رواية القاتل الراقي الفصل التاسع 9 بقلم سارة بركات
رواية القاتل الراقي الجزء التاسع
رواية القاتل الراقي البارت التاسع
رواية القاتل الراقي الحلقة التاسعة
“لا ترحلي؛ فرحيلكِ بمثابة رحيل أنفاسي عني.”
قبل وقت قصير:
ينظر لمكان خروج مريم فهي لم تعد حتى الآن .. إنتبه لذاك الشخص الذي يحدثه …
؟؟:”الحفل جميل وضخم ياياسين بيه، ده كمان في بعض الصحافيين موجودين هنا.”
هز ياسين رأسه له بهدوء ثم عاد ونظر نحو مكان خروجها مرة أخرى ينتظر أن تعود، ولكنه شعر أنه ينتظر كثيرًا، لماذا إختفت؟ .. ذهب نحو عماد وإستفسر عنها بهدوء …
ياسين:” الدكتورة مريم فين؟”
تحدث عماد بإمتعاض وهو لا ينظر له:”قالتلي إنها هتخرج تتمشي بره القاعة شويه.”
هز ياسين رأسه ثم خرج من القاعة ولحقه عدد من رجاله حماية له من متابعة الصحافيين له، وهنا كاد أن يصطدم بخطيبة هشام التي قابلته للتو ..
رضوى:”آنا آسفة.”
هز ياسين رأسه لها ثم أكمل سيره بحثا عن مريم حول القاعة، نظر حوله كأنه تائه ولكنه لمح حذائها الذي كانت ترتديه موجود بجوار المسبح إقترب ياسين من المسبح يبحث عنها بعينيه، وهنا رآها تصارع أسفل المياة للنجاة بحياتها … قام بخلع حذائه سريعًا وخلع سترة حُلته الراقية وفي ذات الوقت حاولت الصحافة الإقتراب منه ولكن كان يمنعها حرسه الخاص … قفز في المياة بقوة متجهًا نحوها بسرعة … تحاول أن تقاوم الغرق ولكنها لم تستطع .. فقدت التنفس وبدأت بإغلاق عينيها وآخر مارأته هو غوص أحدٌ بالمياة بقوة، وآخر وجه رأته كان وجهه هو .. “ياسين المغربي”…. إقترب ياسين منها بسرعة وعندما وصل لها حملها بين يديه وعاد لسطح المياة صعد سُلم المسبح وهي بين يديه وقام بوضعها أرضًا … نظر الحرس نحو مايحدث وهنا إستغل الصحافيين إنشغالهم بالحدث وهجموا فجأة على ياسين المغربي الذي يضغط بقوة على صدر مريم لعلها تتقيأ المياة التي إبتلعتها ولكن لم يحدث شئ .. أمسك الحرس الصحافة وأبعدوهم مرة أخرى عن ياسين وحاول ياسين عدة مرات تكرار فعلته ولكن عندما لم يجد أي نتيحة إقترب منها وقام بعمل تنفس صناعي لها … وهنا ثار جدل الصحافيين والذين على تجمعهم وأصواتهم العالية في الأسئلة المستمرة خرج ضيوف الحفل لذلك المكان ويشملهم طارق وهشام ورضوى التي صُدمت مما يحدث … هل هي من تسببت في ذلك!!! …. إقترب هشام سريعًا نحو ياسين ولكن منعه من الإقتراب بعض الحرس …
هشام بغضب:”وسع كده إنت وهو، أنا دكتور.”
لكن لم ينفذ قوله أحد، ولم يُجبه أحد .. كان يعطيها تنفُسًّا صناعيًا ويقوم بالضغط على صدرها بيديه الإثنتين .. حتى تقيأت جميع المياة التي إبتلعتها وشهقت كأنها عادت للحياة مرة أخرى …ظلت تسعُل بقوة وهنا جعلها ياسين تستند على كتفه وربت على ظهرها حتى تهدأ … كان الجميع ينظر لهما، وهشام يحاول التماسك لأن هناك شخصٌ غيره يحتضنها؛ أما بالنسبة لرضوى فهي لم تصدق تمامًا ما فعلته بيدها .. كانت ستقتلها!! .. لكنها لم تكن تعلم أنها تستطيع السباحة … أما بالنسبة لطارق فكان يقف بهدوء واضعًا يديه في جيب بنطاله وينظر لما يحدث ببرود … أما بالنسبة للصحافيين يحاولون تغطية الحدث الرائع والذي سيكون خبر الموسم كما يقولون … عندما هدأت إبتعدت عنه قليلًا وتقابلت أعينهما … كان ينظر لها بنظرات لم تراها قبلًا .. نظرات تائهة ولكن عندما رأى أنها بخير، عادت نظراته للبرود والجدية …
ياسين بإستفسار:”بقيتي كويسه؟”
هزت رأسها له بهدوء ولكنها كانت تشعر بالدوار قليلًا وأستندت مريم أخرى على كتفه بإرهاق .. إستقام ياسين وحملها بين يديه وهنا ثار الصحافيون أكثر ….. فمن تلك المجهولة التي يحملها ياسين المغربي بين يديه؟؟، هل وقع الأربعيني الجذاب في الحب؟؟؟ .. إنهالت الأسئلة عليه وهو يحملها ولكن الفاصل بينه وبينهم كان رجاله الذين صنعوا ممرًا له لكي يخرج من ذلك المكان .. مستندة برأسها على صدرة تقاوم فقدانها للوعي … أغمضت عينيها ثم جاءت ذكراها المشوشة مرة أخرى … يحملها وهي تحاول أن تنظر لوجهه ولكنها لا تستطيع أن ترى وجهه .. فتحت عينيها ونظرت لوجه ياسين الخالي من المشاعر … إستسلمت وفقدت وعيها .. وصل ياسين نحو سيارته وقام أحد الحرس بفتح الباب له وقام بوضعها بالخلف وجلس بجانبها وجعل رأسها مستندًا على فخذه، وأعطاه حارس سترة حُلته والتي قام بتغطية مريم بها .. وأمر الحرس بإيصال عماد فقد إنتهى الحفل؛ ثم أمر سائقه بالتحرك .. تقف بجانب القاعة بوجه شاحب وتنظر أمامها بشرود لا تصدق .. كيف فعلت ذلك؟؟ … إنتفضت عندما وضع أحدهم يده على كتفها …
طارق بتعجب:”مالك يا رضوى؟؟ في إيه؟”
نظرت له وبدأت بالتحدث وهي تجهش بالبكاء…
رضوى:”أنا مكنش قصدي.”
طارق:”إهدي وفهميني إيه إللي حصل؟؟”
نظرت له وهي تبكي؛ ثم سردت له ماحدث .. أما هشام كان يقف بالخارج ينظر لمكان خروج سيارة ياسين بغضب .. كيف يلمسها أحدٌ غيره .. لقد تقابلت شفتيهما!!! … قبض يديه بقوة حتى برزت عروقة، يقوم بالوعيد لمريم وياسين ذاك …
طارق:”إهدي طيب، إهدي.”
رضوى ببكاء:”أنا ماكنتس أعرف إنها مابتعرفش تعوم، هي إستفزتني،أنا كل ده كنت فكراها مكسوفة تدخل عشان هدومها مبلوله مش أكتر .. ماكنتش أعرف إنها بتغرق، أنا عمري ما أذيت حد … أنا مش قادرة أتعايش مع إللي أنا عملته ده يا أونكل.”
ضمها طارق وقامت بالربت على ظهرها يهدأها قليلًا …
طارق:”هي خلاص باقت كويسه، .. *حاول أن يُلطف الحديث قليلًا* … إللي زي دي عاملين زي القطط بسبع أرواح بيعافروا عشان يمسكوا في الحياة.”
قال تلك الجملة لعلها تضحك قليلًا ولكن محاولته بائت بالفشل، تقابلت نظراته مع أعين هشام الذي ينظر لهما بإستفهام …
هشام بإستفسار:”في إيه؟ مالها؟”
طارق:”أعصابها تعبانة شويه، روح إنت وأنا هوصلها.”
هز هشام كتفه بلامبالاة؛ ثم خرج من القاعة ..
……………………………………………….
في القصر:
يصعد سلالم القصر وهو يحملها بين يديه وخلفه عماد القلق على مريم كثيرًا ويحمله أحد رجال ياسين وخلفة الآخر يحمل كرسيه المتحرك، وخلفهم بعض الأطباء الذين طلبهم ياسين من مستشفاه لإنقاذها … ساعدته الخادمات بفتح باب غرفتها ووضعها على فراشها بهدوء ثم عاد ونظر للخادمات والأطباء …
ياسين بهدوء:”خدوا بالكم منها كويس *وجه حديثه للأطباء* لما تخلصوا إمشوا.”
هز الأطباء والخادمات رأسهم إمتثالاً لأمره؛ ثم خرج من غرفتها متجها لغرفتها لتغيير ثيابه المبتلة .. بدأت الخادمات بتغيير ثيابها المبتلة أولاً، بعد أن خرج الأطباء من غرفتها وقاموا بالإهتمام بها، ثم بعدها دخل الأطباء مرة أخرى للغرفة لفحصها للتأكد من أنها بخير؛ أما بالنسبة لعماد فكان بغرفته قلقًا على مريم ولكنه مطمئنٌ قليلًا لأنها إستفاقت كما رأى هناك ولكن ماتعجبه هو إصرار ياسين على إنقاذها … كأنه كان يرجوها أن تستيقظ حتى إستيقظت … عكف عماد حاجبيه بإمتعاض لمجرد إعتقاده أن ياسين منجذب نحو مريم … ولكنه قاتل، يحب أن يخاف عليها منه أكثر .. مر الوقت وهي نائمة وجسدها متصل ببعض أجهزة المؤشرات الحيوية للتأكد من أنها بخير وهناك مغذٍ موصل بجسدها أيضًا .. ولكنها لا تشعر بأي شئ حولها وكل ما تراه الآن وهي نائمة هو حلمُها الذي رأته وهي بالمياة وهي تفقد حياتها … تمد يدها لها أما هي كانت ترتدي حذائها بتعجُل ..
؟؟:”يلا هنتأخر.”
مريم بصوت طفولي:”إستني، الجزمة مش عارفة أربطها.”
نظرت لها أختها بهدوء ثم ضحكت ضحكة خفيفة على حالها إقتربت منها وهبطت أرضًا وقامت بربط حذائها ..
؟؟ بإبتسامة لطيفة:”كده خلاص ربطنا الجزمة، يلا بينا ماما وبابا مستنيين تحت.”
مريم بسعادة طفولية:”يلا.”
إستقامت أختها ومدت لها يدها بإبتسامة لطيفة وقامت مريم بمد يدها الصغيرة ليدها ولكنها إختفت .. إستيقظت مريم من حلمها ووجدت نفسها في غرفتها بالقصر .. وجسدها موصولًا بالأجهزة، ولم تنتبه لذلك الشخص الذي يقف أمام نافذة غرفتها بهدوء مُعطيًا إياها ظهره .. هبطت الدموع من مقلتيها بسبب ذلك الحلم الذي رأته .. لقد إشتاقت لهم حقًا … بدأ نحيبها يزداد على ذكريات جميلة رائعة إنتهت ولن تتكرر مرة أخرى … تتذكر ذلك الصراخ الذي لا يترك ذكرياتها أبدًا .. أغمضت عينيها بقوة وبكت بكثرة؛ ولكنها صمتت عندما شعرت بيدٍ على وجنتيها تمسح دموعها .. قامت بفتح عينيها اللتان تقابلتا مع عينيّ ياسين الذي ينظر لها بهدوء … نظرت له قليلًا بتعجب حتى شعرت بالأمان، ثم عادت للبكاء مرة أخرى وتلك المرة أمسكت بيده التي على وجنتيها بقوة دون وعي منها … جلس ياسين بجانبها على فراشها ينظر لها بملامح هادئة … يشعر بالأسف لها على ما عاشته اليوم؛ فقد كانت بين الحياة والموت … ظلت هكذا لوقت لا تعلم كم مر منه .. بدأت شهقاتها في الهدوء، وعندما إستفاقت من حالتها تلك إنتبهت أنها ممسكة بيده تركتها بإحراج وأبتعدت بنظراتها عنه…
مريم بصوت متحشرج:”أنا آسفة.”
ظل ينظر لها بهدوء وهي تعجبت من كونه صامت هكذا ولكنها نظرت إليه بصدمة عندما سألها بهدوء ..
ياسين بإستفسار:”مين إللي غرقك؟”
فكرت مريم قليلًا، لا تعلم ماذا تقول .. هل تخبره أنها تشاجرت مع خطيبة هشام وقامت بدفعها .. هل كانت تعلم أنها لا تعلم كيف تقوم بالسباحة؟ هل كانت نيتها أن تقتلها حقًا؟؟ ..
ياسين بتكرار عاقدًا حاجبيه بضيق من صمتها:”دكتورة .. مين إللي عمل فيكي كده؟”
مريم بصوت متحشرج:”إتكعبلت بفستاني ووقعت.”
حسنًا إذا هذا ماحدث بالفعل .. نظر لها ياسين بعدم إقتناع قليلًا، ثم أردف ببرود ..
ياسين:”تمام، إبقي خدي بالك بعد كده.”
إستقام من فراشها وبعدها إتجه نحو باب غرفتها وهنا إنتبهت فقط لما يرتديه .. لاول مرة تراه يرتدي ملابس غير ما إعتادت أن تراه دائما .. يرتدي تي شيرت أسود وبنطال منزلي رمادي .. يبدو وسيمًا كثيرًا … عكفت حاجبيها بضيق من تفكيرها ذاك وقررت أن تشكره قبل أن يخرج ..
مريم بصوت متحشرج:”شكرا يا ياسين بيه.”
كان أمام بابها ثم نظر لها بهدوء …
ياسين:”تصبحي على خير يا دكتورة، نامي كويس.”
خرج من الغرفة، أما هي أراحت جسدها على فراشها .. تنظر لمؤشراتها الحيوية تتطمئن على نفسها .. تنهدت بإرتياح عندما شعرت أنها بخير … ثم عادت ذكرياتها نحو ذلك الحادث … لم تُخبر ياسين بأن رضوى من فعلت ذلك، لأنها تريد أن تأخذ حقها بيدها .. ……………………………………………………………….
في اليوم التالي:
يجلس بمكتبه يبحث في أحداث القاعة عن ماحدث بالضبط في ذلك اليوم، يشعر بأنها تكذب .. ولكن لحسن حظها لم يكن يوجد كاميرات مراقبة معلقة في الجزء الخاص بالمسبح ولكن ما رآه هو أن خطيبة ذاك الطبيب سارت في نفس إتجاه سير مريم وبعد دقائق عادت ودخلت القاعة وقابلته مصادفة .. كان يتذكر ملامحها جيدًا .. لم تكن متوترة كأنها قد حاولت قتل أحدهم .. كانت تتعامل بشكل طبيعي .. أغلق حاسوبه الشخصي وفرك مابين عينيه يحاول تحليل الأحداث التي وصل لها .. ولكن لا يوجد شئ ..
…………………….
كانت نائمة بهدوء على سريرها ولكنها إنتبهت على يد تمسك بيدها، قامت بفتح عينيها والتي تقابلت مع أعين عماد الذي ينظر لها بحنان أبوي …
عماد بإبتسامة:”صباح الخير.”
إبتسمت له مريم بهدوء ونظرت حولها تتأكد من أنها لم تكن تحلم .. فقد كان ياسين معها هنا أمس بتلك الغرفة بالفعل .. وماذا فعل؟ هل كان يقوم بمسح دمع عينيها؟؟ كان ينظر لها بشكل مختلف أيضًا، هل هناك شئ ما؟؟ أم أنها يُهيأ لها ذلك؟؟ … هل أمسكت بيده بالفعل؟؟ إستفاقت على صوت عماد ..
عماد:”طمنيني عليكي يا مريومة؟؟؟ إنتي كويسه؟”
مريم بنعاس:”أنا كويسه الحمدلله.”
عماد بحزن ممسكًا بيدها بقوة:”أنا كنت خايف عليكي أوي إمبارح يا مريم، كان قلبي هيقف لما شوفتك بالحالة دي إمبارح.”
مريم:”متخافش عليا أنا خلاص بقيت كويسه.”
عماد بإبتسامة:”تمام، أنا خليتهم يجيبوا الفطار هنا عشان هنفطر سوا، إيه رأيك؟”
مريم بإبتسامة:”أكيد طبعًا هنفطر سوا.”
إستندت بجسدها على فراشها وحاولت أن تستقيم بهدوء وقامت بنزع الأجهزة من جسدها وتحركت ببطئ شديد نحو الطاولة الصغيرة الموجودة بغرفتها ولحقها عماد بكرسيه المتحرك لكي يأكلا الطعام سويًا …
…………………………………..
يتحدث بهاتفه معها وهو يقود سيارته ..
رضوى:”أنا خايفة أوي يا أونكل بجد، خايفه تعملِّي حاجة.”
طارق عاقدًا حاجبيه بتصميم:”قولتلك متخافيش، أنا هبقى أتكلم معاها.”
رضوى بإستفسار:”تفتكر هتسمعك؟”
طارق بهدوء:”هتسمعني، ماتقلقيش يا رضوى هساعدك.”
رضوى بإمتنان:”شكرا لحضرتك يا أونكل.”
طارق بإبتسامة:”العفو يا حبيبتي، روحي نامي إنتي مانمتيش من إمبارح بسبب إحساسك بالذنب.”
رضوى بصوت متعب:”حاضر.”
أغلق معها، وظل عدة دقائق في الطريق حتى وصل للمكان الذي يقصده … “المقابر” … هبط من سيارته وتوجه نحو قبر معين مرتديًا نظارته الشمسية ممسكًا بباقة جميلة من الورود .. ظل واقفًا أمام القبر محاولًا التحكم بحزنه، لكنه لم يستطع … تحدث بصوت مهزوز ..
طارق:”وحشتيني.”
صمت قليلًا ثم وضع باقة الزهور أمام قبرها وأكمل حديثه ..
طارق:”أنا جبتلك الورد إللي إنتي بتحبيه، أنا مش ناسي أبدًا كنتي بتحبيه قد إيه .. أنا عمري مانسيت أي حاجة تخصك، عشان إنتي كنتي دايمًا على بالي … *هبطت الدموع من مقلتيه وأستأنف حديثه بألم* … ليه؟؟ .. ليه تسيبيني كل ده أعيشه من غيرك؟ .. بس صدقيني أنا عمري ماحبيت غيرك .. وهفضل كده لحد آخر يوم في عمري.”
قام بالجلوس بجانب قبرها كأنها تجلس بجانبه ونظر للسماء ..
طارق:”الحياة من بعدك مش حياة، كنتي أجمل حلم حلمته و بحاول أحققه بس مالحقتش.”
ظل هكذا لوقت لا يعلمه، يبكي بجانب قبرها ويتحدث معها كأنها تسمعه .. بعد فترة طويلة .. قام بمسح دمع عينيه بيده وأعاد شعره الأسود المتخلط باللون الأبيض إلى الخلف؛ ثم إستقام من مكانه منفضًا ثيابه من غبار القبر .. خرج من المقابر وتحرك نحو سيارته ولكنه توقف عندما رآه أمامه ..
هشام بإبتسامة:”كنت واثق إني هلاقيك هنا بتبكي على الأطلال .. قصدى على قبرها.”
عكف طارق حاجبيه بضيق من حديث هشام وتجاهله وأكمل سيره نحو سيارته ولكنه أوقفه متحدثًا بسخرية ..
هشام:”يعني كلام بلقيس كان حقيقي؟؟ إنت فعلا ماتجوزتش أصلا عشانها؟؟
إستدار طارق له وقد عادت ملامحه الغاضبة وكاد أن يتحدث ولكن إستأنف هشام حديثه …
هشام:”أنا عمري ماهبقى زيك يا طارق … عمري .. مش هسيب الإنسانة إللي بحبها في حضن واحد تاني .. مش هسيبلها أصلًا حرية الإختيار، هي هتكون ملكي بدون أي قرار منها، المهم هو قراري أنا.”
طارق:”إياك تتصرف بالطريقة المتهورة دي.”
إقترب هشام منه بغضب:”أنا مش هكرر غلطتك … مش هبقى الحبيب إللي ضحى بحياته كلها عشان خاطر واحدة إختارت حضن واحد تاني وفي الآخر ماتت وهي مش معاك برده .. مش هبقى الحبيب إللي بيبكي على الأطلال وبيعذب نفسه في شغله ليل نهار عشان ينساها وبرده مش عارف ينساها … مش هبقى المغفل إللي ……………..”
قطع حديثه صفعة قوية من طارق الذي ينظر له بغضب شديد …
طارق:”إنت إزاي تتكلم معايا كده؟؟ أنا خالك!!”
هشام:”إنت خسرت إحترامي ليك في اليوم إللي أجبرتني فيه أبعد عنها .. لكن ده بُعدك .. مريم هتكون ليا .. بالزوق بالعافية هتكون ليا .. أنا مش جبان زيك.”
كاد أن يتحرك ولكن طارق أمسك ذراعه بغضب ..
طارق:”ياسين المغربي مش سهل .. مش هيسيبك في حالك … هو شكله بيحبها، إبعد عن طريقها، هي ماتليقش بيك يابني.”
أبعد هشام ذراعيه بعنف عن خاله، وتحدث بغضب شديد ..
هشام:”ماتليقش بيا وتليق بيه هو؟؟؟!! إحنا هنهزر؟؟ الكل عارف إن مريم ملكي أنا من البداية .. وحتى لو هو مايعرفش مسيره هيعرف قريب جدًا لما تبقى معايا .. وخليك فاكر كويس يا طارق إنك إنت السبب في كل إللي بيحصل ده وإللي عمري ماهسامحك عليه أبدًا .. إنت السبب في إن حبيبتي أنا تبقى في حضن واحد تاني.”
تركه هشام بغضب وتحرك نحو سيارته يخطط بداخله لمريم ولجعلها مُلكًا له .. أغمض طارق عينيه بضيق من حديث إبن أخته المتهور الغبي … ركب سيارته وبدأ بالتحرك ويقوم بمهاتفة رقم معين ..
طارق بهدوء:”مساء الخير، كنت محتاج رقم دكتورة كانت بتشتغل عندنا في المستشفى .. إسمها مريم أحمد سعيد هنداوي…..”
…………………………………….
“رواية/ القاتل الراقي .. بقلم/ سارة بركات”
تجلس في غرفتها تشعر بالملل من وجودها المستمر بالغرفة .. حاول عماد مساعدتها في أن تشعر بالمرح قليلًا ولكنها ضحكت قليلًا ثم عادت إلى شعور الملل مرة أخرى … تتساءل أين ياسين الآن؟؟ … نبض قلبها بشدة عندما تذكرت فارسها الذي كان يحملها لينقذها .. لقد شعرت بنفس الشئ عندما كان يحملها ياسين بين يديه … الفرق هنا أنها رأت وجهه لكن الآخر لم ترى وجهه .. إذًا لماذا شعرت أن كلاهما نفس الشخص؟؟ … هزت رأسها بنفيٍّ مُطلق .. يستحيل أن يكون الإثنان واحد؛ فياسين رجل أعمل أما ذاك الشخص هو أكيد بالطبع ضابط شرطة لأنه أنقذها من الأشرار ..
إستفاقت على صوت عماد ..
عماد بتأفف:”أنا مليت، ماتيجي نتفرج على التليفزيون؟”
هزت مريم رأسها وقامت بفتح التلفاز وبدأت بالبحث في القنوات واحدة تلي الأخرى … ولكنها إنتفضت بقوة عندما رأت ذلك الخبر الذي وجدته على إحدى القنوات ..
” علاقة ياسين المغربي السرية، تُرى من تلك المجهولة التي كان يحملها بين يديه يوم أمس؟؟”
نظرت لتلك الصورة التي تم إلتقاطها لها من بعيد وهو يحملها بين يديه بثوبها المبتل وملامحها غير واضحة …
” هل هناك قصة حب بينهما؟ أم أنها مجرد علاقة عابرة؟”
كانت تنظر لذلك الخبر أمامها بصدمة وذهول لا يقل عن صدمة وذهول عماد .. بحثت عن قناة أخرى ولكن أغلب القنوات الإخبارية كانت عنها هي وياسين فقط .. إلتقطت هاتفها سريعًا ولكنها لا تحتاج إلى عمل بحث على ذلك الخبر؛ فقد أتى أمامها، هي وياسين كانوا حديث وسائل التواصل الإجتماعي … لم تكن تعلم أن ياسين معروف إلى تلك الدرجة!! .. ظلت هكذا تقلب في هاتفها دون أن يُغمض لها جفن من ذهولها وصدمتها؛ أما عماد عكف حاجبيه بغضب من ذلك .. فلن يتركها أحدٌ في حالها … إستفاقت من صدمتها عندما رأت رقم غير معروف يتصل بها .. نظرت للرقم قليلا وتنهدت ثم أجابت ..
مريم:”ألو.”
تحدث طارق بهدوء:”حمدالله على سلامتك يا دكتورة مريم.”
عكفت مريم حاجبيها بضيق لأنها علمت صوت من هذا ..
مريم بضيق:”عايز إيه؟”
طارق بسخرية:”عايز كل خير يا دكتورة .. كنت عايز أقولك إن رضوى مكانتش تقصد تعمل إللي عملته ده، هي مكانتش تعرف إنك مابتعرفيش تعومي.”
مريم بغضب:”وهي بقا عينتك المحامي بتاعها؟؟؟ إنت فاكرني هسيب حقي كده؟؟؟ البلد فيها قانون، أنا هوديها في داهية لما أفوقلها بس و…….”
طارق بنبرة مستفزة مقاطعًا لها:”حيلك يا دكتورة .. طالما إنتي جايباها بالعِند أنا كمان هجيبها بالعِند وأقف قصادك .. وهجيب أشطر محامي في مصر يثبت إنها معملتش أي حاجة أو ممكن غلطة منها عادي بدون قصد، إنتي ليه واخدة الموضوع على قلبك أوي كده؟، قولتلك البنت مكانتش تعرف إنك مابتعرفيش تعومي، وإحمدي ربنا إنك لسه عايشة.”
أغمضت مريم عينيها بغضب وكادت أن تتحدث ..
طارق:”عدي يا دكتورة وإنسي .. هي مش هتتعرضلك مرة تانية، هي إتعلمت من غلطتها خلاص.”
ضغطت مريم على هاتفها بقوة وهي ممسكة به ..
مريم بغضب:” إياك أشوف حد فيكم تاني قدامي.”
طارق بإنتصار:”شكرا لتفهمك يادكتورة مريم.”
أغلق طارق معها ثم قام بالإتصال برضوى يُطمئنها قليلًا؛ أما بالنسبة لمريم فكانت تنظر أمامها بصدمة وذهول مما يحدث .. هي الضحية ويقوم بتهديدها!! كيف؟!! .. ضغطت على هاتفها بقوة ولم تشعر بدموعها التي تهبط من مقلتيها، وهنا في هذه اللحظة تيقنت تمامًا أنها يتيمة … ليس لها أحد … إستفاقت عندما وضع عماد يديه على كتفها بقلق ..
عماد:”مالك يا مريم؟؟ فيكي إيه؟”
نظرت مريم في عينيه بعدم إستيعاب ..
مريم بألم:”أنا يتيمة، أنا ماليش حد.”
هز عماد رأسه برفض شديد ..
عماد:”ماتقوليش كده، أنا موجود معاكي ومش هسيبك أبدًا.”
أمسك بكتفيها وقام بضمّها له .. بكت بنحيبٍ عالٍ .. لماذا تشعر أن كل من حولها يحاول أن يُثبت لها أنها وحيدة؟؟ .. لماذا تغار من كل شخص لديه عائلة وأناس يحبونهم؟؟ .. آلمها قلبُها بشدة من ما تشعر به … إبتعدت عن عماد عندما أصدر هاتفها صوت رنينٍ مرة أخرى .. لكن تلك المرة كانت تعرف من الشخص الذي يُهاتفها .. على الرغم من أنها قامت بحذف رقم هاتفه إلا أنها تتذكره .. “هشام” … أغلقت هاتفها ولم تُجبه ..
عماد بإستفسار:”في إيه؟؟ إيه إللي حصل؟؟ كنتي بتكلمي مين؟؟ ومين إللي رن عليكي دلوقتي؟”
هزت مريم رأسها بنفي..
مريم:”مش حد مهم، بعد إذنك يا عماد أنا محتاجة أبقى لوحدي، تعبانة شوية.”
كاد أن يتحدث، ولكنها قاطعته بألم ..
مريم:”أرجوك سيبني لوحدي.”
هز عماد رأسه بقلة حيلة وتحرك بكرسيه نحو الباب، ثم نظر لها مرة أخيرة وبعدها خرج من الغرفة؛ عادت مريم لفراشها مرة أخرى .. تفكر بكل ماحدث لها .. تشعر دائمًا أنها ليست بالمكان المناسب .. ممتنة لياسين أنه ساعدها وممتنة لحُب عماد لها .. ولكنها تعيسة تشعر أنها لم تعد تفهم ما تريد .. تفسر إهتمام ومساعدة ياسين لها إعجاب ولكنه يساعدها فقط وعلى الرغم من ذلك فقد سببت له الأذى فقد كانت السبب في أن الجميع يتحدث عنه بسبب إنقاذه لها أمس، لقد كانت السبب في أنه على الصفح الرئيسية في قنوات الأخبار ووسائل التواصل الإجتماعي؛ فيبدو أن حياته سرية وخاصة به فقط وهي من دمرت ذلك، أما عماد فقد إعتاد عليها يبدو كالأطفال ولكنها إذا إبتعدت عنه قليلًا سوف ينساها سريعًا … تنهدت بقوة على قرارها الذي إتخذته .. تحركت بهدوء نحو خزانة ملابسها الجميلة والتي ستفتقدها كثيرًا … أخرجت حقيبتها وقامت بوضع جميع ملابسها بهم ………………………………………………
خرج ياسين من شركته وحاوطه رجاله بسبب وجود تجمع أعداد كبير من الصحافيين بخارج الشركة .. إنهالت الأسئلة عليه من الجميع .. من تلك الغامضة التي كان يحملها بين يديه؟؟ .. هل هناك قصة حبٍ سرية لا يعلم عنها أحد؟؟ .. ولكنه لم يُجب أحد وإتجه نحو سيارته وتحرك السائق به وخلفه رجاله.. تقف أمام مرآتها بيدها ورقة إستقالتها من رعايتها الطبية لعماد، إتجهت نحو فراشها ووضعت الورقة به، حملت حقيبتها وخرجت من الغرفة .. تعجبت الخادمات عندما رأوها تحمل حقيبتها وإقتربت إحداهن تسألها بتعجب ..
؟؟:”رايحة فين يا دكتورة؟َ!”
تحدثت مريم بإبتسامة هادئة:”خلاص ده آخر يوم ليا هنا، مبسوطة إني قابلتكم كلكم.”
كادت أن تتحدث الخادمة ولكن مريم تركتها وهبطت للأسفل وعندما وصلت بإتجاه باب القصر الداخلي وضعت حقيبتها أرضًا وإتجهت نحو الباب لتفتحه وهنا تقابلت عينيهما .. كان يقترب من باب القصر وخلفة رجاله .. تعجب من رؤيتها بذلك الوقت، نظر لتلك الحقيبة الملقاة بجانبها أرضًا ثم عاد بنظره لها مرة أخرى ..
دق قلبها بعُنف عندما رأته أمامها لسبب لا تعلمه ..
ياسين بإستفسار:”على فين يا دكتورة؟”
مريم بإبتسامة رسمية:”أنا بستقيل من رعايتي الطبية لعماد، وبعتذر عن أي أذيَّة سببتها لحضرتك.”
ظل ينظر لها ولم ينطق بأي حرفٍ حتى .. حملت حقيبتها وإقتربت منه أكثر ..
مريم بحزن:”أنا آسفة على إللي حصلك بسببي، أنا مكنش قصدي إن ده كله يحصل، كله بقا بيتكلم عنك بسببي.”
كان ينظر لها بهدوء كأن مايحدث حوله لا يهمه حتى …
مريم مكملة حديثها بإبتسامة وإمتنان وهي تنظر داخل عينيه:”شكرا على كل حاجة حلوة حضرتك قدمتهالي، صدقني مش هنساك، هفضل فاكراك دايما، وماتخليش عماد يزعل مني، *ضحكت ضحك خفيفة ثم إستأنفت حديثها* هو أصلا أسبوع أو أسبوعين وهينساني.”
تعجبت من صمته المستمر، لماذا ينظر لها فقط؟؟؟ .. لماذا لا يتحدث؟؟؟، أغمضت عينيها تحاول تهدأة نفسها ولكن فتحتهما بإتساعٍ عندما سمعته ..
ياسين بهدوء:”إرجعي على أوضتك يا دكتورة.”
نظرت له بعدم فهم .. إقترب ياسين نحو أذنها قليلًا وهمس لها ..
ياسين:”الصحافيين بره القصر لو مش حابه تأذيني أكتر من كده يبقى إرجعي على أوضتك وماتخرجيش النهاردة.”
نظرت بإتجاهه .. كان قريبًا منها أكثر من ذي قبل .. شعرت بأنها تائهة، أنفاسه تلفح وجهها ولكنها إستفاقت عندما إعتدل ياسين ونظر أمامه بهدوء ..
ياسين برُقيّ إعتادت عليه:”أنا ماقبلش أبدًا إني أكون ذكرى، إستقالتك مرفوضة، *نظر لها بإبتسامة هادئة* تصبحي على خير يا دكتورة.”
تركها وذهب .. أما هي نظرت خلفها تتابعه بذهول .. تتذكر كلماته الأخيرة، تفكر بكل كلمة قالها … هل هو يخبرها بأن تبقى؟؟؟ هل هو متمسكٌ بوجودها هنا؟؟ ولكن لا يجب أن تشعر بمشاعر إتجاهه .. يبدو أنها تتوهم مرة أخرى أنه يهتم بها وبوجودها .. أغمضت عينيها بإرهاق؛ ثم نظرت لباب القصر وللرجال الواقفين أمامها .. تنهدت بإستسلام وإلتفتت لتعود لغرفتها، أخذ أحد الرجال حقيبتها من يدها؛ أما هي هزت رأسها بإستسلام لا تصدق أنها ستبقى هنا بقراره هو …
…………………………………………..
في صباح اليوم التالي:
كان يجلس أمامها ينظر لها بهدوء …
رضوى بحزن:”أنا آسفة يا هشام، بس أنا طول الليل بفكر في الموضوع ده، أنا خلاص هرجع لندن، كان نفسي نكمل سوا .. بس أنا ماباقتش مرتاحة هنا، ربنا يوفقك.”
نزعت خاتمها ووضعته بيده ..
رضوى بحزن:”أتمنى ماتزعلش مني، بس أنا خلاص قررت.”
هز هشام رأسه بهدوءٍ لها … أما هي إبتسمت له بهدوء وتركته ورحلت مبتعدة عنه وعن حياته بأكملها .. إبتسم بهدوء وهو ينظر للخاتم الذي بيده ثم إلتقط هاتفه وقام بتدوين رقم هاتف مريم وظل يهاتفها ولم ترد .. ظل هكذا لوقت طويل حتى ردت أخيرًا .. قبل دقائق .. تجلس بفراشها لا تصدق ماحدث معها يوم أمس .. أخبرته أنها تستقيل ولكنه رفض إستقالتها .. هناك شئ بداخلها يخبرها أن ياسين لديه مشاعر إتجاهها ولكنها ترفض تصديق ذلك .. فهو يساعدها فقط .. لكن لماذا يساعدها؟؟ .. لماذا؟؟ .. ماذا يريد بالمقابل؟؟؟ …. وضعت يدها على مكان قلبها الذي ينبض بقوة لمجرد تفكيرها به .. وماذا عن تلك الجملة التي قالها أمس؟ أنه لا يقبل أن يكون ذكرى؟؟؟ .. ماذا يقصد؟؟ .. لماذا تشعر بأنها غبية؟؟؟ …. هي بالفعل غبية .. إستفاقت على صوت رنين هاتفها .. عكفت حاجبيها وإلتقطت هاتفها .. تأففت بضيق عندما رأت رقم هاتفه .. رمته بجانبها وعادت تفكر بياسين مرة أخرى .. ولكنها عكفت حاجبيها بإنزعاج بسبب الرنين المسستمر نظرت لهاتفها عدة دقائق .. إلتقطته وتحدثت بغضب ..
مريم:”في إيه؟؟؟ عايز إيه؟؟ إفهم بقا مش عازة أرد عليك أو أتعامل معاك مرة تانية.”
هشام:”وحشتيني.”
مريم بغضب وتقزز من حديثه:”إنت إزاي مستحمل نفسك كده وإنت بتقول لواحدة تانية غير خطيبتك الكلام ده؟؟ إحترم وجودها في حياتك.”
هشام بإبتسامة:”مريم، خلاص أنا ورضوى مبقاش في بينا حاجة، أنا بحبك إنتي صدقيني، أنا ماليش غيرك.”
مريم بغضب:”إفهمني بقا، انا خلاص مباقتش بحبك، أنا وإنت إنتهينا من قبل ما نبتدي يا هشام .. مبقاش في بينا حاجة.”
هشام برجاء:”أرجوكي يا مريم إسمعيني، كان غصب عني، كان لازم أعمل كده عشان كنت خايف عليكي، كان لازم أبان وحش قدامك.”
مريم برفض شديد:”مهما يكن موقفك كان إيه، أنا وإنت خلاص إنتهينا إفهم بقا.”
هشام بهدوء:”حاضر، بس أنا محتاج أقابلك .. محتاج أتكلم معاكي، مش هينفع الكلام في التليفون خالص.”
مريم بيأس:”إنساني يا هشام، إنساني.”
كادت أن تغلق..
هشام:”مريم إديني فرصة طيب أشرحلك، حتى لو مش هتسامحيني بس إديني فرصة أقابلك وأشرحلك موقفي.”
صمتت قليلًا تفكر بحديثه .. إنتهت قصتهما بالفعل ..كادت أن تتحدث ولكن هشام أكمل حديثه ..
هشام:”أنا مستنيكي في الكافيه إللي أنا وإنتي كنا دايما بنقعد فيه لما بنيجي نخرج سوا، ماتتأخريش عليا.”
أغلق معها قبل أن تتحدث .. أغمضت عينيها بغضب ولكنها أخذت نفسًا عميقًا ..
مريم بهدوء:”هتخسري إيه لو قابلتيه يعني؟؟ هتوضحيله إنكم إنتهيتوا بس كده.”
إستقامت من فراشها وتوجهت نحو خزانتها … بعد مرور عدة دقائق … طلبت من أحد سائقي القصر إيصالها لمكان ما .. وقام بإيصالها بالفعل وتبعها بعض الرجال لمنع الصحافة من الإقتراب منها، أوصلها السائق وإنتظرها بالخارج هو ورجال ياسين؛ أما هي دخلت المكان الذي ينتظرها هشام به .. بدأت بالبحث عنه بعينيها حتى وجدته جالسًا عند مائدة صغيرة منتظرًا إياها .. تنهدت بضيق ثم توجهت نحوه … عندما رآها إبتسم لها بحب كأن لم يحدث بينهما شئ .. عكفت حاجبيها بغضب من إبتسامته الغبية تلك .. عندما وقفت أمامه تحدثت بتأفف ..
مريم:”نعم؟؟”
هشام بإبتسامة بسيطة:”أقعدى الأول نشرب حاجة.”
مريم بغضب:”أنا مش جايه أشرب حاجة، أنا جايه أقولك كلمتين مهما يكن حصل إيه بيني وبينك إنساني يا هشام، أنا خلاص نسيتك ومباقتش بحبك، مبقاش في بينا أي حاجة أصلا، كل حاجة إنتهت من زمان.”
قبض على يديه بقوة محاولًا التحكم بغضبه ..
هشام بهدوء:”مريم إقعدي وإتكلمي براحه، الناس بتتفرج علينا.”
نظرت حولها ثم نظرت له مرة أخرى ..
مريم بقوة:”أنا قولت إللي عندي، ومافيش قُعاد معاك، إنت ماتقربليش ولا في بينا أي حاجة عشان أقعد معاك.”
تركته وذهبت وهو ذهب خلفها وأوقفها ممسكًا بذراعها بقوة ..
هشام بغضب:”إنتي فاكرة إني هسيبك هتمشي؟؟؟ إنتي ملكي يا مريم، إنتي فاهمة؟؟ هنرجع لبعض وهنبقى أحسن من الأول.”
حاولت دفعه بقوة ولكنه كان قويًا عنها ..
مريم بصراخ وغضب:”أنا عمري ماهبقى لواحد زيك.”
قربها هشام منه بقوة متحدثًا بهوسٍ شديد ..
هشام:”مش هتبقي غير ليا أنا وبس.”
كادت أن تتحدث ولكنه جعلها تفقد الوعي بتلك الإبرة التي حقنها بها بيده الأخرى .. فقد كانت إبرة مخدرة … حملها بين يديه وخرج من الممر الآخر بالمكان حتى لا يراه رجال ياسين المتواجدين بالخارج عند ممر الخروج الأول.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية القاتل الراقي)