رواية الفتاه التي تسكن اللوحة الفصل التاسع 9 بقلم اسماعيل موسى
رواية الفتاه التي تسكن اللوحة البارت التاسع
رواية الفتاه التي تسكن اللوحة الجزء التاسع
رواية الفتاه التي تسكن اللوحة الحلقة التاسعة
كان روتيني اليومي ممل، اذهب للعمل كل صباح، بعد عودتي اتناول الطعام مع سيرا وكنا قد اعتدنا بقائنا بمفردنا بعد رحيل كيرا.
حاول كل منا ان يعبر ما حدث، كنت اشتاق كيرا لكن الحياه تمضي، وسيرا كانت اكثر مرحا تحاول بشتي الطرق ان تجعلني دوما سعيد
سيرا لم تكن تتركني الا في الفترات التي اجلس فيها تحت الشجره خلف المنزل حيث قبر كيرا.
كانت تحترم حزنى وتسمح لى بالشرود بعض الوقت مع ذكرياتى
كنا نتشارك أعمال المنزل، سيرا بالنسبه لي لم تكن خادمه بعد أن عرفت حقيقتها وانها احد أشباح المنزل وساكنيه
بل كنت اشكرها دوما لعدم رحيلها وبقائها معي رغم ان لعنة المنزل تقريبا رحلت.
كانت تقول لماذا تجهد نفسك وأنت تعرف انني شبح وان تلك الأعمال لن تنهكني.
كنت اكذب واقول لاقتل الملل، لتشعري بالمشاركه، بينما انا حقيقة الأمر كانت أحدا قناعاتى فى الحياه
كنت مستمتع بالرفقه التى حرمت منها طوال حياتى، ان تعتاد العيش وحيد ثم يظهر شخص يملاء ذلك الفرغ امر مفرح ومحزن .
كانت احاديثنا تمتد حتى الرمق الاخير من الليل نتحدث فى كل شيء حتى بتنا نفهم بعضنا ونشتاق بعضنا
حتى جاء اليوم الذى فتحت فيه عينى و لم تكن سيرا موجوده، بحثت عنها في المنزل لم أجدها، لم اذهب للعمل وانتظرت حضورها لكن سيرا لم تظهر.
مضت ايام لم تظهر سيرا، فقدان اخر لم أكن مستعد لتحمله، كان لدي ٱمل ان تظهر لكن الايام سحقت أحلامي وتمرغت في وحل الهجر.
تحولت حياتي لمرحله ضبابيه، فقدت الشغف بكل شيء حتي كدت اجن.
ان حياتي دون سيرا وكيرا تحولت لجحيم لا يطاق، قرأت كثيرا وبحثت عن طريقه تعيدهم الي، حتي انني طرقت أبواب سحره ومشعوذين رغم ذلك فشلت كل جهودي لعودتهم.
حتي ساقني القدر لامرأه مشعوذه تقطن مكان بعيد داخل الزراعات تعيش بمفردها، رويت لها قصتي، طلبت منها ان تجد حل، فأن روحي تنسحب مني وتتوق للقائهم.
ألقت المرأه تعاويذها ونطقت طلاسمها، حضرت خدمها، ان ما تطلبه مستحيل سيد اسماعيل، لكن هناك طريقه اخري ربما لا تعجبك
قلت اي طريقه تجمعني بهم مستعد لتقبلها!
حتي تخليك عن حياتك؟
حتي ان اتخلي عن حياتي!
كتبت ورقه بها طلاسم، طلبت سرسفين وناجاخ، هندج وبقراح، شموع، ومحراز، أنتهينا، عندما ينتصف الشهر ويصبح القمر بدر اقراء التعاويذ أشعل الشموع ورتل بقلب غائم طلسم الهجينه.
انتظرت بفروغ الصبر ان ينتصف الشهر حتي حان الموعد وانتصف الليل .
أحضرت معول وحفرت قبر تحت الشجره، نفس مكان قبر شبح الطفله
أشعلت الشموع ورقدت علي ظهري استقبل القمر.
قرأت التعاويذ ورتلت الطلسم، ماجت الدنيا وغابت الاضواء، انطفأت عشر شمعات، راقد علي ظهري أطياف تردمني بالتراب، مستسلم وراضي وطامح بلقياهم.
القبر الذي حفرته ضاق علي، ارتج وسمعت صوت مدوي اهلا بك في عالم الأرواح والاشباح، انفاسي رحلت، منذ لحظات، لكني أشعر انتي موجود، انا في قبري طيف الان، لكن القبر اكثر اتساع، لست وحدي
كيرا وسيرا واقفتين تنتظراني، انا طيف مثلكم، نري ذلك قالو، لكنك لن تعود مره اخري؟
قلت ومن قال انني أرغب بالعوده؟
نحن نسكن المنزل الأن، هناك لوحه جداريه تحمل صورتي معلقه الي جوار صورة سيرا وكيرا وبقيت الأرواح التي ابتلعها المنزل
الحياه ليست سيئه هنا، استمتع برفقتهم، نزهاتنا خلال الحقول، ركضنا ولعبنا، ظل المنزل مهجور لا يقطنه بشر، كنت انا السبب ليس حبا في البشر لكن لرغبتي ببقاء سيرا وكيرا معي الي اخر الحياه.
لو حد قالك فيه بيت مسكون بالاشباح متتكبرش وتعمل نفسك فيها راجل.
مترتكبش نفس الغلط الي انا ارتكبته
لان الشر ليس له آخر، وبعض اللعنات ليست أشباح بل أرواح ماتت مظلومه تحمل داخلها غضب مستعر.
لقد كانت حياتى مجرد خواء، اعيش وحيد بلا هدف، وكنت راضى بكل ذلك ولا أشعر انه هناك فرق
سيأتى اليوم الذى يطرق فيه شخص بابك ولن تستطيع التخلى عنه حتى لو كان شبح، اذا حضرت قريتنا وقررت ان تزور البيت المهجور ستجد لوحتى موضوعه على الجدار
إلى جوارى لوحه تسكنها فتاه اسمها كيرا وسيرا
انتهت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الفتاه التي تسكن اللوحة)