روايات

رواية العوض حنان الفصل الثاني 2 بقلم زوزو مصطفى

رواية العوض حنان الفصل الثاني 2 بقلم زوزو مصطفى

رواية العوض حنان الجزء الثاني

رواية العوض حنان البارت الثاني

رواية العوض حنان الحلقة الثانية

فاق ذلك الغافل علي المقعد الخرساني الموضوع أمام مبني السجل المدني من الخارج..وجحظت عيناه من هول ما رأه ألا وهو…
وقوف ابنهُ مالك وسط العربات المار في ذلك الطريق العمومي،، وشابه تجري عليه لـ تجذبه من أمام عربة شاحنه كبيره فحملتهُ سريعاً داخل احضنها….
نادي وحيد علي ولده بصوت عالي يكسوه الخوف…. ماااالك،، وجري هو الآخر عليه لـ يأخذه…
ولكن رفضت تلك الغاضبه بشده..
وبقيت حاضنه ذلك الملاك الصغير إلي
أن وصلت لـ مكان وقوف والدتها…
التي لم تقدر علي إمساك اعصابها من مشاهدتها لـ هذا الموقف الصعب…
أول ما رأت السيده الفت.. مالك،، حمدت ربها وشكرته كثيراً،، بأنه بخير،،
اما مالك مازال حاضناً حنان برعب،،فقد فزع من ازدحام العربات حوله وبالاخص تلك الشاحنه العملاقه بالنسبه له…
تحدث وحيد بهدوء قليلاً عن ما كان …
شكراً يا آنسه إنك انقذتي ابني ممكن تدهولي عشان نمشي،،، فـ مد يده لها،،
رفضت حنان ثانياً ولكن تلك المره لـ إمساك مالك بها…
وجهت السيدة الفت حديثها لـ الصغير قائله… يلا يا مالك روح لـ بابا،، زمان مامتك قلقانه عليك..
رفع مالك وجهه الصغير الذي كان يداريه في كتف حنان وقال… ماما مش معايا ماما سابتني،، وخبأ وجهه مره اخرى..
تأثرت حنان ووالدتها من حديث هذا الصغير،، معتقدين أن والدته توفاها الله..
نظرت السيده الفت لـ وحيد وقالت…
البقاء لله يابني بعتذر عن كلامي اللي أكيد أثر فيك وفي مالك..
نفي وحيد عدم تأثره بحديثها قائلاً…
أبداً ياست الكل،، مامت مالك عايشه بس احنا انفصلنا من فتره ومالك عايش معايا…
ثم أكمل وحيد حديثه لـ حنان..
عارف يا آنسه إني غلطت لما سيبت مالك ونمت بس بجد غصب عني ويمكن ربنا بعتك ليا في الوقت ده عشان لو كان جراله حاجه بعد الشر كنت هموت وراه،،
فـ اكمل حديثه… أنا مانمتش بقالي يومين عشان بدور علي مكان اسكن فيه وشغل كمان،، بس للأسف الإيجارات غاليه عليا اوي والإشغال مافيهاش حاجه مناسبه عشان عدد ساعات العمل كتيره ،، هي بالنسبه ليا عادي،، بس المشكله مالك هوديه فين،،فقولت اجدد البطاقه عشان لما القي شغل ابدء علي طول بعد ما استلمها إن شاء الله..
احست حنان إنها عاملته بحده رغم عدم حديثها معاه ولكن تجاهلها له يكفي.. فقالت…بعتذر لحضرتك لو إسلوبي ضايقك،، بس منظر مالك خوفـ…
فصمتت.. حتي لا يتذكر مالك الموقف فكفاه ارتعابه وضربات قلبه السريعه التي احست بهما عندما حملته في حضنها…
رد عليها وحيد.. فاهم قصدك يا آنسه… بعتذر ممكن اتشرف باسم حضرتك..
اجابته بـ ابتسامه هادئه اسمي حنان رئيسة تمريض في مستشفي(…..)،،
مد هو يده قائلاً،، وأنا وحيد مدرس رياضه إبتدائي،، وأكمل ضحكاً بس موقوف عن العمل حالاً،، وخالي شغل واديني بادور،،
تغيرت ملامح حنان عندما اتاها احساس داخلي بأن هذا الرجل وراء حديثه هذا حزن كبير..
فـ ردت سريعا… اتشرفت بحضرتك
دعت له السيده الفت…. الله يرزقك يابني بالشغلانه اللي تسعدك وتعوضك بإذن الله تعالى…
رد وحيد بسعاده…تسلميلي يا أمي وشكراً لدعواتك اللي محروم منها من يوم ما والدتي اتوفت،،،الله يبارك في عمرك،،
الله يرحمها يابني يبقي من انهارده تعتبرني والدتك،، هذا كان رد السيده الفت.
ابتسم وحيد قائلاً… وليا الشرف اكون ابن سعادتك،،
تحدثت السيده الفت متصنعه الغضب.. طب ازاي ابني وتقولي سعادتك،،من انهارده قولي يا ماما الفت أو فوفا
اللي يعجبك…
ابتسم وحيد متحدثاً…يبقي اقولك ماما فوفا…
ردت قائله اتفاقنا،، فصمتت السيده الفت لثواني كأنها تذكرت شئ…هو أنت يابني كنت بتقول بادور علي سكن،،
تحدث وحيد…اه يا ماما فوفا بقي لي يومين بشوف بس للأسف لسه ما لقتش…
ردت عليه قائله…. انا عندي شقه فوق سطوح بيتنا،،هي اوضتين وصاله مفروشين من كل شئ،، وقدامها وسع كبير كنت مخلياها لمذاكرة ولادي الرجاله،،لما كانوا في الدراسه،،
ودلوقتي كبروا واتجوزوا ومقفوله علي الفاضي يارب تعجبك يابني….
استغربت حنان من حديث والدتها فقد اتاها الكثيرين كي يسكونوا بها… وكان ردها إليهم.. لن أريد تأجيرها ولا إدخال أحد فيها غير أولادي وأحفادي…
سَعَدَ وحيد مما سمعه.. وشكر السيده الفت كثيراً،، فـ هي بذلك وفرت عليه مجهود كبير كان سيفعله في البحث عن سكن بعد تركهما مباشرتا رغم عدم ارتياح جسده..
تعجبني إيه بس يا أمي،، ده لو اوضه تحت السلم أنا موافق،، بجد نفسي أنام ساعتين علي بعض،، ومالك كمان بقى له يومين مانمش كويس…الله يباركلنا بعمرك يا ست الكل…
فتكلمت حنان… طب يلا بينا بقى لنا كتير واقفين وشكل مالك سرح في النوم.
تأسف وحيد لها لترك مالك كل هذا الوقت تحمله.. فـ اخذه منها وتحركوا الثلاثه ومعاهم الملاك الصغير.. لـ طريقهم
فتحدث وحيد،، العنوان إيه يا ماما فوفا عشان اوقف تاكسي؟
اجابته السيده الفت… العنوان قريب من هنا يابني وتعالي من الطريق ده حنان معاها عربيه ركنها هنا…
احس وحيد براحه نفسيه من تلك السيده التي تشبه والدته في حنيتها وطيبة قلبها وتذكر دعوتها له دائماً..
روح يابني ربنا يسترلك طريقك ويوقفلك ولاد الحلال ويبعد عنك ولاد الحرام،،
دعي لـ والدته ووالده بالرحمه ثم قراء لهما الفاتحه..
وفي نفس الوقت سألت حنان والدتها بصوت منخفض… إيه ياست فوفا غيرت رأيك في شقة السطوح ليه.. اوعي يكون الشاب عجبك وناويه تتجوزي وتجبيلي جوز أم…
لكزتها والدتها بضحك قائله… عيب يا بنت أنا أعمل كده،،
إن ماكنش رجل أعمال وعنده قصر،،خمستاشر عربيه مقبلش،،
فـ اكملت بجديه…طب لو قولتلك يا نانا إن في حاجه من جوايا قالتلي قولي كده هتصدقيني،،
تكلمت حنان سريعاً… طبعاً حبيبتي هصدقك هي ديه عاوزة كلام،، الله يبارك في حياتك يا ماما ويجعلك سبب في اسعاد الغير آمين يارب العالمين،،
استقلت حنان السياره جالسه علي كرسي القياده وبجانبها والدتها.. ويجلس بالخلف وحيد حاملاً ابنه مالك الغافي إلي الآن…
بعد تحركهم بوقت قليل كانت تقف حنان بسيارتها أمام أحدي المنازل ذات الاربع طوابق.. فنزلت والدتها وكذلك وحيد.. وبقيت حنان بداخل السياره حتي تُصَفِها بجراچ الحي مثلماً تفعل يومياً…
انتظراها حتي اتت ثم دلفوا الثلاثه لمدخل المنزل..
تقدمت حنان ووراءها والدتها صاعدين السلم..
اما وحيد انتظار بالأسفل حتي يعطي لهما وقت للصعود..
وقفت السيده الفت أمام شقتها بالدور الثاني حتي اتت حنان لها بمفتاح شقه السطح كما يلقبونها..
نادت علي وحيد حتي يصعد إليها، فهي هتسبقه لـ أعلى.
صعد وحيد أيضاً ودلف للداخل وراي الشقه قائلاً بعدما وضع مالك النائم علي الكنبه العريضه الموضوعه بالصاله…
بسم الله ماشاءالله الشقة جميلة،،،أنا بجد عاجز عن الشكر لسيادتك… قصدي شكراً يا ماما فوفا إنتي ملاك
جالي من السما،، بجد حليتي ليا مشكله كنت شايل همها جدااا بس طبعاً قبل اْي حاجه لازم نتفق علي الإيجار والتقديمه كمان،، المبلغ اللي هتقولي عليه أنا تحت امرك فيه،،
نظرت السيده الفت إليه بغضب قائله…
إيه الكلام ده يا ولد في حد بيقول لمامته ايجار وتقديمه،، أنا كده زعلت منك بجد،،
حاول وحيد أن يجعلها تقبل ماقاله..
ولكن هي صممت وبعد ذلك قالت…
لما تلاقي شغل وتستقر فيه سنه كده أنا اللي هاجي اقولك فين الإيجار يا ابن الحلال..
جاء ليعترض قطعته هي…
ولد اسمع كلام ماما فوفا،، يلا نام و أول ما يجهز الغدا هطلع اصحيك،،،
تكلم وحيد.. صدقيني مش، هينفع أنا هنزل اجيب أكل عشـ….
انهت هي باقي حديثه..أنا ماما وكلامي يمشي يلا ارتاح شويه يابني، السلام عليكم…ثم اغلقت بابا الشقه وراءها…
رد وحيد عليها السلام…. وابتسم بسعاده.. بأن الله رزقه هذا القلب الحنون عوضاً عن والدته.. والأيام السابقه الذي عاشها بعيداً عنها بعدما تركها بالشقه بمفردها وسافر هو مع زوجته إلي محافظة عائلتها واستقر معاها هناك إلي أن حدث له ما حدث…
فـ جلس علي الكنبه بجانب ابنه مالك النائم واخرج تنهيده مريره.. خرجت معاها وجع وحزن مدفون بداخله منذ حوالي خمس سنوات ماضيه…
امسك رجله اليمين واخذ يدلكها من الألم بسبب تلك العملية التي بها منذ سنتين
وتذكر أيضاً مافعلته طليقته هي ووالدتها فقال…
مهما مر عليا أيام وسنين،، عمري ما هسامحك يا نجلاء ولا إنتي ولا أمك نعمات،،،
وهو يتذكر ما فعلوا به..ذهب في نوم عميق لتعب جسده الشديد…
بعد مرور أكثر من ثلاث ساعات
احضرت السيده الفت الغداء هي وابنتها وبعد ذلك صعدت لتنادي وحيد مثلما اتفقت معاه لـ يتغدى هو ومالك معاها هي وحنان..
طرقت علي باب الشقه أكثر من مرة ولكنها استغربت عندما وجدته…….

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية العوض حنان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى