رواية القدر الفصل الثالث 3 بقلم رحمة أيمن
رواية القدر البارت الثالث
رواية القدر الجزء الثالث
رواية القدر الحلقة الثالثة
بتوتر:
– هو انا….
= مين سمحلك؟
مين سمحلك تردي علي تلفوني او تلمسي حاجه تخصني ، انتِ فاكره نفسك مين؟ انتِ مجرد واحده تجوزتها غصب عني عشان اخلص من كل الضغط والقرف الي حوليا ده كنتِ بديل لكتير اوي لميت واحده تانيه غيرك واخترتك عشان المنفعة المشتركه وانى مخسرش حياتي وشغلي كمان، اخترت واحده ابوها بيعها عشان صفقه هيكسبها وهيرضي ضميره وغروره بيها ، انتِ مجرد شغاله بتعمل الي مطلوب منها وتنفذه وبسس انتِ سمعه
مين سمحلك اتكلمي!
-………
اتجمعت الدموع في عيني غصب عني، كلماته جر”حتني
حسستني بالاهانه والاستصغار للمره المليون منه، وكأني أله من غير شعور او حتي احساس، عايزه انفجر فى وشه، عايزه اضربه قلم اعرفه قمته، لكن المطلوب منك دلوقتي انك تهدي، اهدي يا عهد.
= ردي عليا!
بتقريب له ورفع راسها بيه بتحدي وتربيع يدها:
– هرد حاضر، وهيكون انك احقر انسان انا شوفته في حياتي، اول مره اكره في حياتي انسان بشكل ده!
انت الي مين عشان تكلم معايا كده
“برفع اصبعها كتحذير” اوعي تفكر انى مبسوطه بالجواز بواحد مغرور ووقح زيك، انا مش لايقه كلمه اعبر فيها عن نفوري وقرفي منك بجد مش لقيه.
= لي يا ست عهد، قولي كلمه عايز اسمع
جميل والله، الحج رشيدي عرف يربي فعلا
– احترم نفسك يا حيوان انتَ!، علي اساس انك الي متربي وبتفهم اوي في زوق، هه عفوا الزوق لرجاله برضه، ال رجاله المحترمه الي انتَ مستحيل تكون منهم.
قرب ليا بعصبيه والنار مكتسحه وشه وشويه وهينف”جر، لكن متحركتش، رجلي رجفت وتوسلت تجري وانا وقفت
وكان اول مره اقف وواجه حد في حياتي بشكل ده ومتهزش
لكن كل الي أعرفه انه محتاج يعرف قيمته ومقاومه كويس معايا عشان طفح الكيل بجد.
واول ما كان هيتكلم تلفونه رن فبصلي كده من تحت لفوق بقرف وتحرك لي.
منكرش اني نفخت وحمدت ربنا، لو وقف شويه كمان كان زمانى مي”ته بام النظره المر”عبه الي بشوفها منه دي.
= اي يا ليلى
ليلي: كلمتك و…
= حاضر يا ليلي جى اقفلي
خلص المكالمه وبصلي من فتحت المطبخ بنفس نظرته وعصبيته وطلع فوق بحركه سريعه و مندفعه.
اتحدي اي واحد في الدنيا لو شاف النظره دي لجسمه كلو ينتفض، انت استحاله تكون انسان سوي، استحاله.
نزل ببدله رسميه وريحه برفان انتشرت في البيت كله
علي قد جمالها، علي قد قُبحها عليه.
اول ما قفل الباب شوفت الفطير الي قدامي وجفوني صرخت وقلتلي كفايه معنتش قادره وقررت استسلم ليها ودمعت بحرقه، عيطت بقله حيله وقوه مني.
كنت بتأمل الفطير ده بسعاده وبقول “اول مره هيدوق فطير بيتي وكمان علي النكهه الصعيديه، اكيد هينبهر” لكن انا الي نبهرت
نبهرت بكل السواد والحقد والكره الي جواه.
فينك يا ماما! كنتِ اول حاجه بفتح بيها يومي ونفطر مع بعض وبعدها تاكلي منه وتقولي بفخر ” احلي من فطير امك ها، خلاص بقى التلميذ متفوق علي استاذه لاء وبجداره ” فضحك بسعاده علي مدحك ليا واحضنك واقلك “بالهنا وشفه ، بس مفيش حد يقدر يعمله احلي منك، انتِ ملكه الاكل الصعيدي يا احلي ماما ومهما التلميذ طور نفسه مستحيل يغلب استاذه ابدا، ماشي يا توته”
فتضحكي وتبوسي رأسي ونكمل أكل بسعاده، انا مفتقداكي اوي، وحشتيني.
بصيت في ساعه بعد ما خلصت غسيل وغداء لقيتها داخله علي 2 الظهر، فطلعت البلكونه واخدت شهيق وانا ببتسم من كل قلبي
اي المنظر الي يرد الروح ويخطف الانفاس ده يا ربي!
سبحان الله، خالق وبديع كل حاجه جميله، حتي زرقه البحر بتقدر تنعش جوايه كل المشاعر وتهديني وتربط علي قلبي بطريقتها.
واول ما جت 3 رنيت عليها.
– ماما
الام: عهد حبيبتي
– وحشتيني اوي يا ماما
الام: انتِ اكتر يا نبض ماما من جوه، انت عرفه مستنى اتصالك من امتي، انتِ عارفه اني ما بفهم بالالات دي واصل
ضحكت علي تغير نبره صوتها فجأه ورديت بهدوء
– عرفه والله اني تاخرت، بس عشان عرفه انه بتاع بابا وهو بنام الساعه 3 عشان كده رنيت دلوقتي .
قلتلك خدي تلفوني وانا هتصرف عشان اعرف اكلمك لكن نشفتي دماغك وقلتي لاء واهو بنتزل انا وانتِ عشان اكلمك
الام: تجنتي ول اي، انتِ عوزه ابوكي يضربنا بالركوب اظن.
حجاتكي لازم تكون معكي يا بنيتي، كيف يعني هتتصرفي ومجدر اطمن عليكي، مجنونه اياك.
سيبك من الحكي هاد كلو ، و طمنيني جوزك عامل اي معكي؟
طمني جلبي عليكي يا عهد ربي يخليكي
– انا كويسه، وبعملني حلو اوي، طلع كويس عكس ما كنا متخيلين يا ماما، هو كمان كان مجبور علي الجواز ده زي بس دلوقتي قلي انه مبسوط، وقد اي فرح انه اتجوزنا وكان بحلم ببنت زي من زمان واخيرا لقاها.
حركت التلفون عن ودني وانا برفع راسي وبمسح دموعي بهدوء، انا اسفه يا ماما، اسفه علي كدبِ.
نفسي اقلك تعالي خديني من هنا، عايزه اهرب ورجع لحضنك تاني
ارجع للمكان الوحيد الي بحس فيه بالامان.
و بعدها غيرت لهجتها تاني وهي بتكلم بصوت ظهر في نبرت الراحه والسعاده:
الام: الحمد لله يا عهد، والله يا بنتي دعيت ليكِ انه يكون حنين وانسان صالح ويهدى ربنا ليكي، متعرفيش فرحتيني وريحتي قلبي عليكي ازاي وانا هكلم ابوكي واقله نيجي نزورك في اقرب فرصه اكيد، ابقي رني عليا يا عهد على طول ماشي
– حاضر يا ماما
الام: ربنا عوضك يا بنتي، متزعلهوش واسمعي كلامه وحطي في عينكِ واكيد هيحافظ عليكي وهيقدرك بدال قلك كده من اول يوم، انا فرحانه اوي انك مبسوطه يا بنتي، ربنا يسعدك ديما يا رب
– انا وانتِ يا ست توته، هبقي ارن عليكي تاني اتفقنا
الام: ماشي يا قلب توته، في حفظ الله، مع سلامه، مع سلامه.
قفلت وحطيت التلفون علي التربيزه الي قدام الكنبه الي في صالون ودفنت راسي بين رجلي وحطوت دراعي بيهم وانا بتنهد بتعب.
وبعدها بصيت لي وضحكت بسخريه
ابويا لو عرف انه معايا التلفون ده هيد”بحني، لو عرف انه ماما بَاعت خاتم ليها من جدو وضحت بيه عشان تجيبه ليا وتخبي عشان تفرحني بعد ما خلصت دبلوم ومرضيش يخليني اكمل تعليم
ودخل كليه، فقررت تطيب خاطري وتشترى ليا.
كنت محطمه لكن احيتني بيه.
معرفش ازاي كمل معايا لحد ما وصلت هنا، لكن ستر ربنا مفهوش معرفش، ول ستره ليا كان زمانه قت”لني من زمان حقيقي.
تعدلت بهدوء وانا ببص لساعه وبسال هيتاخر ول اي وشتمت نفسي اني مستنياه لدلوقتي من غير اكل بعد كل الي قاله ولى عمله معايا الصبح
بس احنا متعودين مناكلش غير بعد ما بابا ياكل
طيب انا جُعت وعايزه اكل ، كان في تفاح هنا صح….
الساعه ١٢.. منتصف الليل.
كنت قاعده علي التلفزون بملل وانا ببص لساعه كل خمس دقايق
هو تاخر لي، معقول حصله حاجه وهخلص من الكابوس ده اخيرا
يا رب لو حصل ده لكون مصالحه كل الناس ودخله في جمعيه وقبضها الاول وموزعها صدقه علي الناس.
ياااه اخلص من البني ادم الرِزل ده، يا رب دعوه المظلوم مجابه، انصرني.
ترن ترن ترن ترن
” هو كان لازم تنصرني اوي يعني ”
فتحت الباب فلقيته هو، لكن جسم بس من غير دماغ.
– انت كويس؟
اياد بضحك بعدم تركيز
= مراتي القمر، ههه يااه نسيت اني تجوزت والله
-…..
ذقني وتحرك جوه وهو بتحرك بعشوائيه وعدم اتزان!
اوعي تقول انه حصل الي في بالي! اوعي بالله!.
بالجز علي اسنانها بديق:
– هو سؤال واحد وبتمني تجوابني عليه رجاءاً
انت شارب حاجه؟ كل حاجه توحي بكده، رحتك ومنظرك وحركاتك لكن لو سمحت انكر وقولي لاء
ابتسم كده ورفع ايديه علي خده وكأنه بفكر فظهرت غمازه لي اول مره اخد بالي منها وبعدها حرك صُباعين “الابهام والسبابه” في الهواء وغمض عين لي وقال بصوت متقطع باين عليه ال سُكر:
= شربت حبه قاااااد كده، مشربتيش كتير والله
“بتحرك علي السلم”
هه لكن متقلقيش مخنتكيش، مكنش في وقت وكمان مكنش في مُزه حلوه شبهك اقرب منها، هبقي اخونك بكره.
كنت وقفه علي اول السلم وبتامله بإستحقار
ف وهو بقول الجمله الاخيره اختل توزانه علي سلم فكان هيقع فجريت ولحقته ومسكت ايده قبل ما يقع ولانه عريض وطويل في نفس الوقت فكنا هنقع فسند علي الحيطه وشدني معاه من دراعي فلقتني فوقه ومحاوطني بايديه لتنين!
تقابلت عيونا، حاله من السكوت، كان فاقد كل تركيزه لكن اللحظه دي حسيته فاق ورجع لطبيعته بعد ما مِسك دراعي وبعدني عنه بسرعه وطلع فوق بدون كلمه و اي ترنح منه او خلل في حركته.
لكن الخلل وترنح واضيف عليهم عدم الاتزان بيحصل جوايا دلوقتي
اتخضيت! ، قلبي رجف وحسيت انه شويه وهيطلع من بين ضلوعى، اي الصوت ده ششش اهدا! هتقف مره واحده وهنقع انا وانت، اهدا ابوس ايدك.
فكرت اطلع ورا لكن ترددت، اعمل ايه؟
مفروض اعمل اي انا دلوقتي.
وبعد تفكير طويل وتردد جلد”ني، لقتني وقفه قدام اوضته، هشوفه كويس ول لاء وبعدها هروح اوضتي فورا.
خبطت فملقتش صوت، خبطت تاني برضه مفيش فجمدت قلبي وفتحت الباب لقيته متكوم زي ما هو علي سرير لكن بالعرض والاغطيه الي مفروض يتغطى بيها تحته، لو نام كده في الجو ده هيجيله برد
الجو تلج وشكلها هتمطر انهارده بليل.
قربت منه علي استحياء كده وحاولت اعدله وخلي نومته منظمه عن كده وغطى عشان البرد
لكن الله اكبر جته! ظهري مش حسى بيه، روح منك لله هيجيلي الغضروف، انا بعدل فيك بقالي ربع ساعه وبنهج، ما بالك لو شلتك بقي هيحصلي اي، هتش”ل!
وانا بتخيل الموضوع ضحكت تلقائي كده الحقيقه
وبعد اخيررررا معاناه قدرت اعدله واغطى وانا ماشيه خطفت شويه نظرات كده عليه.
ما شاء الله علي الجمال الي ربنا ضايفه في الانسان ده.
ملامحه متناسقه، رموشه كثيفه وشفايفه منحوته مع تنسيق وشه ومنخيره صغننه وككيان كامل يخليكي تفهمي لي كل الغرور وتكبر الي ماشي يوزعهم علي خلق الله ده.
حقه يتغر! حقه يحب نفسه بملامحه دى.
انتِ شكلك هلوستي يا عهد، انتِ عرفه بتهببي تقولي اي! انتِ بتعملي اي هنا اصلا، قومي بسرعه من قدامه، افرض صحي وشافك كده يقول عليكي اي، عشان منمتيش كويس بس وكنتِ مستنياه وصاحيه قبل الفجر، اكيد ده السبب، روحي نامى يا عهد اجري يا ماما يلا.
اتحركت فسمعت صوته، كلمه! سمعت كلمه سحبتني ارض الواقع في خمس ثواني وشلت حركتي وتنفسي وكياني
كلمه كنت اتمني الارض تنشق وتبلعني بعدها.
اخدت نفس و لفيت لي لما كررها واكدهالي وطلعت فعلا مسمعتش غلط! ول كنت بتخيل
هو فعلا قال كده… قال….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية القدر)