رواية الصندوق الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق الجزء الخامس والثلاثون
رواية الصندوق البارت الخامس والثلاثون
رواية الصندوق الحلقة الخامسة والثلاثون
#مهلة
ما قرأه يوسف جعله في حالة صدمة، ظل محملقاً في المستند الذي أمامه بلا حراك، أنهت ريم رسمتها ثم نظرت له فشاهدت صدمته فنادته عدة مرات حتي انتبه و قال : نعم يا ريم
اقتربت ريم منه ليلقي نظرة علي لوحتها فإذ به يجلس كمن يستريح من سفر متعب طويل..
لم يرد علي سؤالها عندما قالت : ايه رأيك ؟!! لأن عقله كان في مكانٍ آخر مختلف، الآن هو يراجع كل حماقات عزيز و يحاول ألا يري ريم كحفيدة له و لكن كيف؟!!
الأوراق الرسمية التاريخية تثبت ذلك
نظرت له ريم بقلق من حالته التي كان عليها و قالت : فيه ايه ؟! مالك يا يوسف ؟!
رد يوسف و لازال بؤبؤ عينيه متسع من الصدمة : لا … مفيش
ريم بشك : لا فيه .. واضح جدا اصلاً .. قولي لقيت ايه ؟!
يوسف : لا .. بلاش .. اللي هتعرفيه مش هيعجبك خاااالص
ريم : ليه .. أنت مش المفروض بتدور علي اسم الاجداد بتوعي ؟!
يوسف: تمام
ريم : مالهم بقي .. هو الخاتم طلع بتاع عيلتنا فعلا و لا ايه ؟!
يوسف : آه
ريم : طب م انا قولتلك مش عاوزين منك حاجه و حلال عليك الخاتم و الكتاب و الصندوق .. مالك بقي؟!
يوسف : لا … انا بس متفاجئ شويه
ريم : طيب لو كنت خلصت .. يلا بينا بقي
هنا تذكر يوسف صورة السيدة السمراء التي كانت تحتضن جد ريم عندما كان طفلاً، أرته لها مدام نيرة والدة ريم ذات يوم، تُري هل تلك السيدة السمراء هي بسمة ؟! أم سيدة أخري تصادف انها سمراء مثلها ؟! يجب أن يعرف فدخوله ذلك المكان مرة أخري سيكلفه أموالاً اضافية ..
قال لها يوسف : أنا لسه مخلصتش..لسه هجيب معلومة صغيرة كده ناقصاني
ريم : ماشي بس بسرعة ..لازم نخلص قبل الفجر م يطلع علينا هنا و الناس تشوفنا و احنا خارجين
يوسف : ماشي
أرته ريم رسمها مرة أخري و قالت : مقولتش رأيك فيها؟!
يوسف : تحفة … علي فكرة أنتي طالعة رسامة زي حد ف عيلتكم زمان كان بيرسم
ريم : بجد ؟! مين؟
يوسف : اخت جدك الكبير.. كان اسمها كاريمان و كانت أميرة
ضحكت ريم و قالت :كانت أميرة بجد ؟! أميرة أميرة يعني ؟!
يوسف : آه.. أميرة و زي م الكتاب بيقول كمان !!
ريم : و جدي بقي كان أمير زيها أكيد؟!
ابتلع يوسف ريقه ثم قال : آه.. كان راجل أمير ف لقبه و ف طبعه
ريم : انت شوقتني اقرأ الكتاب ده و لو اني مش غاوية قراءة
يوسف : لا بلاش احسن ..
ريم بغرابة : ليه بلاش؟!
يوسف و قد جز علي أسنانه: لا .. عشان مش بتحبي القراءة بس مش أكتر..
ريم : مممم .. طيب خلص انت اللي عاوزه و انا هعمل لنا كوبايتين شاي و معايا بسكوت في الشنطة هطلعه و ناكل بقي .. انا جعت بصراحة
لم يرد يوسف و بدأ في البحث عن شهادة ميلاد ” وردة عزيز ” ليري من تكون والدتها …
وصلت ريم غلاي الماء الكهربائي في الكهرباء ثم سألت يوسف: شايك ايه ؟!
كان يوسف واقف حائراً فسنة ميلاد وردة غير معلومة ؟! فتاريخ ميلاد الاب و الام لا يدون في شهادة الميلاد!!
كان الأمر سهلاً في حالة جد ريم لأن سنة ميلاده عرفاها من والدتها لكن الآن كيف سيعرف سنة ميلاد والدة جدها .. هل يخمن ؟!! لكن التخمين و نظرية الاحتمالات ستتطلب وقتاً طويلاً
أعادت ريم سؤالها فقال يوسف : اعملي اي حاجه يا ريم .. أنا هشرب اي حاجه
ريم بضجر: طيب
وضعت ريم الشاي و السكر في كوب ثم بحثت عن كوب آخر فلم تجد فقالت له بسخرية : بص طلع مفيش غير كوباية واحدة .. هشربها انا عشان جعانة و بعدين اعملك واحدة تانية .. تمام ؟
ضحك يوسف و قال : لا يا ستي شكرا خلاص مش عاوز .. اشربي انتي و كلي بالهنا و الشفا
ريم : طيب .. ع راحتك
أخرجت ريم البسكوت و جلست تأكله مع الشاي براحة بينما كان يوسف ممسكاً بقلمه يحاول ايجاد طريقة لمعرفة اسم والدة ” وردة عزيز ”
في البداية حاول تخمين عمرها من تاريخ ميلاد ابنها و لكن هذا الحل يفتح بابا واسعا من الاحتمالات فمن يدري في اي سن تزوجت !! ثم فكر في قسائم الزواج لكنها أيضا مرتبه حسب السنوات فماذا سيفعل ؟! ليس أمامه سوي التجربة و طلب التوفيق من الله !!
لو كانت السيدة وردة أنجبت جد ريم في سن العشرين مثلا فإذن هي مواليد سنة ١٩١٨ اذن لنبدأ البحث من ذلك العام الي ما يسبقه من سنوات ..
لمدة تجاوزت الساعة و نضف دقق يوسف كل المستندات حتي وصل لعام ١٩٠٨ فوجد السيدة وردة عزيز اخيراً .. اتضح انها مواليد ٥ أغسطس ١٩٠٨ و هكذا تكون انجبت جد ريم في عمر الثلاثين ..
نظر لإسم الأم فكان كما توقع رغم غرابة ذلك التوقع .. انها السيدة بسمة شفيق ..
جلس و قد شعر أن عقله توقف عن العمل و انتابته حالة التيهان التي أتته منذ قليل عندما قرأ اسم عزيز !!..
أحداث القصة مغايرة تماماً لما هو مدون في الوثائق .. لا علاقة تربط عزيز ببسمة فكيف اجتمعا بل و تزوجا و انجبا طفلة !!
كيف حدث هذا الترابط بين نعجة وديعة مثل بسمة و ثعلب ماكر مثل عزيز !!
أصبحت القصة لغزاً بالنسبة له يود فك رموزه بسرعة أكبر
قاطع أفكاره صوت ريم عندما قالت : مالك تاني يا يوسف ؟! فيه ايه ؟!
يوسف : مفيش .. انا بس تايه شويه
ريم : من ايه ..ممكن تفهمني ؟!
زفر يوسف مخرجاً صدمته مع هواء الزفير و قال : الكتاب .. انا مبقتش فاهم حاجه
ريم : طب اشرحلي و نفكر مع بعض
يوسف : أنا فعلا محتاج حد يفكر معايا بس من غير م تزعلي ؟!
ريم بغرابة : و ايه اللي هيزعلني ؟!
يوسف : اللي هقوله فيه حاجه تزعل بس هي حاجه قديمة يعني ملهاش دعوة بيكي
ريم : ازاي يعني ؟!
يوسف : بصي .. جدك الكبير عمل حاجات كتيرة غلط متسجلة ف الكتاب و ف الاخر اتجوز خدامة !!
ريم و قد رمشت بعينيها عدة مرات متسارعة و متلاحقة من التوتر : أنت بتقول ايه ؟! ايه التخاريف دي ؟! جدي عمل ايه وحش؟!
يوسف بخجل : بصراحة مسابش حاجه معملهاش، سرقة طمع قمار استهتار شروع ف قتل .. اي حاجه وحشة تتخيليها ممكن يكون عملها .. ده للأسف يعني !!
ريم بعصبية : أنت ازاي تتكلم عن جدي كده .. كتابك ده مفيش دليل ع انه صح.. مش يمكن اللي كتبه كان عاوز يشوه جدي و عشان كده خباه
يوسف : يعني اللي خباه ملقاش مكان غير شقة جدك .. طب و الخاتم اللي لقيته و موجود ف احداث الكتاب .. م هو صح اهو و حقيقي ؟!
ريم : ممكن يكون تلفيق هو كمان .. بقي أنا يا يوسف جدي حرامي و مراته خدامة ؟!! و انا من غبائي جيت معاك عشان تدور و تعرف .. اتاريك هتغلط فيا و ف اهلي
يوسف محاولاً تهدئتها : يا ريم .. أنا مش قصدي .. ده الكتاب اللي بيقول مش انا .. بعدين زي م بيخلق من ضهر العالم فاسد فيه العكس
تلك الجملة التي قالها لتهدئتها في ظنه ضايقتها و جعلتها تنفعل بالأكثر و قالت: ع فكرة مش مسموح لك تغلط ف اهلي و لا تقول رأيك فيهم .. كتابك ده ولا يساوي حاجه ع فكرة .. شويه خزعبلات و تخاريف و انت ماشي وراها ..
جمعت ريم أغراضها و خرجت مسرعة بينما هرع يوسف خلفها ليهدئها و قال: طيب استني .. انا اسف .. مش انتي اللي قولتيلي احكيلي !!
نظرت له ريم و قالت : يارتني لا جيت معاك و لا دخلت معاك ف كل ده من الاول .. بص هو لحد كده و كفايه …مفيش داعي نعرف بعض تاني
يوسف بتأثر : انتي شايفه كده !!
ريم : اه …
غادرت ريم من أمام المبني في عصبية لاحظها نبيل الذي تلفت هنا و هناك خوفاً من أن يراهما أحد و قال له : يا أ يوسف مينفعش كده .. مشافهومش و هم بيسرقوا شافوهم و هم بتحاسبوا
يوسف : معلش .. ده خلاف بسيط .. عموما شكرا أنا خلصت و بلغ سلامي و شكري لأيمن
نبيل : يوصل يا باشا .. اي خدمة
___________بقلم elham abdoo
عاد يوسف لشقته قبل الفجر بقليل، كان متضايقاً و روحه تضغط عليه بشكل كبير، شعر بغصةٍ في حلقه فذهب ليشرب ماءاً ليبتلع به سخافة ما حدث !!
ريم التي ساعدته و لطالما أظهرت له محبة و ود، لم تفهمه بشكل صحيح فلم يقصد اهانتها أو سب أهلها لكنه كان يقر واقعاً قد حدث، حدث قديماً لكنه حدث !!
قطعت علاقتها به دون تفكير و كذَّبت الكتاب و ادعت انه ملفق!! كل ذلك من أجل وغد اسمه عزيز للأسف يكون جدها!!
كان علاء ينتظر عودته لكن النوم غلبه و لم يستيقظ حتي الصباح، خرج من غرفته فوجد صديقه جالساً علي الاريكة في الردهة بوجه غير مرتاح فسأله باهتمام : يوسف!! ايه اللي حصل ؟! أنا راحت عليا نومة امبارح و انا مستنيك
يوسف: محصلش حاجه.. روحت و رجعت !!
علاء: امال مال وشك ؟! طيب وصلت للي عاوزه؟!
يوسف : آه.. وصلت !
علاء: امال فيه ايه ؟! مش مبسوط ليه ؟!
يوسف : ريم .. قطعت علاقتها بيا
علاء بتعجب : ايه ؟!!! ليه ؟!
يوسف : طلع جدها عزيز و انا قولتلها يبقي مين عزيز و عمل ايه زي م مكتوب في الكتاب !!
علاء: يا نهارك اسود .. قولتلها ايه ؟! قولتلها ليه أصلا؟!
يوسف : مش عارف .. يمكن اتصرفت بغباء
علاء: يمكن !!
يوسف : كنت عاوزها تفكر معايا .. انا دماغي لفت من اللي عرفته .. تخيل عزيز اتجوز مين .. يعني تخيل مين جدة ريم ؟!
علاء: فاتن ؟!
يوسف : ياريت .. طلعت بسمة !!
علاء : لا استني عليا كده .. هو منين يودي ع فين ؟!
يوسف : عشان تبقي تعذرني .. انا قولتلها عشان تفكر معايا بس .. بعدين ده موضوع قديم .. جدها كان سئ بس هي ملهاش ذنب
علاء: هو انت قولتلها كده كمان !!
يوسف : تقريبا
علاء بتهكم : كويس انها انفعلت و قطعت علاقتها بيك بس ..
يوسف : مش دي الحقيقة .. هو انا جبت حاجه من عندي !!
علاء: مش كل الحقايق ينفع تتقال يا صاحبي .. بس هتتحل متقلقش .. سيبها تهدي و بعدين ابقي صالحها
يوسف بغرابة : مين ده ؟! مستحيل !! بعد م قالتلي مش عاوزة اعرفك تاني !! عموما أنا كده ارتحت . كنت بفكر اعمل ايه معاها .. كده ارتحت
علاء : لا يا شيخ.. و لما انت مرتاح .. قاعد من امبارح هنا و منمتش ليه ؟!
يوسف: عشان بفكر بس
علاء بغير اقتناع : طيب لما نشوف هترتاح كده و لا لا .. و الايام هتبين . . انا هقوم ألبس عشان الحق الشغل.. رايح شغلك و لا ايه النظام ؟!
يوسف : لا .. أنا مرهق و منمتش طول الليل .. هكلمهم و هاخد اليوم أجازة و هخش انام
علاء : طيب .. اشوفك بالليل بقي .. سلام
يوسف : سلام
_________بقلم elham abdoo
كانت ريم قد بدأت في وصلة من البكاء عند صديقتها ياسمين التي أيقظتها فجراً علي صوت رنين الجرس!!
بصعوبة جعلتها تتوقف عن البكاء ثم خلدت للنوم لما يقرب من ساعتين، استيقظت بعدها علي صوت سليم يتحدث إليها قائلا : رورووو .. أنتي جيتي امتي ؟؟ وحشتيني اوووي .. عاوز ارسم معاكي
أقبلت ياسمين مسرعة لإبعاده كي لا يوقظها لكن ريم كانت قد استيقظت بالفعل فنومها لم يكن عميقاً أو مرتاحاً، نامت بضيق و استيقظت لتجد الضيق لازال يلازمها فقالت : سيبيه يا ياسمين .. انا كده كده كنت هقوم .. نكد عليا حتي ف نومتي ربنا يسامحه
ياسمين : طيب قومي نفطر و انسي بقي كل اللي حصل كأنه محصلش
ريم : ازاي بس.. هو زرار هدوس عليه هنسي بيه اللي حصل ؟!!
ياسمين : عشان تبطلي تثقي ف الناس و تروحي و تيجي معاهم .. دا انتي حتي قربتيه منك بسرعة و عزمتيه ع عيد الميلاد و فجأة لقيتك بتقولي بتحبيه .. عاوزين شوية تريث بعد كده
ريم : أنا بس هتجنن من الكتاب ده .. كتاب ف شقة جدي يطلع جدي بالشكل ده .. حرامي و مش عارف ايه ؟!
ياسمين : هو اصلا معدوم الذوق .. مكانش المفروض يقولك
ريم : يعني الكلام اللي ف الكتاب ده ممكن يكون حقيقي؟!
ياسمين : بصراحة ممكن … من غير زعل بقي
ريم : يعني هو عنده حق ؟!!
ياسمين : لا معندوش حق .. مكانش المفروض يقولك .. فيه حاجه اسمها ذوق !!
ريم : اهو خلاص راح لحاله .. حتي لو مكانش قالي أو لو انا مكنتش اتعصبت .. هيرتبط بيا ازاي و انا واحدة جدها عمل كل الحاجات الوحشة اللي ف الدنيا ..
ياسمين : يا ستي فوكك منه .. ربنا يبعت لك الأحسن و الأنسب.. متزعليش
ريم بحزن : هحاول …
________ بقلم elham abdoo
تحمم يوسف ليزيل إرهاق و تشنج عضلاته من ليلة أمس ثم دخل غرفته و حاول أن ينام، ظن انه سينام بمجرد ملامسة جسده للسرير لكن النوم استعصي عليه حتي أنه غفي بصعوبة بالغة ليستيقظ بعد ثلاثة ساعات و يمسك بالكتاب من جديد، هو يشعر أن كل ما بالكتاب حقيقي و صادق و لذا عكف علي ايجاد صلة للكتاب بالزمان الحاضر!!
الآن شغفه تضاعف ليعرف كيف جمعت الظروف بين حمل و ذئب، بين يمامة و عقاب !!
فتح الكتاب من حيث توقف ليلة أمس ليواصل القراءة من جديد
عادت بسمة إلي أسوان مرة أخري و لكن تلك المرة تختلف كثيراً، اصبحت ضمن الطاقم الطبي و لذا ذهبت للطبيب المسئول مباشرةً فور وصولها و سألته عن مكان إقامتها، وجهها لمبني ملحق بالعيادة، مع ممرضات اخريات..
ذهبت للمبني و تحدثت إلي المسئولة هناك ” الأستاذة خيرية ” التي رحبت بها و اعطتها مفتاح لغرفة تضم اثنتين من زميلاتها .. الغرفة لا بأس بها و المكان ككل لا يعد سيئاً، في أيامها السابقة مع سالم عاشت حياة رغدة و مرفهة لكنها لم تلبث إلي أن تعود مرة أخري لتعمل و تعيش كواحدة من العامة!!
استراحت علي أحد الأسرة و ظلت تفكر فيما ينتظرها و في اليوم الذي ستواجه سالم فيه، استدعاء حفيظة هانم لها يعني بداية الدخول للمباراة و لم تكن تعرف أمستعدة هي أم ليس بعد ؟!
ابتعدت عن المكان هنا فترة و لم تكن تعرف من المريض أو ملابسات اصابته …
انتقل إيفان لمنزله ليكمل فترة علاجه و استشفاءه و في المساء كان علي موعد للقاء الممرضة المكلفة للعناية به
_________بقلم elham abdoo
علمت بسمة من الطبيب أنها ستذهب لمنزل إيفان و اطلعها أيضاً علي أنه أصيب في محاولة قتل !!
دُهشت بسمة و للحظة فكرت بالتراجع للصلة التي تجمع إيفان بسالم لكنها عادت لتتحدي نفسها قائلة : الآن أو فيما بعد سنلتقي .. لأودي عملي دون الالتفات لأي اعتبارات ..
حملت نفسها و ذهبت في طريقها إلي منزله، طرقت الباب و انتظرت ففتحت لها سيمون التي تغير لون وجهها و اعترتها دهشة فمتي اصبحت بسمة ممرضة و كيف تبدل حالها هكذا .. أليس سالم قال أنها في زيارة لأهلها ؟! هل تلك هي الزيارة ؟!!
لدقيقتين ظلت بسمة تنتظر أن ترحب بها سيمون و تدخلها للداخل و لكن هيهات .. فسيمون غارقة في حساب الأمر ؟! كيف حدث ذلك ؟!!
قالت بسمة : مرحباً يا سيمون.. أعرف أن رؤيتي هكذا غريبة لكن تلك هي الحياة
ابتسمت سيمون ابتسامة باهتة و قالت : ما بالها الحياة !! تبدل أماكن الناس و ترفعهم و تضعهم كيفما تشاء
بسمة : ألن تقولي لي تفضلي بالدخول ؟!
سيمون و قد أفسحت لها المجال : بالطبع .. تفضلي !!
دخلت بسمة و جلست فقالت سيمون : هل يعلم سالم بهذا الذي حدث؟!!
بسمة : لا .. لكنه سيعرف عاجلا ام آجلا .. المهم الآن هو صحة المصاب .. السيد إيفان؟!
تعجبت سيمون لثباتها و قالت : قنبلة علي وشك الانفجار و أنت تقولين هكذا ؟!
بسمة : دعك من كل هذا … هل السيد إيفان متفرغ لأراه ؟!
سيمون : نعم .. و لكن هل تعلمتي جيداً ام ينبغي عليّ أن أقلق بشأن صحة أخي !!
بسمة : لا تقلقي .. تعلمت بسرعة و أصبحت جيدة بالأمر
سيمون بسخافة : سنري !!
تبعت بسمة سيمون لغرفة إيفان و بعدما قال : تفضل
دخلتا إلي عنده، فوجئ ببسمة كثيراً حتي قال
ايفان: بسمة !! انتِ .. كيف و متي و لماذا؟!
ابتسمت بسمة و قالت : هذا ما تطلبه الأمر .. الحمدلله علي سلامتك
إيفان: تسلمين .. هلا شرحتِ لي ؟!
نظرت بسمة بغير ارتياح لوجود سيمون حيث أنها لا تكف عن التهكم و السخرية بين كل جملة و أخري، أشار إيفان لاخته كي تحضر لها شيئاً تشربه ليبدآ حديثهما براحة ..
____________بقلم elham abdoo
شعرت كاريمان بضرورة التدخل لكبح جنون عزيز قليلاً، ذهبت مسرعة لمنزل سالم فقابلتها والدته و حفيظة هانم بوجهها الواهن حزناً علي فاتن
كاريمان : مرحباً .. كيف الحال يا حفيظة هانم
حفيظة هانم : و كيف سأكون و فاتن بعيدة عني ؟!!
كاريمان : الله يجمعكما من جديد .. هل هناك من يعرف مكان عزيز بالتحديد ؟!
بثينة : ذهب ليبحث وراء فاتن مع الرجال .. هل افتقدتِ أخيك الآن؟
كاريمان : هناك أمر عاجل أريده لأجله
حفيظة هانم : هل بشأن فاتن ؟!
لم تستطع كاريمان الإجابة بنعم أو لا فرآها سالم أثناء نزوله الدرج حائرة فقال : هل قلقتِ لأجل عزيز ؟!!
التفتت كاريمان و كأنه أنقذها و قالت : نعم ..
سالم : اطمئني يا أميرة .. هو بخير مع رجالي و مستمرون بالبحث .. هل آخذك معي لترينه
كاريمان : اذا سمحت
ذهبت معه بينما رمقتهما أعين والدته التي لم يرق لها أبداً صحبتهما معاً …
____________بقلم elham abdoo
في غرفة إيفان، تعجب مما سمع من بسمة بدايةً من قصة حب سالم لكاريمان و التي لم يكن علي علم بها أبداً و تأكدت لديه صحتها عندما روت له بسمة عن دفاعه عنها وسط جميع الحاضرين يوم الحفل و مروراً برفض كاريمان المتكرر له ثم نهايةً بسماعه عن مساعدة حفيظة لها في موضوع التمريض!!
إيفان: بسمة .. تلك السيدة نواياها ليست جيدة خاصةً بسبب العداوة التي حدثت بين فاتن و كاريمان .. لا تسمحي لها أن تجعلك آداة لاضرام النيران
بسمة : و لكنني سعيدة فعلا بتلك المهنة و بهذه البداية الجديدة في حياتي أمام سالم!!
إيفان: هذا ليس صحيحاً يا بسمة .. هل تعتقدين أن سالم سيتغير معكِ عندما تظهرين أمامه بتحدي ؟!
بسمة في تردد: ربما ..
إيفان: الانسان عندما يحب يا بسمة لا يحب انساناً كاملاً خال العيوب لكنه يحب كل شئ الجيد و السئ، الصالح و الطالح حتي أنه يغمض عينيه عن السوء ليسمح لنفسه أن تري الجيد !! سأعطيكِ مثالاً .. قلت ِ قبل قليل أن كاريمان رفضت سالم مراراً فهل رفض كاريمان و عجرفتها منعته من أن يحبها ؟!
بسمة بأسي : لا .. بل في كل فرصة كان حبه لها يظهر بشكل أقوي!!
إيفان: ها قد قلتِ الحق فلا تتعبي نفسك في جهاد بلا نتيجة ..
بسمة : ماذا أفعل اذن ؟! هل أترك كل شئ و أذهب ؟!
إيفان: هذا لا يعد تركاً لأن تلك الأشياء تكون لم تكن مقدرة لكِ من البداية .. ممكن أن نسمه قبول أو تعافي عن شعور مفرد بلا تلاقي .. عساكِ تلتقين يوماً بروحٍ تشبهك و بحباً يكسو كل تلك الجراح و يشفيها . ابقِ كما كنتِ يا بسمة .. نقية و جميلة و بسيطة فحياة الصراعات تلك لا تناسبك
بسمة : هل يمكنني أن أسألك سؤالاً ..
إيفان: بالطبع..
بسمة : كيف تعرف الحب هكذا و لم تعرف كيف تبقي ع علاقتك مع كاريمان رغم انكما كنتما تحبان بعضكما البعض كثيراً؟!
إيفان: الحب يا بسمة يحتاج أدوات تبقيه حياً و حبي لكاريمان كان ضعيفاً من البداية، لم أكن اكيداً من مشاعري و عند أول عثرة شعرت بالمسافة التي تفصلنا، إن أكملت في طريقي إليها كان سيزداد شعوري بالفجوة بيننا كل يوم !!
بسمة : عذراً فجلستي معك فتحت كل الجروح
إيفان: علي العكس . عيناي انفتحت علي أمور لم أكن اعرفها و أنتِ أيضاً .. أليس كذلك ؟!
بسمة : بالطبع .. لكنني لن أترك هنا قبل أن يتم شفاءك .. انا احمل لك الكثير من الود يا سيد إيفان فأنت لم تستصغرني يوماً قط، كنت دائما ودودا و محباً معي ..
إيفان: أنتِ مرحب بكِ في أي وقت يا بسمة
__________________بقلم elham abdoo
في داخل العربة التي تجرها الخيول، كاريمان و الي جوارها سالم جالسان دون كلام بعدما حدث بينهما، تجنبت كاريمان النظر اليه بالنظر للطريق من نافذة العربة فبادر هو بالكلام و قال : رفضتِ مقابلتى!!
ردت كاريمان دون أن تنظر له : هل توقعت أن تسير الامور بعد ما عرفته و كأن شيئاً لم يكن !!
سالم : بالطبع لا .. لكن الأمر طارئ كما تعلمين !!
اخرجت كاريمان الورقة الممزقة من جيب ثوبها الاخضر الحريري: نعم .. طارئ للغاية
أمسك سالم الورق من راحة يدها و قال : ما هذا؟!
كاريمان : عزيز يعلم الخاطف و يعرف قدر الفدية و مكان التسليم و رغم ذلك يلعب لعبة الحبيب الذي يبحث عن حبيبته الضائعة !!
اندهش سالم و لم ينطق لبضع ثوانٍ ثم قال : هل أخاكِ هذا مجنون أم ماذا ؟!
كاريمان : و سيأخذنا بجنونه للهاوية !!
سالم : قولي لي .. ما تفاصيل الرسالة
كاريمان : ما ادهشني هو أن كاتب الرسالة يقول له نلتقي في مكانك المعتاد !!
سالم : نعم .. اعرف ذلك المكان و قد بعثت رجالي ليحضروه منه مرتين من قبل
صُدمت كاريمان لسماعها ذلك و قالت : يتضح لي أنني بعيدة عن كل الاحداث يوما بعد يوم!! الجميع يعلم و يتحرك وفقا لخطته و انا المغفلة الوحيدة هنا !!
سالم : لا وقت لعتابك الآن.. بعدما نجد فاتن قولي ما يحلو لكِ و سأتقبله ..
نظرت كاريمان للنافذة و أشارت قائلة : انظر!! ها هو يبحث هنا و هناك .. حتي أنني كدت أكذب ما قرأت بأم عيني و أصدقه!!
سالم : لا عليكِ .. اتركيه يكمل بقية المسرحية و نحن لنذهب لنحضر المال سريعاً ..
_________بقلم elham abdoo
أشار سالم للعربة بالذهاب لبيت تابع له في نطاق آخر داخل أرضه، ألقي التحية للحراس ثم دخل و تبعته كاريمان التي وقفت و تركته يهبط بسلم صغير يظهر أنه لقبو المال فأمسك بيدها و أدخلها معه، رأته يعد الأكياس المطلوبة و يضعهم في زكيبة صغيرة ثم ذهبا لذلك البيت المملوك لعزيز لينتظرا قدوم ذلك الغريب ..
بعد أكثر من ساعة سمعا طرقاً خفيفاً علي الباب كما لو أنه علامة متفق عليها فأشار لكاريمان بالاختباء بالداخل ثم فتح الباب و قال للغريب
: تفضل .. أعلم أنني لست من كنت تنتظر لكن .. إن نظرت هناك في طرف الغرفة ستجد قطع ذهبية عددها كما أردت و يزيد .. يكفي أن تقودني للفتاة و آخذها و نعود و ينتهي الأمر
الغريب: و لكن من أنت؟
سالم : صديق عزيز .. هو لم يستطع المجئ لسبب الوضع الراهن لكنني اعرف كل التفاصيل كما تري و جئت حسب الخطاب الذي ارسلته
الغريب : اذن .. لأستلم المبلغ و لنذهب
سالم : هل الفتاة بخير ؟
الغريب : نعم
أشار له سالم بأخذ المال فذهب نحوه و عده جيداً ثم قال : لنذهب اذن
ظهرت كاريمان من الداخل فقال الغريب : أنت اخت عزيز .. أنا اعرفك
كاريمان بتهكم : و نعم المعرفة!!
الغريب: ربما تلك الفرصة ليست جيدة بما يكفي لكن أخاكِ هو من اوصل الامور لتلك النقطة و فعلته الاولي خير دليل
كاريمان : الاولي ؟!
ضحك الغريب باستهزاء: ألم يقل لكم علي ما يربطنا به ؟!
كاريمان : لا .. قل لي من فضلك ما القصة ؟!
الغريب: لا وقت لدي للحكايات .. ليقصها عليكِ هو اذا أراد .. قولي له أن تلك المرة عبرت و عليه ألا يغضبنا بعد الآن..
سالم : هيا بنا
________بقلم elham abdoo
ذهبت سيمون لتسأل عن كاريمان بعدما جري في الحفل لتعرف هل ستكمل في العمل معها ام لا .. لم تجدها بالطبع فذهبت للمشفي لتتابع ما يتم به فقد قرب موعد افتتاحه
أما بسمة فقد أعطت إيفان دواءه الذي قبل الطعام ثم ذهبت للمطبخ و أعدت له حساءا لذيذاً استمتع به و بعدها ذهبت لمسكنها علي أن تعود مساءاً لتعطيه الإبر في موعدها ..
_________بقلم elham abdoo
وصلت العربة التي تقل سالم و كاريمان و الرجل الغريب للمنزل النائي الذي احتجزت فيه فاتن ..
طلب منهما الانتظار في الخارج ثم دخل و نزع عنها القيود و اخرجها لهما ..
نظرت فاتن بإمتنان لهما فابتسم لها سالم و قال : الحمدلله أنكِ سالمة
فاتن : شكرا كثيرا لك
ثم نظرت لكاريمان منتظرة كلمة طيبة أو عناقاً و لو كان باهتاً، ما حدث لها جعلها تنسي الخلاف و لو لدقائق و لكن كاريمان لم تنس فنظرت لها بشعور مختلط و كأنها تريد أن تقول لها برغم ما فعلته وجب عليَّ انقاذك، نظرت فاتن بعينيها لأسفل و تبعتهم الي العربة
____________بقلم elham abdoo
في تلك الاثناء انهي عزيز جولة مخادعة جديدة من البحث عن فاتن و عاد لمنزل سالم ليخبر حفيظة أنه لا جديد، أتقن دوره ببراعة حيث جلس مغموماً حزيناً حتي دخلت فاتن في مشهد مفاجئ لا يُصدق !!
امتلئت جفون حفيظة هانم بالدموع و عانقتها بقبلات متلاحقة أما عزيز فكان مصدوماً يحاول الاستيعاب، نظر له سالم نظرة تعني : يا لك من خسيس فوجه نظره لكاريمان التي اقتربت منه و همست في اذنه : كم أنك ممثل عظيم .. تباً لك
تظاهر عزيز بالسعادة العارمة و أمسك براحتي فاتن و قال لها كلاماً معسولاً
عزيز : كانت ساعات فراقك صعبة و ثقيلة .. كم بحثت و فتشت عنك بلا فائدة لكن الله أعادكِ لي
سالم متهكماً : نعم .. خشيت أن يصيبك مكروه بسبب حزنك يا عزيز !!
فاتن : لا أعرف كيف وصلت لي يا سيد سالم لكن حمدلله علي أنك وجدتني
حفيظة هانم : بوركت يا سيد سالم .. لا يسعني الا أن أشكرك و أعبر عن امتناني لك
السيدة بثينة : نعم .. ابني دائما يفعل ما يجعلني فخورةً به ..
سالم : لا يستحق الأمر كل هذا الإطراء
عزيز بغيظ خفي : يا صاحبي .. لمَ لم تبلغني كي آتِ معك لتحرير عزيزتي فاتن !!
سالم مستهزئا : خشيت أن تلتهب عروقك علي الخاطفين فتحدث مشكلة !!
السيدة بثينة : دعكم من الحديث عن الخطف و الخاطفين .. اليوم تنتظركم مائدة مميزة تعدها ابنة عمي ” أمينة ” في الداخل
سالم في عجب : أمينة ؟!! متي أتت؟!
السيدة بثينة: أنا استدعيتها اليوم صباحاً لتقضي معنا بضعة أيام .. عسي أن تضع عقلك في رأسك!!
نظر سالم لوالدته لائما فكم يعمل عقلها بشكل مختلف ففي وقت الأزمة فتشت في عقلها عن عروس له و استدعتها أيضا أما كاريمان ففهمت ما يحدث و نظرت لسالم بابتسامة باردة و لم تعلق او تتحدث بعدها ..
نادت السيدة بثينة لأمينة ثم قالت لها : اقدم لكم .. ابنة عمي .. أمينة .. فتاة ذكية و طاهية ماهرة ..
فاتن : لكن كيف تكون ابنة عمومتك بذلك الفرق الكبير في العمر !!
أمينة : دعيني اشرح لك .. والدي يحب الأبناء الكثيرين، تزوج ٣ زوجات في آن واحد أما والدتي فتزوجها عقب وفاة زوجته الأولي و انجب منها بفرق عن أول اولاده قرابة ثلاثون عاماً .. من هنا يأتِ الفارق ..
فاتن : غريب …
السيدة بثينة : هيا للطعام جميعاً
ذهب الجميع للطعام بينما استأذنت كاريمان قائلة أنها متعبة و اتجهت نحو الباب لتنصرف فلحق بها سالم و قال : لم لا تنضمين و نتناول الطعام معاً ؟!
كاريمان : لا شهية لدي .. تناول أنت .. بالعافية
أيقن سالم أن ما فعلته والدته ضايقها فذهب و دعاها جانباً ليلومها
سالم : ألم أقل لكِ يا أمي لا أريد حديثاً عن الزواج الآن.. ما الداعي لإحضار أمينة ؟!
السيدة بثينة: استفق يا بني .. استيقظ من غفلة الحب تلك .. كاريمان رفضتك مسبقاً و سترفضك مجدداً كما فعلت من قبل فماذا تنتظر بعد؟!
سالم : انتظرها و ستأتي و لكن الامر يحتاج وقتاً …
السيدة بثينة: و ما الداعِ لاستدرار حبها هكذا.. اتركها في قلعة غرورها تلك و أنشأ لك عشاً هادئاً بوليفة لا تناطحك و تسبب لك المتاعب .. تلك الأميرة التي نثرت حبك حولها في كل اتجاه.. هل قالت لك شيئا ايجابيا .. هل اقتربت هي نحوك خطوة واحدة ؟! كفي يا بني
تهرب سالم لمواجهته بحقيقة تؤلمه: لمَ لا أري رياض ابداً منذ اتيت ؟!
السيدة بثينة : رغم أنك تقول هذا لتبدل الموضوع لكنني سأجيب ع سؤالك .. اضطر رياض للمغادرة للمنصورة لبحث موضوع القطن و ترك لك خبراً معي بالقدوم له في أقرب وقت .. هيا للطعام قبل أن يبرد!!
عندما اختلي سالم بنفسه فكر ملياً بكلام والدته ووجد أن أغلبه صحيحاً فبالرغم من كل ما قدمه و قاله لكاريمان إلا أنها ابقت قلبها مغلقاً، كحصنٍ منيع داخل قلعة عالية الأسوار، يشعر بحبها لكنها لا تُصرح به، قريبةً منه لكنها أيضاً بعيدة، يعشقها لكن الأمل في وحدتهما ضئيلاً..
نجحت السيدة بثينة بنشر بذور التذمر داخل عقله فأنبتت في وقتٍ قصير رغبة في تغيير أو تحقيق تقدم فبقاء الأمر علي ما هو عليه لم يعد ممكناً خاصةً و أن والدته باتت تخطط لتزويجه بإلحاح !!
أرسل لضيوفه جميعاً خبراً باستكمال العطلة التي اوقفتها الاحداث الماضية بدعوةٍ لقضاء يومٍ في معابد أبو سمبل التي اكتشفت حديثاً و بحث العلماء عن تفسير ما كتب فيها من نصوص و نقوش و جداريات !!
في الصباح تم تجهيز العربات ذات الخيول لتقلهم للمكان المقصود و عند وصولهم بدأ الخدم في تجهيز المكان لجلسة تضم الجميع يحتسون فيها الشاي و يتناولون الإفطار ثم يبدأون بالتفرق في شكل مجموعات لتفقد المكان و التأمل به
ذهب عزيز بصحبة فاتن أولا بعدها منصور بك و ثريا و معهما هدي ..أما كاريمان فذهبت وحدها للتجول فلحق بها سالم بينما بقيت السيدة بثينة و أمينة و السيدة حفيظة جالسات في مكانهن يراقبن ما يحدث
جذبت السيدة بثينة يد أمينة و ذهبت بعيداً و قالت : أين ما اوصيتك به ؟! تركته حتي ذهب خلفها من جديد !!
أمينة بتذمر: لن أدخل معركة خاسرة يا ابنة العم .. ابنك يحبها و هذا واضح للجميع !!
السيدة بثينة : نعم .. لن أنكر ذلك لكن لمَ لا تكوني مثل الحصان الأسود يا أمينة؟! فأنتِ ذكية و بكِ كل الصفات الحسنة للعروس فلمَ لا ؟!
أمينة: ماذا يعني الحصان الأسود؟!
السيدة بثينة: هو الحصان الذي لا يراهن عليه أحد و يتوقع الجميع خسارته لكنه يفوز في النهاية !!
أمينة: كيف ؟! تلك مسألة مشاعر و لها حسابات أخري
السيدة بثينة: بدلا من الكلام الفلسفي هذا.. اذهبي و افعلي محاولة واحدة .. عساكِ تنجحين و تسعدين قلبي !!
أمينة: لأجلك سأحاول .. لمرة واحدة
_______بقلم elham abdoo
عندما تبع سالم كاريمان مرا أولا بمعبد الفرعون العظيم رمسيس الثاني الذي زينت تماثيله واجهات المعبد، عظمة النحت في الأحجار و النقوش التي تعدي عمرها الاف السنين جعلت كاريمان في اعجاب و انبهار فهي تزور المكان للمرة الاولي، كل شئ متقن ببراعة كأن الانسان لم يكن بعصر بدائي حينها، حضارة عظيمة حفظها الاجداد لأحفادهم لتبقي شاهدة علي عظمتهم و تقدمهم، عبرا نحو المعبد الاخر الذي شيده الملك لأحب زوجاته الملكة الجميلة نفرتاري
قال سالم : أتعرفي.. قال رمسيس الثاني فرعون مصر العظيم عن زوجته نفرتاري أنه من أجلها تشرق الشمس !!
ابتسمت كاريمان و قالت : قرأت انها كانت احب زوجاته اليه
سالم : نعم .. لذا شيد لها معبدا خاصاً
كاريمان : و برغم هذا تزوج نساء غيرها !!
سالم بفكاهة : نعم فقلبه كان به متسعاً للمزيد !!
كاريمان : تُري هل تحمل من جدك الفرعون العظيم بعض الصفات !!
سالم : ما أشعر به تجاهك لم أشعر به تجاه أي امرأة من قبل .. حتي زوجتي التي توفت ..
كاريمان : و خطوبتك بوصيفتي .. بماذا شعرت نحوها ؟!
سالم : لن أقول عطفاً بقدر ما كان احتواء و حماية
كاريمان : أي أن قلبك يتسع أيضا للمزيد !! لا اري أجمل من اوزوريس في حبه الوفي لايزيس .. لم يحب سواها حتي توفي !!
سالم : لا تخافي فلو قلتِ م انتظر فلن يكون هناك غيرك ..
أقبلت أمينة عليهما و قالت : هل يمكنني مشاركتما الجولة ؟!
أشاحت كاريمان بوجهها بعيدا و لم ترد فقال سالم : يمكنك بالطبع
أمينة: هذا المعبد هو معبد نفرتاري الذي شيده لها الفرعون رمسيس الثاني
سالم : نعم .. قلنا ذلك للتو
أمينة : كانت المميزة بين زوجاته و ذلك يذكرني بأبي فأمي هي مفضلته أيضا
اغتاظت كاريمان و قالت : و هل هذا التفضيل مدعاة للفخر؟!
أمينة : بالطبع .. فالانتصار في التنافس و تحقيق الأفضلية يعني أن الشخص لديه تفرد و مكانة خاصة
كاريمان بتهكم : و أنا أري أن التنافس لحجز غرفة أكبر في قلبٍ كفندق لا يعد انتصارا
اغتاظت أمينة و قالت : ربما أنانية و غرور بعض النساء تصور لهم أن امتلاك الرجل هو حق وواجب !!
كاريمان : بل إن الأفضل في الحب هو القناعة ..
رأي سالم أن الجو قد اشتعل فرغب بتهدئة الجو قليلا فقال: كل انسان لديه قدرة و توجه و قناعة مختلفة لذا فليعش كل انسان بحسب ما يستطع أو يريد !!
أمينة : و برأيي ذلك أيضاً
ظل سالم يحدق ب كاريمان فانصرفت أمينة
قالت كاريمان : تلك الفتاة تعرف هدفها جيداً
سالم : صمتك هو من يجعلني هدفاً في كل مرة
كاريمان: بل إن بقاءك في مرمي الأهداف هو ما يجلب المتاعب !!
سالم : بل بقاءك أنتِ في قلعتك ذات الأسوار هو ما يجعل المارون هنا و هناك يحاولون مرارا و تكرارا ..
لنتحدث بشكل صريح الآن.. أنتِ غير محددة الموقف، بعيدة و قريبة .. معي و لستِ معي .. تغارين و لا تصّرحين .. ف إلي متي سنبقي هكذا ؟!
كاريمان : لا أعرف.. أنا لم اصارح نفسي بعد !!
سالم : هل تحتاجين وقتاً لهدم أسوار القلعة داخلك ام انك قريبة للبقاء بالداخل كما أنتِ ؟!
كاريمان : أود هدم الأسوار لكن العقبات تحاصرني !!
سالم: أنا مسافر غداً لمتابعة سير موضوع القطن .. عند عودتي اريد جواباً محدداً بعدها إما سنكمل الطريق يداً بيد و إما سيمضي كلا منا في طريق بمفرده …
كاريمان : هل هذا إنذار ام تهديد !!
سالم : لا هذا و لا ذاك .. بل هو رغبة في التقدم إن أردتِ
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)