روايات

رواية الصندوق الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الجزء الرابع والعشرون

رواية الصندوق البارت الرابع والعشرون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة الرابعة والعشرون

خرج سالم من منزل الضيوف شاعراً أنه قد قنص مجموعة عصافير بحجر واحد فهو سينجح في التقرب لحفيظة ياقوت ليحصل علي مايريد و ايضاً سيقيد ذلك المجنون المتغطرس عزيز و يشغله عن افتعال المشكلات و إشعال الحرائق بالإضافة إلي إنصاف صديقة كاريمان بعد أن رفضها فعادت لمنزلها ليلاً هرباً من الحرج، ظن ان ذلك سيقربه من كاريمان و ينال استحسانها، لم يكن يضايق روحه سوي ما حدث لايفان و حارسه كافور الذي سالت دماؤه لكنه خدر ضميره بمسألة إعطاء تبرع للمشفي بنفس قيمة المال المسروق ..
وجد نفسه في الطريق لبيت إيفان قاصداً زيارة كافور لأن إيفان في هذا الوقت لابد و أن يكون في عيادته، وصل إلي هناك و طرق باب الغرفتين المخصصتين له بالمنزل ، لم يكن منزل إيفان منزلاً فخماً او شاسعاً بل كان من طابق واحد به غرفتين ع اليمين بسلم منفرد للحارس و علي الناحية اليسري سلم آخر لمنزل صغير سكنه إيفان مع اخته، لم يستأجر خادماً أو خادمة للقيام بنظافة المنزل بشكل مستمر بل كان يقوم بالطهي بنفسه أما التنظيف فقد اتفق مع احدي الخادمات القدوم مرة واحدة اسبوعياً للتنظيف بمقابل مادي مقبول ..
تفاجئ كافور بقدوم رجل ذو مقام كبير مثل سالم اليه بشكل خاص، لكنه كان مسروراً و استقبله بحفاوة بالغة، قامت زوجته بعمل الشاي بينما جلس سالم مقابل كافور و كان طفليه الصغيرين يراقبان سالم كوجه غريب لأول مرة يرونه، أخرج عملات ذهبية و أعطاهم ثم قال ل كافور
سالم : هل أنت بخير الآن؟!
رد كافور مشيراً لجنبه و قال: كل الاصابات التي في وجهي و ذراعاي انتهي أمرها لكن جنبي مازال يؤلمني قليلاً
سالم : الحمدلله ع سلامتك .. جئت لاتفقدك و اطمئن عليك
كافور :هذه الزيارة غالية جداً و مقدرة بالنسبة إلي .. هذا من كرمك و لطفك يا سيد سالم
سالم: هل لو رأيت اللص حولك في اي مكان تستطيع التعرف عليه أم أن الظلام و القناع الذي كان يرتديه صنعا تشويشاً علي صورته في عقلك؟
رد كافور بغضب : ليتني أراه .. أشعر أنني سأعرفه في اللحظة نفسها .. ذلك الوغد سدد لي اللكمات و هاجمني بشدة و كاد أن يقتلني لولا عناية الله
سالم : الله حفظك لزوجتك و أولادك..
مد له كيس من المال عندما رأته زوجته التي وقفت تراقب من بعيد تهللت في داخلها
كافور: لا اريد مالا يا سيدي.. يكفيني قدومك و تقديرك لي
سالم: هذا شئ قليل مقابل أمانتك في عملك .. اقبلهم و لا تردني ..
قبلهم كافور في حرج و فرح في الوقت نفسه فلم يزره من قبل شخص ذو شأن مثل السيد سالم ..
خرج سالم بعد أن أراحته تلك الزيارة قليلاً فذهب قاصداً عيادة إيفان ليضع لضميره جرعةً اضافيةً من المخدر تمكنه من اسكاته عما حدث ..
دخل إلي العيادة و انتظر في الخارج قليلاً ريثما يخرج المريض الذي بالداخل، أشارت له الممرضة بالدخول فألقي التحية علي إيفان الذي كانت حالته النفسية سيئة لاستمرار اختفاء المال و عدم الوصول للسارق
قال له سالم : أري وجهك مكمداً اليوم ؟ لا عليك فالأمر بسيط
إيفان : كيف يكون بسيطاً و قد أضعت المال الذي كان بأمانتي .. كنت أفكر بالمرور عليك اليوم لطلب مساعدتك و ها قد أتيت قبل أن آتي إليك
ابتسم سالم و قال : أنا عالم بكل شئ و سوف أرسل لك المال مع أحد الخدم فور وصولي للمنزل .. لا تقلق .. قد تبرعت بهم للمشفي دون رد
إيفان: لا … قطعا لم اقصد ذلك .. لا أريدك منك أن تسدد عني المال بل قصدت مساعدة بشكل آخر
سالم بغرابة: كيف؟!
إيفان: أنت لك نفوذ و سلطة هنا و يمكنك البحث و التفتيش عن المال او عن ذلك اللص و ربما إن بحثنا عنه معاً نجده
سالم بتوتر: قوة المخفر بحثت كثيراً و لم تجد شئ . ذلك اللص كان مقنعاً و ربما صرف المال منذ زمن و انتهي و ربما ترك البلدة كلها من الأساس .. دعنا لا نضيع الوقت سدي .. استمع لي .. خذ المال و اشتري ما يلزم و إن وجده المخفر رده لي و دعني اقول لك أنني كنت سأتبرع للمشفي في كل الاحوال فلا تضع علي عاتقك ثقلاً لا ذنب لك فيه فالمال سُرق منك و لم تضيعه أو تصرفه في نواحٍ أخري ..
إيفان بحزن: ليكن .. لكن احساسي بالتقصير يأكل داخلي و يحزنني و يزيد احساسي بالعجز و بالفلوس التي بيني و بين كاريمان .. تخيل يا صديقي أن ذلك المال الكثير الذي لا أملك حتي ربعه بمجرد رسالة علي ورقة لأبيها سيرسل لها مثله في غضون ايام!!
قال سالم و كأنه يرثي حاله : لا تحزن يا صديقي فالمال ليس كل شئ فيكفي انها تحبك، قد يكون لديك المال و لا تستطيع جعل امرأة ما تحبك .. إن لديك الكثير فلا تنظر للمال .. المال مهم لا انكر ذلك لكنه يقف عاجزاً أحياناً
إيفان: لا تحاول مواساتي .. لعلك تدرك كم اخاف من اتخاذ خطوة تجاهها و مواجهة عائلتها و عالمها .. أنا مجرد طبيب و هي أميرة !!
سالم : ثق بنفسك يا صديقي و لا ترضخ أمام احساسك هذا .. إن قبلوا بك فأهلا بهم و إن لم يقبلوا فناهيك عنهم .. هم يمثلون أنفسهم و ليس الدنيا بأسرها …
إيفان: أشعر أنني في دوامة و لا اعرف كيف سأخرج منها
سالم : سأقول لك، في البداية خذ هذا المال و أقم المشفي ليساعدك في أن تثبت نفسك و امكاناتك فيأتيك المرضي من كل مكان ثم اذهب و قابل أهلها بكل ثقة حتي و ان لم تصبح غنياً بقدرهم، إن قبلوك كان بها و إن لم يقبلوك فأترك الاختيار لها و استرح ..
إيفان: كلامك منطقي و مريح .. أراحك الله كما ارحتني يا صديقي
____________بقلم elham abdoo
مضي سالم من أمام إيفان و في داخله ألم يعتصره ف إيفان متأثر بشدة من سرقة المال و سالم لا يستطيع الافصاح فربما إن تم الكشف عما فعله عزيز ستنهار علاقه ايفان بكاريمان تماماً لأنه في النهاية أخيها و حتي إن تجاوزا تلك العقبة فافصاحه عن ذلك ربما تسئ كاريمان فهمه و تسوء علاقته هو بها و فوق كل هذا سيعطل حلماً لطالما حلم به حله في يد السيدة حفيظة هانم ياقوت!!
قال سالم و هو يمشي بمفرده بصوت مسموع : آآآآآآه.. قد تعقدت الحسابات و تشابكت الخيوط..أتمني ألا تنهار الشبكة في النهاية و تصبح فخاً لي!!!
عاد سالم لمنزله و ارسل المال لايفان بينما سأل عن بسمة التي توارت عن الظهور كثيراً أمامه، أخبروه أنها في غرفتها من الصباح حتي لم تنضم لطعام الإفطار فصعد السلم قاصداً غرفتها، طرق الباب ثم دخل فوجدها جالسة بروح باهتة فقال
سالم : ماذا جري ؟ هل تفضلين البقاء وحيدة في تلك الآونة؟!
بسمة: نعم ..
سالم: و لمَ؟
بسمة: لا أعلم و لكنه يأتي من داخلي رغبة في البقاء بمفردي
رد سالم بضجر: لا تعكري صفو علاقتنا يا بسمة بأفكار داخل عقلك ترفضين التصريح بها
بسمة: هل تري أن هناك ” صفاء ” مر بعلاقتنا منذ يوم فاجأتني بالخطبة؟!
سالم: ماذا تقصدين ؟! علاقتنا معكرة منذ بدأت ؟! فلماذا وافقتِ إذن ؟! لماذا لم ترفضي وقتها ؟!
ترقرقت الدموع في عينيها و قالت: كنت أعلم منذ البداية أن تلك العلاقة ستهدمني رويداً رويداً و أنني سأشعر كل يوم أنني مجرد هامش لديك، خدعت نفسي و فرحت بالخطبة بل كاد عقلي أن يطير من السعادة و لكن في كل مرة حدثت حادثة لها رأيتك تنتفض من أجلها، نظرات عينيك لها كوخز الإبر بالنسبة لي، لا اعرف كيف سأكمل هكذا ؟!
سالم: أتريدين أن تنهي كل شئ ؟! لن أجبرك علي الاستمرار !!
بسمة: بل اجبرتني!! اجبرتني علي الوصول لتلك النقطة و انت تعي جيداً أنني كنت اتجنب الوصول لها، دخلت في منافسة الرقص لأعجبك و بذلت قصاري جهدي لأثبت لك كفاءتي و قدراتي و لكن في نفس الليلة تركتني و ذهبت لتضمد جراحها، رحلت انا مع الحوذي بينما اوصلها بنفسك لمنزلها
سالم بحزن : يكفي .. سأعطيك مهلة تفكرين بها هل ستكملين معي ام تريدين التوقف .. إن اردتِ إكمال الطريق لن تذكري شيئاً عنها مرة أخري
نزلت الدموع من عينيها و قالت له : هل تعاملني هكذا لأنني خادمة .. ألا يحق لي معاتبتك او لومك ؟!
شعر سالم بقسوته عليها و قال : لا .. بل اقول هذا كي لا اخدعك و انكر شئ أحاول التخلص منه .. أنا متخبط و أحتاج وقتاً .. المهلة لي و ليست لكي .. إن اتخذت قرارك بالمضي قدماً معي فستنتظرين و تكونين معي حتي اعبر اليكِ و إن كان صعباً فبامكانك التوقف وقتما شئت
نظرت له بسمة بألم: أتعلم .. فعلت بي اشياء كهرتها كثيراً لكنك لم تخدعني و تنكر مشاعرك نحوها
سالم : و لم أقل لك كلمة كذب أبداً .. أنت بالفعل غالية عندي و لا اريد تركك ابدا و لكن إن اردتي انتي الرحيل فسأوافق …. خذي قرارك و انا في انتظارك
بسمة: قراري اتخذته وقتما دق قلبي لك يوم جئت إلي هنا .. كنت اراقبك من بعيد و أتمني أن تكون لي ثم أعود و اقول مستحيل .. ما حدث كان معجزة بالنسبة لي … هل بعد كل هذا تسألني ؟!!
ابتسم سالم لها و قال : اذن لننسي ما حدث و نبدأ من جديد … عودي كما كنتي يا بسمة .. ضاحكة و مرحة و عفوية فهذه ليست انتِ
ابتسمت بسمة بتثاقل و قالت : سأحاول .. لكن أتمني ألا أنظر لنفسي يوما في المرآة فأجد واحدة لا أعرفها.. ف مع الوقت يحول الإهمال الوردة إلي ذرات تنتثر كالرماد
سالم : أعدك ألا أترك الوردة دون ماء يرويها و يحفظها و يبقيها كما هي
بسمة : و انا سأنتظر أن يصبح الوعد حقيقة ..
___________بقلم elham abdoo
اتجه سالم إلي منزل الضيوف وقتما كان عزيز ينهي وجبة الغداء، دخل و جلس أمامه و قال:
سالم : لدي كلام هام و أمور يجب أن نحلها قبل موضوع زواجك
مسح عزيز يديه بمنديل المائدة الموضوع جانباً و قال: أي أمور!!
سالم : أختك .. كاريمان .. انسيتها؟
عزيز بخبث: بالطبع لا و لكن … ماذا بشأنها ؟
سالم : ألا تعي انه يجب اصلاح الأمر بينك و بينها قبل ابلاغها بقرار زواجك
عزيز مستمراً في نظراته الخبيثة: نعم .. لديك حق و لكن كيف ؟! قد فعلت معها فعلةً شنيعة .. هل ستقبلني؟!
سالم: عندما تعلم بأنك غيرت قرارك و ستتزوج بفاتن قطعاً ستستجيب
عزيز : اذن هيا بنا لنذهب إليها
سالم بتعجب: تعجبني الطاعة التي تظهر عليك اليوم !! علي غير عادتك!!
عزيز بابتسامة: ألا يقولون أن لكل جواد كبوة .. تلك كبوتي و انا قبلت
سالم: أحسنت يا عزيز .. هيا بنا .. لا وقت لنضيعه..
___________ بقلم elham abdoo
وصلا إلي منزل كاريمان فنزل سالم من العربة و قال ل عزيز : ستبقي انت هنا في العربة مع خليل و عثمان الحوذي، انا سأمهد لها الحديث ثم ابعث خادماً من الداخل يناديك، إن حاولت الهروب تتحمل ما سيحدث .. افهمت؟
عزيز ببرودة : بالطبع فهمت .. لا تقلق .. ستجدني هنا في مكانى عندما تنادي .. هذا وعد
سالم بتعجب : أحسنت
_____________________________
دخل سالم إلي الداخل و كان الوقت عصراً، وجدها جالسة أمام لوحة ترسم كما علمها إيفان فقد أحبت الرسم، من حبها له أحبت هوايته أيضاً
ألقي سالم التحية ثم قال
سالم: لدي موضوعين للحديث معكِ بشأنهما
كاريمان : موضوعان!! هل يحملان اخباراً جيدة ؟
سالم: نعم .. لكن أحدهما سيكون صعبا في البداية قليلاً
قلقت كاريمان و قالت : ممممم .. ليتك تبدأ بالسهل .. أعصابي تحتاج شيئاً يجعلها ترتخي
سالم : و هو كذلك … اليوم أعطيت إيفان مالا قيمته تساوي ما سٌرق لكي يتم البدء ع الفور دون تأخير و يتم افتتاح المشفي قريبا
كاريمان : شكرا لك .. سأرسل لأبي و سأعيد لك ما دفعت في أقرب وقت
سالم : لا داعي .. لم اعطهم له علي سبيل الرد و لكنهم تبرع من اجل المشفي
كاريمان : لا أعرف ماذا أقول لك لكن ذلك معتاد من كرمك و شهامتك .. ليس غريباً عليك
سالم : لا تقولي شيئا بل أود ألا تكسريني فيما سأطلب منك الآن
كاريمان : بخصوص الموضوع الثاني ؟ أليس كذلك؟!
سالم : نعم …
كاريمان : ماذا ستطلب ؟!
سالم : أخوكِ.. عزيز
امتعضت كاريمان لذكر اسمه و قالت : ما به؟
سالم : يريد منكِ أن تسامحيه و تنسين كل ما حدث و تعتبرينه خطأ حدث بلا وعي و انتهي …
كاريمان بتعجب: عزيز!!!!! يطلب العفو و المسامحة ؟!!!!! هل انت جاد ؟!
سالم : نعم .. شعر بخطأه و هو ينتظر في الخارج لتأذني له بالدخول ليعتذر
كاريمان لا تستوعب و تستشعر وجود معلومة ناقصة : دقيقة … هذا اخي و انا اعرفه .. لا يحب الاعتذار و لا يستدر ابدا مشاعر احد … هل هو في مشكلة ما ؟! هل رأسه في مصيبة جديدة ؟!!!
ابتسم سالم و قال : بل يحمل لكِ خبراً سعيداً و يحتاجك في الوقوف بجانبه
كاريمان : أي خبر؟!
سالم: سيتزوج
رفعت كاريمان حاجبيها غير مصدقة ما تسمع : ماذا ؟! عزيز ؟؟ هل انت جاد .. قل لي انك تمزح؟!!
سالم : سأشرح لكِ .. أنا من رتب كل ذلك من اجل فاتن صديقتك
كاريمان بدهشة : ماذا رتبت؟ اشرح لي بالتفصيل من فضلك
سالم: اقنعته بالزواج منها و سنستفيد استفادة متبادلة . من ناحية سيكون نسيب حفيظة هانم ياقوت و يؤمن لنفسه مالا وفيرا في المستقبل و …..
وقفت كاريمان و قاطعته بغضب: و انت ماذا ستستفيد؟!
سالم: مشروع كنت احلم به كثيراً في يد تلك السيدة
ردت كاريمان و قد احمرت عيناها و خرج الغضب منهما : هل تعي ما تقول … لعبت لعبة كبيرة بالطبع كي تقنع اخي بشئ كهذا و هو من يرفض الزواج دائما و كل هذا لأجل مصلحتك و لم تكتفي فاتيت هنا لتخبرني كي اصالح اخي و تكتمل الصورة الجميلة أمام حفيظة هانم تلك .. أليس كذلك؟!
سالم بتفاجؤ: أنا لا أفهم غضبك هذا؟
صرخت كاريمان : نعم لأن الفهم نعمة لم يحظي امثالك بها … أنت تظن انك تفهم كل شئ و في الحقيقة انت لا تفهم شيئاً .. تتصور انك ذكي و في الحقيقة انت بعيد كل البعد عن الذكاء .. رجل أحمق تريد تزويج أخي بمن خانتني .. من انت لتزوجهما ؟! من تظن نفسك ؟! هل انت قريب لنا ؟! هل اكتشفت انك من العائلة مؤخراً و انا علي غير دراية .. أخرج من بيتي .. لا تراك عيني بعد الآن
أصابت سالم الصدمة من كلماتها التي اندفعت كطلقات نارية متتالية انتهت بإهانة كبيرة غير مسبوقة، طردته و اهانته و بلا تردد ..
خرج من بيتها كالثمل، لا يصدق ما سمع و ما حدث ليجد عزيز ينتظره في الخارج مبتسماً شامتاً لأنه كان يعلم مسبقاً ما سيحدث في الداخل، نظر له من داخل العربة و قال: ألم أقل لك أن لي مخالب و أنياب و إن الدوائر تدور .. هاك دورك في الاذلال قليلا .. استمتع !!
انقض سالم علي عزيز ضرباً فخبأ وجهه بين يديه و مال لأسفل
دخل سالم العربة و اشار بالتوجه مباشرة للمنزل …
____________بقلم elham abdoo
عندما وصلوا منزل الضيوف أمر الحراس باقتياده لداخل احد الغرف و تقييده في كرسي ثم قال له : ايها السافل .. كم انك دنئ
رد عزيز بسخرية : بعض مما عندكم!!
ضربه سالم ع رأسه ثم قال: كنت تعرف كل شئ و تركتني اخلط الأجواء بنذالتك!!
عزيز : نعم .. لكن تذكر انك البادي و البادي أظلم!! الآن فكر انت جيداً هل ستكمل هذا الطريق أم ستنسي الفكرة و تتركني امضي و أعدك أنك لن تراني مجدداً
ضحك سالم من عصبيته و قال: تمضي؟!! انت لن تتنفس حتي بدون علمي .. اختك قطعت آخر حبل للود بما فعلته و لذا انا ماضٍ فيما خططت له حتي النهاية
عزيز : و هل تظن انها ستترك الأمور تتم هكذا في سلام .. انت لا تعرفها!!
سالم بتحدٍ : و انت ايضاً لا تعرفني !! ستظل هكذا حتي ننطلق في طريقنا غداً نحو المنصورة .. عمت مساءا أيها النبيل !!!
في الصباح تم إعداد كل شئ للسفر، نظرت له السيدة بثينة بقلق غير راضية عن تحركاته هذه التي أخبرها بها في آخر وقت، ودّعته ثم جاء دور بسمة فقالت له بوداعة: هل يمكنني القدوم معك ؟
سالم : لا .. لا تقلقي سأعود سريعاً
تدخلت السيدة بثينة: لم لا تصطحبها معك .. أليست خطيبتك ؟! ما المانع؟!
أحرجته والدته فنظر لبسمة فهمست له : قد وعدتني ألا تترك الوردة تذبل دون ماء ؟ هل تتذكر؟!
أومأ بالقبول و قال : هيا .. تجهزي كي لا نتأخر
ذهبت بسمة علي الفور و قد ارتسمت علي وجهها السعادة ..
___________بقلم elham abdoo
عند وصول ركب السيد سالم، استقر مع خطيبته و الخدم في منزل كبير استأجره بينما ذهب عزيز لبيت ابيه ” قصر منصور بك الراعي ” ليشرح له الموضوع ..
دخل إلي البهو الكبير و سأل عن والده فقيل له في غرفة المكتب، طرق الباب و دخل فوجد أمامه…. كاريمان
جالسة في تحدٍ علي كرسي من الكرسيين الذين أمام مكتب والدها الذي كان علي رأس مكتبه، يبدو أنها حضرت اسلحتها و أعدت عدتها للحرب و ستمنع تلك الخطوة بأي ثمن .. أصبح هو بين طرفي المقصلة فهي من ناحية تعرقل سيره و سالم من ناحية أخري يهدده بالسجن إن لم ينجح باقناع والده …
________________بقلم elham abdoo
ألقي عزيز التحية باحترام و هو يعي أن والده غاضباً منه من البداية و طوال الوقت، نظراتهما لا تشجعه ابداً علي الكلام و لكنه مجبر لا خيار آخر أمامه
قال ليستشعر موقف والده : أبي … هل علمت بشأن أمر زواجي ؟!
منصور بك: ابلغتني كاريمان للتو فلم أفهم جيداً ماذا يحدث .. هل توضح لي ؟!
ايقن عزيز أن مازال أمامه فرصة : يا أبي.. طوال الوقت كنت تتمني لي الاستقرار و قد شعرت انه حان الوقت الان
كاريمان بغضب مختلط بتهكم : و لم الان؟! بماذا اغراك سالم هذا؟! ماذا سيعطيك من اجل مصلحته؟!! هل أصبحت دمية في يده
رأي منصور بك هجومها العنيف ع عزيز فأوقفها قائلا: ابنتي .. لتهدأي قليلا و تتركيه يشرح موقفه
عزيز: يا أبي.. سالم أصبح صديقي و لا انكر انه صاحب الفكرة و قد فكرت و رأيت انها فكرة صائبة و نسب مشرف فلما لا ؟!
تشجع منصور بك و قال: من سنناسب؟
عزيز بفخر: إنها ليست فتاة لا تعرفها .. صديقة كاريمان .. خالتها حفيظة هانم ياقوت .. لابد و انك سمعت عنها
فوجئ منصور بك و قال: فاتن .. كانت أمامك طيلة الوقت فلمَ لم تفكر بها الا الان ؟
قالت كاريمان : نعم .. أليس غريباً ؟! ماذا فعل لك سالم .. هل اقرضك مالا لتقامر به ام ماذا ؟ قل الحقيقة
انصدم والدهما و قال: مقامرة!!!!
عزيز : أهدأ يا أبي.. كانت مجرد مرة او مرتين و لن أعود لذلك الطريق ابدا .. أما بالنسبة لسالم فلم يقرضني شيئاً بل أتي معي لأن له معرفة سابقة بالسيدة حفيظة و سيأتي معنا أثناء طلبنا لها كصديق لي و كوسيط للزواج
منصور بك : جيد و لكن.. هل ستقبل تلك المرأة فقد سمعت انها معقدة قليلا .. سمعت أيضا من فاتن بنفسها عندما كانت تأتي هنا
عزيز : فاتن تحبني و من المؤكد ستتمسك بي
نظرت له كاريمان بتأفف : هذه الزيجه لا يمكن أن تتم .. تلك الخائنة لا يمكن أن تكون زوجة اخي . هل تفهم ؟!
منصور بك : خيانة ماذا؟
عزيز و قد قرر بدأ المناورة: لم لا تحاسبين نفسك قبل الآخرين.. هل حاسبت نفسك عندما ذهبت و قبلت خاتم الخطبة من ذلك الطبيب المسكين و هل حاسبت نفسك عندما اهنت سالم و قلت عنه تاجر ابل برائحة كريهة و هل اكتفيت بعدما خدعتِ فاتن و احضرتها إلي عندك و اذللتها ؟! إلي متي تحسبين نفسك قاضية ع الجميع . نعم أخطأت فاتن لكنها لا تستحق كل هذا العقاب و التجني
منصور بك : ماذا حدث .. هل يشرح احدكم لي؟!
عزيز : يا ابي .أردت أن أعرف اخبار أختي هناك فطلبت من فاتن خطاباتها مع كاريمان فتحت تأثير عاطفتها اعطتهم لي .. صارت خائنة في نظرها فاحضرتها إلي هناك بخدعة و اذلتها و ذلك تسبب بشجار كبير بيننا
تعجبت كاريمان من لي الحقائق هذا و قالت : هل تنكر محاولة قتلي ؟!
انعقدا حاجبي منصور بك مما يسمعه فقال عزيز موضحا: كانت لحظة عصبية مجنونة و جئت لاعتذر منك مع سالم فطردته و اهنته .. قولي أن ذلك لم يحدث
كاريمان بعجب : بل حدث و لكن لأن….
قاطعها عزيز : لن أنسي قول ان مشروع المشفي ذلك كان من اجل ذلك الطبيب الذي تتمشين معه هنا و هناك أمام الجميع و كأنكم خطيبين متجاهلة وجود عائلتك و رأيهم
نظر لها والدها بلوم و قال: هل فعلا هناك طبيبا تحبينه هناك و لم تخبريني ؟!
قالت كاريمان و هي تعي خسارتها للجولة : نعم …
منصور بك : اذن .. لا شأن لكِ بحياة اخيكِ .. لم تحترمي انتِ عائلتك أولا ليحترمك أخيك و يضع رأيك بعين الاعتبار .. غذاً سنرسل لهم من اجل الخطبة و بعد الموافقة سنذهب اليهم، إن شئت تذهبين معنا و إن رفضت تبقين مكانك …
كاريمان : و انا لن ابقي في القصر بهذه الحالة .. سأبقي عند ثريا إلي حين عودتي لأسوان…
انصرفت كاريمان حاملة خسارتها الجولة و ثقة و احترام والدها أيضاً .. ضربها عزيز من كل الأماكن المؤلمة ليكسب دون تراجع،أثار ذلك فضولها ذلك الاصرار فوراءه اما عصا او جزرة و حل اللغز لدي سالم .. لكن من خسر جولة ليس بالضرورة يخسر الحرب كلها .. سأوقف تلك الزيجة لا محالة!!!
في الأجزاء المقبلة جولة أخري مشتعلة بشأن ذلك الزفاف و مقابلة مرتقبة مع السيدة القوية حفيظة ياقوت و نهاية غريبة لقصة تلك الزيجة

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى