روايات

رواية الصندوق الفصل السادس والأربعون 46 بقلم الهام عبدو

موقع كتابك في سطور

رواية الصندوق الفصل السادس والأربعون 46 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الجزء السادس والأربعون

رواية الصندوق البارت السادس والأربعون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة السادسة والأربعون

#اسفل_اسطبلات_الخيول!!
وصلت العربة التي تقل فاتن إلي المزرعة، نزلت ثم ترجلت قليلا نحو الباب الكبير، ذلك الباب الذي كان يُفتح علي مصراعيه للعربة التي كانت تقلها بصحبة خالتها عندما كانت تأتي في مواسم الحصاد أو عندما تريد قضاء عطلة قصيرة في الطبيعة !! الآن هي تنتظر أمام الباب خجلة و حائرة فقد تغير الوضع كثيراَ عن الماضي و الصعوبة كلها تكمن في الأعين التي اعتادت النظر إليها من أسفل إلي أعلي !! خالتها بعثت مع الحوذي رسالة سيسلمها لمدبر المزرعة يداً بيد، عدة سطور سترسم وضعها الجديد داخل ذلك المكان الآن، وقفت بعدما عبرت الباب بعدة خطوات تنتظر و عندما أقبل المدبر ” لطفي أفندي ” قدم لها التحية و الاحترام مثل العادة و أصر علي دخولها للداخل و لكنها رفضت و أشارت علي الرسالة التي في يد الحوذي فالتقطها ووقف يقرأها علي عجل ..
” إلي مدبر مزرعتي الأمين/ لطفي أفندي ..بعثت لك هذه الرسالة برفقة الحوذي الذي سيوصل فاتن إليكم . أرجو منك تكليفها بالأعمال في المزرعة مثل الفتيات اللواتي يعملن هناك دون تمييز علي أن تبيت و تأكل معهن و تدبر أمرها مثلهن .. لا تضع في حسبانك قرابتها لي فأنا أودها أن تتعلم و تدخل من دروب الحياة الضيقة و تترك حياة الترف لغرض ما في عقلي .. أرجو منك ايضاً تقريراً اسبوعياَ مفصلا عنها و أن تبلغني في حالة إن زارها احد او حدث اي ظرف أو أي أمر غير عادي يخصها .. سلامي لزوجتك كرامات، قل لها الا ترخي قبضتها علي فاتن من اجلي و لكم جزيل الشكر .. حفيظة هانم ياقوت ”
تعجب لطفي أفندي من محتوي تلك الرسالة لكنه لا يملك سوي أن يطيع و ينفذ!!
نظر لفاتن التي كست وجهها الغض الصغير علامات الانكسار ف رقَ لحالها و قال لها بلطف : اهلا بكِ يا فاتن هانم .. يبدو أنكِ تودين تعلم بعض الخبرة و المهارات و لذا أنا سأضعك مع الفتيات تحت إشراف السيدة كرامات زوجتي و هي ستتولي توظيفك و تدبير كل ما يخصك .. تفضلي معي ..
انطلقت معه فاتن إلي السيدة كرامات ليبدأ في حياتها فصلاً صعباً و عصيباً و لكن ربما استحقته!!
________بقلم elham abdoo
أما في قصر الراعي فقد كان المشهد صادماً للجميع عند رؤية عزيز مقيداً بالحبال و زوج الحرس يدفعونه للداخل دفعاً لانه بالطبع لا يرغب بأن يظهر هكذا أمامهم !!
قالت حفيظة هانم موجهةً كلامها لمنصور بك : هل تدري ماذا فعل ابنك رفيع الخلق يا بك ؟!
رد منصور بك بتوتر بالغ : ماذا حدث و لماذا تقيدينه هكذا ك مجرم ؟!!
حفيظة هانم بانفعال: ليس ك مجرم … هو مجرم بحد ذاته !!
اندفعت كاريمان نحو أخيها و قالت لها: ما هذا الجنون ؟! قولي لزوج الحرس هذين أن يبتعدا عنه و يحلاه فوراً و الا سأحله بنفسي في الحال ..
حفيظة هانم : لا تتعالي عليَّ هكذا .. اعرفي أولا أنني تفضلت و أتيت به إلي هنا بكرم و لطف مني و الا كان من الممكن أن يكون اخيك في المخفر الآن لانه لص !! أتدركين هذا ؟!
نظرت كاريمان لأخيها و شعرت بالخجل لأنها تعرفه جيدا و تعلم أنه ليس شئ مستبعد عنه ثم نظرت لوالدها خوفاً عليه مما سمع و قالت : غير ممكن ما تقولينه .. هناك خطأ مؤكد !!
اخرجت حفيظة هانم الورقة الموقعة بإمضاء عزيز و التي كُتبَت ووٌقعِت أمس ثم مدتها لمنصور بك الذي نظر بها و قال : ما هذا .. هل هذا مبلغ استعاره منكِ و لم يتمكن من رده !!
حفيظة هانم بشفقة ع صدمة الرجل : يا ليت !! حينها كنت سأنسي المبلغ و لن أطالب به مطلقاً فقد كان بمثابة زوج ابنتي !! لكنه للاسف سرقني مثل لص بارع معتاد !! .. هل تعلمون أنني أمسكت به في غرفة اموالي قبل ان يسرقني بثوانٍ !!
ظل سالم واقفاً يستمع في صمت و لا يود أن يصدر صوتاَ يزيد من حرج الموقف فسحب نفسه للخارج و بقي في الحديقة منتظراً ..
منصور بك : أنا لا أفهم شي فهل توضحين لي !!
حفيظة هانم : كما قلت لك .. سرقني بقيمة المبلغ الذي قرأته في الورقة و أمسكته قبل أن يسرقني مرة ثانية !! أجبرته علي التوقيع بحيلة انني ساتركه يمضي .. لم أقدمه للشرطة من أجلكم و لكنني أود شيئين لن اتنازل عنهما الآن
كاريمان بخزي و حرج شديدين : بالطبع أولهما المال، ماذا عن ثانيا؟؟
حفيظة هانم : لا أود أن أراه حول قصري مرة أخري و لو من بعيد لأنني لن اتصرف بتعقل في المرة القادمة !!
جلس منصور بك من الصدمة و لم ينطق ببنت شفه فأمسكت كاريمان الورقة و نظرت للمبلغ المطلوب ثم ذهبت لتحضره في هدوء ..
بعد قليل عادت و معها زكيبة مال وضعتها أمام حفيظة و قالت : الطلبين تمت تلبيتهما .. يمكنك الاطمئنان الان ..
نظرت حفيظة هانم بغضب ثم أشارت لأحد الحارسين برفع المال استعدادا للذهاب ثم انصرفت ..
اقتربت كاريمان و حاولت فك قيود أخيها ثم أشارت لخادم لديهم بأن يساعدها حتي حلا قيوده فنظر بحرج و انكسار و لم يستطع أن يبرر فقالت كاريمان : فضيحة أخري طالتنا من أفعالك!! الا تستحي مما تفعل !!
نظر له منصور بك باحتقار و تأفف ثم وقف و قال له : أخرج من بيتي .. لا مكان لك هنا بعد الآن.. انت مطرود من بيتي و من حياتي أيها المخجل القذر !!
خرج عزيز دون أن يتحدث بكلمة واحدة و شاهده سالم الذي رغب في المغادرة لكنه لم يرغب في الذهاب دونهم لمكتب السير للتحقيق فجلس في الخارج في حيرة و ما إن قرر المغادرة سمع صوت صرخة كاريمان من الداخل و هي تقول : أبي … ابي ….
قفز سالم للداخل في خطوات واثبة ليعرف ماذا حل بمنصور بك فوجده قد سقط علي الارض مغشيا عليه!!
_______بقلم elham abdoo
دخل سالم للداخل فوجد كاريمان في حالة فزع حتي أن ثريا سمعت صوت الصياح و نزلت إلي الأسفل لتري ما سبب تلك الضجة!!
حمله سالم و قال : هيا بنا إلي المبرة علي الفور ..
أدخله العربة و جلس مقابله بينما كاريمان و ثريا تبعتاهما في عربة أخري ..
_________بقلم elham abdoo
خرج عزيز لا يري أمامه بعد أن تسببت حفيظة هانم في جعل كرامته تحت الاقدام و تم طرده من وسط بيته بشكل مهين للغاية !! الأمور تطورت بشكل سريع و سئ .. ذهب و جلس في كازينو و طلب قهوة كي يهدأ و يفكر فيما سيفعله ..
_________بقلم elham abdoo
أما فاتن فقد ذهبت لقطف الفاكهة مع زميلاتها و كان العمل و المشي بين الزروع علي التربة الطينية صعباً جداً عليها خصوصا و أنها كانت ترتدي فستان منفوش ثقيل و حذاء مرتفع ذو كعب رفيع لم يساعداها في الحركة ابدا بل كان الكعب ينغرز بالطين مع كل خطوة مما جعلها تبذل مجهودا اكبر لاخراجه من الأرض و التقدم في خطوة أخري جديدة، نظر لها الجميع بغرابة فقالت لها السيدة كرامات : هذا الثوب يليق بالتنزه لا بالعمل .. يمكنك استعارة ثوب و حذاء من إحدي الفتيات ثم علقت قائلة : ثياب الهوانم هذه لا تتناسب مع العمل في الحقول ..ضعيها في خزانتك حتي نزهة نهاية الاسبوع !!
ذهبت فاتن و تخلت عن مظهرها كسيدة من المجتمع الراقي و نظرت لنفسها في مرآة مكسورة صغيرة وضِعت في الغرفة فرثت لما آل اليه حالها و قبل أن تفكر في الجلوس و ذرف الدموع نادتها الفتاة لتعود للعمل حسب تعليمات السيدة كرامات !!
_________بقلم elham abdoo
في المبرة اهتم الأطباء بمنصور بك كثيراً و أولوه اهتماماً خاصاً فهو من ألمع رموز الطبقة المخملية الراقية في البلدة كلها و ليس من العامة الذين قضي الكثير منهم حتفه في الوباء نتيجة الإهمال و قلة الامكانيات المتاحة لهم ..
خصصوا له غرفة وضعوه فيها و عينوا أحد التمرجيات لتمر عليه و تعطيه الأدوية في مواعيدها المحددة، استفاق و عاد لوعيه فسألته كاريمان : أبي .. هل أنت بحال أفضل الآن؟!
رد منصور بك بوهن : الحمدلله يا ابنتي..
ثريا : أخفتنا عليك كثيراً يا أبي .. الحمدلله ع سلامتك ..
منصور بك : تسلمين يا ابنتي ..
سالم : الحمدلله علي سلامتك يا منصور بك .. قلوبنا جزعت عليك و لكنك قمت و ستعود كأسد رابض في عرينه
منصور بك : شكراً لك .. نحن من أرهقناك معنا بهمومنا و مشكلاتنا المخجلة !!
سالم : لا تقل ذلك فكل عائلة تمر بأمور صعبة فلا تضغط علي نفسك كثيراً .. الجميع يخطئ !!
تعجبت ثريا مما يدور و قالت : ماذا حدث بالضبط ؟!
كاريمان : سأشرح لكِ فيما بعد ..
جاء الطبيب ليتابع حالته فسألته كاريمان : ما وضع أبي الآن أيها الطبيب؟! هل لديه مشكلة طبية معينة ؟!
الطبيب : لا مشكلة لديه و الحمدلله صحته جيدة لكن يظهر أنه تعرض لإجهاد عصبي شديد جعله يفقد الوعي لكن علاماته الحيوية جيدة و كل شئ سيعود للعمل بشكل طبيعي تدريجياً ..
كاريمان : هل سيحتاج للبقاء في المبرة ام يمكنه الذهاب بعد قليل؟!
الطبيب : نعم .. ليبقي الليلة للملاحظة حتي نطمئن عليه ثم يغادر في الصباح ..
كاريمان : و هو كذلك .. سأبقي معه كمرافق تلك الليلة ..
ثريا : و انا ايضاً
الطبيب: نظام المبرة يسمح بمرافق واحد فاختاروا فرد منكم يبقي معه ..
ثريا : لأبقي أنا لأنني لا أحب البقاء بمفردي في القصر
سالم : ألا يوجد فاضل أفندي و الصغيرة هدي ؟!
طاطأت ثريا رأسها و امتعضت ثم قالت : هما غير موجودين الان فقد ذهبا في رحلة !!
اومأ سالم برأسه و لكنه تعجب من الأمر فقال منصور بك : لا تتركا بعضكما الليلة، انا بخير فاذهبا معاً و عودا لي في الصباح .
كاريمان : كيف .. هل سنتركك وحدك ؟!
سالم : لأبقي أنا معه و انتما تأتيان في الصباح لتعودا معه للقصر و لكن ابقيا معه الآن لأنني سأذهب للمخفر لطلب تأجيل المقابلة مع السير حتي لا يستنفر هؤلاء الانجليز ضدنا !! ..
________بقلم elham abdoo
خرج سالم قاصداً منزله اولاً كي يخبر والدته عما جري في قصر الراعي ليبرر لها غيابه عن المنزل الليلة فقالت بثينة هانم : أنت دائماً رجل الواجب يا بني حتي و إن لم تستحق تلك الأميرة ما تفعله معها و مع عائلتها !!
سالم : أنا أقف إلي جانبهم في ظرفهم الصعب بغض النظر عن أي شئ حدث أو سيحدث ..
ربتت السيدة بثينة علي كتفه و قالت : و هذا أيضا من شيم الرجال يا رجلي الوحيد !! اذهب يا بني و لتعود بسلامة في الغد بإذن الله ..
سالم : سلمتِ دوماً يا أمي
______بقلم elham abdoo
في تلك الأثناء ظل عزيز يعيد حساباته يمني و يسري فوجد أنه لا يملك أي نقود في الوقت الحالي لأن المال الذي بقي معه من سرقة منزل حفيظة في المرة السابقة كان قد تركه في قصر الراعي و لن يستطيع دخوله الآن و هكذا لن يستطيع الذهاب لفندق دون مال !!
فكر في اصدقاءه أو معارفه فرأي أن الأمر سيصبح مثيراً للتساؤلات و الفضول و هذا جُل ما يبغضه أن يفسر لاحد وضعه او ظروفه !! راح بباله و طاف حول قصر اخته ثريا فربما وافقت علي استضافته عدة ايام ريثما يرتب حاله و يعرف ماذا سيفعل و كيف سيخرج من مصيبته تلك!!
دفع ثمن كوب القهوة بقطعتين ذهبيتين من ثلاث تبقت في جيبه ثم استأجر حنطوراَ يأخذه لقصر ثريا و سيدفع له القطعة الذهبية الثالثة و الأخيرة ليدخل علي اخته خالي تماماَ من اي نقود لذا فهي تعد ملاذه الأوحد و يجب عليه أخذها لصفه و اقناعها باستضافته بأي شكل !!
________بقلم elham abdoo
انتظر إيفان أن يأتيه رد من كاريمان بعدما شرح لها وضع المبرة الجديدة بالأمس و لكنها لم تأت أو تستدعيه أو حتي تبعث له رسولاً يبلغه بردها في الأمر !!
قال لسيمون علي طعام الإفطار : هل عدم ردها هذا بسبب قلة الاهتمام أم أن هناك شيئا منعها ؟!
سيمون : كيف لا تهتم!! فالمشفي الجديد فكرتها و مشروعها و هي تهتم به كثيراً فمن المؤكد أن شيئا هاما منعها
ايفان : هذا منطقي بالفعل .. و لكن ما الذي يمكن أن يكون منعها ؟!
سيمون : ربما حدث شيئا لاختها .. ألم تقل أنها قلقت من أجلها امس ؟!! ربما لم تصل إلي المنصورة و حدث لها شئ علي الطريق !!
ايفان بتأثر : لعله خير .. ثريا تلك لا يجمعني بها ود و لكنني أتمني أن تكون بخير الآن..
سيمون : ما رأيك في أن أذهب لقصرهم و اعرف ماذا يجري هناك ؟!
إيفان بحماس : فكرة جيدة جدا .. متي ستذهبين ؟!
سيمون : في البداية سأذهب لشراء بعض الأغراض و الاقمشة لأثوابي الجديدة بعدها أذهب إليهم في وقت ما بعد العصر .. هل تأت معي للتبضع ؟!
إيفان: لا .. اذهبي انتي الان لأنني ذاهب لمقابلة مهمة سأخبرك عنها فيما بعد و لولا أن دخولي قصرهم محرج للغاية لكنت اتيت معكِ حين تذهبين و لكن لا يهم .. سأنتظر قدومك بالمعلومات .. إن وجدتِ أن كل شئ بخير حاولي اخذ موعد لي مع الأميرة بأي مكان تفضله و في اسرع وقت .. ممكن ؟
سيمون : حسنا ..
________بقلم elham abdoo
وصل سالم للمخفر و هناك قابل اليوزباشي جلال و روي له حالة منصور بك و ما حدث له صباحاً فاقترح جلال عليه أن يذهب بمفرده للسير ابراهام و يلتقي به و يعتذر نيابةً عن الآخرين و هو سيقَّدر الموقف و ربما يؤجل مقابلتهم لحين انتهاء وعكة منصور بك الصحية و هنا قام سالم في عجالة ليذهب لمكتب السير دون تأخير أكثر ..
________بقلم elham abdoo
في قصر كبير الأطباء السيد صدقي وقفت بسمة لتعد طعام الإفطار في ثاني أيامها داخل القصر، أرادت أن تهتم بكل التفاصيل الخاصة بمعلمها كنوع من اظهار المحبة و رد الجميل لوقوفه إلي جوارها عندما كانت في احتياج و ها هو يمر بأزمة و يحتاج إلي اهتمام من نوعٍ خاص فبالرغم من وجود حاشية كبيرة من الخدم في القصر لكن هواءه كان جافاً و بارداً و معاناة الطبيب بعد فقدان عائلته الصغيرة جعلته يحتاج للدفء و الرعاية و هذا ما فكّرت به بسمة
حيث تدَّخلت بجميع اختصاصات الخدمة داخل القصر الكبير فظهرت عفويتها في انهيار منظومة وجبات القصر منذ اليوم الأول و هذا جعل طاقم المطبخ في حالة استياء و أيضاً دخولها و خروجها المتكرر علي غرفة الطبيب و عنايتها الصحية الفائقة جعلت طاقم التمريض يشعر بالفراغ و ينسحب منذ أول ليلة !!
لاحظ صدقي باشا نزعة التمرد التي بدأت في القصر لكنه تجاهلها لعلمه بحسن نية بسمة و لأنه أحب وجودها و تدخلها بكل شئ .. أحب أيضاً صوتها المتقطع و هي تحاول قراءة الكتب الفرنسية و شغفها و هي تقرأ له الروايات المترجمة للعربية!! جعلته يبتسم عندما يراها مع كل وجبة أو موعد دواء و غيَّرت هواء القصر في وقت قصير للغاية..
انتظرها اليوم لتدخل اليه وجبة الإفطار بوجهها الأسمر الباسم الرقيق و حين دخلت و جلست أمامه قال : بسمة .. ها قد أتيتِ
بسمة : نعم يا سيدي .. هل تأخرت ؟!
صدقي باشا : ليس كثيراً لكنني بدأت أعتاد وجودك .. كيف حال المتمردين في القصر ؟!
ضحكت بسمة و قالت : ينظرون لي بغيظ و غضب لكنهم لا يقولون شيئاً بسبب تعليمات سيدي الطبيب !!
ابتسم صدقي باشا و قال : صنعتِ حالة عصيان يا بسمة بسبب اخلالك بنظام قائم في هذا القصر منذ سنوات !!
بسمة : هل فعلت خطأ كبير بتصرفي هكذا؟!
صدقي باشا : لا يعد هكذا بالنسبة لي فطوال الوقت كنت أوصي زوجتي رحمها الله بأن يتخلل النظام الصارم بعض العشوائية لكنها لم تقتنع أبداً و لهذا اعتاد كل من يعمل هنا علي العمل بانضباط مثل الساعة !!
بسمة : يبدو أنها كانت سيدة صارمة جدا ..
دمعت عيني صدقي باشا فقال : نعم .. و بشكل دقيق لا تتخيلينه !!.. أتعلمين أن الفقد المفاجئ هذا يترك تأثيراً كأثر الزلزال علي الأرض، خراب و تدمير و يأس !!
بسمة : لكنني عهدت معلمي رجلا قويا و مؤمناَ و ستعبر تلك الأزمة بخير و تعود لعملك و للمرضي المحتاجين لعلمك!!
تأوه صدقي باشا ثم قال: حديثك مشجع يا بسمة و لكن .. أصبحت وحيداً و اقول دائما في عقلي .. ليتني ذهبت معهما و مت مثلهما و انتهي أمري !!
بسمة : لا تقل هكذا و تستسلم لأفكار اليأس يا سيدي فطالما أراد الله لك أن تبقي حياً فبالتأكيد هو يري ضرورة لذلك و انا أري أنك مفيد و نافع لكثيرين لذا لا تتركهم في حاجه إليك و تنعزل عنهم خلف أسوار قصرك ..
بدأ صدقي باشا في تناول الإفطار الدسم المختلف و قال : بالرغم من عدم تعودي علي إفطار مثل هذا لكن لا يسعني سوي قول أنه لذيذ ..
طرق أحد الخدم الباب و دخل ليقول : الطبيب ايفان يطلب المقابلة
صدقي باشا: مقابلة من ؟! أنا أم بسمة ؟!
الخادم : مقابلة سيادتكم
صدقي باشا : و هو كذلك.. قدم له الضيافة و أنا سآتِ في خلال دقائق ..
وجّه كلامه لبسمة و قال : هذا الطبيب الشاب يهتم لأمرك .. أليس كذلك؟!
ابتسمت بسمة و قالت : نعم و لكن ليس بشكل خاص كما فهمت فعلاقتنا علاقة ود و صداقة .. فقط
صدقي باشا: أصدقك و لكن .. أليس هناك حباً مر بحياتك إلي الان؟!
تأوهت بسمة و قالت : كان هناك حب و لكن انتهي .. تلك قصة طويلة و هناك ضيف في الأسفل ينتظر حضرتكم ..
صدقي باشا: نعم .. سننزل لنقابله سويا ثم بعدها أود سماع قصتك الطويلة هذه بكل انصات !!
ابتسمت بسمة و قالت : و هو كذلك.. سأرويها لمعلمي لعلي أجد منه نصيحة تنفعني كي لا أكرر أخطاء الماضي ..
_________بقلم elham abdoo
وصل سالم لمكتب السير ابراهام و بعد انتظار لعدة دقائق دخل اليه فقال له : أنت سالم الذي من اسوان أليس كذلك ؟!
سالم : نعم ..
السير : أتيت بمفردك .. لمَ ؟!
سالم : أفراد عائلة الراعي في المبرة الآن لأن منصور بك وقع مغشياً عليه صباحاً و يمر بوعكة صحية الآن.. يمكنم التحقق من المبرة إذا أردتم ..
السير : لا داعي .. أنا رغبت في رؤيتكم من اجل مناقشتكم فيما حدث من هوارد .. تجاوز هوارد معكم بالتحقيقات .. أليس كذلك ؟!
سالم : نعم .. و اضطررنا للهرب من اجل تفادي ما كان سيحدث ..
السير : جاءتني حفيظة هانم و شرحت لي الوضع .. أنتم صفوة المجتمع هنا و أرغب دائما في أن تكون علاقتكم جيدة معنا .. هذا خير لنا و لكم و للجميع
سالم: بالطبع و لكن هوارد ماض ٍ في نفس السياق بلا هوادة فلم يردعه ما قمتم به من إجراءات بل عاند بالأكثر و بدأ في إيذاء أصدقائي و معارفي أيضاً
رد السير بتعجب : و كيف هذا ؟!
سالم: سأشرح لك الموضوع باختصار ..بحث عن تحركاتي قبل حادثة التفجير و عرف عن مروري مع صديقي المتوفي رياض إلي عند مهندس في الكتب خانة بالدرب الأحمر و لذلك طلب نقله لهناك ثم قبض علي صلاح و بعض من رفاقه و الآن هو يحتجزهم و يحقق معهم بشكل سئ !!
السير : إنه يقتفي أثرك في كل مكان !! و لكن .. ماذا وجد علي صلاح ذاك و رفاقه ليحتجزهم ؟!!
تلعثم سالم و حاول أن يستمر في الإجابة بثبات فقال: صلاح من المعارضين لوجود سلطتكم في البلاد مثله مثل عامة الشعب كله، له دائرة أصدقاء يجلس معهم و يتحدث معهم عن آرائه السياسية و لهذا قبض عليه
السير : اذن هو مشاغب أو متمرد !!
سالم : ليس بالضبط .. لم يتم إيجاد أي عمل شغب أو تخريب شارك فيه فهل مجرد الكلام و ابداء الرأي سبب كافٍ للاحتجاز و ربما التعذيب ؟!!
السير : دعني أحدثك بصراحة .. هذا الأمر بعيد عن نطاق عملي و لذا أنت تحتاج لأحد ضمن الدائرة التي بداخلها مكان احتجاز صديقك كي تفهم ما يحدث بالضبط و إن كان مجرد شك أو تحري دون دليل فيمكنك اذن استخراج أمر بتحريرهم !!
سالم: سأحاول فعل كل ما يلزم و أرفع عنهم الظلم .. هل انا هنا للتحقيق بخصوص نفس الموضوع مرة أخري؟!
السير : لا .. ليس هناك تحقيق آخر او ما شابه لكنني كما قلت لك أريد أن نزيل التوتر فيما بيننا و نتعاون معاً
سالم بتعجب : نتعاون في ماذا ؟!
السير بخبث : كنت منصفاً معكم بشأن ما فعله هوارد و لكن لابد و أن نصل للجناة الحقيقيين في حادثة التفجير، الشعب هنا منغلق علي بعضه البعض و لا يمدنا بأي معلومات لذا أود منكم استخدام علاقاتكم و صلتكم الوثيقة بالناس للوصول لطرف خيط صغير نتحرك من خلاله و ربما حينها يتحرر أصدقائك المحتجزين في القاهرة تلقائياً لظهور الجناة الحقيقين.. أليس كذلك ؟
سالم بقلق خفي : بالطبع .. سأفعل ما بوسعي
السير : و انا بانتظار النتائج
طلب سالم الاذن بالانصراف ثم غادر علي الفور و قد اقلقه كثيراً الطلب الغادر الذي طلبه منه السير فماذا سيفعل حياله؟!!
_________بقلم elham abdoo
جلس إيفان ينتظر قدوم السيد صدقي باشا و معه بسمة و بينما بدأ في ارتشاف قهوته وصل اليه من ينتظرهما..
صدقي باشا : صباحك سعيد يا حضرة الطبيب
إيفان: صباحك سعيد يا صدقي باشا
بسمة : أهلا و سهلا بك .. هل أحضر لكما بعض الكعك مع الشاي بدلا من تلك القهوة الجافة !!
صدقي باشا : أنت متخصصة في إفساد النظام الغذائي للجميع يا بسمة و ليس أنا فقط !!
ضحك إيفان و قال : بسمة اسم علي مسمي .. هي ترسم بسمة علي وجه الجميع و تهتم بالجميع .. هي كذلك !!
صدقي باشا : و انا أري ذلك ايضاً ..
بسمة : سأذهب لأحضر ما قلته لتأكلا منه أثناء حديثكما ..
ذهبت بسمة فقال صدقي باشا : أنت تهتم لأمر بسمة كثيرا يا طبيب .. هل يمكنني أن أقحم نفسي و أسألك لماذا ؟!
إيفان: بسمة شخصية طيبة جدا و في الآونة الأخيرة ظٌلمت كثيرا فجاء من داخلي أن أقف إلي جوارها و أساعدها .. كأخ و صديق ..
صدقي باشا : شعور جميل منك و لكن هل أتيت اليوم للاطمئنان فقط ام أن هناك شيئا آخر ؟!
إيفان: بلي .. هناك شيئا آخر، هي مجرد فكرة سأطرحها علي حضرتكم و لكم مطلق الحرية في التفكير و الاختيار ..
صدقي باشا : ما هي فكرتك ؟
إيفان: أري أن بقاء حضرتكم هنا بعد ما حدث يجلب عليكم ذكريات و جو لا يجب أن تعيش فيه و لذا وجب عليكم تغيير المكان و الهواء من حولك
صدقي باشا : تقصد أن أذهب في عطلة ؟!
إيفان: بالضبط ..
صدقي باشا بذكاء : أين تقترح اذاً ؟!
إيفان: حضرتكم شخص ذكي جدااا
صدقي باشا : لعل عقلي الذي أكمل ما فوق الخمسين يستطيع أن يفهم العقل الذي أمامه بشكل صحيح !!
ابتسم إيفان و قال : نعم .. عذرا لسيادتكم !! و لكن فكرتي تستحق !! ما رأيكم في عطلة بأسوان تعيد بها نشاطك و تفيد اهل البلدة هناك من علمك و خبرتك ؟!
صدقي باشا : كيف ؟!
إيفان: بصراحة .. هناك مبرة جديدة هناك تم افتتاحها منذ يومين و لكن حدثت هناك اموراً سيئة جعلت الافتتاح يفشل و الناس جميعا فقدوا الثقة في إدارة المبرة و سخروا منها و علي ذلك أغلقت المبرة قبل أن تفٌتتح !!
صدقي باشا بتعجب : لهذه الدرجة !!
إيفان: نعم .. الممول الوحيد هي أميرة من قصر الراعي .. لابد و انك تعرفهم ؟!!
صدقي باشا : بالطبع .. كاريمان ام ثريا ؟!
إيفان: الصغيرة .. كاريمان !! هي جيدة بعملها لكن بقاءها كممول واحد جعل اختها تتدخل بكل شئ في غيابها و تُفسد الافتتاح كما قلت سابقا ..
صدقي باشا : و انت تريد أن أعرض شراكتي بادارتك انت .. كي لا يحق لاحد من طرف ممول واحد التدخل كما حدث سابقا.. أليس كذلك ؟!
تعجب ايفانمن ذكاء ذلك الرجل و قال : بل اطمع في ما هو أكثر من ذلك ..
صدقي باشا : ماذا أيضا؟!
إيفان: أود حضور سيادتكم للافتتاح الجديد و أن تبقي معنا هناك خلال الفترة الاولي لتعطي ثقة للمبرة و لمن يعمل بها و لأهل البلدة الذين سيحتفون بقدوم طبيب جليل مثل حضرة الباشا اليهم !!
صدقي باشا باعجاب : تفكير جيد جدا .. أحييك أيها الطبيب الطموح !!
دخلت بسمة و بيدها طاولة الكعك و الشاي، وضعتها ووقفت الي جانب الباشا فأشار لها بالجلوس و قال : بسمة .. هل أذهب في عطلة لأسوان حيث أهتم بالمبرة الجديدة معكما .. ما رأيك ؟!
تحمست بسمة و قالت : يا ليت !! فكرة رائعة !!
صدقي باشا: اذن .. موافقة .. سنذهب عندما تكونوا مستعدين
إيفان: سأرتب الأمر مع الأميرة كاريمان و أعود لاخبركم بالموعد ..
صدقي باشا : و هو كذلك ..
_______ بقلم elham abdoo
عاد سالم إلي مبرة المنصورة حاملاً قلقه الكبير في صدره، عند دخوله لغرفة منصور بك قرأت كاريمان ملامح وجهه المتوترة فقالت : كيف مرت المقابلة ؟!
نظر سالم لها ثم لوالدها و قال : بخير .. سألني بشكل روتيني عادي .. لا داع للقلق !!
اومأت كاريمان برأسها و أرجأت الكلام و حين جاءت الممرضة لتعطي منصور بك الإبرة خرج ثلاثتهم للخارج فقالت كاريمان لسالم : وجهك متوتر بشكل كبير .. ماذا حدث مع ابراهام ؟!
سالم بقلق: الرجل خبيث للغاية، يريدنا أن نبحث له نحن عن فعلة التفجير كي نفتدي أنفسنا من الشك و التحقيق !!
كاريمان بتفاجؤ: ألم يكفِ هوارد حتي اكتمل الأمر بابراهام هذا ؟!
سالم : يبدو أنه يشك أننا نعرف الفعلة جيداً و لذا يضغط علينا ناهيك عن فشلهم في العثور علي شئ في تحقيقاتهم!!
ثريا بتهكم : جيد أنه لم يخمن أنكم انتم الفعلة و ليس فقط تعرفونهم !!
سالم بضيق : إن شك بهذا مجرد شك فلم يكن ليطلق سراحنا ابدا.. تجاوزات هوارد و أقوال الشهود التي هدمت كل شئ لها فضل كبير في اقناعه
كاريمان : لكنه يطلب المستحيل.. ماذا سنفعل و كيف ستجيبه ؟!
سالم : لا أعرف.. الأمر خطير لانه لن يكف عنا بدون معلومة أو طرف خيط كما قال !!
ثريا : اعطوه اسماء وهمية !!
كاريمان : كي يبحث وراءها و يكتشف أنها وهمية و يسحبنا جميعا للهاوية !!
سالم : الأمر حقا صعب !! صلاح و رفاقه أيضا في وضع حرج .. تحقيق و ربما تعذيب !!
كاريمان : لابد من حل .. أنا مشوشة قليلا الآن، امهلني بعض الوقت لأفكر و سأخرج بحل ان شاء الله ..
سالم : أنا أيضا سافكر الليلة جيداً ربما اصل لطريقة ..
خرجت الممرضة فدخلوا مرة أخري لمنصور بك ..
_______بقلم elham abdoo
وصل عزيز لقصر اخته ثريا و عندما دخل سأل احد الخدم عن اخته روي له ما حدث خلال الليلة الماضية و أن منصور بك و كاريمان هانم قد ظلا هنا مع ثريا للصباح ثم اخذاها و ذهبا لقصر الراعي !!
عندما سمع عزيز ذلك الكلام تعجب لكنه قال في نفسه لعل ما حدث هذا جاء في توقيته المناسب ليبقي القصر فارغاً كي يستخدمه كاستراحة ريثما يفكر في محطته التالية..
أمر الخادم بتحضير الحمام له كي يستحم و أشار له بابلاغ المطبخ بتحضير طعام الافطار في أثناء حمامه كي يخرج و يجده معداً !!
دخل لجناح اخته ثم بدأ بالعبث بين الأغراض لعله يجد شيئا مناسباً لكن فاضل اخذ اغلب ما له و لم يترك سوي قطعة أو قطعتين من الملابس ، نظر لهما باستنكار و رماهما ع الارض ثم بدأ بالعبث في بقية الارجاء فوجد مبلغ مالي كبير موضوع في الخزانة فوضعه في جيوب بذلته حتي فاض عنها ..
دخل للحمام بعدما أخذ معطف الاستحمام الكبير الخاص بفاضل بتأفف و ترك معطف بذلته معلقاً في الغرفة حتي يخرج
________بقلم elham abdoo
أما سالم فجلس علي اريكة صغيرة وُضِعَت مقابل سرير المريض، ارسلت له والدته وجبة طعام فجلس ليأكل في هدوء فقال له منصور بك : لا أعرف كيف أشكرك علي ما فعلته و تفعله في كل ظرف صعب يمر بنا ..
سالم : لا عليك يا منصور بك فأنا لم أفعل غير الواجب و ما يتحتم فعله في مثل هذه الظروف ..
منصور بك : ليت ابني كان يفعل قدراً قليلاً مما تفعله لكنه أحط من مكانتنا و اذلنا أمام حفيظة هانم علي نحو سئ
سالم : لا تحزن فربما يصلح الله من أمره يوما ما ..
منصور بك : هذا إن أراد هو الإصلاح لكنه يمعن في ارتكاب الأخطاء مرة تلو الأخري ! لا يسعني أن أقول إلا فوضت أمري فيه لله !!
سالم : لا تفكر كثيرا و تحزن قلبك كي تسترد عافيتك سريعاً و بعدها نفكر في أمر عزيز علي مهل ..
منصور بك : ليكن .. أنا ساستريح قليلا و أحاول النوم ..
________بقلم elham abdoo
في قصر الراعي و بعد وصول الاختين، عادت ثريا لحزنها و كآبتها لغياب ابنتها خاصةً لأن الرجال قالوا أنهم لم يعثروا علي أثر لهما بعد لذا سيكون هناك المزيد من الانتظار الصعب !!
احتضنتها كاريمان و قالت : هوني علي نفسك يا اختي فسوف نصل لهما قريبا و ستعود هدي بإذن الله ..
ردت ثريا بدموع : منذ مولدها لم تغيب عن عينيً كل هذا الوقت، احتمال غيابها صعب كثيراً ..
كاريمان : نعم .. أعلم، الله سيوفقنا في العثور عليهما في أقرب وقت ان شاء الله .. لا تقلقي ..
ثريا : ما الذي حدث في الصباح مع حفيظة هانم و بسببه ساءت حالة ابي هكذا ؟!
كاريمان : اوووه.. كارثة جديدة من كوارث عزيز
ثريا : ماذا فعل ؟!!
في أثناء ذلك دخل أحد الخدم ليخبر كاريمان أن سيمون تنتظرها في الأسفل فقالت كاريمان: سأحكي لك بعدما أعود
___________بقلم elham abdoo
خرج عزيز من الحمام مرتديا معطف فاضل أفندي، نادي لأحد الخدم و اعطاه مالا من الذي أخذه للتو ووضعه في بذلته و قال : اذهب و اشتري لي بذلة جديدة و ملابس للنوم و تعال سريعا ..
قبل ذهاب الخادم استوقفه مجددا و قال : قبل ذهابك ارسل لي الإفطار مع أي واحد من زملائك ..
اوما الخادم بالموافقة و ذهب مباشرةً
________بقلم elham abdoo
نزلت كاريمان لمقابلة سيمون التي احتضنتها بشوق و قالت : مر وقت طويل منذ آخر مرة التقينا و ما كنت أعلم بكل ما حدث هنا عندما كنت باسوان !!
كاريمان : جميعنا لم نكن نتوقع تطور الاحداث هكذا و لكن هذا ما حدث
سيمون : الحمدلله ع سلامتكم .. هل كل شئ علي ما يرام الآن ؟!
كاريمان : ليس كثيرا فوالدي اصابته وعكة صحية في الصباح و هو الآن بالمبرة
سيمون : حقاً .. لم أكن أعلم ابدا . كيف حاله الآن؟!
كاريمان : حالته مستقرة و سيخرج في الغد أن شاء الله
سيمون: أخي كان قلقا من عدم ردك و لكننا شككنا في أنه لابد من ظروف طارئة منعتك عن الرد و ها هو قد توضح الأمر
كاريمان : عذرا منكما .. أنا بالفعل لدي طوارئ في تلك الفترة فقولي لأخيكِ أن يرجئ سفره ليوم أو اثنين حتي تتحسن الامور من حولي ثم نتقابل و نتفق علي كل شئ و بعدها نسافر لأسوان أما الآن فلا يمكن..
سيمون : و هو كذلك.. سأبلغه .. هل قال لكِ عن فندق اقامتنا؟!
كاريمان : نعم سأتواصل معكما فور توفر الوقت و الظروف..
سيمون : حسنا و انا سأذهب الآن و لن أطيل فحتماً انتِ مرهقة مما يحدث حولك و تحتاجين للراحة
كاريمان : و أي إرهاق.. لا تؤاخذيني يل عزيزتي
سيمون : لا عليكِ فأنا متفهمة
انصرفت سيمون سريعاً بينما عادت كاريمان للمعمعة التي في عقلها مجدداً ، لا تدري بأي موضوع ستبدأ بالتفكير ؟!! هل بوالدها المريض أم بأخيها اللص الهارب ؟! أم بأختها التي جعلت زوجها يلوذ بالفرار بابنته و يختفي عن الأنظار؟! أم بالخطر المحدق بهم من محاولات ابراهام بالضغط عليهم من جهة و من جهة أخري هناك صلاح و رفاقه الذين قبض عليهم هوارد هذا ؟!! شعرت أن عقلها يرتج من الزحام و القلق فطلبت كوبا من القهوة دون سكر ليساعدها علي التركيز ..
_________بقلم elham abdoo
جلس صدقي باشا مع بسمة في الحديقة حيث رمقتهما أعين الخدم و العاملين و بدأ التهامس حول تلك الفتاة التي لم تكمل يوماً كاملاً و إذ بها تشعبت بكامل القصر و شغلت عقل صاحبه، تلك التي كانت تتخبط حتي تستطيع الدخول للداخل فقط فسبحان مغير الاحوال !!
صدقي باشا : قصتك بها زخم كبير يا بسمة فقد عملت كوصيفة في قصر الراعي ثم خُطبتِ لسالم ذاك و من ثم تركك له .. تأثرت كثيرا بما مررتِ به !!
بسمة : نعم .. صعب جدا أن تتخلي بإرادتك عن أشياء خشيت خسارتها كثيرا لكنني أجُبرت علي ذلك من أجل كرامتي !!
صدقي باشا : هذا الشاب لا يستحقك و تلك كاريمان جمعت حولها الاثنين سالم و إيفان!!
بسمة : نعم.. الاثنان عشقاها و لكن إيفان هرب ايضاً من اجل ذاته !!
صدقي باشا : و انتما كيف اصبحتما صديقين؟!
ابتسمت بسمة و قالت : كانت علاقتنا عادية و لكننا أصبحنا أصدقاء منذ كنت ارعاه عندما أصيب بجرح خطير بأسوان من قبل .. قدم لي النصيحة و كانت في محلها و من ذلك اليوم صرنا أصدقاء و هو يساعدني كأخ لي .. ربما بعثه لي الله لأنه ليس لدي أخوة !!
صدقي باشا : و ما تلك النصيحة الغالية إذن؟!
بسمة : حذرني من حفيظة هانم التي حاولت استغلالي ثم اذلالي!!
صدقي باشا بتعجب : كيف ؟! أليست هي من دلتك علي العمل كممرضة و جاءت بكِ اليّ؟!
بسمة : عذرا .. هي صديقتك و لكنها سيدة ذات دهاء كبير !!
صدقي باشا : ماذا فعلت معكِ؟!
بسمة : سأقص لك ما حدث
_______بقلم elham abdoo
انهي عزيز تناول وجبته في هدوء و ارتياح و كأنه لم يحدث شئ قط في الصباح!!
وقف و ظل يتأمل أرجاء المكان ثم وقف و ذهب نحو الشرفة فرأي من بعيد اسطبلات الخيل فتذكر أيام منذ زمن مر ، قبلما يهب والده ذلك القصر لثريا ..
لطالما ركب الخيل و طاف هنا بكل مكان، تذكر ايضاً قبو المال الذي يقبع في سرداب خفي اسفل اسطبلات الخيول تلك !!
نزل للاسفل و شاهد الخادم و قد أقبل حاملاً ما طلبه منه من مشتريات فأشار له بوضعهم في الأعلي ثم ذهب باتجاه الاسطبلات و تفّقد الخيل ثم بدون أن يلاحظه أحد وصل لسرداب القبو ووجد انه كل شئ كما هو لم يتغير فها هو السرداب المؤدي لغرفة الاموال التي يعرفها جيدا فقال في داخله بسعادة : مرحي ….
ماذا سيفعل عزيز في سرقته الجديدة ؟! و ما الحل الذي قد ينقذ الأربعة من قبضة ابراهام ؟! مرحلة جديدة في حياة بسمة ستبدأ و هل ستستمر فاتن بين حجري الرحي ؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى