روايات

رواية الصندوق الفصل الخامس والستون 65 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الفصل الخامس والستون 65 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الجزء الخامس والستون

رواية الصندوق البارت الخامس والستون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة الخامسة والستون

#قنديل_الروح
انتهت ريم من يومها بالمرسم و في طريقها لشقة ياسمين مرت من امام بائع للوجبات السريعة و ابتاعت وجبتين كبيرتين لهما وواحدة صغيرة من اجل سليم و ما إن دخلت حتي تجمعوا حول الطعام
ياسمين : ايه ؟! مالك ؟! شكلك مهمومة كده ؟!
ريم : حزينة علي حظي !!
ياسمين : ليه ؟! هو مردش من ساعتها و لا سأل ؟!
ريم بأسف : لا !! أنا انفعلت جامد في كلامي و طلعت كل اللي جوايا فأكيد ده أثر فيه طبعاً
ياسمين : هو انتي بتلومي نفسك عشان صارحتيه؟! ندمانة يعني؟!
ريم : مش ندم بس دي نتيجة توقعتها بس محبتهاش!!
ياسمين : لو كان بيحبك عمره ما هيسيبك، هيحاول مرة و اتنين و عشرة و ألف .. الحب مش بينتهي و لا صاحبه بينسي و يتخطي !!
ريم : يمكن كل الاجوبة بتقول أنه محبنيش بس أنا اللي كنت بحاول و مش عاوزة أصدق و استسلم !!
ياسمين : تبقي مخسرتيش حاجه، بالعكس !! عارفة حتي لو حايلتيه و اتجوزتيه، كنتي هتفضلي برضو حاسة بنقص في المشاعر اللي بيدهالك، في اهتمامه بيكي و في حياتك كلها معاه !!
ريم بحزن : عارفة كل ده بس كان حلم جميل نفسي يتحقق !!
ياسمين بحنو و تعاطف كبير : معلش يا حبيبتي، متزعليش نفسك و حاولي تنسي !!
في تلك اللحظة جاءتها رسالة منه ففتحتها لتجده كتب لها : أنا بحبك .. متزعليش مني
لم تكن تصدق عينيها و ما قرأته فوجهت شاشة الهاتف نحو ياسمين و قالت لها : بصي !!
رفعت ياسمين حاجبيها و لم تصدق أيضاً فقالت : ابو الهول نطق !!!
__________بقلم elham abdoo
ريم بسعادة : يبقي ده ايه بقي ده ؟!
ياسمين : يبقي بيحبك !! زي م بعتلك كده !!
دارت ريم محتضنة هاتفها في جميع أرجاء الشقة و ياسمين تشاهدها بسرورٍ لأجلها فتركتها تعيش تلك اللحظة دون مقاطعة و انتبهت لسليم كي يكمل باقي وجبته
سليم : هي ريم بتلعب مرجيحة !!
ضحكت ياسمين و قالت له : آه يا حبيبي !!
جلست ريم بجوار ياسمين و هي تلتقط أنفاسها التي تسارعت مع زيادة ضربات قلبها !!
ياسمين : طب ايه ؟! مش هتردي عليه ؟!!
ريم : مش عارفة !! علي قد م كنت مستنية اللحظة دي بس لما جات لقيتني مش عارفة أرد!!
ياسمين : تلاقيه ماسك تليفونه و مستني ؟!
ريم بابتسامة : المفاجأة قوية عليَّ، لسه بحاول استوعب !!
ياسمين : بصراحة متوقعتش يعمل كده ابداً !! الحمدلله أنه خيب ظني!!
ريم : حاسة أن قلبي هينط من كتر الفرحة، مش حاسة برجليا !!
ياسمين : الحب حلو يا حبيبتي .. زي ما قالت ليلي مراد الحب جميل .. للي عايش فيه !! له ألف دليل، اسألوني عليه !!
ردت ريم و أكملت الأغنية قائلة : بيفوت علي العين و يصحيها .. من عز النوم و يفوت علي الروح و يطير بيها الدنيا في يوم …
ثم عادا ليغنيا القرار مرة أخري ” الحب جميل .. للي عايش فيه …. ”
___________بقلم elham abdoo
خلال ذلك الوقت كان يوسف مستلقياً علي سريره متشبثاً بهاتفه يتفقده تقريبا كلما مرت ثانيتين !!
أما ريم فبعد أن ذهبت ياسمين مع سليم لغرفتها حيث تركت لها غرفة سليم كي تختلي بنفسها في تلك الليلة المميزة و تتحدث مع ريم إن أحبت كما يحلو لها بارتياح !!
دخلت ريم و أبدلت ثيابها ثم استلقت علي سرير سليم الصغير و نظرت بتأمل لتلك الرسالة التي ابدلت حالها مئة و ثمانون درجة !!
رسالة من أربع كلمات جعلت دنياها مختلفة و أعادت إليها حلماً جميلاً ظلت تحلم به طيلة شهور حتي كادت أن تتخلي عنه بعد اليأس !!
ابتسمت لأنه أختار التمسك بها بدلا عن التخلي و حارب تردده و تخوفه و انتصر و عبر إليها!! كم كانت تشعر أن تلك الخطوة صعبة بل مستحيلة لكنه فعلها أخيراً !!
احتارت كيف سترد عليه فالفرحة عارمة بداخلها لكنها مع ذلك لا تعرف بما تجيبه، الان هي من تتردد و تكتب ثم تمسح و هو يراقب ذلك و يعي تخبطها الذي تسببت به رسالته المفاجئة !!
انتظر ردها لعدة دقائق حتي بعثت له رسالة بداخلها صورة رسمتها للتو من اجله عندما فتحها وجد جدار علي شكل قلب و بداخله حديقة زهور غناء و في الوسط شاب يضع مفتاحاً علي راحة يده المفتوحة و يمدها نحو فتاة و هي تمد يدها لتلتقطه !!
ابتسم يوسف لقوة تعبيرها بالرسم، كعادتها ترسم كل ما يؤثر بعقلها و خيالها و هي تعي تذوقه للرسم و أنه سيفهم ما رسمته جيداً
نظر للرسم مطولاً ثم كتب لها : لنضع عنواناً مناسباً لتلك اللوحة الجميلة ؟!🤔🤔
ترقبت ريم ماذا سيسمي لوحتها تلك فإذ به يبعث كاتباً : ليبقي مفتاح قلبي بين يديكِ !!
ابتسمت ريم و تسارعت دقات قلبها من جديد ثم قالت : متأكد ؟! و لا قلبك هيرجع تاني يطلب المفتاح عشان يقفل علي نفسه و يعيش لوحده ؟!
يوسف: ده جواب نهائي ..
ريم : و الاولويات و الشغل و المستقبل؟!!
يوسف: مش هنكر أني أخدت وقت في التفكير بس لما حسيت اننا هنوصل للنهاية، قررت و اعترفت
ريم : لسه برضو حاسس اني حمل خايف تشيله؟!
يوسف : مش هنكر الخوف بس كمان مش هضحي بالحب !!
ريم : لسه محتاج وقت ؟!!
يوسف : محتاج وقت و محتاجك معايا فيه !! مش عاوز نبعد تاني .. انتي غالية عندي
ريم و قد تملكها الحب : تصدق .. في نفس اللحظة اللي بعت فيها الرسالة، أنا كنت خلاص بفقد الأمل و بقرر أطوي كل اللي فات !!
يوسف : يااااه .. زي اللي بيجيب هدف في الدقيقة ٩٠ من الشوط التاني !!
ريم : بالظبط
يوسف : طيب و انتي مش هتقولي حاجه ؟!
ريم : حاجه ايه ؟!
يوسف : مفيش اعتراف كده و لا كده ؟! مفتاح هنا و لا هنا ؟!
ريم : فيه !! بس سيبها تيجي ف وقت أبقي عاوزة اقولها ليك فيه .. هتبقي أحلي !!
يوسف : زي ما تحبي !!
ريم : تصبح علي خير
يوسف: و انتي من اهل الخير
علي الرغم من استعداد كلا منهما للنوم لكنهما بقيا ساهرين حتي وقت متأخر، متأملان بما حدث بينهما و محملقان بضياع في سقف غرفتيهما!! حتي أن يوسف لم يعود لقراءة القصة كي تبقي آخر ما يفعله مثل كل يوم !! بل ظل هائماً منتشياً و فخوراً بتخطيه كل عقباته الداخلية و حل الأمر !!
_______بقلم elham abdoo
في الصباح و بعد ذهابه للعمل تذكر أنه لم يخبر ريم عن موضوع الرسم للجريدة فثورة المشاعر التي حدثت طغت علي كل شئ لذا لم يتذكر و لذا قرر أن يتصل بها عبر الإنترنت كي يعرض عليها الأمر..
عندما تلقت اتصاله كانت قد استيقظت للتو و فتحت هاتفها لمتابعة الجديد علي مواقع التواصل، ما حدث بينهما أمس هو أول ما جاء ببالها عندما فتحت عينيها و عندما اتصل كانت تتفقد صوره التي علي صفحته الشخصية ثم أمسكت دفترها ذو الورق الأبيض المخصص للرسم و بقلم رصاص بدأت في رسم ملامحه من جديد و لكن الخطوط في تلك المرة رسمت ملامحه بشكل تشع منه البهجة بألوان صريحة و ملامح بشوشة ذات عيون هادئة صريحة و شفاه منبسطة !! كم هو غريب فن الرسم ففي كل مرة رسمت صورته أعطت تعبيراً مختلفاً عن المرة التي سبقتها فتارة ظهر الغضب و تارة خرجت الحيرة و في أول مرة توضحت بداية عاطفة الحب بشكل كبير!!
ردت علي اتصاله بسعادة فقال : صباح الخير .. يارب مكونش صحيتك من النوم ؟!!
ريم: لا .. أنا كنت صحيت قبلها بنص ساعة كده
يوسف : و بتعملي ايه دلوقتي ؟!
ريم : برسم
يوسف : أول م صحيتي كده !!
ريم : أول م فتحت عيني جه علي بالي أرسم !!
ابتسم يوسف و قال : فاكرة الليلة بتاعت دار المحفوظات ؟! لما كنتي بترسمي واحنا أصلا داخلين تهريب زي الحرامية !!
ضحكت ريم و قالت : ايوة هههههههه و اتخانقنا في الاخر علي موضوع جدي ههههههههه
استمرا في الضحك حتي سألها يوسف : و بترسمي ايه بقي دلوقتي؟!
ريم : برسم حد عزيز عليا !!
يوسف : مين يعني ؟! حد أعرفه ؟!
ريم : طبعاً .. أنا برسمك أنت !! رغم اني رسمتك أكتر من مرة بس المرة دي أكيد هتكون مختلفة !!
يوسف : أكيد !! كل احساس جوه روح الرسام بتعكسه ايديه اللي ماسكة الريشة !!
ريم : من أجمل الصفات فيك هي تذوقك للفن، كان عندي تخوف أرتبط بحد ميفهمش موهبتي أو يقلل منها !!
يوسف : لا طبعاً .. نحن هنا يا فنانة !!
ريم : لما تخلص هبعتهالك تشوفها
يوسف بجدية : لا …
ريم بتعجب : مش عاوز تشوفها؟!
يوسف : لا عاوز بس متبعتيهاش !! هاتيها معاكي و انتي جايه !!
ريم : آجي فين؟!
يوسف : هنا، في دبي !! عندي فرصة حلوة جدا ليكي، دا لو موافقة طبعاً
ريم : فرصة ايه ؟!
يوسف : تعاقد مع الجريدة علي لوحة مع كل عدد من فصول الرواية، الفرصة حلوة جدا من ناحية ان اسمك هيلمع و هيتعرف و برضو من ناحية التقدير المادي ..
ريم : أنت اللي عرضت عليهم ؟!
يوسف : ايوة بس ده لأنك موهوبة حقيقي و هتضيفي للعدد روح و حياة و هتخلقي فرق كبير !!
ريم : هو طبعا عرض حلو بس أنا مرتبطة بمعارض هنا هعرض فيها لوحاتي !!
يوسف: أنا رفضت انهم يجيبوا حد تاني و بالعافية وافقوا ع مهلة كام يوم . ريم متضيعيش الفرصة من ايدك.. فكري كويس
ريم : طيب أنا ممكن أكنسل واحد من المعارض دي و آجي و أمضي معاهم العقد و ارجع بسرعة و بعدها أبعت لهم اللوحات زي م هم عاوزين .. ينفع ؟!
يوسف : إن شاء الله ينفع .. المهم تيجي ع طول و متتأخريش
ريم : ماشي
يوسف : بس اوعي تبعتي ابن خالتك زي المرة اللي فاتت
ضحكت ريم و قالت : لا متقلقش .. هاجي بنفسي
يوسف : يا ألف مرحب بيكي !!
ضحكت ريم و قالت : شكراً
___________بقلم elham abdoo
عاد يوسف هذا اليوم مع رفيقيه مسروراً حتي أنهما لاحظا تحسن حالته المزاجية و سألا عن السبب فقال : الحمدلله عرفت أصلح علاقتي مع ريم
منذر : ألف مبرووك يا رفيق .
كريم : حلو جداً .. عشان كده وشك نوَّر !!
يوسف : هي جايه ف خلال يومين عشان هتشتغل معايا في فصول الرواية !! و دا اللي باسطني أكتر !!
منذر : حلو كتييير، واضح انه بيصير ارتباط رسمي قريب !!
يوسف بعد تفكير : الخطوة دي جايه بس لسه عاوزة ترتيب !!
كريم : ربنا يسعدك يا صاحبي
بعدما تناولوا الطعام و ذهب كل منهم لسريره كي يستريح، عاد يوسف لروايته و لكن في تلك المرة لم يذهب إليها في حيرة كي يهرب و لكنه فتح الكتاب بسعادة و ارتياح راغباً في الغوص من جديد في أحداث الرواية التي تملكت عقله و ربطته بها !!
فتح الكتاب و رأي فاصل الكتاب الذي من صنع يدي حبيبته و ابتسم ثم بدأ في قراءة التالي :
جلس ايفان يحملق في الرسالة مراراً لا يكاد يصدق أن حفيظة و ذلك الرجل أقحموا أخته في لعبة خطرة هكذا من اجل أن ينصاع لهما!! لم يحتاط أو يجعلها تحتاط لأنه لم يتخيل أبدا أن يصل الأمر لهذا الاجرام!! خطف و تهديد بالقتل لتغيير مسار القضية بأكملها!! لكن ذلك لا يعد غريباً بعدما أصبحت ادانتهما علي كل ما اقترفاه قريبة جداً مما دفعهما لارتكاب ذلك الجنون !!
لا يعلم ماذا عليه أن يفعل ؟! لن يضحي بأخته من أجل القضية فهؤلاء مجرمون و سينفذون ما هددوا به ان لم يطيعهم!! و لكن كيف سيواجه كاريمان إن غيَّر جميع أقواله ووضعها في موضع الكاذبة غير الشريفة صاحبة العلاقة غير المشروعة!!
سيتسبب لها في خزي و عار يلتصق بها طوال العمر !! سيذبحها هي بدلا عن أخته!! تلك اللعبة لابد من كاسب و خاسر فيها و حفيظة قررت ألا تكون في الطرف الخاسر!!
ليت هناك حل يخرجه من تلك الورطة دون أن تمس أخته أو تخزى كاريمان !!
سمع صوت طرق سريع علي الباب كما لو انها استغاثة فذهب و فتحه مسرعاً ليجد أمامه صديقه و رفيقه بالعمل ” منير ” أتي اليه مهرولاً واضعاً منديله فوق جرح برأسه تقاطرت منه الدماء!!
ايفان بصدمة : ما هذا؟! ماذا حدث لك ؟!
منير : أدخلني أولا لأجلس ثم سأشرح لك كل شئ
ايفان : عذراً.. تفضل، أنا مرتبك لأن ما حدث للتو جعلني في حالة يرثي لها !!
منير : أعلم .. سيمون اختطفت !!
ايفان : كيف عرفت ؟!
منير : كانت آتية نحو المبرة و هذا مؤكد لرؤيتك أما أنا فكنت في عربتي المغلقة أستعد للعودة للمنزل، رأيت اثنين من الرجال ملثموا الوجه هاجماها فجأة و خلال دقيقة واحدة كمما فمها و سحبوها لعربة ما كانت تنتظرهم و انطلقوا نحو طريق الغابة فدفعت عربتي تجاههم بأقصي سرعة و حاولت ايقافهم فنزل الاثنان من العربة بينما نزل الحوذي و بقي الي جانب سيمون داخل العربة و دار عراك بين الرجلين و أنا و حوذي عربتي و تلك هي النتيجة !!
ايفان : أصابوك و هربوا بها من جديد !!
منير : حالة الحوذي سيئة للغاية فهو رجل كبير بالعمر نسبياً فلم يحتمل كل تلك الضربات أما أنا فسقطت علي الأرض بعد أن تلقيت ضربة قاسية علي رأسي و عندما لم أتحرك ظنوا أنني فقدت الوعي فتركوني و مضوا !!
ايفان : أنت حاولت انقاذها و لكن هؤلاء المجرمون معتادون علي العنف و العراك ! بالطبع سيفوزون بسهولة !! إن لم أنفذ تهديدهم سيذبحون سيمون كما بعثوا في رسالتهم ليهددونني !!
منير : من هؤلاء و ماذا يريدون منك؟ ايفان : موضوع كبير به قضية تمس شرفي و سمعتي و يريدون مني التنازل و تغيير أقوالي لنسف القضية التي تدينهم !!
منير : هؤلاء الاوغاد !! لكن هناك خبراً جيداً
ايفان : ما هو ؟!
منير : رأيتهم يتجهون بالعربة ناحية المنازل القديمة الخلفية للغابة.. تلك المنطقة بعيدة و مهجورة لكنني أعرفها جيداً
ايفان بحماس : هل تستطيع الوصول لمكانهم ؟!!
منير : أنا أعرف المنطقة هناك جيداً لكن البحث سيتطلب بعض الوقت و التوفيق من عند الله !!
ايفان : لكن المؤسف هو عامل الوقت فقد حددوا لي وقتاً مقداره مسافة الطريق بيني و بين أسوان !! أي أنني في ظهر الغد يجب أن أدلي بأقوالي الجديدة التي أملوها عليَّ !!
منير : هل نبلغ الشرطة ؟! أم سفارة بلدك ؟!
ايفان : إن إبلاغ الشرطة فيه خطورة بالغة فإن كان لهم جاسوس هناك فسيبلغهم علي الفور أما السفارة فسوف تقيم الدنيا و هذا سيضر بسيمون بكل تأكيد !!
منير : هؤلاء خطرون جدا و تمكنوا من اخافتك بشكل كبير!!
ايفان : أنت لا تعرف حفيظة !! ان يئست و بقيت سيمون بيدها فقد تفعل بها أي شئ للانتقام !!
منير : اذن أذهب أنت يا صديقي كي نضمن انه في أسوأ الظروف ستكون هناك و ستدلي بأقوالك كي تحرر اختك أما أنا فسأعمل هنا و أسابق الزمن كي أصل لها و اخلصها من يديهم و إن وفقت، سأرسل تلغرافاً إليك أبلغك أنها أصبحت في أمان ..
ايفان : هل تستطيع الوصول لمكانها في وسط كل تلك المنازل ؟!
منير : المكان هناك معلوم بالنسبة لي فقد أقمت به فترة عندما كنت أمر بأزمة في حياتي و الآن قد ينفعني ذلك الشئ في إنقاذ اختك
ايفان : أتمني أن يحدث هذا و ينتهي ذلك الكابوس!!
منير : سينتهي بإذن الله
ايفان : لأذهب في طريقي الان كي يتأكدوا من أن خطتهم سارية و تنفذ !!
منير : و هو كذلك .. ستعود منتصراً و فائزاً بتلك القضية ان شاء الله ..
____________بقلم elham abdoo
في المساء أعدت ثريا كوباً من عصير طازج و ذهبت به إلي عزيز الذي بقي في غرفته طيلة اليوم و لم يذق طعاماً أو شراباً !!
طرقت باب غرفته ثم قالت : عزيز .. جلبت لك عصيراً طازجاً، يجب أن تتغذي جيدا و لا تترك نفسك لحرب الأفكار حتي تهدمك ..
عزيز بأسي : مثل التي تهربين منها و تنشغلين في قضايا أخري كي لا تهدمك !!
جلست ثريا علي حافة السرير بعدما وضعت كوب العصير علي العسكري الذي بجانب السرير!! ثم قالت : نعم .. تماما فلولا تأثري بما حدث لكاريمان لما استفقت من غرقي بمشكلتي !! فمصائب تهون مصائب أخري يا أخي !! من أجل خاطري تناول ذلك العصير !!
مد عزيز يده و قال : ضعيه في يدي فأنا لا أري سوي زحام من الظلام حولي الان !!
أعطته الكوب ثم قالت : أتعرف شئ ؟!
عزيز : ماذا؟!
ثريا : ما حدث لي جعلني أنظر للأمور بشكل مختلف فبعد معاناتي أصبحت أقدر معاناة و الآلام الناس أكثر بكثير من ذي قبل !! أدركت أن أكثر ما يحتاجه الإنسان هو الدعم و المساندة في الأوقات الصعبة !!
عزيز بأسف : و هل الدعم و المساندة يغيران شئ ؟! هل أعادا لي البصر ام أعادا لكِ ابنتك الغائبة ؟!!
ثريا بحزن : لم يعيدا هذا أو ذاك لكنهما يمنعا عنك الجنون من فرط التفكير، يبعدا شبح الوحدة و الاكتئاب و الهزيمة !! يبقيان روحك حية حتي وسط الكسر و الانهزام!! و كأنك تحيا بروح و مساندة من حولك !! تساندهم لكن في الحقيقة هم من يساندونك!! كتف بكتف و يد تشدد يد !!
عزيز بتأثر : لم تعودي ثريا العصبية ذات الانفعالات التي نعرفها !!
ثريا : انهدم كل شئ داخلي كجبل ارتج بزلزال عند غياب هدي !! أيقنت أن دنياي بلا طعم أو معني بدونها !! أدركت أنني شحنت فاضل لسنوات و جعلت منه قنبلة موقوتة انفجرت بي و دمرتني !!
عزيز : أنتِ في وسط أوجاع عميقة يا اختي !!
ثريا : نعم لكن وجودي بينكم يجعل وطأة ما حدث أقل !! الحمدلله علي نعمة الاهل و العائلة ..
عزيز بحرج و توتر : أريد أن أعترف لكِ بجرم ارتكبته في حقك بخسة و ندالة لكني أخشي عليكِ من حزن جديد أضعه فوق أحزانك!!
ثريا بتساؤل : جرم ؟!! لا تجعلني أخاف يا عزيز !! ماذا فعلت ؟!
عزيز : في الوقت الذي كان جرحك فيه حديثاً و اصطحبك ابي للقصر و تركتِ قصرك، كنت أنا مطروداً بعد فضيحة مال حفيظة .. اتتذكرين ؟!
ثريا باهتمام و فضول : نعم !! .. ثم ؟!
عزيز : فكرت كيف احصل علي مال اعيش به فجاء ببالي مالك الذي في قبو قصرك الفارغ !!
صُدِمت ثريا لسماع اعترافه هذا و استاءت بشدة و لكنها بقيت صامتة لا تعرف كيف تعبر ؟! لا يصح أن تلومه في ظرف هكذا و في الوقت نفسه لا تستوعب شروعه في سرقة بيتها في أوج أزمتها !!
أكمل عزيز بأسف و خزي : أعرف مشاعرك جيداً الان لكنني وددت أن اخفف من ذنوبي باعترافي لكِ الان، ربما ينظر لي الله برحمة و يخفف من ظلمتي هذه و يجعل لها نهاية !!
تأوهت ثريا بأسف: لا عليك يا أخي !! أنا أعي أنك لم تعد مثل السابق فتلك التجارب و الصعاب هي كبوتقة نار تنقي الفضة من الشوائب !!
عزيز : ظننت أنكِ ستريني كمعدن رخيص بعد كل ما فعلت، هل تشبهينني بالفضة ؟!
ثريا : أنا لن أراك سيئاً ابدا فأنت أخي في جميع الأحوال!! هل تعرف أنني عدت للقراءة التي تركتها منذ زمن و قد قرأت عن تنقية الفضة و تعجبت كثيراً !!
عزيز : كيف؟!
ثريا : قرأت أن معلم تنقية الفضة يراقبها بدقة شديدة لانه لو تأخر لثانية فقد تفسد و تحترق و لذا هناك خيط من الوقت رفيع جدا بين جعل الفضة نقية دون شوائب و بين احتراقها!!
عزيز : شئ رائع و لكن ما علاقته بتشبيهي بالفضة ؟!
ثريا : أشعر أن ما حدث معك سينقيك و لكنه لن يحرقك فعناية الله بنا و رحمته كتنقية الفضة بالضبط !!
عزيز : هل تظنين أن الله يؤدبني فقط علي أفعالي و أن هذا العقاب لن يدوم للنهاية ؟!!
ثريا : أشعر بهذا لكن الغيب لا يعلمه إلا الله !!
عزيز : أخاف من زرع الأمل بداخلي من جديد كي لا اتحطم مرات و مرات !!
ثريا : لا تيأس يا أخي فالله رحمته واسعة
هنا طرقت كاريمان الباب و بجانبها بسمة التي أتت كي تطمئن علي عزيز بالرغم من طرده لها !!
كاريمان : معي ضيفة أتت إليك خصيصاً من المبرة و معها أدوية اوصي بها الطبيب لعلها تساعد في شفاءك يا أخي !!
عزيز : من الضيفة؟!
كاريمان : بسمة !!
استاء عزيز و لم يرد فقالت بسمة : أحضرت تلك الأدوية و ليتم الله شفاءك يا سيد عزيز !!
عزيز : دواء ماذا ؟! ألم تفشل الجراحة؟!
بسمة: قال الطبيب أنها أدوية تساعد في العلاج و ان لم تحدث تقدماً لن تضرك بشئ !!
عزيز : اتركيها اذن و عودي لعملك !!
تعجبت الشقيقتان من جفاءه معها هكذا حتي قالت كاريمان : عزيز !! لنقل لها تفضلي أو استريحي قليلا .. أو لنشكرها حتي !!
عزيز متهكماً : حقاً !! ما فعلته يستحق الشكر كثيراً !!
طأطأت بسمة رأسها و استعدت للانصراف فقالت كاريمان : شكرا يا بسمة لمجيئك
بسمة : لا شكر علي واجب !!
انصرفت بسمة بينما سألته ثريا و قالت : ما تلك المعاملة يا أخي ؟! ظننتك تغيرت !!
فكر عزيز في أن مصارحته لاختيه بما فعلته بسمة سيجعلهما يحاسباها و يلقيان باللوم عليها و بالرغم من غضبه منها الا انه في قرارة نفسه يعي أن أفعاله هي سبب ما حدث له و ليست هي!! هي جاءت مجرد سبب لعقاب مُقدر له !! لهذا صمت كي لا يزيد متاعبها و هي ضعيفة و الشعور بالذنب يتعبها كثيراً بالفعل !!
رد قائلا: لا أود أدوية أو تعاطف من أحد !! و الآن اتركوني بمفردي قليلاً كي استريح
انصرفتا من غرفته و تركاه وحيداً بين الظلام من جديد !!
___________بقلم elham abdoo
عادت فاتن للمزرعة بصحبة كرم و تفاجئت عندما أبلغها العاملين بمغادرة والديها منذ الصباح !! سُرت فاتن كثيراً بذلك الخبر حتي أنها قالت لكرم : يبدو أنني سأصل لمحطة راحة أخيراً !!
كرم بقلق : لكنني أتعجب من ردة فعل والدتك هذه ؟!
فاتن : لما ؟! لم يبق امامهما الا تنفيذ كلمتي و الا ستبتلعهما خالتي كأسد جائع !!
كرم : لكن والدتك ليست من النوع الذي يستسلم سريعاً !! أخشي أن يكون انسحابها هذا يشبه سحب القوس للوراء تمهيداً لاطلاق السهم المسنون!!
فاتن بتوتر : لا تخيفني!! لم أفرح بعد بمغادرتهما !!
كرم : لم أقل هذا لاخيفك و لكن لكي أنبهك !!
فاتن بتساؤل : و إن كان توقعك صحيحاً فماذا أستطيع أن أفعل ؟!
كرم : لا أعرف بالتحديد ما قد يخططا له لكن ما الذي يمنعهما من المحاولة من جديد ؟!!
فاتن : لا أظن !! فبقاء شوكت هناك و وجود خالتي بالقصر سيخيفهما !!
كرم : مع ذلك أنصحك بأخذ نسخة المفاتيح التي رأيتها معهما يوم محاولة سرقة القبو !! كي نأمن غدرهما !!
فاتن : هل سأواجههما مرة أخري ؟!!
كرم : أظن هذا !!
فاتن : اذن لنؤجل ذلك بعد عودتي من زفاف شقيقتك و أعتقد أنهما لن يعيدا الكرة بسرعة !!
كرم : ربما ..
________بقلم elham abdoo
بدأ منير في التخطيط للبدأ في البحث علي وجه السرعة، ذهب لمنزل صديقه عفت و هو ضابط برتبه صاغ في البوليس المصري، خاطبه بصفة ودية كي يساعده في البحث
عفت : هل رأيت المكان الذي استقروا اليه بعربتهم ؟!
منير : لا .. لم تقف العربة لكنهم مؤكد استقروا في تلك المنطقة فمناخها ذو الزراعات و الأشجار الكثيفة و بعدها عن البلدة نفسها يجعلها مكاناً مناسباً لجحر يختبئون فيه بعيداً عن الأنظار!!
عفت : تلك وجهة نظر لا بأس بها لكنها تظل احتمال و ليس أكيد !!
منير : المشكلة الحقيقية أن الوقت لا يعمل في صالحنا فمدة البحث تنتهي بمجرد وصول إيفان لأسوان !!
عفت : بالطبع تلك السيدة ارسلت من يراقبه و يرسل لها الاخبار !!
منير : اذن هل ببالك خطة معينة للبحث كي نبدأ؟!
عفت : انظر .. أفكر بتشكيل مجموعتين للبحث في تلك المنطقة و لكن دون لفت النظر كي لا تنتبه تلك المرأة الا عندما نأخذ شقيقة صاحبك هذا من بين ايديهم !!
منير : و كيف اذن لن نلفت النظر؟!
عفت : سنسأل بهدوء الناس الذين نعرفهم هناك من قبل عن حركة غريبة أو عربة مخالفة، وجه غير مألوف .. اي معلومة صغيرة قد تقودنا بسهولة للمكان المراد !!
منير : سنسير في مجموعات صغيرة اذن ؟!
عفت : نعم .. ثلاثة أشخاص ضمنهم انا و ثلاث آخرون ضمنهم أنت !! سأرتدي زي ملكي غير رسمي كي لا نلفت النظر و سأحضر اثنين من العاملين لدي و ليس من قوة البوليس كي لا ينفضح الأمر فربما لها جواسيس بين قوة المخفر ..
منير : و أنا سأحضر اثنين من رجالي ضمن فريقي ..
عفت : لن نمضي معاً بل سأبدأ انا من الغرب ناحية المبرة من الامام و أنت تبدأ من الشرق ناحية ممر الأشجار و نقطة التقابل ستكون في منتصف المنطقة عند غابة أشجار الموز
منير : في اي وقت نلتقي ؟!
عفت : من ينهي البحث أولا ينتظر الآخر حتي يصل و إن حدث و احتجت تدخلاً عاجلاً ارسل واحدا من فريقك لي كي ننضم اليكم ..
منير : و هو كذلك .. سأذهب الآن كي أعد فريقي و البداية في الثالثة عصراً .. هل متفقين ؟!
عفت : نعم .. لنبدأ علي بركة الله
منير : و نعم بالله .. أتمني أن أنجح في إخراج إيفان من ذلك المأزق ..
عفت : ان شاء الله ..
_______بقلم elham abdoo
مضي إيفان في طريقه لأسوان و هناك عين ارسلت خلفه تراقبه بدقة دون أن يلاحظ، بالطبع يتوقع أن يكون مراقباً لكنه لم يستطع تحديد مكان تلك العين بعد !! عقله كان مرتبكاً مزعوجاً يتخيل وجه اخته الخائف مع زوج من الرجال في مكانٍ ناءٍ موحش !! انتفض جسده غضباً و خوفاً عليها و تمني لو يمر ذلك الوقت الصعب سريعاً لانه صعب الاحتمال ..
بدأ منير و عفت تمشيطاً سرياً للمنطقة من خلال التفحص و السؤال الهادئ لمن يعرفونهم هناك، بدي كل شئ طبيعيا و هادئاً كطبيعة المنطقة هناك، منازل قليلة و زراعات كثيفة، أشجار عالية و أناس قليلون يمرون بين الحين و الاخر !!!
ذهب النهار و حل الليل محله و عفت أنهي مهمته مع فريقه دون الحصول علي شئ أما منير فمن دافع محبته لايفان فقد أعاد المرور مرتين ربما يحصل علي معلومة او يصادفه شئ يقوده لدليل وجودها بالمكان و لكن دون فائدة !!
ذهب بيأس لمكان غابة الموز ووجد عفت ينتظره فجلس بجواره تحت جزع شجرة ليستريح فقال له عفت : لما تأخرت ؟! وجهك يقول أنه لا جديد !!
منير : نعم لكنني أرفض تلك النتيجة !! أود البحث مجدداً
عفت : انتبه !! يمكن أن تكون في مكان آخر و انت تضيع وقتك هنا بلا فائدة !!
منير : لا أعرف لكن حدثي يخبرني انها هنا في مكان قريب !!
عفت : عملي في البوليس علمني أن أبني تحركاتي علي احتمالات لها اساس و ليس مجرد حدث أو شعور !!
تأوه منير ثم قال : و أين يمكننا البحث ان خرجنا من هنا ؟! لا أستطيع توقع مكان آخر !!
عفت : يوجد مكان آخر في الجهة القبلية، يعد وكراً للخارجين عن القانون فربما سحبوها الي هناك كي تكون بمأمن في وسطهم !!
منير : هل تقصد منطقة تل العقرب؟!!
عفت : نعم .. هي بعينها !!
منير بتعجب : تلك منطقة خطرة و لا يفضل دخول الغرباء إليها دون قوة من البوليس !! هل سنذهب لنجد الفتاة أم ستصبح نحن داخل مصيدة !!
عفت : هو خطر كبير لكنني أخمن أن تكون هناك فهو آمن بالنسبة لهم !!
منير : مازال أمامنا الليل بأكمله و حتي ظهر الغد فهل نبحث هنا مرة أخري؟!! إن لم نجد شئ نذهب لتل العقرب و الأمر لله ..
عفت : لا بأس .. لنبحث مرة أخيرة و لكن أولا لنشرب من ذلك السبيل أولا لأن مائي نفذ و أشعر بالعطش
منير : و هو كذلك ..
وقف منير خلف عفت و هو يشرب الماء بكف يده و في تلك الاثناء جاء رجل ليملأ اناءً من الماء، في البداية كان الأمر طبيعيا فالرجل ألقي التحية عليهما و انتظر حتي ينتهي عفت كي يملأ اناءه و ما إن مد ذراعه ليضع الاناء تحت الصنبور لاحظ منير خدوش في يده علي شكل يوحي بأنه مكان لأظافر !! ظل منير محدقاً دون أن يلفت انتباه الرجل حتي ملأ الاناء و غادر حتي دخل بيتاً صغيراً علي مرمي البصر !!
عندما دخل للبيت و اغلق الباب اقترب منير لعفت و قال له ما لاحظه فسأله عفت : ألم تقل أنك اشتبكت مع هؤلاء الرجال ؟! كيف لم يلاحظك الرجل اذن ؟!
منير : لانه ببساطة ليس واحدا منهم !!
عفت باندهاش : اذن كيف تشك به ؟! ربما تشاجر مع زوجته منذ قليل ؟!
منير : و لما لا يكون فرد جديد تابعا لهم و لحسن حظنا و حظ إيفان أنه لم يكن ضمن الاشتباك كي لا يتنبه أنني قريب فيحتاط !!
عفت : و هل فتاة صغيرة بحجم أقل من خمسين كيلوجراما كما وصفت تحتاج لأكثر من زوج رجال كي يحرسونها !! أليس كثيراً ؟!!
منير : لا أعلم و لكن حدثي يقول انها قريبة و ربما هي فعلا داخل ذلك المنزل الذي علي بعد خطوات منا !!
عفت : هل نقتحم المنزل دون التأكد !! كيف سنبرر الأمر أن لم نجد شيئا بعد السطو عليهم ؟!!
منير: تعال معي لندور حول البيت بهدوء و نعرف مداخله ثم نقرر ماذا سنفعل ؟!
عفت بقلق : هيا بنا!! ليس أمامنا سوي المشي وراء الاحتمالات !!
___________بقلم elham abdoo
خرج الرجل الذي جاء لملئ الماء من المنزل وجلس امامه فاختبئ منير و عفت خلف شجرة كبيرة و بقي الحال هكذا ساعتين او ما يزيد حتي اصابهما الملل و انسحبا للوراء قليلا و جلسا علي مقربة بين الاشجار حتي دخل الرجل و أصبح الجو ملائماً ..
بدأ الشابان الدوران حول البيت علي ضوء شمعه صغيرة خافتة لكن البيت ذو نوافذ مغلقة بإحكام و لا يظهر شئ من خارجه !! قال له عفت بتهكم : ما العمل الان يا شارلوك هولمز ؟!
منير : دعك من السخرية أيها الصاغ و ابتكر لنا برتبتك تلك طريقة للعبور داخل البيت !!
عفت بعد تفكير : يمكننا تسلق تلك الشجرة و محاولة فتح النافذة القريبة تلك و لكن بهدوء أما ما سنلاقيه في الداخل فهو في علم الغيب !! قد نقابل شخصاً مسلحاً نشتبك معه و قد يكون هناك عائلة أو طفل نائم بهدوء و لا شى مما تتوقع علي الاطلاق !!
منير : هل ستتسلق أنت ؟! أنا لا أعرف التسلق ؟!
عفت : اذن انتظرني هنا !!
بصعوبة و جهد كبير وصل عفت لمستوي علي الشجرة يعادل النافذة و بعدها حاول القفز علي الجدار حتي تشبث به و ساعده بذلك قوامه الرشيق الخفيف !!
حاول بهدوء فتح النافذة دون إثارة الانتباه ففتح ممراً دقيقاً لبؤبؤ عينه بين دلفة النافذة الخشبية و ما بالداخل ثم نظر مدققاً !!
في البداية وجد أثاثا رثاً من خزانة للملابس و سرير معدني فارغ ثم في ركن الغرفة و علي كرسي خشبي رأي فتاة مقيدة بنفس الاوصاف التي وصفها منير فلم يتمالك نفسه و نظر لأسفل حيث منير منتظراً و قال له : وجدتها!! انها هنا
طار عقل منير من السعادة و قال : هل سنقتحم الان ؟!
أشار له عفت ب لا ثم أسرع لينزل الي الارض و قال له هامساً : يجب أن نستدعي فريقينا أولا كي نعد خطة الاقتحام !!
منير : أفكر في إبلاغ البوليس الان فقد عثرنا عليهم !!
عفت : أقترح الا تفعل هذا ؟!
منير : لما ؟! حتي و إن كان هناك جاسوس لها فلن يلحق ان يصل اليهم قبلنا و ينبههم لاسيما و اننا لن نترك هنا بعد الآن!!
عفت : ايفان الان بالطريق وحده فما الذي يمنعها من كتم صوته هو شخصياً الي الأبد؟!!
منير بأسف : معك حق فمن يخطف و يهدد بالقتل ليس بعيد عنه التنفيذ؟!!
عفت : لنقم بتلك العملية بمفردنا و نحاول القبض عليهم كي يعترفون علي من حرضهم أمام قوة البوليس و هنا يتم القبض عليها و من معها بتهمة التحريض علي الخطف و القتل !! و بعد ذلك تحاكم علي باقي أفعالها جميعها !!
منير : كلامك منطقي و مقنع ..
عفت : سأبقي هنا لمراقبة المكان حتي تعود بباقي الأفراد
منير : هم علي مقربة و لذا لن أتأخر .. سأعود سريعاً
عفت : قارب الوقت علي الفجر فأسرع ..
منير : حسناً
في الوقت الذي كان عفت يشرح خطة الاقتحام لباقي أفراد الفريق المكون من ستة أشخاص كانت كاريمان في غرفتها تمني نفسها بقدوم إيفان و باكتمال باقي خيوط القضية و حصولها علي البراءة ثم إدانة ايلاريون و حفيظة بجميع الاتهامات المقررة و بعدها يجتمع شملها مع حبيبها سالم بعد انقشاع الظلمة و ظهور النور !!
الأمل هو قنديل الروح الذي ينير ظلمات الحياة فسيمون في ظلمتها تتأمل بمنقذ يخلصها و أخيها يتأمل في منير الذي وعده بايجاد شقيقته ..
أما عزيز فبرغم كلماته عن انقطاع الأمل لكنه مازال يضيئ بشكل خافت داخله و هناك أيضاً ثريا التي مازلت تتأمل برؤية هدي …
و لن ننسي شفيقة التي عادت لمنزلها القديم علي امل نجاح خطة اعدتها في عقلها تمكنها من ثروة أختها !! تلك الأخت التي تأملت هي الأخري بنجاح مخططها الدنئ الذي سيريحها من تلك القضية برمتها !!!
قنديل الروح لا ينطفئ حتي و إن يئسنا أو ظننا أن الظلام حل بداخلنا بل تبقي شعلته دافئة و حرارتها كامنة في انتظار شرارة ضئيلة تعيد إلينا الحرارة و الحياة !!
ملحوظة : لفظ العسكري الذي ذكر خلال الجزء اليوم هو مرادف لكلمة ” كومود أو كومودينو ” و هي منضدة ذات غرفة ادراج توضع جانب السرير ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى