رواية الصندوق الفصل السادس عشر 16 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق الجزء السادس عشر
رواية الصندوق البارت السادس عشر
رواية الصندوق الحلقة السادسة عشر
انتهي يوسف من قراءة الفصل الرابع مع علاء و ذهب كلا منهما لغرفته لينام و لكن يوسف كان مؤرقاً لأنه علي موعد غداً مع تلك الفتاة، هل ستدله ع خيط يربط ذلك الكتاب بالوقت الحاضر؟!! كيف وصل الكتاب لتلك الحالة و لمَ تم بيعه هكذا بشكل مهمل برغم قيمته الكبيرة، تلك الفتاة هي رابطه الوحيد و عليه التواصل معها …
بعدما عاد من عمله كانت الساعة السادسة مساءا فتناول طعام الغداء ثم أبدل ملابسه و انطلق ليقابل ريم في المرسم ..
ضغط ع الجرس ففتحت له شابة عشرينية ذات شعر بني اللون مرتدية مريول ملطخ بالألوان التي لحقت أيضاً يديها و ذقنها، كانت كمن يرسم بروحه و جسده كليهما دفعة واحدة، متوسطة الطول معتدلة القوام لها بشرة بيضاء و عينان ملونتان كالقطة، نظر لها مطولاً فقالت
ريم : أ/ يوسف … مش كده ؟؟
يوسف : ايوه .. بالظبط .. حضرتك أ / ريم طبعا ؟؟
ريم بابتسامة: ايواا .. اتفضل
دخل يوسف من باب المرسم ليجد لوحات كثيرة معلقة في كل مكان و البعض الاخر موضوع في الجوانب، بعض اللوحات لمناظر طبيعية و بعضها لخطوط و دوائر لم يفهم معناها و هناك لوحات لوجوه قد تجدها في كل مكان حولك، استخدمت ألواناً زيتية و أخري خشبية و أيضاً مائية، اظهر المرسم كم أنها ثرية الموهبة!! كانت ريم تمشي خلفه ملاحظةً لاعجابه باللوحات حتي و إن لم يفهم بعضها فقالت
ريم : عجبتك أعمالي؟؟
يوسف : جدااا . انتي فعلا موهوبة
ريم : الرسم ده موهبتي بس ف نفس الوقت مضيعني
وصلا إلي كرسيين فجلسا و من ثم أكملا حوارهما
يوسف : مضيعك ازاي ؟ ده فن جميل
ريم : هو جميل بس أنا حظي وحش مع الفن .. هفهمك .. أنا خريجة فنون جميلة، دخلتها عشان بحب الرسم زي م انت شايف بس ع قد م بعمل لوحات و بروح معارض محدش بيشتري الا قليل و بأسعار متكفيش المصاريف و ان الواحد يعتمد ع نفسه و كده .. المهم سافرت برا عملت دبلوما و كنت متخيلة هناك هعمل اسم و هبقي فنانة عالمية بس محصلش فرجعت لمرسمي و حالي اللي كنت عليه .. حتي شقة جدو بعتها عشان اقدر اعيش و اشتري المرسم ده
يوسف بتفاجؤ : يعني صاحب الشقة يبقي جدك
ريم بغرابة : آه.. مالك متفاجئ ليه ؟
يوسف : اصل جدك كان سايب حاجات قيمة جدا في الشقة انا كان ليا نصيب ف حاجتين منها و منهم لوحة جميلة، ليه بالرغم انك فنانة فرطتي فيهم
ريم بحزن : نفس الموضوع ، ازمة فلوس .. بص يا سيدي .. انا بابا كان موظف عادي و مامتي ورثت من جدي الشقة دي و شقة تانية هي عايشة فيها مع جوزها بعد م بابا توفي، انا و هو مش متفقين خالص ف مش هينفع اعيش معاها ف شقة جدو واسعة من الشقق القديمة بعتها بكل اللي فيها و اشتريت المرسم و مأجرة شقة عايشة فيها و الدنيا ماشية
يوسف : انتي ازاي كده ؟!!!
ريم : كده ايه ؟
يوسف : حكيتي كل التفاصيل دي عنك لواحد متعرفهوش
ريم بضحك: لا دي عادة سيئة فيا .. ده لو عميل قالي ارسميني بحكيلو كده … عادي بقي متركزش .. المهم قولي تشرب ايه ؟
يوسف: لا شكرا .. مش عاوز
ريم : هعمل ٢ نسكافيه.. ده واجب الضيافة مينفعش ترفضه
شعر يوسف بعفويتها و طبيعتها الودودة و قال بصوت مسموع : بقي دي ممكن يكون الدم الكاريماني بيجري فيها !!!
عادت و قدمت له النسكافيه ثم جلست و قالت له : قولي بقي ايه حكاية الكتاب اللي اخدته من الشقة ؟؟
يوسف : هو انتي كنتي عارفة كل محتويات الشقة ؟!
ريم : بصراحة لا .. هي ماما قالتلي فيها حاجات قيمة بس انا اخر مرة روحت و انا عندي ٥ سنين ف فكراها طشاش بعدها جدو توفي و الشقة اتقفلت و بعدين انا اتصلت بعم حلمي جابلي مشتري و فكرة المزاد دي فكرت فيها عشان ماما قالتلي العفش كله نادر و المحتويات ف هتجيب مبلغ كويس احطه ف البنك اعيش منه لان زي م انت شايف الفن مش دايما بيكفي
يوسف: امممم يعني متعرفيش حاجه خالص عن اللي ف الشقة . بس مامتك عندها حق، الشقة كان فيها كنوز
ريم باهتمام : الكتاب ده عن ايه ؟ اوعي يكون مذكرات جدو؟؟
يوسف: ههههههه لا .. بس هو بيحكي قصة بدأت ف القرن ١٩ عن أميرة اسمها كاريمان .. هي ليها علاقة بعيلتكم؟
ريم : أميرة … و لا اعرف؟؟
يوسف : الكتاب كان جوه صندوق مزخرف و محفور كده و جواه رسمة شبيهة جدا للوحة اللي اشتريتها برضو
ريم : ممممم .ده شكله حوار .. ممكن اجي معاك و اشوفهم ؟؟
يوسف : طبعا .. اتفضلي في اي وقت ..
ريم : دلوقتي.. ممكن؟
يوسف: اتفضلي
_______________________________
وصلا إلي شقته و دخلا إلي الكنبة التي اعتاد هو و علاء قراءة فصول القصة عليها، شقتهما كانت بسيطة كشقة أعزبين يقيمان فيها وحدهما و لم يكن هناك سوي تلك الكنبة فدخل يوسف و أحضر كرسي من المطبخ ليجلس عليه أما هي فجلست ع الكنبة
يوسف : هدخل اعمل ٢ شاي
ريم : تمام .. انا معلقة واحدة
يوسف : ماشي
شاهدت الصندوق و بجواره الكتاب، أمسكت الكتاب و نظرت للصور التي داخله و ظلت تتأملها و لمستها بأناملها، لم تنتبه كثيراً للكلام و الفصول و القصة لكن الرسم أعجبها و كذلك الصندوق فقد كان صنعاً يدوياً بارعاً، جاء يوسف من الداخل و رآها ممسكة بالصندوق تتأمله و لا يعرف لماذا توجس من أن تفتح الدرج الصغير الخفي عن طريق الصدفة، قدم لها الشاي فتركت الصندوق و أخذت رشفتها الأولي
ريم : الكتاب شكله فعلا قديم و الرسم اللي فيه تحفة و الصندوق عليه حفر و زخرفة عبقرية .. دول فعلا كنز
يوسف : بس اوعي تقوليلي بيع
ريم بضحكة : لا لا .. حلال عليك .. فين بقي اللوحة
يوسف : وراكي ع طول اهي
وقفت ريم لتنظر بينما دق جرس الباب و ذهب يوسف ليفتح فإذ هي ” الجارة هبة ” كالعادة
هبة : مساء الخير يا أ/ يوسف.. ممكن استلف بصلة عشان بطبخ
قال لها يوسف في ضيق : لا معلش معنديش بصل
نظرت هبة داخل الشقة فرأت ريم
هبة : ايه ده .. انت عندك ضيفة؟
يوسف : آه.. دي قريبتي .. ريم
هبة بعدم تصديق : اممممم . طيب .. انتوا كده زي القرع
يوسف : قرع ايه ؟
هبة: لا مفيش .. انت الخسران .. سلام
يوسف : سلام
لاحظت ريم طريقة كلام هبة فابتسمت ثم قالت له : معندكش بصل ؟؟ ههههههه
يوسف : لا متفهمنيش غلط .. دي مجرد جارة بس غلسة شويه
ريم بنفس الابتسامة: لا غلط ليه … انا عارفة البصل مهم ازاي ف الطبخ هههه واضح اوووي انها تلكيكة .. بص انا همشي عشان اتأخرت بس عاوزة منك طلب
يوسف : اتفضلي
ريم : ممكن لو ينفع استلف الصندوق يومين عشان ارسمه و تبقي ذكري عندي ؟
توتر يوسف فالخاتم لازال في درج االصندوق فماذا سيفعل ؟؟
يوسف : أأأأ …
ريم : لو مش عاوز بلاش
يوسف : لالا .. اتفضلي طبعا
علي الفور أخذت ريم الصندوق و رحلت بينما جلس يوسف ووضع يده ع جبهته في قلق
_____________________________
لم تمض عشر دقائق حتي عاد علاء و علم بما حدث فقال متهكماً
علاء : مش انت اللي روحت بنفسك و نخربت في الموضوع، زعلان ليه بقي دلوقتي ؟
يوسف : مش عارف، الخاتم طلع عزيز عليا و مقدرتش اجيب سيرته خصوصا اني لاقيتها لا عارفة حاجه عن الكتاب و لا عن الخاتم ..
علاء: هو جدها ده كان سارق الصندوق و لا لقاه و لا ايه ؟
يوسف : أنا لسه كنت هفهم منها جدها اسمه ايه و جدتها و ادخل معاها ف التفاصيل بس اعمل ايه بقي ف هبة
علاء : ههههههه هي جات ؟؟
يوسف: آه.. و قالتلي انت زي القرع ههههههه افتكرت فيه بينا حاجه
علاء : و هتعمل ايه يا فالح لو اكتشفت الخاتم؟؟ ممكن تقولك ده ورث العيلة و تاخده و ممكن تاخده من نفسها و تقولك معرفكش
يوسف : يا عم متقلقنيش. أنا هدعي ربنا متشوفهوش دا غير اني مش متأكد انه بتاع عيلتهم اصلا .. مش يمكن فعلا جدها ده لقاه او اشتراه و مشافش الخاتم
علاء : لما نشوف اخرة اللفة دي ايه ..
يوسف : تيجي نبدأ فصل جديد ؟
علاء: يلا
فتح يوسف الكتاب ع الفصل الخامس المعنون ب
٥- لا تفعلي
في طريق عودة كاريمان لمنزل سالم قابلتها السيدة بثينة التي لم تنطلي عليها بالطبع كذبة نقل سالم لمكانٍ آخر فخرجت للتأكد
السيدة بثينة: ماذا قلتِ للرجال حتي أفسدتِ الخطة .. ماذا تظنين نفسكِ فاعلة؟
كاريمان في توتر: لو سمحتي اسمعيني جيداً، تلك الخطة بها مخاطرة كبيرة و انا ذهبت لمقابلة سالم و تحدثت معه ووافق ع إرجاء فكرة الهرب حالياً و إن لم نجد حلاً قانونياً يحرره فسنعود لتلك الخطة مجدداً
السيدة بثينة : و هل قلتِ له عن حل بديل أم سنجلس و نفكر و نضيع وقتاً أكبر ؟
كاريمان : لنعود للمنزل و سنناقش ما سنفعله سوياً
_____________________________
رأت كاريمان ان تذهب لرؤساء العشائر و القبائل المجاورة لمنطقة سالم، علاقته بهم جيدة و من الممكن أن يشكلون ضغطاً علي ذلك المدعو دارسي كي يستمع إليهم و يعيد الشكوي لرؤساءه، وافقت السيدة بثينة علي الفكرة اما بسمة فكانت جالسة مهمومة لا حول لها و لا قوة ..
ذهبا معاً و جمعا رؤساء العشائر في قاعة الرجال الكبري و التي للمرة الأولي يجري بها اجتماعاً سالم ليس فيه، دخلتها النساء للمرة الأولي أيضاً، بعد عرض الأمر و الاتفاق اتفق الجميع ع حضور جلسة المحاكمة و محاولة التأثير في المجلس العرفي لتأجيل المحاكمة حتي يعاد النظر في الشكوي مرة أخري ..
ذهب الجميع للمقر و رأت السيدة بثينة ابنها مقيداً كالمجرمين فلم تتمالك نفسها و بكت أما كاريمان فنظرت له لتقويه و هناك بسمة التي لم تكف عن البكاء لحظة واحدة، بعد عدة دقائق بدأت المحاكمة و تبني دارسي عرض الاتهامات أمام المجلس
دارسي : هذا الرجل لا يحترم قوانين الحكومة البريطانية و عطل العمل العام و هدد القوة بالسلاح و تعدي علي أحد الجنود بالضرب و أصابه بطلق ناري في ساقه و ها هو جالس هناك يمكنكم ان تسألونه
قال أحد اعضاء المجلس الثلاثة : أقبل ايها الجندي و قص علينا ما حدث
كرر الجندي كلام دارسي بنفس الترتيب و الأسلوب كالملقن و هنا كانت دهشة كل من كان حاضراً في الواقعة،لم يتمالك سالم نفسه و غضب بشدة ثم صرخ و قال : هذا كذب .. هذا الجندي لم يكن موجودا يومها و لم اضرب او اعتدي علي أحد .. انت كاذب و مجرم يا دارسي
انفعل جميع الحاضرين من اجل سالم و صار هتاف عظيم منهم فأمر دارسي الجنود بإطلاق طلقات في الهواء للتحذير ثم اخرج الجميع خارج الجلسة ليسكت أصواتهم فظلوا في الخارج ينتظرون الحكم الذي صدر بعدها بقليل : عشر سنوات سجن مشدد و أيضا قرار باعتقال اي شخص يعرقل عمل القيادة أو يحاول تهييج الشعب، انصرف الجميع بعدها في إحباط فيما عدا أسرته الذين حاولوا مقابلته لكن دون جدوي فقد علل دارسي الرفض بأنه سينتقل لمنطقة أخري ليقضي مدة حبسه و هي منطقة بعيدة و معزولة، قال أنهم يستطيعون زيارته بعدما ينتقل بعد أخذ تصريح بذلك و هذا يتم مرة واحدة أسبوعيا في يوم الاثنين
_____________________________
ذهبت السيدة بثينة و معها بسمة للمنزل بينما أصرت كاريمان ع الذهاب لمكتب السير دارسي و مناقشته فيما حدث فهي لن تتركه هكذا بسهولة، جعلها تنتظر في الخارج كعادته و لكنه تلك المرة أزاد القدر جدا كي تمل و تذهب لكنها بقيت حتي المساء فاضطر لمقابلتها، دخلت ثم سألته
كاريمان : سير دارسي هل ممكن أن أسألك سؤالاً و تجيب علي بصراحة؟
دارسي : لست مضطراً لأجيب علي أسئلتك، قولي ما جئت من أجله باختصار
كاريمان بضيق : ماذا ستستفيد من حبس رجل برئ لفقت له التهم تباعاً، ستتضرر أرضه و تجوع عائلات عماله و كل ذلك لماذا ؟؟ هل تجيبني ؟
دارسي : هذه خطة من حكومتنا واجبة النفاذ و ليس علي أن ابرر لكِ
كاريمان : سأكتب شكوي فيما فعلت و سأرسلها لنري رأي حكومتك في إدعاءاتك ؟!
ضحك دارسي بسخرية ثم فتح درج مكتبه و قال : شكوي مثل هذه!!!
ألقاها أمامها ففتحتها و علمت أنها الشكوي التي كتبها سالم من قبل
استطرد دارسي و قال : تلك الشكوي التي ستكتبينها ستبقي هنا في المكتب مثل سابقتها فأنا هنا لي كلمتي في كل مكان، رؤسائي ليسوا متفرغين لقراءة شكواكم و عليكم اطاعة الاوامر بهدوء
كاريمان : هل سافرت و عدلت في خطة العمل و لم تريهم الشكوي من الأساس ؟! لماذا؟
دارسي: ليس لدي كثير من الوقت للتحدث معكِ فقد أنهيت عمل اليوم و الآن وقت راحتي … من الأفضل أن تذهبي و لا تأت هنا كلما رغبتِ فهذا المكتب له نظام و مواعيد !!
غادرت كاريمان المكتب بعد أن تم طردها تقريباً لكنها لم تهتم فكل ما كان يدور بعقلها هو انه مازال هناك أمل، الشكوي لم تصل و يجب عليها أن تصل!!!
_____________________________
استقبلتها السيدة بثينة ع الباب بوابل من اللوم و التهكم و الغضب فقد فشل الحل الذي وضعته فشلاً ذريعاً و هاك سالم ملقي في سجن لسنوات و صارت مهمة تهريبه أصعب عشرة مرات، ردت كاريمان في هدوء: ذلك الغبي قال تفصيلة صغيرة هامة جدا قد تفيدنا بشكل كبير فمعظم المشكلات الكبيرة تحلها أمور صغيرة جداً
السيدة بثينة: تفصيلة ماذا ؟
كاريمان : هو لم يرسل شكوي سالم للقاهرة و هناك قد يكونوا متعاونين و أسلوبهم مختلف في حل المشكلات و إن علموا عن ألف فدان ستتصحر فلن يرضيهم بالطبع
بسمة : كيف سنصل لهؤلاء الرؤساء؟
كاريمان : سأسافر ع الفور و استقر بقصر شقيق والدتي حافظ باشا جمال الدين في القاهرة و هو رجل له علاقات واسعة و حتما سيجد رابطاً يوصلني بأكبر رأس للانجليز في مصر
السيدة بثينة : أخاف ان نكون نضيع الوقت عبثاً و لن ينفعنا ذلك بشئ و ابني ملقي بعيداً و لا أعرف كيف يعاملونه
كاريمان بأسي : أنا أقدر قلقك و لكن علينا المحاولة فقد يسمعنا أحد كبارهم و نستعيد حرية سالم من جديد
السيدة بثينة : اذهبي اذن و انا سأبقى هنا و اعد خطة جديدة لنهربه إذا لم تفلح خطتك
كاريمان : لكن عديني الا تفعلي شئ حتي أعود
السيدة بثينة: أعدك.. سأصبر من اجل سلامة سالم
نظرت بسمة للسيدة بثينة و قالت : هل أذهب مع كاريمان هانم ؟
السيدة بثينة : و لمَ؟
بسمة تلعثمت ثم قالت : كي اعرف الي ما وصلت اولا بأول
كاريمان : دعيها تأتِ فلن اتأخر كثيرا علي أية حال
أومأت السيدة بثينة بالموافقة فانطلقتا علي الفور نحو القاهرة ..
_____________________________
استقبلها خالها بترحاب كبير و بعد أن قصت عليه الأمر كله ذهب لصديق له يعمل بالتجارة و يقوم بتوريد الدقيق و المواد الغذائية لمعسكرات الانجليز و له علاقة جيدة بالمندوب السامي البريطاني اللورد دوفرين، قابله و طلب منه ميعاد لمقابلة اللورد إن أمكن لعرض الأمر عليه …
انتظرت كاريمان رداً من ذلك الصديق لمدة أربعة أيام و هي قلقة متوترة فهي لا تعلم كيف يعيش سالم داخل السجن و هل يعامل معاملة آدمية ام لا ؟؟
في صباح اليوم الخامس أتي الصديق و قال أن اللورد أعطاهم نصف ساعة من وقته اليوم من الثانية و النصف بعد الظهر و حتي الثالثة عصراً، كاريمان تفائلت كثيرا بهذا الخبر و أعدت الكلام الذي ستقوله في عقلها مرات عديدة ..
_____________________________
في مكتب اللورد انتظرت مع خالها، مكان تظهر عليه معالم القوة و السلطة، حراسة كبيرة و جنود في كل مكان، دخل ببذلته فوقف كليهما ليصافحانه، أشار لهما بالجلوس، ملامحه كانت قاسية لكن طريقة ترحابه بهم كانت جيدة و مطمئنة، نظر لكاريمان و قال
لورد دوفرين : يعجبني نضالك كثيراً من أجل ذلك الرجل .. هل ستتزوجينه؟
ابتسمت كاريمان : لا .. هو صديقي فقط و لكنه رجل يعمل بالتجارة و أرضه ستتضرر كثيراً، السير دارسي لم يوصل لكم شكوانا و احتفظ بها كقمامة لا قيمة لها و نحن نثق في عدلكم و استجابتكم لنا
لورد دوفرين : السيد احسان شرح لي الأمر و لكنني لن أتخذ أي قرار دون التحقيق مسبقاً فأنا سأسافر أسوان بنفسي و سأحقق مع دارسي و كل من له علاقة بالأمر و ثقي أنني سأحل الأمر
تهللت أسارير كاريمان بما سمعت و قالت : أشكرك كثيرا لورد دوفرين .. هذا هو المنتظر منكم
لورد دوفرين : لكنني ماضٍ لا محالة في تنفيذ المشروع و إن وجدنا ضررا علي باقي الأرض فسنغير الموقع وفقا لما يناسب الخطة .. واضح ؟
كاريمان : نعم .. أشكرك مجددا لاستجابتكم و سأنتظر تشريفكم لنا في اسوان
ابتسم لورد دوفرين الذي كان سياسياً بارعاً يعلم جيداً أن نجاحه ف الحكم يبدأ من ملائمة الأوضاع و ليس تهييجها ..
_____________________________
وصل لورد دوفرين إلي مقر القيادة في أسوان و قد تسبب قدومه في ربكة كبيرة لكل من يعمل هناك بداية من الجندي الذي أصيب في مهاجمة للمعسكر و ادعي أن سالم أصابه و نهاية بدارسي رأس الافعي الذي خطط لكل ما حدث خطوة وراء خطوة
طلب منهم الحضور أمامه للتحقيق و حين رأي دارسي خوف ” بينيت” الجندي المصاب أخفاه في بيت صغير بعيد عن الأعين و ادعي أمام اللورد أنه مختفي ربما أصابه الأهالي انتقاماً لحبس سالم ..
شك دوفرين بالأمر فقال له : أبحث عنه في كل مكان و جده لي .. حياً او ميتاً
علمت كاريمان عن اختفاء بينيت و خشيت من إمكانية تخلص دارسي منه و اظهاره كجثة لإخفاء الحقيقة و الخروج من تلك الورطة فنادت لإدريس ” الخادم بالقصر ” و طلبت منه مراقبة دارسي لحظة بلحظة حتي تسبقه بخطوة
جاء ادريس بعد الظهر و قال : إن دارسي ذهب لبيت صغير بعيد قليلا ودخل لدقيقة ثم خرج غاضباً،دخلت وراءه فوجدت كرسي و عليه حبال وضعت كقيود، يبدو أنه كان بينيت و قد هرب
_____________________________
شكلت كاريمان فريقاً للبحث عن بينيت في كل مكان و علي الجانب الآخر كان دارسي يبحث عنه كالمجنون فياتري من سيعثر عليه أولا و كيف ستكون نهاية التحقيق ؟!!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)