روايات

رواية القناع الخفي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم آية محمد رفعت

موقع كتابك في سطور

رواية القناع الخفي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم آية محمد رفعت

رواية القناع الخفي الجزء الثامن والعشرون

رواية القناع الخفي البارت الثامن والعشرون

القناع الخفي
القناع الخفي

رواية القناع الخفي الحلقة الثامنة والعشرون

….قلبٍ يرتجف……
أنقضت الأيام سريعاً ليعود كلاٍ منهم لحياته السابقة بأمراً من “طلعت المنياوي” ..
بشقة “النمر” ..
فتح عيناه على صوت الهاتف المنضبط على المعاد المحدد لعمله فنهض عن الفراش ببطئ ظناً بأنها مازالت غافلة بعد ولكن تفاجئ بعدم وجودها لجواره ،عبث بعيناه قليلاٍ ثم تخلى عن الفراش وتوجه للخروج عابثاً بخصلات شعره المتمردة على عيناه بحرافية ،ولج للحمام المجاور للغرفة ليغتسل فخرج بعد قليل يبحث عنها بفضول ….
ساقته قدماه للمطبخ فوقف يتأملها تعد الفطور بنشاط وسعادة نابعة من القلب بأبتسامته الجانبية الفتاكة ،وضعت الأطباق على المائدة ثم قالت بصوتٍ خافت ونظرة أعجاب :_كدا تمام ..
وأستدارت بأبتسامتها الواسعة حتى تتوجه لتيقظه ولكن ربما صدمة خجلها كانت الأسرع إليها! ، وقفت محلها تتأمله بصدمة غمرتها بحمرة الخجل حينما رأته يقف أمامها عاري الصدر فقط يرتدي المنشفة القطنية على خصره ،يتأملها بنظرة متفحصة ،مستنداً على الحائط بثبات تاركاً بسمته تخترق حاجز صمته المحفل ..
جاهدت للحديث قائلة بأرتباك :_الفطار جاهز ..
تخل عن ثباته ببضع خطوات ثابتة ليقف أمامها قائلاٍ بهدوء :_مكنش في داعي تعذبي نفسك ..
نجحت بالتهرب من عيناه قائلة بأبتسامة هادئة :_فين التعب ؟ ..يالا ألبس هدومك على ما أعملك الشاي ..
وبالفعل شرعت بأعداده سريعاً لتكون بعيداً عنه قدر ما أستطاعت ….
جذبت الوعاء وعبأته بالمياه لتسرع بأشعال النيران فأستدارت لتشهق فزعاً حينما رأته أمام عيناها لا يفصلهم سوى ممر الهواء الغير ملموس ، بقيت كما هى تتأمله بأستسلام فتراجعت تلقائياً للخلف ولكن تلك المرة ستفتك بحياتها! ، تمسك بها جيداً قبل أن ينسكب الوعاء بالمياه على جسدها فطالت نظراته بها على ما تفعله من جنون ليقطعها بهمسٍ ساخر :_لحد أمته هتفضلي كدا ! ..
تطلعت لفمه وهو يتحرك بالحديث ولكن ما تستطيع أن تفهم ما يقول فعالمه الخاص مجرد من الكلمات ….خرجت عنها الكلمات وعيناها تنغمس بنظراته المحلالة :_هاا …
إبتسم مشيراً بعيناه بعدم الفائدة من تلك الفتاة ثم قال مشيراً لها :_هو فى حد هنا غيرنا ؟
أجابته بستغراب :_لا ليه ؟! ..
أعاد تلك الخصلة المتمردة على سحر عيناه قائلاٍ بثبات بعدما أغلق الشعلة :_طب ليه عاملة الكمية دي كلها ناوية توزعي على الحارة كلها شاي بالمجان ! ..
هنا تدرجت أمرها فتطلعت للوعاء تارة ولعيناه الحاملة بالمكر تارة أخري ؛ فدفشته بعيداً عنها قائلة بغضب :_والله مش عيب أوزع على الناس شاي لكن العيب هو خروجك كدا وأنت عارف ومتأكد أن معاك ناس هنا وأ….
بترت كلماتها بصدمة حينما أستمعت لصوت ضحكاته المرتفعة لأول مرة! ،جحظت عيناها فهي تراه فقط مبتسماً بسمة بسيطة فلأول مرة تستمع لصوت ضحكاته ! ، يا الله أيريد بها الهلاك وقد حاوطتها! ..أيريد بها الجنون وقد طاف بها! …ماذا يريد بعد! …الا يكفي عشقه حد الجنون! ..
تأملته بزهول أزداد بالعشق له فكم زادته البسمة وسامة أما هو فتحدث بصعوبة :_معاكِ حق …..وعاد لموجة الضحك مجدداً قائلاٍ بثبات جاهد التحلى به :_بس أوعدك أني هأخد بالي من تصرفاتي بعد كدا …
ثم أقترب منها قائلاٍ بمكر :_بس متحلميش بأكتر من كدا ..
رمقته بصدمة فتباعدت عنه سريعاً ليرفع يديه ويحاصرها ،تطلعت ليديه المحاصرة لها يساراً واليد الأخري قائلة بأرتباك :_هتتأخر على شغلك على فكرة ..
ضيق عيناه بمكر :_تفتكري حجة مقنعة للنمر ؟
إبتسمت بخجل :_لا بس أنا عارفة أن النمر مواعيده منضبطة جداً ومينفعش يعني يكسر قوانينه بالأخر ! ..ولا أيه ؟
رسمت البسمة على وجهه فرفع يديه بطريقة مسلية :_ذكاء غير متوقع أبهرتيني الصراحه ..
تعالت ضحكاتها بسعادة فجذب قطعة الفاكهة يتناولها ثم ترك المطبخ بعد أن غمز لها بمكر لتكمل أعداد الشاي بأبتسامة حالمة به ..
*************
هبط على الدرج سريعاً ليقف على صوتها المناجي له :_أحمد ..
أستدار وهو يرتب حقيبته بأنشغال:_ايوا يا حبيبتي ..
لحقت به قائلة بأبتسامة رقيقة :_نسيت دا ..
وقدمت له الهاتف فأبتسم قائلاٍ بهيام :_يعني أصح الصبح القي هدومي مكوية والفطار جاهز لا وكمان أخده بالك من حاجاتي ..
وصعد الدرجتين الفاصلة بينها وبينه لتبقى أمام عيناه :_طب بذمتك مش كدا كتير عليا ؟ ..
إبتسمت بخجل وعيناها تتوزع على شقة النمر وعلى الدرج المودي لشقة أخيها :_مفيش حاجه كتيرة عليك يا حبيبي ..
رفع حقيبته بصراخ :_حبيبي! ..الله أكبر بعد أسبوعين جواز اشهد أن لا إله الا الله ..
:_فرحان بخيبتك ! ..
كانت كلمة “عبد الرحمن” الساخرة بعدما هبط الدرج ليستمع لحديث أحمد ، كبتت ياسمين ضحكاتها بينما تلونت عيناه بالغضب :_خيبة مين يالا ؟
رفع عبد الرحمن عيناه الساحرة لأعلي الدرج قائلاٍ بسخرية :_هو فى حد غيرك هنا يابو حميد ! ..
خرج النمر هو الأخر ليجد المعركة على وشك البدأ ؛ فاقترب منهم قائلاٍ بثبات :_خير على الصبح ..
رمقه أحمد بضيق :_مفيش يا نمر ..
تعالت ضحكات عبد الرحمن قائلاٍ بمكر :_الوقتي مفيش عشان ميعرفش بالخيبة الا أنت فيها بس ولا يهمك صاحبك موجود ..
صاح أدهم بغضب :_أنجز أنت وهو على الصبح ..
إبتسم عبد الرحمن بغرور :_أنا أقولك الحيوان الا جانبك دا عامل أحتفال وتعظيمات على السلم عشان زوجته المبجلة بتقوله يا حبيبي ! ..ما بالك بقا من التوقعات التانيه!! ..
صعق احمد فجاهد للحديث ولكن نظرات أدهم لياسمين جعلتها تنصاع له وتنسحب للداخل بصمت ..
أحمد بهدوء :_أوعى تفهمني غلط الواد دا وقسمن بالله مش هيرتاح غير لما نخسر بعض ..
بقي ثابتٍ كما هو ليخرج صوته الساخر :_ من الواضح كدا أن انت الا خسرت كل حاجة …يعني من فترة الخطوبة لحد الآن عايشلي دنجوان وحالياً أتضح كل حاجه على حقيقتها ..
صاح عبد الرحمن بتأييد :_أيوا كله باااان ..
أستدار بوجهه قليلاٍ :_أخرس أنت ..
أرتدى نظارته بحرج :_حاضر ..
أحمد بشماته :_شوفت الأحترام للي زيك نعمة كبيرة ..
أدهم بسخرية :_ما بلاش أنت يا معلم الجميع كيف هو العشق ؟! ..
تعالت ضحكات عبد الرحمن فلكمه أحمد قائلاٍ بغضب :_يعني دا جزاتي أني مقدر أن أختك بتتحرج من الكلام وبعدين ياخويا أنا بفضل الله سمعت النهاردة حبيبي فمتفائل أن بأذن الله هسمع المزيد غداً ..
وحمل الحقيبة ثم غادر رامقاً إياهم بنظرة نارية …أغلق عبد الرحمن فمه بصعوبة :_الواد أتجنن ..
تطلع له أدهم ليشير له بتأكيد فأرتدى نظارته السوداء وغادر هو الأخر بعد أن رومقه بنظرة غاضبة ، إبتلع عبد الرحمن ريقه وهو يتأمل الدرج بأرتباك :_أنتوا سايبني ورايحين فين خدوني معاكم أتاخرت على المستشفي …
وهرول عبد الرحمن خلفهم للأسفل ليتوجه كلا منهم لعمله .
************
بمنزل الحاج ” طلعت المنياوي” …
كانت تعد الطعام مع زوجات أعمامها بشرود بكلمات ضياء القاتلة لها ،تحاول الحديث معه ولكن تنتهي محاولاتها بالفشل …
ولجت مكة للداخل قائلة بستغراب :_أنتوا لسه بتحضروا الفطار ! ..
إبتسمت سلوي قائلة بفرحة :_ أيوا يا حبيبتي بنعمل فطار ملوكي كدا النهاردة يوم نزول العرايس خلاص هيشاركونا كل حاجه الاكل والسهرة وكله يالا روحي نديلهم علي ما نحط الأكل بره ..
مكة بحرج :_بس الوقت بدري أوي ممكن يكونوا نايمين لسه ..
إبتسمت ريهام قائلة بتفاهم :_متقلقيش يا لوكه عبد الرحمن وأدهم وأحمد نزلوا النهاردة الشغل يعني البنات لوحديهم ..
إبتسمت وهى تركض بمشاكسة :_مش تقولي من بدري ..
تعالت ضحكات نجلاء على جنون إبنتها المعتاد فأشارت لغادة بستغراب :_روحي معها يا غادة ..
حملت الأطباق ببسمة مصطنعه :_لا يا مرات عمي أنا هحضر معاكم الأكل ..
وخرجت غادة لتتطلع ريهام لنجلاء بحزن فقد أخبرتها منذ قليل بشعورها بأن هناك شيئاً ما يحتجز قلب إبنتها …
هرولت مكة للخارج بعدما أرتدت جلبابها الفضفاض لتراه يصعد الدرج حاملاً الأغراض التي طلبتها منه والدته فتطلع لها بستغراب :_رايحه فين يا مكة ؟
تلون وجهها بشدة فحينما ينطق أسمها تشعر برعشة باردة تسري بأنحاء جسدها .أستدارت قائلة وعيناها أرضاً :_هروح أنادي للبنات عشان الفطار ..
إبتسم يوسف وهو يتأمل خجلها :_متتأخريش ..
اكتفت باشارة بسيطة له ثم غادرت بينما ظل هو محله يتأملها بنظرة تحمل للغرام منابع وللعشق هوس …أطبق عيناه عنها قائلاٍ بهمسٍ حزين لما فعله فلم يغض بصره كما أمره الله سبحانه وتعالى :_أنت عالم يارب أني عايزاها زوجة ليا ادام الكل …
وزفر بضيق لما بداخله فحمل الأكياس وأكمل الدرج للأعلي ولكن تخشبت قدماه حينما أنتهى الدرج “بطلعت المنياوي” ….وقفته المهيبة ،عماته البيضاء المنيرة ، عصاه التى تزيد من وقاره وتصنع هاجس بالقلوب مثلما صنعت بقلب يوسف الذي إبتلع ريقه برعب وأكمل طريقه للأعلي ليقف أمامه قائلاٍ بتوتر بعدما قبل يديه:_صباح الخير يا جدو ..
لم ينتظر أجابته وتوجه للولوج سريعاً ولكنه توقف على صوته الحازم :_يوسف ..
تمالك ذاته وأستدار قائلاٍ بخوف :_نعم .
ضيق عيناه بتفحص قائلاٍ بثبات :_هتستلم شغلك أمته أمال ؟
أجابه بأرتباك :_بعد بكرا يا جدي ..
هز رأسه وعيناه كالنسر ليستدير ويتوجه بهبوط الدرج قائلاٍ دون النظر له :_خطوبتك على بت عمك السبوع الجاي جهز حالك ..
وغادر “طلعت المنياوي” تاركه بصدمة كبيرة أستحقت تخشب قدماه وبسمته الكبيرة ….
بالداخل ..
وضعت الأطباق على الطاولة الكبيرة بهدوء وحزن يخيم عليها فأستدارت للتوجه للمطبخ بعد أن أنتهت من وضعهم ولكن كانت المفاجآة حليفتها حينما وجدته يهبط أخر الدرجات ليكون بالأسفل أمام عيناها ..
بقيت محلها تتأمله بنظرات أعتادت منه على الألم ،نقلت له بنظرتها القاتمة كم أعتاد القلب على قسوته وأتهامه لها ، نظرة القت به لجحيم من النيران وأزدادت حينما تركته وغادرت دون الحديث كالمعتاد لها! ..أقترب ضياء من الطاولة وعيناه عليها وهى تغادر للمطبخ بصمت لتحل الدهشة ملامح وجهه فبقي كالمتصنم فكان يتوقع محاولتها بالحديث معه كالمعتاد ولكن تلك المرة باتت توقعاته بالفشل ..
كاد أن يجن من التفكير ولكن ذاك المتصنم لفت أنتباهه فخرج ليتوجه إليه بستغراب :_يوسف! ..
رفع عيناه له قائلاٍ بصوت منخفض :_جدك وافق ..
ضيق عيناه بستغراب :_على أيه؟! ..
صاح بصراخ :_علي جوازي من أختك ..
فزع ضياء فدفشه بغضب :_قطعت خلفي الله يجحمك ،ثم أعتدل بوقفته قائلاٍ بسخرية :_عارف خسارة فيك الدعوات الا هدعيها عليك يكفي الا هيجرالك بعد الموافقة لأول خطوات العذاب وأبقي أفتكر فرحتك دي وقول الله يرحمها ..
وتركه وغادر ليصعق الأخر قائلاٍ بستغراب :_أتجنن ولا ايه ؟ ..مش مهم المهم الوقتي افرح ماما …
وحمل الأغراض وهرول للداخل سريعاً ..
********
بشركة “زين”…
ولج أدهم للداخل قائلاٍ بغضب :_هو أنا لحقت عشان تبعتلي ..أنا لسه واصل من دقايق! ..
رمقه زين بنظرة مطولة ثم صاح بسخرية :_طبعاً وأنت هتحس أزاي بالكارثة الا أنا فيها مأنت مقضي أسابيع بعيد عن الشركة ومشاكلها …
جلس على المقعد المقابل له واضعاً قدميه فوق الأخري بتعالي مصطنع :_دي غيرة بقى ؟
كبت ضحكاته قائلاٍ بسخرية :_سميها زي ما تحب ولو ممكن يعني نخلينا فى الكارثة دي الأول وبعدين نشوف موضوع غيرتك دي ..
ضيق النمر عيناه بأهتمام :_كارثة أيه ؟ ..
وضع أمامه عدد من الأوراق قائلاٍ بغضب :_أول مرة حد يتجرأ ويستغفل “زين المهدي”! ..
جذب أدهم الأوراق من أمامه وتأملها بصمتٍ وثبات على عكس زين الغاضب :_هموت وأعرف أزاي قدروا يستغفلوني كل المدة دي ؟ ..
وضع أدهم الأوراق بهدوء وألتزم الصمت فجن جنون زين لينهض عن مقعده ويتوجه ليجلس أمامه قائلاٍ بغضب :_هو حضرتك مش معانا ولا أيه بقولك الشركة دي أستغفلتنا وأنت قاعد بمنتهي البرود كدا! ..
ظهرت شبح بسمة على وجهه قائلاٍ بثبات :_معلوماتك مش صحيحه ..
صاح بضيق :_نعم ؟
أشار له النمر قائلاٍ بثقة :_لو بحثت كويس هتلاقي أنها معتش لها وجود يعني بالعربي كدا من وجهة نظرك استغفال لزين المهدي لكن من وجهة نظري كانت الضربة القاضية على عثمان وعلامة حمرا فى السوق عشان تكون عبرة لأي حد ممكن يتهاون مع شركاتك ..
تطلع له بزهول ثم قال بستغراب :_أنت تقصد ايه ؟ وأيه دخل الشركة دي بعثمان الكلب! ..
إبتسم النمر قائلاٍ بثبات :_الشركة دي كانت نقطة ضعف عثمان أو بالمعني الأصح أنا الا عملتها نقطة ضعفه بعد ما أظهرتها ادامه بالوقت الا كان بأشد الحاجة للي يشغل أسهامه الموقوفة وفي نفس الوقت الشركة دي حابت كالعادة تعمل مصالح ليها من ورا الطرق الأخر وهنا بقى كانت نهايتهم الأتنين …
همس زين بصدمة:_يعني أنت كنت على علم بكل دا من الأول!! ..
أشار له بتأكيد :_بالظبط كدا ..
تطلع له زين بزهول ثم صاح بأعجاب :_يأبن ال…
قطعه بنظرة حادة فكبت كلماته بضحكات صدحت بأرجاء المكتب بأكمله لتقطع حديثهم دلوف السكرتيرة تعلن عن أنتظار “حازم السيوفي ” فشرع له زين بالولوج الفوري ..
ولج للداخل قائلاٍ بضحكته الرجولية :_أيه دا النمر هنا تبقى كملت ..
تعالت ضحكات زين قائلاٍ بسخرية :_وهى بتكمل غير بيه ياخويا تعال تعال .
وبالفعل جلس على المقعد المقابل لهم فرمقهم النمر بنظرات غاضبة :_أنا بقول أقوم اشوف شغلي أحسن ما أسمع لتعليقاتكم السخفية وممكن ساعتها أفقد أعصابي عليكم ..
جذبه حازم بأبتسامة هادئة :_لا خليك يا أدهم عايزك ..
جلس يتطلع له بجدية فالآن صارت بينهم كالسهام ليتطلع له زين وأدهم بجدية تامة ، أخرج حازم بطاقات الدعوة والقلق ينهش ملامحه قائلاٍ بهدوء :_الفرح بعد بكرا ..
زين بستغراب :_تاني مش كان أتلغي وكل حي راح لحاله ؟ ..
أجابه بحزن وقلق :_فعلا دا الا حصل لكن أتفاجئت بحمزة بيجهز للفرح وأنا مش عارف ماله من البداية ولا أعرف السبب الا خالاه يلغي الفرح ويرجع يحدده من جديد بجد معتش قادر أفكر ..
أدهم بهدوء :_متشغلش دماغك بالتفكير يا حازم هو أكيد راجع قراره وشاف حاجه أنت مش شايفها ..
زفر بضيق :_بس على الأقل أفهم ليه بعد ما نتفق مع الراجل على الفرح الا بعد يومين القيه بيلغي كل حاجة ورافض يتكلم والنهاردة القيه بيديني بطاقات الدعوة! أكيد يعني هيكون عندي فضول أعرف ايه الا بيحصل مع أخويااا ؟..
رفع زين يديه على كتفيه :_مفيش حاجه تستدعي قلقك يا حازم وبعدين حمزة مش صغير يعني ..
إبتسم ادهم قائلاٍ بمكر :_ننسى بقى الكلام دا ونستعد عندنا فرح ولا أيه ؟
لم يتمالك زين وحازم التماسك فأنفجر كلا منهم من الضحك لفهم ما يود النمر قوله .
**********
بشقة جيانا ..
أنتهت ترتيب الشقة فجذبت قميصه المتسخ لتضعه بالمغسالة ولكن توقفت يديها عن فعل ذلك فرفعته لوجهها لتغلق عيناها بعشق وهى تستنشق عبيره العطر …أبتسمت بسعادة فعطره يجعلها بهالة خاصة به يصعب عليها الخروج منه ….أنتفضت حينما قرع جرس المنزل فوضعت القميص من يدها سريعاً بخجل كأنها ترتكب جرمٍ ما وأسرعت لحجابها لتري من؟ ..فأذا بمكة تدلف للداخل قائلة بفرحة :_يالا يا حلوة عشان نرجع نفطر مع بعض من جديد ..
تعالت ضحكاتها بمرح :_انا كنت لسه هلبس وأنزل ….
أشارت لها بفرحة :_طيب البسي يالا على ما اروح اشوف سوسو ..
اشارت لها فغادرت للشقة جوارها وبدأت جيانا بارتداء ملابسها لجلباب منزلي فضفاض وحجاب رقيق يليق بملامحها الهادئة ..
****
بمنزل ياسمين ..
صاحت بغضب :_يعني أنا جاية اناديلك تدبييني فى تنضيف الشقة ! ..
تعالت ضحكات ياسمين بمكر :_وأيه يعني ما تساعديني يا مكة الاخوات لبعضها ياستي واكيد فى يوم هتتجوزي وهتلاقيني بردلك الجميلة ..
رمقتها بنظرة شك :_أما نشوف ياختي انجزي بس وخلصي المطبخ خالينا نمشي ..
قرع الجرس فأبتسمت قائلة بسعادة :_اكيد جيانا اهي تساعد برضو ..
رمقتها مكة بغضب :_أنتِ واخدنا اعتقال ولا أيه ياختي اطلعلي هاتي صابرين بالمرة! ..
إبتسمت بغرور :_اكيد طبعاً عملتها …لسه مكلمها قبل ما تدخلي وقالت أنها بتلبس ونازلة ..
وبالفعل ولجت صابرين خلف جيانا فتطلعت لها بستغراب :_ليه لبسة لبس خروج يا صافي ؟
إبتسمت صابرين بأرتباك :_أصلي …يعني …كنت …
صاحت مكة بضيق :_ما تنجزي ياما الكلام مش مجمع ولا ايه ؟
ياسمين بغضب :_ماهي بتتكلم أهي أخرسي أنتِ بس ..ثم تطلعت لها قائلة بمكر :_ كملي كملي ..
وزعت نظراتها بينهم ثم قالت بحزن:_أنا خايفة على عبد الرحمن ..
مكة بسخرية :_خايفة على مين ياختي ؟ ..
لكمتها ياسمين بقوة ثم قالت بأبتسامة واسعة :_كملي يا قلبي سيبك منها ..
كبتت جيانا ضحكاتها فأكملت صابرين بغضب :_أتريقي وأنتِ وهي براحتك بس أنا مش هقعد كدا وأسيبه للبنات تخطفه مني ..
جيانا بصدمة :_هتخطفه منك أزاي ؟! ..
جلست على الأريكة قائلة بضيق :_عبد الرحمن مز ويتخاف عليه أنا شوفت بعيوني الدكتورة الا هناك دي كانت هتأكله بعيونها عشان كدا هروحله مهو لازم الكل يعرف أنه متجوز
تطلعت ياسمين لجيانا ثم تعالت ضحكاتهم بعدم تصديق لترمقها مكة بنظراتٍ متخشبة ….
جاهدت ياسمين بالحديث :_عبد الرحمن أخويا معتش هيكون مز بالنسبالك بعد الا قولتيه مش بعيد لو شافك هناك يعلقك مكانك ..
تعالت ضحكات جيانا قائلة بمرح :_صابرين انا عارفة أنك عشتي فترة طويلة بره مصر بس حالياً لازم تتأقلمي على نظامنا هنا .
تطلعت لها بغضب :_نظام أيه كل دا عشان عايزة أروح لجوزي ؟! ..
جذبت مكة ياسمين وجيانا بالقوة ليسقطوا معاً على الأريكة قائلة بأبتسامة واسعة :_سيبولي الطالعة دي ..
ثم أقتربت منها قائلة بسخرية :_حضرتك عايزة تروحيله الشغل ..أمممم …وفاكرة أن الموضوع عادي ..أمممم..
صاحت بصراخ :_أنا أمي قعدت 33سنة متعرفش مكان الشغل بتاع أبويا المكان نفسه بسس تيجي أنتِ ببساطة كدا وتقولي هروحله !! ..
إبتسمت بغرور :_مأنا ياما روحتله كتير .
ياسمين بصدمة :_نهار أسوح
مكة بصدمة هى الأخري :_ دا بين الموضوع كبير ومحتاج تعميق وتحاليل وموال يطول شرحه ..
رفعت جيانا هاتفها قائلة بأبتسامة هادئة :_غادة بتستعجلنا ننزل نفطر وبليل نشوف موضوعك أيه ؟ ..
جذبتها ياسمين للداخل :_تعالي ألبسي أيه عباية بيتي من عندي أصل عبد الرحمن لو شافك كدا هيخدك معاه المستشفي كل يوم ..
إبتسمت بسعادة :_بجد
ياسمين بتأكيد :_أه أمال المريض الا عنده كسور مميتة هيوده فين ؟! ..
حل الرعب ملامح وجهها فأتبعتها بصمت وسط ضحكات جيانا ومكة .
*********
بقصر “حازم السيوفي” ..
وقفت بالشرفة بملل فوقعت عيناها علي حمزة يجلس بالأسفل بحزن شديد ،هبطت رهف للأسفل ثم أقتربت منه قائلة بهدوء :_عارفة أني ماليش أسالك مالك بس أنت أعتبرتني أختك والأخت مستحيل تشوف أخوها كدا وتسكت!
رفع عيناه السوداء ليراها أمامه فأبتسم بألم :_هتصدقيني لو قولتلك أني معرفش مالي ؟
تطلعت له بستغراب ليكمل بآنين يتابعه :_كل الا أعرفه أني مجروح أوي وحاسس أن قلبي بينزف من جوا يمكن لو عرفت أيه سبب ألمي كنت أرتاحت ..
جلست لجواره مع تحفظ المسافة بينهما قائلة بثبات :_حنين الا مزعلك يا حمزة ؟
إبتسم بسخرية :_حنين ضحية يا رهف ..ضحية لشخص عاش حياته كلها غلط فى غلط أكيد يعني مش هتأخد عني فكرة غير أني وش لشيطان لعين ..
هنا علمت ما به فأسترسلت بالحديث :_عشان كدا لغيت الفرح ورجعت حددته تاني ؟ ..
أستدار بوجهه لها لتبرز الآلآم بداخل عيناه :_محبتش أشوف فى عيونها أتهامات كتيرة ليا عشان كدا بعدت لكن أكتشفت أن الحل دا بيقضي عليا أنا عشان كدا رجعت وطلبت أيدها من جديد ..
قاطعته بهدوء :_بس كدا غلط يا حمزة أنت بتضيعها كدا من أيدك ..
إبتسم بتأييد :_عارف وعارف كمان أني بأكدلها كدا أفكارها عني بس غصب عني يا رهف صدقيني غصب عني ..
تألم قلبها لأجله فهو لها أخٍ لم تنجبه والدتها لتهوى دمعة خائنة من عيناها أزاحتها مسرعة حينما رأت معشوقها يقترب منهم .
حازم بأبتسامة هادئة لا تليق سوى به :_يا مساء الجمال واضح كدا أني محظوظ عشان ألحق القعدة دي ..
أكتفى حمزة بأبتسامة بسيطة لينهض عن الأريكة قائلاٍ بمرح مصطنع :_لا للأسف مش محظوظ لأني كنت قايم أصلا ..
وتركه وتوجه للداخل بأبتسامة مرح ليبادله حازم إبتسامة حزن فجلس جوارها يتأمله وهو يغيب عن عيناه ليتطلع لها بأهتمام :_قالك زعلان ليه ؟ ..
رفعت عيناها له بأرتباك :_لا ..
ضيق عيناه بتفحص :_مش مضطره تكدبي عليا يا رهف ..
زفرت بملل فلم تتمكن يوماً من خداعه :_قالي يا حازم بس مقدرش أقولك مأخدتش على كدا .
أحتضن وجهها بيديه قائلاٍ بعشق :_وأنا مقدر دا وبعتذر ، أنتِ عارفة أد أيه انا مشغول عليه ..
أبتسمت بعشق وهى تتأمل عيناه قائلة بهمس :_ولا يهمك هو بخير زي ما شوفت
إبتسم بخبث :_طب ممكن تسمحيلي أطمن على إبني .
ضيقت عيناها بعدم فهم حتي أستوعبت ما يقول حينما أنحني برأسه ليستمع حركاته فأبتسمت بخجل …
إبتعد عنها قائلاٍ بحزن :_مسمعتش حاجه ..
تعالت ضحكاتها بسخرية :_هو لسه أتكون عشان تسمع حاجه ! ..
رمقها بنظرة مطولة ثم قبل جبينها بعشق :_ربنا يكملك على خير يا قلبي ويسعدني بشوفتك أنتِ وهو بخير ..
زمجرت بضيق :_أنا معتش فاهماك يا حازم شوية تكون حزين وشوية تكون مبسوط بجد أحترت بأمرك! ..
تطلع لها بجدية ثم قال بحزن :_كان غصب عني يا رهف أول حمل ليكِ الدكتور قالي كلام خوفني جداً حتي بعد الا راتيل قالتله فضلت قلقان ومطمنتش غير لما قعدت معاه تاني وكشف عليكِ ..
ثم أحتضنها قائلاٍ بخوف :_مكنتش هتحمل لو عرفت انك بخطر تاني ..
شددت من أحتضانه بأبتسامة عاشقة ودمع يلمع بسعادة له ..
*********
بمنزل “طلعت المنياوي”..
بعد تناول الفطور وقفت كلا منهم تعد طعام الغداء المفضل لزوجها بحب وفرحة فلم ترغب نجلاء بمنعهم من ذلك فاليوم ستعدان الطعام لأول مرة لهم فحرصن النساء على الطهي لهم طوال الفترة الماضية حيث تناوب الجميع الأدوار كالجدة والخالة وغيرها ، وقفت صابرين جوار سلوي وهى تعد الطعام لعبد الرحمن تتعلم منها بسعادة وفضول لصنعها بمفردها …
أنقضي اليوم سريعاً فعاد كلا منهم للمنزل بعد يوماً شاق …جلس ادهم ولجواره عبد الرحمن ومن ثم لحق بهم أحمد قائلاٍ بتعب :_النهاردة كان يوم متعب أوي بس بفضل الله كسبت القضية .
يوسف بأبتسامة واسعة :_فين الساقع بقا يا خفيف ..
ضياء بمكر :_الساقع عليك ياخويا مش عريس
عبد الرحمن بضيق :_مش عارف جدي وافق ازاي يدي مكة للحيوان دا ؟! ..
أحمد بتأكيد :_أه وقسمن بالله نفسي أروحله وأترجاه يغير رأيه بس يالا قدر ومكتوب .
تعالت ضحكاتهم بسعادة وتبقى النمر ثابتٍ يراقب حوريته وهى تقترب منه حاملة للطعام فأسرع إليها وحمله عنها قائلاٍ بهمس لها :_أيه الجمال دا ..
وضعت عيناها أرضاً وبدت الحمرة تكسو وجهها فأبتسم بمكر ليضع ما بيديه على الطاولة …
خرجت ياسمين وصابرين أيضاً فتطلع لهم عبد الرحمن بستغراب :_أيه دا كل واحد هيأكل لوحده ولا أيه؟
تعالت ضحكة نجلاء وهى تضع المياه قائلة بحنان :_كل واحد مراته صممت تعمله الأكل بنفسها أحنا عندنا أغلي منكم .
إبتسم عبد الرحمن وجلس على الطاولة فوضعت صابرين أمامه الطعام ،أما أحمد فهرول للطاولة قائلاٍ بحماس :_ها يا سوسو عملتيلي ايه ؟ .
ثم صاح بسعادة :_ايه داا المكرونة الا بحبها لا كدا بقى نجبلك هدية ..
إبتسمت بسعادة فجذبها بخفة :_أقعدي كلي معايا ..
تطلعت لأدهم وعبد الرحمن بخجل فابتسم عبد الرحمن بمكر :_خلاص أقعدي يا صابرين أنتِ كمان ..
جلست لجواره وتناولت بخفة فأشار أدهم لجيانا بعيناه لتجلس جواره وعيناها أرضاً فأقترب منها هامساً بخبث:_لو مأكلتيش هأكلك أنا بأيدي ومش هيهمني حد ..
ما ان أنهي كلماته حتى تناولت طعامها بنهم فأبتسم قائلاٍ بمكر :_بعشقك وأنت خزيان كدا ..
رمقته بنظرة محتقنة فغمز لها بعيناه ،أما صابرين فجذبت يديه لينحني لها فهمست بخجل :_مش أنا الا عملت الأكل ..
إبتسم بعشق :_عارف وقولتلك هعلمك كل حاجه فى وقتي الفاضي وماما كمان موجودة ..
رسم البسمة على وجهها فقالت بخجل :_نفسي اتعلم عشان اطبخلك بنفسي ..
تطلع لها بهيام :_لمستك على الأكل كفايا ..
خجلت للغاية فتناولت الطعام كمحاولة للهرب منه ..
**********
بفيلا “زين”
صف سيارته بأهمال وصعد للأعلى يبحث عنها بعيناه ولكن لم تقع على حوريته الفتاكة ، صعد لغرفته بستغراب فعزم أمره على أن يبدل ثيابه أولا ثم يشرع بالبحث عنها …
خلع قميصه ثم فتح الخزانة ليصعق حينما تنخلع المياه على وجهه وجسده باكمله ففتح عيناه الزرقاء بصعوبة ليجدها تجلس بالخزانة قائلة بضيق مصطنع :_دا عقاب التأخير ..
أزاح المياه عن وجهه قائلاٍ بغضب :_أنتِ أتجننتِ صح ؟! ..
رفعت يدها تفكر قائلة بعد وهلة :_أممم ممكن كل ما هتتأخر مش هتلاقي غير الجنون ..
رفع عيناه بخبث :_بقى كدا
أبتسمت بتأكيد :_وأكتر من كدا أنت لسه مشفتش حاجه و ..
صرخت بقوة حينما حملها وتوجه بها لحمام الغرفة ليضعها أسفل المياه قائلاٍ بغرور :_ما تفكريش تتحدي زين المهدي يا قطة ..
صرخت بقوة وهى تحاول الخروج ولكن يدها أسيرة لقبضة يديه حتى الزجاج المحاط بها يمنعها من ذلك …رفعت يدها الأخري تلكمه بقوة فتعالت ضحكاته بتسلية لتستقر بنهاية الأمر بين أحضانه …
**********
أما هناك على شاطئ المياه المتراكم كان يجلس حمزة بحزن وبداخله سؤالا يطوف به :_ليه عملتي فيا كدا يا حنين ؟ لييه أنا مستهلش كدا .بس أنتِ هتكوني هنا ادمي ولازم هعرف الأجاية على كل أسئلتي …
وألقي بالحجر الصغير بالمياه بقوة توضح ما بقلبه من آنين ..ليسوق معه لعذاب سيفيض به …برحلة ستسوق البعض لمجهول أليم . .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية القناع الخفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى