رواية العابثة الصغيرة الفصل الرابع عشر 14 بقلم سولييه نصار
رواية العابثة الصغيرة الجزء الرابع عشر
رواية العابثة الصغيرة البارت الرابع عشر
رواية العابثة الصغيرة الحلقة الرابعة عشر
نظرت دعاء إلي الخادمة بذهول وقالت:
-عيدي كلامك؟!
ابتسمت الخادمة بعطف وقالت:
-لو حابة ممكن اساعدك تهربي… حرام أنك تتحبسي بالشكل ده انتي إنسانة برضه… اهربي وروحي لأهلك… قرايبك أي حد يقدر يوقف في وشه ومترجعيش تاني
نهضت دعاء وقالت بإرتباك :
-بس ازاي ههرب… هو معين عليا حراسة كبيرة اووي… أنا خايفة عشان لو اتمسكت مش هيرحمني
جلست دعاء مرة أخري علي الأريكة وهي تضع كفها علي قلبها وتقول :.
-أنا بقول اديله فرصة كام يوم عشان يهدي وبعدين نتكلم وهو هيسمعني… صح يا رضوي.. أكيد هيسمعني… هو بيحبني وهيثق فيا… رائد هيثق فيا صح …
نظرت إليها الخادمة بحزن وقالت:
-لو كان عايزك تشرحي مكانش حبسك ولا عاملك بالشكل ده …انتِ مش مضطرة تستحملي المعاملة دي ابدا يا بنتي …
انسابت دموع دعاء وقالت وهي تشهق بألم :
-انا بحبه يا رضوي
-بس هو لا …
نظرت دعاء الي رضوي بصدمة لتقول رضوي بإحكام :
-اللي بيحب مبيأذيش بالطريقة دي …اللي بيحب بيثق …بيسمع ويتفهم …اللي بيحب بيحافظ علي كرامه الشخص اللي بيحبه …يا بنتي أنا قلبي واجعني عليكِ عشان كده عايزاكي تهربي من هنا وتمشي …روحي عند اهلك …اي حد يقف في وشه …
انسابت دموعها. هي تقول بإختناق:
– عندك حق بس انا مليش حد يا رضوي …امي ماتت وابويا اتجوز وسابني …عم منعم الله يكرمه هو اللي ساعدني وانا مش عايزة اضره اكتر من كده …كفاية اللي خسره بسببي …
جلست رضوي بجوارها وقالت:
-يعني مش عايزة تهربي …
-انا خايفة
-متخافيش أنا هساعدك …يمكن لما تروحي لهم منعم يتكلم معاه ويقنعه …يمكن يهدي شوية …
نظرت إليها دعاء وقالت:
-ايوة بس ههرب ازاي
-انا هقولك
قالتها رضوي وهي تطمئنها …بينما شعرت دعاء بالخوف لا تعرف هل قرارها صحيح ام لا …ولكن لن تتحمل تلك المعاملة من رائد …صحيح تحبه ولكنها لن تتنازل أكثر
…… .. …….
بعد قليل …
-طيب لما يسألك انتي هتقوليله ايه وهتبرري هروبي ازاي؟!
قالتها دعاء بتوتر بالغ وهي تقف أمام الباب الخلفي للمطبخ… كان كل شئ جاهز… الحراس نائمون بسبب العصير الذي اعدته رضوي ثم وضعت فيه منوم قوي واعطتهم إياه… الخطة كالاتي.. ستخرج من البوابة الكبيرة ثم تذهب إلي الشارع العمومي وتستقل سيارة أجرة لتاخذها إلي منزلها…. الأمر بسيط للغاية… إذن لماذا هي خائفة؟!! لماذا قلبها ينبض بهذا الخوف… والحزن!! رغم كل شئ ما زالت تعشقه… ولم ترغب أن ينتهي زواجهما بتلك الطريقة… ولكن حقا لن تتحمل شكوكه وهوسه…. رائد كالنمر المجروح أقل احتكاك به سيجعله أكثر خطوره…لدرجة أنه قد يقتلها في أحد نوبات جنونه…وهي اصبحت تخاف منه كثيرا …كان يجب أن يسمعها بدل ما أن يتهمها في شرفها … ربما عم منعم سيساعدها …ربما يتكلم معه وينتهي الموضوع …أغمضت عينيها بخوف وهي تقرر أن تخطو خطوة نحو حريتها …ربما تنفصل عنه للابد تلك المرة وتلك الفكرة توجهت قلبها فكادت أن تتراجع ولكنها حكمت عقلها وخرجت مسرعة بعد أن ودعت رضوي ….
بعد أن خرجت متسللة من الفيلا اخذت تركض ودموعها تتسابق علي وجنتيها …لقد تركت قلبها وذهبت من أجل سلامة روحها ….ولكنها أيقنت أن الهروب مؤلم ولكن البقاء ايضا جحيم وما بين الاثنين هي ضائعة تماما …أشارت لسيارة أجرة ثم استقلتها وهي تمليه العنوان بصوت مرتعش …
…………
بعد ساعات كان صوت رائد يهدر في المنزل وهو يبحث عن دعاء ورضوي
-الهانم هربت يا لؤي…. هربت وراحت لعشيقها وديني لاقتلها.
قالها رائد وهو يسحب سلاحه ليقف أمامه لؤي ويقول :
-اهدي بس يا رائد…
-أهدي ازاي قولي… بقولك هربت… بتخوني… أنا اتخنت للمرة التانية يا لؤي… أنا حبيت للمرة التانية واتخنت كمان… كلهم طلعوا زي بعض… خاينين…
جلس رائد علي الأرض ودفن وجهه بين كفيه ثم بدأ… بالبكاء!!!
توسعت عيون صديقه بدهشة… أنها المرة الأولي التي يراه يبكي فيها… لم يري رائد فاقد للسيطرة هكذا حتي عندما خانته نيرمين وشقيقه… كان رائد دائما شخص بارد نادرا ما يشعر بالحزن أمام أحد… كان يكتم داخل قلبه… كان غاضب دوما…يخفي ألمه تحت قناع الجليد الذي يرتديه ولكن القناع سقط وضعفه ظهر …ابتلع لؤي ريقه بحزن ثم نزل واقترب من صديقه وقال:
-رائد سيطر علي نفسك واهدي وفكر …ممكن تكون مظلومة …
-مظلومة ؟!!!
هدر رائد بسخرية ثم هو رأسه وضحك بجنون وقال :
-بقولك شوفتهم بعيني كان ماسك ايديها وبالليل بعتلها رسالة يحب فيها …بيغفلوني الاتنين
-مفكرتش أن دي ممكن تكون مؤامرة منه …اقصد انت بتقول كان خطيبها اكيد لما سابته حس بالإهانة وقرر يبوظ حياتكم …فكر في الاحتمال ده يا رائد ..
هز رائد رأسه وهو لا يريد تصديق الأمر وقال:
-طيب وهربت ليه …هروبها ده يدل …
قاطعه لؤي وقال :
-دليل علي خوفها وعلي معاملتك السيئة معاها …رائد انت حبستها دي صاحبتها جات. كانت هتهد الدنيا علي راسي وكانت عايزة تبلغ البوليس بس وعدتها اني هحل المشكلة …
تنفس رائد بعصبية وقال:
-مش قادر اصدق انك انت اللي بتدافع عنها …
-انا حاسس فعلا أنها بريئة …روح يا رائد ومتبوظش الدنيا عشان خرافات في دماغك …اسمعها وتتكلم معاها فكر في كل الاحتمالات ماشي .
تنهد رائد بألم …كلام لؤي غير بعض من وجهة نظره …قد تكون فعلا بريئة …وقد تكون قسوته الزائدة هي من جعلتها تفر منه …لذلك عزم علي أن يذهب إليها ويتكلم بهدوء
…….
في منزل عم منعم البسيط …
كانت دعاء تنهار بالبكاء في أحضان منال بينما منال تقول بغيظ:
-متبكيش يا بت وديني لأطلقك منه الإمعة ده هو فاكر بنات الناس لعبة ولا ايه …ربنا يحرق قلبه زي ما حرق قلبك …
شهقت دعاء بألم بينما قال منعم:
-مش وقته الكلام ده يا بنتي
-اومال ايه يا بابا …مش شايف عمل فيها ايه …ده واحد مجنون ومهووس ..ده حبسها وضربها
تنهد عم منعم ونظر لدعاء وقال:
-يا بنتي رائد بيه ليه ظروفه واي واحد في مكانه ممكن …
-رائد بيه بيتهمني في شرفي يا عم منعم… تخيل أنا يقولي يا خاينة… بعد كل غلطاته اللي غفرتهالوا…بعد ما تحملت شكه وغلطه فيا …يحبسني ويتهمني في شرفي ويضربني كمان !!!
صرخت دعاء بوجع …ليسكت عم منعم ثم يقوم وياريت علي كتفها ويقول :
-ارتاحي أنتِ دلوقتي ونتكلم بعدين …خديها يا منال علي الاوضة …
اطاعته منال واخذتها للغرفة …
وقبل أن تنام دعاء أمسكت كفها وهي تقول :
-معلش يا منال بلاش اخويا يعرف باللي حصل هو صغير ومش عايزة اخليه يزعل …
-اكيد يا روحي ارتاحي أنتِ أنا وبابا رايحين نزور قبر ماما وبسام حاليا في الدرس ارتاحي أنتِ
هزت دعاء رأسها ثم وضعت لتنام ….
بعد نصف ساعة تقريبا رنين الجرس انتشلها من نومها لتنهض وهي تشعر بالدوران لتفتح الباب ظنا أنه بسام لتصرخ فجأة عندما وجدته علي …دفعها علي للداخل وقال ،:
-وقعتي في أيدي يا دودو …
-اطلع برة والا وديني هلم عليك الناس يا حيوان مش كفاية حياتي اللي دمرتها
-مش هطلع الا لما اخد اللي أنا عايزه …
ثم ضمها بقسوة وهي يحاول تقبيلها بالقوة صرخت وهي تبعده عنها إلا أنه التصق بها أكثر …
-واضح إني قطعت حاجة مهمة
صوت رائد جمدهما تماما!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية العابثة الصغيرة)