روايات

رواية القلب وما يهوى الفصل السادس 6 بقلم أسماء محمود

رواية القلب وما يهوى الفصل السادس 6 بقلم أسماء محمود

رواية القلب وما يهوى الجزء السادس

رواية القلب وما يهوى البارت السادس

القلب وما يهوى
القلب وما يهوى

رواية القلب وما يهوى الحلقة السادسة

صباحية مباركة يا عروسة، أهي كدا العرايس ولا بلاش
نظرت لها شغف بحزن : إنتي مين؟
أجابت بخبث : محسوبتك روحية، خدامتك يا ست الستات
شغف : ماشي يا روحية، ممكن تحطي الفطار وتتفضلي
كانت تكظم حزنها وغيظها بداخلها وهي تكاد تشيط غضبا وعذابا، فكان من المفترض أن تكون هي مكانها، فهي الأجدر ليست تلك ولكن الصبر هو مفتاح حكايتها
قبل أن تخرج تسائلت روحية بخبث : أومال فين سي يونس، وجب يعني أباركله
أشارت شغف بلا إكتراث وحزن : في الحمام
روحية بغيظ : حمام الهنا، تؤمري بحاجة يا ست الستات؟
إبتسمت شغف بحزن : متشكرة، خدي الباب في إيدك
خرجت روحية وهي تكاد تميز غيظا ولكنها تحاملت على نفسها من أجل هدفها
هبطت للأسفل لكي تقوم بالعمل التي أوهمت الجميع أنها هنا من أجله
كانت نجلاء بالمطبخ وبجانبها ثلاث فتيات أخريات، إثنتين منهم زوجات لشباب العائلة أولاد عمومة يونس والأخرى مساعدة تعمل بأجر وكانت روحية مثلها في نظرهم لكنها كان لديها هدف أخر وهو التودد لكل أهل المنزل ومحاولة أخذ المكانة الحقيقة التي تستحقها والتي تستولي عليها تلك الفتاة الغريبة
نجلاء : طلعتي الأكل يا روحية؟
روحية بخبث : أيوة يا ست نجلاء، بس إيه العروسة دي؟ متكبرة على إيه؟ دي حتى ما قامتش تاخده من إيدي، قاعدة حط رجل على رجل على السرير بصراحة يا ست نجلاء أني مكنتش متوقعة إنك تختاري لسى يونس عروسة زي دي، دا سي يونس دا برنس البحيرة كلها تما
تكلمت إحدى الفتيات وكانت تسمي أمل : خليكي في حالك يا روحية، يا ريت متتدخليش في اللي ملكيش فيه، دي داخلياتنا وإحنا عارفينها، خليكي في اللي جاية عشانه
نجلاء بحدة لأمل : وهي قالت إيه غلط يا بت إنتي، صحيح غريبة بس من أول نظرة وقدرت تعرف البلوة اللي اتبلينا بيها
نظرت لروحية وتكلمت بحسرة : معاكي حق يا روحية والله، أنا كان تحت عيني عروسة ليونس تستاهله بحق وحقيقي حس ونسب وأخلاق وكمان تقول للقمر قوم وانا اقعد مطرحك بس نقول إيه حكم القوي، حكم العادات بقي اللي بلتنا بالبلوة دي، وخلتها تيجي من آخر الدنيا وتبقى مرات الكبير
روحية : لا ملكيش حق، كنتي وعيتي سي يونس دا شكله هيتعب معاها جامد وسي يونس برضه هيبة ومركز، أني خايفة البت دي تسيطر عليه، زي ما سمعت دي تربية خواجات، ودول يارب الستر من عندك بيلعبوا على الحبال
أمل بغضب : هو إنتي بتولعيها زيادة، ما تخليكي في حالك يا بت إنتي ولاحظي إن اللي بتحاولي تغلطيها بتكون بنت عمي ومرات إبن عمي يعني إنتي داخلك إيه في العيلة دي؟
روحية : يا ست أمل أني بقول بس اللي حسيته ناحيتها، وبعدين أني بحبكم وخايفة عليكم وخصوصا سي يونس مش عايزة هيبته ومركزه في البلد يقلوا أو ينتهوا
نجلاء بحدة : فشر، دي قبل ما تفكر تقل منه هكون خنقاها بإيديا دول
تركت أمل المطبخ وصعدت غرفتها وهي تستغفر ربها وتتمتم : مش هتتغيري أبدا يا مرات عمي، هتفضل الجلالة وخداكي كدا لحد إمتى؟ بس ليه كدا؟
نظرت لإنعكاسها في المرآة وتابعت بحزن : شغف بت عمي الظاهر حظها قليل كدا، من ساعة ما جت والغيلة كلها صفت ضدها ومحدش قادر يتكلم ويسكتهم عشان العوايد ما نرفعش صوتنا على الكبار حتى لو هم غلط، بس بصراحة البت مظلومة وهي عملت اللي أي واحدة في مكانها كانت هتعمله، يمكن لو كانت اتربت وسطنا كانت هتبقي زينا مستسلمة للعادات والتقاليد ولقدرها بس هي سافرت وعاشت برا فطبيعي تكون نست وعاشت وحلمت
تنهدت بحزن : زي ما غيرها حلم، وأحلامه اتدمرت يعني راح ضحية زيها، ضحية العادات والتقاليد
في غرفة يونس وشغف
خرج من الحمام وكانت بيتغى بإحدى أغاني الشعبية التي تتردد على ألسنتهم في البلد وكان يبدو أنه سعيد لأن العائلة صفت معه وحصل على حقه بها، وأحقيته بكونه زوجها شرعا وقانونا، قولا وعملا
ولكن لاح في عقله ما فعلته ومحاولتها للهرب لولا تأمينه للبيت ولم يكن يتوقع أنها ستهرب
رمي بصره في البلكونة موضع رميها الحبال ويبدو أنها كانت متمرسة تسلق الحبال
فإبتسم بسخرية وهو يجدها تجلس على السرير وما زالت بهيئتها شاردة ويبدو الحزن جليا على وجهها
إقترب منها وهو يبتسم بخبث وسخرية : صباحية مباركة يا مراتي
شدد على كلمة مراتي كثيرا فهيئتها تبدو وكأنه فعل جرما، أو أخذ شيئا منها ليس من حقه وهذا غير صحيح بالطبع
نظرت له مطولا وهي تكره النظر له بل تكره حتى الحديث معه، مجرد أن تتذكر فقط ما حدث وكل الأحداث التي ترتبت عليه تشعر بالإشمئزاز وودت لو صرخت لتغرق الدنيا بصراخها تود لو أن كل ما يحدث ما هو كل كابوس بشع وستستيقظ وتجد نفسها في غرفتها في فيلتها في برلين وتجد أصدقائها حولها ووالديها يطمئنوها أنها بخير وأنها لم تركب الطيارة لهنا
ودت لو كان بيدها حق إختيار شئ من الماضي ودت لو أن محت تلك الذكرى وتلك الأيام التي تسببت لها بعجز اليوم، ذلك اليوم وهي ترى ذكرى بعيدة لطفلين سعيدين بالإرتباط الصغير بينهم الذي أدى لعجز اليوم لكل ما عاشته وأنه كان ضربا من الوهم
يونس بسخرية : مش سامعلك حس يعني؟ خير اللهم اجعله خير البسة كلت لسانك؟
نظرت له وعيونها لامعة من تكدس الدموع بها، ودت لو قامت وصرخت به لعله يشعر ما بها، ألهذه الدرجة هو جبل؟ لا يشعر؟ فضلت الصمت
إقترب يجلس بجانبها : عايزك بعد كدا تفكري ألف مرة قبل ما تفكري تعملي اللي عملتيه مرة تانية، الهروب من هنا بموتك، إنتي فاهمة، ياريت تقبلي بالأمر الواقع بسرعة ساعتها هتتعودي وهتبطلي أحلامك العبيطة دي، بدل ما تعذبي روحك وتعذبينا معاكي، فاهمة يا شغفي؟
لمس وجهها برقة محاولا تقريبها منه : بس طلعتي مزة بجد مش أي كلام، يعني اللي جوا أحلى من اللي برا
نفضت يده بإشمئزاز وقالت ببرود : أنا جعانة، إبعد كدا
يونس : تصدقي وأنا كمان، بس جعان بيكي
شغف : إبعد إيدك، إنت مش خدت اللي إنت عايزه سيبني بقي
يونس : تؤتؤ مش قلتلك، إتعودي تبقي مطيعة، إتعودي تنفذي من غير إعتراض
قربها منه يضمها بشغف، كانت تشعر بالإشمئزاز وعقلها متضارب لكنها لا تريد إهانات أو معاناة وصراخ عليهم لأنهم في النهاية سيصفوا لآجله وليس لأجلها
لذا صمتت أمام رغبته رغم النيران المستعارة داخلها
كانت جسدا بلا روح، صامتة كالصنم يفعل ما يشاء بلا رد فعل منها فقط دموعها هي أقل تعبير عن نيران قلبها
بعد وقت قام من جانبها وتوجه ليأكل، جلس يأكل بنهم وهو مستمتع بالطعام وتركها وكأنها ليست موجودة وكأنه لم يفعل شئ
قامت من على السرير تجر نفسها ودخلت الحمام وبمجرد أن أغلقت الباب حتى إنهارت باكية، بكت وبكت وبكت حتى أنها شعرت بإنسحاب الهواء من حولها
وبعد أن هدئت نوبة بكائها وبعد أن شعرت بإختناقها من البكاء توقفت وفتحت صنبور المياه عن آخره كانت تريد مسح أثر لمساته، لم تود أن تترك نفسها بلا طهارة من فعلته وكأنها ليست أدمية، رغم أنها زوجته حقا لكنه يعاملها كأنها ألة هو المتحكم بها
تنفست بحزن شديد وهي تحاول التحكم في نفسها ومشاعرها فهم ليسوا بشر ليفهموا تلك المشاعر
فاقت على طرقه على الباب : شغفي؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية القلب وما يهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى