رواية العاصفة الجزء الثاني الفصل الثلاثون 30 بقلم الشيماء محمد
رواية العاصفة الجزء الثاني الجزء الثلاثون
رواية العاصفة الجزء الثاني البارت الثلاثون
رواية العاصفة الجزء الثاني الحلقة الثلاثون
بدرية فاجئت محمد برد فعل ماكانش متوقعه بإنها وطت تبوس رجل محمد وسط ذهوله فاضطر يرفعها ويوقفها
بدرية بعياط : رجعني يا محمد .. أنت ازاي قدرت تطلقني ! هاه ! تهون عليك العشرة بينا ! يهون عليك العيش والملح ! طيب أنا غلطت بس هل عقابي الطلاق يا محمد ؟رجعني بيتي وهعيش تحت رجليك باقي عمري كله ! بس أنت رجعني لذمتك ولبيتي .
محمد بصلها بذهول : أرجعك ! ده أنا حاسس إن أخيرا ربنا تاب عليا منك تقولي أرجعك ! بدرية أنا اديتلك فرص كتير أوي وأنتي فهمتيها إنها ضعف أو إنها قلة حيلة بس أنا ماكنتش عايز أعمل ده بس كنت باقي على بناتي والحمد الله سهر ومستقرة مع جوزها برا وربنا يسعدها وسمر وفضحت نفسها ودمرت حياتها فمعادش في شيء يجبرني أفضل معاكي .. خلاص يا بدرية كل الجسور والخيوط اللي بينا اتقطعت واتهدت .. شوفي وراكي ايه .
سابها ومشي وهي فضلت تعيط وبعدها راحت لبيت سميرة خبطت وفتحتلها وبصتلها باستغراب وبدرية بعياط : بالله عليكي يا سميرة تساعديني أنتي وأبو طه وتخلوا محمد يردني .
سميرة بصتلها كتير : طلعينا برا حساباتك يا بدرية .. أنتي أذيتيني كتير أنا وعيالي وعمري ما فكرت في يوم أردلك الأذية .. بس لحد كده وكفاية بقى لا يمكن أساعدك .. أنتي امبارح بس كنتي عايزة تلبسي بنتي فضيحة تانية وتتبلي عليها تاني أنتي وبنتك .. ما بتتعظوش من اللي بيحصل .. وادعي إني ماأقولش لكريم على اللي كنتوا ناويين عليه لأنه لو عرف مش هيسكت ومش هيعديها .
عبدالله من جوا : مين يا سميرة معاكي على الباب ؟
بدرية زقت الباب ودخلت بسرعة وعيطت لعبدالله : بالله عليك يا أبو طه تساعدني ! محمد بيسمع كلامك ولو قلتله يردني هيسمع منك ، ساعدوني وأوعدكم إني عمري أبدا ما هنطق بحرف في حق أمل تاني .
عبدالله بصلها بأسف : بعد ايه يا أم سهر بعد ايه ! بعد ما خربت وفضحتونا .. بنتك فضحتنا كلنا مش بس هي .. محمد مش منتظر مني أقوله يعمل ايه هو خلاص انفجر وفاض بيه .
بدرية حاولت تبوس ايده بس هو شد ايده ورجع لورا وهي بتعيط : بس أنت ساعدني .
عبدالله كشر : المرة دي مش هتدخل يا بدرية كل مرة بقول أساعد وربنا هيهديها وبكرا هتتوب وتعرف إن الله حق بس أنتي ما بتتعظيش لا أنتي ولا بنتك .. أنا آسف بس المرة دي مش هتدخل ولا هكلم محمد لاني صراحة لو هو كلمني وقالي عايز يردك أنا همنعه وكان المفروض من زمان أوي قلتله يطلقك يمكن كان عرف هو يربي سمر لوحده أو كانت اتربت مع أمل وبقى عندها أخلاق ومبادئ بدل ما هي بتكره الدنيا واللي فيها .. روحي يا بدرية ربنا يسهلك بعيد عننا .. كفاية بقى أذية وشر وحقد .
بدرية مشيت من عندهم ودموعها سابقاها ومش عارفة تعمل ايه ولا تروح فين ! مرات أخوها مش هتقبلها كتير !
راحت بيت أخوها وايدها على خدها وموبايلها رن فشافته كانت بنتها سهر ردت عليها بسرعة : سهر بنتي ازيك يا قلبي ؟
سهر بسرعة : ماما ايه صور سمر دي ! ايه الفضيحة دي ! ازاي سمر تتصور صور زي دي ؟ بكلمها مش بترد عليا !
بدرية بعياط : معرفش يا سهر مين نشرلها الصور دي ومين عايز يفضحها بالشكل ده !
سهر بزعل : ياما قلتلك يا ماما شدي عليها وبطلي دلعك ده فيها وأنتي ما سمعتيش كلامي ! المهم شريف عمل ايه ولا ما شافش الصور ؟
بدرية بعياط : طلقها .. وداها لأبوكي بهدوم بيتها وبشعرها ورماهاله .
سهر : لا حول ولا قوة إلا بالله .. قولتلك بلاها اللي باع أمل هيبيعها قولتيلي لا .. لا يمكن .. ده ذنب أمل يا ماما .. قولتلك بلاش تاخد خطيب أمل .. ما سمعتيش مني وقولتي بيحبها .. تقدري تقوليلي فين الحب ! يلا المهم بابا أخباره ايه ! عمل ايه !
بدرية عيطت : أبوكي طلقني يا سهر ورماني .
سهر شهقت : ايه ! طلقك ! ليه ! ما توصلش لطلاقكم يا ماما .
بدرية عيطت جامد : بيقولي أنا السبب ودي تربيتي وطلقني وضربي ورماني في الشارع بعد العمر ده كله يا سهر أبوكي يبهدلني كده .
سهر مصدومة : طيب يا ماما ليه ! بابا يطلقك ! أنا هكلمه .. اقفلي يلا خليني أكلمه .
سهر قفلت مع أمها وفضلت مصدومة شوية وبعدها اتصلت بأبوها اللي رد عليها وسلم عليها وبعدها سهر بلوم : بقى يا بابا بعد العمر ده كله تطلق ماما ! ده اسمه كلام يا بابا .. بعد العمر ده كله تستغنى عن ماما .
محمد بتعب : سهر يا بنتي أنتي ما تعرفيش حاجة ولا تعرفي اللي عملوه فاخرجي أنتي برا الموضوع ما تتدخليش فيه .
سهر باستغراب : ازاي بقى يا بابا ! مش دي أمي اللي رميتها دي ! ازاي يعني عايزني ما أتدخلش وأمي في الشارع ؟
محمد كشر : أمك مش في الشارع أمك عند أخوها وأنا هبعتلها مصاريفها وهتكفل بيها .
سهر برجاء: طيب ردها يا بابا علشان خاطري أنا .
محمد بغضب : خاطرك على عيني يا سهر بس رد مش هردها .. خلاص أنا ما صدقت طلقتها وأخدت الخطوة دي ولا يمكن أرجع فيها أبدا .
فضلت سهر تحاول تقنع أبوها بس كل محاولاتها فشلت ..
ماكس أخد كريم اللي قعده على كرسي حسب سياسة المستشفى وأمل اللي أخدت معاها شنطة كريم اللي فيها اللاب وحاجته لمعمل الأبحاث بتاعه ودخلوا ومعاه كريستينا وايزابيلا اللي يعتبروا متدربينه علشان يتخصصوا في نفس مجاله ..
دخلوا كان في مهندس شغال على الأجهزة
ماكس بص لكريم : ده معملي وزي ما أنت شايف كل الأجهزة عليها لوجو الجمجمة دي ومش عارف أفتح أي جهاز وده أكبر مهندس مختص من شركة مختصة كبيرة للبرمجة بس زي ما أنت شايف ماوصلش لأي جديد .. المشكلة إن أبحاثي و وتجاربي على الأجهزة دي وما ينفعش حد يشوفها لحد ما أسجلها باسمي أنت فاهمني ؟
كريم بصله : فاهمك أكيد .. ( بص لأمل ) طلعيلي اللاب بتاعي يا أمل اذا سمحتي وشغليه ووصليه بالجهاز الرئيسي .
أمل عملت اللي كريم قاله والمهندس وسعلها وكريم قرب من الجهاز وبدأ يشتغل بس ايده مضايقاه لأنه متعود يشتغل بايديه الاتنين وحس إنه ممكن مايكونش بسرعته المعتادة واللي هي أهم حاجة دلوقتي
مديرة المستشفى دخلت عندهم وبصتلهم : وصلتوا لأي جديد ؟ المهندس الجديد وصل لحاجة ؟
كريم بصلها : أنا أقدر أقتحم firewall(جدار الحماية) اللي عاملينه ونظام الحماية بتاعهم .
المديرة بصتله : طيب ليه اديتني انطباع بطريقة كلامك إن في مشكلة ؟
كريم بصلها : لأن فعلا في مشكلة أو أنا خايف من إنها تكون مشكلة !
المديرة باهتمام : ايه هي !؟
كريم بصلهم بثقة: الموضوع كله بيتخلص في حاجتين مهمتين وهما الذكاء والسرعة والحمد لله أنا أقدر ألعب قصادهم لكن حاليا ( رفع ايده ) خايف السرعة تخذلني .
المديرة قربت منه : أنت عمليتك نجحت وايدك بتقدر تحركها حسب ما فهمت .
كريم وضحلها : أقدر أحركها بس خايف مش هتجاريني بالسرعة .. أنا بمجرد ما هيعرفوا إني دخلت نظامهم هيحاولوا يوقفوني بكل الطرق وهنا الأسرع هيكسب .. بمجرد ما هدخل هيبقى الموضوع سباق .. وأنا بايدي مش هضمن السباق .
المديرة بصت لايزابيلا وطلبت منها اسم حقنة معينة وماكس اعترض : مالوش داعي .
المديرة بتهديد : أنا صرفت على أبحاثك ملايين ودلوقتي مهددة إنها كلها تروح في الأرض أنت مستوعب اللي بيحصل ؟! بعدين ايه اعتراضك ! الحقنة هتلغي الألم اللي في ايده وهتخليه يحركها عادي .
ماكس برفض : الحقنة دي بتخدر العصب لكن بعد ما مفعولها يروح هيتعب وأنا مش بفضلها .
المديرة : بس هو مش أي مريض حاليا ! بعدين سيبه هو يقرر .
كريم اتدخل : ايوه سيبوني أنا أقرر .. دكتور ماكس الحقنة دي ليها أضرار دايمة ؟
ماكس بتوضيح : مش دايمة لا .. لكن هي عبارة عن مخدر مش بوصفه لأي مريض عندي إلا للحالات القصوى .
كريم بإصرار : ماجاوبتنيش ليها ضرر دايم ؟ حاليا أنت مهدد وتهديد مش سهل فلو التمن هو شوية وجع لايدي أنا مستعد للتمن ده .. بس ده التمن فقط اللي مستعدله مش أكتر من كده يعني لو ألم فقط وهينتهي أنا موافق .
المديرة قربت من كريم : أنا دكتورة قبل ما أكون مديرة ولو الحقنة فيها ولو نسبة بسيطة من الضرر ليك ماكنتش هقترحها أبدا .. الحقنة تعتبر مخدر أو زي مخدرات .. سهل إدمانها جدا لكن أنت هتاخدها لمرة واحدة فقط وهتاخدها في ايدك هتوقف الألم وهتديك السرعة اللي أنت بتطلبها .
ايزابيلا وصلت بالحقنة وأمل بصت لماكس وسألته بخوف: فيها أي ضرر ؟ أنا محتاجة أسمع منك أنت الإجابة .
ماكس بصلها : ضرر دايم لا .
كريم ابتسم ومد ايده : يبقى ما تضيعش وقت أكتر من كده يلا .
ماكس حقن كريم وفك ايده من الجلفز اللي مغطي ايده بيها علشان يقدر يحركها بسهولة وغطوا مكان الجرح بلزقة صغيرة وكريم ابتسم وقفل ايده وفتحها كذا مرة وبص لأمل : إحساس جميل مفتقده .. نعم صغيرة الواحد مش بيحس بيها بس لما بيفقدها بيعرف قيمتها ايه !
قرب من الجهاز وبدأ يشتغل عليه و وراه وقف المهندس يتابعه
المهندس : برنامج ايه ده ؟
كريم بدون ما يرفع عينيه عن الشاشة : برنامج خاص بيا .
المهندس : أيوة يعني جيبته منين أنا أول مرة أشوفه !
كريم : ما أنا بقولك بتاعي يعني أنا اللي عامله .
المهندس : أنت اتخطيت كذا حائط بس لسه قدامك كتير .
كريم : أنا بعرف برنامجي عليه وهو بيكمل مش أنا .
المهندس : هيكمل ازاي لوحده .
كريم : زي ما أنا بقوله بيعمل .. حاجة تشبه للذكاء الصناعي .
المهندس : أنت لازم تعرفني البرنامج ده بيشتغل ازاي .
كريم بص لأمل : أمل فاكرة البرنامج اللي خليتك تصمميه وقت التدريب كله لوحدك ؟
أمل قربت : فاكراه .
كريم : في الشنطة في فلاشة عليها البرنامج ده طلعيها ووصليها بالجهاز التاني واعملي اللي علمتهولك بسرعة .
أمل طلعت الفلاشة عملت زي ما كريم طلب منها وهو شغال وبيكلمها بالعربي وهي بترد عليه
كريم بصلها : أمل ، وصلتي لايه ؟
أمل شغالة بسرعة : اديني لحظة .
كريم بتوتر : أمل مفيش لحظات انجزي .
أمل بتفتش فيه : لحظة يا كريم .
كريم كان هيقرب منها بس هي بصتله وابتسمت : خلصت .
كريم بص لجهازه وكلهم عينيهم متعلقة بكريم وأمل ومرة واحدة كل الأجهزة اشتغلت وكلهم فرحوا وصقفوا وأمل ضحكت وبصت لكريم : كريم ابعتلهم الايموشن ده .
كريم بصلها باستغراب : أنهي ايموشن .
أمل غمضت عين واحدة وطلعت لسانها بتشرحله شكل الايموشن ( 😜 ) : اللي فاتح عين وقافل عين ومطلع لسانه .
كريم ضحك عليها وهي بتقلد الايموشن وبعدها بص لجهازه وعمل حاجة عليه و وراها شكل الايموشن فهي : أيوة هو ده .
ابتسم وضغط على كذا حاجة وبعدها ضغط ( enter ) وبصلها : وصلهم الايموشن ده .
أمل ضحكت وهو بص لماكس : جهازك في أمان وأي حاجة على أجهزتهم أخدوها أنا مسحتها من عندهم .. طبعا إلا اذا كانوا أخدوا نسخة احتياطية برا أجهزتهم لكن كل اللي على الجهاز أنا مسحته .
المهندس بالانجليزية : أنت مين ؟ أنت لازم تقولي أنت عملت ايه بالظبط وازاي قدرت بسهولة تعمل كل ده ؟
كريم ابتسم : أنا واحد بيفهم في البرمجة مش أكتر ولا أقل .. ودلوقتي ( وجه كلامه لماكس ) هعملك برنامج حماية لا يمكن مخلوق في العالم حاليا يخترقه وده اعتبره كادو ( هدية) مني ليك ( بص لأمل ) اديني الفلاشة اللي معاكي يا أمل .
ماكس بصله بامتنان: أنا لا يمكن أقدر أرد الجميل بتاعك ده .. أنت أنقذتني وأنقذت المستشفى كلها .
أمل شالت الفلاشة من الجهاز واديتهاله وصلها على الجهاز الرئيسي وبدأ يشتغل عليه وسابه يكمل وبصلهم
المديرة : شاور واطلب أي طلب والمستشفى هتنفذ .
كريم ابتسم : مش محتاج أي حاجة متشكر .
المديرة بصتله بامتنان : أنت أنقذت المستشفى كلها من حقك تطلب أي طلب مهما يكون ، علاجك وعمليتك بالمجان وإقامتك هنا الخمس أيام اللي فاتوا .
كريم فكر وبصلها : الفلوس بالنسبالي مش قضية ومش مهمة .. بس أنتي ممكن تشوفي حد عنده حالة صعبة أوي وصاحبها مش هيقدر يوفر تمن علاجه وتعالجيه بالمجان .. يعني اللي كنتي عايزة تعمليه معايا اعمليه لحد محتاجه فعلا وساعتها أنا هكون أكتر من مبسوط .
المديرة ابتسمت وهزت دماغها : النهارده هطلب من كل قسم عندي يعمل عملية بالمجان لحد فعلا محتاجها .
انسحبت وسابتهم وكريم برنامجه خلص وفهم ماكس ازاي يتعامل معاه وبعدها رجع لأوضته وهو مبتسم
أمل بصاله : بحس إنك بتكون فرحان وأنت بتشتغل على اللاب .. بتكون مختلف مليان حياة .. صح ولا بيتهيألي ؟
كريم ابتسم وشدها عليه : أنا فعلا بكون كده انا بحب البرمجة والشغل على اللاب .. بحب المجال ده فعلا يا أمل ! وعلشان كده وقت التدريب كنت بختارلك فعلا أصعب برامج تعمليها .. عايزك تشاركيني مجالي ده وحبي ده وهوسي ده .. ولما نرجع الشغل بإذن الله هعلمك بالتفصيل كل حاجة أنا أعرفها .
امل باصاله بانبهار وفخر بيه : كريم أنت متخيل إنك لو علمتني أنا ممكن أجاريك في سرعتك دي ؟
كريم كشر : ليه لا ! أنتي اوريدي (بالفعل) ذكية وحابة المجال ده فليه لا !
أمل بحرج : مش هوصل لسرعتك دي .. كريم أنت بتشتغل على اللاب ما شوفتكش مرة بصيت للكيبورد وأنت بتكتب دي أبسط حاجة .
كريم ضحك : حبيبتي ده تعود .. لو جيبتي واحد كاتب مالوش في الكمبيوتر نهائي وقعدتيه فترة طويلة يكتب على الكيبورد هتلاقي ايديه حفظت أماكن الحروف تلقائي فده تعود مالوش علاقة نهائي بالذكاء .
أمل بإصرار : برضه مش هعرف أكون زيك .
كريم بحب : سيبي ده لوقتها .. الوقت كفيل .
نادر طلب من مروة تتغدى معاه وهي كالعادة بلغته يستأذن أبوها وهو بلغها إنه استأذنه قبل ما يكلمها فاتصلت بأبوها واستأذنته ونزلت معاه اتغدوا وطول الوقت ونادر سرحان ومش مركز معاها
مروة بضيق : في ايه يا نادر ! لو مشغول كنا اتغدينا في الشركة أو بلاها أصلا
نادر بصلها : ليه بس ! أنا كنت عايز أقعد معاكي وأتكلم معاكي
مروة كشرت : بس أنت ولا معايا ولا بتتكلم
نادر ابتسم : مروة أنا عايز أقولك حاجة مهمة بس صراحة خايف من رد فعلك
مروة قربت باهتمام : في ايه يا نادر ! أنت تقدر تقولي أي حاجة
نادر قرب منها وبص لعينيها : هو أنتي ممكن تبعدي عني لأي سبب !؟
مروة باستغراب : لا طبعا مش لأي سبب
نادر : امال ايه اللي ممكن يخليكي تبعدي عني !؟
مروة بتفكير : إنك تبطل تحبني .. أو تخوني .. أو أحس إني مفروضة عليك
نادر اتنهد : وطول ما أنا بحبك وبعشقك عمرك ما هتبعدي عني ؟صح ؟ حتى لو الظروف اللي حواليا مش كويسة ؟
مروة بحب : طبعا والمفروض تكون واثق من ده يا نادر .. طول ما بنحب بعض عمرنا ما هنبعد عن بعض .. أي ظروف تقابلنا هنواجهها مع بعض ايدينا في ايدين بعض
نادر ابتسم وبهزار مد ايده : طيب حطي ايدك في ايدي
مروة كشرت : بأسلوب مجازي مش حرفي
نادر ضحك وهو مهموم وهي بصتله أوي : قولي يا نادر مالك بجد ! ايه اللي تاعبك وشاغلك بالشكل ده ! دايما بحس إنك عايز تقولي حاجة وبتتراجع ! مش عايزة أضغط عليك وبقنع نفسي إنك لما تكون مستعد تشاركني فيها هتقولي .. أو بقول لنفسي ساعات إني موهومة بس أنت اهو أكدتلي إن فعلا في حاجة فقولي
نادر بصلها : طيب اوعديني تتفهمي اللي هقوله وأوعديني ما تبعديش عني بعد ما تسمعيه
مروة بصتله ومرة واحدة اتصدمت : أنت خونتني ؟أو كنت على علاقة بحد !؟صح ؟
نادر كشر : ده ايه الأفلام العربي دي ! يا بنتي لا الموضوع ما يخصنيش أنا بشكل شخصي يخص العيلة
مروة بنفاذ صبر : طيب قول بقى
نادر بصلها بعمق : أنا أمي مش ميتة يا مروة وعايشة
مروة بصتله بذهول وكملت :أبوك انفصل عنها لأنه خلفكم بشكل غير شرعي وخاف الناس تعرف صح ؟
نادر بصلها المرة دي وهو اللي مذهول : بجد أنتي بتتفرجي على أفلام عربي كتير ولازم تبطلي .. أبويا متجوز أمي بشكل طبيعي وخلفنا بشكل طبيعي
مروة كشرت : امال ايه طيب ! يعني والدتك عايشة ليه مخبيينها ! مطلقة ؟ عادي ! مالها ؟
نادر بصلها : عليها حكم بالإعدام وهربانة منه
مروة هنا اتصدمت وهو منتظر رد فعلها وهي فضلت شوية باصاله مش بتنطق لحد ما نطقت : وبتقولي أنا اللي بتفرج على أفلام عربي !
نادر كشر بضيق : أنا بتكلم بجد أمي هربانة من حكم إعدام وعلشان كده مخبيينها
مروة بذهول : طيب ليه ! عملت ايه !
نادر أخد نفس طويل : قتلت واحد
مروة هنا شهقت : قتل قتل بجد ! يعني قتل !
نادر بصلها : أيوة قتل بس مش مقصود يعني هو حاول يتهجم عليها وهي حاولت تدافع عن نفسها زقته وقع على راسه مات
مروة بصتله أوي : احكيلي يا نادر بالتفصيل اذا سمحت وليه إعدام ده كده دفاع عن النفس
نادر حكالها كل حاجة بالتفصيل الممل وكل اللي حصل لحد ما خرجوا من السجن وهي أخيرا فهمت لغز القبض عليهم كلهم والأفراج عنهم .. ما حاولتش قبل كده تتدخل لأنهم قالوا إنه موضوع ومشكلة تخص المجموعة واتحلت واللي أكد كلامهم القبض على مؤمن معاهم
نادر بصلها : طبعا كل اللي قلته لو اتعرف يا مروة ممكن يعرض حياة أمي للخطر .. ماكانش المفروض أقولك بس أنا هشاركك حياتي كلها فازاي مش هشاركك أسراري ؟..
مروة بصتله أوي : والدتك إنسانة محترمة ودافعت عن نفسها فين الغلط ! وحرام تفضل عمرها كله مستخبية بجريمة هي ماعملتهاش .. حرام .. المفروض تفتخر إن والدتك ست قوية ودافعت عن نفسها مش تخاف وتداري
نادر بصلها بغضب : أنا فخور جدا بأمي وقسما بالله لولا خوفي عليها كنت أعلنت للكون كله إنها قتلته
مروة بتفهم : بعد ما الحكم يسقط عوضوها عن كل اللي فات بس ازاي وأنتوا هتقولوا إنها خالتكم !
نادر بتعب : والله ما عارف اللي يهمني دلوقتي يا مروة إنك عارفة الحكاية كلها ومفيش حاجة مستخبية.. دلوقتي أقدر أجهز لفرحنا
مروة باستغراب : أنت ليه كنت خايف من رد فعلي يا نادر ! المفروض تكون فاهمني أكتر من كده
نادر ابتسم : فاهمك بس ده موضوع صعب واستيعابه أصعب والأهل مش بيفهموه .. أهل مؤمن أخدوا فترة لحد ما تقبلوه ولولا إن مؤمن اضطر يهرب والدتي عنده ماكانش هيعرفهم بس الحمد لله اتفهموا الوضع
مروة ابتسمت : وأهلي لو عرفوا هيتفهموا
نادر بترجي : بلاش يعرفوا .. عرفيهم بعد سقوط الحكم يا مروة بعد ما نتجوز أرجوكي
مروة ابتسمت : ما تقلقش سرك في أمان معايا يا نادر ..
نادر ابتسم : أنا واثق من ده وإلا ماكنتش سلمتك قلبي وروحي وعقلي ، سكت وكمل باستغراب: بس تصدقي أنا اتوقعت إن أمل هتحكيلك بما إنك صاحبتها وكدا وهي عارفة كل حاجة
مروة بابتسامة: أمل مابتحبش تتدخل في حاجة ماتخصهاش وأكيد عارفة إنك هتقولي والوضع حساس
نادر بابتسامة: حقيقي شخصية محترمة واحدة غيرها كانت قالت بحجة إنها خايفة على صاحبتها
مروة بهدوء: بالعكس أمل متفهمة جدا وأكيد شايفة إنكم على حق
نادر : عندك حق
ابتسموا لبعض وكملوا رغي سوا
رغد فضلت في المستشفى كام يوم لأنها دخلت في دور اكتئاب ومش بتاكل ولازم يحطولها مغذي ويعلقولها محاليل
رغد فاقت الصبح وبصت حواليها كان عمرو قاعد على كرسي جنبها وماسك ايدها ونايم عليها والايد التانية متعلق فيها محلول وهي اتحركت وبتشد ايدها فهو اتعدل بسرعة : رغد .
بصلها وقرب منها : حبيبتي أنتي كويسة ؟ حاسة بايه ؟
رغد بحزن : حاسة بالفراغ .. بالوجع .. بالخسارة .
عمرو بحب بعد شعرها عن وشها : حبيبة قلبي ليه ده كله ! المهم إنك بخير .. أنتي عندي بالدنيا كلها .. أنتي بخير يا رغد الباقي كله يتعوض .. ربنا فداكي بيه .. مش يمكن حاجة أسوأ كانت ممكن تحصل ! بكرا تقومي بالسلامة ونعوضه .. ده يتعوض .
رغد دموعها نزلت وهو بيمسحهم وبيهديها ويضمها لحضنه ..
دخلت الدكتورة عندها واطمنت عليها وبصت لعمرو : تقدروا تمشوا هتمشي على العلاج اللي هكتبهولها .. وهتكون بخير .. وكام شهر يعدوا وعيدوا التجربة من تاني .. أنتوا لسه صغيرين .
رغد بصتلها : هو نزل ليه يا دكتورة ؟اليوم اللي أجهضت فيه كان عندنا حفلة ورقصت مع جوزي ! ده سبب نزوله ؟
الدكتورة ابتسمت : أنا شوفت الرقصة بتاعتكم على الفيس والدتك ورتهالي لأنها كانت شاكة إنها سبب النزول بس لا رقصتكم كانت عادية .. شوفي مفيش سبب محدد لنزوله بس كل اللي أقدر أقولهولك إن مالكيش نصيب في البيبي ده مالوش عمر .. أما لو عايزة سبب طبي فمفيش .. مفيش أي شيء محدد قدامي سببلك الإجهاض .. وده شيء مطمئن على فكرة إن الحمل الجاي هيحصل بسهولة .. اطمني ، ارتاحي ، اتغذي كويس واخرجي من دور الزعل ده .. وأنت خليك معاها وادعمها وطمنها وإن شاء الله هتكونوا كويسين .. هجهزلكم أوراق الخروج .. الف سلامة عليكي .
الدكتورة خرجت ودخلت نادية وصباح يجهزوها ويساعدوها علشان تروح بيتها
صباح أصرت تاخد رغد معاها ونادية قصادها مصرة تاخد رغد معاها وتقول ما تسيبش بيتها وجوزها ..
رغد وقفتهم الاتنين بتعب : ماما اذا سمحتي أنا هروح مع جوزي .
صباح برفض : جوزك يجي معاكي ماعنديش مشكلة .
رغد بتعب : ماما اذا سمحتي .. خليني مع عمرو اذا سمحتي .
عمرو بص لحماته : أنا مش هسيبها لحظة .
صباح بغضب : أنت السبب في اللي حصلها ده بسبب اللي حصل وعصبيتها ونرفزتها ده اللي نزل البيبي .. العصبية وحرق الدم .
نادية بغيظ : ليه وهو عمل ايه ! كان خايف عليها ودارى عنها علشان ما يزعلهاش دلوقتي بقى غلطان ؟
صباح بغيظ : أيوة قهرها لما سمح للكلبة دي تدخل وتلعب بيه وتبتزه وتنرفز بنتي وكل يوم والتاني تبعتلها صورة تحرق دمها .
نادية كشرت : ابني ما خباش على مراته حاجة وبعدين كان شاب طايش زي أي شاب واتجوز وحب مراته وحاططها جوا عينيه تنكري ده ؟ إنه بيحبها ؟ وبعدين لو في حد السبب في اللي حصل ده فبنتك هي السبب .
صباح شهقت : ليه إن شاء الله بنتي عملت ايه ؟
نادية بغضب : كل حياتها بتنشرها على الفيس .. أكلت ، شربت ، نامت ، حبت ، فرحت ، كشرت ، حملت ، دي بتتنفس على الفيس .. كل كبيرة وصغيرة منشورة على الفيس .. حياتها كلها منظورة ومحسودة .. فياريت بقى اللي حصل ده يا رغد يعلمك تبطلي شوية الفيس ده والحاجات اللي زي دي بتتنظر أول ما أعلنتي عن حملك أجهضتيه .. العين وحشة .
صباح بنرفزة : ده كلام جهل على فكرة .
نادية بصتلها : جهل ! الدكتورة قالتلك مفيش سبب طبي .. معنى كده إن السبب هو الحسد .. يا إما عقاب ليهم الاتنين .
عمرو ورغد اللي بيسمعوا الخناقة بتعب الاتنين بصولها وعمرو سأل : عقاب ليه !
نادية بصتلهم : عقاب للبنت اللي فضحتوها .
رغد بذهول : أنت بتدافعي عنها يا طنط !
نادية : حبيبتي مش بدافع هي تستاهل الحرق والقتل ولو شوفتها هموتها بايديا .. بس أنتي فضحتيها وفضيحة مش سهلة .. وأكتر حاجة بكرهها في الدنيا هي الخوض في أعراض الناس .. أنتي فضحتي عرض البنت دي هي وعيلتها .. عمرو راجل وبعدين مسحنا الصور وقلنا الحساب مزيف وبعدين ماكانش في غير كام صورة له هو مالهمش أهمية لكن أنتي بهدلتيها .
رغد بغضب : أنا ما اتبلتش عليها بصورة واحدة أنا مالعبتش في صورة واحدة .. أنا بس كشفت حقيقتها .
نادية : أنا مش قصدي أضايقك بس تصرفك كان غلط .. كان ممكن تكتفي إنك تبعتي الصور دي مثلا لجوزها بس أو لأبوها لكن مش لكل أهل البلد وكل الجروبات بتاعة بلدهم وتخلي فضيحتها هي وعيلتها على كل لسان .. ده أنتي ما اكتفيتيش بصورها مع عمرو لا وكمان نشرتي صورها بتقبض فلوس يعني فهمتي الناس إنها بتشتغل كدا مش بنت حبت واحد وغلطت معاه لا دي بتشتغل كدا واللي شاف الصورة افتكرها بنت ليل بفلوس وده اسمه تشهير بالأعراض وافترى وظلم .. ف أيوة ده عقاب من ربنا ليكي لأنك استقويتي كتير و فضيحة البنت مش حاجة سهلة ودول مجتمع بسيط .. أنتي دمرتيها وياريت هي لوحدها لا انتي دمرتي كل عيلتها .
رغد بغضب : تستاهل ولو الزمن رجع تاني هعمل ده بس بدري شوية ( بصت لعمرو ) هنروح ولا أمشي مع ماما ؟
عمرو بسرعة : لا يلا .
أخدهم ومشي وطلعها وصلوا أوضتها تستريح فيها وسابها مع والدتها شوية وهو نزل لأمه : ليه قولتيلها الكلام ده ؟
نادية بصتله : علشان اللي عملته كان غلط بعدين أنا مارضيتش أكمل كلامي كله قدامهم لأن ده برضه عقاب ليك .. عقاب لكل أخطائك يا عمرو ولكل ماضيك .. كام بنت لعبت بيها وبمشاعرها وعشمتها بالجواز وخليت بيها ؟ شوفت زعلك على ابنك اللي اتعشمت بيه وراح منك ؟ دي قرصة ودن صغيرة ليك .. أنك تتعشم بحاجة وتطير منك بعد ما حلمت بيها واتمنيتها وفرحت بيها .. ده اللي كنت بتعمله في كل بنت لعبت بيها شوية .. تفرحها وبعدها تموتها بالشكل ده .. فده كان عقاب ليك أنت كمان ياريت بقى تتعظ يا عمرو .. اطلع يا حبيبي لمراتك وابدأوا حياة جديدة واتعلموا من أخطائكم .. وربنا يعوضكم خير عن البيبي اللي راح .. اطلعلها يا حبيبي .
رقية كانت شبه منعزلة عن الكل بس قررت تخرج وما تتكسرش بسهولة .. أيوة مش هتسمح لحد يكسرها دي بنت العز عمرها كله
كان في حفلة في النادي وهي قررت تروح وتشوف صحباتها ..
دخلت الحفلة رافعة راسها لفوق كعادتها بس وهي داخلة سمعت كلام تهكم
@ : رافعة راسها على ايه ! ده جوزها طلع متجوز عليها .
& : أيوة ده عنده كمان عيلين وابنه مسكه مدير شركته .. وبنت زي القمر أخلاق وجمال .
£ : دي بنتها اتطلقت عرفتوا كده ؟
@ : جوزها منزل في الجرايد إن عنده ولد وبنت غير ملك وهي جاية كدا عادي؟
كل واحدة بكلمة لحد ما وقفت مع صحباتها اللي سلموا عليها بتكبر نوعا ما
رقية بتكبر : ازيكم عاملين ايه ؟
صحباتها صافي (صفاء) دولي ( داليا ) نونو ( نبيلة )
صافي بتريقة : ازيك يا رقية محدش شايفك !
رقية ابتسمت : مشاغل .
دولي بتريقة : أنا افتكرتك زعلانة علشان بنتك اتطلقت .
رقية بتكبر : هي طايشة مش بيعجبها حد بسهولة .
نبيلة: ربنا يهديها .. هي غلطت أصلا لما ضيعت ابن المرشدي من ايديها .
صافي : هو اللي سابها .. هي في واحدة عاقلة تضيع واحد زي كريم المرشدي من ايدها .
رقية بتريقة : ليه يعني ماله ابن المرشدي !
صافي بذهول : ماله ! أخلاق ومال وجمال زي ما بيقولوا ! وهو ده راجل يتساب أصلا ! أنا مش عارفة مين فيكم المتخلف وخلاها تتجوز واحد زي سليم اللي كل يوم والتاني مع بنت شكل هنا .. شاب فاشل أصلا .
رقية بضيق : اهو النصيب .
نبيلة: إلا قوليلي .. هو نادر ابن جوزك خطب مين ؟ بيقولو حد مش معروف ؟
رقية بضيق : اهو جربوع هيخطب مين يعني غير جربوعة زيه !
صافي بتغيظها : بالعكس ده شاب محترم جدا أنا شوفته في النادي هنا مع أخته نور وملك برضه وكان شاب جنتل جدا .
نبيلة : أصلا هو هيقش .. طول عمر الولد بيقش المفروض يا رقية تخلي جوزك يكتبلك حاجة باسمك لأحسن ابنه يرميكي في الشارع .
رقية بغضب : مين ده اللي يرميني في الشارع !
دولي : بس مين مراته التانية يا ترى ! تعرفيها يا رقية ! بس ازاي كل السنين دي وأنتي ماحسيتيش إنه متجوز ده أنا جوزي لو اتلفت بس يمين ولا شمال أمسكه وأنتي متجوز ومخلف عيلين وقرب يكمل ٣٠ سنة وأنتي نايمة !
نبيلة : مش عارفة ازاي فعلا ده أنا لو بات برا بدور بات فين !
صافي بتريقة : ماهو يا أنتي هبلة أوي يا رقية يا جوزك شاطر أوي وأنا أرجح الهبل لأن مفيش راجل شاطر للدرجة دي أبدا .
نبيلة : فعلا رقية واخدة قلم في نفسها بس في الآخر لبست القلم هي .
صافي بتهكم : بس أنتي هتفضلي بقى على ذمته لحد امتى يا رقية !
دولي : هي هتعمل ايه ! تتطلق وما ينوبهاش أي حاجة في الآخر غصب عنها لازم تفضل على ذمته .
نبيلة : فعلا مش كفاية ملك اتطلقت هتبقى هي وأمها .
فضلوا يتريقوا عليها كتير وهي مابقتش قادرة ترد عليهم ومتخيلة هيعملوا ايه لو عرفوا إن هي كمان اتطلقت … مرة واحدة وقفت وسابتهم ومشيت وسط ضحكهم عليها كلهم
روحت بيتها الطويل العريض الفاضي ودخلت قعدت في الظلمة لوحدها .. وفكرت لأول مرة إنها ضيعت عمرها كله في اللا شيء .. فكرت كام مرة خالد طلب منها تكون زوجة بجد .. كام مرة طلب منها يخلفوا وهي اكتفت بملك دي حتى ملك كانت عايزة تنزلها وادي ملك راحت لأخواتها وسابتها لوحدها .. ليه هي لوحدها بالشكل ده ! ليه ماعندهاش أصحاب بجد يقفوا جنبها في وضع زي ده ! كام مرة خالد يقولها أصحابك دول مزيفين وقت الجد مش هتلاقي كلب فيهم معاكي وكان عنده حق .. اهيه مش لاقيه حد معاها .. حتى بنتها سابتها .. حتى بنتها خلتها تكرهها وتبعد عنها .. دمرتها ودمرت نفسها ..
كريم مع أمل في أوضتهم الباب خبط كانت مديرة المستشفى ومعاها حد كبير استأذنت ودخلت وبعدما سلمت عرفتهم بالشخصية اللي معاها كان مدير شركة برمجيات مستر ألكس ديميتري
ألكس : المهندس اللي بعتته شركتنا قالي على البرامج اللي استخدمتها وأنا جاي أعرض عليك وظيفة عندي في الشركة بالمرتب اللي تحدده .
كريم ابتسم بتواضع : أهلا بحضرتك وده شرف ليا إنك تيجي عندي هنا بس أنا آسف أنا مش محتاج لوظيفة .
ألكس : المرتب اللي هتقول عليه أنا موافق .
المديرة بتشجيع: دي فرصة كبيرة مش أي حد ممكن يلاقيها .
كريم بصلها : زي ما قلتلك أنا الفلوس بالنسبالي مش مهمة .
المديرة : ماشي بس دي وظيفة كبيرة .
كريم بصلهم الاتنين : وظيفة كبيرة ! امممم ! أنا جاي هنا أقضي شهر العسل ……..
ألكس قاطعه : شهر العسل بعد ما تخرج من هنا شاور على أي مكان في العالم وأنا هتعامل .
كريم بصله : اديني فرصة أخلص كلامي .. أنا جاي أقضي شهر العسل وبعدها أرجع لشغلي ولشركتي .
ألكس : شركتك قولي مكسبها اد ايه شهريا وهديك الضعف .
كريم بتوضيح : شركتي مش صغيرة علشان تديني الضعف ده أولا .. ثانيا شركتي تعتبر أكبر شركة في الشرق الأوسط كله في مجال البرمجة فأنا مش بحاجة لأي فرص .
ألكس بتفكير : أكبر شركة أعرفها في الشرق الأوسط هي شركة المرشدي جروب واتعاملت معاها في مرة واشتريت من عندهم برامج واشتروا من عندي برامج .
كريم ابتسم : عارف الكلام ده وعارف البرامج اللي اشتريتها منك .
الكس هنا بصله أوي : اشتريتها ؟
كريم وضح : أيوة اشتريتها لأن المرشدي جروب دي شركتي .
ألكس بصله بصدمة : أنت صاحبها ! أنت اللي عملت الجروب ده ! دي مجموعة كبيرة وليها أكتر من فرع في الشرق الأوسط .
كريم وضح : والدي اللي بدأها لكن أنا وقريبي اللي كبرناها وعملنا الفروع دي والبرامج اللي اشتريتها من عندي كانت برامجي أنا .. أعتقد كده وضحت ليك إني مش محتاج لوظيفة هنا .
المديرة بصت لألكس : أنا كده مش فاهمة .
ألكس بصلها : كده شركته هو اد شركتي ومش محتاج الوظيفة ولا هيسيب مكانته في شركته علشان يشتغل مع غيره ( بص لكريم ) طيب ايه رأيك لو عندي برنامج جديد عايز أطوره وأعدله ممكن نشتغل سوى عشان نعمل ده ؟ تبادل منفعة يعني ؟
كريم بصله بتعب : ماعنديش أدنى مانع احنا اشتغلنا قبل كدا سوا والتعامل معاكم كان كويس بس أكيد مش هتكلم معاك دلوقتي أو وأنا في إجازتي بشكل عام .. ( بص لأمل وكلمها بالعربي ) أمول اديني كارت الشركة من محفظتي .
أمل ابتسمت وقامت جابت كارت وادتهوله وهو اداه لألكس : الكارت ده فيه رقمي الشخصي وايميلات الشركة كلها عندك لو حابب تتكلم في الشغل دلوقتي اتواصل مع باشمهندس اسمه مؤمن وأنا هديله فكرة أو لو حابب تنتظر لحد ما أرجع شغلي مفيش مشكلة .. براحتك .
ألكس مد ايده وسلم على كريم : هنتظرك ترجع أنا حابب كلامي يكون معاك بشكل مباشر .
كريم ابتسم وألكس انسحب وماكس كان داخل قابلهم خارجين بص لكريم : ايه ماله خارج مكشر ! وافقت على عرضه !
كريم ابتسم : لا طبعا صدمته بس المهم قولي هخرج امتى ؟
ماكس ابتسم : ايدك أخبارها ايه ! واجعاك صح ؟خليك للصبح معانا علشان نقدر نسيطر على الألم بعد حقنة النهارده وبعدها ابقى اخرج .
أمل قربت منهم : نقدر نسافر امتى ؟
ماكس بصلها : تسافروا اممم ! مش هتكملوا شهر العسل بتاعكم ؟
كريم ابتسم : عايزة ترجع .
ماكس بصلهم : خليكم يومين بس نطمن وبعدها سافروا .. هسيبكم ترتاحوا ولو في حاجة كلموني .
خرج وسابهم وأمل قربت قعدت قصاده وبفضول : كان عايز ايه ألكس ده ! وبعدين بتتكلموا بالفرنساوي ليه ! مش تتكلم انجليزي يا كريم علشان أفهمك ! كان عايز ايه وأنت مشيته قفاه يقمر عيش !
كريم ضحك : ايه قفاه يقمر عيش دي ! وبعدين اتعلمي فرنساوي أنتي .. لما نرجع هخليكي تاخدي دورات في الفرنساوي .
أمل كشرت : أنت هتعلمني ايه ولا ايه بالظبط ! مش عايزة أنا أتعلم فرنساوي بعدين أنا درست ألماني .
كريم بابتسامة : بتعرفي ألماني ؟طيب دي حاجة كويسة جدا يا أمل .
أمل بغيظ : بقول درست ما قلتش بعرف درست أيام ثانوي هاه .. فاكر أنت أيام ثانوي ! يعني يادوب الف باء تاء .
كريم بإقناع : يبقى قوي اللغة الألمانية .. أصلا بحتاج كتير اللغة الألمانية في شغلنا وبحتاج دايما لمترجم .. تعالي ندرس أنا وأنتي اللغة وأنتي تعلميني بما إنك خبرة عني ايه رأيك ؟
أمل وقفت : أنت رخم على فكرة .. أنا كنت متخيلة إني بحب الدراسة والكورسات بس مش للدرجة دي يا كريم .. بالراحة يا بابا عليا .
كريم ضحك : يا بنتي الحياة تعليم .. لازم كل يوم تتعلمي حاجة جديدة .. امال الإنسان عايش ليه ! ياكل ويشرب وينام ! لازم التعليم لازم تنمي عقلك وتضيفي حاجة جديدة ولو كل يوم معلومة .. لازم يا حبيبتي .
أمل ابتسمت بغيظ: طيب أنت اعرف المعلومة وقبل ماأنام عرفهالي وبكده كل يوم أعرف معلومة منك .
كريم بصلها شوية : محدش قالك قبل كده إنك نصابة كبيرة ؟
أمل ضحكت بمشاغبة : مش أنت جوزي ! مطلوب منك تعلمني .
كريم بصلها شوية : أعلمك على عيني وعلى راسي ماشي لكن تتعلمي معايا مش اديكي آخر الليل معلومة يا ناصحة أخواتك .
أمل بلماضة : ماعنديش غير أخ واحد فين أخواتي دول !
كريم بغيظ : هي بتتقال كده يالمضة .
أمل ضحكت وهو شوية وضحك معاها وشدها لحضنه : أنتي غلسة على فكرة .
أمل بضحك : غلسة وبتحبني أعمل ايه في نفسي بس .
كريم ضحك معاها جامد وقعدوا يهزروا مع بعض ..
عمرو آخر الليل جنب رغد واخدها في حضنه وبيحاول يعوضها عن الأيام اللي فاتت وهي بصتله : عمرو هو ممكن يكون اللي حصلنا ده بجد علشان فضحنا سمر ؟
عمرو أخد نفس طويل : مش عارف يا رغد أنا مش هكدب عليكي أنا بكره سمر جدا فوق ما تتخيلي ومن زمان مش دلوقتي بس .. بس اتضايقت من اللي حصل ده .. أنا يمكن ساعة ما صورت الصور دي كان ده غرضي إني أستغلها وأخليها زي الخاتم في صباعي ويمكن ده اللي مكرهني في نفسي دلوقتي إن ده كان تفكيري زمان .. أنا كنت حقير للدرجة دي بصور بنت علشان أستغلها فيما بعد .. شوفتي حقارتي كانت واصلة لايه ! وزعلان دلوقتي إن ده حصل فعلا بالصور اللي أنا صورتها .. فيمكن فعلا يكون ده ذنب اللي عملته زمان .. يمكن يا رغد .
رغد دفنت وشها في حضنه : غضبي منك ومنها كان عاميني .. مافكرتش بالطريقة اللي قالت عليها مامتك أبدا والله ما فكرت .. مجاش في بالي ولو للحظة فكرة إن الناس هتبصلها زي بنات الليل وإني شوهت صورتها أكتر من الواقع .. مامتك النهارده خلتني أزعل من نفسي أوي مع إني ماكنتش ندمانة في الأول يا عمرو إني فضحتها .. أنا بكرهها أنت ما شوفتش نظراتها ليا ولا رسايلها ولا تحديها .. بتتحداني أنا إنها هتاخدك مني .. صراحة مش قادرة أتعاطف معاها بأي شكل بس كمان ماكنتش عايزة أوصل إنها زي بنات الليل كنت عايزة أعرفها وأعرف الناس حقيقتها وبس .
عمرو أخد نفس طويل : سيبك منها بقى .. هي في حالها واحنا في حالنا .. بس ربنا يسامحنا على أخطائنا القديمة وما يعاقبناش عليها ..
رغد : يارب يا حبيبي يارب .
نادر كان في مكتبه الصبح وبلغ السكرتيرة تستدعي مروة وراحت بلغتها
مروة راحت لعنده خبطت وفتحت الباب فهو شاورلها تدخل وكان بيتكلم في موبايله وهي دخلت وسابت الباب موارب كعادتها فهو بصلها : اقفلي الباب يا مارو اذا سمحتي .
مروة كشرت باستغراب وهو ابتسم : معلش موضوع مهم جدا ومش هينفع أكلمك والباب مفتوح اقفليه بعد اذنك .
مروة كشرت وقفلت الباب وقربت من مكتبه ووقفت قصاد المكتب وهو ابتسم وبعدها مسك موبايله وفتح الكاميرا وابتسم : أيوة يا ست الكل شايفاني كده ؟جيبتهالك اهو .
بص لمروة اللي مكشرة ومستغربة وهو مبتسم وبصلها : أمي عايزة تكلمك وتتعرف عليكي ومبسوطة إني قولتلك حقيقتها .. ينفع تكلميها؟
مروة وسعت عينيها بحرج وبتشاورله إنها محرجة وهو مبتسم وشبه بيضحك عليها وبص للموبايل بحزن مصطنع : مش عايزة تكلمك يا أمي .
مروة بغيظ : لا لا حضرتك ما تصديقهوش .
نادر ضحك جامد ونهلة زعقتله بهزار : اخص عليك يا نادر ما تزعلهاش .
نادر بص لمامته : ماهي مش عايزة تكلمك يا نهلة أعملها ايه أنا !
مروة قربت وأخدت منه الموبايل واتحرجت في الأول بس لقت نهلة ست بسيطة جدا وابتسمت في وشها : ازي حضرتك يا طنط .
نهلك بابتسامة بشوشة : ازيك يا بنتي بسم الله ما شاء الله نادر قالي إنك قمر بس أنتي أحلى بكتير من وصفه .
نادر بصوت عالي : عرفت أنقي يعني يا نهول ؟
نهلة بحب : زين ما اخترت يا حبيبي .
مروة بحرج : حضرتك عاملة ايه ! كان نفسي أتعرف على حضرتك .
نهلة ابتسمت : معلش يا بنتي ظروفنا كده وكل شيء بآوان .. بكرا باذن الله نتعرف على بعض أكتر .
مروة ابتسمت : باذن الله يا طنط .
نهلة بتردد : بلاش طنط دي يا مروة .. قوليلي يا ماما .. أنتي هتبقي بإذن الله مرات ابني يعني أنتي زي نور بالظبط وغلاوتك من غلاوة نادر .
مروة بحرج : حاضر يا ماما .. ربنا يجيبك بالسلامة يارب .
نهلة بحب : يارب يا قلبي .. نادر هيديكي رقمي وكلميني يا قلبي في أي وقت يعني مش شرط نادر يكون معاكي .. بس زي ماهو فهمك الوضع محدش يعرف طبعا .
مروة ابتسمت بحب : طبعا فاهمة يا ست الكل ما تقلقيش محدش هيعرف أبدا مني .
قفلت معاها وبصت لنادر شوية وهو مبتسم وهي ابتسمت : مامتك طيبة أوي وأختك طيوبة أنت شرير لمين بقى ! حتى عمو خالد طيب وجنتل أنت طالع شيطاني لمين !
نادر بصلها بذهول : أنا شيطاني ! أنا شرير ! طيب لما أنا شرير وافقتي تتجوزيني ليه !
مروة بصتله شوية : يمكن لأني ما بحبش الشخصيات التقليدية وأنت مش تقليدي أبدا .
نادر بصلها أوي : أنا فعلا يا مروة ممكن أكون مختلف شوية بس أعتقد إني مش شرير يعني ؟
مروة ابتسمت : ماأقصدش شرير بمعنى الشر يا نادر .. مش عارفة أفهمك ازاي ! بس أقصد إن مامتك من كلامي معاها ست طيوبة أوي ونور برضه طيوبة بس أنت .. أنت غامض .. صعب .. بص علشان حاسة إني بعك كل ما بتكلم أقصد إنك مش طيب أوي زيهم .. مش .. مش زيهم .
نادر ابتسم للخبطتها : أنا فاهم أنتي عايزة تقولي ايه بالظبط يا مروة وهجاوبك .. أنا كبرت لقيت أبويا بيخبي إننا عياله وكنت متخيل إنه خايف على وضعه الاجتماعي لأن والدتي ست بسيطة ومن عيلة بسيطة .
مروة بذهول : ماكنتش تعرف بحكاية مامتك ؟
نادر بأسف : لسة عارف قريب .. بعد ما اشتغلت هنا كمان .. ماعرفوناش وتخيلوا إننا مش هنستوعب اللي ماما عملته أو ليه عملته وبالتالي أنا عشت حياتي تقريبا بدون أب لأن أبويا في السر لكن قدام المجتمع أنا ماليش أب .. حسيت إن أنا المسئول عن أمي وأختي وقمت بالدور ده .. يعني بمجرد ما كبرت شوية كنت أنا اللي بقوم بكل حاجة المفروض أبويا يقوم بيها .. لو احتجنا حاجة أنا اللي بنزل أشتريها .. أنا الي بذاكر لنور .. لو حد تعب أنا اللي بنزل أشوف دكتور وأنا أشتري العلاج .. أيوة مش هنكر إن أبويا كان موجود بس مش زي أي أب مش عارف أنتي فاهماني ولا لا؟ بس أنا كنت متضايق منه جدا وجوايا كمية غيظ وغضب ممكن يولعوا في الدنيا .. كنت فعلا مخنوق منه .. كنت ضد نور دايما إنها بتحبه وإنها عايزاه في حياتها .. أول ما كبرت وهروح الجامعة هربت من مصر كلها وأصريت أدخل جامعه برا وياما بوست ايد ماما تسافر معايا وماكنتش عارف هي ليه رافضة وكنت متضايق منها جدا واستنيت نور تدخل جامعة وأصريت إنها تيجي معايا كنوع من أنواع الضغط على أمي علشان هي كمان تسافر بس اتصدمت إنها رفضت برضه السفر وفسرته ساعتها إنها بتحب بابا أكتر مننا .. كنت غبي للأسف .
مروة بصت لملامحه وحست بوجعه وهو بيتكلم : حبيبي ده ماكانش غباء ده كان إحساسك بالمسئولية ناحية عيلتك وكان حبك ليهم .. بعدين كان المفروض يقولولك .. أنت على الأقل تكون عارف .
نادر بوجع : كان المفروض يقولولي لأني كنت بدأت أكرههم الاتنين .. مش قادر أعذره على استمرارنا في السر ومش قادر أعذرها على تحملها لكل ده .. ماكنتش لاقي ليهم أي عذر وبالتالي كنت متضايق ومخنوق وغضبان طول الوقت .. وده اللي خلاني شيطاني زي ما أنتي ما بتقولي .
مروة بأسف : ما أقصدش أبدا يا نادر المعنى ده .
نادر ابتسملها : عارف والله قصدك أنتي تقصدي إني مش بدرجة طيبتهم .. مروة أنا أمي طيبة لدرجة الهبل .. طيبة بطريقة مستفزة .. نور مش أوي مش زيها بس طيبة لكن أنا لا أنا فعلا شرير وما بحبش حد يجي عليا أو اتعودت أكون مهاجم .. مش بنتظر اللي قدامي ياخد خطوة بهاجم على طول .. متخفز على طول .. مستعد لأي شيء .. عصبي لدرجة غبية وللأسف ساعتها بكون غبي فأنتي صراحة يا مروة ربنا يعينك على اختيارك ليا زوج ليكي لأنك هتعاني .
مروة حاولت تهزر : أنت بتخوفني منك يعني !
نادر بصلها أوي : اعتبريه تحذير لمرة واحدة في العمر ( بينهم المكتب بس هو اتعدل وقرب ناحيتها لأنها كانت ساندة على المكتب ) لو عايزة تهربي اهربي يا مروة لأني فعلا غبي في معظم تصرفاتي ومتهور ومهاجم .
مروة قربت هي كمان منه : وأنا أغبى منك وبعرف أصد الهجوم كويس ومدافعة درجة أولى فاحنا هنكمل بعض وهنعمل تيم حلو وهنكسب أي حد يقف في وشنا .. في ظهرك رجالة ما تخافش .
نادر ابتسم غصب عنه : مش عايزك في ظهري .. عايزك جنبي ايدي في ايدك .. مش ورايا أبدا .. جنبي يا مارو .
مروة ابتسمت بحرج : جنبك يا حبيبي .. جنبك .
شريف فضل حابس نفسه في الأوضة اللي معظم وقته كان بيقعد فيها وميادة قلبها بيتقطع على ابنها اللي هي بغبائها حولته من أنجح دكتور وأكتر شاب محترم ومرغوب في البلد كلها حولته للإنسان المتدمر اللي اتفضح في بلده وشغله وأصحابه ومراته خلته مسخرة البلد كلها .. هي دمرت ابنها بالشكل ده ! هي عملت فيه كده وكل ده ليه علشان سمعت لبدرية الكلب هي و بنتها .. كان جواها غضب وكره لبدرية مالهمش أول من آخر ..
دخلت عند ابنها وقعدت جنبه : حبيبي علشان خاطري ما تعملش في نفسك كده !
شريف بصلها بتعب : وأعمل ايه ! قوليلي أنتي وشوري عليا أعمل ايه ! مش قادر أنزل شغلي .. مش قادر أكلم حد .. مش عارف حتى أبص لنفسي في المرايا لأني شايف شخص فاشل حقير غبي .. مش قادر أخرج في البلد لأني بقيت أضحوكة البلد كلها ومسخرتها .. أعمل ايه ! أنا سيبت أمل .. وأخدت سمر .. سبت ملاك وأخدت شيطان .. قوليلي أنتي أعمل ايه ! أرجع شغلي وعيادتي ازاي ! أرجع احترامي لنفسي واحترام الناس ليا ازاي ! ( صوته اتهز وكاتم دموعه) قوليلي يا أمي أعمل ايه ! أخلي الناس يحترموني تاني ازاي ! أتخلص من الفضيحة دي ازاي !
ميادة عيطت وضمته لصدرها : هي غلطت وأنت طلقتها .
شريف بعد عن حضنها وبصلها : وبالرغم من إنها كلبة وحقيرة إلا إنهم قالوا بيهرب وبينط من المركب في أول مشكلة .
ميادة مسحت دموعها : مين بس اللي بيقول ؟
شريف بصلها بوجع : اقرئي الكومنتات اللي على الصور .. في ناس دافعت وقالوا طلقها وناس من البلد قالوا ماهو قبلها ساب بنت عمها علشانها يبقى يستحمل واهو دلوقتي سابها فدي عادته .. بينط من واحدة لواحدة ويهرب .. وأنا فعلا كده .. أنا حتى ما حاولتش أسمعها .
ميادة بغضب : تسمع ايه ! دي كلبة وماكانتش أصلا تستاهل تبقى مراتك دي غلطتي أنا وحقك عليا وهفضل عمري كله أستسمحك إنك تسامحني إني قلت في حقها كلمة واحدة كويسة بس خدعوني الاتنين هي وأمها وهفضل أدعي عليهم ليل نهار ربنا ينتقم منهم أشد انتقام .. بدرية فضلت زي السحر تزن على وداني لحد ما صدقتها .. صدقتها يا حبيبي وبليتك بالبلوة دي فحقك عليا أنا اللي عملت فيك كده ! حقك عليا يا ابني .
شريف بصلها : أنا كمان يا أمي عملت زيك ورميت وداني لسمر فأنتي مش غلطانة لوحدك أنا شاركتك الغلط ده .. ما تشيليش نفسك فوق طاقتها لأني غلطت معاكي ويمكن غلطتي كانت أكبر .. أنا كنت بسمع لسمر وأنا لسه خاطب أمل .. كنت بسمعلها وبصدقها .. فأنتي مش غلطانة لوحدك أبدا يا أمي .. أنا شريكك ..
ميادة مسحت دموعها ومسحت لابنها دموعه : انزل المستشفى وانزل عيادتك وارجع لشغلك والناس كده كده بتنسى .. اللي يتكلم قول طلقتها وراحت لحال سبيلها ولا تذكرها بحلو ولا بوحش .. يلا قوم .
وقفت وحاولت تشده توقفه بس هو بتعب بصلها : يا أمي سيبيني بالله عليكي .. مش دلوقتي .. هنزل أكيد لشغلي وعيادتي بس مش دلوقتي .. دلوقتي مش قادر أواجه حد .
سابته وخرجت وبعد ما قفلت الباب عيطت على حاله و وجعه ..
سمر كانت في بيت أبوها بتجهز الأكل وقعدت بتعب بتحاول تستريح وكارهة نفسها وكارهة البيت والشغل وكل حاجة بس أبوها لو رجع مالقاش أكل بيقلب الدنيا .. استغربت ازاي أبوها الطيب اتحول للشرير ده ؟ ازاي هي بعد الدلع اللي كانت فيه بقت خدامة في بيت أبوها تطبخ وتنظف وتغسل وتنشر وتشيل وتحط وبس .. كل ما بتشتغل حاجة الكره والغضب والحقد بيزيدوا جواها .. بس هتعمل ايه ! تستني شوية وبكرا هترد ..
جرس الباب ضرب وراحت تفتح واتصدمت من اللي شافته على الباب ورددت بذهول : سهر !
سهر حضنتها جامد والاتنين رحبوا ببعض ودخلت بعيالها الاتنين كان معاها سيف عنده ٣ سنين وهدير عمرها سنة واحدة ..
دخلت بعيالها وسمر واقفة على الباب لسه
سهر باستغراب : اقفلي وادخلي !
سمر باستغراب أكتر : امال حسام جوزك فين !
سهر ابتسمت : معرفش ياخد إجازة وأنا كان لازم أنزل .
سمر قفلت الباب ودخلت وقعدت هي وأختها
سمر بحيرة : جيتي ازاي لوحدك !
سهر بصتلها : أخدت عربية من المطار لهنا وماحبيتش أعمل قلق وسط القلق اللي حاصل سيبك مني وقوليلي ايه الصور اللي اتنشرتلك دي ؟ ازاي سمحتي لحد يصورك في أوضاع زي دي ! ازاي فرطتي في نفسك كده ! ومين الواد اللي أنتي متصورة معاه ده ! ومين نشرلك الصور دي وليه ! وقبل كل ده احكيلي بالتفصيل ازاي وافقتي تتجوزي شريف خطيب أمل !
سمر وقفت : الأكل على النار هدخل ليتحرق وأبوكي يقلب الدنيا .. قومي غيري لعيالك أكيد تعبانين وأكليهم يلا .
هربت منها ودخلت المطبخ لأنها مش مستعدة تحكي أي حاجة لأي حد أو تقدم مبررات وخصوصا لأختها اللي عايشة معززة مكرمة مع جوزها وجاية تنزل دلوقتي تعمل فيها كبيرة .. لا هي مش مستعدة أبدا لده ..
سهر كلمت أبوها اللي ما صدقش أبدا إنها هنا في البلد وقفل معاها بسرعة وجري على عبدالله : أنا مروح يا عبدالله عايز حاجة مني !
عبدالله اتوتر : طمني الأول في ايه بتجري كده عليه !
محمد ابتسم : سهر في البيت !هي وعيالها .
عبدالله باستغراب : طيب مش كنت تقول كان طه راح جابها من المطار ؟
محمد بصله : معرفش إنها جاية ده أنا لسه متفاجىء زيك إنها في البيت .. أنا هروح عايز حاجة مني !
عبدالله ابتسم : لا روح اطمن عليها وطمني .
محمد روح بيته جري لأنه مشتاق لبنته كتير وقعدوا مع بعض الاتنين وهي مشتاقة لأبوها وطلبت منه يحكيلها ايه اللي وصل الدنيا كلها للخراب بالشكل ده ! طلب منها ترتاح دلوقتي وبعدين هيحكيلها ..
بعد يومين
كريم خرج من المستشفى ورجع للفندق هو وأمل وقضوا يومين فيه زي ما الدكتور طلب منهم .. كانوا يومين حلوين وخصوصا إن كريم بطل يتوجع طول الليل بس طبعا طول الوقت مخلي أمل هي ايده .. كل حاجة بيخلي أمل تعملهاله .. بتاكله وتشربه وبيدلع عليها كتير جدا وكل ما تعترض أو تتكلم يقولها ايدي وهي تجري عليه ..
كانت قاعدة جنبه بتاكله وهو برضه بياكلها بايده الشمال وموبايله رن فهو بصلها : هاتي موبايلي .
أمل باستفزاز : بعيد جدا قوم هاته مش كفاية باكلك .
كريم بصلها : ايه بتأكليني دي ؟ امال لو بتطبخيلي كنتي عملتي فيا ايه ؟
أمل ضحكت : ياريتنا في بيتنا كنت طبختلك فعلا بايدي .
كريم ابتسم : كنتي هتعشيني ايه ؟
أمل ابتسمت : أنت عايز ايه !
كريم فكر : همبورجر وبطاطس .
أمل كشرت : طيب ما كنا طلبنا همبورجر وبطاطس نتعشى بيهم .
كريم ابتسم : العشا ده برضه حلو .. بحب البيتزا جدا .
أمل قربت منه : لما نرجع بإذن الله هدوقك البيتزا بتاعتي وإن شاء الله تعجبك .
كريم بصلها بحب : مش متخيل يا أمل إنك ممكن تعملي أي أكل وما أحبهوش .
الموبايل فصل ورن تاني وبصوا لبعض وهو هيقوم بس هي سبقته وضحكت : خليك مرتاح أنا هجيبه .
مسكته وبصتله : هو انا ليه مش مستغربة ؟
كريم ابتسم : يبقى مؤمن صح ؟
أمل ادته الموبايل وهو رد عليه وسلموا على بعض وبعدها سمعت كريم بيقوله :أيوة طبعا استلمهم .. أنت ذكي ولا ايه ! تمام .. طمني طيب أول ما تجيبهم .. يلا باي .
قفل معاه وأمل بصتله باستغراب : أول مرة تقفلوا بسرعة .
كريم ابتسم : بيتعشى مع نور .
أمل رفعت حاجب : يا سلام يعني هو يتعشى مع نور يقلبك بسرعة وسيادتك تتعشي معايا تطنشني وتقعد ترغي معاه بالساعة ! ده ايه بقى ده إن شاء الله ؟
كريم ضحك : مقدرش أطنشك أصلا يا قلبي وبعدين أنا لو طولت معاه بعد ما أقفل أنتي في حضني ومعايا لكن هو له وقت محدد مع نور وبعدها هتطير منه .. أنتي خلاص بقيتي في العش مش هتطيري .
امل ابتسمت : يا سلام ! ده ايه بقى الاشتغالة دي ! بتشتغلني سيادتك .
كريم : واشتغلك ليه يا حبيبي مش أنتي خلاص مراتي وفي بيتي وفي حضني طول الوقت وفي أي وقت ؟ لكن هو لا.. المهم قبل ما ننام حاجتنا كلها جاهزة ؟ هنسافر بكرا إن شاء الله آخر النهار .
أمل ابتسمت : اه كله جاهز .. الصبح هنروح للدكتور صح ؟
كريم ابتسم : اه صح .. وبعدها شوفي عايزة تعملي ايه وآخر النهار نرجع بيتنا .
أمل ابتسمت بحماس : متحمسة أنا للرجوع مش عارفة ليه ! صح ايه دي اللي مؤمن يستلمها !
كريم ضحك : أنتي لسة فاكرة .. حاجات تبع الشغل اوردر كنت عامله من برا ولسه واصل فبيقولي وقولتله يستلمه .
الدكتور الصبح طمنهم على ايده وطلب منهم يفضلوا على تواصل بيه .. وأمل سلمت على صحباتها الجداد وأخدوا ايميلات بعض وأرقام بعض بحيث يفضلوا على اتصال وآخر النهار طلعوا على المطار في رحلة العودة ..
أمل بصت لكريم : مين هيستنانا ؟
كريم بصلها : محدش .. مش بحب أعرف حد امتى راجع .. أنتي اوعي تكوني قولتي لحد ؟
أمل ابتسمت : لا ماقلتش عرفت طبعك خلاص بس حتى مؤمن ؟
كريم : حتى مؤمن وبعدين مؤمن قلوق جدا فمش بحب أقلقه زيادة .
قعدوا ساكتين وأمل كشرت وهو لاحظ ده فبصلها : كشرتي ليه يا حبيبي ؟
امل بصتله بزعل : شهر عسلنا خلص وراجعين ! وخلاص !
كريم ابتسم ورفع وشها تواجهه : شهر عسلنا خلص فعلا بس عسلنا ما خلصش .. عايز حياتنا تستمر كده يا أمل .. مليانة حب وتفاهم ودلع .. أيوة الشغل هيضغطنا شوية بس أنا وأنتي طول ما ايدينا في ايدين بعض هنفضل مبسوطين وبعدين خلينا كل فتره نفصل عن الدنيا كده .. ناخد شهر مثلا كل فترة نعمله شهر عسل .. هو حد له عندنا حاجة !
أمل ابتسمت بحب : بجد هتاخد شهر اجازة ونطلع رحلة زي دي ! حتى لو في السنة مرة أو سنتين ؟
كريم بحب : كل سنة ناخد شهر كامل أنا وأنتي بعيد عن الكون بس ده ما يمنعش يا قلبي إننا نخطف إجازات كتير في النص هاه .
أمل بحب سندت على صدره : ربنا يخليك ليا يا حبيبي .
طلعوا الطيارة وقعدوا مكانهم وبيستعدوا للرحلة الطويلة .. قاعدين الاتنين بيتكلموا مع بعض ويدردشوا و مرة واحدة اتفاجئوا باللي حصل وأمل بصت لكريم بغضب مالوش أول من آخر وبتهدد بالانفجار لو ما اتصرفش بسرعة لكن هو قاعد مصدوم وعقله مش بيسعفه بأي تصرف يعمله !
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية العاصفة الجزء الثاني)