رواية الطريق 66 الفصل الأول 1 بقلم سارة أسامة نيل
رواية الطريق 66 البارت الأول
رواية الطريق 66 الجزء الأول
رواية الطريق 66 الحلقة الأولى
صفارات سيارات الشرطة تطوف بالأرجاء على حافة الطريق 66، أفراد الشرطة مُتفرقة بمنطقة ما على بدايته، مَنْ يَعبُره فقط الطائرات المُحملة ببعض الكاميرات وأجهزة الردار والتي انطلقت في مُهمة بحث مجهولة عقب إختفاء “ألكس تايلر، كاڤن كوبر، أوستن ماتيو” والذين اختفوا أثناء توجههم لمدينة “إلك غروفي” بسيارتهم الخاصة.. ولم يُعثر عليهم حتى الآن بعد ولوجهم
للطريق 66 ۔۔۔ وكأن تم تبخرهم..
لم تترك الشرطة وادٍ ولا زاوية مجاورة إلا وبحثت عنهم بداخلها لكن دون جدوى.
تم البحث حول الطريق وتفتيشه جيدًا والنتيجة ذاتها..
بينما الطريق فلم يجرؤ أحد من أفراد الشرطة أن تطأه قدمه، للغموض الذي ينبعث منه وبذات الوقت لبساطة الأمر بالنسبة إليهم … فالطريق لا يبدو عليه شيء مريب، فقد هٌجِر منذ زمن ولا أحد يمر من خلاله ولهذا أخذت الشرطة حذرها وأرسلت الطائرات المُحملة بالكاميرات والردار بدلًا من المغامرة، ولم يتم رصد شيء غامض أو غريب بالفعل والذي أثآر التعجب أنه لم يعُد سوى ثلاث طائرات من أصل عشرة لكن قد حللوا الأمر بتحطم الطائرات أو تعطلها وسقوطها لعدم الكفاءة العالية..
وبعد هذا أيضًا لا أثر للثلاث شباب ولا حتى جُثثهم
– ماذا سنفعل سيدي؟
ردد القائد “جاك ماسون” بملامح وجه مُعقدة مُمتعضة:-
– سيتم إغلاق تلك القضية، لا حلًا أخر، فقد تقطعت أنفاسنا من السعي خلف تلك القضية؛ والحل الماثل أمامنا أن هؤلاء الشباب قد هربوا راحلين خارج البلاد .. وهذا هو الإعتقاد الأقرب للصواب.
– لكن سيدي كما تم التحقيق والمعلوم لدينا أنهم لم يأخذوا أوراقهم الشخصية أو حتى حقيبة ملابسهم.
– وماذا تُحلل إختفائهم إذًا.
– لا أعلم سيدي، الأمر حقًا مُعقد….
۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔
¤ بعد مرور ثمانٍ وأربعون عامًا تحديدًا بعام ألف وتُسعمائة وثمانٍ وثمانون۔۔۔۔
تم التبليغ عن إختفاء “هينري دانيل” منذ عشرة أيام، لا يعلم أحد عنه شيء ولم يعود لمنزله منذ خروجة للسفر إلى كاليفورنيا، أبلغت زوجته مركز الشرطة عن إختفاءه وانقطاع التواصل معه..
وعند البحث خلف الأمر تبين أن خط سير رحلته تضم العبور بالطريق 66 ..
وهُنا تحركت أذهان الشرطة عقب سماع ذات الأمر وذات الاسم يتكرر على مسامعم..
– أريد العثور على ملف قضية الإختفاء التي وقعت على الطريق 66، والتي حدثت منذ ثمانٍ وأربعون عامًا..
قالها المُحقق “ويليام جايدن” والذي تولى التحقيق بقضية إختفاء “هينري دانيل” ومساعده المُحقق “إيدن جاكسون”
أجابه إيدن، قائلًا:-
– تم الأمر بالفعل وعثرت على هذا الملف لكنه قديم ومتهري بعض الشي، وبعد مراجعته لا يوجد به ما قد يُفيدنا..
فالأمر بالفعل مُعقد ويليام والشرطة حينئذ لم تُخاطر بالولوج داخل الطريق والبحث.
لكن قد تم رصد بعض الصور والتي لا توحي على شيء فالأجواء طبيعية جدًا ولا يوجد ما قد يُلفت الأنظار أو شيء غير مألوف خارج عن المُعتاد.
قال “ويليام” وهو يطرق على سطح مكتبه بأنامله الرفيعة وأعينه تتفحص الملف القديم الذي اصفر لونه بفعل الزمن:-
– الأمر اختلف الآن إيدن ونستطيع أن نُمضي قِدمًا بهذة القضية، فقد مر ثمانٍ وأربعون عامًا، كُن على يقين أن الأمر اختلف الآن..
– أود هذا ويليام … والآن تفحص الملف جيدًا ريثما نعود لموقع الإختفاء مرةً أخرى.
تسائل “ويليام”:-
– هل مازالت الشرطة مُتحفظة بعدم مرور أحد إلى الطريق.؟
قال “إيدن” وهو يرفع أكتافه بقلة حيلة:-
– تعتقد الشرطة ثانيًا أن الأمر مُجرد محض صُدفة بعد مرور تلك الأعوام العديدة؛ فالبعض يقول أن “هينري دانيل” غادر البلاد لأجل بِدء حياة جديدة ويؤيد قولهم أنه غادر المنزل بحقيبة ملابسه وأوراقه الشخصية وأضف إلى ذلك جواز سفره.
استقام “ويليام” من مقعده، وقال مُفكرًا بدقة:- -الأمر ليس كذلك إيدن، فمن الأساس “هينري” كان مسافرًا إلى كاليفورنيا ومن البديهي أن يرحل بأوراقه الشخصية وحقيبة ملابسه..
ولماذا رجلًا مثل “هينري” يُريد بدء حياة جديدة، فقد تم البحث خلف حياته الشخصية وتم التحقق من الأمر؛ بأن حياة “هينري” مع زوجته كانت مُستقرة ولا يُعكر صفوها شيء، فالرجل يُحب زوجته وكان يُرتب معها لإقامة حفل ذِكرى زواجهم … فتحليل الشرطة ليس منطقيًا.
-وما الذي تنوي فعله “ويليام”؟
قال ويليام بتقرير:-
– يجب أن يُكسر حاجز الحذر هذا ويتم عبور هذا الطريق من قِبل الشرطة والمحققين، وأنا شخصيًا أريد اجتيازه..
فزِع “إيدن” من مقعده، وقال:-
– الأمر ليس بتلك السهوله ويليام … وبالأخص أن هُناك بعض الطائرات المزودة بالردار والكاميرات لم تعود … فقد عاد ثلاث طائرات من أصل عشرة … والأمر حقًا لا يقبل المزاح.
– وهل تُريدنا أن نقف مكتوفِ الأيدي ونُشاهد إختفاء الأكثر، فماذا تُريد بعد إختفاء أربعة أرواح؟
ولماذا تم إستدعائنا إذًا من قِبل الشرطة وهم لا يُريدون إرهاق أنفُسهم بالبحث بداخل الطريق؟
اسمع إيدن لم تستعصي عليّ قضية من قبل، ولم أقف عاجز هكذا..
وأيضًا لن أكُف بالبحث خلف الأمر طالما تم تبليغي بالأمر..
والأدهى من هذا كله أن الشرطة لم تُقِم مُعسكر ببداية الطريق على الأقل، ولم تضع أي حواجز تمنع المواطنين من الولوج إليه، حتى لم تُكلف ذاتها بنشر الأمر عبر الإذاعة وإعلام المواطنين وتنبيههم .. فهم يحرصون على التكتم على هذا الأمر… وهذا ليس جيدًا.
أضاء عقل “إيدن” بفكرة ما، نطق بها لسانه على الفور:-
– انتظر ويليام .. هل يُمكن أن تكون تلك الإختفاءات ناجمة عن طوف أرواح بهذا الطريق نظرًا لِقدمه وبأن الطريق مهجور …
ولا تنسى أيضًا أن هذا الطريق لا يعلم به الكثير سوى القلة القليلة والتي لا تلجه سوى بمحض الصُدف لإختصار طريق سفرهم .. لكن لم يلج إليه أحد وخرج منه.
نفى “ويليام” هذا الإفتراح قائلًا:-
– هل تؤمن بتلك الخُرافات إيدن! .. لا يوجد ما يُسمى بهذا..
صدقني حدثي يُخبرني بأننا بصدد أمرٍ هام مليء بالألغاز وليس باليسير..
– أأمل أن يمر الأمر بخير، وأريد منك ألا تُجازف بحق الله…
أوشك “ويليام” بالرد عليه لكن باغتهم رنين هاتف المكتب والذي تسارعت دقاته تدل على أنه إتصال من قِبل جهاز الشرطة….
– ما الأمر يا تُرى ..!
– أجب وستعلم، أتمنى ألا تكون عقدة أخرى بالقضية.
رفع سماعة الهاتف على أذنه، وأجاب:’
– ما الأمر..؟
– مُحقق ويليام؛ يتوجب عليك الحضور لموقع الطريق 66 على الفور فقد وقع أمر شائك يخُص القضية.
استقام “ويليام” تبعه “إيدن” وقال:-
– نحن قادمان على الفور..
وتابع:-
-هيا بنا إيدن..
۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔
على أعتاب الطريق 66، تجمهر عددًا لا بأس به من أفراد الشرطة بصحبة المُحققان “ويليام جايدن” و “إيدن جاكسون”.
تم فحص الموقع جيدًا والذي ليس سوى مسرح لجريمة شنيعة، على بعد متران فقط من حدود الطريق 66، حيث حدث كالتالي..
أُسرة مكونه من ستة أفراد، من الظاهر لنا أنهم كانوا على طريق سفرٍ طويل وخط السير الخاص بهم كان سيمر على الطريق 66..
لكن لسوء حظهم وحُسنه بذات الوقت، بعد أن طال طريق السير قد قرروا الإستراحة قليلًا والوقوف لأخذ قسطًا من الراحة والتي لم تكن سوى على بعد متران فقط من حدود الطريق ..
ومن الواضح على مسرح الجريمة والتي كانت بمثابة سيارة..
تم نَصب خيمة صغيرة بجانب السيارة على جانب الطريق استقر بها الأربعة أطفال بعدما حلّ الليل عليهم..
بينما الأبوين فقد استقرا بداخل السيارة..
وكما حكى الطفل الأكبر ما حدث، والذي كان أول من استيقظ..
خرج من الخيمة الصغيرة حيث سيارة والديه لكن لصدمة الطفل وجد والدته مُنكبة على وجهها المليء بالدماء .. ووالده أيضًا كان مُدرجًا بالدماء على إثر عدة رصاصات نارية اخترقت صدره ورأسه…
فزِع الطفل وأيقظ أخواته وخرجوا مُسرعين للطريق الرئيسي يهرولون نحو السيارات والتي وقفت إحداهن ليُخبرهم الأطفال عن مقتل والديهم … ليخبروا الشرطة بدورهم …
۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔
– تم رفع البصمات حضرة المُحقق ويليام، ولم نجد سوى البصمات الخاصة بالزوجان أرون وإيما جون، وبعض البصمات الخاصة بالأطفال .. ولا توجد بصمات دخيلة.
تسائل “ويليام”:-
– وما هي نتيجة الكشف الجنائي؟
– أوضح الكشف الجنائي أن القتل تم ما بين الثانية عشر والثانية إلا الربع بعد منتصف الليل؛ وقد فارق السيد “أرون جون” الحياة قبل زوجته بما يُقارب العشر دقائق، قُتل بثلاث رصاصات بالصدر ورصاصة بالرأس؛ وقد قُتلت السيدة برصاصتان بالصدر وأخرى بالرأس.
– هل هُناك شيٌ أخر؟
– نعم حضرة المُحقق، فمن خلال المعاينة المبدئية لمسرح الجريمة، تبين أنه قد تم سرقة ثلاثون دولار من محفظة نقود السيد “أرون”، وعشرون دولار من حقيبة زوجته “إيما”… بينما مجوهراتها مازالت بحوزتها..
قال “ويليام” مُفكرًا:-
– يكفي إلى هذا الحد، يُمكنك الذهاب..
نظر “إيدن” نحو “ويليام” الشارد، وقال:-
– بماذا تُفكر ويليام، وما هي إستنتاجاتك؟..
هل القضيتين مرتبطتين بعضهما ببعض، وهل نسعى خلف قاتل مُتسلسل؟..
لكن ما يشغل عقلي، لماذا ترك الأطفال ولم يقتلهم أيضًا، ولماذا لم يأخذ المال كله؟ ..
يا تُرى هل فعل ذلك للتمويه..!
ردد “ويليام” بهدوء:-
– ليس هذا بقاتل مُتسلسل، وإذا إفترضنا بأنه بقاتل مُتسلسل..
فلماذا يقتل ثلاثة أفراد ثم ينتظر ثمانٍ وأربعون عامًا ليقتل فردًا آخر بنفس الطريقة وهو هينري ويليه بعد مرور شهر قتل الزوجان ولماذا اختلفت طريقة قتل الزوجان ولم نسمع شيء عن الباقين … ناهيك أننا لم نسمع بحادث قتل خلال تلك المُدة بنفس المنطقة..
– إذًا ما هو تحليلك!؟
– نستطيع أن نجد إجابة لتلك التساؤلات إذا عبرنا إلى الطريق، فمن المُمكن أن نعثر على الجُثث خلف الثرى..
لكن بقصة قتل الزوجان هذه أُجزم أنها لا تَمُت بصلة لقضايا الإختفاء .. كِلا الأمران مختلفان تمامًا.
– أؤيدك في هذا، فقد تم العثور على الجُثث بداخل السيارة وظل الأطفال على قيد الحياة…
نطق “ويليام” بِحل لتلك العُقدة تراضي مركز الشرطة أيضًا:-
– أولًا نُريد أن نصل للقاتل بقضية أُسرة “جون”
ثم بعد ذلك أريد أن نبعث بكاميرات طائرة للطريق مرة أخرى، وأريد هذه المرة أن يكون العدد وفيرًا جدًا، لنُجمع أكبر قدر ممكن من الصور المُلتقطة، كما أُريد الإستعانة بأجهزة الردار والتصوير بالأشعة تحت الحمراء ذات الكفاءة العالية..
تسائل “إيدن” بتعجب:-
– وماذا تُريد أن تفعل بهم، فقد فعلنا هذا الأمر من قبل، ما الذي جَد؟!
– اختفى ثلاث شباب منذ ثمانٍ وأربعون عامًا ومن قريب اختفى فردًا أخر، ولا نعلم إذا هم على قيد الحياة أم أنهم أموات … على الأقل لنعلم لأي فئة ينتمون.
وأيضًا لا نستطيع مخالفة الشرطة وعبر الطريق لنبحث عن الجُثث..
لذلك سوف استعين بعالم نباتات، وعالم تربة وجولوجيا، فمن خلال الصور المُلتقطة سوف يسعون من خلال عملهم في معرفة طبيعة التُربة والنباتات المتواجده… فقد يدل شيء على أن أحد قد توارى جسده خلف الثرى أم لا
وهُناك بعض النباتات التي قد تدل على تواجد جُثة خلفها.
– هذا قول سديد، أوافقك الرأي، ولنبدأ بالتنفيذ.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الطريق 66)