على عكس النمر الذي حمل المولود بين يديه بشرود أن من الله عليه بفتيات كيف سيسمح لهولاء بحملها وتقبيلها مثلما يحدث مع أبن حازم ؟!! .
وظل السؤال يتردد على مسماعه حتى مرأت الأعوام ….
*****************
مر عاماً فتتابعه الأخر والأخر ومازال العشق الذي هز أرجاء المنياوي يتزايد مع وجود ثمرات العشق المتربع ….
صياح بمنزل الأحفاد خرج على أثره عبد الرحمن مسرعاً للأسفل ليجد المعركة بين أبنه وإبن أحمد قد أشتعلت كالعادة …
سيف بغضب :_وأنت مالك أضربها ولا لا خاليك فى نفسك .
رمقه مالك بنظرة محتقنة :_مالك في جيبك يالا لو مديت أيدك على كارما تاني هتزعل ..
سيف بضيق :_هى اللي كل مرة تكسرلي العابي وقولتلها كتير مالكيش دعوة بحاجتي
أسرع عبد الرحمن بالتداخل :_فى أيه على الصبح خلاص معتش ورانا غيركم ؟! ..
تطلع له سيف بغضب :_خاليه هو وكارما يبعدوا عني عشان مضربهمش ..
جذبه عبد الرحمن بضيق :_تضرب مين ياض محدش مالي عينك ..
إبتسم مالك بسعادة :_أيوا كدا يا عمو أديله .
أستدار له بعين غاضبه :_أنت تخرس خالص لما أخلص معاه وأشوف حكايتك أنت كمان
رفع سيف عيناه لوالده قائلاٍ بضيق :_يا بابا كل شوية تكسرلي ألعابي وأتكلمت معاها بالهداوة قبل كدا كتير ..
رفع عبد الرحمن عيناه على تلك الطفلة الرقيقة الوضعة عيناها أرضاً وتحتضن أحد الألعاب الخاصة بسيف وتبكي بقوة …
تملكه الغضب فتحمل الجدية ملامحه :_أعتذر منها …
كاد الصغير العنيد بالمجادلة ولكن مع نظرة والده وكلمته أنصاع له :_فوراً ..
أستمع إليه فأقترب الصغير منها قائلاٍ بهدوء :_خلاص خدي اللعبة …
وأستدار لوالده فوجد أصراره على الأعتذار فتأفف قائلاٍ بضيق :_أسف .
وتركهم وصعد للأعلي …
أقترب عبد الرحمن منها فحملها على ذراعيه يزيح دموعها بحنان :_خلاص بقا يا كوكو مهو الواد اعتذر وأدكي اللعبة أهو نعمل ايه تاني أطلع أضربه يعني ؟ .
:_يارريت يا عمو ..
قالها مالك بفرح فتطلع له عبد الرحمن بضيق :_اسكت أنت الوقتي .
هدأت الصغيرة قائلة بخجل :_لا خلاص مدام أدني اللعبة ..
إبتسم عبد الرحمن وقبلها ليصعق محله على صراخ النمر .:_بتعمل أيه ؟ ..
وضعها أرضاً بفزع ^_ايه يا جدع خضتني الله هكون بعمل أيه بنتي وبصالحها
هرول مالك للداخل حينما رأى النمر أمامه حتى كارما حملت اللعبة وولجت للداخل …أقترب منه أدهم بغضب :_لا تصالح ولا يحزنون خاليك فى حالك أنت وإبنك ..
كبت ضحكاته بصعوبة ؛_كدا يا نمر ماشي أطير على شغلي أنا وأشوفك بعدين .
وبالفعل غادر عبد الرحمن ليدلف أدهم للداخل بأبتسامة رسمت حينما وجد معشوقته تجلس لجوار الفتيات حتى يكتبن واجبهم المنزلي …
**********
بفيلا زين ..
ركض خلف صغيرته حتى انقطعت أنفاسه فألقى بذاته أرضاً قائلاٍ بتمثيل :_أه الحقيني يا نور مش قادر أتنفس هموت ..
ركضت إليه بلهفة :_بابي …
أحتضنها ببسمة نصر ليحل الضيق ملامحها :_كل مرة تفوز بالخداع
أجابها بغرور :_لا بذكاء والذكاء مطلوب فى كل شيء أسالي مامي ..
وضعت همس طبق الفاكهة على الطاولة بسخرية :_أيوا وبابي سيد الذكاء كله الناس بتتعلم منه ..
إبتسم وهو يقترب منها بعشق :_اللهجى مالها كدا غريبة ..
رمقته بنظرة غامضة ثم همست بخجل :_البنت الله ..
أجابها بتفهم :_ لو زعلانه عشان منعتك من الخروج فدا لاني خايف عليكي وعلى ادهم الصغير
وأشار على بطنها المنتفخة فذمت فمها ليبتسم قائلاٍ بمكر :_خلاص مضطرين نجي معاكي انا ونوري لسلامتك بس مش اكتر ..
تهلل وجهها بالسعادة لزوجاً هكذا …
************
بقصر حازم السيوفي ..
جلس يزيد جوارها قائلاٍ بأبتسامة طفولية :_فرحانه بالشوكلا يا حور ..
أجابته الصغيرة بطفولية ؛_طعمها جميل يا يزيد بابي مش بيعرف يجبهالي قولتله يزيد اللي هيجبلي وأنا عارفة أنك مش هتنساني .
إبتسم قائلاٍ بتأكيد :_أنا اقدر
صعق حمزة وحازم المتخشب لجواره فقال وعيناه عليهم :_أبنك بيعلق البت من الوقتي .
أجابه حازم وعيناه عليهم :_واخد بالي ..
حمزة :_والحل بنتي هتضيع كدا .
حازم :_نجوزهم ونخلص
حمزة :_نجوز مين يا اهبل الواد 6سنين والبت 5 !! ..
أجابه بتفكير :_نقرأ فاتحه الوقتي ولما يكبروا ربك يسهل .
تعالت ضحكات حمزة وحازم سوياً فربما يخططان لأمرا ما خططه القدر مسبقاً .
************
بالمساء …
عاد أدهم للمنزل فولج للداخل بملامح أشد من الجمرات لتزداد أضعافٍ مضاعفة حينما رأى إبنته يحتضنها وغد أخر من وجهة نظره ….
أقترب منه النمر قائلاٍ بصوتٍ كالرعد :_بتعمل ايه عندك يا حيوان ..
فزع الصغير فنهض مسرعاً ليبتعد عنها قائلاٍ بستغراب مصطنع :_ معملتش حاجة دي كارما كانت بتعيط عشان سيف ضربها وأنا جبتلها شوكلا عشان أصلحها ..
:_عشان أيه ياخويا؟..
أردف بها النمر وهو يتقدم منه بعينان مشتعلة بهلاك الصغير ، إبتلع ريقه بصعوبة ليرسم بسمة مبسطة بعدما أتجه للخروج :_بين كدا بابا بينادي عن آذن حضرتك …
وهرول الصغير للأعلي فلحق به أدهم قائلاٍ بغضب :_تعال هنا ياض مش بكلمك …
وتوجه ليلحق به لشقة عبد الرحمن ولكن تخشبت قدميه حينما لمح إبنته الأخري تجلس على الدرج لجواره وتبتسم بخفة طفولية على حديثه المرح …
شُعلت عيناه بجحيم قد أوشك على الأنفجار ليقترب منهم بصوتٍ كعداد الموتى :_ أنت بتهبب أيه أنت كمان .
رفع سيف عيناه ببرود مصطنع :_هعمل أيه يعني قاعد !
ضيق النمر عيناه بغضب :_هو حد قالك أنى أعمي ولا حاجة ..
وجذبه بغضب من تالباب قميصه قائلاٍ بنبرة تحذيرية :_أسمع يالا قسماً بالله لو شوفتك أنت والحيوان اللي فوق دا بتحاولوا تكلموا أي بنت من بناتي لكون دفنك أنت وأبوك هنا سامعني ..
كاد الصغير بالحديث ولكن قطعهم أحمد المهرول من الداخل ليحتضن إبنه بتعجب مصطنع :_فى أيه يا أدهم ؟
أستدار بوجهه ليبث القلق بقلب أحمد ليسرع بالحديث برعب لأبنه :_هببت أيه يالا ..
رمقه بنظرة نارية :_والله فيك الخير أنك لسه فاكر أنك ليك إبن وعايز يتربى كويس ..
هبط عبد الرحمن مسرعاً فكبت ضحكاته على المشاكسات اليومية من النمر للحفاظ على تؤامه المدلل …
أقترب منه قائلاٍ بسخرية :_ما خلاص يا أدهم هو معتش ورانا كل يوم غير بناتك واللي يكلم بناتك ياعم أنت عارف أخرتها أيه فيفي لعبده وعبده لفيفي ..
:_دا علي جثتك ان شاء الله .
صاح بها النمر بعد أن لكمه بقوة ،تراجع أحمد للخلف بعدما جذب إبنه بخوف ليسرع بالحديث :_أنت صح يا نمر هنربي عيالنا ..
ودفش أحمد سيف بقوة قائلاٍ بغضب :_نهايتي على أيدك أنا عارف مش لقي غير بنات النمر!! ..
إبتسم الصغير بمكر بعدما أستدار قائلاٍ بطفولية :_أشوفك بعدين يا كارمن ..
أقتربت الصغيرة خطوات مبسطة بضيق طفولي :_يووه مش هنكمل لعب ..
أجابها سيف بأبتسامة واسعة :_بعد ما أبوكي ينزل
تلبش قلب أحمد ليحمله فوق كتفيه ويسرع لشقته قائلاٍ بغضب :_الله يخرب بيت البيت الا جانب بيتك يا شيخ .
وأغلق الباب سريعاً قبل أن يعصف بغضب النمر …
أستدار أدهم لأبنته الصغيرة فأنحنى ليكون على مستواها ،رفعت عيناها الخضراء بوجهها الملون بحمرة الغضب من أبيها …خرج صوته الغاضب بعد وهلة من الصمت :_أنتِ بتغافليني لما أنزل الشغل يا كارمن ؟
أجابته بغضب وعناد بعدما ترنح خصلات شعرها بطفولية :_للأسف مفيش حل غير كدا يعني هلعب مع مين وأنت كل حاجه بلاش تلعبي مع دا ولا دا مش ذنبنا أننا البنات الوحيدة اللي فى العيلة أفهم بقا ..
وتركته بصدمة من أمرها وولجت للشقة …كبت عبد الرحمن ضحكاته بصعوبة فحطمت حينما هبط إبنه للأسفل قائلاٍ بسعادة لعدم رؤيته النمر بعد :_قشطة الغول مشي …
ثم صاح بصوت مرتفع :_أطلعي يا كارماااا أبوكِ خلع ..
هرولت الصغيرة من الداخل بسعادة لتصعق حينما رأت النمر امام عيناها بصدمة تكاد تفتك بالجميع .
تراجع الصغير للأعلى برعب حينما هبط للأسفل وراى أدهم ..
تعالت ضحكات عبد الرحمن وهو يرى إبنه يصعد للأعلي بسرعة البرق فصاح بسخرية :_أسد يالا زي أبوك ..
وأستدار بوجهه الضحك ليقابل عين ادهم الجامحة فأبتسم قائلاٍ بسخرية :_الجري نص الجدعنه برضو ..
وأنهى كلماته بأن ركض للأعلى هو الأخر بينما ولج النمر للداخل ليصيح بصوتٍ كالرعد حينما رأى كارمن وكارما تحتضنان جيانا برعب يسري بوجههم الملكية ….
أغلق الباب بغضب قائلاٍ بصراخ جنوني :_بقى أنا بنزل من هنا وأنا مطمن جداً أن سيادتك هنخدي بالك من البنات وأنتِ فاتحها كوسة ..
أرتعبت جيانا فنهضت لتتراجع للخلف برعب حينما حطم أدهم المقعد ليحصل على عصا غليظة للغاية …
جيانا بصعوبة بالحديث :_أهدا يا أدهم دول بيهزروا يا حبيبي وبعدين دول ولاد عمهم هيلعبوا مع مين يعني أنت محرج عليهم ينزلوا الشارع
إبتسم بسخرية :_أه عشان كدا سيادتك سيبها أفراجات هنا بدل ما ينهشهم كلاب الشوارع تنهشم كلاب الشقق ..
صرخت بقوة حينما كاد بالأقتراب منها ….صاحت كارمن بغضب :_هو أنت الوحيد فى المنطقة اللي عندك بنات !! ..أعقل شوية مش كدا ..
صعق أدهم من حديث طفلته التى لا يتعدى عمرها الأربع سنوات!!! ..
واقتربت منه لتشير له بأن ينحني قليلا فأنحنى لها لتكمل بضيق بعدما وضعت يدها على خصرها :_ثم المفروض يعني يكون عندك ثقة فى بناتك مش كل يوم هتجرينا كدا وماما حامل يعني ريماس البيبي دي هتتعقد منك وأحتمال تغير رأيها ومتحبش البيئة دي أحنا حاليا بزمن متطور ومتقدم ياريت توزنها صح بدل ما تخسر بناتك التلاته ..
وتركته وولجت لغرفتها ….كاد فمه أن يصل للأرض من هول الصدمة فربما عليه خوض حروب عريقة ليحمى فتياته الثلاث من براثين أحفاد المنياوي!! ……..
تمت بحمد الله راوية

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية القناع الخفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى