رواية الطفل الفصل الثاني 2 بقلم اسماعيل موسى
رواية الطفل الجزء الثاني
رواية الطفل البارت الثاني
رواية الطفل الحلقة الثانية
لعق القط وجهى ثم قفز قفزه رهيبة من فوق والدى الجالس الى جوارى على الأرض ثم راح يزمجر لمجموعه من القطط التى تجمعت حولنا ، لكن القطط الأخرى لم ترتعب مثل والدى الذى اخبرنى بعد زمن طويل بكل كبرياء انه بال على نفسه .
رجع القط خطوات وجذب والدتى من جلبابها بفمه بقوه لم اعهدها من قبل لقط ، وهو يشير لطريق المنزل.
قالت جدتى الحارس يطلب منا الرحيل ، حملتني جدتى وكنت حينها ملفوف فى خرقة باليه، اصرخ وابكى
ساعد والدى والدتى على السير ،،وسمعنا صوت عراك القططة صوت مرعب ، لم يعد القط الحارس بعدها لمنزلنا مره أخرى ، فى تلك الليله قالت جدتى ربما الحارس مات ، انت وحيد ياخاطر.
ولدت والمرض يلاحقنى كل شهرين تقريبا ، بكل مره يحضر ذلك الشيخ ويمرر يده علي جسدى فابراء من مرضى ، عندما استطعت الكلام اخبرت جدت ان هناك شيخ يزورنى كلما مرضت ، قالت انه القطب خضر ، وقتها لم اكن اعلم ما تعنى كلمة قطب ، ولا خضر ، كل ما كنت ادركه ان ذلك الشيخ رجل طيب وذلك امر كاف جدا بالنسبه لي.
كنت اري اشياء لا يراه اي شخص غيري ، اطياف مختلفه كلما رأيتها تهرب مزعوره ، اخبرت والدتي فقالت تهيأوات يا خاطر ، بينما قالت جدتى التي كانت تحبنى كثيرآ ، هبه من رب العالمين ياخاطر، سبحه واشكر نعمته.
عندما بلغت السابعة مرضت مرض شديد وكانت جدت تنام بجوار قدمى لا تفارقني ابدا ، طالت مدة مرض لم يظهر الشيخ القطب مثل كل مره وجدتى ترقينى بالبخور التمائم من العين والحسد كل يوم ، من عين يزيبه ويدها الشريره ، من سحر يزرب الذى يضعه تحت الرماد ارقيك يا خاطر يا ولدى .
زاد مرض ، ابتلعتنى الحمى ، غفوت ولم اكن اسمع الا تسبيح جدتى ورقيته لي كل ليله ، في اخر يوم من شهر يناير مرضت جدتى الاخرى ، قبل موتها سمعتها وحدى تقول!!
من قبل الدعاء الله يسمعنا نحن القاطنين اسفل السماء الواسعه العريضه، اللهم احفطنا ممن يسترق السمع تحت سمائك ، من سحر هاروت وماروت ، سيدرا نكاحة الرجال وعفتر القصير ، احمينا يارب ببركة نبيك احمد المحمد طه من سحر ابناء الأرض وعمار المنازل ، سكان القبور وجن البحر والجن الطيار ، سلمت امري لله ، سلمت امرى لله ، الملك لله ، الملك لله، قبل فجر تلك الليله وجدت والدتى قنينه من ذلك الدهان الذي كان يتعهدها به القطب ، دهنت بها جسدى ، برأت انا من مرضى لكن جدتى رحلت .
دفنا جسد جدت بالمقابر القديمه ، وهناك رأيت ذلك القط الذي اتذكره من ايام طفولت ، كانت قدمه مكسوره واحدا عينيه مفقؤه عندما رأنى اقترب من وراح يحتك بجسدى وملابس ، ثم فجأه زمجر ورحل.
حملت ذلك الشيخ والذي اسميته القطب مهران مسئولية وفاة جدتى ، كنت حانق عليه ، قلت عندما اراه مره اخرى ساعاتبه والومه.
رجعنا منزلنا وبعد جهد جبار باللعب امام منزلنا ذهبت للنوم ، اتاني القطب مهران وجلس بجوار ، قال انت غاضب منى يا خاطر وانا لا يرضينى غضبك ، اسأل تجد !!
قلت له لماذا تركت جدت تموت ؟ قال جدتك منذ البدأ كانت تعلم قدرها ، بمرور اول يوم من عامك السابع كان عليها ان تقدم العطاء كما وافقت ان تهب نفسها وتفديك بعمرها، لكل أجل كتاب وما انا إلا مأمور فى رحاب الكون الواسع
لكن منذ اليوم انت معصوم يا خاطر ، معصوم من شر يزيبه ويزرب ، معصوم حتي تتم عام الكشف عن المستور ، وقتها عليك ان تتخذ قرارك يا خاطر.
سألته ماذا يكون عام الكشف عن المستور قال ،عندما يحين الاوان ستعلم.
رحل القطب مهران ، ورحت انا انتحب ، كنت احترق واصرخ جدتي ماتت بسبب ، عندما ايقظتن والدتي من النوم كانت ملابسى غارقه بالدموع ، كنت ابك وانا نائم ، فتحت عيناى لاجد عشرات العيون لكيانات مظلمه ترقبن ،،والتي ما ان رأيتها راحت تتوار واحده تلو الاخرى، لكن البعض ظل يحملق بى
مضت الايام وبلغت التاسعه من عمرى ، كنت احفظ القرأن علي يد شيخ بالكتاب ، شيخ مسن وضرير ، كان يفضلن عن كل القرآن ويطلب من بعد رحيل الاولاد الصغار ان اقراء عليه القرأن ، كان يقول صوتك عذب وصافى، استخدمه لم ينفع الناس ، دون عن غيرى كان لي ورد الخاص من القرأن والذي كان يبداء كل مره من سورة البقره ،( يعلمان الناس السحر وما انزل علي الملكين ببابل هاروت وماروت )
جعلني احفظ كل ايات السحر ، ولما اتقنتها فرخ بى ، ومنحنى عشرة قروش مكافأه ، الأن ، الأن فقط يا خاطر يا ولدى
ستحفظ ما القنه لك بكل انتباه ، ولا تسألنى عن اي شيء ، اترك كل ذلك للأيام واعلم ان لكل حرف تحفظه فائده ستشعر بها وقت الحاجه.
كنت العب امام منزلى عندما طلبنى شيخى وعندما ذهبت لهناك جلس علي المصطبه وصالب قدماه وقال اقرىء علي ما علمتك.
رحت اقراء عليه وهو يوميء رأسه بأستحسان حتي وصلت نهايات سورة النور قال توقف، قلت صدق الله العظيم .
ساعدني علي الوقوف يا خاطر ، امسكت بيده حتى وقف ، اتبعنى يا خاطر ، مشيت بجواره حتى وصلنا الجهه القبليه لقريتنا ، حيث تتجمع اشجار النخل وتنعق من فوقها الغربان وتمتد احراش الحلفي اسفلها ، هناك حيث ينهض منزل من القش لطالما عرفته وعرفه كل اهل قريتى ، المنزل الملعون الذي تقطنه عاتكه الحزينه وابنتها.
كانت عاتكه تبكي وتنتحب بجوار المقابر كل ليله حتي اسماها اهل قريتي عاتكه الحزينه ، ولما كانت تتلبسها الحاله الجنونيه كانت تركض عاريه بطرقات القريه وهى تندب وتلطم ، كان الخلق عندما يشاهدون ذلك يغلقون منازلهم عليهم من الداخل ولا يسمح لاي فرد كبير او صغير ان يخرج حتي تشرق الشمس.
عندما تشرق الشمس تخرج فرحه للبحث عن والدتها والتي بالعاده كانت تجدها راقده بأحد الحقول ، او مسجيه بجوار المصرف البحري، او عند الساقيه القديمه ، لكن عندما تجدها ملقيه امام منزل شخص ما هنا تكون الطامه والمصيبه ، حيث لا يمر يوم الا ويموت شخص بذلك المنزل.
لذلك كان اهالي قريتى يكرهون عاتكه وابنتها فرح ، كانت صفتهما ، شخصين قذرين وملعونين، فأل شؤم
عرج الشيخ تجاه منزلهم ، الي اين يا شيخنا سألته ؟
لا تسأل يا خاطر ، لكل شيء سبب لكننا نحتاج لاكثر من عينين لنرى ، تسرب القلق لقلبى وشعر شيخى بتوترى فضغط علي راحة يد ، لا تخف ياخاطر ، انهم الذين عليهم ان يرتعبو من وجودك
،كان يشير بيده للأمام وهناك لمحت تلك الكيانات المظلمه تهرب من طريقنا.
كيف تراهم يا شيخنا وانت ضرير؟
كل من يوحد الله ياخاطر يضع الله محبته فى قلبه ،،اسمع يا ولدى وتوقف الشيخ ، ان اصدق الناس الذين يرون بقلوبهم لا عيونهم ، لا وجود للعدميه ولا الالحاد انها ترهات التقدم ، ضع شمعه تحت خصيتى اى عدمى وسترى كيف يبجل الخالق.
كنا وصلنا منزل عاتكه ام فرحه منزل بسيط من القش وكانت فرحه وهي بمثل عمرى او تكبرنى بعام تغسل الملابس امام المنزل ،عندما رأتنا اقبلت نحونا وهي تمسح يدها بملابسها ، قبلت يد الشيخ ورمقتني بغرابه قبل ان تمشي بجوار الشيخ تجاه منزلهم وهي تقول تفضل يا ابى.
المنزل من الداخل بسيط جدآ ، اثاثه حصيره وبعض الاواني المبعثره وعاتكه راقده موليه الباب ظهرها ، ونصفها العلوي يستمتع بأشعة الشمس المتخلله من فراغات القش.
كيف حالك يا عاتكه ؟
اعتدلت عاتكه بجلستها ، اولاد الحرام لا يريدون تركي يا شيخ ،،
كله بأمر الله ، الصبر يا عاتكه ، كاد الشبل ان يصبح اسد ؟!
ربما لا اظل حيه حتى اراه يأكل الخراف يا شيخ؟
تركتهم يتحدثون بالألغاز ورحت اراقب فرحه التي كان وجهها فرحه ، ملامحها فرحه ، كلها فرحه.
خاطر ؟ نبهني الشيخ ، اتلو يا ولدي الايات التي تحفظها ، تربعت علي الأرض وقرأت القرأن بصوت عذب ، وشيخي يعلق الله ،الله ،،
اختلجت عاتكه ، اغمضت عينيها وراحت ترتعش ،ضع يدك فوق رأسها ورتل القرأن يا خاطر أمرنى شيخى.
انهيت التلاوه ، وقال الشيخ صدق الله العظيم. فتحت عاتكه عينيها وجعلت تقبلني وغرقت انا ببحر الخجل .
يازين من اخترت يا شيخ قالت عاتكه .
قال الشيخ انا لم اختار ، كنت انتظر واختار القطب مهران .
صنعت فرحه الشاى وناولتني كوبى ، تناولته بحياء فقد كانت لها نظره اللهم سلم ، نظره خارقه تسلبك عقلك ، قلبك ، كل جوارحك ولا تتركك الا وانت سابح في جمال خلق الله.
ان الذين عرفو الله جل شأنه اناس قله ، هم اولياء الله واحبائه ونوره الذى يمشي علي الأرض بأمره وحكمته .
ان الجمال فى بحر جماله جمال ، به نراه ، به نترجاه وبه تعالى صنعه تقضى مصالح العباد .
كانت عاتكه والتى خرجت مند مده قد عادت تحمل طعام ،،خبز ناشف وبعض الجبن القديم ، راح الشيخ يأكل ولم يطيب لي الطعام فجلست امام المنزل بجوار فرحه.
خائف سألتنى ؟
بصوت رجولي استعرته قلت لست خائف ، لكنى كنت خائف __تعالي نلعب؟
ركضت فرحه بين الحقول وانا اتبعها كان لها ساقين قويتين وسبقتني واختفت.
جعلت أصرخ عليها فرحه ، فرحه ، لكنها لم ترد ، واصلت سيري حتي وصلت بقعه بين الأحراش ببطيء، حتى سمعت صوت نياح هامس وكلما اقتربت اتضح الصوت ،،كان الصوت قادم من بئر مهجوره لا ماء بها ، اقتربت من البئر ورحت ارفع العريش من عليها ، هنا خرجت فرحه وقالت لا تفعل ، قلت لها هناك صوت قادم من داخل البئر يا فرحه ؟
اترك العريش يا خاطر، لا يوجد بداخل البئر الا ظلمه ووحشه وارواح معذبه وشياطين سوداء واقزام وكيانات شريره.
قلت لها هل رأيتيها ؟
قالت يخرجون من البئر ويطوفون حول منزلنا كل ليله يبحثون عن روح ضعيفه ، او شخص مضطرب ،،يتلبسونه.
تمزحين ؟ اليس كذلك ؟
كانت نبرتي متحديه ولم تجد ايذاء تعنتى الا ان ترفع يديها بتذمر قبل ان تقول انا راحله .
من الخائف الأن ؟ سألتها وانا احرك عريش البئر.
على أشجار النخل والصفصاف التي نمت خلال الاحراش تجمعت الغربان وراحت تنعق ،،مع كل حركه افعلها تنعق بشؤم.
حركت العريش بصعوبه وحنيت رأسى لأبصر ما بداخله ،،ظلام والبئر سحيق وصوت ينادى خاطر ، خاطر.
قلت من هناك ؟
نحن هنا انزل يا خاطر سمعت عدة اصوات مرعبه ، وجدت بجواري حبل مربوط به دلو اسقطته بالبئر وما انا استقام الحبل لأسفل وكان مربوط بفرع شجره حتى رأيته ينجذب بقوه قبل ان ينكسر فرع الشجره ويختفي الحبل.
من هناك صرخت مره اخري ، سمعت صدي صوتي بداخل البئر ، انزل يا خاطر نحن هنا، كان الصوت فى عقلى يجبرنى على طاعته
اعتليت جدار البئر وانا افكر كيف انزل لأسفل دون ان اسقط او اصاب ، سمعت زمجره ولما التفت وجدت ذلك القط الذي قابلني بالمقابر يقفز فوق جدار البئر ،،كان بمقابلتي وهو يهز رأسه ليمنعني من النزول ،،ثم سمعت صوت شيء يتسلق جدار البئر لم اري الا عينيه المشتعلتين كان يتحرك بسرعه ،،دفعني القط بزيله ، سقطت أرضآ.
ارحل يا خاطر الأن ، كانت المره الاولي التي سمعت فيه قط يتكلم، اركض نحو الشيخ ولا تلتفت للخلف مهما حدث.
فرحه ؟
ظهرت فرحه بين الأحراش مره اخرى ، خذي خاطر للشيخ ،،كان ذلك الشيء قد اقترب حتي رأيت اصابع يده تلتف على علية البئر الخارجيه ، زمجر القط بصوت مرعب ، قبل ان يقفز عليه وسقطا معآ نحو القاع.
اركض يا خاطر أمرتني فرحه ، كانت قدماي متيبسه ولم اقوي علي الحركه ، جذبتني فرحه خلفها وكنت لم الحظ ان الغربان تحلق فوق رؤسنا.
اركض يا خاطر ، ركضت بجوارها وكان الشيخ الذي استشعر غيابي قد خرج للبحث عني ، لا اعرف كيف رأنا إلا انه نزع معطفه القديم لتظهر لحيته البيضاء الطويله وشعر رأسه الذي يغطي حتي اذنيه ،،
كنت ارتعش من البرد فدثرنى بمعطفه، صرخ فى فرحه انت غبيه؟
كيف سمحت له بالابتعاد عن المنزل؟
كنا نلعب، همست فرحه بخجل
صرخ، الشيخ تلعبون فى هذا المكان الملعون يا فرحه، يا خسارة يا فرحه كنت اظنك احوط من ذلك
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الطفل)