رواية العاصفة الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم الشيماء محمد
رواية العاصفة الجزء الثاني والثلاثون
رواية العاصفة البارت الثاني والثلاثون
رواية العاصفة الحلقة الثانية والثلاثون
أمل بصت لكريم بنوع من الصدمة ودموعها لمعت وحاولت تبتسم : آسفة لو ضيعت وقتك
بعدت عنه وهو استغبى نفسه لأن ماكانش قصده يضايقها بالشكل ده .. هو أيوة متضايق مش هينكر ده بس هو برضه بيثق فيها وكان قصده إنه يقولها إنها مش مضطرة تبرر له لأنه واثق في حكمها بس غيرته غطت على حكمته وبدل ما يظهر إنه بيثق فيها ظهرلها بغبائه إنه مش مهتم أساسا .. خرج بغيظ من المكان كله .. وطلع علي مكتبه مش طايق نفسه نهائي ..
آخر النهار عمرو في بيته منتظر مع عيلته ضيوف والده .. و وصلوا الضيوف وعبدالرحمن طلع يستقبلهم وعمرو ماسك تليفونه بيقلب فيه منتظرهم يدخلوا وبعدها يبقي يقوم يسلم
سمع والده بيرحب بيهم : أهلا مجدي بيه اتفضل .. ازيك يا هانم اتفضلي .. نادية تعالي دي صباح هانم
رحب الكل ببعضه ودخلوا وعمرو وقف بضيق يقابل ضيوف أبوه وفجأة باستغراب : رغد ! أنتي ؟
رغد باستغراب : عمرو ! أنت بتعمل ايه هنا ؟
عمرو ابتسم : أنا عايش هنا .. عبدالرحمن العزيزي أبويا
رغد ضحكت : وأنا مجدي المحمدي أبويا
سلموا الاتنين علي بعض والعائلات ابتسمت
عبدالرحمن : أنتوا تعرفوا بعض منين !
عمرو ابتسم : بنتدرب مع بعض في المرشدي جروب
عبدالرحمن بص لشريكه مجدي : هو حضرتك بنتك برضه سايبة الشركة وبتتدرب عندهم ! أنا قلت ابني بس اللي بيعمل الحركة دي !
مجدي بغيظ : نفسي أعرف ايه سر الشركة دي معاهم
عمرو ابتسم : عندهم برامج تحفة وبيعلموا الخريجين الجداد ازاي يصمموا ويبدعوا قليل لما تلاقي شركة بتهتم بتعليم الخرجين ازاي يشتغلوا في الحياة العملية ..
عبدالرحمن : يا سلام يعني علشان بيعلموا كام واحد يبقي ما حصلوش ! أنت ناسي شروطهم علشان يقبلوا المتدربين ! هم أصلا بيختاروا أوائل الدفعات يعني أذكاهم وبيختاروا منهم أكفأهم علشان يشتغلوا معاهم يعني مش خسرانين حاجة بص لمجدي وكمل : لولا روحت لحسن المرشدي بنفسي وطلبت منه يقبل عمرو وفهمته إنه بس تدريب مش هتعين ماكانش وافق أبدا ..
عمرو بسخرية نوعا ما : خلاص طالما شايفين كده ما تعملوا زيهم واعملوا برنامج للتدريب !
عبد الرحمن كشر وبص لمجدي : تعال اتفضل مش هنتكلم واحنا واقفين كده ..
دخلوا واتعشوا مع بعض وسهروا كلهم مع بعض وعمرو قرب أكتر من رغد ..
***************************************
سمر عجبتها القعدة في بيت أبوها عن بيتها وخصوصا إنها بعيدة عن سيطرة حماتها بس ضايقها إن جوزها وكأنه ما صدق إنه تخلص منها .. كانت في الجنينة ومراقبة غادة بتنشر الغسيل في الجنينة فقربت منها تتفرج عليها من مكان قريب
غادة شافتها : أهلا يا سمر خير محتاجة حاجة !
سمر بصتلها بتكبر : لا أبدا هحتاج ايه ! بس حبيت أقرب أشوف ايه اللي فيكي عجب طه !
غاده بصتلها بغيظ : افندم !
سمر بتريقة : أنتي شاطرة في شغل البيت صح !بتعرفي تطبخي وتروقي والحاجات دي!
غادة بصالها باستغراب : أكيد يعني أي ست بتعرف تعمل الحاجات دي !
سمر بصتلها بقرف : لا طبعا مش أي ست .. في ستات اتخلقوا هوانم .. ما يعملوش الحاجات دي ويجيبوا اللي يعملهالهم .. زيك كده ! أنتي طه جايبك تخدميه .. مفيش سبب تاني أبدا
غادة بغضب : لا في .. إنه يكون بيحبني
سمر ضحكت جامد : بيحبك أنتي ! ده الوهم اللي بتضحكي علي نفسك بيه .. طه ولا حب ولا هيحب غيري .. بس أنا ماقدرتش أحبه وماقدرتش أوافق أتجوزه إلا لو جابلي خدامة بس هو عنيد أنتي عارفة وعلشان كده جاب واحدة بسيطة توافق علي أي حاجة يقدمها ! نصيحة مني بطلي شغل الخدامات ده وحاولي تتعززي شوية عليه بدل ما يدوس عليكي ويعاملك زي الخدامة اللي أنتي عايشة دورها
غادة بصتلها كتير وبتحاول تتماسك : والله لو جوزك بيحبك زي ما بتقولي كان جابلك أنتي الخدامه اللي طلبتيها .. وبعدين وفري نصيحتك لنفسك أنا الحمد لله مبسوطة مع جوزي ميت فل و ١٤ الدور والباقي على اللي جوزها راميها بقالها يجي أسبوع ولا حتى عبرها زي ما يكون ما صدق وخلص منك .. انصحي نفسك وعززي أنتي نفسك وحافظي علي جوزك لاحسن يتخطف طبعا أنتي أكتر واحدة عارفة إنه سهل الخطف .. وكلمه بتجيبه وكلمة بتوديه ده أنتي نفسك عرفتي تخطفيه بسهولة خافي بقى لتيجي اللي تشقطه منك بسهولة أكتر وخصوصا وهو راميكي هنا .. بعد اذنك يدوب ألحق أحضر أحلى أكل لجوزي حبيبي علشان أعشيه وهو في حضني ..
سابتها ومشيت وهي النار ولعت فيها أكتر وأكتر .. دخلت بسرعة واتصلت بشريف ورد عليها بالعافية وهي زعقت : سيادتك ما صدقت ترميني هنا صح ؟
شريف بصوت هادي وهامس : أهلا يا سمر خير محتاجة حاجة ؟
سمر فهمت إنه مش لوحده ومعاه حد بس كملت برضه : سيادتك تسيب اللي في ايدك وتجيلي حالا فاهم
شريف مبتسم : أيوة أنا في العيادة ومعايا مرضى يلا باي بعدين
قبل ما ترد كان قفل السكة في وشها وهي رمت تليفونها علي الكنبة بعنف قصادها وفضلت رايحة جاية ..
غادة انتظرت في أوضتها جوزها يرجع وبالفعل رجع بس معرفتش تقابله كويس وبعدت عنه وهو مستغرب مالها وفضل يحايل فيها كتير وهي رافضة تقوله لحد ما مسكها يقررها فزعقت : روح لست سمر اللي كنت هتموت عليها !
طه كشر : مين ده اللي هيموت على مين ! أنا ! أنا وسمر ! ده لا يمكن أبدا ، أنا مش بقبلها أصلا .. أنتي جايبة الهبل ده منين !
غادة بتكشيرة : جبته من أي داهية !
طه بتفكير : سمر صح ؟ هي اللي متنيلة هنا بقالها يومين .. الواحد والله ما عارف ازاي هيخلص من اذاها ! بعدين أنتي أكتر حد عارف هي اد ايه كدابة وبتاعة قصص وروايات تقومي تصدقيها !
غادة بغيظ : هي مش هتطلع علي نفسها سمعة كدب .. يعني مش هتقول إنك كنت بتحبها وهتموت عليها تأليف وافتراء عليك ..
طه كشر وبتريقة : لا هي فعلا ما تكدبش أبدا بس جوزك هو اللي ابن ستين كلب واطي وبيكدب ليل نهار صح !
غادة اتراجعت :أنا ماقلتش كده أبدا ولا عمري فكرت كده
طه بنرفزة : لما تتهميني بالشكل ده وتكشري في وشي وأنا داخل علشان كلمتين هبل سمعتيهم من واحدة أنتي عارفة ازاي اذت أمل وازاي خطفت خطيبها وعملت فيها ايه وتصدقيها وتيجي تحاسبيني يبقى ده تفكيرك
بعد اذنك
خرج وهي بسرعة وراه : رايح فين يا طه ؟
طه وهو خارج : في داهية مالكيش فيه .. خلي سمر تبقى تنفعك اجري صاحبيها واسمعي منها أكتر وأكتر
سابها ورزع الباب وراه وهي قعدت مكانها تعيط وراقبته وهو رايح ناحية بيت مامته ..
طه دخل عند بيتهم كانت أمه وأبوه بيشربوا الشاي مع بعض وهو دخل متعصب قعد جنبهم بعد ما سلم عليهم
الاتنين لاحظوا غضبه بس محدش فيهم علق
سميرة ابتسمت : تشرب شاي يا حبيبي ولا أجيبلك لقمة تاكلها ؟! أنت شكلك يدوب راجع من برا !
طه بضيق : لا ده ولا ده تسلمي يا ست الكل أنا بس جاي أقعد معاكم شوية مش أكتر ..
أخبار أمل ايه بقالها يومين ماكلمتنيش وأنا صراحة انشغلت عنها
عبدالله بصله : يومين يا طه ما تتطمنش علي أختك ! لا كده هخاف عليها طالما أخوها مش بيسأل فيها
طه بحرج : والله غصب عني فعلا يا بابا
عبدالله بعتاب : مفيش شيء في الكون كله أهم من إنك تطمن عليها وتطمنها إنك معاها وإنك في أي لحظة لو احتاجتك هتلاقيك
طه بأسف : حاضر هكلمها بس هي عارفة كويس الكلام ده وعارفة إني معاها في أي وقت مش محتاجة لتأكيد
سميرة ابتسمت : لا محتاجة .. أي ست في الدنيا مهما تكون عارفة إن اللي قدامها بيحبها بتكون محتاجة لتأكيد ده كل فترة والثانية دي ممكن تختلق مشاكل علشان بس تسمعه بيقولها ويأكدها ..
طه فكر في غادة في وكلام مامته وبصلها بانتباه : حتي لو هي واثقة إني بحبها برضه ممكن تتغابى !
سميرة ابتسمت لأنها شدت انتباه ابنها بطريقة بسيطة : طبعا دي هي بتتعمد الغباء علشان هو يستفيض في الشرح .. لازم يكون الراجل لمّاح ويعرف امتى مراته بتتكلم بجد وامتى بتجر شكله بس علشان يتكلم معاها ..
طه هز دماغه وبيفكر وأبوه مستغرب الحوار اللي دخل في الحب والستات بعد ما كانوا بيتكلموا عن بنته !
سميرة : ها أجيبلك تاكل ؟
طه وقف وبصلها : لا أنا بس قلت أطمن عليكم .. غادة مجهزة الأكل أكيد .. محتاجين أي حاجة مني ؟
الاتنين ردوا : سلامتك يا حبيبي
خرج وراح لبيته من تاني كانت غادة قاعدة بتعيط في مكانها
قرب منها وقعد وراها وضمها بحب كلها : أنا بحبك وأنتي عارفة ده كويس .. والمفروض تكوني واثقة من ده .. وصدقيني لو كان عندي ماضي مع أي حد كنت هقولك عليه .. سمر من واحنا عيال وهي رخمة ومتكبرة وعمري ما بصتلها زيادة عن إنها بنت عمي وبس .. حتى بنت عمي دي كانت صعبة عليا .. اوعي تسمحيلها تتدخل بينا أبدا .. دي كتلة غيرة وحقد وبتكره أي حد مبسوط بتستمتع بالخراب حواليها ..
غادة لفتله ورمت نفسها في حضنه : أنت ما تتخيلش الكلام اللي قالته عنك وعن حبك لها
طه بعدها عنه بالراحة ورفع وشها علشان تواجهه وبايديه مسح دموعها بهدوء : ماحبيتش حد قبلك ولا هحب في يوم غيرك أنتي .. أي واحدة تقولك غير كده ابقى اقلعي اللي في رجلك واديها علي دماغها ..
غادة ضحكت غصب عنها وهو ضمها : أيوة كده اضحكي خلي الدنيا تنور ..
ابتسمت ومسحت كل دموعها وهو بصلها بلوم : بس تاني مرة يا غادة لو قابلتيني بالوش الخشب ده وأنا راجع من برا مش هعديها أبدا ..
غادة ابتسمت : حقك عليا المرة دي هجهزلك الأكل لأني واقعة من الجوع ..
عبدالله في بيته مع مراته بعد ما ابنه خرج بصلها : هو ايه اللي حصل دلوقتي علشان ما فهمتش حاجة !
سميرة ضحكت : هو جاي من بيته وشكله شد مع مراته
عبدالله كشر : وأنتي عرفتي منين !
سميرة اتنهدت : علشان عارفة ابني وهو متنرفز أو متخانق مع حد ..
عبدالله باستغراب : وليه حسستيه إن هو اللي غلطان وهو اللي المفروض يروح ويصالح ويعلن حبه وكل اللي قلتيه ده ! مش يمكن هي اللي مزعلاه وهو عنده حق يزعل !
سميرة كشرت : في ايه يا راجل أنت ! هي تفرق مين مزعل مين ! بعدين هو لما يروح ياخد مراته في حضنه ويقولها بحبك مهما يكون الزعل بينهم هينتهي وبعد كده يتعابتوا براحتهم .. بس الزعل ما يستمرش .. لو هو اللي غلطان بمجرد ما يحضنها ويقولها بحبك هتروق وتعاتبه ولو هي اللي غلطانه هتتكسف منه هتصالحه هى كمان ..
عبدالله اتنهد : ربنا يهديهم ويصلح حالهم ..
سميرة ابتسمت : أيوة ربنا يهديهم ويهدي سرهم يارب ..
عبدالله بتأنيب : بس برضه طالما عرفتي إنه زعلان كنتي علي الأقل عرفتي زعلان ليه !
سميرة كشرت لجوزها : طيب ليه ! ماهي لو هي غلطانة وغلطت فيه قلبي مش هيسامحها وهما الاتنين يتصالحوا وانا أفضل شايلة منها ! ولو ابني اللي غلطان مش هعرف اجي عليه وممكن أبررله غلطه وأحسسه بدون قصد إنه مش غلطان .. فليه أدخل نفسي في حاجة زي دي ! هما يتصالحوا مع نفسهم .. ولا اجي في صف حد فيهم علي حساب الثاني ولا برضه أزعل حد فيهم مني ..
عبدالله ابتسم بهزار : والله كلامك عين العاقل ! بس من امتى العقل ده كله يا مرمر !
سميرة بتريقة وضحك : والله من يومي بس البعيد مش بيشوف باينله غشيم ولا باينله عجز وخرف
عبدالله كشر ووقف : أنا هوريكي اللي عجز وخرف ده هيعمل فيكي ايه يا ست أنتي
ضحكت ورجعوا شباب مع بعض ..
**************************************
كريم حاول يتكلم مع أمل كذا مرة بس مش عارف .. بيروحلها المكتبة بس مش بتروح أو بتتعمد تروح في أوقات هو مش موجود فيها في الشركة .. بتشوفه عند الأسانسير بتبعد تماما .. في أي مكان هو بيتواجد فيه بتبعد تماما عنه ..
كان في مكتبه ومخنوق من نفسه ومن أمل أكتر وفجأة سمع صوتها بتتكلم مع علياء .. قام بسرعة عند الباب يتأكد وفعلا كانت معاها
انتظر شويه يسمع إنها عايزة تدخل عنده بس بيتكلموا عادي جدا ..
فتح الباب وخرج وبصلهم الاتنين وبص لأمل : اتفضلي يا أمل واقفة برا ليه !
أمل بصتله بلامبالاة : أنا بتكلم مع علياء مش جاية لحضرتك
بصت لعلياء و ادتله ضهرها ومتوترة ومش عارفة هيقول ايه !
كريم تماسك وعرف إنها بتردهاله : طيب ادخلي بس نتكلم أنا وأنتي
أمل ابتسمت لعلياء : هشوفك وقت تاني يا لولا .. باي
كريم متخيل إنها هتدخل بس هي بصتله : أنا ماعنديش أي كلام مع حضرتك ولو في حاجة تخص التدريب حضرتك ممكن تتكلم مع أي مهندس من المشرفين علينا .. بعد اذنك
قبل ما يرد سابته ونزلت بسرعة وهو بص لعلياء بغضب خوفها : كانت بتقولك ايه ؟
علياء بتوتر : بنتكلم عادي يعني
كريم بنرفزة : تعرفيها منين أصلا أنتي علشان تتكلمي معاها عادي !
علياء استغربت بس جاوبته : اتقابلنا كتير في الكافيتريا تحت واتكلمنا كذا مرة
كريم بصلها بتفكير : سألتك عني ؟
علياء بتردد : لا
كريم كشر : ماقالتش أي حاجة عني !
علياء : ما اتكلمناش عن حضرتك نهائي
كريم بتوعد : ماشي … ماشي يا أمل
نزل وعلياء حاولت توقفه بس كمل في وشه ودخل عند المتدربين بعنف لدرجة الكل انتبه وبصله وحالة صمت سيطرت علي المكان وكله منتظر يسمع تفسير عن اقتحامه المكان بالشكل ده ! وكريم واقف عينيه بتدور علي أمل اللي قاعدة في جنب متجاهلاه تماما
سامح بتردد : خير يا باشمهندس كريم ! في حاجة !
كريم كشر وبصله ولاحظ الكل متجمع في النص فشاور عليهم : في ايه بيحصل هنا ! وايه الدوشة دي ! وليه مش قاعدين علي أجهزتهم !
رغد اللي قربت من كريم ورفعت ايدها قصاد وشه ومبتسمة
كريم بصلها باستغراب وبضيق : المفروض أفهم ايه يعني !
رغد ضحكت : إني اتخطبت وزمايلي بيباركولي وبيودعوني علشان مش هكمل معاهم
كريم هز دماغه وحاول يبتسم : مبروك وربنا يتمملك علي خير
عمرو قرب : باركلي أنا كمان
كريم بصله بنرفزة : ليه أنت كمان !
عمرو ابتسم وبص لرغد : لأن أنا اللي خطبتها هنعمل حفلة يوم الخميس بمناسبة الخطوبة ونتمنى حضرتك تشرفنا
كريم بص لأمل اللي برضه باصة لبعيد وبص لعمرو واتنهد ونوعا ما غضبه قل شوية : مبروك ليكم أنتم الاتنين ! وربنا يسعدكم
رغد ابتسمت ومسكت ايد عمرو : بس هتيجي حضرتك الحفلة ؟
كريم ابتسم : ربنا يسهل لو قدرت أكيد مش هتأخر .. يلا بعد اذنكم
سامح وقفه قبل ما يخرج : حضرتك كنت عايز حاجة يا باشمهندس ؟
كريم ابتسم بضيق : لا بعدين .. خليهم يباركوا لبعض .. وسيبهم براحتهم يحتفلوا بزمايلهم ..
سابهم وطلع مكتبه وهو متنرفز .. ادي عمرو اهو خطب زميلته ! يعني أكيد كان واقف معاها بيتكلم في أي شيء عادي ..
رفع سماعة تليفون مكتبه وطلب الاستقبال : سمير ! أنت تعرف م / امل المتدربة الجديدة
سمير كشر : لا يا فندم معلش مش واخد بالي
كريم كشر : الاربع بنات المتحجبات المتدربين الجداد دول مفيش غيرهم مع بعض متدربين جداد
سمير بسرعة : أيوة أيوة عارفهم الاربع بنات دول بس معرفش مين فيهم أمل صراحة !
كريم : مش مهم هم مش بيروحوا غير مع بعض المهم لما تشوفهم خارجين مروحين بلغني بسرعة فاهم ؟
سمير باستغراب : حاضر يا فندم
قفل كريم وقعد منتظر تليفون سمير .. راح لمكتب مؤمن بس لقاه مش موجود ..
مؤمن كان راح لخالد وقعد معاه
خالد ابتسم : خير يا مؤمن
مؤمن مبتسم ومتحمس : خير يا عمي .. حضرتك أنا سألت كذا محامي وعرفت إن حكم الإعدام بيسقط زيه زي أي عقوبة
خالد ابتسم بس قبل ما يرد عليه الباب خبط ودخل نادر : فاضي لحظة
نادر لاحظ مؤمن ودخل سلم عليه وشوية ودخلت نور اللي شافت أخوها بس ما شافتش هو واقف مع مين لأن الكرسي اللي قاعد عليه مداريه دخلت : أنت هنا يا نادر وأنا بدور عليك ! محتاجة امضتك علي كام ورقة
مؤمن التفت وبصلها : ازيك يا نور
نور اتوترت واتحرجت من أبوها وأخوها وسلمت : أهلا يا باشمهندس
نور بصت لأخوها : هبقى اجيلك مكتبك
جت تخرج بس خالد وقفها : نور ! اقفلي الباب وتعالي عايزك
نور اتوترت أكتر وأكتر وبصت لأبوها وحاولت تكون طبيعية : ورايا شغل و
قاطعها : اقفلي الباب وتعالي
قفلت الباب وجت وأبوها شاورلها تقعد جنب أخوها وقعدت بتوتر
نادر بصله : خير يا بابا في حاجة !
خالد ابتسم : خير عادي .. ( بص لمؤمن ) كمل يا مؤمن كلامك
مؤمن ابتسم : المهم لما سألت المحامي عرفت إن حتى حكم الإعدام بيسقط مع مرور الوقت
نور انتبهت : بيسقط ازاي !
مؤمن بصلها : بيسقط يعني خلاص مش بيتنفذ
نادر انتبه هو كمان : وقت قد ايه بقي !
مؤمن بحماس : ٣٠ سنه
هنا احبطوا وحماسهم اختفى ومؤمن استغرب : في ايه مالكم ! أنت يا نادر عندك كام سنة !
نادر كشر : ٢٨ تقريبا لسة ماكملتهمش بس تقريبا
مؤمن بحماس : طيب ماهو مش هربها فترة وقربوا من بعض فترة وما تنساش الحمل فيك يعني قربنا علي التلاتين !
نادر فجأة انتبه : الأول قل لي أنت ليه مهتم أوي كده بسقوط الحكم ! يفرق معاك في ايه وعرفت الموضوع ازاي أصلا !
نور كتمت نفسها ومش عارفة تروح فين من الحرج ومؤمن ابتسم : مهتم لأن سقوط الحكم هيجمعني مع الإنسانة اللي حبتها أما عرفت منين فمن خالد بيه
بص ناحية نور اللي باصة للأرض هتموت من الحرج ونادر بصلها وبص لأبوه اللي هز دماغه إنه يعرف وبص لمؤمن بغباء : اللي هي مين الإنسانة دي ؟
مؤمن باستغراب : أختك أكيد ! نورهان !
نادر باستغراب : أنت بتحب نورهان ؟
مؤمن كشر : ايه الغريب في كده ! أيوة بحبها وعايز أتجوزها وكلمتها بس هي رفضت أي قرب ساعتها كلمت خالد بيه وهو قالي علي الحكم اللي علي والدتك وظروفه وكلمت محامي وعرفت بموضوع سقوط الحكم .. المهم بقى أنتوا ليه مش متحمسين بالخبر ده
نادر كشر : هنتحمس لما يسقط فعليا .. بابا أنت عارف الموضوع ده !
خالد ابتسم بأسف : عارف وبحسبها كل يوم فاضل اد ايه !
مؤمن بفضول : فاضل اد ايه يا عمي ؟
خالد بأسف : لسة حوالي ٨ شهور .. بس حتى لما يسقط الحكم أمكم ما ينفعش تعيش هنا لأن القانون بيقول ما تفضلش في المكان اللي حصل فيه الجريمة وصدر فيه الحكم إلا بموافقة خاصة من المحافظ أو المديرية التابعة
نادر باهتمام : مش مهم المكان اللي هتعيش فيه المهم إنها ما تكنش مطاردة أصلا
مؤمن : بالظبط يا عمي .. ( بص لنور ) فاضل ٨ شهور مش كتير
نادر بتحذير : ومن هنا لحد ما ال ٨ شهور يخلصوا أنت
قاطعه مؤمن : مش محتاج تنبهني او توصيني يا نادر .. أنا ابن بلد وصعيدي وأفهم كويس أوي في الأصول .. أختك أنا بحبها ولأني بحبها جيت لأهلها اهو وبتكلم معاكم .. حبي ليها نقي وطاهر وبتمنى من كل قلبي إنها تكون زوجة ليا .. فأكيد هحافظ عليها ..
نادر ابتسم : وأنا يشرفني إنك تدخل عيلتنا وياريت كانت الظروف مختلفة عن كده
نور وقفت بحرج : أنا هروح مكتبي
جريت من قدامهم وكلهم ضحكوا وخبطت وهي خارجة في ملك اللي كانت داخلة وبصت للكل باستغراب : متجمعين يعني ! وأنتي بتجري كده ليه !
نور بحرج : لا أبدا بعد اذنك
ملك تابعتها باستغراب وبصت للباقي : هي مالها بتجري كده ليه !
خالد ابتسم : محروجة مش أكتر
ملك باستغراب : محروجة ! من ايه !
ملك لاحظت سكوتهم وتردد أبوها إنه يجاوبها فبسرعة تراجعت : اه لو حاجة خاصه بيكم خلاص اعتبرني ما سألتش
خالد بسرعة : لا يا حبيبتي دي أختك محروجة علشان مؤمن طالب يتجوزها
ملك بصت لمؤمن بصدمة : أنت بتحبها ! ليه !
مؤمن كشر : ليه ايه ؟
نادر بصلها بهجوم : ايه ليه دي ! أنتي شايفة إنها ما تتحبش يعني !
ملك بضيق لنادر : مش القصد .. بس استغربت حبها امتي وفين ! دول يدوب اتقابلوا كام مرة ! وبعدين أنا بكلمه هو مش أنت !
مؤمن قاطعهم : من غير خناق أنتوا الاتنين ! بحبها من أول مرة شوفتها فيها في الاجتماع وبعدها وصلتها البيت وحسيت إنها مميزة .. أعتقد جاوبتك ! المهم يا عمي هرجع أنا شغلي وربنا يسهل يعدي الكام شهر دول علي خير وكل حاجة هتتعدل باذن الله
سلم عليهم وانسحب وملك بعد ما مشي بصت لأبوها : كام شهر ايه اللي بيتكلم عنهم !
خالد بصلها : حكم الإعدام بيسقط بعد ٣٠ سنة من صدوره وفاضل كام شهر ويسقط وساعتها أنا أقدر أعترف بيها وهو يقدر يتجوزها ..
ملك مستغربة : وليه ما يتجوزهاش دلوقتي ايه المانع ! مش لازم مامتكم تحضر الفرح يعني
نادر بغيظ : لا طبعا لازم .. وبعدين هيقول لأهله مين أبوها ولا مين أمها ! هيقدمها ازاي لعيلته ! وبعدين والأهم ما تتدخليش في اللي ما يخصكيش أصلا
ملك بنرفزة : سوري أنا غلطانة .. إن شاء الله ما عنهم اتنيلوا أصلا .. بلا جواز بلا زفت
نادر بغضب : ما تدعيش عليهم إن شاء الله هيتجوزوا غصب عن انف التخين
ملك هترد بس خالد زعق : وبعدين ! في ايه أنتوا الاتنين ! كفاية بقى لعب العيال ده ! بتتخانقوا على كل حرف زي الأطفال ! قوموا يلا كل واحد يروح مكتبه .. يلا
طردهم من عنده بس ابتسم لأنهم بيتخانقوا .. الخناق برضه نوع من أنواع الاهتمام .. كان نفسه يشوفهم أطفال بيتخانقوا ويتناقروا مع بعض زي أي اتنين أخوات ورا بعض .. فرق السن الكبير بينه وبين نور بيخليه معتبرها زي بنته لكن ملك الفرق بينهم قليل ..
اتصل بنهلة يحكيلها عن مؤمن وعن حبه لنور.
ملك خرجت وبعد ما دخلت مكتبها شيء خلاها تروح لنور مكتبها كانت قاعدة ومسهمة
نور انتبهت لدخول ملك فبصتلها : خير يا ملك محتاجة حاجة !
ملك ابتسمت : أنتي بتحبي مؤمن !
نور اتحرجت ووشها اتغير وبصت لبعيد وملك دخلت وقعدت جنبها : مؤمن شخصية ظريفة أوي .. لذيذ ودمه خفيف
نور ابتسمت : فعلا دمه خفيف جدا .. طريقة هزاره ضحكه وكلامه .. كل حاجة فيه ظريفة
ملك ابتسمت : بس خلي بالك هو برضه صعيدي ودمه حامي
نور بصتلها باستغراب : ودي ميزة فيه مش عيب أبدا
ملك استغربت : هيتحكم فيكي وفي لبسك وشكلك وأصحابك ومعاملاتك
نور باستغراب أكتر : وهو ده المطلوب أصلا .. هو يكون مسئول عني كلي .. أنا بسلمه روحي وعمري كله .. بعدين غيرة الراجل علي حرمة بيته ومراته ما اسمهاش تحكم
ملك بصتلها : امال اسمها ايه !
نور ابتسمت : اسمها حب .. ماهو لو مش هيغير عليا من الناس اللي حواليا يبقى بيحبني ازاي ! تخيلي إحساسك كده وأنتي بتتكلمي مثلا مع حد وهو جنبك بيبتسم غصب عنه وأنتي ملاحظة إنه كاتم في قلبه ونفسه ينفجر .. تخيلي لما تبقى لوحدك معاه وينفجر فيكي أنتي ويفضل يتنطط حواليكي وأنتي تعملي نفسك مثلا ولا على بالك ! تخيلي بعد كده لما يجي يصالحك ويقولك حقك عليا اتنرفزت عليكي وبعدها يزعق ويعلي صوته ويقولك بس أعمل ايه بغير عليكي وأنتي بتضحكي كده ويهدا صوته تاني ويقولك وأنا بموت لو شوفتك بتضحكي ووشك ينور بضحكتك لحد غيري ! إحساس جميل صح ! بعدين أنا بتكلم مع مين ! أنتي أكيد مجرباه مع سليم ! مش بتحبي غيرته !
ملك وقفت مرة واحدة :أنا عندي شغل
انسحبت بسرعة من قدامها وجريت علي مكتبها وماقدرتش تمنع دموعها .. هي اه جربت الإحساس ده بس مع كريم مش مع سليم ! أبوها حذرها الف مرة إنها هتخسره بس ما سمعتش نصيحته .. شافت غيرته خنقه .. راحت لسليم اللي عمره ما غار عليها بالعكس ده بيعرضها وبيتفاخر بجمالها قدام أصحابه .. عايزها دايما جميلة علشان في كل مكان يقعد يقول إنه مراته أجمل من أي واحدة تانية .. افتكرت مامتها .. راحت اتصلت بيها وهي بتعيط : ربنا يسامحك يا ماما أنتي اللي خليتيني أسيب كريم !
رقية باستغراب : كريم ؟ ايه اللي فكرك بيه دلوقتي ؟ ما أنتي خلصتي منه ؟
ملك زعقت : أنا مش قادرة أنساه مش تقولي فكرني بيه ! أنا متجوزة شبيه راجل مش راجل أبدا .. أنتي ضيعتيه مني.. فضلتي تقنعيني إنه بيتحكم فيا وإن غيرته قيود ولازم أتخلص منها وأنا زي الغبية سمعت كلامك واديني بدفع التمن مع راجل ما يستاهلش أصلا يتقال عليه راجل ..
رقية : أنا ماليش دعوة أنتي اللي كنتي بتشتكي من خناقه معاكي .. أنتي اللي كنتي بتقولي بيتحكم فيا وفي لبسي .. نسيتي ! دلوقتي بتلوميني أنا ؟ ده قرارك أنتي !
ملك زعقت : كان المفروض تقولي إن تحكمه حب وغيرة
رقية بتريقة : وأنا لا ليا في الحب ولا في الغيرة ولا عايزاهم أصلا .. أنا اتجوزت إنسان مناسب للطبقة اللي أنا فيها .. عايشة ملكة وسط الكل ولا عايزة بقى الحب ولا الغيرة اللي يدوا للراجل حق إنه يتحكم فيا .. أنا مش عايزة الحب في حياتي ..
ملك بتريقة : أنتي فعلا مش عايزاه ومش هتطوليه أصلا حتى لو هتعوزيه ..
رقية كشرت : تقصدي ايه بقى سيادتك ! أنا بإشارة مني أبوكي يبقى تحت رجليا
ملك بتريقة : أنتي موهومة .. أنتي خسرتي بابا وللأسف أنتي خسرتيه من زمان أوي بس كبرياءك وغرورك والمملكة اللي أنتي عايشة فيها لوحدك مش مخلياكي واخدة بالك من أي حاجة حواليكي .. خليكي في مملكتك يا ماما
قفلت معاها وقعدت مكانها تعيط ومامتها قفلت مستغربة بس رجعت لأصحابها تكمل رغيها معاهم دون أي اهتمام ..
**************************************
سمير واقف مع بتوع الأمن وبيتكلم معاهم وأمل نزلت هي وصحباتها وهو بيتكلم وبيهزر وبصلهم بدون انتباه ومكمل كلامه ومرة واحدة افتكر كريم وطلع يجري وبتوع الأمن استغربوا ماله وجري كده ليه !
سمير اتصل بكريم : أيوة يا باشا خرجت هي وأصحابها دلوقتي
كريم وقف : دلوقتي حالا ؟
سمير بتردد ولخبطة : اه اه يا فندم يدوب دقيقتين
كريم بنرقزة : دقيقتين يا راجل !
قفل السكة وطلع بسرعة بس الأسانسير اتأخر فنزل جري علي السلم
سمير طلع برا يشوفهم وصلوا لفين ! كانوا بعدوا شوية وخافوا يركبوا أي مواصلة
كريم نزل وقف جنبه : فين !
سمير شاور بتردد : هنااااااك اهم
كريم بصله بذهول وبص لأمل وأصحابها : دول لو بيجروا مش هيلحقوا يوصلوا البعد ده ! دقيقتين قال ! يعني مش عارف صراحة أقولك ايه !
موظف الأمن عباس قرب : خير يا باشا ! حضرتك محتاج حاجة ؟
كريم مراقبهم بيبعدوا وبص لعباس : عربيتي فين يا عباس ؟
عباس : في الجراچ تحت ! أجيبها لحضرتك !
كريم اتنهد : لا مش هينفع
هنا مؤمن وصل وشاف كريم : في حاجة يا كريم !
كريم راحله وفتح الباب بسرعة وبيشد مؤمن من هدومه ينزله بسرعة : انزل يا مؤمن
مؤمن كشر باستغراب : أنزل ؟ ليه ؟
كريم بيشده من دراعه ومؤمن : حاضر حاضر نازل اهو بالراحة
كريم ركب وداس بنزين وطار ومؤمن واقف مذهول وبصلهم : هو ماله !
عباس باستغراب أكتر : والله ما أعرف يا باشا ..
عباس رجع لمكانه وسمير واقف فمؤمن سأله : سمير هو ماله ؟ وبيجري ورا مين كده ؟
سمير كشر بتوتر : معرفش يا باشا !
مؤمن كشر : طيب هو قالك ايه ! ليه أنت واقف هنا ؟
سمير بصله : مفيش يا فندم عادي ..
مؤمن مسكه قبل ما يدخل : في ايه وأنت مش بتجاوبني ليه ؟
سمير بهدوء : حضرتك ابن عمته أنا عارف ده وشريك معاهم هنا بس اذا سمحت ما تسألنيش أنا .. ممكن بعد ما يرجع تسأله بنفسك وحضرته له مطلق الحرية يجاوبك أو لا لكن أنا اعذرني .. كريم بيه بيثق فيا وأنا لا يمكن أهز الثقة دي بأي تمن .. ممكن أرجع مكاني ؟
مؤمن سابه : ارجع طبعا .. آسف لو اتنرفزت عليك ؟ اعذرني بس قلقت عليه
سمير ابتسم : لا أبدا العفو يا فندم وبعدين طبيعي تقلق .. حضراتكم أكتر من الأخوات ..
كريم ساق بسرعة ووقف بعنف قدام البنات لدرجة إنهم صرخوا بوقوف العربية قدامهم كده بالشكل ده ..
كريم نزل منها : سوري يا بنات اعذروني !
كلهم هديوا بعد ما شافوا كريم
عايدة : حصل خير يا باشمهندس بس خير في حاجة ؟
كريم اتوتر : لا أبدا مفيش .. ينفع أوصلكم ؟
كلهم بصوا لبعض بتوتر وبصوا لأمل اللي ردت : لا ما ينفعش متشكرين لحضرتك .. يلا يا بنات
بعدوا عن العربية وكريم نزل وقف قصادها : اسمعيني يا أمل
أمل بصتله بنرفزة : جوا الشركة أسمعك غصب عني لأنك مديرها لكن براها سوري بعد اذنك
جت تمشي بس هو بغضب : بقولك اقفي واسمعيني
مروة همست لأمل : أمل اهدي بقى الكلام مش كده .. احنا هنقعد علي دكة الاستراحة دي واقفي اسمعيه .. عيب كده
أصحابها انسحبوا وقعدوا قصادها وهي وقفت بغضب مربعة ايديها وهو قصادها : اسمحيلي أوضح الي حصل المرة اللي فاتت
أمل بصتله : أنا ما طلبتش توضيح ومش مهتمة أصلا بأي توضيح
كريم اتنهد بضيق ورفع راسه للسما وبصلها : بطلي العناد ده .. اسمعيني ولو ماعجبكيش كلامي امشي مع صحباتك
أمل بدون ما تبص ناحيته : اتفضل خير !
كريم حس إنه عايز يشد ايديها يفكهم من تربيعتهم كده ويهزها يفوقها يخليها تتعدل
أمل لاحظت سكوته فبصتله بتريقة : يااا كل ده كنت عايز تقوله .. طيب بعد اذنك بقى
كريم بنرفزة : بطلي رخامة
أمل بصتله : أنت عايز تتكلم وسيادتك واقف ساكت وبعدها تقول أنا اللي رخمة ! ما تتفضل تقول اللي عايز تقوله !
كريم بصلها : أنا دخلت ساعتها بناء علي كلامك أنتي ولما شوفتك مع عمرو في جنب لوحدكم
قاطعته : ده زميل ووارد جدا نتكلم
كريم بتوضيح : عارف الكلام ده وده اللي كنت عايز أقوله ساعتها .. التعبير خاني مش أكتر
كنت عايز أقولك يا أمل إني أكتر واحد فاهمك وإنك أنتي مش مضطره توضحيلي أو تشرحيلي أنتي ليه واقفة معاه أو بتتكلمي معاه لأن ده فعلا وارد ..
أمل غضبها قل شوية بس برضه مكشرة : امال في الأسانسير اتكلمت ليه ؟
كريم بيوضحلها : لأن في الأسانسير ده مكان مقفول وممكن يضايقك أو يستغل قوته أو مجرد يضايقك بنظرة حتي .. لكن في مكان مفتوح ووسط الناس أنا عارف وواثق تماما إنك كفيلة بالتعامل معاه فعلشان كده ماكنتش عايز توضيح منك
أمل سكتت شوية ومن جواها مبسوطة بس برضه مكشرة وبصتله بغضب : بس مش ده اللي سيادتك قلته ساعتها ! أنت ساعتها
قاطعها بهدوء : أنا أيوة واثق فيكي تمام الثقة بس مش هنكر إني اتضايقت ساعتها وده اللي خلاني أتكلم بالشكل ده ! معرفش ليه بس اتضايقت لما شوفتك معاه في جنب لوحدكم
أمل بصت للأرض وغصب عنها ابتسمت : هو بس كان
كريم قاطعها تاني بس بهدوء أكتر : ما قلتلك مش عايز أعرف .. أنتي مش محتاجة تبرريلي أنا بالذات أي تصرف عملتيه
أمل ابتسمت : عارفة بس برضه .. عمرو سبق واتقدملي واحنا في الكلية وأنا رفضته وساعتها كان بيسألني للمرة الأخيرة هل رأيي فيه اتغير وهل لو هو اتغير ممكن أقبله أو لا
كريم بانتباه : وقلتيله ايه !
أمل كشرت : أنت علي طول مُصر إن المهندسين عباقرة وأذكياء وبيفهموها وهي طايرة إلا إنك ساعات بتشذ عن كلامك ده بطريقة أوفر أوي .. بعد اذنك أنا اتأخرت علي أصحابي
كريم بصلها : مش هينفع أوصلكم برضه !
أمل بصتله وابتسمت : مش بقولك بتشذ عن القاعدة !
كملت طريقها لأصحابها وهي مبتسمة ووصلت لعندهم ووقفت : ركب عربيته ولا لسة واقف !
عايدة مبتسمة : لسة واقف باصص ناحيتنا
أمل مبتسمة : طيب قوموا يلا نمشي بدون ما تبصوا ناحيته
قاموا كلهم واتحركوا وبعد ما مشيوا شوية أمل غصب عنها بصت وراها بس اتفاجأت بيه لسة واقف وشاورلها فاتحرجت وبصت لقدامها وهو ضحك وركب عربية مؤمن ورجع
اتفاجأ بمؤمن قاعد جنب بتاع الأمن منتظره : أنت قاعد كده ليه !
مؤمن وقف : منتظر سيادتك .. مش عارف مالك ومش عارف جريت كده ليه ! مش فاهم حاجة أصلا !
كريم ضحك : تعال هفهمك يلا بس نطلع المكتب
طلعوا في الأسانسير وكريم قاله باختصار : كان سوء تفاهم مع أمل وبوضحه مش أكتر
مؤمن ابتسم : قلتلي سوء تفاهم .. وده اللي خلاك تطلع زي الأهبل تجري وراها كده ؟
كريم بصله : أنا أهبل ؟
مؤمن بجدية : اه لما تجري بالشكل ده وقدام بتوع الأمن ورا واحدة كده يبقى فعلا أهبل
كريم كشر : أنا مش هرد عليك ..
مؤمن ضحك واتراجع : ما تزعلش يا ابن عمتي بس بجد شكلك كان أوفر أوي .. فاهدا مش كده .. كلمها هنا براحتك
كريم بنرفزة : بقولك كان في زفت سوء تفاهم ما بينا لأني غلطت فيها
مؤمن اتراجع : كريم بجد مش قصدي أزعلك كده .. والله بهزر معاك وبعدين أصلا الواد سمير ده حاولت أقرره بأي حرف رفض أصلا يقولي أي حاجة وده غاظني مش أكتر
كريم اتنهد : المهم أنت عملت ايه مع خالد ! مش روحتله برضه !
الأسانسير وقف وخرجوا الاتنين ومؤمن بصله : لسة فاضل ٨ شهور علي سقوط الحكم ..
كريم بصله : مش كتير .. يعدوا زي ما يعدوا
مؤمن ابتسم : قلتله كده ..
قاطعهم الاتنين صوت حسن واقف منتظرهم : سيادتكم كنتم فين كده أنتوا الاتنين وسايبين الشركة والدنيا كلها ؟
كريم : عادي يا بابا كنت تحت بعمل حاجة وطلعت علي طول
حسن كشر : بقالي ربع ساعة منتظر حد فيكم !
مؤمن : خير يا عمي ! في حاجة يعني ؟
حسن باقتضاب : أيوة خير .. كريم جهز نفسك للسفر اليابان .. حجزتلك طيارة الساعة خمسة إن شاء الله
كريم بذهول تام : خمسة العصر بكرا صح !
حسن كشر : لا طبعا خمسة الفجر النهاردة
الاتنين بصوا لبعض وبصوا لحسن
حسن باستغراب : مالكم بتبصوا لبعض كده ليه !
كريم باهتمام : هسافر ليه ؟ وليه مستعجل كده ؟
حسن كشر : علشان اللي ماخلصش في الكونفرنس (المؤتمر) تروح تخلصه بنفسك
كريم بترجي : هعمل معاهم كونفرنس (مؤتمر) تاني وتالت لحد ما يقتنعوا واخد التوكيل لصالحنا
حسن بصله بذهول : في ايه يا كريم ؟ الموضوع مهم ومستاهل سفرك بنفسك تخلصه مالك أنت بقى .. مش عايز تسافر ليه !
كريم مكشر : مش حكاية مش عايز أسافر بس .. مش بالسرعة دي ! بكرا آخر النهار أسافر !
حسن : بقولك حجزت خلاص .. محسسني إنك وراك مراتك وبيتك وعيالك ولازم تستأذنهم الأول ! ده أنت بطولك يدوب هتعمل شنطتك وتركب الطيارة تخلص شغلك وترجع !
كريم اتنهد : طيب خلي مؤمن يسافر
مؤمن كشر وبصله : لا ما اتفقناش علي كده
حسن قاطعه : أنت اللي دارس التوكيل من أوله وأنت اللي بتتكلم معاهم والأهم إنهم عارفينك أنت مش مؤمن فمش هينفع حد يروح غيرك .. في ايه يا كريم ؟ مالك ؟
كريم اتنهد باستسلام : مفيش حاضر
أمل مشيت مع أصحابها ومنتظرين منها أي توضيح للي حصل بس هي كعادتها بتقول المختصر الشديد ..
مروة بتريقة : يا بت ما تنطقي وتحكيلنا ايه الرخامة دي !
أمل ضحكت : مفيش حاجة تتحكي أصلا .. قلتلكم إنه اتنرفز عليا مرة واعتذر المرة دي لأنه إنسان ذوق زي ما كلكم عارفين !
عايدة بتريقة : يعني أنا لو زعلت منه هيجري ورايا بعربيته كده يصالحني !!
أمل ابتسمت : معرفش جربي
مروة كشرت : أنتي رخمة يا أمل عارفة كده !
أمل ضحكت : والله بجد صدقيني مفيش حاجة أصلا .. هو اهتم لأننا نعرف بعض مش أكتر وفعلا هو اتنرفز عليا وبيعتذر مش أكتر ولا أقل ! يعني أكيد لو في حاجة مش هخبيها عليكم ..
سكتوا وهي فكرت في كريم والحوار اللي دار بينهم وازاي اهتم إنه يوضحلها وجهة نظره ..ابتسمت غصب عنها واتمنت الليلة تعدي بسرعة علشان تشوفه بكرا ..
بالليل بيجهز شنطته ومؤمن دخل قعد جنبه : حضرتها خلاص
كريم بيقفلها : أيوة خلاص
مؤمن بتفكير : أخدت مكنة الحلاقة ؟ الفرشة ؟ المعجون ؟
كريم بصله بذهول : في ايه يا مؤمن ؟ ايه يا بابا مالك ؟ محسسني إنك مراتي في ايه يا حبيبي فوق كده ! معجون ايه وحلاقة ايه ؟
مؤمن بصله وضحك : قلت بما إننا دماغنا مش فينا فقلت دماغي على دماغك هيعوضوا النقص !
كريم بتريقة : أنت دماغك ناقصة دي حاجة ترجعلك أنا دماغي الحمد لله فيا !
مؤمن قام وقف : أنا غلطانلك هقوم أنام ساعتين وصحيني علي ٣ نتحرك
سابه وخرج وهو قعد مكانه بيفتكر حواره مع أمل وابتسم لما اتهمته بالغباء ..
مؤمن وصله المطار وقبل ما يمشي كريم وقفه : مؤمن لو اتأخرت لأي سبب مش محتاج أوصيك علي أمل ؟ واذا سمحت اذا سمحت ما تضايقهاش .. واوعى تمشي من الشركة لأي سبب .. ووضحلها إني سافرت
مؤمن بتريقة : هروحلها بكرا وأقولها إنك وصتني عليها أي خدمة
كريم خبطه في كتفه : بطل رخامة .. أنا بتكلم بجد ! اوعى حد يضايقها ولو اتأخرت سيادتك مسئول إنها تفضل في الشركة ولما تتعين عايز مكتبها جنبي فاهم ولا مش فاهم ؟
مؤمن كشر : يا ابني ده أسبوع بالكتير إن شاء الله وترجع
كريم كشر : ولو اتأخرت أسبوع كمان فوق الأسبوع ؟ اسمع مني وريحني !
مؤمن مسك كريم من أكتافه الاتنين : أنت بجد شايف إنك محتاج توصيني بالشكل ده عليها !
كريم ابتسم : أنت كتير بتكون رخم وبتهزر كتير وهي مش هتتقبل هزارك ده
مؤمن ضحك : أنا فعلا بهزر بس مع اللي يعرفني كويس وهي مسيرها في يوم هتفهمني وتتقبل هزاري .. المهم اتوكل على الله وما تقلقش عليها والصبح إن شاء الله هعرفها إنك سافرت بطريقة غير مباشرة
كريم اتحرك وحس إن سفريته دي مش في وقتها نهائي ..
الصبح مؤمن دخل عند أمل وبدأ يتكلم ومن ضمن الكلام وضح : طبعا أنتوا متعودين إن كريم هو اللي بيتابع معاكم بس ( بص لأمل اللي انتبهت أوي لما قال اسمه وكان هيرخم بس تراجع ) غصب عنه اضطر يسافر لليابان في سفرية مفاجأة ماكانش مرتبلها .. أصلا يدوب أنا راجع من المطار من ساعات .. وإن شاء الله يتوفق في رحلته دي ويرجع بالسلامة منها ..
المهم إن أنا موجود مكانه لو أي حد احتاج لاي حاجة ! تمام ! أنا في مكتبي ..
خرج وحس بإحباط أمل لما قال كده
عايدة همستلها : هو قالك إنه مسافر امبارح!
أمل كشرت : وهيقولي ليه ؟ أنا مش فاهمة أنتوا ليه مصرين إن احنا بينا حاجة أصلا !
عايدة يتوضيح : أنا سألت عادي مش قصدي
أمل اتراجعت واعتذرت لصحباتها علي نرفزتها بدون داعي ..
عدى أسبوعين وكريم ما رجعش من سفره وجه ميعاد التقييم النهائي لقبول الموظفين الجداد
المتدربين كلهم متوترين ومنتظرين التقييم يبدأ ووقفوا كلهم في قاعة خارج غرفة الاجتماعات في الدور السادس وكل واحد بيعزم علي الثاني يدخل الأول ..
خرجتلهم علياء وكلهم بصولها بتوتر وهي ابتسمت : ما تتعازموش على بعض احنا اللي هننادي الأسماء وهنقول مين اللي هيدخل .. بصت لأمل وابتسمت : أنتي أول واحدة اتفضلي ..
أمل بصتلهم كلهم وابتسمت وأصحابها شجعوها و دخلت واتفاجأت بالعدد اللي موجود جوا هيقيمها .. دورت عينيها في الوشوش ووقفت عند وش واحد فقط قلبها وقع بين رجليها واتقابلت عيونهم في نظرة مليانة غيظ وغضب وغل وأمل همست في سرها : ملك !
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية العاصفة)