رواية القناع الخفي الفصل التاسع 9 بقلم آية محمد رفعت
رواية القناع الخفي الجزء التاسع
رواية القناع الخفي البارت التاسع
رواية القناع الخفي الحلقة التاسعة
أبعدها عن أحضانه بصدمة أزدادت حينما رأها أستعادت وعيها ،تلونت عيناه بالغضب من تردد أفكار مميتة برأسه فجذبها بقوة لتقف أمام لهيب عيناه قائلا بصوتٍ مشابه للموت :_يعنى أنتِ كنتِ بتستغفليني ؟!
لم تجيبه وأكتفت بالبكاء فى صمت فشدد من قبضة يديه على معصمها لتصرخ بآلم فتركها لتهوى على الفراش بينما شدد هو من الضغط على شعره الكثيف ليقترب منها بعينان تشعان شرار :_طريقة حلوة عشان تكسريني مش كدا ؟
زادت دمعاتها والصمت يجتاز وجهها فيجعل الغضب يتمكن منه ،جذبها بقوة قائلا بغضب لا مثيل له :_ساكتة ليه ؟ أتكلمي !
رفعت عيناها الممزوجة بالدمع له قائلة بصوتٍ منحاز للكسرة والحطام منقذ :_هيفيد بأيه أنى أتكلم وأنت على طول بتقدم أتهامات بدون ما تسمعني ! أنا خلاص مش عايزة منك حاجة تانية غير الطلاق دا الحل المثالي
صعق زين فتطلع لها بصدمة :_طلاق ! …أنتِ فاكرة أنك هتتحديني يا همس ؟
صرخت بقوة وجنون :_أيوا بتحداك لأنك هتفضل زي مأنت عمرك ما هتتغير ..
وجذبت حجابها ثم أرتدته بأهمال وتوجهت للخروج فجذبها بقوة قائلا بصوت كالرعد :_كدا طب وريني هتخرجي من هنا أزاي ؟
وأغلق باب الغرفة جيداً ثم جلس على المقعد ببرود يتراقب ما تفعله ….
جففت دمعاتها وجلست على الأريكة المقابلة له بصمت طال قليلا فقطعته بشرود بالماضي ؛_كنت بحبه أوى …متخيلتش حياتي من غيره ..جهزنا كل حاجة الشقة والعفش كل حاجة ..مكنش فاضل على جوازنا غير أسبوعين بس كان مصمم أنه يجبلي فستان الفرح من أفخم مكان فى أمريكا .قالي أنه هيسافر 48 ساعة بس ..
إستمع لها زين بحزن وقلب يتآلم لدمعاها الناقل لكم المعاناة التى قضتها …أكملت بشهقات بكاء حارق :_ال48ساعة بقا أسبوع وأكتر ومفيش أي أخبار عنه حتى عيلته مكنوش عارفين يوصلوا له…لحد ما أتفاجئت أنه فضل فى المستشفى الفترة دي كلها بسبب حادث فى سيارة الأجرة الا كان فيها والخبر أتاكد بوفاته …
تطلع لها زين بأسف لتكمل بدموع :_الخبر دا كان كافيل أنه يكسرني للأبد يا زين …عروسة المفروض أن فرحها بعد أربع أيام تتفاجئ بموت حبيبها ! ..بس أنا عشت عشان أبويا ورسمت الفرحة لسنين وأنا من جوايا مكسورة ومقهورة أوى ….كل مكان كان بيفكرني بيه ..كل نفس خارج مني كأنه على وعد أنه يكون ذكري ليا …كل دا وجهته لوحدى يا زين ومن نحية تانية بابا الا كان بيضغط عليا عشان أرتبط لأنه نفسه يشوفلي أولاد قبل ما يموت …أمنية زي كل أب وأم ..حاولت أرضي رغبته فأرتبطت بأول واحد أتقدملي ..
رفعت عيناها الممتلئة بالدمع له :_أرتبطت بخالد
ثم قالت بصوت باكي :_حاولت أنساه وأبدأ مع خالد بس مقدرتش صدقني مقدرتش 6شهور بحاول اقنع نفسي أني أعيش مع خالد بس رفضت أظلمه أزاي هعيش معاه بعد الجواز وأنا تفكيرى فى واحد تاني ؟!! مقبلتش أعمل كدا يا زين ..
وتعالت شهقاتها فأسرع إليها يضمها لصدره قائلا بهمسٍ لها :_خلاص أهدي
سكنت بين أحضانه حتى هدأت ثم قالت ببكاء :_حياتي أتغيرت لما دخلتها بدأت أنساه حبيتك يا زين معرفش أزاي ولا أمته ؟! بس فى الأخر أنت كمان كسرتني
وأبتعدت عنه ثم توجهت للخروج فلحق بها قائلا بحنان :_ليه مقولتليش الكلام دا من الاول ؟
زاد الدمع بعيناها فأستدارت له بصوتٍ محطم :_أنت مدتنيش فرصة أحكيلك
تسلل الحزن لتعبيرات وجهه فرفعت يدها على مقبض الباب حتى تهرب من أمام عيناه ولكن يديه كانت الأقرب لها …
بكت همس قائلة برجاء :_أرجوك يا زين محتاجة أكون لوحدي
تطلع لها بعشق طال بنظرات من طوفان ثم سحب يديه ببطئ ليقدم لها الحرية فركضت لتخرج من المنزل بأكمله …
*********
حمل الطعام وولج لها فوجدها مازالت تعتلى الفراش بشرود ، أقترب منها حمزة ثم حمل بعض الشطائر قائلا متحاشي النظر إليها “_الأغماء الا بيجيلك دا من قلة الأكل
ورفع يديه بالطعام لها مقربها من فمها ،رمقته بنظرة محتقنة بالغضب فرفعت يدها بجنون ودفشت يديه بعيداً عنها قائلة بغضب :_أنت أيه معندكش دم مفيش عندك ذرة أحساس ..
حوريته الفتاكة أيقاظت شيطانه المخيف ،أستدار بوجهه لها بعدما غامت عيناه بالعواصف الرعدية،إبتلعت رتيل ريقها بصعوبة وهى تراه يقترب منها بنظرات لا تنذر بالخير قد تكون على محافة الهلاك …
توقفت عن الحركة حينما أصبحت محاصرة بينه وبين الحائط اللعين فرفعت يديها ببكاء على وجهها ظنة بأنه سيصفعها مجدداً ..
ما فعلته تلك الفتاة أخترق قلب الشيطان فوقف يتأملها بنظرات غامضة وهو يرى حب طفولته المسعى الوحيد لعشقه المتيم ترتعب منه حد الموت …
لم يحتمل رؤياها هكذا فخرج من الغرفة سريعاً أما هى فأخفضت يديها برعبٍ لتجد الغرفة فارغة فسقطت أرضاً تبكى بجنون …وهو بالخارج يراقبها بصمت وتفكير عميق ليصل لأمراً سيحطمه ! ولكن عليه ذلك ….
**********
عاد أدهم من المسجد ليتفاجئ بجيانا تتجه للمنزل بمفردها ،أسرع إليها وعيناه تتفحص طريق المسجد قائلا بستغراب :_أنت جاية لوحدك ؟
شهقت رعبٍ فأخذت نفس طويل تسترد ذاتها ثم قالت وعيناها أرضاً :_أيوا ماما ومرتات عمي صلوا النهاردة فى البيت
أدهم بغضب :_تقومي تيجي لوحدك فى الوقت دا ؟
أسرعت بالحديث :_لا أنا جيت مع أحمد وفضلت واقفة أستناه بس لقيته اتاخر فى الخروج فقولت أروح أنا وبعدين الناس كلها خارجة تصلى الفجر بالمسجد يعنى الطريق آمان ..
تفحصها بنظرات غامضة ثم اشار لها بيديه :_هشوف موضوعك دا بعدين أتفضلي
أخفت بسمتها وخطت معه للمنزل تخطف نظراتها الجانبية لمن يخطو جوارها …مازالت لا تصدق أنه سيصبح زوجٍ لها قريباً !…
وصلت معه لشوارع الحارة الخاصة بهما فرمقتها الفتيات بنظرات محتقنة بالغيرة ولكن البادي منها نظرات تتقمص دور الفجور لها رغم أن من تخطو معه هو إبن عمها الأكبر ! حتى مع تحفظ المسافات بينهم بالطريق !! ولكن تلك العادة السيئة الطابعة للقلوب …
ولجوا للداخل فوجدوا أحمد يتمدد بالداخل على الأريكة ويغط بنوماً عميق ،تطلعت له جيانا بغضب فأقترب أدهم منه يحركه بهدوء ولكن لا فائدة من ذلك فرفع قدميه ليلكمه بقوة أسقطته أرضاً ليصيح برعب :_فين ؟ مين !
كبتت ضحكاتها بصعوبة فأنحني له أدهم بعيناه المشعة بالشرار ليخرج صوته الساخر :_قابض الأرواح
نهض عن الأرض بضيق ثم جلس على الأريكة قائلا بغضب :_نعم عايز أيه ؟ مش كفايا الا بيحصلنا طول النهار من تحت راسك كمان الأحلام بتطلع فيها !!
تعالت ضحكات جيانا فتطلع لها أدهم بنظرة خاطفة ثم جذب أحمد بقوة ؛_لا سيب الكلام دا لما تفوق دلوقتي يا حيوان أنت راجع البيت ونايم عادي كدا ؟!
أحمد بصدمة :_والمفروض أعمل أيه ؟
ضيق عيناه بغضب لتقول جيانا بغضب :_أنت نسيتني ولا أيه !
تطلع لها بصدمة ثم صاح بزهول :_أيوا صحيح نسيت البت خاالص دي راحة معايا !
أقتربت منه جيانا بخبث :_أيه الا واخد عقلك ؟
رمقه بنظرة محتقنة ثم قال بصوتٍ حازم :_لا بقولك أيه فوقي كدا أن كنت ومازلت أخوكِ الكبير يعنى هتبصي تلاقي القلم نزل على وشك يزغرط
صدح صوت الصفعة بالمكان بأكمله فتطلع لها احمد بتعجب ليجد النمر لجواره بعدما هوى على وجهه بالصفعة التى تمناها هو !…
رمقه أحمد بغضب ثم جذب الوسادة قائلا بتوعد :_ماشي وقسمن بالله لأوريكم بس حالياً محتاج راحة ونوم عميق أفوق بس وهوريكم
وتركهم وصعد للأعلى وهو محتضن وسادة الأريكة ،ما أن تخفى من أمامهم حتى أنفجرت جيانا ضاحكة …
بقى صامتٍ ويتأملها حتى تدرجته فوقفت تعبث بأصابعها بخجل يعشقه الأدهم …أقترب منها مع حرص المسافة بينهم:_على فكرة أحنا فى صيام فمتحاوليش تعملي كدا تاني ..
وتركها وصعد للأعلى ليرتجف نبض القلب بعين تتابع المعشوق وهو بتخفى من أمام عيناها، ويا ويلتاها حينما أستدار بوجهه لترى عيناه الخضراء الفتاكة ،غضت عنه بصرها سريعاً وبداخلها تدعو الله أن يتم الزواج التى حلمت به كثيراً …
******
تسللت بأشعتها الذهبية لتملأ العالم بنور لا يعي قيمته سوى قلب العاشق المرتجف لتعلن بدء يوم جديد …
بمنزل زين ..
لم يذق طعم النوم فبقى مستيقظ طويلا ليتفاجئ بصوت خطوات بسيطة بالخارج ..
خرج زين من غرفته بعدما أغلق قميصه على صدره العريض بأهمال فتفاجئ بأخته تجذب حقيبتها وتتسلل للخروج من المنزل ،تلك الحمقاء أيقظت حبال الغضب بداخله ليخرجها عليها …
تسللت ببطئ لباب المنزل الخارجي ولكنها تفاجئت به يقف أمام عيناها كالصقر ،لم تهتز له وبقيت تتأمله بتحدى وسكون …أقترب منها زين ليجذبها بقوة قائلا بصوتٍ كالأعصار :_أنتِ أيه مفيش فايدة فيكِ ؟
جذبت معصمها من بين يديه قائلة بغضب :_أنت عايز أيه ؟ ما خلاص خدت الفلوس وكل حاجة سبني بقا أرجع للعالم الا عمره ما يشبهك
إبتسم بسخرية :_أسيبك ! بالسهولة دي
تأملته بغضب ثم صاحت به بجنون ؛_أسمع يا زين أنا عمري ما هتجوز الحيوان دا فاهم أنا عارفة كويس أيه غرضك من جوازي منه لكن دا بعدك
لم يعد يحتمل أكثر من ذلك فجذبها بقوة لغرفة بالأسفل ثم أغلقها من الخارج ليخرج هاتفه ويحادث أدهم وعبد الرحمن …
*******
بغرفة رتيل …
كانت تستند برأسها على الحائط بأهمال ،وجهها خالى من الحياة ،تشبة الجثث الهامدة الفاقدة لحياة لا توجد بها سواه !…
أقترب منها حمزة بعينٍ تحمل الغموض ونظرات تطول بتأملها كأنها تتشبع بها للمرة الأخيرة …
أنحني على قدميه ليكون بمستواها ثم رفع يديه لها بحقيبة مغلقة ..
رفعت عيناها الدامعة له بصمت فخرج صوته بثبات ؛_غيرى هدومك
بقيت كما هى ولم تتحرك فزادت نظرته تعمقاً لها ليشعر بأن قراره صائب ..نعم من عاونه على الأفاقة أخيه وكلماته الطاعنة له …أذهب عن عقله تلك الأفكار ثم قال بنظرات عيناه البنية :_غيرى هدومك يا رتيل هرجعك لأبوكِ ..
رفعت عيناها له بعدم تصديق فجاهد كثيراً للحديث :_أيوا هرجعك بنفسي لهناك بس لازم تغيرى لبسك دا
ووضع حمزة الحقيبة على قدماها ثم غادر للخارج لينتظرها ولكن غابت كثيراً عنه فولج للداخل ليجدها تبكى بغزارة ومازالت تجلس ارضاً تحتضن جسدها بذراعيها ..
أسرع إليها بلهفة ثم أنحني لها بقلق :_ مالك ؟ فى أيه ؟!
رفعت عيناها الحمراء من كثرة دمعاتها قائلة بصوت يكاد يكون مسموع :_لسه عايز مني أيه يا حمزة ! جاي دلوقتي وعايز ترجعني لأبويا عشان يتفضح ؟ أرجوك أقتلني وخلص نفسك من العذاب الا جواك وخلصني معاك
حطمت قلبه بكلماتها فجاهد ليرفع يديه على وجهها الباكي وبالكاد فعل ذلك لتقف أمامه ،رفعت عيناها له لتقف بزهول من نظراته أزدادت أضعافٍ حينما قال بصوتٍ صادق :_أنا مأذتكيش يا رتيل …مقدرتش أعمل كدا ممكن أكون وحش بس مش لدرجة آذي حد بحبه وأنا بح..
إبتلع باقي كلماته بآلم وسحب يديه سريعاً ثم توجه للخروج قائلا بثبات :_5دقايق وتكوني غيرتي هدومك والا تصرفي مش هيعجبك ..
وتركها وغادر للخارج فبقيت هى متصنمة محلها لا تقوى على الحركة ..تزداد بكائها وفكرها بهذا الغامض …إبتسمت بفرحة لا تضاهيها أميال بعدما أستمعت له لا ليست فرحة بقائها طاهرة ! ولكن بأنه حقاً يعشقها ! ..
جلست على الفراش تجمع ذاتها لما لم تعد تشعر برغبة الرحيل ؟!! لم تشعر بآلآم تهاجمها مع فكرة الأبتعاد عنه !! ..
انفضت عنها تلك الأفكار وفكرة الرحيل من هنا وضعتها مسارها الرئيسي فتوجهت للحقيبة الموضوعة أرضاً وشرعت بتبديل ملابسها …
أما بالخارج ..
جلس على الأريكة يعبث بهاتفه ثم قطع العبث برنين بشخص لم يتوقع اللجوء له ! …
…بقصر حازم السيوفي …
تملمت من بين أحضانه على صوت الهاتف الصادح بالغرفة ،فتح حازم عيناه بصعوبة ثم جذب الهاتف قائلا بنوم :_ألو ..
فتح عيناه على مصرعيها ثم أعتدل بجلسته سريعاً قائلا بعدم تصديق :_حمزة !!
أجابه حمزة بصوتٍ محطم وهو يرسم القسوة الزائفة :_مكنتش أتمنى أسمع صوتك تاني بس مضطر
أغمض حازم عيناه بآلم وهو يقول بثبات خادع :_فى أيه ؟
حمزة :_قابلني على الطريق ##بعد ربع ساعة
حازم بستغراب :_ليه ؟
:_لما تيجي هتعرف
وأغلق الهاتف بوجهه فبقي حازم ساكناً يفكر فيما سيريده به ..وضع الهاتف لجواره ليجدها مستيقظة وتطلع له بصدمة ليخرج صوتها الغاضب :_متقولش أنك هتروح ؟
نهض عن الفراش ثم جذب ملابسه من الخزانة قائلا بهدوء :_أكيد هروح لازم أشوف في أيه ؟
نهضت عن الفراش سريعاً قائلة بصراخ :_أنت مجنون ! أكيد هيقتلك
أرتدى قميصه وعيناه بعيدة عنها لتجذبه بقوة :_أنت أيه يا حازم معندكش عقل هو يقولك تعال تروح كدا بعد الا عمله فيك ؟!!
وضع يديه حول معصمها قائلا بهدوء :_مفيش حاجة هتحصل يا رهف شوية وهرجع
وتركها وهبط للأسفل فلحقت به ببكاء لتقف على الباب الخارجي قائلة ببكاء :_مش هسمحلك تخرج من هنا
زفر بضيق :_تاني يا رهف !
صرخت بجنون :_تاني وتالت ورابع أبقى مجنونة لو سبتك تخرج من هنا
شدد على شعره الغزير بغضب ثم تركها وتوجه للخروج من الباب الخلفي فلحقت به ببكاء حارق لتجده يكاد بالخروج فجلست أرضاً تبكى بقوة وهى تصرخ ببكاء :_حازم أنا حامل
أستدار لها بصدمة ممزوجة بفرحة لا مثيل لها فأسرع إليها يحتضنها بسعادة :_بجد !
أشارت له بتأكيد فحملها بين ذراعيه وصعد بها للأعلى قائلا بسعادة :_دا أفضل خبر سمعته بعد خبر موافقتك على الجواز مني
تعلقت به برعب :_مش هتمشي صح ؟
حزن لرؤية الخوف على وجهها فأحتضن وجهها بين يديه قائلا بنبرة تحمل الحنان بين طايتها “_رهف أنتِ عارفاني كويس مش بتخلى عن حد ما بالك دا أخويا !
كادت الحديث لتذكره بما فعله فقطعها قائلا بتفهم :_عارف الا هتقوليه لكن فى النهاية أنا حازم مصطفي السيوفي وهو حمزة مصطفي السيوفي ..حمزة مش وحش أوى كدا الظروف هى الا خاليته كدا وأنا بحاول أوضحله سوء التفاهم الا بسببه خسر نفسه
هوت دمعة من عيناها وهى تستمع له ليزيحها بحنان :_متقلقيش عليا هأخد الحرس معايا
آبتسمت براحة فقبل رأسها وغادر تاركاً قلبها بمعركة دانية …
خرج حازم من القصر بسيارته الخاصة بعدما رفض تماماً ان تلاحقه الحرس فربما لا يعلم بمن يتتابعه ليعلم مكان إبنته بعدد من الرجال وبداخله قسم القصاء على حمزة ..ولكن هناك مجهول دائم وحتما اللقاء به …
******
بمنزل زين ..
أدهم بغضب :_لا يا زين أنا مش معاك هتجوزها بالغضب ؟!!
نهض عن الأريكة بتصميم :_أيوا هجوزها بالغصب يا أدهم وحالا المأذون على وصول
أحمد بصدمة :_دا جنان راسمي !
:_بالعكس أنا شايف قرار زين فى محله ..
قالها عبد الرحمن بعدما توجه لباب الغرفة الفاصل بينه وبينها تحت نظرات غموض النمر …
أقترب أدهم منه ثم جذبه للخارج :_تعال معايا عايزك
وبالفعل خرج معه لحديقة الفيلا فدفشه أدهم بقوة ليجلس على المقعد فزفر بغضب :_فى أيه يا أدهم ؟
أقترب منه بنظراته المحتقنة ليخرج صوته الغامض :_أسمعني كويس يا عبد الرحمن محدش فاهمك أدي أنا عارف أنت عايز تتجوزها ليه ؟
تأمله بقليل من الصمت ثم قال بهدوء ؛_عشان أساعد زين
قاطعه بنظراته الفتاكة ونبرته الساخرة :_عشان تنتقم من الا عملته فيك
أخفى نظراته عنه ولكن من هو أمام نظرات النمر ! ..
ليجذبه بقوة وصوتٍ كالرعد :_فوق يا عبد الرحمن مش أخلاقك الا هتسمحلك تعمل كدا ولا تربيتك
دفشه بعيداً عنه بغضب “_أنت كنت مأيد الفكرة ليه الوقتي غيرت كلامك
صاح بصوتٍ مرتفع :_عشان كنت على حق كنت راجل وعايز تساعد صاحبك لكن دلوقتي أنا شايف الكره والأنتقام فى عيونك ودا مصيرهم وحش أوى يا صاحبي أنا مش بكلمك كأبن عمك ولا أخوك لا بكلمك صاحب لصاحبه… الا هتعمله دا هيغضب ربنا يا عبد الرحمن وأنت عمرك ما عملت كدا
وضع عيناه أرضاً بأقتناع ليقترب منه النمر وضعاً يديه حول ذراعيه :_مستعد أدخل معاك حالا واشهد على العقد بنفسي بس لما تأكدلي أنك مش هتسمح لأنتقامك أنه يتغلب عليك هتعاملها بما يرضي الله ساعتها هتلاقيني فى دهرك ..
رفع عيناه له ثم أشار لها بتأكيد فأبتسم أدهم وولج معه للداخل ليتم عقد قرأنه عليها بعدما علم طلعت المنياوي من زين ما حدث فوافق على ما يحدث …
تركهم عبد الرحمن وتوجه للغرفة المحتجزة بها فولج للداخل ليجدها تجلس على أحد المقاعد وتنفس السجار بغضب شديد ،إبتلعت ريقها برعب حقيقي حينما رأته بالغرفة ..
أقترب منها عبد الرحمن بهدوء سحب أنفاسها ثم وقف أمام وجهها يتأملها بنظرة متفحصة ،رفع يديه جاذباً السجائر من بين يديها ثم دعسه تحت قدميه بقوة أخافتها بجلست على المقعد برعب ،أنحني بجسده لها ثم قرب وجهه لها قائلا بصوتٍ ثابت متخفى بطيات الغضب :_خلاص بقيتي مراتي يعني من هنا ورايح هتسمعي الكلام
كادت الحديث فقطعها قائلا بهدوء :_ للأسف مفيش ادامك أختيارات لأني زعلي وحش أوى وأنتِ جربتيه ولا أيه ؟
إبتلعت ريقها برعب والصمت يحفل على وجهها فأكمل بأعجاب :_كدا تعجبيني فى شوية تعليمات لازم تعمليهم والا ….
وتعمد الصمت مشيراً بعيناه الساحرة المنقلبة للون مخيف فأشارت له بالموافقة قبل سماع ما سيقوله ليكمل هو بأبتسامة ساحرة ويديه تشير على جسدها :_القرف الا بتلبسيه لو شوفتك لبساه تاني متلمويش الا نفسك …صوتك لو على علي أي حد عقابك معايا هيكون عسير ..
ثم اقترب منها مردد كلماته بتحذير :_فهمتي أي حد ؟
أشارت له بخوف فأعتدل بوقفته قائلا بلغتها :_سنرى عزيزتي ولكن تذكري كلماتي جيداً فعقاب الطبيب اللعين لن يقوى جسدك الهزيل عليه ..
أرتعبت للغاية وتلبشت محلها هل سيبرحها ضرباً !!
إبتسم بأنتصار وتوجه للخروج ولكنه أستدار لها قائلا بتذكر :_أه أفتكرت ساعتين وهجي أخدك عشان أعرفك على عيلتي أتمنى تعليماتي تتنفذ بالحرف ..
أشارت له بسرعة فأقترب منها مجدداً قائلا بعد نظرات طالت بتفحصها :_على فكرة أسمك الحقيقي أفضل بكتير من صافي دا
وتركها وغادر لتدفش المزهرية بغضب وهى تبكى برعب فأن كانت هنا وترتعب هكذا ماذا أن ذهبت معه بمفردها !..
******
بمنزل طلعت المنياوي ..
صاحت سلوى ببكاء وغضب :_يعني أيه إبني يتجوز كدا وأنا أخر من يعلم ؟!!
إسماعيل بخوف :_واطي صوتك هو كتب كتابه بس وهيعمل خطوبة مع أحمد وأدهم والفرح معاهم فين الجواز بقا ؟
قاطعته بسخرية :_لا كتر خيركم والله دا حتى العروسة معرفهاش أنا مش زي كل أم أنقي عروسة لأبني وأشوفها ولا خلاص دوري أنتهي !!
آسماعيل بهدوء :_يا سلوي أهدي أبويا الحاج لو سمعك هيزعل منك الواد منقي بنت زين وأنتِ عارفاه كويس أكيد أخته زيه
قاطعته بدموع :_مقولتش حاجة بس على الأقل كان يعرفني !
دق الباب فتوجهت ياسمين الباكية على بكاء والدتها لترى من؟ فتعجبت بشدة حينما رأت جدها بهيبته الطاغية ..
ياسمين بفرحة :_جدو أتفضل
وبالفعل ولج طلعت المنياوي للداخل فأسرع إليه إسماعيل بفرحة :_أبويا أتفضل نورت الشقة والله
جلس طلعت على الأريكة واضعاً العصا لجواره قائلا بهدوء ونظراته عليها :_جري أيه يأم عبد الرحمن مبجاش ليا جيمة عندك
صعقت بشدة لتقول بصدمة :_أيه الا بتقوله ده يا أبويا الحج ؟!!
قاطعها بحذم :_حديتك هو الا بيجول ..من متى بنخبر الحريم بحاجة واصل ؟!
وضعت عيناها أرضاً ليكمل هو بهدوء ؛_زين جال أن العروسة عايزة تسافر لأمها فأني جولتله بعد الجواز فأقترح أننا نعقد القران عشان تسافر تشوف أمها فى بلاد برة وأني وفجت ..الأمور جيت بسرعة أجوله أستنى أما أخد آذن آمه !
أسرعت بالحديث :_لا العفو يا أبويا الحج
رفع عصاه قائلا بثبات :_قفلي حديتك وأنزلي أعملي وكل عشان مرات ولدك هتاجي تأكل معانا النهاردة
إبتسمت برضا وأقتناع :_من عيوني يا حاج
وتركته وهبطت للأسفل بعدما قلب حزنها لفرح …أقتربت منه ياسمين بعدما أشار لها قائلة بأحترام :_نعم يا جدي
خرج صوته :_جهزى نفسك أنتِ وبت عمك بعد الفطار هتروحوا تجيبوا الدهب واللبس
إبتسمت بفرحة :_حاضر يا جدي
وتركته وهبطت تخبر جيانا بما أخبرهم به بينما قبل إسماعيل يديه بفرحة :_ربنا يباركلنا فيك يابوي ..
إبتسم طلعت وهو يرتب على كتقيه :_ويبارك فى عمرك ياولدي …يالا بقا ننزل نصلي صلاة الظهر بالمسجد
إبتسم له وعاونه على الوقوف ثم هبط معه للأسفل ..
********
أنتظره حازم طويلا إلي أن لمح سيارة تقترب منهم لتقف على مسافة ليست بكيبرة عنهم ..
بداخلها ..
تحاشت النظر له حتى لا يرى دمعاتها فحتى هى لا تعلم سببهما …بينما تبقى حمزة ساكناً ليخرج صوته بهدوء :_أنزلي
تطلعت له بحزن ثم وزعت نظراتها على المنطقة بأكملها لتجد حازم يقف على مقربة منخم فتطلعت له بستغراب ليتحدث ونظراته أمامه :_حازم هيساعدك ترجعي لوالدك
أشارت له بتفهم فهبط من السيارة وفتح لها الباب المقابل لها ..
تعجب حازم من رؤيتها ولكنه علم الآن بأن جزء من قلب أخيه عاد للحياة لذا سيعدها ..
تطلعت له رتيل فأشار لها بالذهاب ..وقفت تتأمله بنظرات مقبضة لقلبها المتدفق بالآلم فتوجهت لحازم الواقف على بعد مسافات قليلة منها بخطى أشبه بالموت …
مرأت ذكريات ما حدث أمام عيناها وهى ترى طفولتها وحاضرها وما قضته بجواره …رغم نشود الآنين الا أن جانب منها كان سعيداً لكونه جوارها لعد تلك السنوات ..
تخشبت محلها فرفضت قدماها الأبتعاد أكثر لتستدير بوجهها له فوجدته يتأملها بهدوء مخفى لآلآمه ،هوت تلك الدمعة المرتجفة على وجهها لتزيحها وتركض بقوة حتى دانت منه فوقفت تتأمله وهو يتطلع لها بستغراب زاد أضعافٍ حينما أحتضنته ببكاء ..
تخشب محله ومعه أطراف أصابعه من أن يحتويها حتى حازم إبتسم بتسلية كأنه يوضح له أن التضحية تصنع الحب ..وما فعله أستحق ذلك ..
رتيل ببكاء :_مش عايزة أرجع يا حمزة
أبعدها عنه بصدمة لتكمل بدموع :_مش عارفة أيه الا بيحصلي بس الا أنا فاهماه أنى عايزاك أنت لو رجعت لبابا هيرفضك
لم يستوعب ما يستمع إليه فرفع يديه يلامس وجهها بزهول فأبتسمت بعشق ليحتضنها بقوة قائلا بعدم تصديق :_دا بجد
شددت من أحتضانه لتؤكد له فأبتسم وأغمض عيناه بسعادة …
سعد حازم لسعادته فأخيراً حصل على ما يريد ..ولكن سرعان ما أنقلبت نظراته لغضب فأسرع إليه ودفشه أرضاً قائلا بصراخ :_حمزة
تعجب حمزة فرفع عيناه ليجد ضربات نارية تطوف المكان وأذا به أمامهم …إبراهيم السيوفي …
وقف حازم وحمزة فأقترب منهم قائلا بغضب :_كنت عارف أنك عارف مكان أخوك
حل الغضب عيناه وهى يطيح بالحرس الخاص به :_وأنا حذرتك أنك تآذيه
صعق آبراهيم وهو يرى رجاله يسقطون رجل تلو الأخر بفضل قوة حازم حتى حمزة تخشب محله والدمع يتلألأ بعيناه وهو يراه يحاربهم لأجله ويستمع لحديثه …
أقترب إبراهيم من آبنته بعدما صعد سيارته قائلا بصراخ :_مستانية أيه ؟ أركبي
تساقطت الدموع من عيناها وهى تتراجع للخلف حتى تخفت خلف جسد حمزة فصعق الرجل ولكن عليه التحرك سريعاً فحازم على وشك القضاء عليه ..
غادر سريعاً فأنهى حازم المعركة ثم أقترب منه سريعاً قائلا بلهفة :_أنت كويس ؟
بقى ساكناً كما هو الدمع يلمع بعيناه فقط فأشار له بهدوء ليشير له حازم بآلم وهو يجاهد أحتضانه …
فقال بثبات :_لازم نمشي من هنا حالا تعال فى عربيتي
وبالفعل تتابعه وجلس بالخلف ولجواره رتيل ليسرع حازم بالعودة للقصر ..
*******
عاد أدهم مع أحمد للمنزل فجلسوا بالقاعة يخططون لبناء الأرض حتى لا يطول الزفاف عن أشهر معدودة ولكن عليهم الأجتهاد كثيراً وبالفعل أتفاقوا على بدء العمل من الغد بعدما أتفاقوا مع العمال …
صعد أدهم للأعلى ليرتاح قليلا فأذا به يجدها بالداخل تجلس مع مكة بحزن …
أقترب منهم بستغراب :_فى أيه ؟
أنتبهت له فوقفت سريعاً :_مفيش
ضيق عيناه بشك فوقفت جيانا قائلة بحزن مصطنع :_مكة حرقت القطايف وخايفة طنط نجلاء تعرف وتزعقلها ..
أدهم بسخرية :_لا والله أخيراً بقى عندها دم
رمقته بضيق فأخرج من جيبة المال ثم صاح بصوت مرتفع :_ضياء ..ضياء
خرج من غرفته يعبث بعيناه بنوم:_نعم
ادهم بهدوء :_خد الفلوس دي وأنزل هات الطلبات الا هتقولك عليها مكة
فتح عيناه بسخرية :_نعممم طلبات أيه أنا أتهريت من الصبح طلبات قال أيه عروسة عبد الرحمن جاية وأنا مالي ياعم مايروح يجيب هو
أقترب منه قائلا بعين تشع تحذير :_سمعت كلامي صح ؟
إبتلع ريقه برعب فجذب المال وأقترب منها بضيق :_قولي ياختي طلباتك وخلصينا
تطلعت مكة لجيانا بأرتباك فتدخلت على الفور قائلة بأبتسامة هادئة :_هات 2كيلو قطايف وربع كيلو زبيب وربع بشر وشوية مكسرات بقا ..
رمقها بنظرة محتقنة :_ماشي صبركم عليا بس لما يخرج ورحمة نانتك لأربيكِ أنتِ والسلعوة الا جانبك دي ..
وغادر والغضب يتمكن منه أما أدهم تطلع لها بنظرة مطولة ثم ولج لغرفته ..
زفرت مكة براحة ثم صاحت بغضب :_قطايف أيه الا أتحرقت يا حيوانة
جيانا بغضب يفوقها :_تصدقي أنا غلطانه أنى نجدتك منه
جلست على الأريكة بخوف :_الحمد لله أنه معرفش متتصوريش ممكن يعمل فى يوسف أيه لو عرف ؟!
جيانا بتأييد :_عارفة والصراحة هيكون معاه ألف حق الا يوسف عمله كبير جداً ..
شكل الحزن على وجهها لتغوم بأحداث ما حدث معها …
جلب ضياء الأغراض ثم توجه للأعلي فأتبعه يوسف قائلا بهدوء :_كنت فين ؟
أستدار له بضيق :_وأنت مالك
وضع عيناه أرضاً قائلا بعد صمت :_ضياء أنا عارف اني غلطت بس حط نفسك مكاني
قاطعه بغضب :_أنا مش مكانك يا يوسف وعمري ما هكون مكانك أنت للأسف معندكش عقل تميز بيه حتى أختيارك لأصحابك الزبالة دول
تشكل الغضب على وجهه :_ليه الغلط بقا ؟
وضع ضياء الأغراض على الطاولة ثم قال بهدوء :_تعرف يا يوسف أيه مشكلتك ؟ انك مش بتشوف الناس صح ..حيوان زي الا أسمه علاء دا مصاحبه بقالك أكتر من 6سنين وللأسف مقدرتش تكتشف كمية الغيرة والحقد الا جواه من نحيتك
تطلع له بدهشة ليردد بزهول :_غيرة ؟ غيرة أيه؟
إبتسم بسخرية :_غيرة أنك مش زيه بتقضي وقت معاهم ورغم كدا دخلت شرطة وهما فى الهابط غيرة من كل شيء وأخيرهم حبك لمكة الا حاول يآثر عليك عشان يبعدك عنها ..
صعق يوسف وتطلع له بصدمة فكان يظن أن حبه لها مكنون بقلبه فكيف له بذلك ؟!
إبتسم ضياء قائلا بثبات :_متستغربش أنا عارف من البداية والا مكنتش عديت الا عملته كدا بمزاجي وحرصت ان الموضوع ميوصلش لأدهم … أنا عارف أن أي حد هيسمع كدا هيعمل زي ما عملت بس للأسف كنت أتمنى تحكم عقلك ومتدمش أيدك عليها زي ما عملت …..تغيرك معاها الفترة الا فاتت كلها ومعاملتك الزبالة كانت إشارة ليا أن الحيوان دا بدأ سمه وسبته بمزاحي لكن بعد الا حصل مكنش ينفع أسيبه
يوسف بجدية :_عملت فيه ايه ؟
إبتسم وهو يحمل الأغراض :_الا كان لازم يتعمل من زمان ..
وكاد التوجه للاعلى فأوقفه صوتها :_ضياء
أستدار ليجد غادة أمامه وتشير له بالأقتراب فتطلع ليوسف الحزين بمكر ليقترب منه واضعاً الأكياس على يديه قائلا بمكر :_خد دول طلعهم لمكة وجيانا فوق أما أشوف البت دي عايزة أيه ؟
رفع يوسف عيناه له فغمز له ضياء وتوجه لها ليبتسم بعدم تصديق ويصعد للأعلي ..
ضياء بتأفف :_نعمين ومتقوليش محتاجة طلبات هنفجر فيكم كلكم
رمقته بحزن :_خلاص أطلع
وكادت الرحيل ليجذبها بجدية :_مالك فى أيه ؟
أخفت دمعاتها ليجذبها لتجلس على الأريكة قائلا بقلق :_مالك يا غادة في ايه ؟ حد زعلك
أشارت له بالنفي فجلس جوارها قائلا بستغراب :_طب مالك بس ؟
أجابته بدموع حارقة :_التلفون بتاعي وقع مني فى الشارع وعليه كل صوري وصور البنات وكلامنا على الواتس ..
رمقها بغضب جامح :_قولتلك ميت ألف مرة متحطيش عليه الصور دي
بكت قائلة بشهقات حارة :_دا وقته يا ضياء جدك لو عرف هيموتني ..
هدأ قليلا ثم رفع يديه على يدها :_خلاص متزعليش قوليلي خرجتي فين ؟
رفعت عيناها بلهفة :_طنط سلوي بعتتني أجيب لحمة وشوية طلبات من الماركت الا على اول الشارع ..
ضياء :_خلاص أمسحى دموعك ومش تبيني لحد حاجة وأنا هخرج أشوفه وبأذن الله مش هرجع غير وهو معايا
آبتسمت بسعادة :_ربنا يخليك ليا ياررب
إبتسم الأخر بعشق قائلا بغضب :_اللهم أني صائم عن أذنك
وتركها وغادر لتنفجر ضاحكة …
بينما بالأعلي ..
طرق يوسف الباب فظنت مكة أن ضياء عاد بالطلبات فتوجهت لتفتح ولكنها تخشبت محلها حينما وجدته أمامها …
وضعت عيناها أرضاً بحزن ودمع مكبوت فرفع الأكياس لها قائلا بأرتباك :_الحاجات الا ضياء جابها ..
تناولت منه الأكياس وهمت بالولوج ولكنها توقفت على صوته :_مكة ..
أستدارت له فأقترب قائلا بخجل :_أنا أسف صدقيني معرفش الا حصل دا حصل أزاي ؟!
تطلعت له بصمت والزهول بداخلها يرقص على طرب الصدمات ..ليكمل هو :_أنا عارف أنك مستحيل تعملي كدا بس معرفش ليه أتصرفت كدا يمكن عشان …
وصمت قليلا يجاهد خروج الكلمات ليقطعها قائلا :_أنا هنتظر أما أخلص تعليمى وأطلبك من جدك
وتركها وصعد للأعلى فظلت كما هى تعيد الكلمات بزهول ظنت بأنه حلم ولكن الأغراض بيديها !
اقتربت منها جيانا بصدمة :_واقفة كدليه يابت؟
تطلعت لها بأبتسامة واسعة ؛_يوسف أعتذرلي وقالي أنه …
وابتلعت باقي جملتها بخجل لتجذبها للداخل وتغلق الباب ثم توجهت للمطبخ تعد الحلوى قائلة بهدوء :_تعالى نعمل الحلويات عشان مفيش وقت وأحكيلي بقا كل حاجة …
إبتسمت بسعادة وشرعت بتجهيز الحلوى معها وهى تقص لها بفرحة كبيرة ما حدث ..
********
ولج حمزة للداخل معه فجلس على الأريكة لتجلس رتيل مقابل له …تركهم حازم وصعد للأعلى فهو يعلم حاجتهم للحديث …
رفعت عيناها له لتجده يتأملها بصمت خرج عنه قائلا بستغراب :_ليه عملتي كدا ؟
أقتربت منه قائلة بسخرية :_أنا نفسي معرفش ..
يمكن عشان لسه بحبك !
ترك مقعده وأسرع إليها قائلا بفرحة :_أيه ؟
أشارت له بدموع قائلة بخجل :_أيوا يا حمزة
قربها منه قائلا بحزن :_بعد كل الا عملته فيكِ ؟
لم تجيبه وألتزمت الصمت فأزاح دمعها قائلا بخوف :_تتجوزيني ؟
رفعت عيناها له بأبتسامة ساحرة لتشير برأسها بالموافقة فأحتضنها بسعادة وقلب يترفرف بفرحة …
********
بمنزل زين …
انتظرها عبد الرحمن بالأسفل فبقيت بغرفتها كثيراً تفكر بالهرب مجدداً ولكنها تذكرت ما قاله فأسرعت للخزانة تبحث عن شيئاً محتشم ولكن بعد مدة طالت بالبحث باتت محاولتها بالفشل فما جلبته معها فاضح للغاية ..
جلست على الفراش بغضب :_يا إلهي ماذا سأفعل الآن ؟! ..
لم تجد سوى هاتفها فجذبته وطلبت فستان سريع من المول المجاور لها ليأتي لها العامل بعد مدة لم تقل عن نصف ساعة فأرتدته على عجالة من أمرها ثم مشطت شعرها وهبطت للأسفل مسرعة ..
زفر بضيق من تأخرها حتى أنه قرر مضايقتها ولكنه كان بموقف لا يحسد عليه حينما رأها تهبط للأسفل بفستان أسود طويل للغاية يغطى جسدها بأكمله تاركة العنان لشعرها البرتقالي يتمرد على عيناها ..
هبطت للأسفل برعب وهو ساكناً امامها يتأملها قليلا ثم أشار لها بالخروج :_يالا ..
لحقت به برعب وهى تبحث بعيناها عن زين ولكن لم تجده فخرجت معه بصمت قبل ان يحطم عنقها هكذا ظنت …
أما بغرفة زين الرياضية ..
لم يهتم كونه صائم فمارس رياضة شاقة وهو يرى ما فعلته به وما فعله بها ….ذكرياته تفتك به وبقلبه المسكين ….تعرق جسده بشدة ولم يبالي فأسرع بالركض لينسى ما حدث له على يدها أو ربما ينسى قسوته الزاهقة …
أبتعد عن الجهاز بغضب وجلس يلهث بقوة حينما تذكر رجائه لها بان تعافر وتستعيد وعيها وهى تستمع له بقسوة وتتصنع فقدان الوعي ..
جفف عرق جسده بأعين تشع لهيب فألقى المنشفة بغضب ثم أسرع للخزانة ليبدل ثيابه ويتوجه لها …
*********
صعدت معه لسيارة الأجرة برعب وزهول بعدما توجه به للحي الشعبي ..فكانت تتأمل الناس بزهول ..
إبتسم بخبث “_هتتعودي
تطلعت له بغضب ليبتسم بمكر حينما توقف السائق فهبط عبد الرحمن لتهبط هى الأخرى برعب ،توجهت معه للداخل بقدماً ترتجف فهى لا تعلم تقاليد المصريين ولا ألي أين يأخذها ؟!..
ولجت معه للداخل فتفاجئت بنساء تقترب منها بفرحة والأخرون علامات الزهول ترتسم وجوههما من شعرها المكشوف …
سلوى بنظرات تحمل الحزن حينما رأتها غير محجبة :_أهلا يا بنتي
أشارت لها برأسها فرفع عبد الرحمن يديه :_دي ماما ودي صابرين
أستدارت له بغضب فأبتسم وهو يهمس لها :_قولتلك أسمك الحقيقي أفضل بكتير ..
وغمز لها ثم تركها تتعرف علي عائلته ….
شعرت بالخوف فى بدء الأمر ولكن بعدما جلست معها الفتيات شعرت بالراحة وتبادلت الحديث معهم ..
تركتهم سلوى وولجت للمطبخ باكية فلحقت بها ريهام ونجلاء مسرعين …
ريهام بلهفة :_مالك يا حبيبتي
رفعت سلوى عيناها الباكية :_مالي ؟ يعنى إبني بعد كل التربية الا ربتهاله جايبلي واحدة مش محجبة وبتقوليلي مالك ؟!
نجلاء بهدوء :_وأيه المشكلة يا سلوي أنتِ عارفة أن عبد الرحمن عاقل وأكيد هيخليها تلبس الحجاب
قاطعتها بغضب :_وهو يختارها ليه من الأول مهي ممكن ترفض وساعتها لو أجبرها هيكون بيرتكب ذنب !
:_عمري ما هجبرها يا أمي بالعكس هخليها تأخد الخطوة دي بأقتناع ..
قالها عبد الرحمن بعدما أسرع خلف والدته ..
أقترب منها ثم قبل يدها وأزاح دموعها قائلا بهدوء :_حقك عليا متزعليش مني كان غصب عني والله الأمور جيت بسرعة وملحقتش أقولك حاجة
أحتضنته بفرحة :_ مش زعلانه يا حبيبي ربنا يقدملك الخير ويبع د عنك الشر
قبل رأسها بفرحة :_مش عايز غير الدعوة الحلوة دي
إبتسمت نجلاء بسعادة فلكمته ريهام بغضب :_أخس عليك يعني تحضن أمك دي وتنسى الباقي أه مهو خلاص راحت علينا ولا أيه يا نجلاء
تعالت ضحكاتها فاسرع إليهم يقبل يديهم بأبتسامة هادئة :_لا أزاي أنتوا الخير والبركة ..
نجلاء وهى تحتضنه :_شوفتي الواد البكاش
عبد الرحمن بستسلام ؛_أنا خارج لحسن معركتي معاكم خسرانة
تعالت ضحكاتهم بسعادة فتوجه للاعلى ليرى أدهم وأحمد ..تاركها تتعرف على الفتيات بسعادة فهى وحيدة بدون صديقات هنا ..
*********
بمنزل همس ..
دق باب المنزل فأرتدت أسدلها ثم توجهت لترى من ؟ فصعقت بشدة حينما رأته يقف أمامها ..
رددت بخفوت :_زين ..
بقى صامتٍ لدقائق ثم جذبها بالقوة وأغلق الباب ليحملها لسيارته صرخت به بجنون :_أنت واخدني فيييين ؟
لم يجيبها وصعد لجوارها ليقود بسرعة جنونية والصمت يخيم عليه وهى تصرخ به ولكن لا مفر له من الصمت ليعلمها الآن جزاء ما فعلته به ! …
***********
أعد آسلام السلاموني خطط لكشف هؤلاء المقنعين والفتك بهم ولكن هل سيتمكن من ذلك ؟! …
ربما هناك خطط مدبرة للأيقاع بالجبابرة لتجمعهم خطة محكمة لينضموا لبعضهم البعض ويكونوا حلفٍ للمجهول …
ماذا يخفى المجهول لرهف ؟!!
هل ستستمر علاقة النمر بالحب الدائم أم أن هناك عواصف رعدية ستفتك به ؟
هل أنتهت رحلة الانتقام بجواز عبد الرحمن أم أنها على وشك البدء ؟!!
المجهول محتوم لكل ثنائي بعصبة عليه التصدى له ولكن ماذا لو أشتدت عليهم ؟!!..
….الجبابرة…….قناع…..سيكشف…..قريباً …
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية القناع الخفي)