روايات

رواية الصندوق الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الجزء السابع والثلاثون

رواية الصندوق البارت السابع والثلاثون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة السابعة والثلاثون

#جئت_لأدعوكَ
ذهب عزيز مساءا للمشفي لأن فضوله ليري بسمة بعد ما قالته فاتن عنها كان كبيراً، سأل العاملين عنها فقالوا أنها في وقت الراحة في المبني الملحق فذهب الي هناك، قابلته مديرة المكان الباش تمرجية /خيرية و سألته بالطبع عما يريد فطلب مقابلة التمرجية الجديدة / بسمة ..
عندما علمت بسمة من بانتظارها في الأسفل صُدمت فعزيز لم يكن يتعامل مع الخدم ابداً و لا يحتك بهم مطلقاً عندما كانت تعمل بصرهم و حتي بعد ارتباطها بالسيد سالم كانت تري في عينيه شعور الاستخفاف و التعجب لكنه ظل بعيداً و متعالياً
وقفت أمامه بثبات يخفي وراءه حيرة و خوف بالطبع لانه عزيز مثير المشكلات!!
نظر لها بابتسامة و قال : ما هذا الذي أراه يا بسمة ؟! عجباً ثم عجباً .. لم أصدق عندما قالوا لي !!
بسمة : سيد عزيز .. ماذا تقصد ؟! هل مهنتي الجديدة هي ما يثير تعجبك؟!
عزيز: نعم … ألم تعد تناسبك مهنة الوصيفة؟!! أم أن سالم غيَّر نظرتك للأشياء!!
بسمة بضيق مكتوم : سيد عزيز .. اذا سمحت قل لي ماذا جاء بك إلي هنا و لمَ طلبتني ؟!!
عزيز بسخرية : بصراحة هناك سببين، الأول هو الفضول!! أردت أن أري كيف أصبحت وصيفتنا السابقة عندما ارتدت زي التمريض!!
بسمة : و ها قد رأيت !!
عزيز : و الثاني هو فكرة خطرت ببالي و أردت عرضها عليكِ ربما تقتنعين بها و تفيدك
بسمة : ما هي ؟!
عزيز : هل تودين أن تثأرين من سالم لما فعله بكِ .. هو من البداية لم يحبك، كنت عنده كطبق المقبلات السابق للوجبة الأساسية!!
بسمة : من فضلك !! لا داعِ لهذا الكلام .. سأغادر!!
قالت هذا و همت بالانصراف فأمسك بذراعها و اوقفها قائلاً: انتظري .. لم أنهِ كلامي بعد !! هل نسيتي آداب الاستماع التي تعلمتها بقصرنا أم ماذا ؟!
بسمة بانفعال : ماذا تريد بالضبط ؟! قل سريعاً لانه ليس لدي وقت !!
عزيز بتهكم : نعم .. لديكِ حق فأنا سمعت أيضاً انكِ تمرضين الطبيب الذي أيضاً يحب اختي !! ياللمفارقة العجيبة !!
بسمة: هذا عملي !!
عزيز : لنختصر لأنني أيضا لدي اشغالي .. هناك اقتراح جاء ببالي أري أنه يناسبك !! وسيوفر عليكِ استعراض العمل و الاجتهاد هذا !!
بسمة : لست بحاجه لمقترحات .. دعوني و شأني !!
عزيز : أنتِ حقاَ جاهلة !! لا تدركين كيف تحرزين أهدافاً .. اسمعي، كي تجعلين سالم يندم عليك باللعب في منطقة الكبرياء و ليس محاولة لعب دور الممرضة الماهرة !!
بسمة : أنا لا ألعب أدواراً بل أؤدي عملي كما يجب .. كما أنني لا أود جعل السيد سالم يندم أو ما شابه
عزيز : أحقاً .. لمَ عدت ِ اذن إلي هنا .. أليس هناك ممرضة سواكِ في المحروسة بأكملها كي تُمرِض الطبيب !!
لا تحاولي أن تكوني ماكرة فالمكر يتطلب الذكاء و هو متوفر عندك بقدرِ قليل !!
بسمة بغضب : كفي .. ليس إلي هذا الحد !!
عزيز : عجباً .. تغضبين من قول الحقائق !! عموماً سأقول المقترح و أغادر لأنني بالفعل تأخرت .. ما رأيك بإدريس سائس خيول السيد سالم !!
قالوا لي أنه كان يريدك منذ زمن و قد رفضته .. لماذا؟! أري أنكما مناسبين لبعضكما ؟!
انظري .. إن وافقتِ سأقيم لكما زفافاً علي نفقتي الخاصة و سأجد عملا لادريس بعد أن يطرده سالم !!
ستجدين معه الراحة لأنكم تشبهان بعضكما البعض و ستنتقمين من سالم لانه أذلكِ و ستعيشين كزوجة و تنجبين الاطفال .. ما رأيك ؟! حل مثالي .. أليس كذلك ؟!
ردت بسمة في محاولة للفهم : و ماذا ستكسب أنت يا سيد عزيز ؟! هذا ما تبقي و لم تقله !!
عزيز : سؤال ذكي و غير متوقع منكِ !! إن سالم يفشل مخططاتي و يتدخل في ما يعنيني و لا يعنيه و هذا غير مستحب عندي !! أريد أن ألقنه درساً صغيراً ..بمعني أن زواجك سيضرب عصفورين بحجر .. انتقامي و انتقامك دفعةً واحدةً
بسمة بتعجب : و لكنك نسيت شيئاً هاماً !!
عزيز : ما هو ؟!
بسمة: أنا لست بتلك الخسة.. لا اريد الانتقام و لن أتزوج شخصاً يحبني لأستغله بتلك الطريقة المهينة!! هذه البشاعات يرتكبها الأنانيون و الفاسدون و انا لست منهم !! سأذهب لعملي الآن و أتمني ألا تخطو قدميك إلي هنا مرة أخري بحثاً عني يا سيد .. عزيز !!
تركته بسمة و مضت و هو ينظر من خلفها بتهكم و سخرية !!
________بقلم elham abdoo
ركب سالم و رياض العربة التي تجرها الخيول في طريق سفرهما للقاهرة حيث صديق رياض الذي سيضمهما لأحد تنظيمات المقاومة المدربة
سالم : إلي من سنذهب في القاهرة ؟!
رياض : إلي صديقي صلاح عبد المنعم
سالم : ماذا يعمل ؟!
رياض : يعمل مهندس ميكانيكي في دار صناعة الكتب المصرية ” الكتب خانة ”
سالم : و كيف اصبحتما صديقين ؟!
رياض : كنت معه في المدارس الأميرية بالقاهرة و تعلم هو في مدرسة الهندسة خانة بينما انا اخترت مدرسة الزراعة ثم سافر هو في بعثة لفرنسا ليكمل تعليمه هناك، قل تقابلنا بسبب اختلاف الاتجاهات و مجالات العمل حيث أخذتني الزراعة للتواجد في الدلتا بينما بقي هو في القاهرة و لكن لم ينقطع الود بيننا أبداً
سالم : و كيف انضم إلي المقاومة ؟!
ابتسم رياض و قال : بل هو مؤسس للحركة !! قائد إن صح القول !!
تعجب سالم و قال : لا أعرف كيف قامت كل تلك الحركات لمواجهة الاحتلال في هذه المدة الزمنية الصغيرة!!
رياض : أينما وجدت النفوس الحرة الأبية الوطنية وُجِدت المقاومة و الحركات المنفذة لها !!
سالم بفخر : هؤلاء الرجال لطالما أردت الاقتراب منهم و التمثل بهم
رياض : و ها قد جاءت الفرصة .. أتعرف .. عرض صلاح عليَّ الانضمام أكثر من مرة و لكنني كنت أؤجل الموضوع بسبب الأعمال و الاشغال و ها قد أدخلتني الأعمال لمكان أردت ارتياده كثيراً ..
سالم : إذن .. نحن علي موعد مع رجل عظيم
رياض بابتسامة هادئة : نعم .. رجل متقن لعمله سواء في الهندسة او في سلاح الفدائيين .. العمليات التي جرت مؤخراً بمعسكرات الانجليز خطط هو بعضاً منها و نجح مما جعلهم يفقدون صوابهم!!
سالم : حديثك عنه جعلني مشتاقاً لرؤيته كثيراً ..
رياض : ستراه و ستصبح صديقين
_________بقلم elham abdoo
بدأ ايلاريون في جمع المعلومات عن حادثة الاختطاف، ذهب لمكان النزهة و سأل جميع من يعمل هناك، دوَّن أوصاف الرجل الذي رآه أحد الأطفال يسحب فاتن، أرسل لفاتن مكتوباً ليلتقيها من أجل أن تعطيه تفاصيل المكان الذي احتجزت به و أوصاف الرجال الذين رأتهم، ذهب عزيز ليلتقيها فلم يجدها فطلب قهوة من إحدي الخادمات و ظل ينتظر حتي جاءت بعد مرور نصف ساعة، سألها باهتمام
عزيز : أين كنتِ؟
ردت فاتن بتوتر : خرجت للتنزه قليلاً
عزيز: بمفردك !! عجيبة
فاتن : لم أشأ ازعاجك فربما طرأ لك عملاً .. ثم أننا سنتنزه معاً بالتأكيد
نظر عزيز لعينيها الزائغتين و قال: لست معتاداً منكِ علي ذلك ..لماذا أشعر أنك تخفين شيئا عني !!!
زاد توتر فاتن فقالت : شئ … ماذا تقصد ؟!!
عزيز : هل تخفين عني أمراً ما ؟!! جاوبيني بصراحة فنحن سنصبح زوجين و اتفقنا علي التقارب و ليس التباعد
فاتن: نعم …
عزيز : ما هو اذن الذي تخفيه يا زوجتي المستقبلية !!
فاتن : هو شئ خاص بي و بخالتي لكنه لا يخص علاقتنا .. اطمئن
عزيز : كل ما يخصك يخصني .. مثلما أقول لكِ كل شئ عامليني أنتِ بالمثل!!
فاتن : لم أرغب في إخفاء أي شئ عنك لكن خالتي هي من طلبت مني عدم إشاعة الأمر!!
عزيز : هل ستعاملينني كغريب؟!!
فاتن : لا .. مطلقاً
هم عزيز بالوقوف ليغادر ثم قال : معاملتك تعني هذا !!! لن أفرض نفسي عليكِ أكثر من ذلك و لا أود معرفة أي شئ
فاتن : انتظر .. عينت خالتي محققاً ليبحث في حادث اختطافي و أرادت أن يبقي الأمر سرياً
قلق عزيز و جالت في عقله الأفكار و الاحتمالات و لكنه حاول أن يخفي ما يشعر به فضحك و قال : و هل تظن خالتك أن محقق يمشي بين الناس و يسأل و يدقق و لن يشعر به أحد!! كيف ؟!! عاجلا ام آجلا كان سينكشف !!
فاتن : أردت إطاعتها فلم أتناقش معها بالأمر
عزيز : و ما سبب نبشها في الماضي هكذا ؟؟ الحادث انتهي فلماذا تعين محققاً و ما شابه ؟!!
فاتن : أنت لا تعرف خالتي جيداً .. هي لا تترك أمراً يخصنا يمر هكذا مرور الكرام !! و انا ايضاً أو معرفة من هؤلاء و ما السبب وراء فعلتها فربما كرر القاصد فعلته مجدداً .. نوت خالتي علي ايجادهم ثم سحقهم كحشرات تحت قدميها .. و أنت الا تريد معرفة من فعل ذلك بي !!
عزيز بقلق بالغ حاول اخفاءه جاهداً : بالطبع لكنني لا أثق بالمحققين فهل هو شخص موثوق و متقن لعمله
فاتن : بالطبع !!
عزيز بدهاء : اذن .. ليوفقه الله ليجد ما جاء للبضحث عنه قريباً
________بقلم elham abdoo
أما كاريمان فحاولت شغل نفسها في أمور المشفي الجديد حيث اقترب موعد افتتاحه، جلست مع سيمون لتحضرا قائمة بالمدعوين المحتملين لحفل الافتتاح و قائمة أخري بأسماء الفريق الطبي الذي سينضم للعمل بالمشفى جنباً إلي جنب مع فريق المبرة القديمة .. بحثت كاريمان عن مديراً للحسابات للعمل بالمشفى فقالت سيمون : لمَ لا تعرضين الأمر علي السيد عزيز ؟!
ارتفع حاجبي كاريمان بشكل لا إرادي و قالت : عزيز !! بالطبع لا !!
فوجئت سيمون من ردة فعلها و قالت : لمَ؟!
حاولت كاريمان معالجة ردة فعلها التي ظهرت فجأة و قالت : عزيز لا يحب الحسابات فهو لا يحب التعامل مع الأموال!!
سيمون : أحقاً ؟!!
كاريمان: نعم .. سأرسل لأبي كي يرشح لي شخصاً موثوقاً ممن يعملون معنا ..
سيمون : و هو كذلك
_________بقلم elham abdoo
وصل سالم و رياض للقاهرة و ذهبا علي الفور لمقابلة صلاح صديق رياض، كان الوقت بعد الظهيرة و صلاح في استراحة الغداء بالمصنع الخاص بالدار، جلس مع زملائه المهندسين علي أحد الطاولات وسط العاملين يتناولون غدائهم فجاءه أحد الحراس ليبلغه بشخصين ينتظرانه بينهما رياض صديقه ..
قام صلاح في الحال و استقبلهما استقبالا حاراً لانه يحب رياض صديق طفولته و صباه، صافح سالم بشكل لائق ثم أدخلهما للقاعة نفسها لكنه جلس معهما علي طاولة منفصلة
صلاح : أهلا و سهلا بكما .. كم سعدت لهذه الزيارة .. ليتك فعلتها منذ زمن .. اشتقت كثيراً يا صديقي
رياض: و انا اشتقت لك بالأكثر .. في البداية اعرفك علي سالم صديقي، رجل من أكبر التجار في اسوان
صلاح : أهلا و مرحبا بالتاجر الجنوبي الأصيل
سالم : أهلا بك . شرفت بمعرفتك
رياض : احمل لك أخباراً مدهشة و لكننا نحتاج مكاناً نتحدث فيه بحرية ..
وقف صلاح و قال : لهجتك مشوقة جداً .. انتظراني سآخذ اذناً و بعدها نذهب لمنزلي و هناك نجلس براحة و نتحدث كما يحلو لنا
رياض: في انتظارك
_________بقلم elham abdoo
جلس عزيز في منزل كاريمان يعيد حساباته وفقاً لما عرفه من تطورات، ماذا سيفعل إذا عرف المحقق من هم الخاطفون و لمَ اختطفوا فاتن ؟! إن علمت حفيظة بالحقائق فقد انتهي أمره، يجب أن يتصرف بشكل ذكي و دقيق و أيضاً سريع و لكن ماذا يفعل ..
ظل يفكر و يبعثر عناصر الموضوع هنا و هناك في عقله ثم يحاول جمعهم من جديد عساه يجد مخرج، ابتسم عندما وجد مخرجاً مذهلاً خطر علي باله فقال بصوتٍ مسموع : ستكون كبش فداء رائع !! حفيظة ستقطعه قطعاً صغيرة ثم تطعمه للقطط في الأزقة و الطرقات !! لكنه يستحق ذلك المصير و بجدارة
فكر بصمت مرة أخري ثم عاد ليخاطب نفسه بصوت مسموع ليقول : لكننا نحتاج إلي كثير من أكياس العملات و لذا سنحتاج بالطبع لمساعدة الحمقاء فاتن، نحتاج أيضاً تدبيراً مرتباً بدون خطأ واحد !! لا بأس ف عزيز ليس لقمة سهلة لمحقق أو لحفيظة أو لأي أحد !!
ارتاح باله بعدما وضع خطته فطلب كوب من القهوة المخلوطة بحبات الهيل دون سكر ليستمتع بطعم بذور القهوة، جلس ينتظر القهوة بابتسامة سبقها قلق كثير !!
_____________بقلم elham abdo
في الطريق لمنزل صلاح الكائن بأحد أحياء مصر العتيقة بحي الدرب الأحمر الذي لم يكن يبعد كثيراً عن ” الكتب خانة ” ، أثناء سيرهما معه في طرقات الحي شاهدا تاريخاً عريقاً رسمته المساجد و الأبواب و معالم القاهرة الفاطمية، مشاهد تشعرك بعبق التاريخ برائحة طيبة يبعثها كل ما هو قديم !!
قال سالم و هو ينظر لمسجد جانم البهلوان : مسجد عريق و يظهر من منظره الأصالة و التاريخ
صلاح : نعم .. هل تعرف قصته ؟!
سالم : في الحقيقة لا .. أراه للمرة الاولي و قد أخذني منظر قبته و طرازه القديم الرائع
صلاح : المسجد أنشأ في القرن الخامس عشر و سمي نسبة للأمير الشركسي جانم البهلوان .. كان في البداية مدرسة ثم تحول لمسجد فيما بعد ..
رياض: واضح ان ذلك الرجل كان مرموقاً
صلاح : هو ابن خالة يشبك الدوادار أحد رجال السلطان قايتباي القريبين و انتم تعلمون بالطبع ما هي النهاية المتوقعة لرجال السلاطين!!
سالم: هل قُتل !!
صلاح : نعم و اي قتل .. قطعوا رأسه و حشوها بالقطن و بعثوها لأعداءه كهدية !!
سالم بأسي : يا لها من نهاية حزينة !!
رياض: موضوعنا أيضاً له علاقة بالقطن .. تخيل !!
صلاح : مصادفة غريبة !!
ضحك رياض و قال : ربما سنحشو بالقطن رؤؤس الأعداء!!
سالم : حتماً ..
صلاح : اقتربنا من المنزل كثيراً، ها هو علي مرمي البصر
دخلا إلي المنزل و طرق صلاح الباب لينبه أهل البيت ثم فتح الباب و أدخل ضيوفه بقاعة الجلوس، بيته كان متواضعاً و عرف سالم من رياض انه متزوج و لديه طفلة و طفل، أقبل بعد قليل و بين يديه طاولة شاي صغيرة، ارتشف ثلاثتهم الشاي ثم قال صلاح: ما هو الموضوع الهام الذي أتي بكما إليَّ و ما تفسير الالغاز التي تكلمتما بها في الشارع منذ قليل ؟! ما الخطب ؟!
رياض : ألم تعرض عليّ عدة مرات أن أنضم للمقاومة ؟! ها قد جاء الوقت و أيضا سالم سيكون معي !!
تعجب صلاح و قال : حقاً .. و ما السبب في ذلك التغيير؟!
رياض : سأشرح لك الموضوع بالتفصيل
________بقلم elham abdoo
ذهب عزيز لفاتن في المساء و قد دعتهما السيدة بثينة علي طعام العشاء، بعدها ذهبا للجلوس في الحديقة و التمشي بين الأشجار و الخضرة و هنا قال عزيز : عزيزتي ..
فاتن : نعم !!
ابتسم عزيز و قال : هل لي أن أطلعك علي سر ؟!!
نظرت له فاتن باهتمام : بالطبع.. سر ماذا ؟!
عزيز : لكن عديني أولا ألا تخبري أحداً قط
فاتن : بالطبع .. قل و لا تجعلني أقلق !!
عزيز : هل تتذكرين المال الذي أخذته منكِ قبل الخطبة ؟!
فاتن : نعم.. اتذكره
عزيز : خسرته للأسف !!
دُهشت فاتن و قالت : كله .. حتي مالي الذي أودعته لديك !!
عزيز : مع الأسف!! أحد الرجال وعدني بالدخول في تجارة كبيرة معه ثم أنكر أنني أعطيته المال و بعدها اختفي !!
فاتن : يا للهول .. أخذ كل المال !!
وضع عزيز يده علي فكه و قال : نعم .. أنا محبط جدا يا فاتن !!
فاتن : لا عليك .. ما ذهب قد ذهب و انتهي .. ليس بوسعنا فعل شئ
عزيز : و لكنني كنت سأبدأ بهم مشروعاً أبني نفسي من خلاله و الآن ضاع أملي و علي الآن إعادتهم لكِ بأي طريقة !!
فاتن : لا تقل مثل هذا الكلام فنحن سنصبح واحد .. لا أريد شيئاً .. انس الأمر
عزيز : و كيف سنتزوج اذن.. كنت أبحث عن بداية أستقل بها عن عائلتي
فاتن : لم لا تبدأ مع سالم أو كاريمان ؟! الاثنان يمكنهما مساعدتك
عزيز : لا .. سالم مشغول الان بمشروعه الجديد مع صديقه رياض و كاريمان لن تود أن أشارك معها في اي شئ بسبب ما حدث بيننا سابقاً
فاتن : اذن ما العمل ؟! هل أقول لخالتي لتجعلك تعمل في احد أعمالها سواء في التجارة او الزراعة ؟؟
عزيز بخبث : لا .. أفكر في أن أنشأ مصنعاً لتصنيع و تعليب صلصة الطماطم فقد رأيته في أحد زياراتي لفرنسا .. فكرة جديدة ستجلب مكاسب خيالية .. لكنه يحتاج إلي مال كثير
فاتن بحماسة : فكرة جيدة جدا و لكن من أين سنجلب كل ذلك المال ؟!!!
نظر لها عزيز بنظرة ذات مغزي : أتسألين من أين ؟!!!! لابد و انكِ تعرفين
فاتن بصدمة : لا تقل أنني سأدبر المبلغ كما في المرة السابقة
عزيز : و لمَ لا ؟! أين ستذهب أموال خالتك تلك كلها بعد عمر طويل !!
ألن تؤول كلها لكِ .. و أيضاً سنعيدهم جميعا لها بعد أن نؤسس المصنع و نحقق الأرباح المنتظرة و سيكون باسمي و اسمك معاً
لمعت الفكرة في عقل فاتن فقالت : كلامك يريحني و لكن .. كيف سأفعل هذا و ماذا سأقول لخالتي ؟!!
عزيز : و هل شرط وصولك للمال هو معرفة خالتك ؟!
فاتن : ماذا تقصد ؟!
عزيز : أقصد أننا سنعمل في سرية تامة حتي نحقق ما نريد بعدها نعيد لكل ذي حقٍ حقه ..
فاتن : اذن.. هل سنسافر إلي المنصورة ؟!
عزيز : لا .. ستسافرين بمفردك لأن لدي أعمال مهمة أنهيها هنا
فاتن بتعجب : هل ستتركني أسافر بمفردي ؟! سأشعر بالوحدة بدونك ؟!
عزيز : و انا سأفتقدك كثيراً يا عزيزتي و لكن لنتحمل لبناء حياتنا معاً .. ألم يكن ذلك حلمكِ
فاتن : نعم و لكن سأحضر المبلغ و أعود سريعا لك ..
عزيز : و انا سأكون بانتظارك
________ بقلم elham abdoo
سمع المهندس صلاح القصة بتفاصيلها من رياض و سالم و غلي الدم بعروقه عندما علم بما فعله السير آرثر و رؤساءه من تقويض و قتل لمشروعهما ثم قال : أنا معكما في وجوب الانتقام و لكن … هل أنتما مدربان علي الدخول في مثل تلك العمليات ؟! هل لديكما مخطط للمعسكرات هناك و تعرفون تفاصيلها ؟! هناك تفاصيل دقيقة يجب أن نعرفها و تجهيزات و تدريبات ستأخذ وقتاً و مجهوداً فهل أنتما علي استعداد ؟!
سالم : نعم و سنمول العمليات بالمال و الأسلحة اما بالنسبة لجاهزيتنا فأنا أتقن استخدام البنادق و المسدسات بحكم عملي في الصحراء و وجوب حماية قوافلي من اللصوص
صلاح : هذا جيد و لكنه لا يكفي .. يجب أن تتدرب بدنياً و تتعلم كيف تستخدم القنابل اليدوية و غيرها
رياض : أنا أتقن كل ذلك من انضمامي للجيش في فترة سابقة
صلاح : نعم أعلم.. سيلزمكم بعض التدريبات و أهم خطوة هي التعرف علي أفراد التنظيم و أن يثقوا بكما و بعدها نطلعهم علي ما نخطط له
سالم : هذا جيد …
رياض : و ماذا سنفعل بمحصول القطن حتي يحدث كل ذلك ؟!
سالم: لنعطيه لهم حتي يطمئنون و يتركوننا نتحرك بحرية، يقال أنه لكي تضرب الدب الكبير يجب أن تجعله ينام أولا
صلاح : أصبت .. تلك خطوة علي الطريق الصحيح
سالم : و متي سنتعرف علي الفريق ؟!
صلاح : غداً سآخذكما لهم بعد الظهر .. أين تقطنان هنا ؟!
رياض : سننزل في فندق قريب
صلاح : لا يمكن .. شقة والدي بالدور الأول فارغة سأرسل من ينظفها و ستقطنون بها حتي ننهي مهمتنا علي أكمل وجه بإذن الله
رياض : سنذهب الآن و نعود بعد جولة في المنطقة العريقة هذه
صلاح : لا .. غير مسموح الآن فقد أعددت زوجتي الغداء و سأدخل لأجلبه الآن و بعد الطعام سنتجول معاً حتي تتعب اقدامنا ..
رياض : اخجلني كرمك يا صديقي
صلاح : هذا قدر قليل من الإكرام الذي تستحقانه
_________بقلم elham abdoo
ظلت بسمة طوال اليوم معكرة المزاج، متجهمة و ساكنة، لاحظ إيفان اختفاء ابتسامتها اللطيفة و روحها الخفيفة المرحة فقال لها ليمازحها : هل غضبتِ علينا اليوم لتستبدلين وجهكِ الباسم بذلك الوجه المتجهم!!
ابتسمت بسمة بصعوبة و قالت : سئمت مما يحدث و من كم الإهانات و التلاعب!! ألا يوجد أحد يتسلون باللعب معه سواي !!
إيفان: من الذي اغضبك لتلك الدرجة فعلي حد علمي سافرت حفيظة و عادت لديارها ..
بسمة : سافرت رأس الحية لكنها تركت ذيلها !!
ايفان : من ؟! أفاتن ؟!
بسمة : لا .. بل عزيز … جاء صباحا و اسمعني كلاماً سيئاً و عكر يومي ووجهي و جعله صباحاً مغيماً
إيفان بتعجب و استهجان: و ماذا يريد ذلك الحقير!!
تعجبت فاتن من نبرته الانفعالية في الحديث عنه و قالت : ظل يتهكم عليَّ و يذكرني بأنني كنت خادمة عندهم ثم ازاد العيار فإقترح أن أتزوج ادريس سائس الخيول لدي سالم لأنتقم منه علي حد قوله !!
إيفان بغضب : و ما شأنه بكِ ليقترح شيئاً مثل هذا؟!
بسمة : قال إننا مناسبان لبعضنا و ألمح لأنني كنت مع سالم الذي أحب سيدتي و الآن أمرِض إيفان الذي أيضا أحب سيدتي !! عذراً منك
إيفان: ما هذا التبجح .. ألم توقفيه عند حده ؟!
بسمة : أجبته بشئ من الحدة و رفضت مقترحه ثم تركته و ذهبت
إيفان: لا يكفي .. فقد تخطي حدوده كثيراً معكِ و مع الجميع .. كلما مررنا له كارثة فعل أسوأ منها !!
بسمة بغرابة : ماذا تقصد ؟!
إيفان: لا عليكِ .. عندما أستطيع الخروج سأوجه له تحذيراً من أجل ألا يحتك بكِ
بسمة بخوف : لا داع لتلك المصادمات فأنا سأنهي مهمتي هنا و أعود للمنصورة .. لا حاجه لي للبقاء هنا
دخلت سيمون المنزل و اقتربت من غرفة أخيها لتسمعه يرد قائلاً : لا يا بسمة .. لا تهربي مجدداً بل ابقي فأنا أحتاجك في فريق المشفي الجديد و سأحميكِ من براثن ذلك الثعلب الماكر.. اطمئني
بسمة : لا أعرف و لكنني أرهِقت مما فعلوه لي مؤخراً
إيفان: ستجدينني بجوارك كلما احتجتني
لم يرق لسيمون الحديث الدائر فدخلت و ألقت التحية ثم قالت : مرحباَ .. لماذا صمتما؟! هل يجري هنا حديثاً سرياً ؟!!
إستاء إيفان بينما وقفت بسمة و قالت : سأذهب الآن فقد تأخر الوقت .. سآتي غداً مجدداً .. بالشفاء
رد إيفان: أشكرك يا بسمة
ذهبت بسمة بينما نظرت سيمون لأخيها باستفهام و قالت : ماذا يجري هنا؟؟! هل تخبرني يا أخي
إيفان: و ما الذي رأيتيه يجري يا اختي الصغيرة لتحاسبينني ؟!!
سيمون : لا يا أخي .. أنا لا أحاسبك و لكنني إستأت لقربكما و صمتكما عندما جئت .. هل بعدما خطبت الأميرة تبقي الوصيفة من نصيبك !!
إيفان بغضب : أولا: لا تقللي من شأن بسمة ففي تواضعها و روحها النقية أري ما لا أراه بأميرات ..
ثانيا و الأهم: لا شئ مما تقولين صحيحاً فهي تحكي لي عن مشكلاتها و انا أساعدها كصديق فما المشكلة ؟!
سيمون بغير اقتناع : أخشي تحول الأمور يا أخي !!
إيفان: لا تخشين عليَّ من شئ فأنا أعرف كيف أخطط لحياتي دون مرشد .. لم أعد صغيرا يا سيمون !! أنا أخيكِ الأكبر إن كنتِ تتذكرين
سيمون : كما تريد يا اخي و لكنني أريد صالحك
إيفان: أنا أعرف صالحي جيداَ فإطمئني
سيمون : إذن هل اعد لك طعام للعشاء معي؟!
إيفان: لا .. أعدت لي بسمة وجبة خفيفة و لكن يمكن أن أشرب مشروبا بارداً إذا أمكن
سيمون : سأعده لك علي الفور
إيفان: حبيبتي سيمون .. لم أكن أود الانفعال عليكِ فأنتِ اختي الصغيرة التي لا أحب أحداً مثلما أحبها لذا دعك من كل ما يدور في عقلك من شكوك و لنفرغ عقلنا من تلك الأمور و نجلس معاً كأخ و اخت متحابين..
عانقته سيمون بشدة و قالت : بالطبع يا أخي فمن لي سواك حتي نتباعد عن بعضنا
إيفان: ليس لنا سوي بعضنا البعض .. هيا أعدي المشروب
سيمون : و هو كذلك ..
____________بقلم elham abdoo
وصلت فاتن إلي قصر ياقوت بك و بالطبع إلتقتها خالتها بترحيب و قبلات بينما عقل فاتن كان في كيفية تدبير طريقة للوصول إلي المفتاح و دخول القبو دون أن يشعر أحد!! المهمة صعبة للغاية خاصةً في وجود شوكت أفندي فهو يحوم في كل طرقات و ممرات القصر كذبابة تعود و تأتي كل دقيقة من جديد و كأنها المرة الاولي فحتي إن نجحت بسرقة مفتاح خالتها يجب أن تتجنب دخول القبو في وجود ذلك الموظف الدؤوب!!
تعودت خالتها أن تضع المفاتيح الخاصة بها جميعها في ملابسها طيلة اليوم لذا حاولت ان تتعامل بخفة يد و تسرق المفاتيح من جيب ثوبها لكنها فشلت مرات عديدة في خلال أيام، أما عزيز فكان متعجلاً و لذا أرسل لها خطاباً يطلب منها التعجيل مما أربكها بشكل اكبر
___________بقلم elham abdoo
اصطحب صلاح سالم و رياض لاجتماع يضم كامل أفراد التنظيم ليقبلوهما كعضوين جديدين، عرض سالم خطته في تفجير معسكرين دفعةَ واحدةَ و أعلن عن رغبته في التمويل و توفير الذخيرة بالاشتراك مع رياض و لأن تلك التنظيمات الناشئة معظمها يتكون من شباب قدرتهم المادية ضعيفة و أكثرهم بالكاد يكفي قوت يومه و يعتني بأطفاله إن كان رباً لأسرة فوجدوا في تكفل سالم و رياض بالمال ضالتهم بالإضافة لضمانة صلاح زعيمهم لهذين المنضمين الجديدين !!
تمت الموافقة و بدأ العمل علي المحورين في ذات الوقت، من ناحية تسلم صلاح المال ليبدأ في تجهيز ما يلزم من أسلحة و قنابل و من ناحية أخري ذهب سالم و رياض لمعسكر تدريبي مصغر لتعليمهما كيف سيتم الأمر وفقا للخطة الموضوعة، الأجواء الحماسية تلك أعجبت هذان العضوين الجديدين و ظلا أياماً داخل المعسكر بلا ملل أو كلل بل كانا ينتظران يوم تحقيق النصر ..
__________بقلم elham abdoo
تعافي إيفان بشكلٍ شبه كامل و خرج من منزله و قد بقي علي افتتاح المشفي الجديد أسبوعاً واحداً، اتجه لمنزل كاريمان لأجل إكمال الترتيبات النهائية للافتتاح المرتقب بينما استيقظت كاريمان ذلك اليوم بركود و وهن فحتي الآن لم يعود سالم و هي التي يجب أن تعتاد علي غيابه و عدم رؤيته حتي و إن كان قريباً فبعد خطابها لم يعد هناك شيئاً يُحكي بينهما!!
لم تتناول افطارها و خرجت مبكرة ناحية منزله لتعرف ما سبب ذلك التأخير غير منتبهة لأنها بهذا التحرك تُهزم أمام القرار الذي تحدت به نفسها ..
وصلت للمنزل و دخلت فوجدت السيدة بثينة مع أمينة جالستين يشربان قهوتهما فقالت
كاريمان : صباح الخير ..
ردت السيدة بثينة بتثاقل: أهلا يا أميرة .. خيراً ؟
هزتها كلمة يا أميرة فهو دائماً كان يناديها بها و قلما ناداها بإسمها، وقفت تتذكر مناداته تلك حتي تعجبتا الاثنتين من صمتها فقالت أمينة : ما الخطب يا أميرة ؟؟!
ردت كاريمان : لا شئ .. ببالي موضوع هام يشغلني و لهذا شردت قليلا ..
السيدة بثينة : ممممم .. لعله خيراً ؟!
كاريمان : خير ان شاء الله .. أردت دعوتكم جميعا لحفل افتتاح المشفي و ها هي الدعوة
مدت يدها بالدعوة فأخذتها السيدة بثينة و قالت : مبارك لكم و لأهل البلدة جميعا.. سنأتي بإذن الله
كاريمان : هل سيكون السيد سالم موجوداً في الموعد .. لنشرُف بحضوره معنا .. لهذا سألت !!
السيدة بثينة بتعجب : ألا تعرفين ؟؟!
كاريمان باهتمام : ماذا ؟!
السيدة بثينة : لن يكون سالم هنا قبل نهاية الشهر فلديه أعمال هامة هناك، أرسل لي خطاب امس و قال لي هذا !!
كاريمان بضيق أخفته بابتسامة : ليوفقه الله في اعماله و اشغاله .. تمنيت لو حضر و لكن لا بأس .. استأذن منكما
امينة: اجلسي لتحتسي قهوتك معنا ..
كاريمان : شكرا و لكنني مرتبطة بمواعيد
اومأت أمينة برأسها بسعادة و هي تري انقطاع التواصل بينها و بين سالم، نظرت لابنة عمها ثم ابتسمتا في صمت..
_______بقلم elham abdoo
في ذات التوقيت جرت محادثة هامة بين إيفان و عزيز اللذين تقابلا علي باب منزل كاريمان
عزيز : خيراً .. ما الذي أتي بك إلي هنا مجدداً .. ألم تتعلم مما حدث لك بذات الطريق ؟!
إيفان بتهكم : هل تظن أن فعلتك الحقيرة تلك أخافتني!! أنت واهم
عزيز: في الحقيقة يجدر بك أن تكون حذراً فمن فعلها مرة قد يفعلها مجدداً
إيفان: لولا صمتي لكنت الآن اما بالسجن أو ع الاقل منبوذاً بسمعة فاسدة !!
عزيز : و لماذا صمت إذن ؟! هل ذلك مثل صمتك يوم الحفل أيها الشهم !!
إيفان: تتحدث عن الشهامة و أنت الذي تسببت في كل تلك المتاعب.. يالك من وقح !!
عزيز : لن اضيع وقتي معك و لكن دعني أخبرك أن أختي ليست هنا فعد ادراجك أيها الطبيب المصاب
إيفان: سأذهب لكنني قبل ذلك سأوجه لك تحذيراً عليك الانصات له
ارتفع حاجبي عزيز و قال : تحذير!!! لأسمع اذن لعلني أخاف !!!
إيفان: بسمة … لا تحتك بها أو تتعرض لها و إلا تجدني أمامك
ضحك عزيز و قال : أين سأجدك أمامي !! أنت أمامي بالفعل الآن .. فماذا ستفعل ؟!
إيفان: عزيز .. لا تدفعني لارتكاب أعمال تهدم كل شئ علي الجميع فأنا صامت لأجل أشخاص تعرفهم جيدا فلا تجبر حظك !!
عزيز: أهدأ يا طبيب و انتظر مني رداً علي تحذيرك هذا .. سيعجبك كثيراً !!
إيفان بتحدي : و انا في انتظارك !!!
_______________ بقلم elham abdoo
في طريق عودة كاريمان للبيت شعرت باحباط و خيبة أمل كبيرين و احست أن الوقت حتي نهاية الشهر طويلا جدا رغم أنهما اسبوعين فقط، اتخذت قراراً سريعاً بالسفر و عللته لنفسها و لأخيها و لسيمون بأنها ذاهبة لتعيين أحد من الموظفين لدي ابيها كمديراً لحسابات المشفي رغم أنها كان يمكنها ترك والدها يختار أحدهم ثم يرسله لأسوان كي يتولي العمل !!
عند وصولها لم تسأل عن الوظيفة أو عن المرشح لها بل أخذت عربتها التي تشبه الحنطور، عربة مكشوفة يجرها زوج من الخيول كانت تستخدمها للتنزه حول القصر، ذهبت قاصدة منزل سالم الذي أقام به من قبل فوجدته موصداً و الحارس أمامه فسألته عن سالم فقال : سيدي جاء بالفعل و قضي هنا يومين فقط ثم سافر مع صديقه ..
كاريمان : إلي أين؟!
الحارس : لا علم لدي .. عذرا سيدتي
عادت كاريمان خالية الوفاض و الضيق بداخلها يتعاظم، ضاقت نفسها كثيراً فدخلت القصر و جلست ب هم ثم تسائلت : ما هذا الجنون الذي أفعله ؟! ماذا كنت سأقول له إن وجدته ؟!! لابد أن أهدأ و أحاول السيطرة علي نفسي و أمسك بزمام قلبي من جديد !!
__________بقلم elham abdoo
مضي يومان آخران و كاريمان تضغط علي قلبها لتسكته، جلست مع السيد أنور الذي رشحه والدها للحسابات و رأته مناسباً بالرغم من شرودها المتكرر أثناء جلوسها معه،بعد انصرافه خدعت نفسها عندما أشارت للخدم بتجهيز العربة المكشوفة تلك و قالت لنفسها : سأذهب فقط للتنزه ثم أعود لكنها اتجهت ناحية منزل سالم مرة أخري و في تلك المرة وجدت بابه مفتوحاً فابتسم وجهها علي الفور، ظلت تراقب من بعيد و لا تعرف ماذا تنتظر و في النهاية نزلت من العربة و ربطت زمام الخيل في شجرة ثم اتجهت للباب مباشرة و دخلت
عاد سالم ليتمم بيع محصول القطن للانجليز حسب الخطة الموضوعة
وجدته جالساً يتناول إفطاره و لاحظت انه نحف قليلاً عن آخر مرة رأته عيناها، نظر لها متفاجئاً و توقف عن مضغ ما كان في فمه ثم بعد أن أدرك وجودها أمامه تغيرت نظرته إلي ضيق فقالت له : مرحباً …
وقف و مسح يديه ببعضهما و قال : الأميرة في بيتي .. أهلا و سهلا !!
كاريمان : أراك نحفت قليلا .. هل أنت بخير ؟! أم أن الأعمال و الاشغال جعلتك تهمل طعامك ؟!
تعجب سالم من طريقتها الودية رغم ما فعلت و قال : ما هذا الاهتمام يا أميرة .. عجباً
كاريمان : لك حق أن تغضب مني بعد خطابي الأخير لكنني سأظل أعتز بك في حياتي
سالم بانفعال : و من قال أنني سأبقي في حياتك بعد الآن؟!!! قلت لك يا أميرة أنه بعد قرارك إما سنجتمع كحبيبين و إما سيذهب كلَ منا في طريقه .. لم أذكر منطقة الاعتزاز هذه علي ما أعتقد !!
كاريمان بتوتر : هل تنهي علي كل شئ !! ستتعامل كأنك لا تعرفني !!
سالم : نعم … فالمناطق الرمادية لا تناسبني .. أنا رجل محدد و لا أحب العلاقات المموهه !!
كاريمان بغضب لكرامتها التي سُحقت : آسفة لقدومي الذي أزعجك، كنت أظن أن رفضي لطريقنا كحبيبين لن يمنعنا من التعامل برقي بعيداً عن المشاعر !!
اقترب منها سالم ووقف قبالتها مباشرةً ثم ضحك بسخرية : لماذا جئتِ يا أميرة .. هل ندمتِ ؟!
رفعت كاريمان رأسها في شموخ و اخرجت دعوة من جيب ثوبها الوردي الصوفي وقالت : لا.. بل جئت لأدعوك علي افتتاح المشفي الجديد فأنت من أكبر المساهمين به و دعوتك واجبة !!
سالم بغير اقتناع : ليتك لم تتعبي نفسك و أرسلت تلغراف أو حتي خطاب يحمل الدعوة !!
رمشت بعينيها عدة مرات لموقفها المتوتر و قالت : أنا هنا منذ أيام لتأدية بعض الأعمال فمررت بالقرب من هنا فقررت أن أدعوك ليس أكثر!!
سالم : شكرا لكِ و لكنني اعتذر.. لن آتِ .. ليكن عملاً موفقاً يا أميرة !!
______________________ بقلم elham abdoo
أغلق يوسف الكتاب و نام ثم في مساء اليوم التالي ذهبت ريم للمرسم لتجد حارس العقار يناديها قائلا : يا أستاذة ريم .. استني . ليكي معايا أمانه
دخل ثم خرج و في يده التابلوه الذي رسمته ليوسف مغطي بورق، أعطاه لها ثم قال : أستاذ يوسف ساب لك اللوحة دي و معاها الظرف ده..
فتحت ريم الظرف لتجد رسالة من يوسف كتب فيها : أنا مكنش قصدي ابدا الإهانة لكن طالما مش عاوزة تعرفيني بعد كده يبقي ملهاش لازمة الهدايا و الذكريات .. ممكن تعرضي اللوحة و تبيعيها أو حتي ترميها .. زي م تحبي ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى