رواية الصندوق الفصل السابع والخمسون 57 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق الجزء السابع والخمسون
رواية الصندوق البارت السابع والخمسون
رواية الصندوق الحلقة السابعة والخمسون
#ليلة_النور_الأخيرة
في الصباح استدعي السيد رؤوف يوسف لاجتماع مجلس إدارة الجريدة في غرفة الاجتماعات بعد أن قرأ البروفة الاولي المعدة لسلسلة الصندوق و قدم اربعة نُسخ لأعضاء المجلس و التي مقرر لها أن تنشر بالمجلة، عرضها عليهم لاتخاذ القرار بشأن بدأ النشر ..
دخل إليهم فوجد أربعة جالسين علي طرف طاولة كبيرة معدة للاجتماعات، أكبرهم في المنصب الجالس علي رأس الطاولة، رجل بلباس خليجي و هو صاحب الجريدة و علي جانبه الأيمن جلس السيد رؤوف الذي رحب بيوسف و أذن له بالجلوس حيث بدي عليه بعض التوتر و القلق !!
قال له : أعَّرفك علي السيد نضال الجاسم مالك و ممول الجريدة و رئيس مجلس الإدارة
أومأ له يوسف باحترام و قال : أهلا و سهلا يا فندم فأكمل السيد رؤوف و قال مشيراً للرجل الذي يجلس مقابله: هذا السيد جلال صفي الدين مسئول المبيعات و التسويق في الجريدة. أما اصغرنا سناً فهو السيد أشرف حمدون مسئول التنسيق بالجريدة و محاميها ايضاً
يوسف: أهلا و سهلا بحضراتكم .. شَرُفت بمعرفتكم جميعاً ..
السيد نضال : عرظ السيد رؤوف موضوع روايتك علينا اليوم و هو متحمس جدا و حمسنا معه .. أحسنت يا فتي !!
أشرف حمدون : اضطلعت علي صورة من تنسيقك الاول للجزء الأول و للمقدمة التي ستعرضها للقارئ، شئ جميل و خرافي و أسلوبك جيد و لكننا سنجلس معاً و نعيد التفكير في بعض النقاط من شان يظهر الموضوع أجمل ..
يوسف: أكيد.. شكرا لكم
السيد جلال: لا مجال للشكر فهذا عملنا جميعا و ينبغي أن يظهر في أفضل صورة ..
يوسف : نعم .. أكيد
السيد رؤوف رأي ارتباكه و نظراته المتلاحقة عليه فقال له : عملك رائع يا يوسف .. لا تقلق كل سيكون رائع و علي أكمل وجه ..
نضال الجاسم : من تلك الفتاة التي وضعت صورتها في البداية ؟!
يوسف: ريم .. حفيدة الرجل وريث الكتاب .. اشتريت الصندوق الذي وجدت فيه الكتاب من مزاد علي مقتنيات شقته بعد وفاته
أشرف حمدون : و هل تنازلت ريم عن حقوقها في الكتاب لك ؟! لا نريد مشكلات حقوقية فيما بعد !!
يوسف : لا .. و لكن لن تحدث مشكلات ان شاء الله فهي ووالدتها تركا لي الكتاب و حرية التصرف به
جلال صفي الدين : و هل هناك وثيقة تظمن لنا ذلك ؟!
يوسف بقلق : بصراحة لا .. و لكن أنا أضمن لكم انهم مش هيعملوا اي مشاكل ان شاء الله
نضال الجاسم : نحن واثقين فيك و لكن في دنيا الأعمال لابد من الوثائق .. إن كنت تود نشر ما بذلك الكتاب عليك احضار الوريث لهذا الكتاب أو الورثة اذا كان هناك اكثر من شخص و سيتم توقيع التنازل مقابل مبلغ مالي سنتفق عليه معهم و بعدها نبدأ خطة النشر مع السيد رؤوف
رد يوسف بأسي بعد أن شعر بتعقد الموضوع و قال : نعم .. هتصل و أتفاهم معاهم و أبلغ حضراتكم
نضال الجاسم : جيد .. يمكنك العودة لعملك و تواصلك سيكون مع السيد رؤوف .
انصرف يوسف و بدأ التفكير في تلك المشكلة الجديدة التي بزغت فكيف سيتواصل مع ريم بعد خلافهما و هل هناك فعلا ورثة آخرين للسيد مأمون غير مدام نيرة أم لا ؟! دوامة تدور الآن في رأسه الباحث عن حل !!
بعد نصف ساعة استدعاه السيد رؤوف بمكتبه و قال
السيد رؤوف : البنت اللي انت حاطط صورتها دي هي فعلا ريم .. يعني بنت نيرة تبقي حفيدة وريث الكتاب ؟!!
يوسف : آه يا فندم .. جدها يبقي ابن بنت اخو الأميرة اللي بيحكي عنها الكتاب !!
السيد رؤوف : و عرفت ده كله من فين ؟!
يوسف : رحت دار المحفوظات و بشكل غير رسمي اضطلعت علي وثائق تثبت ان الأشخاص اللي تم ذكرهم ف الرواية كانوا موجودين فعلا ف نفس الفترة الزمنية اللي أشار ليها الكتاب و من شهادة ميلاد الجد عرفت اسم الأب و الام
السيد رؤوف بإعجاب: أنا معجب جدا بنشاطك و اهتمامك بتفاصيل الكتاب للدرجة دي !!
يوسف: بصراحة تفاصيله شدتني بعد م كنت ف الاول مش متحمس !! بس فكرة أن الواحد يبقي ماسك ف ايده حاجه من ريحة التاريخ و قصة جميلة عن أشخاص حقيقيين ف ده شئ جميييل و قيّم جدا بالنسبالي .
السيد رؤوف : عندك حق .. بس هل عرفت مين كاتب الرواية ؟!
يوسف: بصراحة لا .. و حاولت اجيب آخر صفحة مفهمتش حاجه .. أنا حاسس ان الأميرة بطلة الرواية هي الكاتبة
السيد رؤوف : كاريمان ؟!
يوسف بابتسامة : آه.. حضرتك متابع معايا
السيد رؤوف : القصة حلوة جدا و شيقة و كمان واقعية و تاريخية ف متوقع يكون ليها صدي قوي بإذن الله .. تخيل ان آخر مرة شوفت ريم بنت نيرة كان من حوالي ١٠ سنين اصل أنا هنا بقالي فترة و مش بنزل و أشوفهم عشان كده معرفتهاش من الصورة
يوسف : اه .. أنا فهمت كده طبعا
السيد رؤوف: طيب هل ريم تعرف أنك حاطط صورتها و موافقة ع النشر و إن فيه نبذة عنها زي م انت كاتب كده في البروفا ؟!
يوسف : بصراحة هي متعرفش لسه إن انا هنشر حاجه عنها بس هي سابتلي الكتاب بكل حاجه فيه و كانت عارفة ان أنا في يوم من الايام هنشره .. دي حتي كانت عاوزة تعمل معرض بصور الرواية
السيد رؤوف بتعجب : معرض ؟! هي رسامة !!
يوسف : بالظبط و علي فكرة رسمها حلو جدااا و دقيق جدا جدا
السيد رؤوف : الواحد بقي بعيد جدا عن كل التفاصيل !! قولي انت اتعرفت علي ريم و انت بتدوَّر ع الكتاب ؟!
يوسف : بالظبط يا فندم .. و بقيما اصدقاء
السيد رؤوف : طب كويس اووي .. ايه رأيك تكلمها و تقولها تيجي و تعمل رسومات الكتاب كلها عشان صور الرسمات في الكتاب بعضها مش واضح و فيه أجزاء ممسوحة، حتي الشخصيات اللي ملهمش صور ممكن هي تعمل صور ليهم من خيالها!! عشان تثري خيال القراء ..
يوسف: يعني قصد حضرتك انها تيجي تشتغل هنا؟!
السيد رؤوف : طبعا .. أنا ممكن أتصل اقولهم انا بس انت لازم تسألهم علي ورثة الكتاب الباقيين الاول و تظبط الموضوع واحدة واحدة ، الموضوع لو نجح اي واحد ليه حق هيطلع يقول و أنا ؟؟!
يوسف : عندك حق يا فندم .. بس مش حضرتك من عيلتهم، هل والد مدام نيرة كان ليه ولاد غيرها؟!
السيد رؤوف : آه..كان ليها اخت بس توفت و سابت ولد زمانه بقي شاب دلوقتي
يوسف : واضح ان الموضوع اتعقد فعلا
السيد رؤوف : لا احنا هنيأس من اولها .. خلي بالك طويل .. طريق النجاح محفوف بالصعوبات!!
يوسف : هحاول يا فندم
السيد رؤوف : ايوة لازم .. حاول و متقلقش .. ربنا معاك، بلغني بالرد في اسرع وقت، أنا عندي فضول كبير ناحية رد فعل الناس علي السلسلة دي لما تنزل
يوسف: و انا كمان يا فندم متشوق جدا ..
انصرف يوسف بسعادة و جلس ع مكتبه يفكر كيف سيحل تلك الأمور المعقدة بدايةً من ريم التي اتخذت منه موقفاً مروراً بالورثة و موقفهم حتي يصل لعتبة النشر !! ربما يكون الطريق طويل و متعب لكن لابد أن يسير فيه للنهاية!!
_____________بقلم elham abdoo
قام بفتح اللاب توب الخاص به و ذهب إلي الصفحة الخاصة بريم علي موقع التواصل الاجتماعي ” فيس بوك ” وجد أنها غيّرت اعدادات الرسائل الخاصة بها و أصبحت لا تُظهر نفسها هل هي نشطة أم لا !! نظر لصفحتها الشخصية فوجدها لم تشارك شيئاً من قبل سفره بيومين !! و علي ” الانستجرام ” اختفت أيضاً، بحث عن صفحة صديقتها ياسمين فوجد تعليقاً لها علي أحد المنشورات من ليلة أمس فتأكد انه لا شئ يدعو للقلق فبعث لها برسالة طويلة علي ” الماسنجر ” شرح فيها كل ما دار هنا بخصوص الكتاب و الصندوق و علاقته بعائلتها و عن ذلك العرض المقدم لها من الجريدة و ضرورة حضورها مع والدتها او ان كان هناك ورثة آخرون للاتفاق علي موضوع حقوق الملكية ..
انتهي من كتابة الرسالة ثم انتظر دقيقة ثم تفقد الرسائل مرة أخري فلم يجد جديد !!
عندما تأخر الرد عن ربع ساعة عاد لعمله ليطوَّر من كتابته للبروفة الاولي و يضيف و يعَّدل و هكذا حتي انتهي يوم عمله الثاني و عاد لمسكنه و خلال كل ذلك الوقت تفقَّد رسائلة أكثر من مرة عساه يجد رداً و لكنها لم ترد أو حتي تأتيه إشارة قراءة الرسالة !!!
____________بقلم elham abdoo
بعد أن تناول غداءه حاول النوم لكنه لم يستطع فتأخر ريم عن الرد و اخفائها لظهورها النشط يقلقه، نظر مجدداً للرسالة التي بعثها فسأل نفسه : هل لم ترد لأنني لم أوضح لها او اعتذر عن آخر موقف حدث بيننا، غادرت المطار غاضبة و لم نتحدث أو نتصالح من بعدها ؟!
قام بكتابة رسالة أخري قائلا: ريم .. أنا عارف انك مضايقة مني و من اللي حصل بيننا آخر مرة .. اعذريني لاني متلخبط و سفري خلاني متردد و متلخبط أكتر !! لو سمحتي لما تشوفي رسالتي ردي عليا .. من فضلك
انتهي من إرسال هذه أيضا ثم انتظر الرد و لكنها لم ترد أيضاً ..
بعث برسالة لعلاء الذي كان نشطاً و قال له : علاء .. فاضي نتكلم شويه و لا لسه مخلصتش شغل ؟!
لم يرد علاء بل فاجئه بالاتصال علي الفور ” مكالمة فيديو ” ، استجاب يوسف للمكالمة و ذهب للشرفة كي يتحدث معه براحة لأن منذر كان نائماً أما كريم فمازال في الخارج ..
علاء : ابو السوف .. وحشني يا صاحبي .. اخبارك ايه ؟
يوسف : الحمدلله تمام .. عامل ايه ف الشقة من غيري ؟!
علاء : بصراحة حاسس بفراغ و اني لوحدي بس معلش كله عشان خاطر أحلامك يا صاحبي
يوسف : ليه بقي ؟! كلها شويه و خطيبتك تيجي و تنوَّر الشقة و تعمل احلي عيلة و ساعتها هتنساني خالص
علاء : لا يا حبيبي انا عمري م انساك و بعدين موضوع الجواز ده لسه بدري عليه شويه .. المهم انت مبسوط و مرتاح ف الشغل و السكن ؟!
يوسف : آه جداا الحمدلله بس هحكيلك علي حاجه قلقانى
علاء : خير؟!
يوسف : ريم؟؟!
علاء : آه .. يبقي خناقة !!
يوسف : ما احنا اتخانقنا آخر مرة قدامك !!
علاء : و بعدين ؟!
يوسف : بعتلها رسالة انهارده مردتش؟!!
علاء : رسالة اعتذار و لا رسالة فيها ايه ؟!
يوسف : لا .. أنا عرضت علي مدير التحرير هنا موضوع رواية الصندوق و الراجل اتحمس جدا ووافق.. و هو نفسه ابن خال مامتها اللي جابلي الشغلانة
علاء : آه فاكره بتاع الانترفيو .. و بعدين كمل ؟
يوسف :أعضاء مجلس الإدارة قالولي ده كتاب له ورثة و ليهم حقوق ملكية طالما أن الكتاب رواية واقعية، عاوزين تنازل منهم و سماح بالنشر مقابل المبلغ اللي يطلبوه . بعت كتبتلها كده و كمان قولتله عنها أنها رسامة كويسة جدا فاقترح عليا انهارده اني اقدملها عرض أنها تيجي و ترسم شخصيات الرواية كلها و تنزل بشكل متسلسل مع كل جزء من السلسلة ..
علاء : طيب ده كله كلام جميل .. فين المشكلة؟! مش يمكن لسه مشافتش الرسالة !!
يوسف : م أنا جايلك في الكلام .. دخلت صفحتها لقيتها ساكتة من ساعة م سافرت و ده مش طبعها .. هي اكتيف و بتنزل منشورات دا غير أنها أخفت نفسها من ماسنجر !! كل ده مش طبيعي !!
علاء : قصدك أنها عملت كده بسببك؟! اتخنقت بقي !!
يوسف : أنا شاكك ف كده و حاسس انها شافت الرساله و طنشتها ..
علاء : محدش يقدر يلومها !!
يوسف : قصدك ايه بقي ؟!
علاء : أقصد إنك أناني معاها يا يوسف متزعلش مني !! أنت مفكرتش تكلمها بعد اللي حصل بينكم غير عشان موضوع الكتاب و الملكية و كمان مش عاجبك أنها واخدة موقف !!
يوسف : هو انا بكلمها ليا انا بس !! م انا كمان جايبلها شغل !!
علاء بتهكم : متنساش أنها هي اللي سعت و كلمت قريبها ده و لو كانت عاوزة تسافر كانت سافرت دا غير ان قريبها اللي طلع ميعرفهاش ده هو اللي اقترح الشغلانة .. متبقاش من الناس اللي عشان ميطلعوش غلطانين يطوعوا كل حاجه عشان يبقي الحق معاهم و يطلعوا صاغ سليم !!
يوسف بانفعال : أنا عملت كده !!
علاء : آه .. أنا صاحبك و لازم ابقي مرايتك اللي توريك نفسك علي حقيقتها !! لازم أقولك اللي أنا شايفه بصراحة !!
البنت مغلطتش معاك، وقفت جنبك و صبرت عليك و علي جفافك معاها .. جابتلك شغلانه زي م انت عاوز عشان تحقق أحلامك و جات لحد المطار عشان تودعك .. أنا معرفش انتوا اختلفتوا علي ايه بس غالبا انت اللي غلطان .. ده من اللي شوفته يعني !!
يوسف : طيب أنا معاك .. ممكن أكون جيت عليها بس ايه هو الحل ؟!
علاء : مش عارف . اصبر شويه يمكن تكون هترد أو تراجع نفسها و ترد !!
يوسف بقلق : و لو مردتش؟! دا انا لسه معرفش ابن خالتها ده هيطلع ايه و هنحل موضوع الملكية معاه و لا لا ؟!
علاء : بص .. اصبر يومين و لو مردتش هبقي أعمل محاولة و اروح أشوفها و اتكلم معاها ..
يوسف : يارب ترد !!
علاء : ياااارب .. و يارب كمان انت تراجع نفسك و اسلوبك معاها
يوسف : مش وقته يا علاء .. أنا دلوقتي بيني و بين النجاح و الشهرة خطوة واحدة !!
علاء : ربنا يوفقك يا صاحبي ..
يوسف : بعد يومين لو مردتش هكلمك تشوفهالي.. تمام ؟!
علاء : تمام ..
_________بقلم elham abdoo
بعدما انهي مكالمته ذهب و أحضر كوباً من الشاي و جلس ليستكمل قراءة الكتاب من جديد :
وقف سالم عندما رآها آتية من بعيد بثوبها الأسود الذي لامس طوله طرف حذائها، للمرة الأولي يراها في ثوب مزركش قليلا فبالرغم من أنه يغلب عليه السواد لكن نقط دائرية بيضاء كثيرة تناثرت عليه و كأنما بارتدائها له قالت دون وعي للجميع : حتي و إن أحاط بي السواد فهناك أمل في كل وقت، أن يعود الحق و يسترد مكانه و تنقشع الغمامة !!
الثوب كان بدون جيوب في تفصيلة أخري تقول أنها لم تخفي أفعالها يوماً أو تخاف شيئا !!
لاحظ الورقة التي بيدها و هي واقفة أمامه بصمت يشوبه حزن ممتزج بكبرياء !!
قال لها : مرحباً ..
نظرت لكلمته الباهتة و قالت : مرحباً بك !!
سالم : علمت عن القضية التي تقدمتم بها..
كاريمان : أري أنك مازلت تتابع !!
سالم : بالطبع !!
كاريمان : ماذا جئت لتقول !! تنازلي و اهربي و انتظري لينسي الناس !!
سالم : أخاف فقط أن تخسرا تلك القضية و تحاكمين فوق كل ما حدث !!
كاريمان : هل جئت لتنصحني بالتراجع !! كن واضحاً !!
سالم : و هل لا تخافين انتِ من داخلك ؟!
كاريمان : بالطبع أخاف و لكن خوفي لن يمنعني من إنقاذ سمعتي و كرامتي ..
سالم: من اين سنبدأ إذن ؟!
رفعت كاريمان حاجبها و قالت : نبدأ ؟! عجباً !! ما السبب وراء ذلك التغيير و صيغة الجمع التي عادت ؟!!
سالم : هذا ليس تغييراً، لابد من ايجاد هؤلاء المجرمين و محاسبتهم و علي رأسهم حفيظة !!
كاريمان : اوووه .. أين كنت بالأمس اذن ؟!
سالم : كنت هنا و بكل عقلي و قلبي معكِ لكن رأسي كان مشوشاً ؟!
كاريمان : و ما الذي كان يشوشه يا تري ؟! هل ما رأيته شوشك ؟! هل صُدمت أم صَّدقت ؟!
سالم : قلت لكِ من قبل أنني ما شككت بكِ ابداً و لكني كنت كمن تلقي ضربة قاسية علي رأسه فتطلب عقله وقتاً كي يستعيد توازنه !!
كاريمان بغير اقتناع : حقاً ؟!! هل عاد كل شئ بعقلك إلي مكانه الآن؟!
سالم بثبات: يُعد هكذا ..
كاريمان : أي أنك مستعد الآن لفتح موضوع زواجنا مع أبي و استكماله؟!
سالم : بعد أن ننتهي من قصة القضية هذه و تهدأ الأمور بالطبع سنتتم كل شئ ..
كاريمان : و إن طلبت منك أن يتم الموضوع الآن؟! هل ستدخل لأبي و تحدثه بهذا ؟!
سالم : حدَّثته بالفعل في طريق عودتنا من المنصورة في تلك الليلة و لكنه قال سنناقش الأمر معاً و لم تسنح لنا الظروف بعدها ..
كاريمان : امممم .. سأسألك السؤال بشكل معكوس الآن، مثلما كنت تسألني دائما : هل انت مستعد لاعلان خطبتنا الآن أمام والدتك و أهل بلدتك جميعاً ؟!
سالم بعيون حائرة عكست تردده : نعم ..
ثم تقدم خطوتين نحو الداخل و قال : لنتحدث بالموضوع مع والدك اذن !!
أوقفته كاريمان بوضع كف يدها علي صدره و قالت : ليس الآن.. أنا كنت أسألك فقط لكن الوقت غير مناسب بالفعل!!
سالم : لا أفهم الآن ماذا تريدين حقاً ؟! هل تختبرينني؟!
كاريمان بألم : نعم .. وقد نجحت !!
تأوه سالم و قال : إذن .. ما هي خطتك ؟! كيف سنبدأ في جمع الأدلة ؟!
كاريمان : ليس الآن.. أنا متعبة و احتاج للراحة
سالم: كما تريدين .. هل آتي صباحاً ؟!
كاريمان : بأي وقت تريد ..
سالم : ما تلك الورقة التي بيدك؟!
كاريمان : انها ورقة وصفة طبية لمعالجة الصداع فأنا متعبة كما قلت لك، عقلي يصيح من الداخل !!
سالم : سلامتك يا أميرة .. ألف لا بأس عليكِ
ابتسمت كاريمان بأسي لسماع كلمة أميرة التي تحبها من فمه و قالت : شكرا لك .. سأدخل لأستريح
سالم : ليعطك الله راحة لعقلك و هدوء ببالك .. أراكِ غداً
كاريمان : إن شاء الله ..
غادرت كاريمان بحزن فبرغم محاولاته لاثبات أنه كما هو لم يتغير لكن عينيه و لغة جسده قالوا العكس !! لم تصَّدقه بل تأكدت انه مازال في تشوش و ارتباك و لذا ستكمل طريقها بمفردها و بدونه !!
__________بقلم elham abdoo
فوجئت حفيظة من ظهور بسمة أمامها و الغضب يملأ عينيها فقالت مستنكرة : ماذا تريدين ؟!
بسمة بانفعال : بل أنا التي جئت لأسألك هذا السؤال ؟! ماذا تريدين من إيفان؟! ألم يكفي ما فعلته به منذ البداية، وضعته ف عقلك و آذيته بالرغم من أنه لم يفعل لكِ أي سوء !!
ردت حفيظة في تعالي بينما كانت تضع الطعام في فمها : لا أفهم!! هل جئتِ لمحاسبتي !!
بسمة : ألا يحق لي ؟!
حفيظة : بالضبط !! اعرفي من انتِ و ما هو حجمك و من ثم تحدثي ؟!
بسمة : لو يقاس حجم المرء بأعماله الجيدة لبحثوا عمن هم مثلك بملقط !!
وقفت حفيظة لتصفعها لكنها أمسكت بيدها و قالت بانفعال : هل غضبتِ من الحقيقة ؟! أفعالك السيئة كثيرة كحبات الرمل !! و فوق سوءك أري غبائك و ظلمك !!
حفيظة و قد استشاطت غضباً : أنتِ تخطيتِ حدودك كثيراً !! ستدفعين ثمن سوء أدبك و لسانك الطويل هذا !!
بسمة : هل ستعدين لي فخاً كما فعلتِ بهما ؟! لا أخاف منكِ و لكن دعيني أثبت لكِ غباءك .. هل تعرفين من الذي خطف ابنة اختك العزيزة؟! ليس إيفان أو كاريمان !! إن ذهبتِ لكوخِ صغير علي أطراف القرية ستجدين الفاعل و معه الرجل المصاب الذي وشي بإيفان كي يلصق به قضية الخطف تلك !!
حفيظة : بماذا تهذين ؟! هل تظنين أنكِ عندما تفعلين ذلك سيتغير شئ مما حدث ؟! لا .. اريحي عقلك التافه هذا و اذهبي من أمامي الان !!
بسمة: لأوضح لكِ : عزيز خطيب فاتن السابق هو الذي كان مقصوداً بخطف فاتن و عندما علم بإختطافها أخفي الأمر كي يتم التخلص منها !! ثم علم بنبشك وراء الامر فاستأجر رجلاً كي يلقي بالأمر علي إيفان ليتخلص منه .. هل تعي الآن مقدار الجرم الذي ارتكبته بحقهما ؟!
حفيظة باستفهام : هل هناك دليل ع صحة كلامك هذا ؟!
بسمة : للأسف تم خداعي منه مثل الجميع!! أتي و استعطفني لمعالجة رجله المأجور ذاك و لم أكن علي دراية بأي شئ، اختلق لي رواية كبيرة كاذبة كي اقدم له الاسعافات و انقذه و المضحك المبكي أنه جعلني أفعل ذلك مرتين!!
حللت حفيظة هانم كلماتها التي توافقت مع كلام ايلاريون عندما تحدث عن اصابة ذلك الرجل في هروبه منه مرتين متتاليتين بمساعدة شخص أخفي وجهه، ها قد انكشف الشخص المجهول، إنه الماكر عزيز !!
حفيظة : و إن كان كلامك صحيحاً فقد سبق السيف العزل و انتهي الأمر بالنسبة لهما و لتدفع الأميرة ثمن أنها كانت تحوم حول ذلك البيت اي أنها كانت علي علم بما يحدث !!
و انتِ .. لماذا جئتِ لهنا حتي تشي به ؟!
بسمة : كي تطاله سهامك المسمومة لانه استغلني و جعلني أبدو غبية أمام نفسي !! هل ستتركينه بعد كل ما فعل؟!
حفيظة : قبل كل شئ، أين هو ذلك الكوخ الذي يختبئان به ؟!
بسمة : لا أعرف أن اصفه و لكن يمكنني الذهاب اليه بالحنطور
حفيظة : لنذهب اذن ..
___________بقلم elham abdoo
بدأ سلامة والد فاتن في تفقد الحقول و المرور بين العمال و بمرافقة سعدون الذي قال للجميع: هذا هو السيد سلامة والد فاتن هانم .. سيمر و يراقب سير العمل من اليوم ..
أما سلامة فكان يمشي متبختراً و كأن الأرض ملكاً له !! رغم معرفته الضئيلة بالزراعة لأنه كان يعمل كاتبا بأحد دواوين الحكومة قبل بلوغه سن المعاش وضعته فاتن كمشرف علي عمال عديدون يعملون بأفدنة كثيرة لحفيظة هانم !!
بدأ يتشاكس مع البشمهندس كرم من الساعة الأولي، رآه ينظم عملية الري مع أحد العمال و يتحدث عن رش الكيماوي فدخل في الحوار دون إذن و قال : كمية الكيماوي هذه كثيرة علي الأرض .. هذا تبذير و تسيب !!
نظر له كرم باستخفاف و قال : هل تعلم يا سيد سلامة كم تحتاج ارض بتلك المساحة من الكيماوي؟! هل تعلم كم مساحة تلك الأرض أساساً ؟!
تلعثم سلامة و شعر بأنه موقفه حرج أمام العمال الواقفين و سعدون فقال له : لا تختبرني أو تراجعني فكلامي نهائي
ثم غادر الحقل عائداً بالعربة التي يجرها زوج من الخيول لمنزل المزرعة ، اكمل كرم عمله دون تغيير بل و قال للعمال: هذا الرجل سيرحل بمجرد حضور حفيظة هانم أو ع الاقل لن ترونه يمر عليكم طويلا لذا لا تستمعوا لكلامه أو ما يقول .. هو يهذي فقط و لا يدرك اي شئ عن الفلاحة !!
سعدون: هل ستتمكن من اقصاؤه؟!
البشمهندس كرم : لست أنا من سيقصيه بل أفعاله هذه، حفيظة هانم لا تتفاهم مع من يضر بمصالحها و انت تعلم ذلك جيداً
سعدون : نعم .. مثلما تكافئ الناجح لا ترحم المخطئ !!
الباشمهندس كرم : أتركه هكذا حتي تأتي و تشاهده بنفسها !!
____________بقلم elham abdoo
وصل سلامة إلي منزل المزرعة و ذهب للداخل باتجاه زوجته التي جلست تحتسي شايها علي الطاولة بينما أحضرت سبع فتيات اختارتهم ليكونّْ فريق الطهي بالمطبخ، كل واحدة كانت تحضر شيئاً، يعملون كخلية نحل منظمة و سريعة و نشيطة !!
دخل إليها و سحبها جانبا و قال : أنا متضايق و مزاجي معكر !!
شفيقة : لمَ ؟ ماذا جري ؟!
سلامة : كرم هذا يضايقني و يشعرني كما لو أنني لا شئ و جاهل و هو متعلم و دارس !+.. جعلني أتلاشي أمام العمال و لهذا عدت !!
شفيقة : و لمَ لم ترد عليه ؟!
سلامة : هو يعمل بتلك الأرض من سنوات و يعرف كل شئ عنها و لذا لم أستطع مجاراته..
شفيقة : اذن صاحبه و تعامل معه بود و تعلًّم منه كل شئ حتي و إن كان بعمر ابنك فالخبرة تعد عمراً بحد ذاتها و هو ذو خبرة جيدة جداً في عمله ..
سلامة : كيف تقولين ذلك؟! هل أذل نفسي من اجل أن أتعلم ؟! لا يمكن، سأتعلم كل شئ دون مساعدته و سترين !!
شفيقة : كيف ؟!
سلامة : لا تتعجلي بل انظري و شاهدي
شفيقة : سأنظر !! تري ماذا ستفعل ؟!!
سلامة : كل الخير!!
___________بقلم elham abdoo
أخبرت كاريمان والدها و اختها عما جد من أخبار و عن ضرورة ذهابها خلف ايلاريون الذي يمكن أن يختبئ معه حل تلك القضية بأسرها فقال منصور بك : و هل تظنين أن مواجهتك له ستكون مجدية ؟!
كاريمان : لا أعرف لكنني سأنبش وراء كل ثغرة حتي أفك طلاسم ذلك المخطط و أُظهِر ما حدث أمام الجميع !!
ثريا : ربما تصرفك هكذا ينبهه هو و لا يفيدك أنتِ !!
منصور بك : بالضبط
كاريمان : لا .. سينكشف كل شئ واحداً تلو الاخر و ربما تزعزعه هو الذي سيجعله ينكشف !!
منصور بك : كيف ؟!
كاريمان : يقولون أنه إن أردت خروج الفئران من الجحور ف عليك بإحداث ضجة و أنا سأذهب لأحدثها و أري ماذا سينتج عنها!!
منصور بك : سنذهب معكِ أيضاً، لن نتركك وحدك في ذلك الظرف
كاريمان : و لكنني سأعود في وقت قريب لأن أساس الخطة كان هنا أما طرفها الذي انكشف ف هناك!!
منصور بك : ليكن ما يكون و لكننا سنأتي معكِ علي ايه حال
كاريمان : اذن لنذهب دون تأخير كي لا نضيع وقتاً ..
منصور بك : هيا بنا .. لن نحزم أمتعة لأننا عائدون مرة أخري خلال أيام ..
كاريمان : نعم .. لننطلق علي الفور .
منصور بك : و سالم ؟!
كاريمان : ما به؟!
منصور بك : أعلم كل شئ !! هو قال لي ما اتفقتما عليه أثناء مجيئنا لهنا من المنصورة
كاريمان : و انا أعلم أنك تعلم !! قال لي قبل قليل !! و لكن يا أبي ما حدث غيَّر كل شئ، سالم لم يعد كما هو، يقول لي هيا لنتزوج و أنا لم أتغير لكني أقرأ في عينيه تعبيرات مختلفة !!
منصور بك : هل أصبح هو الآن من يفكر و يقع في موضع احراج!! لم اجبه يوم تحدث معي بل قلت له أنني سأتناقش معكِ بالموضوع !!
كاريمان : لم يعد هناك حاجه لذلك.. كل ما يشغلني هو حل قضيتي و اظهار الفخ الذي نّصب لي !!
منصور بك : معكِ حق ..
كاريمان : هيا بنا …
التقط كل منهم معطفه و دخلوا للعربة و انطلقوا للطريق دون تأخير ..
__________________بقلم elham abdoo
عاد إيفان للمبرة و استخرج طلب نقل كي يعمل تلك الفترة بمبرة المنصورة و حال استخراج التصريح و إنهاء كل شئ عاد للمنزل فوجد سيمون منهمكة في جمع أغراضهم بشكل كبير فلعل فترة وجودهم في المنصورة تطول أما إيفان فذهب نحو المطبخ كي يري ماذا سيعد لطعام الغداء !!
كان يتعامل مع الحادثة كشئ سئ حدث و انتهي !! أحب بأسوان الهدوء و الراحة و النقاء و بسبب ما حدث اختفت تلك الأشياء من أمام عينيه، تأوه ثم بدأ بعجن الدقيق بالماء كي يصنع خبزه المفضل ثم يحشوه بدجاج وضعه ليسلق علي النار، أتت سيمون علي الرائحة الطيبة التي انبعثت و قالت له : أنت تطهو الطعام بهدوء و انسيابية و كأن الحادثة التي دوَّت في كل البلدة لا تخصك !!
إيفان: هل إن أقمت حداداً و جلست علي كرسي بكآبة سيتغير شئ مما حدث !!
سيمون : لا .. لن يتغير و لكنني لا اتفق معك بقرار الانسحاب و الهرب، أعرف جيداً أنك لا تحب النزاعات و التوترات و لكن هذا ما حتمته الظروف !!
إيفان: أنا متخذ لقراري، سأترك هنا و سأذهب للمنصورة و تصريح العمل هناك موضوعا في غرفتي !!
سيمون : هل سنرحل بشكل نهائي ؟!!
إيفان: لا .. ليس أكيد و لكن ذلك سيترتب عما سيحدث في تلك القضية فإن هدأت الاحوال سيعود كل شئ لطبيعته
سيمون : كاريمان لن تترك الأمر أبداً
إيفان: أعلم و لذا سأنتظر لأري ما ستحمله الايام المقبلة و لكنني افضل أن اراقب من بعيد !!
سيمون : كما تريد يا أخي
________بقلم elham abdoo
ركبت بسمة مع حفيظة الحنطور و عندما ابتعد عن البلدة نفسها بدأت في ارشاد السائق للطريق، بعد قليل وصلا إلي مكان الكوخ و أشارت بسمة من بعيد علي الشخص الجالس خارجه و قالت : هذا عزيز .. هل ترينه من هنا ؟!
حفيظة : نعم .. أراه، هل الرجل المصاب في الداخل ؟!
بسمة: نعم .. جلبني إلي هنا كي أغلق له جرحه الذي انفتح مجدداً، سيتطلب الأمر وقتاً كي يستطيع التحرك ..
حفيظة : جيد !! هيا بنا نعود !!
تعجبت بسمة و قالت : كيف ؟! لماذا جئنا إذن ؟!
حفيظة : إن وددتِ البقاء فابقي أما أنا فسأذهب !!
بسمة بضيق: لنذهب !!
__________بقلم elham abdoo
في المساء ظل سالم يفكر معتقداً أن المياة بينه و بين الأميرة ستعود للتدفق و الجريان تدريجياً عندما يبدآ البحث داخل تلك القضية، ستنتهي فورة الأحداث و سيعود الهدوء و الطمأنينة من جديد و حال حل القضية ستتبرأ أمام الجميع و بعدها يتم الزواج ..
أما كاريمان فكانت في العربة مع عائلتها تقطع الطريق لتصل للشمال و بداخلها يزداد شعور الخذلان لما اعطتها نظرات سالم من تعبيرات !!
نظر لها والدها بحنو و قال : أعرف صعوبة ما نمر به، الأحوال جميعها صعبة للغاية لكننا سنتخطي كل ذلك و سنعود أفضل مما كنا عليه إن شاء الله
ثريا بأسي : هل ستعود هدي إليَّ؟!!
كاريمان : هل سأتمكن من حل تلك القضية ؟!
منصور بك : كل شئ ممكن طالما الله معنا .. لا تقلقا
_____________________ بقلم elham abdoo
أما بسمة فعادت للمنزل الذي هيئه لها صدقي باشا، نظرت للأغراض الثمينة و للخادمتين اللتين وقفتا أمامها عندما وصلت لسؤالها هل تريد شيئا؟!
كل ذلك كان غريبا عليها فالبقاء في منزل كبير كهذا مع خدم و مال يخصها هي فقط يعد شئ مرفه جداً بالنسبة لها !!
طلبت كوباً من الشاي و عشاء خفيف و حين قُدم لها الطعام ابتسمت غير مصدقة و هنا أيقنت أنها كي تعتاد علي ذلك سيتطلب الأمر بعض الوقت !!
__________ بقلم elham abdoo
عندما كان عزيز جالساً بحزن أمام الكوخ، تلقي ضربة قوية جدا علي رأسه من الخلف فأغشي عليه في الحال، امسكه احد الرجلين و قيَّده ثم ذهب به لعربة مغلقة و أثناء ذلك ذهب الاخر للرجل المصاب في الداخل و هذا لم يقاومه كثيرا بل بعد عدة لكمات تم تقييده ايضاً ثم اقتياده لتلك العربة التي انطلقت بهما نحو مكان آخر في مكان بعيد ايضاً كي يتم فيه لقاء عصيب !!
_________بقلم elham abdoo
أُدخل الاثنين لبيت قديم علي أطراف البلدة و لكن من ناحية البر الغربي للنيل،بيت صغير ذو طابقين، الأول غرفة واحدة صغيرة بها مخزن لأغراض قديمة و في الدور الثاني ثلاث غرف، اصعدوهما للطابق الثاني معصوبي العينين و تم تقييدهما في كرسيين منفصلين، كل واحد منهما بغرفة ..
دخلت حفيظة هانم للرجل المصاب أولا و تم فك العصابة عنه، أقر بكل شئ و أنه مجرد أجير فعل ذلك دون أن يعرف شيئاً فقالت له حفيظة ببرودة : معك حق .. أنت مجرد أجير لذا ستأخذ واجبك ثم سأتركك ترحل
نظر بخوف و قال : واجبي !!
ردت حفيظة بابتسامة : نعم ..
ثم أشارت للرجلين و قالت : أعطوه واجبه كاملاً !!
خرجت من الغرفة و تركتهما يعطيان للرجل ” واجبه ” الذي جعله يطلق صرخات ألم عميقة و متتالية وصلت لسمع عزيز فتوتر منتظراً ما سيحدث له !!.
بعد سكوت الرجل الذي ظل يتأوه بصوت ضعيف و دمه يسيل من أكثر من جُرح، أشارت لهم بأخذه ثم إرساله للمنصورة في عربة ثم قالت له : سأطلقك الآن و لكن .. إن خرجت منك أي ضوضاء أو شوشرة، ستندم حقاً حينها .. هل سمعت ؟!
رد الرجل بصوت متقطع : نعم .. لن تسمعي اي صوت لي !!
حفيظة هانم : خذوه ..
ذهبت بعدها للغرفة التي بداخلها تم احتجاز عزيز، سمع صوت دق كعب حذائها علي الأرض فعرف من تقف أمامه قبل إزالة العصابة فقال و هو لم يرها بعد : حفيظة هانم .. أليس كذلك ؟!
ازالوا العصابة عن عينيه فقالت له : يعجبني ذكائك ايها الماكر لكنك برغم كل ذلك الذكاء .. وقعت في يدي !!
عزيز: ماذا تريدين ؟! ألم يكفي الاذي الذي ألحقته بأختي ؟!! هل مازال هناك انتقام تخططين له ؟!
حفيظة : أتعرف !! أنا رأيت خستك منذ اليوم الأول و لكن فاتن الساذجة هي من ادخلتنا في تلك المتاعب و المتاهات معك و مع اختك !!
أخفض عزيز رأسه لأسفل و حاول هز رأسه عدة مرات فسألته : ماذا بك أيها النذل ؟!
عزيز : رأسي يؤلمني و عيناي بهما زغللة و ظلام يذهب و يأتي !!
حفيظة : هذا عقاب جيد لم أخطط له فأنا لم اعاقبك بعد !!
عزيز : ماذا تريدين مني ؟!
حفيظة : في الحقيقة لم أفكر بعد لكننا سنسافر غدا نحو المنصورة كي أحضرك تحت أرجل فاتن و لتري هي لك عقابا مناسبا !! و إن لم تعرف كيف تعاقبك فأنا سأقوم بهذا الواجب علي أكمل وجه !!
نظر لها عزيز بعينين متألمتين و مشوشتين منعتاه من التركيز فلم يرد عليها
تركته و أغلقت الباب و ذهبت بينما بقي الرجل الاول علي باب غرفته و الاخر علي باب المنزل الخارجي !!
ظل عزيز طوال الليلة بين ألم رأسه و عينيه و ذلك التشويش الذي يشعر به في رؤيته بين الحين و الاخر و بين محاولاته لفك القيود من يديه حتي نجح بالنهاية و بعدها علي الفور فك وثق قدميه و بدأ بالتفكير في إمكانية الهروب، نظر من النافذة فوجد شجرة علي بُعد أقل من نصف متر و لكن النافذة نفسها ستحتاج جهداً كي يٌقتلع ذلك الاطار الخشبي الذي بداخله، لحسن الحظ أنه منزل قديم و كل ما به بالٍ و مهترئ و الا أصبحت المهمة مستحيلة !!
سمع حفيظة عندما أبقت أحدهما خارج الغرفة و الاخر خارج المنزل فعمل علي خلع ذلك الإطار بهدوء شديد كي لا يلفت انتباه الذي يقف علي الباب !!
مع الفجر و مع تحرك إيفان و اخته للطريق و تحرك عربة حفيظة من أمام الفندق حتي وصلت لذلك المنزل المهجور كان عزيز قد أنهي مهمة النافذة و قفز علي الشجرة المجاورة و تسلقها لأسفل ..
كانت النافذة مطلة ع جانب المنزل الخلفي فلم ينتبه الحارس الذي ف الامام في البداية و لكن عندما أتت حفيظة و طلبت احضاره دخل الرجلين ليحضراه فاكتشفا هروبه، تضايقت حفيظة و امرتهما بالبحث عنه في اتجاه الهروب و اعادته بأي ثمن، بعد جري و جهد وجداه فعاجله أحدهما بضربة ثانية قوية علي رأسه من الخلف فوقع مغشياً عليه مرة أخري و في تلك المرة سالت الدماء من رأسه ف الخلف فحملاه و وضعاه عند قدمي حفيظة !!
بعد محاولات لافاقته فتح عينيه و لكنهم جميعاً فوجئوا به يقول : ما هذا الظلام !! لا أري شيئاً !!
فغر الرجلين فاههما بينما صُدمت حفيظة التي نظرت الي فوق حيث الشمس تنشر نورها في كبد السماء !! و قالت : أي ظلام ؟!! الشمس سمعت و النور منتشر في كل مكان!!
صدم عزيز بشكل لا يصدق و قال : هل فقدت بصري؟!
لم يكن عزيز يعلم أنه كان يحاول الهرب ليجد تلك النهاية المؤلمة في انتظاره، لم يكن يعلم أن الليلة الماضية كانت ليلة النور الأخيرة بالنسبة له !!..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)