رواية الصندوق الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق الجزء الثاني والعشرون
رواية الصندوق البارت الثاني والعشرون
رواية الصندوق الحلقة الثانية والعشرون
لم تستطع كاريمان الصراخ فالسكين علي رقبتها مباشرةً و عزيز في حالة عصبية جنونية و قد يقتلها ان نطقت فظلت صامتة لكن الرعب ارتسم في عينيها، الوقت كان متأخراً و الخدم ذهبوا لمخادعهم، تمنت لو يأتي عوف و يخلصها من يده، فكرت في التخلص منه بنفسها لكنه كان ضاغطاً عليها بكل قوته، لحظات من الرعب مرت عليها إلي أن امتدت يد قوية و رفعته من فوقها ثم أزاحته و ألقته في أحد الزوايا، إنه سالم !! عندما رأته تعجبت من وجوده لكنها حمدت الله أنه أتي…
أمسك بيدها و لاحظ جرحاً سطحياً في رقبتها من أثر السكين، أجلسها ع أحد الارائك و تركها تلتقط أنفاسها بينما هرب عزيز في لحظات قبل أن يحاسبه أحد، أحضر لها سالم كوب من الماء لتهدأ قليلاً ثم اخرج منديله و ربطه حول رقبتها لكي لا تنساب الدماء أو يتلوث الجرح ..
جلس إلي جوارها في أسي و قال
سالم : هل أنتِ بخير ؟!
كاريمان : إلي حد ما.. لم أكن أتصور أن تصل الأمور لهذا الحد أبداً
سالم : أنا لا أفهم.. ماذا يحدث حتي يفعل أخوكِ شئ مشين كهذا ؟
شعرت كاريمان بالخزي لما حدث و لم تستطع أن تروي التفاصيل فقالت : خلافات عائلية لا داع لذكرها.. عزيز شخص متهور كما تعرف فلا لوم عليه ..
سالم : لا لوم!! قد كاد يقتلك لولا مررت ل هنا صدفةً
كاريمان : حقاً ..كيف مررت من هنا و دخلت و وجدتني؟!
سالم بتوتر: كنت في زيارة لأحد جيرانك و مررت فسمعت صوت صراخ عزيز فقلقت و ذهبت نحو الباب فوجدته موصداً فاضطررت لكسر القفل و دخلت و حدث ما شاهدته بنفسك
كاريمان : زيارة في ذلك الوقت !! الناس كلهم نيام !
توتر سالم و لكنه حاول أن يُظهر الأمر عادياً فقال: كانت زيارة عاجلة لصديق مريض ..
كاريمان : ممممم . احمد الله ع تلك الصدفة .. أرجوك أن تُبقي ما حدث هنا سراً و لا تذكره أمام أي إنسان .. من فضلك
سالم : كما تريدين و لكن أخيكِ هذا تخطي كل حدود المقبول و أصبح تهوره خطراً جداً .. لا أود تركك هنا وحدك .. تعالي معي و ابقي في منزلي كما كنتِ
كاريمان : لا … عودتي ستثير التساؤلات و انا لا اريد لغط أو ضجيج
سالم : لكنني لن اتركك هكذا.. سأرسل أربعة من رجالي يحرسونك و لن يسمحوا لأخيك بالدخول
كاريمان : عوف خادم ابي كان كافياً لكنه ذهب للنوم قبل دقائق مما حدث .. ربما بُعد مخدعه عن هنا هو السبب في عدم سماعه للصوت
سالم : لا .. واحد فقط لا يكفي حتي و إن كان بارعاً .. سأبعثهم لكِ فور وصولي.. لا ترديني أرجوكِ
كاريمان : شكراً كثيراً لك .. لا اعرف كيف أوفيك حقك
سالم : لا عليك .. دمتِ سالمة يا أميرة..
تركها سالم و بقيت علي الأريكة تحاول استيعاب ما حدث، شعرت باهتزاز و برودة في أطرافها ف مدت يديها و لاحظت الارتعاش، شعرت به أيضاً في قدميها،تحركت إلي غرفتها بوهن و أزالت منديل سالم من رقبتها و نظرت للجرح أمام مرآتها، قالت داخل عقلها : إن عزيز أصبح خطراً و اعماله كلها غير مبررة، مجيئه لهنا و طلبه للمال ثم ظهور أموال كثيرة معه بمبررات لا تصدق، المقامرة و عصبيته الزائدة، قد رأت في عينيه خوف يدفعه للجنون.. تُري ماذا يخفي ايضاً و ماذا يحيك؟ .. أيا كان فستفوح رائحته قريباً …
في طريق العودة للمنزل، تذكر سالم شوقه لرؤيتها الذي دفعه للمرور بالقرب من بيتها، فكر فيما كان سيحدث إن لم يكن هناك!! هل كانت ستفقد حياتها علي يد أخيها؟! ذاك المجنون، تمني لو وافقت علي أن تعود لمنزله فهكذا سيظل قلقاً عليها دائماً ..
عندما عاد لمنزله ارسل لها الحرس و كلف زوج آخر من عامليه بالبحث عن عزيز و احضاره عنده في أسرع وقت ..
_______________بقلم elham abdoo
لم تنم كاريمان حتي الصباح ما بين الحزن ع ما فعله أخيها و الارتعاش الذي لاحظته من بعد الحادثة، أتي إيفان كعادته ليمر عليها قبل ذهابه للعيادة فربطت منديلاً علي الجرح لكن الارتباك و الرعشة ظهرا علي وجهها و يديها
قال إيفان: ماذا بكِ؟ أراكِ في ارتباك و عدم اتزان .. هل حدث شئ البارحة؟!
كاريمان : لا .. مجرد شجار مع أخي بعد ما حدث
ايفان: هل توترتِ كثيراً؟
كاريمان : نعم .. أعصابي مشدودة و متوترة .. هل هناك لديك دواء مهدئ للأعصاب؟
إيفان: نعم .. اعرف دواءً سيفيدك، عند ذهابي للعيادة سأرسل لكِ منه، ضعي الكمية في كوب ماء و تناوليه و ستصبحين أفضل يا عزيزتي
سمعت كاريمان لفظ عزيزتي بدلا من حبيبتي فتضايقت قليلا وقالت : شكرا لك يا عزيزي …
إيفان: لدينا مسابقة اليوم .. برأيك هل ننسحب فحالتك الصحية تحتاج للراحة و الهدوء ؟ و انا أيضاً قد تعكر مزاجي و تراجعت رغبتي ف الحضور
كاريمان : المشكلة ان مدام روز ترغب في مشاركتي كثيراً لرفع مستوي المنافسة و لا أرغب في ردها … سأحاول النوم و الارتياح حتي المساء و أقرر بعدها ما إن كنت سأذهب ام لا ؟ هل هذا مناسب لك ؟!
إيفان: نعم .. لا عليك مني .. انا فقط منزعج بسبب رؤيتك ع هذه الحال
كاريمان : لا تقلق .. سأستعيد نفسي سريعاً
إيفان: دمت في صحة و عافية
____________بقلم elham abdoo
أحضر رجال سالم عزيز موثقاً من يديه و هذا الوضع ازعجه كثيراً و لم يتقبله فهو سليل عائلة عريقة ع كل حال، طلب منهم أن يفكوا وثاقه فغالباً لم يصلهم الصوت و
تركوه في غرفة أغلقوا بابها عليه و مضوا و بعد عشر دقائق جاء سالم و دخل للتحدث إليه
سالم : هربت البارحة سريعاً!!!
عزيز : لا أعرف ماذا يدخلك بين الأخوة .. ماذا لك في ذلك الموضوع لتخطفني و تحتجزني هنا ؟ لا افهم؟!
أمسك سالم بياقته و ضغط علي رقبته و قال : أخوة؟؟ كدت تقتلها ايها السافل و تقول لي أخوة؟!!
عزيز : أنا مازلت لا أفهم!! دفاعك عنها و احتجازي هنا بالرغم من انها لا تري فيك الا رائحة ابل !!
عندما سمع سالم هذه الجملة تذكر تلك اللحظة عندما قرأ ذلك الخطاب، تركه و ابتعد قليلاً فأدرك عزيز انه وضع يده ع موضع الألم و قال : نعم!! عليك أن تدرك أن كل ما تفعله لا يستحق!
سالم : هل قالت لك أنت أيضاً عن هذا
أعجب عزيز رؤية ذلك الضعف و الضيق في عيني سالم و قال : لا بل قرأت خطاباتها لفاتن فعرفت رأيها بك .. و لكن يبدو أنك انت من سمع ذلك من قبل ؟!
سالم : نعم .. سمعت .. ناهيك عن هذا .. أريد أن أعرف ماذا حدث لتصل بكما الأمور لما رأيته أمس
عزيز : لست معنياً بما حدث .. لا يخصك
سالم بتحدٍ : يبدو أن البقاء في تلك الغرفة يعجبك .. ما رايك أن يطول!!
عزيز بغيظ: لا تعبث معي !! أنا أحذرك
سالم : هل تظن أن كلماتك هذه ستشكل فارقاً لي .. قل لي ما حدث إن كنت تريد الخروج من هنا و لا تحاول أنت العبث معي لأنني سأتحقق من كل معلومة تقولها
عزيز : و لماذا لم تطلب منها هي أن تخبرك ؟!
سالم : لن اجادل معك للمساء .. أمامك ثلاث دقائق إما ستخبرني بما اريد و إما ستبقي هنا تفكر حتي صباح غداً
عندما سمع عزيز انه من الممكن أن يبقي هنا هذه الليلة تراجع و قال : اختلفنا بسبب فاتن صديقتها .. وعدتها بالزواج و خلفت وعدي معها و هي استدعتها و أحضرت خاتم الخطبة فرفضت و حدث شجار و اعصابي تلفت فحدث ما حدث
سالم : فاتن !! متي أتت؟! لم أراها أمس
عزيز بضجر: في الغالب قد غادرت أمس بعد م حدث
سالم : هل انت متأكد من أن ذلك هو السبب
ابتلع عزيز ريقه ثم قال : نعم .. متأكد
سالم : و انا سأقتنع بما قلت حالياً و سأطلق سراحك لكن اعلم شيئا .. ابق بعيدا عن كاريمان فحالتها سيئة بعد ما فعلته أمس .. قد أقمت حراساً علي أبوابها
ضحك عزيز بخبث و قال : هل تعشقها إلي تلك الدرجة ؟! بالرغم من حبها لذلك الطبيب!!
سالم : دعنا لا نسميه عشقاً .. لتكن محبة أو معزة .. أنا لا أريد أن يصيبها أي أذي
عزيز : أنت شخص غريب .. هل يترك المحب حبيبه لآخر .. الحب غيرة يا حضرت؟
سالم : انت لا تفهم و لن تفهم
عزيز : دعني أعقد معك اتفاقاً
سالم : ما هو ؟
عزيز : إن أزلت عقبة هذا الطبيب من أمامك ستكون هناك فرصة لك لتجذبها إليك .. صحيح ؟!
سالم بعجب : ماذا تقول انت؟! و ماذا تعرض ؟! لا أفهم !!!
عزيز : سأوضح لك .. سأبعد بينهما بطريقتي و في المقابل ستساعدني انت في أمرٍ ما
سالم: أمر ماذا ؟
عزيز : رجل يطاردني أريدك أن تخيفه و تبعده عن طريقي بسلطتك هنا
سالم : و لماذا يطاردك؟
عزيز : حدث بيني و بينه خلاف مثل ما حدث بيني و بينك و هو يطاردني فأريدك إن تم ما قلت و فرقت بينهما أن تأتِ معي برجالك و نخيفه لكي يكف عني
سالم : كلامك مريب و معلوماتك ناقصة
عزيز : سأنهي الجزء الاول من اتفاقنا ثم اشرح لك الجزء الثاني فيما بعد .. هل اتفقنا؟
سالم : لا .. لم نتفق .. ماذا تخطط أنت لايفان ؟!
عزيز : بصراحة لا يعجبني هذا الشاب و لكي لا اكذب، أنت أيضا لا أراك مناسبا لها و لكن عندما اقارن بينكما أجدك أنت الأفضل من وجهة نظري .. أتدري لمَ؟
سالم متهكماً : لمَ يا سليل عائلة الراعي العريقة ؟!
عزيز : بدون تهكم من فضلك .. ذلك الطبيب فقير متسلق غريب في بلدنا، لين الطبع ليس له هيبة ع عكسك فأنت لديك مال و سلطة و هيبة تليق بك هنا
سالم : و ماذا خططت له ؟! واضح ان هناك خطة ما موضوعة ؟!
عزيز : لم اتعود الإفصاح عن كل ما بعقلي لأحد لكن ما يهمك هو النتيجة
سالم بحدة : لا .. لن أقبل أبداً أن تؤذيه .. هل تفهم ؟!
عزيز : أنت فهمت خطأ .. لن أمسه بأذي .. سأبعد بينهما فقط لتحظي بفرصة .. أم انك لا تريدها و فضلت الاستسلام؟!
لم يرد سالم فقال عزيز : هل اعتبر اتفاقنا سارٍ؟!
سالم : لا .. لا ادخل في اتفاقات لخطط و موضوعات غير واضحة .. آسف .. اترك اختك لاختياراتها و لا تصنع من نفسك حاكماً عليها و عاي تصرفاتها
زفر عزيز و قال : أنت حر … فلي بدائل و طرق أخري و انت الخاسر ..
اقترب عزيز للباب المغلق و قال : هل ستطلق سراحي ام سنظل هنا نتحدث حتي موعد حفلتك الراقصة؟!
فتح سالم الباب و أطلقه و أدرك أن هناك شيئا يجب أن يفعله فوراً دون تأخير..
خرج من تلك الغرفة و ذهب إلي قاعة الرجال ليضمن ألا يدخل أحد اليه، أمسك ورقاً و قلماً من الفحم و كتب رسالةً بدي أنها مستعجلة و ضرورية، أنهاها ثم أعطاها لمن سيرسلها علي الفور …
________________________ بقلم elham abdoo
في طريقه إلي قاعة المائدة ليتناول إفطاره رأي باب قاعة البيانو موارباً و أصوات أقدام مع دندنة بسمة خارجة منه فدخل ليستمتع بحديثها قليلاً فردودها العفوية و عينيها البريئتين المتطلعتين إليه بحب يجعلاه منجذب لها راغباً في محادثتها، طرق الباب بشكل خفيف مستخدماً اصبعيه السبابة و الوسطي فانتبهت و توقفت فدخل و سألها : كيف حال التدريب ع التانجو .. اليوم هو اليوم الكبير؟؟
ردت بسمة في حماس : سأتدرب حتي آخر وقت و لكنني في حيرة
سالم : ممَ؟
بسمة: أرسلت مدام بيلين ثوبين مناسبين للحفلة و لا أعرف أيهما أجمل لأرتديه ؟
سالم : بسيطة .. سأساعدك و لكن يجب ان ترتديهما لأعرف أن أرجح لكِ أحدهما
بسمة : اذن … كيف سنفعل ذلك ؟
سالم: ستذهبين لجناحك ثم تدخلين لغرفتك و ترتدي الثوب الاول و انا سأكون بانتظارك في ردهة الجناح و هكذا في الثوب الثاني أيضاً … بهذه البساطة
بسمة : نعم … سأذهب الآن
ضحك سالم من خلفها و قال : و أنا سأتبعك
____________بقلم elham abdoo
ارتدت بسمة ثوبها الأول و كان احمر كرداء الملكات، ناعم و جميل فقال سالم : رائع
ثم ارتدت الثاني الذي كان بلون أخضر في درجة هادئة تشبه أوراق الأشجار ليلاً، ثوب من الحرير الخالص فائق النعومة، نفذته مدام بيلين بشكل مغلق بناءً علي رغبة بسمة، لم يُظهر سوي ساقيها بمقدار كفٍ واحد، منسدل بشكل متسع كلما اقترب للأسفل كي يتيح لها حرية الحركة، صمت سالم لدقيقة ثم قال : هذا هو … مذهل
اقتنعت بسمة علي الفور و قررت ارتداءه في الحفل فلم يكن الحفل هو المهم عندها و لكنها أحبت أن ترتدي الأجمل في عينيه و الثوب الذي اختاره بنفسه ..
تركها و ذهب للأسفل و قال : قد تأخرنا علي الإفطار .. اتبعيني بسرعة
_________________________بقلم elham abdoo
ذهب إيفان بعد الظهر ليطمئن علي كاريمان فوجدها تحسنت عن الصباح كثيراً بفعل الدواء الذي أرسله لها، أشارت لراشدة بإعداد كوبين من الشاي و جلسا ليتحدثان و مازال المنديل مربوطاً علي مكان الجرح، في تلك الأثناء أقبل سالم و ألقي التحية ثم سألها : كيف حالك اليوم ؟
فأشارت له بعينيها أن إيفان لا يعرف و قالت : أصبحت أفضل الآن و لكن عزيز أتلف أعصابي بشجاره
قال سالم : امممم .. الحمدلله علي سلامتك
إيفان: أرسلت لها صباحاً وصفة طبية مهدئة للاعصاب بعد أن كانت يديها ترتعشان و الآن هي أفضل الحمدلله
حزن سالم من اجلها و قال : سلمت يداك يا صديقي .. أنا سأذهب لأرتاح قليلا و سألتقيكم ليلاً في منافسة الرقص .. هل ستنضما؟
نظر إيفان لكاريمان و قال : كما تريد كاريمان
قالت كاريمان : أنا بخير الآن و سأشارك ان شاء الله
ابتسم لهما سالم و ذهب بسرعة فوجود إيفان أشعره بأن ليس له مكان …
_________بقلم elham abdoo
جاء المساء الذي انتظرته بسمة كثيراً فبرغم روحها المسالمة لكن التقليل من شأنها أشعل رغبتها في المنافسة، ارتدت ثوبها الأنيق ذو اللمسة الناعمة و عندما نزلت من الدرج وجدت سالم ينتظرها في بذلة بيضاء بقميص أبيض و بنطال أسود و رابطة عنق سوداء، بدي أنيقاً جداً و عندما تعلقت في ذراعه ظهرا كزوج يمام متناغم، بسمة ببشرتها السمراء لأبيها و ملامحها الرقيقة الصغيرة لأمها و سالم بهيبته و قوته و ملامحه و لونه القمحي المصري الأصيل ..
توقف يوسف عند تلك الصفحة لان الصفحة المقابلة حملت رسماً لزوج اليمام ذاك، ظل هو و علاء يتأملان الرسم و براعته فقال علاء : تفتكر مين هيكسب ؟
يوسف : مش عارف …
علاء : تيجي نتوقع زي الماتشات و اللي يخسر يجيب ٢ كريب للعشا
ضحك يوسف و قال : ماشي . انا مع سالم و بسمة
علاء: و انا مع صوت العقل .. عملياً كاريمان و إيفان الاقوي و الأكثر خبرة في الرقص
يوسف : طب يلا نشوف
___________بقلم elham abdoo
وصل سالم و بسمة الحفل أولا ثم أقبلت سيمون و معها السيد كمال و اخيراً جائت الأميرة مع الطبيب الوسيم ..
الحفل مقام بقصر السير ليبون و زوجته السيدة روز، في الحديقة الواسعة أضيئت المشاعل و تم وضع طاولات لجميع المدعويين و في المنتصف أعدوا مكان حلبة الرقص، العاملين هنا و هناك يوزعون المأكولات و المشروبات و هناك فرقة موسيقية تعزف ألحاناً قبل البدء بالمنافسة و أمام الحلبة أُعدت منصة الحكام الخمس ..
جلس الجميع و بدأت مدام روز التحية و تقديم الفقرات و قالت :
أرحب بالجميع في هذا المساء الجميل .. شرفت بحضوركم و أتمني أن تستمتعوا اليوم بتلك المنافسة في واحد من أجمل الفنون ألا و هو رقص التانجو و هي رقصة ذات أصول أرجنتينية كما تعلمون
أرحب بالجميع و علي رأسهم حكامنا الخمس و هم
الاول : مصمم الازياء هنري وون ليون
الثاني : الراقص المعروف جابرييل صامويل
الثالثة : السيدة سوزان عبدربه راقصة التانجو و مصممة الرقصات
الرابعة: مودمازيل كلوي المطربة الفرنسية
الخامسة : السيدة ليلي ابراهيم فنانة مصرية
صفق الجميع ترحيباً بالحكام فاستطردت مدام روز و قالت: نظام التصويت سيكون من ١٠ درجات لكل حكم و صاحب أعلي نقاط سيفوز بالجائزة .. دعونا نرحب بالثنائي الأول في حفلنا السيدة شاهدة و زوجها السيد زهران المصري
بدأ العزف و الحاضرون منتبهون للرقصة بينما جلس سالم و بسمة ع طاولة بمفردهما أما إيفان و كاريمان و سيمون و السيد كمال فقد ضمتهما طاولة واحدة، نظرت بسمة لكاريمان و شاهدت فستانها الكستنائي الفاخر ك لون القهوة الصباحية الفريدة و حذائها الرقيق بجلد بني بتعريجات خفيفة و كعب رفيع، لاحظت أيضاً خاتماً ذو ألماسة بنفس لون الفستان يلمع في اصبعها، لاحظ سالم التفاف وجهها ناحية كاريمان و رأي في عينيها خوف من الخسارة، حاول طمأنتها و قال : قد بذلت جهداً كبيراً جداً يا بسمة فلا تخافي من النتائج و لا تنظري لأحد فجمالك متفرد و مختلف .. لا أحد مثلك و لا أنت تشبهين أحد
أمسك يديها و ربت عليهما فابتسمت ثم أطلقت زفيراً قوياً حمل معه توترها و خوفها ..
من بين عشر ثنائيات سيرقصون الليلة كان ترتيب سيمون و كمال السابع و سالم و بسمة التاسع أما كاريمان و إيفان فقد وضعتهم روز في نهاية المنافسة كطبق الحلوي الذي يأتي في نهاية الوجبة ..
_____________________________
وقفت سيمون و أمامها كمال و بدآ الرقص، أخطأ كمال في تلقي بعض الحركات و انثني كاحله و هو يدور حاملاً سيمون، تألم في صمت ثم اكمل الرقصة بصعوبة لاحظها الحكام فكان مجموع نقاطهما من الحكام ٣٩ نقطة
صفق لهما الجميع ليبدأ دور الثنائي الثامن الذي يسبق مباشرة بسمة و سالم فهمس في اذنها و قال : استعدي يا ذات الرداء الأخضر ..دورنا هو التالي
___________ بقلم elham abdoo
جاء اخيراً دورهما فقدمتهما مدام روز و صفق لهما الجميع بينما نظرت كاريمان بثقة كعادتها
نفذت بسمة الرقصة بدقة متناهية كمن يرقص منذ زمان طويل و سالم كان بارعاً في تلقي الحركات ب ليونة ممتازة أعجبت الحكام، لاحظ أنها متعرقة من الخوف و يديها باردتان فهمس لها مطمئنا: انتِ رائعة .. لا داعي للارتباك
انتهت الرقصة و صفق الجمهور بشدة فتأكدت بسمة انها أبلت بلاءاً حسناً و شعرت بالرضا عن نفسها
رفع الحكام علاماتهم فحصدوا ٤٨ نقطة لأن الحكم الاول و الثالث انقصاهما درجتين و لكنها نتيجة جيدة جدااا
_____________________________
اقترب الحفل علي الانتهاء فنادت السيدة روز علي الثنائي الأخير فوقف إيفان و مد يده برقة لكاريمان التي وضعت يدها في يده و ذهبا ليبدآ الرقصة .. بدت كاريمان في الرقصة كآلة كمان في يد عازف ماهر، حركات مرتبة و ليونة ممتازة، تناغم رائع و اختتمت الرقصة بتصفيق كبير من الجميع حتي سالم و بسمة..
رفع الحكام علاماتهم فأعطاهم الجميع عشر علامات كاملة فيما عدا السيدة سوزان التي أنقصتهما درجتين فكان المجموع ايضاً ٤٨ نقطة و هنا حدث التعادل فأعلي درجة كانت ٤٨ و قد تساوي فيها الفريقين بينما أُقصيت باقي الثماني فرق ..
أعلنت السيدة روز عن تقييم فارق و هو ثوب الفتاة في كل فريق و قد كان الثوبان رائعين
حصل ثوب كاريمان الكستنائي علي ٤٥ درجة بعد أن أنقصه مصمم الازياء جابرييل نقطتين و أنقصته مودمازيل كلوي درجة و كذلك السيدة ليلي درجتين ايضاً
أما ثوب بسمة الأخضر الحريري فقد حصل علي ٤٥ نقطة ايضاً لأنها اخدت ٩درجات من جميع الحكام !!!
تعجب الجميع لذلك التعادل المتكرر فاعطت السيدة روز استراحة لتناول المشروبات ثم عودة لجولة أخيرة حاسمة …
________________________بقلم elham abdoo
عادت السيدة روز بعدما تشاورت مع الحكام فيما سيتم بالجولة الاخيرة و قالت:
السيدات و السادة الحضور .. رأينا جميعاً جمال تلك الأمسية و المنافسات الرائعة في رقص التانجو و بما ان الفريقين قد تعادلا بجدارة و استحقاق و بما إن هذا الحفل أقيم لمنافسة في الرقص فسنترك الفريقين لمدة ربع ساعة يتفقان علي اي رقصة يختاران تنفيذها و يمكنهما الاستعانة بأي من الجمهور لمعاونتهما حسب نوع الرقصة.. سيرفع الحكام اسم الثنائي صاحب الرقصة الفائزة في نهاية الجولة حسب اختيار كل واحد منهم و الفريق صاحب الأصوات الأكثر هو الفائز و بعدها سيتم تسليم الجائزة
اختارت كاريمان ان ترقص مع ايفان رقصة الفالس.. رقصة غربية ناعمة انتشرت في الدول العربية بسبب توغل الثقافة الغربية فيها، قدم إيفان و كاريمان أداءً بارعاً و نالا استحسان الجميع ..
أما بسمة فأقنعت سالم بأداء رقصة من التراث الأثيوبي اسمها “Eskista” علمها اياها والدها، هي رقصة شعبية مفعمة بالحيوية و الحركات السريعة، انضم إليهما عوف خادم والد كاريمان لأنه يحب تلك الرقصة كثيراً و ايضاً السيد كمال مدرس الجغرافيا الذي رمقته سيمون بنظرة غاضبة لكنه لم يهتم، تعلمها سالم سريعاً بذكاءه المعتاد أما الاستاذ كمال فكان يمثل الجانب المضحك في الرقصة، وقف أربعتهم أمام الحضور و قالت بسمة قبل البدء: هذه الرقصة من تراث أجدادي فأنا لي شق إثيوبي إلي جانب الشق المصري، رقصة شعبية أتمني أن تعجبكم ..
بدأت الرقصة و قد جعلت الجميع في تركيز و انتباه لأنها شئ جديد لم يره احد منهم من قبل…
بعد الانتهاء من الرقصة ظل التصفيق متصل لعدة دقائق و طلب الحضور إعادة الرقصة و انضم عدد من الحضور للرقص معهم ..
رفع الحكام بعدها لافتاتهم فحصل فريق بسمة ع ٤ أصوات من الخمسة و شعرت أن قلبها ترقص داخله الفراشات من السعادة، نظر سالم لها بسعادة و فخر و امسك يدها وقال: قد فزت يا بسمة بجدارة و اقتدار .. أنا فخور بكِ
نظرت كاريمان لبسمة بابتسامة و كأنها ليست مهتمة بالفوز و قالت : مبارك عليك الفوز يا بسمة .. قد استحقيتِ
هنأها كذلك إيفان و الاستاذ كمال بينما نظرت لها سيمون ببرودة و قالت : مبارك …
أتت السيدة روز و سلمت بسمة الجائزة وسط تصفيق الجميع و قبل أن تنتهي الأمسية و يذهب الجميع جاء كافور حارس منزل الطبيب إيفان مهرولاً و جريحاً و قال أن لص كسر الأقفال و اخذ الأموال الموجودة في غرفته و هرب و لم يستطع اللحاق به …
حملق الجميع في دهشة و كان أكثرهم صدمة هو سالم الذي فهم من اللحظة الاولي من الفاعل !!!
في الأجزاء المقبلة سنعرف هل عزيز هو الفاعل و هل سيتم كشف أن تلك هي فعلته ؟ من الرجل الذي يهدده ؟! و لمَ؟!
لمن ارسل سالم تلك الرسالة؟! و ماذا بها ؟! و هناك أيضا زفاف مرتقب فمن منهم الذي سيتزوج ؟!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)