روايات

رواية الصندوق الفصل الثاني والسبعون 72 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الفصل الثاني والسبعون 72 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الجزء الثاني والسبعون

رواية الصندوق البارت الثاني والسبعون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة الثانية والسبعون

#قرط_شفيقة
تركته ريم و ذهبت في سيارة أجري قائلة للسائق مكان الفندق بينما ظل هو واقفاً غير مصدق لما قالته!! تلك اللحظات التي يتأكد بها الانسان أنه ليس انسان مضمون مهما فعلنا أو تخاذلنا !! كل مرء لديه طاقة للاحتمال و حينما تنتهي، تجد قبالتك شخصاً آخر قد يخيل إليك من فرط تغيره أنه ليس نفس الذي تعرفه !!
ريم أحبت بصدق و انتظرت ثم احتملت ألا تكون أولوية و تغاضت عن الكثير من عدم الاهتمام و التراجع و التخاذل لكنها الآن ترفض تلك العلاقة التي ان استمرت بها، قد تأكلها من الداخل يوما بعد يوم !! أن تستمر في العطاء حتي تستنفذ قواك !! أن تعتاد علي قبول الفتات، فتات المشاعر و الاهتمام !! أصبحت ترفض أن تكون جزءا من علاقة مسمومة كل مؤشراتها من البداية كانت تقول أنها غير متوازنة!! المرأة مثل الزهرة، جميلة و تخطف الأنظار لكنها يجب أن تُروي بعناية و بانتظام، لا تغمر بشدة فتغرق و لا تُترك للعطش فتجف !! تحتاج اهتماما متعادلاً و ماءا نقياً هو الحب!! يوسف لم يقدم لها الاهتمام الذي تحتاجه و لم يشاركها تفاصيله و قرارته حتي أصبحت تري نفسها خارج دائرته!! طرد نفسه دون أن يدري من قلبها !!
وقف محاولا استيعاب أن تلك الحكاية التي كان يتركها للنهاية كقطعة لحم في المجمد، مضمونة و موجودة و أيضا متروكة لوقت الحاجة وقتما لا يتوفر طعام غيرها !! متناسيا أنها مع تقادم الوقت تصبح بلا طعم أو مذاق !!
سافرت ريم في الصباح الباكر دون وداعه أو حتي الندم عليه بل إن ندمها الوحيد كان علي وقتها و محبتها اللذان ضاعا سُدي !!
ذهب يوسف للعمل في اليوم التالي بوجه مكمد و مزاج عكر .. شعر بالملل لأنه كان قد أنجز مهام تحتاج لأيام استعدادا لمجيئها ظناً منه أنه سيقضي معها يومين أو ثلاث في نزهة جيدة..
خرج من الجريدة و سار في الطرقات و الشوارع بدون وجهة محددة حتي تعب من المسير فتوقف و عاد الي مسكنه و هناك وجد ملاذه المعتاد و هو رواية الصندوق ففي داخل أحداثها ينسي حياته وواقعه الذي لطالما تردد و توتر به !!
فتح الكتاب بصفحاته الرقيقة و رسماته التي أثر عليها مرور الزمن و جعل بعضها باهتة مثل قصته التي انتهت البارحة علي نحو سئ !!
لمس بأصابعه علامات bookmarks التي أهدتها له و حملت علي رسماتها روح و خفة ريم، تلك الجميلة التي جمعته بها صدفة ذلك الصندوق !!
جال عقله بكل ما مر به معها منذ أن بحث عن ورثة ذلك الكتاب ثم صداقتهما التي تشكلت مع الوقت و شعوره من بدايات الأمر بأنها تحبه !! تذكر يوم اتهمها بسرقة الخاتم و كيف سامحته بسهولة عندما حمل إليها باقة ورود !! و مر أيضاً علي تلك الليلة التي دخلا فيها لدار المحفوظات و شجارهما هناك ثم الصلح الذي عقداه بعدها !! تذكر كذلك كيف حزنت من اجله عندما خاب أمله في السفر للخارج و العمل في دولة أجنبية و برغم حزنها لابتعاده عنها لكنها بدافع الحب بحثت له عن عمل و هي سبب كل ذلك النجاح الذي حققه و المستوي المهني و الاجتماعي و المادي الذي وصل اليه !!
سمع في أذنيه صوت علاء و هو يحذره من ضياعها من بين يديه و هو الذي لم ينتبه !! الأسوأ هو أن المرأة تفكر مرارا قبل الرحيل و لكنها ان رحلت يبقي من الصعب أن تعود !!
تنهد بأسي و شعر بضيق في تنفسه فحمل الكتاب و ذهب به نحو النافذة ليمرر الهواء الي داخله، فتح هاتفه و نظر لصورة جمعته بريم من زيارتها السابقة لدبي عندما وقفا علي جسر الامنيات، تأمل عينيها القططية اللامعة و ابتسامتها الرقيقة العفوية، لام نفسه علي تلك النتيجة التي وصلا إليها و لكن لا فائدة من الندم !!
عاد لسريره و استلقي عليه و فتح الرواية من جديد ليكملها فقرأ التالي :
________بقلم elham abdoo
عثر البكباشي علي عنوان لذلك الرجل من ملف القضية بالأرشيف لكنه نظر لسالم و قال: ما فعلته تلك السيدة -علي حد قولك- عمل سئ للغاية !! و لا يحتمل التراجع عن الكشف عنه، الأميرة علي حق تماما و مرض تلك السيدة ليس سوي نتيجة طبيعية لما تعيش فيه و تفعله فربما هناك مشكلة أخري مع أناس آخرين مما دفعهم لقتلها !!
سالم : نعم لديك حق !! لكنني أراك توقفت عن البحث.. هل وجدت شيئا؟!
البكباشي: نعم .. هذا عنوان لمنزله آنذاك، ارجو أن يكون لازال يقطن هناك و لو أن هؤلاء المجرمون دائمي التنقل !!
عفت : أين يقع جحر ذلك الفأر ؟!
البكباشي و هو ينظر للورقة التي بين يديه : و هذا هو السئ في الأمر!!
سالم : لمَ ؟!
البكباشي : المكان ليس جحراً له فقط بل المنطقة بكاملها عبارة عن جحور لجرذان عدة من كل مكان !! سراق و قطاع طرق و قتلة مأجورين و غيرهم !!
سالم : امممم .. هناك خطر اذن ؟!
البكباشي : شديد !! لذا افضل ألا تأتي معنا !!
ضحك سالم و قال : من ؟! أنا؟! … تجارتي و أسفاري رمتني للقلق كثيرا لذا لا تقلق من أجلي !!
البكباشي : اذن لنذهب و نري ماذا سنجد ؟!
سالم بحماس : هيا بنا ..
__________بقلم elham abdoo
ظلت فاتن مع خالتها كمرافق في المشفي بينما بقي كرم في بنسيون قريب منهما و رفض العودة الي المزرعة قبل أن تستقر حالة حفيظة هانم و تغادر المشفي فلو حدث اي امر معاكس فسيكون صعبا جدا علي فاتن !! لم يكذب من قال أن أولي علامات الحب هي الترفق !!
ظل بين البقاء في الخارج و الدخول للجلوس معهم وقت قصير، سُر كثيرا عندما شاهد فم السيدة حفيظة و قد بدأ العودة تدريجيا لحالته الاولي !!
قبل أن يذهب ليلا أعطاها عنوان البنسيون ووصف لها طريق الذهاب السهل جداً ثم ودَّعهما و انصرف علي أن يأتي من جديد صباحاً !!
قالت حفيظة بشكل ثقيل و بمجهود عنيف جملة من كلمتين قائلة : كرم ش……..شهم !!
فاتن: نعم هو بالفعل هكذا .. ما فعله و يفعله معنا منذ بدء الأزمة ليس بقليل !
حفيظة : أنا…. حز .. حزيييينة لأ… نكم خبأتم .. ما … ح..دث في القبو !!
فاتن و هي تشعر بالذنب : كان تصرف خاطئ يا خالتي سامحيني !!
حفيظة: أز .. ازالوا كل … ال… الاآثار و ظنوا أنه ….. لا … عِ….. عقاااااب!!
فاتن : سنحذفهم جميعا من القاموس و حتما سيدفعون الثمن علي جميع افعالهم..
حفيظة : لا…. لا أطيق…. هذا الانتظار … لولاكي لما كنت ترك…. تركتهما للان دون اعتراف ثم عق.. عقاااااب !!
فاتن : من فضلك يا خالتي، من أجلي اتركيهم حتي يحاكموا بحسب القانون ،فجرائمهم أصبحت متلاحقة و حتموا سيقعون في شباك نصبوها بأنفسهم .. لا تقلقي !!
حفيظة بغير اقتناع : لديكِ حق !!
____________بقلم elham abdoo
في الوقت الذي كان سالم يتجه فيه مع البكباشي و الملازم نحو ذلك المكان الخطر، كانت كاريمان جالسة في قصر الراعي بترقب تنتظر عودة سالم بخبر جيد و هناك أيضا علي طريق السفر منصور بك و برفقته ثريا و هدي عائدين للمنصورة للاطمئنان عليها !!
في الطريق قال البكباشي : المكان هنا ملئ بالعيون و حتما فور دخولنا سيتنبه الجميع لوجود غرباء !!
سالم : حتي دون زيكما الرسمي !!
البكباشي : نعم .. هؤلاء مشبوه مشبوهون و اغلبهم قضي عقوبات داخل السجن أكثر من مرة و منهم من يختبئ حتي تهدأ الأجواء من جريمة ارتكبها حديثاً !!
سالم : إذن ما فائدة مجيئنا ؟!!
عفت : عندما يحدث ارتباك تنتج عنه الأخطاء و نحن بحاجة لخطأ واحد نسير خلفه !!
سالم : أتمني ذلك !!
وصلوا للمنطقة المذكورة و ساروا مع بعضهم جنبا الي جنب كقوة واحدة، العيون ترقبهم و هناك من يتتبعهم ليعرف من يقصدون؟!
عرف بعضهم البكباشي و الملازم و لذا لم يعترضهما أحد !! تلك تعليمات سيد المنطقة و زعيمها!!
أشار البكباشي لمنزل علي مرمي البصر و قال : يظهر أن هذا هو المنزل المقصود !!
عفت : لنطرق الباب اذن !!
البكباشي : هيا بنا و لكن كونوا حذرين ..
عفت : لم يسألنا اي احد عن شئ و لم يعترضنا أيا منهم !!
البكباشي : هذا يعني أنهم عرفوا من نكون ؟!
سالم : الجميع أخذ حذره و انتهي الأمر.. أليس كذلك ؟!
عفت : لنطرق و نري ماذا سيحدث .. لن نخسر شيئا فعلي الأغلب تعرفوا علينا !!
طرقوا الباب و سألوا عن الرجل فأجابت السيدة التي فتحت : نعم هو منزله .. لكنه غير موجود .. ما الأمر؟!
البكباشي : الأمر خير .. لا تقلقي، هل هو قريب أم في مكان بعيد ؟!
الزوجة بثبات : لا أعرف، هو لا يخبرني قبل ذهابه !!
الملازم عفت : متي آخر مرة كان هنا ؟!
الزوجة : أسمع أسئلة كما لو انها من البوليس؟!! ما الأمر؟!
البكباشي و قد قرر المواجهة لان كل شئ معلوم فأخرج سلاحه من جنبه قائلا: زوجك مطلوب في قضية كبري و انا أعلم أنه مختبئ في وكر ما هنا !!
الزوجة : هل هذا بحث و تحقيق رسمي ؟! هل وجدتما عليه دليل؟!
الملازم عفت و قد أخرج الصورة : نعم .. أليست تلك صورته ؟!!
نظرت الزوجة و قالت : هذا شخص يشبهه لكن يخلق من الشبه أربعين!!
سالم : هذه الملفات و الدوائر التي تلفين بها الحديث .. ألا تنتهي ؟!
الزوجة باستنفار : إن كنتم تريدون تفتيش المنزل .. تفضلوا ؟!
البكباشي : لا فائدة من هذا!! لكن اخبريه أنه سيكون بين يدينا قريبا جدا
الزوجة في تحدٍ: إن جاء .. سأبلغه !!
في الطريق اعترض سالم علي عدم التفتيش فقال البكباشي : لم نصدر مذكرة رسمية للأمر لذا لا يمكن التفتيش و لذا أيضا ذهبنا دون زي رسمي !!
عفت : أضف الي هذا أن الرجل هرب بكل تأكيد منذ زمن !!
سالم : ما العمل ؟!
البكباشي : دعنا للصباح فسأصدر أمرا بالبحث و التفتيش و لن أترك هنا بيتاً واحدا أو حتي عش عصفور لن أبحث داخله!!
سالم : في الغد سيتبقي يومين فقط علي المحاكمة!! الوقت كالسيف !!
البكباشي : لا تقلق .. سأفعل كل ما بوسعي و الله الموفق !!
سالم : لتحل تلك القضية يا الله !!
___________بقلم elham abdoo
قص سالم كل ما حدث علي مسامع كاريمان بينما كانت هي تستمع بتركيز و قلق و في نهاية المطاف شعرت بخيبة أمل بالرغم من طمأنته لها بأن غداً سيتم البحث بدقة وراء كل شئ !!
قالت بأسي : هؤلاء عرفوكم و ابلغوا كل الهاربين كي يدخلوا للجحور!! ما الذي قد تصلون اليه غداً !! هم ليسوا أغبياء ليظلوا هناك في بيوتهم كي تقبضوا عليهم، مؤكد انتقلوا لمكان آخر أو ذهب كل منهم لمكان آمن حسب حالته !!
سالم : قال لي البكباشي أنه سيبحث وراء كل تغرة و إن لم يجده، سيحقق مع كل من لهم علاقة به !!
كاريمان : و الوقت ؟! ماذا سنفعل به ؟! الوقت ضيق و لن يسعفنا لكل هذا !!
سالم : لا حل سوي هذا حاليا، لنصبر و ننتظر !!
أومأت كاريمان بالموافقة بينما قبع داخل رأسها حلاً من نوع آخر !!
________بقلم elham abdoo
ظل إيفان ساهراً في غرفته، رفضه للذهاب معهم في تلك المغامرة رغم أن الأمر يخصه من القشرة حتي اللب!! لطالما اختار الإبتعاد عن المشكلات و الخطورة و اليوم هو يري أن مواجهة المجرمين ليست دوره بل دور البوليس !! حاول اقناع سالم بالتراجع كي لا يشعر بذلك الوخز في قلبه لكن سالم بالطبع رفض !!
سالم رجل من صعيد مصر، تربي و ترعرع في جوها الدافئ الذي يجعل دم العروق التي تجري في داخله مثل النيل الذي يجري في ربوعها، يعطها روح و حياة !!
حبه يفرض عليه ألا يتوقف أو يبتعد أو يتجنب أي شئ أما ذلك الأوروبي فطبعه المسالم قارب حد البرودة !! يريد حياة هادئة و عيش سالم و لعل هذا ما جعله يترك بلاده الراقية ذات القوة و السلطة و يأتي هنا في أرض جديدة ظناً منه أنه سينجو من المتاعب!! الحقيقة أنه لا يوجد مكان علي وجه البسيطة به راحة تامة دون معرقلات !! طبعه هذا جعله يخسر كاريمان في البداية و في الطريق سيخسر المزيد ان استمر في تجنبه و ابتعاده!!
ظل يفكر طويلاً في الأمر و يحاول ألا يضغط علي نفسه في لوم أو عتاب فهو طبيب ماهر و ليس شاويشاً أو ضابطاً و ما فعله هو قمة المنطقية!!
___________بقلم elham abdoo
نادت كاريمان لخضر، مساعد والدها الأول، ذلك الرجل الخبير الماهر الذي لطالما اعتمد عليه والدها و ائتمنه، طرحت عليه اسم المنطقة التي ذكرها سالم فقال أنها بالفعل منطقة خطرة و مرجع للخارجين عن القانون!!
كاريمان : هل تعرفها جيداً ؟!
خضر: نعم با سيدتي و لكن .. هل هناك ما تريدينه من هناك؟!
كاريمان : نعم ..
أخرجت صورة لذلك الرجل من جيب ثوبها و قالت : هذا ؟!
أمسك خضر الصورة و قال : وجه غير دارج بالنسبة لي !!
كاريمان بأسي : حتي لو معي اسمه، ألا نستطيع الوصول لبيته و البحث عنه حوله في الخفاء دون لفت النظر؟! ألا توجد طريقة لذلك دون أن ينكشف أمرنا ؟!
خضر : يوجد طريق الغابة و لكن ذهاب سيدتي هناك خطر كبير مرفوض !! سيدي يقتلني ان طاوعتك في هذا !!
كاريمان: لن يعرف سيدك .. مل المطلوب هو معرفة مكان الرجل و من ثم نبلغ البوليس ثم ينتهي الأمر!!
خضر بتفكير و قلق : و إن اكتشف امرنا؟!! ستكونين في قمة الخطر !!
كاريمان : لن أجلس هكذا دون فعل شئ !!
خضر : اذن اتركيني أذهب بمفردي و اعرف التفاصيل و أعود لكِ
كاريمان : لن ينفع !! يمكنني ملاحظة شئ أو الإفادة بشئ .. هل ستأتي معي أم اذهب بمفردي؟!
خضر بتوتر شديد: لآتي يا سيدتي !!
انطلق الاثنان نحو ذلك المكان من طريق مختلف ينتهي في أحد الممرات الضيقة داخل تلك المنطقة !! كي يهربا من العيون الراصدة التي ستفشل المخطط ان علمت !!
ارتدت كاريمان ثوب بسيط فضفاض و ربطت عنقها ب منديل من القماش كي تدفئ عنقها من هواء الليل البارد !!
انطلق خضر ماشيا بجانبها مباشرةً من خوفه عليها و كلما خشخشت الأرض المزروعة بصوت قدم قادمة اليهما توقفت و اختبئا خلف احد الأشجار!!
في ظلام الليل الدامس و هدوءه الكثيف، وصلوا للمنطقة المرجوة و بعد تحري من خضر قبل انطلاقهما تم وصف المنزل المقصود بدقة فتوقف خضر قبالته ثم قال : ها هو المنزل !!
كاريمان : لنختبئ و نراقب جيدا لعله يأتي أو يذهب و تنتهي مهمتنا سريعا !!
خضر : لا تقلقي يا سيدتي، لو ظهر سأقبض عليه و أسلمه للبوليس !!
كاريمان بعيون متعلقة علي المنزل : ليته ينجح هذا الامر الان !!
_______بقلم elham abdoo
ظلت كاريمان برفقة خضر خلف الشجرة لمدة ساعتين او ما يزيد ثم لاحظا خروج رجل ملثم قصير القامة في جنح الظلام و خطي خطوات سريعة نحو طريق الغابة !!
قالت كاريمان : تُري من هذا؟! هل هو الرجل المطلوب أم غيره ؟!
خضر : هل نذهب وراءه ؟!
كاريمان : و نترك المكان هنا؟؟ ماذا ان كان رجل آخر يسحبنا نحو الخارج تاركين الأثر الصحيح ؟!!
خضر : ماذا نفعل اذن.. قولي بسرعة، سيدتي الرجل سيختفي تماما !!
كاريمان : اذهب انت و أنا سأنتظرك هنا
خضر : أليس خطراً كبيراً تركك هنا بمفردك ؟!
كاريمان : اذهب و لا تضيع الوقت .. سأبقي هنا و سأنتظرك بحذر .. لا تتأخر !!
خضر : اعتني بنفسك يا سيدتي ..
كاريمان : حسنا ..
ذهب خضر خلف الرجل في طريق الغابة بينما بقيت كاريمان خلف الشجرة الكبيرة!!
بعد مرور عشر دقائق شاهدت امرأة تخرج حاملة عمود طعام، تابعتها بنظرها من خلف الشجرة فوجدتها تقف أمام البيت المجاور و تطرق الباب بهدوء طرقتين متتاليتين كإشارة ثم فتح لها رجل لم سوي جانبا واحدا من وجهه بسبب الشعلة التي حملتها تلك المرأة في يدها اليمني ..
اقتربت ثم انتظرت في جانب المنزل حتي تري ما سيحدث!!
مرت عشر دقائق أخري سمعت بعدها وقع أقدام تدب ثقيلة علي الأرض فمن وراء الجدار نظرت بحذر فوجدت خضر قادماً حاملاً ذلك الرجل الملثم علي ظهره بعد أن أوسعه ضرباً حتي سقط مغشياً عليه فحمله و أتي و كان في طريقه للشجرة حيث كانت تنتظره فأشارت له بصوت خفيض فتوقف و ذهب إلي عندها فقالت : سيدة خرجت من ذات المنزل و دخلت إلي هنا منذ قليل و قابلها رجل !!
خضر : سأذهب و أقيد ذلك الرجل في الشجرة التي كنا عندها ثم أعود لكِ
كاريمان: هل تعرف من هذا أو تحدثت معه ؟!
خضر : لا .. أوسعته ضرباً و أتيت به حتي لا نفقد أثره و حين يحل الصباح نستدعي البوليس و السيد إيفان للتعرف عليه !!
كاريمان : اذن أسرع و عد اليَّ !!
عندما بقيت كاريمان بمفردها انفتح الباب و خرجت السيدة بالشعلة و دون عمود الطعام و ذهبت للمنزل الذي كانت به و دخلته من جديد !!
انتظرت كاريمان عودة خضر و ذهبت معه لطرق الباب بنفس الطريقة مرتين متتاليتين !!
وقف خضر خلفها ممسكا بالشعلة و عندما انفتح الباب وجدت أمامها الرجل الذي بالصورة!!
تفاجئ الرجل و أيقن الخطر المحدق فدفعهما بعيداً فسقطت كاريمان علي خضر وسقطا علي الأرض و خلال ذلك غلق الرجل الباب و اختفي داخل البيت !!
قام خضر من سقطته و حاول فتح الباب دون احداث ضجيج لكنه فشل و خاف من كسره الذي قد يوقظ أهل المنطقة بالكامل !!
خضر : أصبح الفجر علي وشك أن يحل !! هل أذهب و أبلغ البوليس قبل أن يحاول ذلك الرجل الهرب !!
كاريمان : و ذلك المقيد أيضاً يمكن أن يحاول الهرب !! أسرع و أذهب للبوليس و ليبدأوا البحث في ذلك المنزل .. أليس ذلك هو الرجل المطلوب ؟!
خضر : أخاف أن أتركك بمفردك الآن أكثر من ذي قبل !! الرجل الذي في الداخل يعلم بوجودنا الآن و يمكن أن يؤذيك !!
كاريمان : هل أذهب أنا ؟!
خضر : نعم .. هذا أقل خطورة !! ستخرجين من تلك الطريق بحذر حتي تصلين لبداية الطريق الخلفي و الباقي أنتِ تعرفينه جيداً !!
كاريمان : حسنا .. اعتن بنفسك و بذلك الرجل جيدا ..
أوما خضر بالموافقة ناظراً لذلك المقيد !!
قطعت كاريمان الطريق بخطوات مسرعة و قد ابتدئت أشعة النور الاولي في الظهور، وجدت أرجلها تقودها نحو منزل سالم فطرقت الباب طرقات سريعة متلاحقة حتي فتح لها و هو لازال مغمض احد عينيه !! عندما رآها صُدم و سألها بقلق : كاريمان ؟! ماذا حدث ؟!
كاريمان بصوت لاهث : هيا تعالي معي سريعا فلدي أخبار جديدة و تطورات هامة !!
خلال الطريق نحو منزل البكباشي روت كاريمان كل ما حدث الليلة الماضية و هو يستمع إليها محملقاً و مندهشاً من جسارتها!! بين شغفه ليري ذلك الشخص المقيد و قلقه من هرب الرجل المقصود الاخر لم يشأ أن يلومها علي تهورها و أرجئ ذلك بعدما تنتهي تلك الأحداث!!
_________بقلم elham abdoo
وصل البكباشي معهما للمنزل المذكور فاقتحمه شاهرا سلاحه و تبعه سالم ثم كاريمان ..
لم يجدوا أي أحد في المنزل و أصيبوا بخيبة أمل كبيرة فقال البكباشي: هل أنتِ متأكدة مما رأيتِ ؟!
كاريمان : بالطبع !! رأيت السيدة تدخل هنا و قابلها الرجل الذي بالصورة !!
سالم : ربما هرب !!
كاريمان : مستحيل!! خضر حارس أبي خلف الشجرة التي هناك مع الرجل المقيد و قد جعل نظره علي هذا المنزل !! لو كان حدث شئ لأبلغنا !!
البكباشي : لنذهب و نسأله مباشرةً
انطلقوا مسرعين نحو خضر و كانت المفاجأة لسالم لانه رأي وجه ذلك الرجل المقيد و يديه !! انه الرجل القصير المرقط الذي قرأ وصفه في محضر معاينة مقتل ايلاريون !!
قال : ها هو!! قاتل ايلاريون .. الرجل المرقط !!
كاريمان بسعادة : أحقاً ؟!
البكباشي : سنأخذه معنا لقوة البوليس و سنحقق معه علي مهل و لكن الآن.. يا خضر ؟!
خضر : نعم يا سيدي ..
البكباشي : هل حدث اي شئ حول ذلك المنزل في المدة التي ذهبت فيها الأميرة لتبلغنا؟!
خضر : لا .. مطلقا !!
البكباشي : دخلنا فوجدناه فارغاً !!
خضر : لا أعرف !! لكن لم يدخل أو يخرج أحد !! لم يغب المنزل عن نظري للحظة !!
كاريمان : هناك أيضا تفصيلة غريبة و ملفتة ؟!
سالم : ما هي ؟!
كاريمان : المرأة التي دخلت ليلاً كان معها عامود طعام معدني !! لم أجد له أثرا بالمنزل رغم أنها خرجت بدونه !! ما التفسير المنطقي لهذا ؟!
التفت سالم ناحية البكباشي و قال : هل يمكن أن يكون هناك مخبئ سري بالمنزل ؟!
البكباشي : محتمل جدا .. هيا نذهب من جديد و نبحث بشكل دقيق !!
ذهب البكباشي و سالم و طلبا من كاريمان الانتظار مع خضر و الرجل المقيد حتي يعودا لخطورة الوضع !!
_________بقلم elham abdoo
دخل البكباشي شاهرا سلاحه و لكن بحذر اكبر فمن يدري أين سيكون المخبأ و كم فرداً مختبئاً به !!
ظلا يبحثان في أرجاء المكان كله و يدققان بالجدران و بالحديقة الخلفية و لكن لم يجدا شيئاً !!
تعبا فخرجا خارجاً ووجدا كاريمان تنتظرهما بقلق في الخارج و بعد لحظات وصل عفت و معه قوة من الأنفار لحفظ الأمن في المنطقة الخطرة هذه !!
تم إبلاغ السلطات باحتمال وجود مخبأ فتم تعزيز القوة بقوة أخري تساندها فقالت كاريمان لسالم : لا أعتقد أن هناك عددا كبيرا في ذلك المخبأ فالسيدة حملت عمود طعام واحد و لم تحمل زاداً لمجموعة كبيرة !!
سالم : ملحوظة صحيحة و دقيقة يا أميرة و لكن .. أين ذلك المخبأ ؟!
كاريمان : هل بحثتم في كل مكان؟!
سالم : نعم !!
كاريمان : ربما هناك قبواً في الأسفل!! مثل القبو الذي بالقصر الذي أهداه أبي لثريا أختي !!
سالم باهتمام : صحيح!! سأذهب و أخبرهم علي الفور !!
بدأ كل الانفار البحث في كل شبر من أرض المنزل و للمفارقة العجيبة أن أحدهم بالفعل وجد فتحة تقود لاسفل و عند كشفها ظهر ثلاثة رجال !! الأول كان الرجل الذي في الصورة و الاثنين الآخرين كانا مطلوبين علي ذمة قضية أخري!!
تم اقتيادهم للبوليس وسط حراسة مشددة حتي الخروج من تلك المنطقة و تبع القوة العربة التي قلت سالم و كاريمان و خضر !!
______بقلم elham abdoo
اعترف الجناة بجرائمهم في التحقيق حيث اعترف القناص بأخذه مبلغ كبير من المال من حفيظة مقابل التخلص من ايلاريون !! أما الرجل الذي رسمه إيفان بالصورة فأيضا اعترف بمحاولة قتل إيفان بعد أن أرسلوا له و أتي ثم تعَّرف عليه!! أما الرجل الثاني الذي عاونه فقد توفي في حادث قبل أيام !!
الآن الاتهام أصبح مباشراً لحفيظة في محاولة التخلص من ايلاريون الذي كان مسئولا بشهادة كل معاونيه عن فضيحة يوم افتتاح المبرة !! الآن فقط ستحاسب حفيظة علي تلك اللعبة و علي كل الجرائم التي تبعتها !!
ذهب البكباشي نحو المبرة كي يسأل الطبيب عن وضع حفيظة و عن إمكانية التحقيق معها و كم بقي من الوقت كي تخرج من المشفي !!
قال الطبيب أن حالتها أصبحت مستقرة و في تحسن كل يوم و أن النطق تحسن كثيراً و مسموح بالتحقيق معها الآن في غرفتها بالمشفى أما يوم المحاكمة فيمكن أن يصطحبها البوليس لهناك و حسب عقوبتها يمكن أن تقضي العقوبة بالسجن أو بمشفي السجن في البداية حتي تصبح قادرة علي جو السجن !!
دخل البكباشي لغرفتها و كانت فاتن بصحبتها و معها كرم
البكباشي : صباح سعيد .. أود الحديث مع السيدة حفيظة علي انفراد !!
حفيظة : هل وجدتم الجناة ؟!
البكباشي : الموضوع مختلف هذه المرة.. أريد التحقيق معكِ
تعجب ثلاثتهم ثم قالت حفيظة: بخصوص ماذا ؟!
البكباشي : قضيتك مع الأميرة و الطبيب !!
امتعضت حفيظة و قالت : حسنا ..
غادر كرم و معه فاتن للخارج ثم جلس البكباشي و الي جواره الكاتب لبدء التحقيق!!
البكباشي : هل مازلتِ تنكرين علاقتك بالمؤامرة التي ثبت مسئولية ايلاريون عنها ؟!
حفيظة: بالطبع ليس لي علاقة !!
البكباشي : و فوزي المرقط !! ألا تعرفينه ؟! ألم تتفقي معه علي مبلغ كبير من المال مقابل تخلصه من ايلاريون ؟!
حفيظة بتوتر : لا .. هذا الكلام كذب و تلفيق !! لا أعرف من فوزي هذا؟!
البكباشي : و الرجلين الذين أرسلتيهما للتخلص من إيفان؟! لا تعرفينهما ايضاً ؟!
حفيظة بانفعال شديد : لا أعرف شيئا من هذه التخاريف !! أنا متعبة و مطعونة في ظهري !! هل هكذا تعاملون المرضي و المجني عليهم؟!!
البكباشي : لا بأس عليكِ لكن الطبيب قال أنكِ بصحة جيدة و يمكنك الإجابة علي اي عدد من الأسئلة!! قد تجاوزتِ الخطر !!
تنهدت حفيظة بشكل متسارع و قالت : أنا مجهدة … جدااا .. من فضلك توقف !!
البكباشي : اهدئي فقد انتهي التحقيق و الآن سأذهب و استخرج امراً بفحص قصرك و قبوك مرة أخري فالان سنبحث عن أدلة ووثائق مختلفة تماما !!
نظرت له حفيظة بحنق و لم ترد فقال : الان الحراسة التي علي باب غرفتك ليست فقط لحمايتك بل أيضا لمنعك من الهرب فأنتِ قيد الاعتقال من الآن و لكن نظراً لوضعك الصحي سنتركك هنا حتي يوم المحاكمة بعد غد !! إلي اللقاء
تركها البكباشي مع الكاتب و ذهب و حين خرج أشار لرجل آخر من القوة ليقف أمام بابها مع الأول و أوصاهما بحراستها جيدا ثم قال : من الآن لا زبارات و لا مرافقين.. مفهوم !!
رد الرجلين : مفهوم ..
اقترب كرم منه و قال : خل يمكنني فهم ما يجري من فضلكم ؟!
البكباشي باختصار : السيدة متهمة بجرائم تصل لعقوبة الإعدام!! هي الان هنا كمسجونة لذا بقاؤكما هنا لا فائدة منه ! لن يسمح بالدخول سوي للطبيب و الممرضات المسئولات!!
سمعت فاتن ما قيل فأجهشت بالبكاء فحاول كرم أن يهدئها قائلا : اهدئي .. ربما هناك خطأ في الأمر!!
انصرف البكباشي من امامهما و ذهب كي يبحث عن دلائل أو وثائق في قصر المتهمة!!
كان سالم و كاريمان في قمة السعادة بتحقيق ذلك الانتصار الذي طال انتظاره، أوصلها سالم لقصرها و قال : لا يمكنني الانتظار حتي بعد غد !!
كاريمان : نعم !! تلك المحاكمة التي ستبرأ ساحتي و تكشف عن ما فعلته تلك الحية !!
وصل منصور بك و ثريا و هدي و تقابلوا معهما أمام القصر و بعد أن دخلوا جميعا للداخل و تحدثوا في كل ما تم، عمت السعادة أرجاء المكان و هنا طلب سالم أن يجلس مع منصور بك علي انفراد وحدهما فذهب معه الي قاعة الضيوف و تركوا الردهة حيث كاريمان و شقيقتها و هدي !!
_______بقلم elham abdoo
طلب منصور بك القهوة من أجلهما ثم قال له : تفضل يا سيد سالم .. أنا أسمعك..
سالم : الان و بعد أن اتضح كل شئ، أود أن أتحدث معكم عن موضوع وددت الحديث به منذ زمن .. أري أن الوقت الان هو الأنسب!!
منصور بك بذكاء : موضوع زواجك بكريمتي الصغري.. أليس كذلك ؟!
سالم : نعم .. مر بنا وقت طويل بين أحداث عصيبة و أمور معقدة و اوقات بين الجيد و السئ لكننا عبرنا جميعها بفضل الله .. اعرف أنني لست من وسط النبلاء و الأمراء لكنني بنيت نفسي و جعلت لي ما يمكنني من الثقة بذاتي و لذا لن أطيل أو أبرر و لكن … كريمتكم تمثل لي شريان حياة و وجودها في حياتي حلم طال انتظاره .. إن وافقتم علي طلبي فأنا أود أن أعقد خطبتي عليها بعد المحاكمة مباشرة و سأرسل لأمي و أقاربي كي يأتوا و يشاركوني سعادتي !!
منصور بك : يا سيد سالم !! صحيح ما قلت أنك لست من نفس الوسط و لكن ما رأيناه منك من شيم و أخلاق و شهامة يكفينا و يزيد !! وقوفك الي جانب ابنتي و مجهودك الكبير بحثاً عن برائتها جعلني أصدق محبتك الكبيرة لها !! سأسألها الآن و إن وافقت يمكنك دعوة والدتك و أقاربك كما تشاء !!
________بقلم elham abdoo وصل البكباشي الي قصر ياقوت بك و بحث في كل أرجاءه بتدقيق ثم انتقل للقبو و ظل يتفحص الأوراق جيداً لعله يجد دليلا دامغا من مسكنها يواجهها به !!
لم يجد شيئا بالاوراق و عندما خطي نحو الزكائب ضغط حذائه علي شئ معدني قاسٍ فرفع قدمه ووجد شطراً من قرط ذهبي !! ألتقطه ثم نظر به مطولاً كي يحاول تذكر صاحبته !!
عاد بذاكرته لحفيظة و أعاد صورتها بباله لكنها ترتدي قرطاً بشكل آخر مختلف ثم تذكر فاتن و حاول أن يعيد صورتها كاملة لكنه لم ينتبه لما بأذنها و لذا عليه التأكد !!
وضعه بجيب بنطاله ثم ظل يفتح الزكائب واحدة تلو الأخري و يبحث عن أي شئ و لا يجد سوي الأموال!!
أغلق القبو و ذهب نحو غرفة شوكت التي قتل بها، دار هنا و هناك بالارجاء و بدأ في البحث مجددا بشكل أدق !!
فتح خزانة ملابسه و بدأ البحث بها و هنا وجد مفكرة كتب بها شوكت مهامه اليومية، جلس البكباشي و بدأ في قراءتها من البداية حيث كانت تحمل مهام فعلها في الستة أشهر الأخيرة قبل وفاته و هناك أيضا مفكرات أخري احتفظ بها علي مدار سنوات خدمته لحفيظة !!
البكباشي : عجباً لهذا الشخص المنظم الدقيق !!
فتح تلك المفكرة الأخيرة المتعلقة بالأحداث في الأيام الأخيرة، كانت الأعمال المدونة كلها عادية حتي اقتربنا من الايام الماضية فوجد أكثر من يوم مكتوب به إرسال مبالغ مالية للمحقق ايلاريون !! آخرها قبل وفاته بيومين !!
أمسك الرجل بالمفكرة كصيد ثمين ووضعها في جيبه ثم عاد للبوليس و أمر القوة بالذهاب للقصر و التحفظ علي كل تلك المفكرات و الأغراض و وضع حراسة علي القصر لحين انتهاء القضايا العالقة!!
ذهب للمبرة مرة أخري و قابل فاتن التي أبت ترك خالتها و ظلت مع كرم بالخارج، اقترب البكباشي منها و نظر لأذنيها فوجد قرط مختلف أصغر في الحجم فأخرج القرط الذي وجده من يده و قال لها : هل تعرفين لمن هذا القرط ؟!
نظرت فاتن و عرفته علي الفور و تلعثمت ثم قالت : نعم !! انه لأمي!!
تفاجئ البكباشي و قال : إذن هي بالفعل زارت القبو من قبل !
كرم بثبات : نعم !!
البكباشي : الشقيقتان ستحاكمان معاً .. يا للعجب !!
تركهما و دخل لحفيظة كي يكمل معها التحقيق !!
__________بقلم elham abdoo
خرج منصور بك و سالم من غرفة الضيوف ثم ذهب الاب باتجاه ابنته الصغري و قال لها بصوت مسموع : السيد سالم يريد عقد خطبتكما فور انتهاء المحاكمة.. ما رأيك يا ابنتي؟!
ابتسمت كاريمان نادرة لسالم برضي و حب و قد توقعت هذا منذ أن طلب الإنفراد بوالدها ثم قالت : موافقة !!
ابتسم سالم ناظراً لعينيها بثبات و قال : إذن سأرسل لأمي و أقاربي كي يأتوا علي عجل ..
منصور بك : مبارك لكما .. أنا أيضا سأرسل لعزيز تلغرافا كي يأتي ليحضر خطبة أخته ..
احتضنت ثريا اختها بسعادة قائلة : مبارك يا عزيزتي ..
_________بقلم elham abdoo I
دخل البكباشي لحفيظة فتجهمت فور رؤيته فقال بلهجة اهتمام قوية : مرحباً مجددا يا سيدة حفيظة ! معي دليل جديد من قصرك فهل ستظلين تنكرين كل شئ !!
أشاحت بوجهها بعيدا فذهب ناحيته و اخرج المفكرة قائلا : شوكت أفندي رحمه الله كان رجل دقيق للغاية فقد سجل كل المهام التي كلفتيه بها منذ عمل لديكِ منذ أكثر من ٩ سنوات !!
انظري !!
فتح لها صفحة ذكر بها اسم ايلاريون مقترن بتسليم أموال!! ثم قال لها : ما هذا اذن ؟! هل لديك تفسير ؟! أم ان ذلك الميت كان يليق تلك المهمات في مفكرته ؟!!
حفيظة : هذا رجل أهوج معتوه .. ليس لي علم بما دوَّنه!!
البكباشي متهكماً : يقولون ان الاعتراف سيد الأدلة و لكن في حالتك، القرائن كثيرة و الاثباتات موجودة و علي الطريق هناك أيضا اليوزباشي جلال الذي سيشهد علي المرقط الذي اعترف عليكِ .. للأسف أمرك منتهي و الإنكار لن يفيدك!!
لن ترد بكلمة واحدة فتركها البكباشي و ذهب من جديد !!
___________بقلم elham abdoo
ذهب البكباشي باتجاه منزل شفيقة و سلامة و عندما طرق الباب فتحت له شفيقة و انزعجت لرؤيته فقال : تلك المهنة تجعل وجهي مزعجاً و مقلقاً .. مع الأسف!!
شفيقة : خيراً ؟!
نظر البكباشي لأذنها فوجد الشطر الاخر في اذنها اليمني فأخرج الشطر الذي معه و قال : هذا علي الأغلب.. يخصك!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى