رواية الطفلين الفصل الثالث 3 بقلم Lehcen Tetouani
رواية الطفلين الجزء الثالث
رواية الطفلين البارت الثالث
رواية الطفلين الحلقة الثالثة
…… ولما إقتربا شاهدا امرأة جميلة ترحي القمح فأراد علي الذهاب إليها ليأكل لكن أخته قالت : لا تذهب فإني لا أرتاح إليها تذكر كلام الطائر التي أوصنا أن لا نصدق كل ما نراه
هل رأيت من قبل بدوية تسكن في دار من الحجر وسط الصحراء لكن الولد لم يسمع الكلام فاقترب منها وقال لها هل لديك شيئ آكله
نظرت إليه المرأة بدهشه وسألته كيف وصل لهذا المكان الذي لا يدخله الإنس ولا الجان
لم يكن علي حذرا مثل أخته وقص عليها ما فعلته زوجة أبيه التي لا تحبه هو وأخته وكيف إحتالت عليهما ليجدا نفسيهما وسط جرتين على ظهر جمل وحكاية العاصفة والطائر الملون
قالت له: ألا بأس والآن نادي أختك فلم تجد تفاحة بدا من المجيئ لحماية أخيها الذي يريد أن يأكل ويرتاح وبينما كانا يجلسان على الطاولة خرجت المرأة إلى الصحراء ونصبت فخا للطائر لتقتله وقالت :سأبدأ الليلة بالجمل ثم الصبي وأخته بعد أن أسمنهما
لكن الفتاة ذهبت إلى قدر الطعام وأطلت عليها ثم أخرجت يد رجل مطبوخة وقالت لأخيها : انظر هل تأكدت الآن أنها تأكل لحم البشر فذعر على وقال: هيا بنا نهرب.
لكنهما حين خرجا من الدار وجدا الجمل مذبوحا والمرأة تسلخ فيه وحين نظرا إليها وجدا أنها عفريت من الجان بزي بدوية وكان منظره بشعا قالت له أخته هل عرفت ما يحصل لما لا تفكر ة لقد خسرنا الآن الجمل وليس لنا طعام أو ماء
قال لها: بقي الطائر لكن بعد قليل إقترب منهما وقد علته الجراح وتلطخ ريشه الجميل بالدماء وقال لهما :لقد أوصيتكما بالحذر من كل ما ترونه لكن لم تسمعا النصيحة
إسمعا غدا أنظرا للأفق فإن رأيتما غيمة بيضاء فاعلما أني سأواصل المجيئ إليكما وأما إذا كانت سوداء فعليكما أن تتدبرا أمركما واعلما أنّكما في أرض الجان
وكل من يأتي به حظه السّيئ إلى هنا يأكلونه لكن هنا امرأة منهم إسمها دجيرة وهي كانت تأكل النّاس كعادة قبيلتها، وفي أحد الأيام أكلت رجلا مريضا مع ولداها فماتا وهي أيضا كادت تهلك ولما شفيت صارت تقتات على النبات والفواكه إبحثا عنها وهي ستنقذكما بإذن الله وتحبكما ولديها وهما في مثل سنكما
في الغد ظهرت الغيمة السوداء فقالت تفاحة لأخيها : الآن علينا تدبر أمرنا بأنفسنا وبدأ يسيران في الليل ويرتاحان في النّهار حتى قال الولد لأخته : لم أعد أستطيع السير أعتقد أني سأموت الآن فجرّته من قدميه وأسندته على صخرة كيبرة وشرعت في البكاء والدعاء لله
وبينما هي تنظر إلى الأفق رأت امرأة تقترب وعلى ظهرها قربة ماء ولما رأتها تعوذت بالله فلقد كانت بشعة المنظر ولها حافر ماعز وقال على : إنها ستقتلنا لكن تفاحة طمأنته وقالت : لو كانت تريد ذلك لغيرت شكلها
هل تتذكر ذلك العفريت الذي تحسبه فتاة في غاية الحسن والجمال ولما أصبحت المرأة بجوارهما فتحت القربة وسقت الولد الذي شحب لونه من الجوع والتعب ثم مسحت وجهه وأعطت القربة للفتاة التي شربت ثمّ شكرتها على معروفها
سألتها كيف نجوتما من الصحراء ومن عفاريت الجان الذين يسكنونها لم يصل أحد من البشر حيا إلى هذا المكان من قبل وأنا أعيش هنا وحدي منذ سنوات طويلة .
قالت تفاحة: القدر هو من أوصلنا إلى هنا ونحن نبحث عن امرأة من الجن إسمها دجيرة هل سمعت عنها ؟
بقيت الجنية تتفرس فيهم بعينيها الواسعتين ثم قالت : من أخبركما عن إسمي ؟
أجابتها تفاحة : إنه الطائر لي أوصته أمنا قبل أن تتوفى علينا لأنه حزين علينا
نزلت دمعة كبيرة من عيني الجنية وردت عليها :ولداي أيضا في السماء وكم من مرة أشتهي أن أموت لأذهب إليهما ،لكن الأوّل يجب أن أعالجكما وأطعمكما فحالتكما لا تسر أحدا
ثم قادتهما إلى كهف في الجبل وطبخت حساءا ساخنا من جذور النبات فأكلا واستراحا ،وكانت تلك الجذور نافعة للبدن، وبعد أيّام تحسّنت حالهما وصار لونهما صافيا
وأعطتهم ملابس ولديها التي كانت على مقاسهما تماما ومشطت شعريهما وبدأت تحسّ بسعادة كبيرة لوجودهما معها ثم غيّرت شكلها إلى امرأة جميلة خضراء العينين وقالت لهما :سأبقى على هذا الشّكل ما دمتما معي
قال لها الطفلان سنبقى معك فأنت أمنا
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الطفلين)