روايات

رواية أو أشد قسوة الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة مجدي

رواية أو أشد قسوة الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة مجدي

رواية أو أشد قسوة الجزء الرابع عشر

رواية أو أشد قسوة البارت الرابع عشر

أو أشد قسوة
أو أشد قسوة

رواية أو أشد قسوة الحلقة الرابعة عشر

-قافلة تليفونك لية يا ظلال؟!
كانت تجلس أمامه بكبريائها الذي هو جزء من شخصيتها تضع قدم فوق الأخرى تنظر إليه بثقة وقوة … وابتسمت بدلال حين سألها ذلك السؤال بلهفة وقلق واضح… لتقول بإبتسامه رقيقة:
-كنت عايزاك تاخد قرارك بهدوء ومن غير …..
-من غير إيه وقرار إيه أصلًا يا ظلال؟!
قاطعها بعصبية واضحة … ثم إقتربت منها قليلًا وقال بصدق :
-انا مش مستعد اخسرك يا ظلال ولو في المقابل اني ارمي كل تاريخي ورى ظهري … مستعد أسيب البرنامج كله ليكي و…..
رفعت يدها حتى تسكت كلماته وقالت باندهاش:
-ايه اللي أنت بتقوله ده انا مش فاهمة حاجة يا مراد … ليه بتقول كده ومين قالك اني لو حتى سيبت البرنامج في يوم إنك هتخسرني ك فانز ليك او كصديقة حتى
-بجد يا ظلال بجد؟! … عمري ما هخسرك؟
أومأت بنعم ليكمل كلماته برجاء واضح:
-حتى لو قولتلك إني بحبك
لتختفي ابتسامتها تدريجيًا وظهرت الصدمه على ملامحها … صحيح هي ترى إهتمامه بها … تشعر ان هناك شعور ما بداخله لها … لكن في أقصى خيالها لم تتصور ان يقولها لها بتلك الطريقة
ظلت صامته تنظر له بعدم استيعاب ليهمس باسمها راجيًا:
-ظلال
رمشت عده مرات ولكن قبل ان تقول اي شيء وجدت أدهم يركض من باب القصر في إتجاه سيارته وهو ينادي بصوت عالي على أمن البوابه ان يفتحها لتركض اليه بخوف وخلفها مراد لكن قبل ان تصل له كان انطلق بالسيارة بسرعة جنونية لتنظر الي شُكران التي تقف عند الباب تبكي بقهر … التفتت الي مراد الذي قال لها بأمر وهو يشير الي سيارته
-اركبي خلينا نلحقه
لتصعد الي جواره قلبها يضرب بقوة داخل صدرها من الخوف … كان مراد يشعر بها لذلك ضغط على مبدل بكل قوته لتتحرك السيارة بسرعة مغادرة القصر حتى يلحق ب أدهم.
~~~~~~~~
كان الجميع ينظر الي جسدها الممد أرضًا وذلك الوحش الضخم الجاثي بجانبها يحاول إفاقتها بخوف وهلع لا يفهمه اي من الواقفين .. لكنها وكأنها ترفض تمامًا العودة الي الحياة … أغلقت عينيها ترفض أن تفتحها من جديد
نظر الي تجمع الناس من حوله وقال بصوت عالي:
-حد يجيب ماية ولا برفان ولا اي حاجة علشان افوقها
إقتربت إحدى النساء وبين يدها بصلة تنظر اليه بنصف عين وتلوي فمها بعدم رضا … وضعت على أنف زيزي لا لم تقربها بل وضعتها بقوه على انفها حتى كادت ان تضعها داخل انفها بالقوة
لتشهق زيزي بقوة وظلت تسعل ليضمها بييرس الي صدره ببعض الراحة وحتي يبعدها عن يد تلك السيدة

حين فتحت عيونها عاد لها خوفها من جديد … وارتعش جسدها في انتظار لحظة الرجم كان لا يفهم ماذا أصابها لكنه يدرك ان ما يحدث حولهم هو ما كانت تخشاه ان يلاحظ الناس علاقتهم
قطع افكاره حين قال أحد رجال الحي بصوت قوي:
-أنت وهي جاين منين كده؟! احنا عايزين نفهم ايه علاقتك بيها
شعر بيبرس بالغضب من السؤال … ومن الأسلوب وشعر ان هناك شيء ما هو لا يفهمه وخوفه عليها جعل عقله لا يعمل بشكل سليم لكن من اجلها سيكون قوي كما اعتاد لا يهمه احد … ساعد زيزي على النهوض … وجعلها تستند على مقدمة السيارة بعد ان ربت على كتفها بدعم وأومأ لها بعينيه ان تطمئن .. ثم اعتدل في وقفته امام الرجل الذي تحدث وقال:
-رغم ان سؤالك مش عاجبني … ووقفت دي كمان مش نزلالي من زور … لكن هقولك وده مش علشان ارضيك لا ده علشانها هي وبس
وأشار بيده في إتجاه زيزي … واكمل بهدوء رغم نظراته القوية:
-الست زيزي تعبت امبارح … وانا ساعدتها تروح المستشفى وعملت عملية المصران الاعور ولسة راجعين من المستشفى دلوقتي
ليلتفت الجميع الي حنان التي بهتت ملامحها وانسحب اللون من وجهها وتحولت لدمية من شمع لونها أصفر من كثرة الخوف
خيم الصمت لثوان على الجميع … لكن حاولت حنان ان تتحدث اكثر من مرة حتى وجددت صوتها أخيرًا ف قالت بكلمات متقطعة:
-أنت كداب انا شفتك امبارح بليل وأنت داخل البيت عندها تتسحب زي الحرامية
اعتدل بيبرس في اتجاهها .. وخطى خطوه واحدة وهو يحرك رقبته يمينًا ويسرًا وهي تصدر ذلك الصوت الذي يجعل الجميع يرتعش خوفًا حتى انها كادت ان تفر هاربة من امامه لكن قدميها لم تطيعها …لوى فمه الي الجانب في حركة سريعة … ثم قال من بين أسنانه:

-الأستاذ حليم كان لوحده في الشقة والراجل مريض وبنته في المستشفى طول النهار جيت بليل اكلته واديته الدوا ورجعت تاني المستشفى فضلت قاعد قدام اوضتها لحد ما الدكتور سمح لها بالخروج واهو جاين قدامكم
والتفت ينظر الي باقي اهل الحي وقال بصوت جهوري:
-اللي مش مصدق عنده مستشفى (….) يروح يسأل فيها ويتأكد … لكن وديني اللي حصل ده ما هيعدي بالساهل يا حارة علشان مش الست زيزي بت الأستاذ حليم اللي يتشك في أخلاقها وتصرافتها … ولا انا الراجل اللي يقف وقفة اللي عامل عامله دي وكل واحد قال كلمه هيتحاسب عليها
وتحرك في إتجاه زيزي حتى يسعادها في الصعود تلي منزلها … لتوقفه إحدى النساء بعد ان مصمت شفاهها بتلك الحركة الشعبية الشهيرة قائله:
-عنك يا اخويا ميصحش تطلع معاها فوق … احنا هنطلعها ونطمن عليها ونساعدها كمان علشان الجرح
ليرفع بيبرس حاجبه بشر وقال بصوت عالي:
-ومالو كله بثمنه… ووقت الحساب قرب
وقبل أن يتحرك اي منهم دوى صوت طلق ناري … وفي لحظة واحدة كان جسد بيبرس ممدد أرضًا أسفل قدمي زيزي التي تشعر بالصدمة والخوف … حتى ان عيونها الجاحظة قد تحجرت لكن شهقات الجميع تصل لها .. وبعض الكلمات
(إتصلوا بالإسعاف … حد يتصل بالبوليس … شوفوا مين اللي جري ده)
لتنتبه لما هي فية … الحقيبة .. هاتف بيبرس عليها ان تحمي نفسها بما حصل عليه بيبرس والا يقع اي من هذا بين يدي الشرطة او اهل الحاره
ف أقتربت من جسد بيبرس وكأنها تريد ان تطمئن عليه لكنها وبدون ان ينتبه احد مدت يدها داخل جيب سترته وأخذت الهاتف … وعادت تقف جوار السيارة … بعد ان حملت الحقيبة الصغيرة التي تخفي العقود والأموال

الجميع في حاله صدمه وعدم تصديق … كيف يحدث كل هذا لكن ما حدث كان فرصة جيدة لحنان حتى تهرب من ذلك الموقف المُشين التي وضعت نفسها فيه بسبب رغبتها في كسر انف زيزي … ها هي من أصبحت الملامه والمخطئه
حضرت سيارة الإسعاف وحملت بيبرس الذي غاب عن الوعي … كانت تود ان تذهب معه لكن حالتها الصحية … والأشياء التي بحوزتها ووالدها … وموقف اهل الحي كل هذا يمنعها من الذهاب
حين تحركت سيارة الاسعاف تحمل بيبرس وأحد رجال الحي ولحقوا بها بعض الشباب والرجال
سمحت لقدميها بالتحرك الي داخل البيت بصحبه بعض النسوه … الذين لم يتوقفوا عن الثرثرة بكل ما قالته حنان … لكنها كانت في واد أخر قلقه على بيبرس والخوف الاكبر مِن مَن فعل هذا … مؤكد دورها هو التالي
لم تتحمل الثرثرة فقالت بهدوء قدر استطاعتها:
-البيت بيتكم … لكن انا بجد تعبانة جدا ومحتاجك ارتاح الجرح شادت عليا آوي
لتلوي النساء فمها وغادرن الواحدة تلو الأخرى …. لتغلق أخيرًا الباب خلفهم وتنفست الصعداء … كل ما تعرفه الان ان مصدر امانها قد غُدر به … ومن وقف أمامهم لن يتركه يعيش لحظة وينعم بحياته
وعليها هي الأخرى ان تستعد لتلك اللحظة التي ستكون فيها هي الجسد الممدد أرضًا وقد فارقت الحياة جسدها لتنحد الدموع من عيونها دون توقف وهي تقول
-مش مكتوبلك توبة يا زيزي .. خلاص الوحل بقا نصيبك وقدرك
~~~~~~~~~~
انقلبت السيارة عدة مرات … ومع كل مرة كان يصرخ بصوت عالي بكلمة لم تكن واضحة لكن صدى تلك الكلمة كان يتردد في أركان المكان حتى وصلت لعنان السماء واستمع لها الطير فوق الأشجار ليترك أعشاشه في فزع وخوف
حين استقرت السيارة أخيرًا بدأ الناس في التجمع حول السيارة ومحاولة فتحها واخراجه منها لكنه وبكل ما يملك من قدرة صرخ بهم:
-محدش يلمسني … محدش يلمسني
ليقول أحد الرجال بشفقه:
-أهدى يا ابني .. احنا بس خايفين للعربية تنفجر خلينا نطلعك
-محدش يلمسني … انا كلي بنزف … محدش يلمسني
عاود عدنان الصراخ رغم المه وجروحه المنتشرة … لكن خوفه من ان يصاب أحدهم بذلك المرض اللعين كانت تخيفه لدرجه تجعله يتجاهل الامه غير المحتمله
سمع صوت سيارة الإسعاف … ليبتعد الناس عن سيارته وحين اقترب المسعف منه قال عدنان بصوت ضعيف:
-انا عندي الايدز محدش يلمسني … محدش يلمسني
لتقف يد المسعف في الهواء وتبادل هو وزميله النظرات المشفقه على ذلك الشاب … ثم بدأوا في إخراجه من السيارة
ليردد عدنان .. بألم:
-سيبوني أموت مش عايز حد يتعدي مني
ليقول المسعف موضحًا:
-متقلقش احنا لابسين جوانتي … والكمامات كمان وعارفين احنا بنعمل ايه اهدى
وحمله على السرير النقال ووضعه بالسيارة
وظل أحدهم جوار السيارة حتى لا يقترب اي شخص منها … وحتي يخبر الشرطة بالأمر … ف لابد من تحذير الجميع حتى لا يتعامل اي شخص مع دماء المصاب دون حذر وتنتقل له العدوى
كان مغمض العينين يشعر بما يقوم به المسعف لكن عقله لايفكر سوا في كون سره قد أنكشف.. ها هي الفضيحة قادمة لا محاله … عدنان الخشاب ابن عائلة الخشاب الشهيرة … بطل الملاكمة … الدنجوان الذي لا يهتم لأحد حبيب الفتايات مريض بالأيدز … يعلم جيدًا إذا أنتشر الخبر ما سيقال عنه .. سوف يفضح أمره ليردد قلبه بلا توقف “اللهم استرني فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك” يعلم ما يحدث معه هو ثمن ما قتم به من كبائر .. ويعلم ان عقاب الدنيا لا يساوي شيء امام عقاب الأخرة

حين وصل الي المستشفى … كان المسعف يمنع اي شخص من الاقتراب منه متحججا بكونه به الكثير من الكسور ورغم ان هذا سلوك غريب الا ان الجميع انصاع له
حتى وصل الي الغرفة المخصصة للكشف والمعاينة همس للطبيب بسر عدنان ليشعر بالصدمة والحيرة لكنه طلب مِن جميع مَن بالغرفة الخروج الا واحدة فقط من الممرضات … طلب منها التعقيم جيدًا وارتداء القفازات وأيضًا قناع الوجه وبدء في معاية عدنان الذي غاب عن الوعي بعد ان شعر انه بين يدًا أمينة
وفي مكان الحادث لم يتوقف رنين هاتف عدنان ولو لحظة ليجيب المسعف علية عن طريق مكبر الصوت .. اخبر من يلح في الاتصال ان صاحب الهاتف أصيب في حادث ونقل الي مستشفى(….)
~~~~~~~
وصلت سيارة الإسعاف الي المستشفى وتم أخذ بيبرس مباشرة الي غرفة العمليات وسط قلق الجميع … لكن وكأنها كانت فرصة لرجال الحي حتى يتأكدوا من حديث بيبرس .. ويا خوفهم إذًا كان حقيقي … والخوف الأكبر من انتقام بيبرس وما سيقوم بع ذلك الضخم فيهم ردًا على إتهامهم
ذهبوا جميعًا الي استقبال المستشفى لكن تقدم أحدهم حتى وقف امام موظفة الاستقبال والقى السلام بإحترام وقال باستفهام:
-لو سمحتي كنت عايز اسال عن واحدة اسمها زيزي حليم هي جت عملت عمليه هنا امبارح
نظرت اليه الفتاة بشك ليقول بسرعة موضحًا:
-هي في أوضة نمرة كام احنا قرايبها وجيرانها عايزين نزورها ونطمن عليها
نظرت الفتاة في الدفتر أمامها ثم قالت بإقرار:
-هي خرجت يا فندم بناء على طلب المرافق ليها
أومأ الرجل بنعم والتفت ينظر الي باقي الرجال خلفة بتوتر … ليعرف الجميع انه لم يكن يكذب … وعليهم الان الاستعداد لما سيفعله بهم بيبرس بعد خروجه من هنا
وعليهم أيضًا ان يجهزوا اعتذارات ملائمة عله يغفر لهم خطأهم.
~~~~~~~~
جلست على السرير تبكي بخوف بعد ان اطمأنت على والدها واطعمته واعطته دوائه
تفكر … تفكر في كل ما حصل
ها هو كابوسها كان على وشك الحدوث … فضيحة مدوية كادت ان تحدث لها بين اهل الحي … ولكن الله اراد لها فرصه جديدة
لكن ماذا ستفعل مع من حاول قتل بيبرس؟!
هل هي المقصودة بذلك الفعل وتلك رساله موجهه لها هي؟ يريدون اخبارها بضعفها كونها أضعف من أن تقف أمامهم .. وبحركة إصبع ها هو مصدر امانك قد سقط اسفل قدميك غارق في دمائه فماذا سنفعل بكِ أنتِ؟
هل عليها الان الاختباء؟ ام عليها العودة لذلك المكان؟ إنها حتى لم تعرف بعد ماذا فعل مع الجوكر حتى وافق على رحيلها بتلك السهولة … كل ما قاله لها ان بداخل هاتفه ما يدين الجوكر ويجعله غير قادر على الوقوف أمامه … بيد مرتعشة أمسكت الهاتف وفتحته لا تعلم عن ماذا تبحث لكن هنا يختبىء مصد الامان الوحيد لها الان … وحين وصلت الي ملف الصور بدأت تضرب وجنتيها وهي تقول بنواح:
-يا نهار أسود يا نهار أسود …. انتهيتي يا زيزي انتهيتي
~~~~~~~~~~
أوقف السيارة في موقف المستشفى كيفما أتفق وركض الي الداخل يسأل عن ابن عمه واخيه … الخوف ينخر بروحه دون هواده ورحمه انه أحد الشخص الوحيد الذي يثق به ويطمئن لوجودة جوار أخته وجدته خاصة في لحظات غيابه وحضور شخصية ثامر
وقف امام موظف الاستقبال وقال بصوت مرتعش من الركض:
-في شخص وصل في حادثه
-في غرفة المعاينة

اجابه الموظف وهو يشير الي أحد الأبواب المغلقة ليتوجه الي هناك في نفس اللحظة التي دخل فيها مراد وظلال الي المستشفى يلحقون خطوات أدهم
فتح أدهم الباب ودخل مسرعًا لتوقفه الممرضة بإشارة من يدها وهي تقول:
-مينفعش كده يا أستاذ اطلع برة
لم يهتم لحديثها وكلماتها وأقترب من عدنان وهو ينادي باسمه بخوف
ليقف الطبيب أمامه وقال ببعض الغضب:
-أنت مين؟ وإزاي تدخل هنا؟
-عايز اطمن على اخويا
قالها أدهم بصدق وخوف حقيقي … ليقول الطبيب في محاولة لطمئنته
-احنا هنقوم باللازم متقلقش … بس من فضلك إطلع بره
لكن همسة عدنان بإسم أدهم جعل الأخير يتجاهل الطبيب ويقترب من ابن عمه رفع يده حتى يمسك بيده ليصرخ به عدنان بخوف رغم الوهن والالم:
-متلمسنيش … أبعد عني يا ادهم أبعد
ظل أدهم يتأمل جسد ابن عمه والدماء التي تغطي بعض من ملامحه وملابسه وقال بخوف صادق:
-انا جمبك يا عدنان مش…
-قولتلك ابعد مش عايزك تتعدي … ابعد عني
صرخ عدنان بصوت عالي ليقترب الطبيب وقال بأمر:
-لو سمحت مينفعش تلمسه مش بس علشان الكسور اللي عنده كمان لانه مريض Hiv … اكيد مش عايز تتعدي
إتسعت عيني أدهم بصدمة
ونظر الي عدنان الذي قال بصوت ضعيف:
-ابعد اني يا أدهم أبعدوا كلكوا سيبوني أموت اللي زي لازم يموت .. أحسن من الفضايح او يكون سبب في نقب عدوى لأقرب الناس ليه … سبوني أموت
بانهيار ودموع تملىء عينيه قال أدهم:
-أخرس أوعى تقول كده .. أنت هتخف وبعدين العلم كل يوم بيتطور وأكيد هنلاقي علاج
ونظر للطبيب حتى يؤكد حديثه لكن الطبيب أخفض رأسه دون رد … ليقول عدنان بضعف:
-ملوش علاج يا أدهم … الموضوع مش جديد انا مريض من سنين
صدمة … ما يسمعه الان هو صدمة … كيف هذا؟ وكيف لم يعرف؟ وكيف استطاع إخفاء الامر عنهم؟ الكثير والكثير من الاسئلة لكنه اغمض عينيه لثوان وعاد

الي وعيه وهو ينظر الي الطبيب وقال بأمر وكبرياء عائلة الخشاب وغرور غير معتاد عليه … وشر كبير يظهر في عينيه التي تنظر الي الطبيب والممرضة:
-انقذ ابن عمي ولو حد عرف قول على نفسك ومستقبلك يا رحمن يا رحيم أنت فاهم
رغم أرتعاش ذلك العرق النابض بعنقه الا انه قال بهدوء:
-انا أقسمت على الحفاظ على أسرار المرضى يا أستاذ متقلقش … ممكن بقا تسيبنا نخلص شغلنا
أومأ أدهم بنعم وأبتعد عده خطوات الي الخلف … لكن عينيه كانت ثابته على عدنان الذي غاب عن الوعي
لتنحدر تلك الدمعه من عينيه بقهر وخوف
لكنه تحرك في إتجاه الباب وقبل ان يفتحه سمع الطبيب يقول للممرضة
-جهزي اوضة العمليات ومش عايز حد معانا غير دكتور البينج
ليغمض أدهم عينيه وهو يقول:
-اللهم إني أستودعك أخي وأبن عمي يا من لا تضيع لديه الوداع
وفتح الباب ليصدم بوجود ظلال ومراد أمامه …. ليحاول التماسك قدر إمكانه .. إقتربت ظلال منه وقالت بقلق:
-في إيه يا آبيه؟ مين اللي جوه
-عدنان
اجابها بحزن لتشهق بصدمه واضعه يدها على فمها ليسأل مراد بقلق حقيقي:
-ايه اللي حصله؟
-حادثة
اجاب بأقطاب وابتعد خطوة ليجيب إتصال شُكران التي إنهارت في البكاء حين علمت بما حدث لعدنان … فماذا سيحدث لها حين تعرف عن مرضه الخطير مؤكد سيتوقف قلبها حزنًا
التفت والهاتف على أذنه حين فتح باب غرفة المعاينه … وخرج الطبيب والممرضة يدفعون السرير النقال ليغلق الهاتف وأقترب سريعًا من ظلال يضمها الي صدره حتى لا تقترب من عدنان وتقوم بلمسة في لحظة ضعفها وحزنها على ما حدث له
لتخبىء وجهها في صدر أخيها وهي تقول:
-عدنان يا آبيه … عدنان
ليضمها بقوة الي صدره يحميها ويطمئنها ببعض الكلمات كون عدنان قوي البنيه وانه سوف يعود لهم اقوى من ذي قبل لكنه في الحقيقة هو من يريد هذه الضمة حتى يشعر ببعض الامل … فهو الان يضم اخته الذي ينبض قلبها ودقاته بحب عدنان
~~~~~~~
يجلس في مكتبه في حاله ترقب وانتظار … لقد أرسل من سينتقم له من ذلك القذر بيبرس … ويخلصه منه … حتى تصبح زيزي بمفردها لا سند لها ولا داعم ويعود من جديد قادرًا على إحكام يده حول عنقها
لكنه لم يعود حتى الان … هل أخفق في مهمته … ام وقع وتم القبض عليه؟
إذا حدث هذا فقد ضاع للأبد كان على وشك مغادرة الغرفة للبحث عن ترتر لكن الأخير أقتحم الغرفة وهو يقول
-جساس برة يا جوكر … ونفذ اللي انت عايزة
ليبتسم الجوكر بسعادة حين دخل الجساس من الباب ينظر الي الجوكر بفخر :
-كله تمام يا جوكر … بيبرس في المستشفى بين الحيا والموت
ليعود الجوكر يجلس على الكرسي وهو يبتسم بتشفي وسعادة … سوف يضرب الحديد وهو ساخن … امسك هاتفه وأتصل بها … ظل الرنين حتى كاد ان ينتهي الاتصال … لكن صوتها الواهن وصله ليقول بغرور:
-مفيش حد يقف قدام الجوكر .. واللي يفكر انا بعرف أزاي ادوسه بجزمتي
لم تجيب على حديثه سوا بشهقه بكاء مكتومة ليضحك بصوت عالي … وأكمل بتجبر:
-تخفي يا مزه … وتنزلي الشغل … والا انت عارفة ممكن يحصلك ايه .. وعرفتي انا ممكن اعمل فيكي إيه او اعمل ايه في اي حد يقف قدام رغباتي
اغلق الهاتف وبدء فس الضحك بصوت عالي … ليقول ترتر بمدح بتلك الطريقة المائعة:
-جوكر … يا جوكر وديما الجوكر بيكسب
اراح رأسه على الكرسي واغمض عينيه وهو يقول:
-بيبرس ده حمار … لو مكنش قلبه رهيف كان بقى أحسن من الجساس وكان بقى أيدي اليمين وبقى معاه فلوس ميحلمش بيها
في تلك اللحظة اقترب جساس وهو يقول:
-طيب اديني حقي بقا يا جوكر .. علشان انا لازم اختفي
لينظر له الجوكر بجانب عينيه وقال بلهجة غير قابلة للنقاش:
-لما اسمع خبر موت بيبرس .. لاني لو مسمعتوش أنت مش هتلحق تسمع حاجة أصلًا
ظل الجساس واقف في مكانه ينظر الي الجوكر بنظرات براده لكن اسفلها الكثير من الغضب والكره والحقد
لكنه أومأ بنعم وغادر بصمت
ليقترب ترتر من الجوكر بعد ان شيع بنظراته الجساس وقال بصوته المائع:
-الجساس يتخاف منه يا جوكر
لينظر اليه الجوكر بنظرة طويلة … ثم قال بأمر متجاهلا حديثه:
-إطلع برة … ومش عايز حد يدخل عليا … والنهاردة في البروجرام ان زيزي مسافرة وهترجع بعد أسبوع
-أوامرك يا جوكر
وغادر وهو يتمايل يمينًا ويسارًا وحين أغلق الباب … أمسك الجوكر هاتفه وأتصل بالباشا يطمئنه ويطلب منه لقاء قريب فلقد اشتاق اليه بشدة.
~~~~~~~~~
ظل واقف امام غرفه العمليات يشعر بالحيرة والخوف … لا يعلم ماذا عليه ان يفعل؟ لقد علم بالامر منذ ساعه ولا يتحمل كتمانه … فيكف تحمل عدنان؟ … كيف صمت كل هذا الوقت؟ … الهاذا ابتعد عن ظلال؟ الهاذا أصبح أهدى؟ وأقترب منه وحاول حمل عبء الشركة معه
ماذا عليه ان يفعل الان؟
في تلك اللحظة فتح باب غرفة العمليات وخرج الطبيب ينظر الي أدهم بنظرات فهمها أدهم جيدًا لينظر الي ظلال ومراد ثم قال:
-طمني يا دكتور
ابتلع الطبيب ريقه وقال بعملية:
-أستاذ عدنان عنده كسور في ثلاث ضلوع وكسر في رجله اليمين ودراعة الشمال وشرخ في دراعه اليمين … وجرح قطعي في الرأس مع ارتجاج
مع كل كلمة يقولها الطبيب كانت ظلال تشهق بصدمة
ليضمها مراد الي صدره بحنان دون ان يشعر وهي بسبب حالتها لم تشعر بنفسها وهي تخبىء وجهها في صدره … لم يلاحظ أدهم ما حدث حيث تنحى جانبًا بالطبيب يسأله عن ما يخفونه عن الجميع ليقول الطبيب له موضحًا:
-المرض ممكن يتنقل عن طريق العلاقات الجنسية لو اي طرف منهم مصاب … نقل دم كان يحمل المرض … او تلامس الجرح او اخد ابر بين شخص سليم وشخص مصاب … يعني الاسباب كثير لكن فيه وسائل وقاية كتير تخلي الانسان المصاب يعيش حياته بشكل طبيعي نسبيًا
اغمض أدهم عينيه بصدمه ليقول الطبيب بإقرار
-انا هتابع حالته بنفسي .. لكن من الافضل انه يكون في مكان معزول علشان العدوى … لانه لو فضل هنا الموضوع هيتعرف
ليظهر التفكير على ملامح أدهم الذي قال باستفهام
-محتاج يفضل في العناية قد ايه؟!
-لحد ما يفوق ونطمن على تأثير الارتجاج
أجابه الطبيب بتوضيح … ليقول أدهم بشرود:
-تمام وانا هرتب كل حاجة

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أو أشد قسوة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى