روايات

رواية الصندوق الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الجزء السادس والثلاثون

رواية الصندوق البارت السادس والثلاثون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة السادسة والثلاثون

#خطر
أدركت كاريمان بعد ذهاب سالم من أمامها أن علاقات الرقص علي السلم لا تعش طوال العمر، هما ليسا صديقين لأن ما يجول بينهما شيئا اكبر و لم ينجحا بأن يصبحا حبيبين لأن الاعتراف جاء من طرفٍ واحد و لم تحدث مصارحة أو اتفاق!!
سالم برغم أنه عاشق و مستعد للانتظار و التحمل إلا إنه لن يبقي منتظراً طوال العمر ووالدته لن تتركه يبقي عازباً متوقفاً عليها..
جلست في حيرة بين قلبها الذي يدفعها نحوه بفعل عواطفها و بين منطقها الذي يرفض سالم خطيب وصيفتها السابق !!
هل ستقبل بوضع اسمها بجانب اسمه بديلا عن بسمة!! هل ستنسي ما فعله يوم حفل التانجو ؟! و ما فعله يوم حفل خطبة عزيز حين دخل مختالا بها و هي تتأبط ذراعه في فخر و نشوة ؟! … غير ممكن !!
أم ستتغاضي لأجل ما فعله يوم أنقذها من يد أخيها .. أو ما فعله يوم تهامس الناس عليها بسبب فخ حفيظة ؟!
قالت في نفسها : هو رجلُ فريد في شهامته، نعم يخطئ لكنه يندم من أجل أخطائه سريعاً و يحاول إصلاحها، برغم ما يفعله من أخطاء لكن أفعال المروءة و الشجاعة التي يفعلها دائماً تثقل كفة الفعل الحسن لديه!! جعلني في حيرة و تشوش و ضياع !!
أما سالم فعاد لمكان التجمع حيث والدته و حفيظة هانم جالستين، شعر بنشوة اقتراب تحقيق الهدف، نظرت له والدته فقرأت من عينيه حدوث تغيير في مجريات الأمور ، تأملت أن تكون أمينة هي السبب لكنها تعي جيداً أن ذلك مستبعدًُ قليلاً فسعادة عينيه و لمعانها هكذا يسبقهما أثر تلك الأميرة بالطبع!
السيدة بثينة : أين أمينة يا بني ؟
سالم : لا أعلم .. ربما ذهبت لتكمل جولتها بالمكان
السيدة بثينة : ألم تصادفها ؟!
سالم : بلي .. مرت بنا و لكنها ذهبت بعد عدة دقائق
السيدة بثينة : بكم .. ؟! أكنت مع كاريمان ؟!
سالم بحرج : نعم .. تصادفنا أيضاً أثناء الجولة
حفيظة هانم بابتسامة : يا محاسن الصدف !!
سالم : نعم .. صدفة حسنة بالتأكيد فالحوار مع شخصية مثقفة مثل الأميرة شئ جيد و مفيد !!
حفيظة هانم ؛ و انا أوافقك الرأي .. لكن بها عيبا واحداَ من وجهة نظري !!
رد سالم بانفعال مكتوم: تُري .. ما هو ؟!
حفيظة هانم : العيب في عقلها المثقف، ذاك الذي تحدثت عنه … إنه سيكون عقبتك الكبري!!!
سالم بتعجب: ماذا تقصدين ؟! عقبة في ماذا ؟!
حفيظة هانم بدهاء: ألا يقولون : المعني في بطن الشاعر .. أنا أعلم أنك تفهم !!
السيدة بثينة : و انا افهمك .. لا داع للألغاز و سأقولها له علناً تلك المرة .. لا تكن مثل فرس ماهر .. تخطي كل الحواجز من أجل مكعب سكر يعجبه لكنه سيضره أكثر مما ينفعه!!
حفيظة هانم : كم تحب الأفراس السكر يا سيدة بثينة .. لندعهم يستمتعون قليلاً !!
السيدة بثينة : هناك طرق كثيرة للاستمتاع و هناك أيضاً العلف الذي يفيد برغم طعمه المعتاد !!
رأت حفيظة هانم أمينة قادمة من بعيد فقالت : أري أن علفاً مناسباً يلوح في الافق .. ليت الاحصنة ترتضي به
نظر سالم لدهائها فيما قالت فقال : دعكم من الافراس و اختيارتها و اتركوا المياة تتدفق كما تشاء بلا تدخل !!
صمت الجميع عند وصول أمينه عندهم فقالت : أريد أن أعود لبيتي يا ابنة العم .. سأغادر الآن في إحدي العربات
انتفضت السيدة بثينة : لا .. ستأتين معي للبيت مرة أخري فلم أشبع منكِ بعد !! اجلسي هنا بجانبي ..
رأي سالم تشبث والدته بها و لم يرق له ذلك لكنه صمت بالطبع و لم يعلق
__________ بقلم elham abdoo
طلبت حفيظة هانم من سالم أن يقوما بحديث بشكل خاص بينهما خلال جولة في المكان و عندما وافق سالم قالت
حفيظة هانم : أشكرك بالطبع لما حدث بالأمس و لفضلك في عودة فاتن سالمة مرةً أخري لكن .. أتساءل عما جري؟! أريد معرفة كافة التفاصيل .. أين وجدتموها و كيف و لمَ اختطفت من الأساس؟! أريد معرفة كل شئ بتدقيق !!
سالم : و لم تشغلين رأسك بهذه التفاصيل الصغيرة.. أنتم هنا في عطلة و سلامتكم تخصني فقد فعلت واجبي و انتهي الأمر
حفيظة هانم باصرار: لكنني لم أعتاد أن أغفل أموراً دقيقة تخصني أبداً حتي و إن انتهت لأن اقتلاع جذورها و سحبها حتي النهاية ضرورة !!
سالم بتوتر : بحثت عنها ووجدتها مصادفةً فربما من اختطفها كان يخطط لطلب فدية لكننا لم نمهله!!
حفيظة هانم بغير اقتناع : أحقاً .. أيضع الخاطف الخطة أولا ثم ينفذ أم العكس؟!
سالم : لا أعرف بالظبط .. لكنهم غرباء .. لم اقاومهم لأحفظ سلامة فاتن و بعدها لاذوا بالفرار !!
حفيظة هانم : هؤلاء المجرمين!! حظهم جيد لأنني لا أعرف بواطن الأمور و لا ظروف المكان هنا لكنهم سيقعون في قبضتي بكل تأكيد ..
سالم بقلق : بإذن الله …
____________بقلم elham abdoo
في تلك الاثناء دار حواراً هاماً بين الخطيبين أثناء جولتهما في المكان حيث قالت فاتن : عزيز … أليس غريبا أن يتم اختطافي هنا … تُري لمَ ؟!
عزيز : ربما لطلب فدية ..
فاتن : ممن ؟! لو كان الأمر يخص خالتي لما لم يصلها أي اتفاق بشأن الفدية و أنت كذلك ايضا؟! و إن كان الموضوع يخص السيد سالم فلمَ اختارني الخاطفون ؟! لمَ لم يختاروا كاريمان أو السيدة بثينة والدته .. لم لم يأخذوا بسمة القابعة بشكل مفرد في مبني ملحق بمشفي مهمل ؟!
عزيز بتفاجؤ: هل بسمة هنا ؟! ماذا تفعل بالمشفى؟!
فاتن : ذهبت أمس للمشفي مساءا مع أحد الخادمات لشعوري بدوار و لم أخبر خالتي كي لا تقلق فرأيتها تعبر أمامي و ظننت انها فتاة أخري تشبهها لكن العاملين هناك أكدوا أنها هي نفسها .. الجميع في المشفي يتهامس في وضعها الجديد و عن العلاقة التي جمعتها بالسيد سالم .. أهي انتهت أم لازالت قائمة ؟! نظروا لخاتم الخطبة فلم يجدوه باصبعها فألفوا قصصاً كثيرة عن انفصالها عنه ..
ابتسم عزيز و قال: لم يعلم بالطبع حتي الآن.. عندما يعرف سيستشيط غضباً بالتأكيد !!
فاتن بسخرية : عيناه لا تري سوي أختك المدللة الآن!!
عزيز : لديه حق .. فيكفي أنها أختي لتسلب عقله
فاتن بحب : كما فعلت أنت بي !!
عزيز : نعم .. بالطبع !!
فاتن : اذاً فكر معي .. من هؤلاء الخاطفون؟! و كيف اتفق معهم السيد سالم بسهولة هكذا فسلموني له في يسر!!
عزيز : لا أدري .. ربما اخافهم بسلطته هنا و ربما دفع لهم ما يريدون!! لا تفكري بالأمر طالما تم حله .. دعينا نستمتع بالعطلة
فاتن : معك حق
__________بقلم elham abdoo
في طريق العودة، أقبل الجميع و صعدوا داخل العربات عدا كاريمان التي إلتهت بحيرتها بين اروقة المعبد الصغير، ظل سالم واقفاً ينتظر حضورها و عندما تأخرت ذهب بقلق للبحث عنها، وجدها جالسة تفكر فأيقن صعوبة ما وضعها به و هذا ما أحزن قلبه فهو رأي بنفسه كم هو صعب أن تمضي قدماً معه !!
قال في اقتضاب: لم أكن أعلم أن ما سأقوله سيجعلك تضيعين هكذا؟!
كاريمان : قلت لك ألا تضع لي مهلة ؟! الأمر ليس سهلاً ..
سالم : لا أري صعوبة من جانبي أما من جانبك فحساباتك معقدة و مختلفة !!
كاريمان : هل هذا تهكم؟!
سالم : بالطبع لا .. لكنه تعجب اذا أردنا تسميته !!
كاريمان: لن أعلق !!
سالم : إذن هيا بنا لنذهب لأن العربات تنتظرنا للتحرك ..
اثناء تحركهما تجاه العربات سألته كاريمان: هل ستسافر في الصباح الباكر ؟!
سالم : نعم . هل ستأتين لوداعي ؟!
ابتسمت كاريمان و لم ترد
__________________بقلم elham abdoo
في المساء جلست حفيظة مع فاتن في منزل الضيوف الملحق بمنزل سالم الكبير..
حفيظة هانم : هل أعجبتك النزهة اليوم ؟!
فاتن : نعم . كانت ممتعة و جميلة
حفيظة هانم : لكنني لست مرتاحة كثيراً لما حدث !! و أجوبة سالم هذا مبهمة !!
فاتن : أتقصدين في حادث الاختطاف؟! .أنا أيضاً أجده مبهماً و غامضاً . تحدثت مع عزيز عله يعرف شيئاً لكن دون جدوي!!
حفيظة هانم بضيق : عندما جلس خطيبك ذاك بأسي يرثي غيابك كان سالم يخلصك من يد المختطفين !!
فاتن : غريب .. السيد سالم انتظرني مع كاريمان بهدوء بينما دخل الرجل المختطف ليحل قيودي طواعيةً دون مقاومة !!
حفيظة هانم : هل دفع له مالاً ؟!
فاتن : لا أعرف.. ربما .. لكنه خلصني من بين ايديهم بشهامة
حفيظة هانم : نعم .. حسناً فعل !! لكن من هؤلاء و ماذا يريدون منكِ و من يقف خلفهم؟! لابد ان نعرف .. تكتمه هذا يثير قلقي !
فاتن : هل تشكين أنه هو المقصود بالخطف ؟!
حفيظة هانم : لا .. ع العكس .. أشك في انه يتكتم علي أحد فلو كان هو المقصود لمَ لم تختطف كاريمان أو والدته أو حتي صديقه .. لمَ انت ِ.. ذلك هو السؤال ؟!
فاتن : هل كاريمان تفعلها ؟!
حفيظة هانم: لا اعتقد فغرورها سيمنعها إن فكرت ..
فاتن : اذن من ؟!
حفيظة هانم: في الغالب سيكون شخص من مصلحة سالم ألا أعرفه .. لأجل ماذا لا اعرف و لكنني سأعرف..
فاتن: كيف ؟!
حفيظة هانم : استأجرت محققاً سرياً و سيأتي قريباً ليضع كافة التفاصيل تحت قدمي
فاتن: آمل ذلك .. نسيت أن أخبرك.. بسمة أصبحت ممرضة و أتت هنا للمشفي .. تتخيلين !!
حفيظة بعدم تفاجؤ: كيف عرفتِ؟!
فاتن: سمعت تهامس الناس و الخدم بشأنها .. لو علم سالم سيُجن !!
حفيظة هانم : بالتأكيد فالجميع يعرف انها خطيبته !!
فاتن : و لكنه فعل معي معروفاً و أري انه يستحق مساعدة عاجلة
حفيظة هانم: أأنت لم تتوقعي أنني انا من أتي بها هنا إلي الآن؟!!
فاتن بصدمة : أحقاً .. كم يعمل رأسك بشكل كبير يا خالتي!!
حفيظة هانم : و أيضا وضعتها قصداً في رعاية إيفان.. ليكن بعلمك
فاتن : الخطة جميلة و أعجبتني كثيراً لكن سالم فك قيودي و أعادني سالمة .. لنوقف كل ذاك الترتيب يا خالتي .. ارجوكِ
لا تتخيلي كم كنت خائفة عندما حل ذلك الرجل قيودي فلم أكن أعلم إلي أين سيقتادني حتي رأيت وجه سالم فإطمئنيت لا أعرف لماذا.. شعرت أنني في امان بوجوده
حفيظة هانم : نعم .. لديكِ حق و لكن بات الوقت متأخراَ فبسمة أصبحت هنا بالفعل !!
فاتن : تلك الساذجة .. كلمتين يجعلاها تعود من حيث أتت .. كما جعلتها تأتي بإمكانك اقناعها بالعودة و ليظل الجو هادئاً قليلاً حول سالم ..
حفيظة هانم : تعاطف هذا ام ماذا.. لا تقلقينني ؟!
ضحكت فاتن و قالت : كيف تقولين هذا و عزيز في القلب و قد أغلق علي نفسه بالداخل و ألقي المفتاح!!
حفيظة هانم : لا أدري إلي أين سيرسلك هذا الحب ؟!
فاتن : بالطبع سيرسلني إلي عش سعيد !
حفيظة بغير اقتناع : آمل ذلك ….
_________________بقلم elham abdoo
في المساء أنهت بسمة إعطاء الإبر و الأدوية لايفان و استعدت للمغادرة فقال لها إيفان: لحظة …
استوقفها بكلمته فانتظرت، أشار لها علي كتاب باللغة الفرنسية موضوع ع المكتب وسط مجموعة من الكتب، احضرته و مدت يدها به فقد ظنت أنه سيقرأه و لكنه قال : هذا لكِ .. ألم تبدأي من قبل تعلم الفرنسية و لم تكملي لظروف ما .. الآن عودي للتعلم و لا تتوقفي أبداً .. كل يوم اكتسبي معرفة جديدة أو مهارة ما .. هذا الكتاب سيسهل لكِ الأمر و إن احتجتني فأنا مستعد في أي وقت
ابتسم بسمة بامتنان و قالت : شكرا لك .. انا احتاج لذلك حقا فهناك كتباً طبية وجدت شغفاً في قراءتها لكن اللغة اوقفتني
إيفان: ليسهل الله عليكي المعرفة و ستتعلمين في وقت قصير إن شاء الله .. بعد أن استطيع القيام عن السرير سأساعدك بشكل أكبر
بسمة : لا أعرف كيف يمكنني شكرك !!
إيفان: الأمر بسيط ..
بسمة : كيف ؟!
إيفان: يمكنك شكري بكوب من الليمون البارد إذا أمكن ..
بسمة : حالاً
____________بقلم elham abdoo
في الصباح وقفت السيدة بثينة و إلي جوارها أمينة ليودعا سالم قبل سفره، بقيت عيناه معلقتين علي الباب منتظراً قدومها و عندما طال الانتظار قالت له والدته : دع الغائبين يظلون غائبين يا بني !!
نظر لها سالم لائماً و قال : ربما تتقاطع طرقاتنا يا أمي
نظرت له أمينة و هي تدرك جيداً ما يعيشه و لم تعلق ..
تأخر الوقت أفقده أمل ملاقاتها ف اتجه الي العربة و غادر في هدوء ظاهري لكن القلق بدأ في التهام قلبه من الداخل فهل عدم حضورها علامة مبدئية لكلمة لا ؟! هل هي تيار بسيط يسبق ريح عاتية ستقضي علي كل أملٍ بداخله ؟!!
_____________________بقلم elham abdoo
أعدت بسمة افطاراً سريعاَ بعد تناوله ستذهب من المبني الملحق للمشفي و منه ستتجه لمنزل إيفان لاستكمال علاجه، نزلت السلم و فوجئت بضيفة تنتظرها في الأسفل بالردهة المعدة للجلوس و استقبال اهل و ضيوف ساكنات المبني .. إنها السيدة حفيظة !!
لم تكن بسمة مرحبة بتلك الزيارة خاصةً بعد تحذير ايفان لها لكنها ابتسمت و قالت : حفيظة هانم !! صباح الخير ..
حفيظة هانم : صباحك جميل مثلك يا بسمة .. لا تقلقي من زيارتي فأنا جئت للترحيب بكِ و التحدث معكِ قليلاً إذا أردتِ فبيننا اتفاق .. أليس كذلك ؟!
بسمة : بالطبع .. هل أضيفكِ شيئاً ؟
حفيظة هانم : شكراً لكِ .. كنت أود أن أرحب بكِ منذ اليوم الأول لقدومك و لكن ظروف قهرية منعتني
بسمة بفضول : عساه خيراً ؟!
حفيظة هانم : اخُتطفت فاتن و لكنها عادت سالمة و الحمدلله..
تعجبت بسمة و قالت: اختطفت ؟!
حفيظة هانم : نعم .. كان وقتاً صعباً لكنه انتهي و قد أتيت لكِ في النهاية
بسمة : ما الذي سنتحدث به ؟!
حفيظة هانم : هناك أمور يا بسمة تتغير مع الوقت و المعادلات تتبدل و أنا أري أن بقائك هنا لم يعد يحقق هدفه .. ما رأيكِ بالعودة لما كنتِ عليه في البداية ؟!
بسمة بغرابة : كيف ؟! ماذا تقصدين ؟!
حفيظة هانم : أقصد أنني سأعيدك بطريقتي لسالم و سنحاول تلافي كل السلبيات الماضية و التي أحزنت قلبك و سأضمن لكِ ذلك بنفسي !!
بسمة : و ما الذي حدث لتتغير خطتك من اليمين لليسار هكذا دفعةً واحدةً ؟!!
حفيظة هانم : فكرت ملياً في طبيعتك الهادئة الوديعة و في طبيعة سالم العنيدة ووجدت أن خلق صراع لن يُفضي إلي حل بل علي العكس سيخلق خلافاً جديداً يصعب حله !!
بسمة : لم يكن ذلك توجه حديثك أبداً في المرة السابقة … أنا لا أفهم !!
حفيظة هانم : اسمعي يا بسمة .. لا تفكري كثيراً و دعيني أنا أخطط لكِ و سترين النتائج بنفسك و ستسعدين!!
بسمة بتوتر : و إن قلت لا .. كفي .. ماذا ستقولين ؟!!!
حفيظة هانم بتعجب : كيف ؟!!! .. كفي ماذا ؟!!!
بسمة : كفي ألعاب .. كفي مكائد .. كفي من كل شئ .. أشكرك بالطبع علي مساعدتك لي بإيجاد عمل لم يكن يخطر ببالي ووجدت به شغفي و لكن … لن أدخل في صراعات أو خطط لا أفهمها من اليوم !!!
سأكون علي رأس عملي الذي أحبه و بالنسبة لسالم فأنا أعيد التفكير بكل شئ حدث بيني و بينه و قريباً جداً سيكون هناك قرار نهائي بخصوصنا فلا ترهقي نفسك و تتركين أعمالك الكبيرة و تفكرين في حل لمشكلاتي !!
وقفت حفيظة هانم اعتراضاً علي التحدث إليها بتلك اللهجة و قالت : ماذا يعني هذا ؟! أخذتِ الوظيفة و الآن تكسرين الاتفاق و ترفعين راية الإضراب!!
بسمة : لم يكن ذلك اتفاقاً بل تغفيلاً .. الاتفاق يعلم طرفيه ما المخطط و لكنني نفذت أولي الخطوات و انا أجهل ما التالي ؟! لذا لنعتبر ذلك الاتفاق لاغياً و لتكن معرفتنا ببعضنا علي قدر ما يجمعنا و لكِ جزيل الشكر
حذرتها حفيظة هانم قائلة : رفع راية التمرد تلك لن ينفعك و سينهدم كل شئ ع رأسك تباعاً صدقيني !!
بسمة : سآخذ تحذيركِ لي بعين الاعتبار و إن سقط فوق رأسي كل شئ فربما لأتعلم و آخذ درساً .. لا تقلقي بشأني !!
نظرت لها حفيظة هانم بتحدٍ ثم تركتها و ذهبت فلم تهتم بسمة و ذهبت في طريقها كالمعتاد !!
__________بقلم elham abdoo
ذهبت سيمون في طريقها لمنزل كاريمان مرة أخري بعد أن أعدت لأخيها وجبة إفطار سريعة مكونة من بيض و جبن و خضروات ..
دخلت إلي بيتها متوجسةً مما ستفعله معها بعدما حدث بينها و بين إيفان!!
ظلت كاريمان في غرفتها و لم تنضم لطعام الإفطار مع اسرتها فعقلها منشغلاً بما ستفعله مع سالم!! قلقها و حيرتها جعلاها تتراجع عن وداعه بعد أن استيقظت و ارتدت ثوباً أبيضاً جميلاً و استعدت للذهاب بل إنها خطت خطواتها الاولي للخارج لكنها بعد كل ذلك … تراجعت !!
أدخلت راشدة سيمون للداخل و تركتها تنتظر في الردهة الكبيرة فرأتها ثريا و لم تكن تعرفها فقالت : مرحباً .. من تريدين ؟!
سيمون : أنا سيمون .. مساعدة كاريمان هانم .. بعثت لها خبراً لملاقاتي منذ قليل !!
ثريا : سيمون … هل أنتِ أخت الطبيب؟!!
سيمون ب حرج : نعم …
ثريا : ذكرت كاريمان اسمك ذات مرة في حديثها ..
نظرت لها سيمون و لم ترد فاستطردت ثريا : كيف حال أخيك الآن؟!
سيمون : بخير …
ثريا : هل انتِ مرسال بينهما ؟!
سيمون بتلعثم: لا … انا جئت في ….
قاطعتهما كاريمان بوصولها و قالت : مرحباً سيمون .. كيف الحال ؟!
ابتسمت سيمون و قالت: بخير.. أريد أن أتحدث معكِ علي انفراد
نظرت لها ثريا باستخفاف و مضت فقالت كاريمان : تفضلي يا سيمون .. كيف هو إيفان؟!
سيمون : بخير .. يتحسن يوما بعد يوم لكنني أود معرفة موقفي معك الان بعد ما حدث مع أخي.. هل سأكمل العمل كمساعدتك أم أن الأمر أصبح صعباً ؟!!
كاريمان : اطمئني .. ستكملين معي فما حدث لا يخص العمل بل أنني أود زيارة إيفان لنتفق معاً علي ميعاد لافتتاح المشفي و إنهاء كل الإجراءات العالقة
سيمون بسعادة : يمكنك تشريفنا بالحضور في اي وقت فأخي الآن أصبح قادراً علي التحدث و الكلام بشكل أفضل و سيستطيع العودة للعمل قريباً
كاريمان : هل آت معكِ الآن؟! هل هو متاح !!
سيمون : بالطبع و لكن هل عرفتِ من أحضروا من الممرضات لتعتني به ؟!
كاريمان : منْ؟!
سيمون : لن تتخيلي عندما أقول !! بسمة
ارتفع حاجبي كاريمان و قالت : من؟!! بسمة .. بسمة التي نعرفها !!
أومأت سيمون برأسها و قالت: نعم .. هي !!
كاريمان : و كيف وصل الأمر لذلك !!
سيمون : و انا صُدمت أيضاً لكن ربما فعلت ذلك لخلاف بينها و بين سالم فهربت منه و عملت كممرضة
كاريمان : و هل ذلك هروب أم محاولة تغيير وضع !! لو كانت تهرب منه لما جاءت هنا .. في منطقة سالم ذاتها و بهذا القرب !!
سيمون : لا أعرف ما هي نواياها و لكن الأهم هو أنها تعتني بأخي جيداً
كاريمان : الآن فضولي أصبح كبيراً لرؤيتها فهل هي عندكم الآن؟!
سيمون : نعم . الي حدٍ كبير فهي تظل معه من العاشرة صباحا و حتي الظهيرة ثم تعود مرةً أخري مساءا
كاريمان : هيا إذن.. لنذهب
_________بقلم elham abdoo
عادت حفيظة هانم لمنزل الضيوف مكان إقامتها بأسوان و هي بمزاج سئ لتجد فاتن هناك تنتظر قدوم عزيز ليذهبا في نزهة بمفردهما
فاتن : ماذا جري يا خالتي ؟! هل أزعجتكِ تلك الساذجة؟!
حفيظة هانم : لم تعد ساذجة .. هناك أحد حرضها ضدي فهي تهاجمني و ترفض الانصياع لأي كلمة اقولها بشكل غريب!!
فاتن : ذلك الشخص لا يصعب تخمينه!!
حفيظة هانم : نعم و انا ايضاً شككت به .. ليس سواه لعب بعقلها!! هذا الأوروبي المتحذلق!!
فاتن : و ماذا ستفعلين ؟!
حفيظة هانم : سيكون هناك رد لما فعلاه و لكنني الآن بصدد انتظار ذلك المحقق لأنني بعد مقابلته سأقطع تلك العطلة و سنعود للمنصورة .. من دعانا لهنا سافر فلم يبق هناك معني لبقائنا!!
فاتن : و لكنني أريد أن أعود مع عزيز .. دعيني هنا يا خالتي قليلا بعد
حفيظة هانم : هل أتركك بمفردك هنا بعد ما حدث؟!
فاتن : انتهي ذلك الموضوع يا خالتي و المحقق سيجلب لكِ كل المعلومات و سنحاسبهم جميعاً
حفيظة هانم : اذن لأعود غدا لأعمالي و انت تأتين لاحقاَ مع عزيز و أسرته..
فاتن بسعادة : شكرا يا خالتي العزيزة ..
حفيظة هانم :انظري .. لا تخبري أحدا بشأن المحقق يا فاتن.. كي يمارس عمله بحرية .. هل فهمتِ ؟
فاتن : نعم ..
حفيظة هانم : حتي عزيز و عائلته ..
فاتن : ليكن …
أتي عزيز بعد برهة و اصطحب فاتن ليبدآ نزهتهما ..
__________بقلم elham abdoo
جلست بسمة علي مقعد بجوار سرير إيفان بعد أن أعطته دواءه و أعدت له طبقاً من الفاكهة لكي يرفع مناعته و يعجل بإلتئام جرحه..
أمسكت الكتاب الذي اعطاه لها أمس و سألته عن نطق بعض الكلمات و أثناء ذلك فتحت سيمون الباب بمفتاحها الخاص و أدخلت كاريمان ثم أقبلا ناحية غرفة إيفان فشاهدا درساً خاصاً في اللغة الفرنسية!!
نظرت سيمون لكاريمان و ابتسمت لذلك المنظر ثم دخلت الغرفة بينما بقيت كاريمان علي الباب، انتبه إيفان و بسمة لقدومهما فنظر كلاهما لكاريمان أحدهما بابتسامة و هو معروف و الأخري بفضول عن ردة فعلها تجاه التغيير الذي تراه أمامها بينما ظلت كاريمان محدقة دون كلام!!
سيمون : هل كان ذلك درساً في اللغة الفرنسية ؟!
إيفان: نعم .. بسمة تريد قراءة كتب طبية فرنسية و انا سأساعدها في التعلم
بسمة : هل كاريمان هانم متفاجئة مما تري ؟!
كاريمان : نعم .. بعض الشئ!!
إيفان: لا عجب فكثير من الأشياء تتغير و بسمة سريعة التعلم و كلها فطنة و ذكاء!!
كاريمان : و هل سالم علي علم بتلك التغييرات ؟!
بسمة : لا … لا يعلم و لكنه سيعلم فيما بعد بالتأكيد
سيمون : ثقتك بنفسك هكذا تبهرني!!
بسمة : و ستتعجبين بي لاحقاً كثيرا يا سيمون!!
كاريمان : هل تخططين لمفاجأة سالم بوظيفتك و مهاراتك الجديدة ؟!
بسمة : بل أخطط لما هو أعمق من ذلك .. سأطور من ذاتي و أتعلم كل يوم شيئا جديداً أما بالنسبة للسيد سالم فربما يفرح لأجلي !!
كاريمان : هو مسافر علي كل حال و لم يعلم بعودتك!!
بسمة : كل مسافر علي موعد مع العودة ، دعيها لتكون مفاجأة له
سيمون : لعلها تكون مفاجأة سارة !!
إيفان بتهكم : بالتأكيد .. سالم سيفاجئ ثم سيسر !!
قالت كاريمان لايفان بضيق : جئت كي اطمئن علي صحتك و ايضاً اود الحديث عن المشفي .. هل يمكن ؟!
إيفان: بالطبع
قامت بسمة عن جلستها و قالت لايفان : و أنا سأغادر لأنهي بعض الأعمال في المشفي .. أراك مساءا
ذهبت بسمة فقالت سيمون بسخرية : أصبحت سيدة و تذهب لتنهي الأعمال!!
انتهرها إيفان قائلاً : عيب كبير التحدث من خلفها هكذا .. اذهبي يا عزيزتي الصغيرة و أعدي لكاريمان هانم واجب الضيافة
ذهبت سيمون و تركتهما فجلست كاريمان في مكان بسمة و قالت : متي ستتعافي بشكل كامل و تستطيع العودة للعمل ؟!
إيفان: أنا أتحسن يوما بعد يوم و في نهاية الأسبوع سأستطيع الخروج مجدداً و مواصلة العمل
كاريمان : ليكمل الله شفاءك علي خير .. هل نستطيع تحديد موعد لافتتاح المشفي ؟! كل شئ معد تقريباً
إيفان: نعم .. أري أن الخميس الذي في الأسبوع المقبل مناسباً .. ما رأيك ؟!
كاريمان : لا بأس ..
إيفان: أريد سؤالك في أمر شخصي إن أمكن؟!
أقبلت سيمون في تلك اللحظة و انتظرت ع مقربة لتتنصت عليهما ..
كاريمان : تفضل..
إيفان: لمَ لمْ تقولي لي من قبل أن سالم يحبك ؟؟!
توترت كاريمان و قالت : من قال لك هذا ؟! ..
نظر لتوترها و لم يرد فقالت : بالطبع بسمة .. لماذا أسأل؟!!
إيفان: لا يهم من قال لكنني بقيت مدة في وسطكما كصديق له و كحبيب لكِ و لم يفكر أيا منكما بمصارحتي !!
كاريمان : كانت مشاعر من طرف واحد في ذلك الوقت فلم اهتم بالتحدث عنها
إيفان بتعجب : كانت !! هناك تطورات هامة حدثت بينكما مؤخراً !!
كاريمان : لا .. لا تفهم خطئا….
قاطعها إيفان و قال : لم أفهم خطأ و علي العموم تلك حياتكما و انتما احرار .. ليختار كل مرء طريقه بحرية و لكن دعيني اقول أنه قد يعد خطأ دخوله في علاقة معكِ بينما هناك علاقة سابقة لازالت معلقة !!
كاريمان بحرج : عن أي علاقة تتحدث .. لا يوجد شئ مما تقول !! و علاقته بتلك هو أدري كيف سينهيها أو سيصلحها!! لا يهمني !!
لم يرد إيفان و نظر للغة جسدها المتوترة الدفاعية في صمت، دخلت سيمون بالضيافة فاعتذرت كاريمان و استعدت للانصراف بعدما قالت : نتقابل في أول فرصة تستطيع الخروج بها من منزلك لنكمل بقية تفاصيل الافتتاح .. دمت سالماً
إيفان في هدوء : شكراً
_________________ بقلم elham abdoo
عندما وصل سالم لمنزله بالمنصورة، الذي كان به في المرة السابقة ، ظل قلقاً بشأن تطورات مصنع الغزل الذي يعرقله السير آرثر بتعنته، أرسل مكتوباً لقصر رياض صديقه ليعلمه بوصوله و يبلغه بأنه سيحضر عنده في المساء ليعرف آخر التطورات ..
أما كاريمان فمنذ لقاءها ببسمة و سماعها لكلمات إيفان أصبحت مستاءة من شكل علاقة ستجمعها بسالم الذي مازال اسمه مرتبطاً ببسمة، تلك التي استمرت في التحدث عنه بصيغة المفرد لقربه منها في وقت مضي، بالنسبة لها تلك العلاقة التي ربطت سالم ببسمة ستظل وصمة لن يمحوها الزمن بالإضافة لعودتها أمام سالم بشكل جديد ظناً منها أن ذلك سيغير شيئاً بداخله !! ماذا ستقول عائلتها و كيف سينظر الناس لها بعد أن ترتبط بمن ارتبط بوصيفتها !! يجب عليها الاختيار ..
اما ستعبر فوق كل ذلك و تمسك بيده و اما ستعود أدراجها تاركةً ذلك السباق ذو الحواجز العالية العنيدة !! في النهاية اتخذت قرارها و لن تصبر حتي يأتي بل سترسل له رسالة تريحه فيها من عناء الانتظار !!
__________بقلم elham abdoo
في قصر رياض التقي الصديقان و بعد العناق و إلقاء التحية جلسا ليقول سالم بفضولِ بالغ
سالم : هل لك أن تطمئنني .. ما هي النتيجة ؟!
رياض : مع الأسف .. التطورات التي حدثت ليست جيدة بل يمكنك القول أنها أسوأ مما توقعنا
تعجب سالم و قال : ماذا حدث؟! هل زادت نسبة الضرائب المطلوبة ام ماذا؟!
رياض : لا .. بل أسوأ من ذلك .. السير آرثر أبلغني أن السلطات الانجليزية ستنشأ هي مصنعاً للغزل و النسيج و ستشتري منا محصول القطن بسعر عادل و إن أردت بيع محلجك فهم علي استعداد لشراؤه !!
انفعل سالم بشدة و قال : كيف!!! ما تلك الوقاحة!! هل سرقة الأفكار و القفز علي الفرص اصبحا من مهام جيش الانجليز؟؟!!!
سالم : سألت كثيراً و بحثت لأعرف كيف آلت الأمور إلي هنا فعلمت أن السير آرثر اقنع رؤساءه بفائدة المشروع الكبيرة فاستقدموا آلات للمصنع و اعدوا كل شئ بسرعة و ها هم يبلغونا بضرورة الانصياع لإملاءاتهم !!
سالم : ماذا تقول يا رياض !! لن نرضخ لهم بالطبع و نترك حلمنا
طأطأ رياض رأسه و قال : للأسف حاولت و ذهبت للقاء ذلك المتعجرف فرفض لقائي و أرسل لي مهلة قدرها أسبوعاً آخر لتسليم القطن و الا سيتركونه معنا حتي يفسد !!
سالم و قد استشاط غضباً : لن نصمت و نترك الموضوع يمر هكذا بسهولة .. سنصعد الأمر لرؤساءه و نحاول معهم .. عسي أن نصل لحل !!
رياض : هل تقصد دوفرين ؟!!
سالم : نعم . لي علاقة سابقة به و يمكنني التحدث معه
رياض : رأيت ختمه علي القرار !! الأمر أصعب مما تتخيل !!
سالم : و ما العمل اذن ؟!
رياض : لنهدأ و نحاول أن نجد حلاً و إن لم نجد فماذا سنفعل ؟! ان اعترضنا ف الاعتقال سيكون مصيرنا !!
سالم : لابد و أن يكون هناك حل .. مؤكد
__________بقلم elham abdoo
في اليوم التالي وصل المحقق اليوناني ايلاريون لأسوان و بقي في فندق ثم خرج في نزهة و جلس بمكان متفق عليه مسبقاً منتظراً قدوم حفيظة هانم التي حضرت و جلست مقابله و اخرجت كيسين من القطع الذهبية اعطتهما له قبل بدء الحديث ثم قالت : أود بحثاً مكثفاً و سريعاً ثم سترسل لي بالمنصورة تقريراً مفصلاً عن كل شئ ..هل اتفقنا؟!
نظر لها ايلاريون بثقة و أوما بالموافقة فقالت حفيظة هانم بثبات : سأعتمد عليك و سأنتظر النتائج
ايلاريون : و هو كذلك ..
______________________________________________
في الظهيرة استعدت السيدة حفيظة للسفر و بصحبتها منصور بك و ثريا و هدي .. أما فاتن فبقيت كما اتفقت مع خالتها ..
أثناء جلوس سالم مع رياض وصله خطاب كاريمان الذي استقبله بشوق و فضول و استأذن من صديقه ليقرأه بالداخل علي الفور
دخل و اختلي بنفسه مع الخطاب، فتحه و قرأ ما به
” عزيزي سالم .. أتمني أنه عندما يصلك خطابي أن تكون بخير .. قبل كل شئ أود أن أقول أنك رجل سعدت أنه دخل حياتي حتي و إن كان بصدفة ليست حسنة … وقفت إلي جواري مراراً و رأيت في عينيك حباً صادقاً اعتز به و لكن … تحدثت مع نفسي و أعدت حساب و ترتيب الأمر مئات المرات و لكنني خلصت إلي أنني لن أستطع … بسمة مازالت بيننا و ستظل .. حتي و إن انتهي كل شئ ستبقي فعلتك في ذاكرة المجتمع و في ذاكرتي أيضاً .. ليت كل ما حدث لم يحدث و لكن لا فائدة من قول كلمة يا ليت .. أتمني لك السعادة و قد اخترت ابلاغك في خطاب لتجنب مواجهة مباشرة بيننا قد تحزننا أكثر .. أتمني لك التوفيق و السعادة و السلامة دوماً
عزيزتك/ كاريمان ”
________________بقلم elham abdoo
ظل محملقاً في الرسالة لعدة دقائق بعينين ثابتتين ثم أغمضهما في أسي، تأوه بغضب و ضغط ع الخطاب بكلتا يديه حتي كاد أن يمزقه لكنه تراجع و طواه عده مرات ثم وضعه في جيب سترته، نظر من نافذة غرفته للحديقة المطلة علي الخارج و حاول التماشي مع ما حدث، انتفضت عروقه و احمر وجهه و عيناه دون أن يدري فخرج متظاهراً بأن كل شئ طبيعياً و جلس مع صديقه كما كان
نظر رياض لوجهه المحمر و قال: ماذا حدث يا صديقي ؟!
سالم: لا شئ .. مجرد رسالة.. لا تقلق
رياض : وجهك يقلق بشدة .. احمرت عيناك و انتفضت عروقك بشكل مفاجئ !!!
سالم بتوتر: دعنا لا نتحدث عن ذلك.. لنبحث في موضوع القطن إن أمكن ..
رياض بقلق : يا صديقي .. لا عليك من كل الموضوعات المقلقة .. دع التفكير ف المشكلات الآن و أهدأ و استرخِ و لنكمل حديثنا فيما بعد
سالم باصرار : أنا بخير .. لنكمل
ربت رياض علي يد صديقه و قال : لست بخير .. أنت لا تري وجهك كيف أصبح !! هل الاخبار سيئة كثيراً ؟!
زفر سالم و قال : نعم .. للأسف
رياض : كاريمان ؟!
نظر سالم بألم و قال : نعم … انتهي كل شئ و علي نحوٍ سريع مؤسف .. لا أدري كيف أنهت كل شئ هكذا في خطاب!! هل الأمر بتلك البساطة ؟!!
تأملت كثيراً و للأسف كلما تأملت أكثر كلما تألمت أكثر !!
رد رياض بحزن لألمه : لا عليك .. كل الآلام تولد كبيرة و صعبة التخطي ثم تصغر حتي تموت و تدفنها الأيام ..
سالم : لنستبدل الكلام في هذا الموضوع .. أريد ألا افكر به مطلقاً كشئ قديم منسي..
رياض : كما تريد .. فكرت في رجل تجمعني به علاقة جيدة جدا قد يساعدنا .. هو ضابط انجليزي …
قاطعه سالم ليقول : لا … الأمر يفوق ذلك الضابط بكثير .. انظر، هناك شيئاً يلوح بعقلي منذ الأمس لكنه خطر جدا فهل ستكون معي به ؟!
رياض : لأفهم أولا ثم اقرر؟!
سالم: لنقاوم ذلك العدو و نضرب عصفورين بحجر واحد !!
رياض : كيف ؟!
سالم : سنهاجمهم بخطة محكمة و ندمر معسكرهم الواقع في لواء ذلك السير المتغطرس و ايضاً سنبحث عن مكان تخزين تلك الآلات المعدة للمصنع و سندمره أيضا
رياض بتفاجؤ : ويحك!! كيف سنفعل كل هذا ؟!
سالم : ألم تقل لي أن لك علاقة بأحد الفدائيين ؟!
رياض: نعم ..
سالم: إذن لنجلس و نخطط كل شئ بترتيب و دقة ثم بعد أن نتجهز جيداً سننفذ علي بركة الله .. هم يستحقون ذلك و إن لم يقفوا بطريقنا لأنهم يحتلون الأرض و يقيدون الشعب و يستغلون ثرواتنا بشكل سافر
تحمس رياض بشكل كبير و قال : يا هلا .. أنا معك بكل القلب !!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى