رواية الطفلين الفصل الثاني 2 بقلم Lehcen Tetouani
رواية الطفلين الجزء الثاني
رواية الطفلين البارت الثاني
رواية الطفلين الحلقة الثانية
…… حين ذهبا الطفلين للغابة لأول مرّة أحسا بالخو فلقد كانا يسمعان صياح الحيوانات ويريان الديدان والنمل وسائر المخلوقات تزحف على الأرض فصعدا إلى شجرة عالية ومرّ
الوقت وأحسا بالبرد والجوع والتصقا مع بعضيهما بحثا عن الدّفئ وفجأة سمعا رفرفة طائر ملون ليس في الدّنيا أجمل منه وأخذ يدور حولهما كأنه يدعوهما لإتباعه
فنزلا وقادهما إلى غار فيه عش كبير للنحل يسيل منه العسل فأدخلا أصابعهما الصغيرة وأكلا ثم جمعت البنت أغصان الشجر وأشعلت نارا بحجر صوان تدفأ عليها ولما رجع أبوهما وجدهما في أحسن حال فحمد الله وأصبحا يذهب أن. ويرجعان بمفردهما ورغم بعد المسافة فإنهما تعودا على المشي و كل مساء يعودان برزمة من الأغصان وسلة من الفطر وبيض الحمام والعسل
فقالت الأرملة في نفسها :لقد كنت أنتظر أن يصيبهما أذى في تلك الغابة وإذا بهما صارا يحملان رزقهما، يا لهما من خبيثين يجب أن يذهبا بدون رجعة فأنا أنتظر مولودا وهذه داري
وأخذت تفكر في حيلة لا تثير ريبة الأب في أحد الأيام رأت أن أحد تجار القرية يعد قافلة صغيرة من خمسة جمال للسّفر وملأ عشرة جرار بالزبيب والتين المجفف لما رأت تلك الجرار خامرتها فكرة لا تخطر على بال أحد وفي المساء طبخت للطفلين قصعة بالمرق واللحم والشحم فأكلا حتى شبعا
وهما يتعجّبان من كرم تلك المرأة ولما رجع الأب قالت له إن طفليك دخلا المطبخ ونبشا القصعة وأكلا ما فيها فغضب النجار وقال لهما :سأحرمكما من الأكل يومين عقابا لكما على قلة أدبكما والآن إذهبا للنوم فأنا لا أريد رؤية وجهيكما
حاول الطفل، واسمه عليّ الكلام، لكن أخته الكبرى تفاحة أشارت عليه بالصمت فهي تعرف أنه لن يصدقه فذهبا إلى فراشهما وهما يبكيان وبعد فترة غرقا في نوم عميق لكثرة ما أكلاه من لحم
وحين نام الجميع خرجت المرأة في الليل على أطراف أصابعها وذهبت لدكان التاجر الذي بجوارها ورأت الإبل باركة وعلى ظهورها الجرار وكان هناك رجلان يحرسانها غير بعيد عنها فرجعت للدار وأحضرت الصبيين واحدا تلو الآخر
ثم رمت كل وحد في جرة وغطته بما فيها من زبيب أو تين بعد ذلك رجعت لفراشها وتركت باب الدار مفتوحا وعند الفجر تحركت القافلة دون أن يحس التاجر بشيئ
و في الصّباح لمّا تفقد النّجار غرفة الأطفال وجدها فارغة وحين سأل امرأته عنهما لامت عليه أنه هددهما بالتجويع والضرب لذلك هربا من الدّار ولم يشك الرجل في أن هذا ما حصل حين رأى الباب مفتوحا فخرج يجري وصار يلطم رأسه
أمّا زوجته فطلبت منه أن يهدأ ،وستخرج للبحث عنهما
أما القافلة فواصلت سيرها حتى توغلت في البادية وفجأة ثارت عاصفة رملية شديدة وتفرقت القافلة
بعد قليل أحس الأطفال بالحرارة والعطش وحين نهضا إكتشفا أنهما وحيدين مع جمل ضائع فبدأ عليّ بالصراخ وطلبت منه أخته أن يصمت لكي تفكَّر
فقالت في نفسها: الجرار فيها الأكل لكن ليس لنا ماء وفجأة ظهر لهما في السماء الطائر الملّون أخذ يدور حولهما فقالت :هيا بنا نتبعه لا بد أن هناك واحة قريبة
سار الجمل وراء الطائر حتى وجدا بئرا، فنزلا وشربا ،ثم حطّ الطائر هذه المرّة، وقال لهما :أوصيكما بعدم الثّقة في كل ما ترونه وسأواصل المجيئ إليكما حتى أوصلكما لبر الأمان
تعجّب علي لما سمعه يتكلم وسأله :لماذا تفعل ذلك معنا ؟
أجاب الطائر: ألم تعرف لحد الآن من أنا ؟
إعلموا أني أمّكما أوصتني عليكما ثم طار ومن بعيد لاحت لهما دار من الحجارة
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الطفلين)