روايات

رواية الصندوق الفصل السبعون 70 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الفصل السبعون 70 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الجزء السبعون

رواية الصندوق البارت السبعون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة السبعون

#عرض_زواج
تواصل نجاح سلسلة الصندوق و مع كل عدد كانت رسمات ريم تبهر المتابعين بخطوطها المميزة و ريشتها التي تعطي تعبيرات ملائمة للشخصيات فريم واظبت علي قراءة كل عدد كي تفهم ما يدور و تختار شخصية محورية في الأحداث تشعل عقل القارئ و تجعله يندمج مع القصة كأنها واقعية و ما يحدث داخلها يؤثر عليه و علي مشاعره !!
في العدد الذي نزل في بداية الفصل الخامس كان بطله هو عزيز .. نظرت لصورته التي حفظتها ع هاتفها و بدأت بالاستغراق بالرسم علي وقع موسيقي هادئة، بدأت بتقسيمات وجهه التي تعبر عن عناد و تهور و دهاء ثم بأنفه المعقوف الذي يحكي قصة شاب دار علي وجه الدنيا طريقاً شائكاً هاوياً كل ما هو ماجن !! ثم انتقلت لفمه الرفيع كأنه يقدم نموذجاً لمكانة عائلته الرفيعة !! و في النهاية استخدمت فرشاة أعرض قليلا لتمسح علي كامل الوجه بدرجة لون مناسب لبشرة فاتحة كعادة النبلاء!! أما في ذلك الاسبوع فقد اختلفت مع السيد حمدون لانه لم يشأ في البداية أن ترسم صورة أخري لنفس الشخص فهو يري أن ذلك تكرار !! أما ريم فقد طرحت الأمر في اجتماع مع اللجنة عبر الزووم و قالت أنها سترسم عزيز مرة أخري و لكن و هو ضرير !! شرحت لهم اختلاف التعبيرات و ملامح الوجه و في النهاية قال السيد رؤوف : اذن لننتظر الرسم و بعدها نعطي التقييم ثم اتخاذ القرار ..
أعدت ريم كوباً من الشاي و علي موسيقي العالمي ” عمر خيرت” التي عزفت خلي بالك من عقلك، استغرقت في رسم عزيز المنكسر، ذلك التائه في الظلام حتي انها رسمت عينيه المفتوحتين و لكن بؤبؤ العين اتجه للأسفل في تعبير رائع عن ضعف حالته و صدمته، الخطوط التعبيرية ملئت وجهه و الوجنتين شاحبتين عظمهما متجه للأسفل أيضاً !! حتي أنفه الذي يمثل كبرياءه فقد صغرت حجمه و لكن بنفس الشكل كي تعبر عن تضاءل كل ما له في عينيه و اولهم كبرياءه !!
أعجبت اللجنة بتلك الرسمة الفريدة المعبرة و قرروا بالاجماع الموافقة علي مرافقتها للعدد الذي يتحدث عن معاناة عزيز الضرير !!
تفاعل الجمهور بقوة مع تلك الرسمة و جاءت الالاف التعليقات و الاعجابات !! بل إن الجمهور الغالب من أفعال عزيز تعاطف معه بسبب تلك اللوحة !!
اتصل يوسف ليهنئها فردت عليه دون تأخير لكنها مختلفة و ذات طعم جاف معه فالمحادثة قصيرة و العبارات باردة، خالية من حرارة المشاعر !! لازال يفكر و يتردد و يذهب هنا و هناك باحتمالاته و علي الجانب الاخر كانت هي تعامله كصديق أو زميل كما رأت أنه يليق به أو في المكانه التي وضع نفسه بها !!
ريم ببراعتها في الرسم تضفي طابعاً خاصاً في كل لوحاتها و هذا أصبح دائما محط إعجاب لجنة الجريدة و القراء و المتابعين و لذا قررت الجريدة تنظيم حفل لتكريمها و تقرر عقده في الإثنين من الأسبوع المقبل و تم ارسال الدعوة لها فقبلت.. عندما علم يوسف أنها قادمة شعر أنها فرصة مناسبة كي يعلن لها عن جديته و يعطي جرعة تقوية لعلاقتهما بعد أن أصابها الضعف، ريم أصبحت خافتة تجاهه كمصباح كهربائي مهترئ و كلما أراد إطالة الحديث معها قطعته و أنهت الكلام بجمل قصيرة مغلقة !! تلك الاشارة الحمراء أيضا جعلته يفكر بالاسراع و ها قد جاءته الفرصة و في وقتها المناسب ..
__________بقلم elham abdoo
انشغل يوسف خلال الأيام التالية في إعداد الأعداد المقبلة و تجهيزها كي يفرغ وقتاً لريم عندما تأتي لتسلم جائزتها ..
عندما جاء الاثنين و هبطت الطائرة، وقف ينتظرها كما في المرة السابقة بعد أن عرف منها الميعاد و ما إن ظهرت حتي قابلها بابتسامة عريضة و كأن لا شئ يقلقه في معاملتها!! تجاهل المشكلات و طمسها لا يصنع حلولاً أو يغير واقعاً .. ربما معظم مشكلات الرجال مع النساء هو طريقة معالجة الخلافات و كما قلنا من قبل فالرجل يرغب في دخول الكهف، يتقوقع علي ذاته و يخفي آلامه و ما يؤرقه بينما ترغب المرأة في إخراج انفعالاتها و حل أزمتها بشكل سريع و مباشر و لهذا خرجت عبارة ” الاهتمام مبيطلبش” !! ففي الوقت الذي تنتظر به المرأة الإفصاح و التقدير و التفهم، يخفي الرجل المشكلة و يتعامل علي أنها غير موجودة محاولا عبور الموقف و هذا يخلق لدي المرأة شعور التجاهل و عدم المحبة !!
قابلته بابتسامة خفيفة و لطيفة و عندما حاول أخذها في نزهة تعللت بالارهاق و ذهبت مباشرةً نحو الفندق و بعدما أعد نفسه لنزهة تظل حتي المساء عاد قبل أن تدق الخامسة خالي الوفاض، مؤرق و و متوجس من تلك البرودة !! أكثر ما يزعجه هو أنها أصبحت لا ترغب بقضاء وقتاً معه علي عكس ما كان يحدث في السابق !! عندما لا تصل في ميعادك المناسب فلا تتوقع أن يبقي الطرف الآخر واقفاً كطير محنط متاحاً طوال الوقت !! المشاعر كالزهر الذي إن لم يرتوي في مواعيده، يذبل ثم يموت و ليس هناك ميت يعود ليتنفس من جديد، فقط عندما تريد!!
أيقن يوسف أن ناقوس الخطر يدق في قصته و هو يعي جيدا أن ريم تحملت الكثير حتي فاضت الكأس و لذا لن يتركها تذهب دون أن يحسم الأمر !!
أبدل ثيابه و جلس ليلتقي بشخصيات الكتاب من جديد لعله يهدأ و يخرج من ضيقه في أحداث الرواية ..
___________بقلم elham abdoo
انصرف الطبيب من أمامهما فارتمت كاريمان علي كرسيها مرة أخري بيأس فقال لها سالم متسائلاً : ماذا بكِ؟! أحزينةً من أجلها؟! أم من أجل الخطر المحدق بها و الذي يهدد عقابها كما تتمنين ؟!
نظرت له كاريمان بحدة: هل تراني شيطان إلي تلك الدرجة؟! ألا أشفق و لو لثانية علي سيدة تم غدرها في مضجعها بسكين و الآن أصبحت عاجزة ؟!
سالم : إذن هل ستتوقفين عن البحث و ستكتفين بما حدث لها كعقاب ؟!
كاريمان باعتراض : بالطبع لا !! يجب أن أنظف اسمي من القذارة التي ألحقتها به !! ألا يهمك ظهور برائتي ؟!
سالم : بالطبع تهمني !!
كاريمان : اذن لمَ أشعر أنك غير متحمس للبحث من جديد ؟! ظننت أنك أتيت من خلفي لتكمل معي المشوار !!
سالم : و إن كان الأمر هكذا، لما لم تأتي إليَّ أولا قبل أن تسافري ؟!
كاريمان : كنت منفعلة و لم أري أمامي إلا وجوب حساب حفيظة و كما قلت لك من قبل، كي لا تمنعني من ذلك !!
سالم : و كيف خططتِ للبحث ؟! كيف ستبدأين ؟!
كاريمان : حتي الآن لم أصل لبداية لكنني بالتأكيد سأجد دليل، لا وجود للجريمة الكاملة !!
سالم : اذن سأنهي بعض أعمالي و أشغالي هنا و سأحاول أيضا التفكير في اتجاه نسير به في بحثنا و عندما أصل لشئ سأبلغك ..
تعجبت كاريمان من طريقته الباهتة تلك فهو كمن يحاول ابعادها أو دفع كاهل البحث عن عاتقه!! يتحجج بالأعمال و الأشغال.. أية أعمال هذه و هي في أشد الحاجة لتدخله و مساعدته فموعد المحاكمة بات قريبا جداً !! تري ماذا يحدث معه ؟! هل هناك ما يخفيه؟! دخل الشك قلبها لكنها لم تفصح عنه بل أومات بالقبول و خرجت معه نحو العربة التي اوصلته أولا ثم عادت بها لقصرها !!
________ بقلم elham abdoo
ذهب سالم قاصداً البيت الذي يقطن به إيفان مع أخته الذي أخبره عنه خلال بقاءه في منزله بأسوان، كان يود سؤاله عن القاتل المأجور ذو اليد المرقطة فربما رأي رجلا يرافق هذين الاثنين أثناء مهاجمتهما له !! كي يوفر علي نفسه وقت و مجهود البحث عن هذين الوجهين !!
وصل للمنزل و طرق الباب فوجد إيفان أمامه، وصل منذ قليل مع اخته التي غادرت لعملها بينما بقي هو في المنزل ليستريح من عناء السفر .. استقبله بابتسامه و دعاه للداخل و سأله : أهلا و سهلا بك .. لم تخبرني أنك قادم للمنصورة ؟! كنا قطعنا طريقنا معاً !!
سالم : حدثت تطورات أجبرتني علي القدوم !! فضلا عن مجئ كاريمان الي هنا الليلة الماضية و ذهابها لمنزل حفيظة التي وجدت مطعونة بسكين!!
تعجب إيفان بل صُدم و قال : ماذا ؟! ماذا قلت ؟! هل ماتت؟!!
سالم : لا .. مازالت حية و لكن جانبها الأيمن لا يتحرك !! و فمها لا يتحدث !!
إيفان: عجباً لذلك الفم الذي كان يشعل الدنيا !! الآن أصبح صامتاً !! هذه عدالة السماء !!
سالم : نعم .. هذا جزاء عنيف !! لو رأيتها فسترثي لحالها رغم كل ما فعلته !!
إيفان بتأثر : هل هدئت كاريمان قليلا ؟!
سالم : بعض الشئ !! لكنها مصرة علي إثبات برائتها أمام الجميع !!
إيفان بشكل عفوي و بدون قصد : نعم .. ألا أعرف كاريمان ؟!
نظر له سالم بنظرة غير مرتاحة و لم يعلق فرد إيفان ليشرح جملته و قال : أقصد قول أن كبريائها و صورتها يشكلان جزءا هاماً في شخصيتها !!
أخرج سالم الرسمتين من جيب بذلته و قال : حصلت علي هاتين من اليوزباشي ماهر، اخذتهما بشكل ودي ليساعداني في البحث، أنت رسمتهما .. أليس كذلك ؟!
إيفان: نعم .. هذين الرجلين تقَّصدا روحي !!
سالم : هل تعرف أن من قتل ايلاريون رجل قصير القامة ذو يد مرقطة !!
إيفان: لا .. كيف لي أن أعرف ؟!
سالم : الرجلين الذين رسمتهما لا أحد يعرفهما مطلقاً في أسوان و لذا شككت أنها استأجرتهما من هنا و لذا جئت للبحث عنهما هنا
إيفان: هل تشك أن هذين الرجلين لهما صلة بقاتل المحقق ؟!
سالم: نعم .. الزمن بين الحادثتين قليل، لمَ لا يكون الرجل كان مرافقا لهما ؟!
إيفان: لكنني لم أري أحدا ثالثا معهما.. لو كان معهما لكنت أنا متوفي الآن!! انه قناص محترف اصطاد المحقق عن بعد رغم قصر قامته كما تقول !!
سالم : قال شهود العيان أنه اختبأ خلف شجرة و صوب نحو جبهته رصاصة واحدة!!
إيفان: أري نفسي محظوظا لأنني نجوت منهما !! لم يتمكنا من اصابتي حينها !!
سالم : مازلت أري أن ذلك الرجل اما له علاقة بهما و هما من استأجراه، ربما لفشلهما في القضاء عليك !! أو ربما بعثته حفيظة من هنا خصيصا لايلاريون لأنها فقدت الثقة في هذين الرجلين بعد فشلهما معك!!
إيفان: تحليلك منطقي و سليم و لكن .. كيف سنصل لأي منهما ؟! هل سنبحث بالرسمات في الشوارع و نسأل المارة ؟! الموضوع هكذا سيطول جدا و ربما يصلهما الخبر فيختبئا !!
سالم بضيق : ليس أمامي سوي هذا !! يجب أن أساعد كاريمان لحل تلك القضية فقد تعلقت روحها بالبراءة!! أنا أيضا لا أقبل وصمة العار التي أُلحقت بها !!
إيفان بعد تفكير: لدي فكرة قد تساعدنا كثيرا !!
سالم بحماس : قل علي الفور ..
إيفان: هل تذكر خطف سيمون اختي؟
سالم : بالطبع !!
إيفان: صديق لي يدعي منير له صديق اسمه الملازم عفت، هما اللذان هاجما وكر المختطفين و عثرا علي سيمون .. لما لا نذهب و نطلب منهما المساعدة فهما من أهل المدينة و يعرفان الأماكن و اوكار الخارجين عن القانون و ربما يتعرف الملازم علي أحد هذين الرجلين أو يقودنا اليهما !!
سالم و قد ابتهج قليلا : هذا رائع !! لنذهب إليهما علي الفور إن أمكن ..
إيفان: لنذهب لمنير و هو يأخذنا لصديقه لطلب المساعدة
وقف سالم و قال : إذن هيا بنا ..
إيفان: انتظر قليلا فلم أضيفك شاياً أو قهوة !!
سالم : لا وقت للضيافة .. هيا بنا
_____________بقلم elham abdoo
في ذات الوقت ذهب الملازم عفت الي المدرسة التي تعمل بها سيمون، دخلها ببذلة البوليس التي أظهرت جسده الممشوق و طوله الفارع، المدرسات و العاملات بمدرسة الراهبات انجذبن لهيئته فنظرن اليه متأملات !! أما هو فسأل إحدي الراهبات : أين المودمازيل سيمون من فضلك ؟!
سألته : من حضرتكم و لمَ تطلب مقابلتها ؟!
الملازم عفت : أنا أعد قريبا لها و أود مقابلتها لأمر عائلي !!
الراهبة : ملازم مصري أصيل يعد قريبا لفتاة فرنسية حتي الصميم !!
عفت : نعم !! القرابة ليست فقط بالدم بل أنا قريب للعائلة و تجمعني بها و بأخيها صداقة قوية .. هل تمانعين في مقابلتها ؟!
الراهبة : لا .. سأستدعيها لك من غرفة المدرسات ..
عفت : و هو كذلك ..
بقي عفت في الانتظار بفناء المدرسة الواسع بينما خرجت له سيمون مسرعة و علي وجهها علامات التعجب، اقتربت منه ثم قالت : حضرة الملازم !! خيراً ؟!
عفت : خيراً .. لا تقلقي، أردت فقط رؤيتك و تذكيرك بسؤال لم تجيبي عليه و تركتِ الأمر معلقاً !!
شعرت سيمون بالحرج و قالت : ألم أقل لك دع الأمر للصدفة !! لمَ أتيت في أثناء وقت العمل ؟! جميع من رآك هنا سيسأل و يبث أنف الفضول بين الكلمات !!
عفت : لا أخشي شيئا لأننا لم نفعل شيئا خاطئاً .. نحن نقف في وسط الفناء، نتحدث بأدب و تهذيب !! ثم أنني جئت لأعطيك شيئاً
سيمون : أي شئ ؟!
أخرج عفت علبة صغيرة من جيب بذلة البوليس ثم فتحها فظهرت قلادة من حجر كريم تشع بريقاً مع ضوء الشمس ثم قال : هل تعرفين ذلك الحجر ؟!
سيمون بتعجب : لا …
عفت : هذا الحجر يستخرج من قارة أمريكا الجنوبية!! اشتريته من تاجر للأحجار يبحر دوما باحثا عن تلك الأحجار ! هذا الحجر يسمي حجر مياة البحر، مكون من أربعة عناصر و لونه كلون مياة البحر كما ترين !!
أخرج القلادة من الصندوق الصغير و أمسك بالحجر و قال : هذا الحجر ليس من الأحجار غالية الثمن مثل الألماس و الياقوت و الزمرد و لكنه ثمين عندي لأنني دفعت به الكثير بالنسبة لي، لكنه قليل أمام محبتي لكِ !! و قد يأتي يوم أضع في يدك ألماساً أو زمردا من الأخضر!!
نظرت سيمون للحجر و أمسكته بين يديها للتفحصه فقال لها : هذا الحجر يعطي سلاماً و نقاءاً و هدوءا في التفكير !! ربما يساعدك حتي تفكرين و تنتجين قرارك بشكل أسرع!!
ابتسمت سيمون و قالت : الان فهمت !!
عفت : هل تقبلين الهدية؟!
التقطت سيمون الصندوق من يده ووضعت به القلادة ثم أغلقته و قالت: نعم .. قبلتها !! و لكن من فضلك أذهب الآن كي لا يطول الأمر و اسمع توبيخاً من المديرة و أعدك أنني سأخبرك بقراري سريعا ..
عفت : هل من ميعاد ؟!
سيمون : امممم.. لنقل بعد يومين .. و لكن لا تأتي هنا مجددا .. بعد انتهاء اليوم الدراسي سأخبرك
عفت : و هو كذلك.. سأنتظر !!
تركها و ذهب بينما رمقتهما الاعين طوال حديثهما و لذا تلفتت سيمون حولها ثم خطت لتعود لغرفة المدرسات كما كانت !!
__________بقلم elham abdoo
جلست كاريمان في قصرها تفكر في الأمر من كافة الجهات باحثة عن ثغرة تكشف منها حقيقة الأمر، طلبت كوباً من الشاي فأتت به واحدة من الخادمات و بعد ارتشافها منه تذكرت اقتحامها قصر حفيظة و ما جري بداخله ثم تذكرت ايلاريون و هنا هبت واقفة و سألتها نفسها بصوت مسموع : ربما أخطأت المنزل الذي قررت اقتحامه !!
أبدلت ملابسها سريعا ثم توجهت لمنزل ايلاريون الذي دخلته من قبل بالفعل !!
نزلت من حنطورها الخاص و ربطت زمام الخيل في جزع شجرة كبيرة مقابلة للمنزل ثم اقتربت قليلا فوجدت المكان موصداً و عليه أقفال الشمع الأحمر لانه قتل في جريمة و كان مطلوبا في قضية أخري و لذا هذا المكان سيظل هكذا حتي اغلاق تلك القضايا !!
دارت حول المكان أكثر من مرة و هي تفكر فيما يمكن أن تجده بالداخل قد يساعدها !! لكن الأمر خطرا جدا فماذا تفعل ؟!
عادت لحنطورها و قادته نحو قصرها فالأمر يحتاج للتخطيط أولا !!
__________بقلم elham abdoo
بينما أعد كرم أوراقه و خرج من المزرعة قاصداً قصر ياقوت بك، نظر لثيابه و هندامه كي يقابلها في أفضل صورة بينما ظلت هي قابعة في حجز البوليس !! تبكي تارة و تفكر تارة أخري في مصيرها بعد أن ألصقت بها تهمة الشروع في قتل خالتها !! تساءلت : تري كيف هي حالتها الآن؟! هل نجت أم فقدت حياتها ؟! ثم جاء ببالها كرم فتمنت لو يأتي و يحاول أن يخلصها من ذلك المكان و تلك التهمة الجائرة!!
بعد قليل فُتح باب الحجز و سمعت اسمها فوقفت و نظرت بأمل فقال لها الشاويش : جاء أحدهم لزيارتك .. اسرعي !!
قالت له : من ؟!
امسكها الشاويش من ذراعها و لن يرد و عندما خرجت وجدت كرم واقفا امامها يتفحصها بذهول !!
________بقلم elham abdoo
أسرعت فاتن نحوه بخطوات مستغيثة و قالت : كرم .. أرأيت ما حدث لي ؟!
كرم : نعم ! عندما أخبرني العاملين بقصركم اندهشت !! كيف حدث كب ذلك بهذه السرعة ؟!
فاتن : و أنا مثلك لا أفهم كيف تطورت الأمور هكذا ؟!
كرم : و لكنني سبق و حذرتك !! هذه الفعلة معروف لكلانا من فعلها !!
طالبته فاتن بخفض صوته مشيرةً للبكباشي و أفراده المتواجدين حولهما !! فقال بانفعال: هل انتِ جادة ؟! ستتركين والديكِ في الخارج و تتحملين اتهام لم تفعليه ؟!
فاتن : لا أعرف !! هل نحن متأكدون أنهما هما ؟! ربما أي أحد آخر غيرهما!!
كرم باستهزاء : حقاً لا أصدق أنكِ تفكرين باحتمال كهذا !!
فاتن : لمَ ؟! أنا مثلك أشك بهما و لكنني أتمني أن لا يكونا هما من فعلاها!!
كرم : سأسألك و أنتِ ستجيبين: هل وجد البوليس آثار اقتحام أو تدمير للقصر ؟!
فاتن : لا .. من دخل لديه مفاتيح
كرم : ووالدتك نسخت المفاتيح .. أليس كذلك ؟!
فاتن : نعم و عندما ذهبت وواجهتهما قالت أنهما اضاعا المفاتيح ليلة اقتحام القبو !!
مرم بتعجب : ها أنتِ تردين بنفسك علي ما يؤكد كلامي !!
فاتن : ما حدث قاسي و صعب، حتي و إن كان الشك لا يوجد الا نحوهما فأنا اخترت الصبر فربما تستفيق خالتي و تقول شيئا يكذب تلك الرواية دون أن أشي بهما و ابقي في نظر اخوتي من زجيت بوالديهما للسجن !!
كرم : هل تظنين أنهما لو علما ببقاءك هنا سيهرعان و يختارا اخراجك مثلما اخترتي أنتِ السكوت من اجلهما؟!!
بكت فاتن بأسي و قالت : لا أعرف !! أنا مشوشة جدا !! لا أعرف ماذا أفعل ؟! أو كيف ستسير الأمور؟!!
كرم : يجب أن تستفيقي من غفلتك أولا و تتركي من جني يحاسب علي فعلته !! هما لا يعدا والديك بحق من الاساس !!
فاتن : سأتماشي معك في كلامك، فهل ان اتهمتهما سيثبت ما قلت عليهما !! هل هناك دليل ؟!
كرم : نعم .. شهادتي بمحاولتهما السابقة لسرقة القبو !! و لهذا تخلصا من شوكت أفندي!! ذلك المسكين !!
فاتن : هل شهادتك عليها دليل ؟! لم يرهما سوي أنا و انت و شوكت أفندي رحمه الله .. الوصية التي وجدها ذلك البكباشي وضعتني في موضع اتهام مباشر أما هما فلا يوجد ما يدينهما
كرم : أي وصية ؟!
فاتن : أوصت خالتي بكل مالها و ممتلكاتها لي بعد وفاتها و هذا جعل لي دافع قوي لقتلها أمام البوليس !!
كرم : هل كنتِ تعلمين بهذه الوصية ؟!
فاتن : بالطبع لا !!
كرم : اذن لنشهد بما نعرف أمام البوليس و بالطبع ان نجت خالتك و قالت انكِ لم تكوني علي علم فستتبرأين من ذلك الاتهام..
فاتن : ليتها تستفيق و تنقذني من هنا
كرم : بعد أن ندلي بأقوالنا، سأذهب للمبرة لأعرف كيف حالها.. لا تقلقي سينجيها الله من أجل ألا يظلم برئ و يترك الظالم !!
فاتن : حقاً ؟! هل تظن ذلك ؟!
كرم : بالطبع !! قتل شوكت أفندي هو دليل قوي علي براءتك فإن كنتِ تعلمين الوصية فلمَ تقدمين علي قتل شوكت !! سنقول كل شئ للبوليس و نتركهم يحققون بالأمر حتي يصلون لنهايته !! يكفي أن نلفت أنظارهم نحو القتلة الحقيقيون!!
فاتن: و اخوتي ؟!
كرم : كما كان مقدر لكم ان يكونا هذين والديكم، مقدراً لكم أيضاً أن تعايشوا سوءا كهذا !!
فاتن : هذا صعب .. صعب جدا
أمسك كرم بيديها لتقويتها و قال : لا تضحي بنفسك يا فاتن لأجل من لا يستحق !! ثقي بي فأنا لن أتركك هنا بأية حال من الأحوال و سأدلي بما أعرف!!
فاتن: اذن أنا معك ..
كرم : خيراً ما قررتِ
ثم التفت للبكباشي و قال: سيدي !! هناك أقوال هامة تخص القضية !!
________بقلم elham abdoo
أدلي كرم بجميع ما يعرف و ذكر المحاولة السابقة لسرقة القبو و شرح كل ما حدث بالتفصيل متضمنناً فتحة السور منزوعة الأحجار و نسخة المفاتيح التي صنعتها شفيقة و شوكت الذي رآهما و لذا تخلصا منه!!
اكدت فاتن جميع ذلك الكلام و لذا استصدر البكباشي أمراً بالقبض علي شفيقة و سلامة و التحقيق معهما في ما نسب اليهما !!
أعيدت فاتن لمحبسها لحين تبين الحقيقة و ذهب البكباشي للقبض علي والديها أما كرم فخرج من قوة البوليس قاصداً المبرة ليطمئن علي حالة حفيظة ..
___________ بقلم elham abdoo
وصل سالم برفقة إيفان لمنزل منير، كانت اخت منير الصغيرة و الوحيدة ” نعمات ” جالسة في الحديقة مع والدتها فرحبا بالضيفين و هنا عَّرفهما إيفان علي سالم قائلا : السيد سالم .. من أعيان أسوان و بطل من أبطال الحرية!!
قالت نعمات و هي تنظر لذلك الأسمر الوسيم : كيف ؟! هل هو سياسي ؟!
إيفان: نعم .. له صولات و جولات مع الانجليز !!
قالت نعمات في إعجاب: شئ يدعو للفخر!! سررت للتعرف عليك !!
إيفان: الانسة نعمات .. اخت منير الصغيرة .. طالبة بمعهد المعلمات و السيدة نرجس والدتها
انحني سالم احتراما و قال : شرفت للتعرف عليكما
إيفان: هل منير موجود ؟! نريد مقابلته لأمر هام !!
نعمات : نعم.. هو بغرفة مكتبه ..
أشارت لأحد الخدم كي يوصلهما لأخيها بينما تبعت عيناها ذلك الاسمر حتي اختفي عن الأنظار!!
__________بقلم elham abdoo
عَّرف إيفان سالم بمنير و احتسوا القهوة معاً ثم شرح سالم الأمر برمته و هنا قال منير : اقترب الوقت من الغداء، لنتناول الطعام معاً ثم سأذهب معكما الي حيث يقضي عفت وقته في مثل هذا الوقت في كل يوم !!
سالم : أين ؟!
منير : نادي الأمراء !! لكنه لا يخص أي أمراء !!
إيفان: كيف ؟!
عفت : نادي بسيط يجتمع فيه مع زملائه و أصدقاءه و بتسامرون و ما شابه !!
سالم : و هو كذلك ..
________بقلم elham abdoo
في المبرة سأل كرم عن الطبيب الذي يتابع حالة حفيظة هانم و عندما وصل له استفسر عن وضعها الصحي فقال الطبيب : وضعها غير مستقر !! الجرح غائر و الأعصاب الطرفية تأثرت بشكل كبير فضلا عن قدرتها علي الكلام!! هي الان نائمة أغلب الوقت و عندما تصحو تتناول الأدوية فقط و تعود لنومها !!
كرم: متي تنتهي تلك الخطورة ؟!
الطبيب : لا نعرف بالضبط!! الأمر غير محسوم !!
كرم : هل سمح لها بأن تفضي بأقوالها حتي عن طريق الاشارة ؟!
الطبيب : أتي البكباشي في الصباح لكنني لم أسمح له بالدخول فحالتها لا تحتمل أي إجهاد..
كرم باستياء : أتمني لها الشفاء العاجل .. أمور كثيرة و هامة جدا متوقفة علي ما ستقول !!
الطبيب : خيرا ان شاء الله …
_______بقلم elham abdoo
في بداية المساء مع دقات السادسة خرج الثلاثة سالم و إيفان و منير للقاء الملازم عفت بالنادي و في ذات الوقت خرجت كاريمان لتحوم مجدداً حول منزل ايلاريون !!
و في أسوان بدأ الحفل المقام علي شرف صدقي باشا و فريق المبرة الطبي
تجمع المدعوون في حديقة منزل كاريمان و جلسوا حول الطاولات بينما بدأ النوادل في تقديم المشروبات الباردة و الساخنة..
وقف منصور بك برفقة عزيز لاستقبال الضيوف القادمين، أقبلت ثريا في ثوب بلون الزهور الوردية مع ابنتها هدي التي ارتدت ثوبا ابيضا حريريا جعلها كملاك صغير لطيف، أقبلت نحوهما و حيتهما ثم ذهبت مع ابنتها لتحية الضيوف في جميع أرجاء الحديقة، كلما نظرت ليدها الممسكة بيد ابنتها حمدت الله علي تلك النعمة و ابتسمت بشكل تلقائي!!
بعد قليل جاء صدقي باشا و قد تأبطت ذراعه فتاة حسناء سمراء اللون، انتبه الجميع لحضورها!! بإطلالة ملكية بثوب أحمر داكن و حذاء ذو كعب رفيع مرتفع و شعر مرفوع كأميرة تنحدر من سلالة معروفة !!
نظرت لها ثريا و لم يروقها ذلك الظهور البهي الذي لا يليق بتاريخ فتاة كانت وصيفة لاختها حتي وقت قريب !! نظرت لصدقي باشا الذي أعطاها قيمة و سمو بتقربه لها فاقتربت منهما و قالت : أهلا بالطبيب العظيم و بالممرضة المجتهدة!!
حياها صدقي باشا و قال : أهلا بالأميرة ثريا و بالأميرة هدي !!
ثريا: لا نعرف كيف نشكر مهارتك و يدك الدقيقة التي أعادت لأخي نور عينيه
ضحك صدقي باشا و قال : لا شكر علي واجب، أين الفتي الذي أقيم هذا الحفل من اجله ؟!
أقبل عزيز و ألقي التحية عليهما ثم قال : ها أنا ذا
صدقي باشا : الحمدلله ع سلامتك
عزيز : لتسلم دائما يا حضرة الطبيب العظيم!!
صدقي باشا : كفاكم شكر و اطراء .. لنستمتع بالحفل الآن!!
اشارت ثريا لأحد النوادل فجاء و قدم لهما مشروبين ثم قالت: الجميع يتحدث في البلدة عن احسانك نحو بسمة و علي المنزل الفاره الجميل الذي وهبته لها !!
شعرت بسمة بالحرج و نظرت لأسفل فيما رد صدقي باشا : هذا ليس إحسان أو هبة !! بسمة مثل ابنتي تماما و كل ما أعطيته لها مجرد تعبير عن الحب و التقدير !!
عزيز : بالطبع فبسمة تستحق ما هو أجمل !!
نظرت له بسمة بتعجب ثم قالت لصدقي باشا : هل نجلس ؟!
صدقي باشا : بالطبع ..
اتجها نحو أحد الطاولات و جلسا بينما انصرفت ثريا و ابنتها مع عزيز للعودة نحو والدهما لاستقبال باقي المدعوين بينما ظل عزيز يرمق بسمة بالنظرات التي أربكتها بشكل كبير !!
________بقلم elham abdoo
سمعت شفيقة صوت طرق عنيف علي الباب فظنت أنه خبر وفاة أختها فارتجف سلامة و نظر إليها بخوف فقالت : ألن تفتح ؟!
سلامة : من يا تري ؟!
شفيقة : لو ذهبت نحو الباب و فتحته سنعرف !!
خطي سلامة عدة خطوات متوجسة نحو الباب و فتحه بهوادة و عندما نظر وجد البكباشي و فردين من قوة البوليس خلفه فارتعشت يداه و فغر فاه بينما نظرت شفيقة من مكان جلستها فلم تر شيئا فقالت: من يا سلامة ؟!
لم يرد سلامة و ظل محملقاً للبكباشي و عينيه معلقتين علي كتفه الذي حمل هلال و نجمة ذهبيان و قال في نفسه : الموضوع خطير !! يبدو أنه قد حل علينا الخراب الكبير!!
قال البكباشي في لهجة صارمة : هل انت سلامة والد فاتن ؟!
سلامة بخوف و قد تأكدت مخاوفه: نع….. نعم !!
سمعت شفيقة السؤال الخارج بصوت رخيم قوي فوقفت و اقتربت نحو الباب و شاهدت بنفسها المنظر فقالت : ما….. ماذا هناك ؟!
البكباشي : جئت بنفسي لاستدعائكما للتحقيق !! الحادثة كبيرة و الأمر جلل !!
شفيقة و قد ادعت الذهول : حدث ماذا ؟!
البكباشي : حفيظة هانم ياقوت .. السيدة الثرية المعروفة.. أليست شقيقتك ؟!
شفيقة : نعم .. ماذا جري لها ؟!
البكباشي بغير اقتناع : قاتل تسلل لغرفتها أثناء النوم و طعنها طعنة قاتلة !!
تهللت شفيقة في داخلها بينما قالت له بصدمة : كيف ؟! هل فقدت أختي الآن؟! هل انتهي كل شئ ؟! لا تقل هذا من فضلك !!
سلامة بحزن: رحمها الله و اسكنها الجنة !!
البكباشي: مهلا !! لم تمت السيدة بل هي بالمبرة تتلقي العلاج !!
اتسع بؤبؤ عيني شفيقة باندهاش و حاولت إخفاء حسرتها فقالت : الحمدلله .. نجت
نظر لها سلامة غير مصدق مقدار براعتها في التمثيل
فأكملت شفيقة بتساؤل : هل تحدثت حفيظة عن القاتل ؟!
البكباشي : هي غير قادرة علي الكلام !!
هم سلامة بالحديث و قال : في الحقيقة سأقول…..
قاطعته شفيقة و قالت : ليشفيها الله و تعود سالمة !!
البكباشي : فلتأتيا معي الآن لقوة البوليس و نكتب تحقيقا رسميا و حول الموضوع
نظر سلامة لها بحنق لأنها ستدمر فاتن معها بتلك الأفعال أما هي فأشارت له بالصمت !!
شفيقة : لم أفهم بعد ما علاقتنا بالأمر؟!
البكباشي : ستفهمان كل شئ بالتفصيل خلال التحقيق
__________بقلم elham abdoo
أشار منير لهما علي الملازم عفت الجالس علي أحد الطاولات مع أحد أصدقاءه و قال : ها هو …
اقترب ناحيته و همس في اذنه شارحاً الموضوع باختصار فاستأذن رفيقه و ذهب معه نحوهما ..
جلس الأربعة حول طاولة أخري في مكان آخر بالنادي و بعد طلب الشاي أخرج سالم الرسمتين من جيبه و اراهما له قائلا : هل وجهيهما مألوفاً لك ؟! أو سبق و رأيت أيا منهما من قبل؟ !!
نظر عفت متفحصاً و قال : بصراحة لا .. لكن يمكنني النظر في سجلات الخارجين عن القانون و الكشف عنهما !! هل هما مهمين جدا في قضيتك ؟!
سالم : نعم و بشكل كبير !! هما وواحد آخر فقط يشكلون الرابط الوحيد مع المحرض الفعلي الذي يسعي خلف خطيبتي !!
عفت باهتمام : هل هذا له علاقة بقضية إيفان التي اختطفت اخته علي اثرها ؟!
سالم: بالضبط !!
عفت باهتمام : اذن أترك لي الأمر قليلا كي ابحث به و بإذن الله سنجدهما
سالم : لكن الوقت يمر و المحاكمة أوشكت !! أسرع من فضلك
عفت : لا تقلق، سنصل للحل بإذن الله و الآن سنذهب لطباعة تلك الصور عدة نسخ كي اوزعها علي عدة مخافر للبحث في سجلاتها في وقت أقل
سالم : حسنا .. هيا بنا
__________بقلم elham abdoo
ظلت كاريمان تحوم حول المنزل في شكل دائري من امام و من خلف و من الجوانب !! البيت ذو مدخل واحد أمامي و موصد بقفل كبير مشمع بالشمع الأحمر و الاقتراب منه جريمة !! كيف يمكنها الدخول و تفحص كل ما بالداخل ؟!!
نظرت نحو نافذة خشبية غير متممة الإقفال في الطابق الثاني و لحسن الحظ الي جانبها شجرة كبيرة و لكن تسلقها سيلفت الأنظار بشدة و لذا يجب انتظار أن ينتهي الغروب و يحل ظلام المساء الدامس، جلست تحت الشجرة منتظرة أن يأتي الوقت المناسب !!
________بقلم elham abdoo
ظل كرم منتظراً بالمبرة و حاول أكثر من مرة أن يستأذن الطبيب بالدخول الي حفيظة هانم و لكنه كان يرفض خوفاً علي حالتها و لكن مع اصراره ووعده بالا يجهدها كثيرا سمح له أخيرا بالدخول !!
جلس علي كرسي مقابلها و كانت نائمة علي بطنها في تعب شديد فطلبت من الممرضة أن تجلسها ..
بعد جهد استقامت حفيظة بمساعدة الممرضة و كرم و تم وضع وسادتين خلف ظهرها كي تستطيع الصمود، حزنت بشدة و رثت لنفسها لكنها تظاهرت أمامه بالقوة حتي و إن فقدت الشعور بنصفها الأيمن!!
قال في تعاطف : الحمدلله علي سلامة حضرتكم
أشارت له بوجهها فأكمل قائلا : هل رأيتي الجاني ؟!
أشاحت بوجهها بمعني لا و هي غاضبة و حانقة ثم أشارت علي قلبها و ضغطت عليه ثم حركت اصابعها بمعني اين؟! ففهم أنها تسأل عن فاتن فرَّد بتردد : انها … قيد التحقيق !!
تفاجئت حفيظة و أشارت لمَ ؟! فرد كرم : قد رأوا الوصية التي وضعتها ة هذا أُخذ ضدها و خاصة عندما كذبت بشأن القبو !!
غضبت حفيظة و انتفض جسدها و أشارت بذراعها الأيمن للباب عدة مرات فظن أنها تريد الطبيب فاشارت بلا ثم نظرت لورق موضوع بجانب السرير فأشارت اليه فأحضره لها فكتبت : استدع الضابط الذي قبض عليها حالا !! سأدلي بأقوالي .. فاتن لا تعلم عن الوصية!!
ذهب كرم مسرعاً نحو المخفر كي ينقذ فاتن من محبسها !!
في أثناء ركوبه للحنطور و وصوله الي هناك، كان البكباشي يحقق مع شفيقة و سلامة و يواجههما بأقوال فاتن و كرم فقالت شفيقة : لم نقتل أحد و لم نفعل أي شئ من هذا الكلام و كرم هذا هو من قتل شوكت لأنني سمعت أنه اقنع فاتن بالزواج من أجل ثروتها فربما شوكت أفندي وقف في وجهه في عمل ما .. هذه أمور بينهما لا نعرف عنها شيئاً
البكباشي : و فاتن ؟! هل تتهمكما باطلا من أجل كرم ؟!
شفيقة : الحب يا سيدي يعمي ضمير الفتيات .. هي ساذجة !!
البكباشي : كتبت حفيظة هانم وصية بأن كل ما تملكه سيبقي لفاتن بعد وفاتها فهل كنتما تعلمان بهذا؟!
شفيقة : بالطبع لا !! نحن بقينا في المزرعة فترة مع فاتن كنزهة ثم دخل كرم بيننا و افتعل خلافات فغادرنا .. لا أعتقد أن حفيظة قالت لفاتن أي شئ بخصوص الوصية!!
البكباشي : إن كان كرم بالفعل يستخدم ابنتكما من أجل الحصول ع المال .. لما لم يسرق القبو ؟!
شفيقة : أنا سمعت انه حاول من قبل سرقته و لكن شوكت منعه و ربما لهذا قتله !!
تعجب سلامة من كذباتها المتلاحقة المرتبة
البكباشي : سيد سلامة .. لم نسمع منك جملة واحدة!!
سلامة : لا أعرف اي شئ يا سيدي سوي أن فاتن بريئة و ليس لها علاقة بأي شئ من هذا !!
البكباشي : الفيصل بين تلك الروايتين هو السيدة حفيظة بعد أن تدلي بأقوالها حول كل هذا !!
شفيقة : عندما تستعيد وعيها بإذن الله !!
لم تكد تكمل جملتها حتي دخل كرم و قال للبكباشي و هو ينظر اليهما شذراً : السيدة حفيظة تطلب مقابلة سيدي حالا من أجل أقوال هامة ..
ابتلعت شفيقة ريقها من الصدمة فقد جاء الخبر أسرع مما توقعت !!!
أخلي البكباشي سبيلهما لعدم ثبوت اي أدلة عليهما و لكنه اوصاهما بعدم السفر لحين التحقيق !! ثم غادر نحو المبرة لمقابلة حفيظة !!
_________بقلم elham abdoo
تسلقت كاريمان الشجرة بعد عناء كبير حتي أن يديها أصابتهما الجروح و لكنها لم تهتم فما تريد الوصول اليه أهم بكثير!!
ضغطت علي خشب النافذة و حاولت ازاحته للداخل فلم يفلح الأمر، اضطرت للنزول و جلب صخرة تستخدمها لازاحة النافذة للداخل لأنها موصدة ثم تسلقت مرة أخري و بعد مثابرتها الطويلة وصلت مرة أخري و أخذت تدق علي مكان القفل الداخلي بالصخرة حتي تدمر جزء من النافذة و رأت القفل و فتحته فانفتحت النافذة أخيرا و لكن صوت الضوضاء الذي حدث جعل أحد الجيران يتنبه و ينظر فرأي جسدا يتحرك و يقفز من النافذة في الظلام فذهب مسرعاً نحو البوليس !!
دخلت كاريمان و بدأت بالفحص بالغرفة فلم تجد شيئا فتلك كانت غرفة نومه فنزلت للطابق الأسفل و بدأت بفحص الأوراق في غرفة مكتبه!! غاصت بين الأوراق و المعاملات، بعضها بالعربية و أخري فرنسية و البعض الاخر يونانية!! نظرت من النافذة فرأت زوجة الرجل في المنزل المجاور تراقب فأيقنت أن أمرها قد انكشف فأسرعت و صعدت مرة أخري و تسلقت الشجرة للنزول و عندما همت بالمغادرة لاحظها الرجل برفقة أنفار من قوة البوليس و ركضوا خلفها حتي انقطعت أنفاسها فاختبئت خلف شجرة كي تستريح و تلتقط أنفاسها و نفعها الظلام في الا يعثر عليها !!
توجهت بعدها نحو منزل سالم فهو أقرب من منزلها بكثير
أما سالم فكان قد عاد بعدما تم توزيع هاتين الرسمتين علي الثلاثة مخافر الموجودة بالبلدة و هو في انتظار خبر مفيد !!
سمع صوت طرق الباب فذهب ليفتح فإذ هي ” نعمات ” شقيقة منير، نظر لها بتعجب و قال : آنسة نعمات !!
نعمات برقة : نعم .. جئت لأعيد لك شيئا فقدته !!
سالم : ما هو ؟!
نعمات : منديلك!! قد سقط منك في حديقتنا !! نظفته و جففته و أحضرته لك !!
صعدت كاريمان الدرجات المؤدية للباب و نظرت نعمات تعطيه المنديل فنست أنها هاربة من البوليس و نست القضية بالكامل و اقتربت منهما و التقطت المنديل من يدها ثم قالت : عذراً منكِ .. كيف وصل إليكِ هذا المنديل ؟!
نظر سالم بابتسامة مثقلة و هو موقن أنه وقع بين براثن غيرتها الآن!!!
_________بقلم elham abdoo
في حفل عزيز بأسوان .. بدأ الجميع يرقصون كأزواج علي الموسيقي الهادئة و في مفاجأة من عزيز لعائلته، اقترب نحو بسمة و طلب منها اذنا للرقص فنظرت لصدقي باشا فابتسم لها فوافقت ثم ذهبت برفقته و بعد أن خطوا خطوات الرقص الاولي قال لها : أنتِ اجمل من بالحفل الليلة يا بسمة !!
بسمة بخجل : شكرا لك !!
عزيز : ترددت كثيرا قبل أن أطلب منكِ الرقص .. هل تعرفين لماذا؟!
بسمة : لماذا ؟!
عزيز : أنتِ ترين فيَّ عزيز القديم، المؤذي الطماع و لذا قلت أنكِ لن تقبلين !!
بسمة : رأيت أنك تغيرت في فترة مرضك .. الحمدلله انك شفيت
عزيز : الشعور بالذنب كان يدمرك !! كنت أشعر بكِ و لم أخبر شقيقتاي كي لا يضغطا عليكِ أكثر !!
بسمة : نعم .. شكرا لك
عزيز : هل يمكنني أن أسألك سؤالا خاصاً .. إن لم تريدين الرد فيمكنك الامتناع ؟!
بسمة : هذا يعني انه سؤال شائك !!
عزيز : قليلا !!
بسمة : تفضل لنري !
عزيز : هل مازلت تحبين سالم ؟!
بسمة بحرج جعلها تخفض عينيها لاسفل : لا .. تألمت فقط مما حدث لي بينهما و لكن تخطيت الأمر منذ مدة .. السيد سالم لم يحبني حقاً في اي وقت من الاوقات .. لم يكن يجدر بي الدخول في ذلك الأمر!!
عزيز : أتعلمين.. في البداية كنت أنظر لكِ مثل عائلتي و لكن بعد أن تقاربنا اختلف الأمر كثيرا !! رأيت محبتك و قلبك الرقيق عندما ساعدتني و ضمدت جروح ذاك الرجل و فتحت عيني علي ضميرك الحي و روحك الخيرة عندما ثابرتِ كي تحضري صدقي باشا الي هنا كي يفحصني فمثلما كنت سببا في ضياع بصري، لعبتِ دورا اساسيا في عودته !! لم أعد أشبع من النظر لملامحك الرقيقة الهادئة !! قلبي تزداد دقاته عندما تكونين حوله !!
افلتت بسمة يدها من راحة يده و ابتعدت قليلا ثم قالت : ماذا يجري ؟! ماذا تقول يا سيد عزيز ؟!
عزيز و قد اقترب منها خطوة واحدة ثم نظر لعينيها مباشرة و قال : هل تتزوجيني؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى