رواية الصندوق الفصل الثامن والخمسون 58 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق الجزء الثامن والخمسون
رواية الصندوق البارت الثامن والخمسون
رواية الصندوق الحلقة الثامنة والخمسون
#جرذ_وقع_في_المصيدة
ظل يوسف يقرأ حتي وصل إلى لحظة بكاء الثعلب الماكر عزيز، ظل يبكي و ينوح و يصرخ بينما حفيظة تنظر له بشماته و تشَّفي !! أشارت للرجلين بضرورة الانسحاب الآن و السفر و ترك ذلك الماكر لمصيره الذي ستقرره له الظروف !! هل سيبقي هكذا كفيفاً أم ماذا ؟! غير معلوم !!
ذهبت لعربتها و ظلت ترقبه من بعيد حتي منعتها خطوات الخيول المسرعة عن رؤيته !!
شعور الانسان الذي كان يري أسوأ من ذاك الذي ولد أعمي و ذلك لأن عدم تذوقك لشئ من البداية لعدم معرفتك به أرحم لعقلك من فقدان ذات الشئ الذي تعرفه و تذوقته و اعتدت عليه !!
من كان يري سابقا يعرف الألوان و يعرف أن بعضها تعطي حرارة و البعض الاخر راحة و يوجد البعض الذي يمثل جذوة المشاعر و غيرها الذي له ذكري جميلة او سيئة مع كل مبصر !!
من كان يري يعرف أيضاً كيف هي الطبيعة و كيف تميزها الألوان بشكل بديع !! يعرف شكل الشجر و الشمس و النجوم، يعرف ملامح الآخرين و يتواصل معهم من خلالها !!
من كان يري ثم دخل لدنيا الضرير حديثاً يعاني حتي ينسي بصره ثم يبدأ التركيز علي حواس أخري بشكل أكبر!!
صدمة عزيز و نحيبه انتقلت ليوسف الذي تأثر و تضايق من اجله رغم أنه كان ينتظر الصفحة الذي سيندم بها علي كل أفعاله منذ بدأ قراءة الرواية !!
قرأ ذلك السطر ” انتهي عزيز من ثورته و بدأ يهدأ ثم خطي عدة خطوات بحذر لأنه لم يعد يري شيئاً ثم استند إلي فرع شجرة و جلس تحتها، خبأ وجهه بين ساقيه و مر بذاكرته علي كل ما مضي عليه و هو بصير !!
لم يرد ان يستسلم لتلك الفكرة بل قال في عقله : مؤكد ذلك شئ عارض من جراء تلقي الضربات التي تلقيتها علي رأسي لكنني سأعود لأري قريباً !!
هنا توقف يوسف عن القراءة و أغلق الكتاب ثم نام حزيناً علي ما جري لعزيز داخل صفحات الرواية!! تعجب من نفسه فهو بمزاج معكر لتأثره علي قصة شخص قرأها في كتاب حدثت من زمن بعيد !!
___________بقلم elham abdoo
مر اليومان و لم ترد ريم و خلالهما تفقَّد يوسف رسائله مرات عديدة قد تصل للمئة!! لم يفتح الكتاب خلالها لقلقه الشديد الذي تزايد مع الوقت و منعه من التركيز في اي شئ آخر ..
في المساء و بعد العودة من العمل تحدَّث مع صديقه علاء و أطلعه علي مستجدات الوضع فطمأنه بأنه سيذهب الآن و يلتقيها في المرسم و يفهم منها ما يحدث بالضبط ..
_________بقلم elham abdoo
وصل علاء الي المرسم قرابة الثامنة مساءا، دق الجرس ففتحت له ريم التي كانت منهمكة في الرسم حيث ارتدت المريول الذي يحمي ملابسها من الألوان و ظهرت بيدها اليمني فرشاة رسم بها لون برتقالي !! عندما رأت علاء تعكَّرت كمن رأي ذكري مؤلمة لكنها ابتسمت له برقي و ذوق و قالت : علاء .. اتفضل
دخل علاء و خطي داخل المرسم و هو يقول : شكرا يا ستي ..
أشارت له علي أحد الكراسي فجلس ثم قالت له : تشرب ايه ؟!
علاء : ولا حاجه .. اقعدي بس عاوز اتكلم معاكي
ريم و هي تعرف تماما الموضوع الذي سيتحدث به : لا .. هتشرب حاجه الأول.. شاي و لا قهوة و لا كوفي ميكس ؟!
علاء : طيب .. شاي
دخلت ريم لتعد كوبين من الشاي لهما بينما نظر علاء ل اللوحات التي بالمرسم، في البداية نظر الي اللوحة التي تعمل بها ريم و لم تتمها بعد هي لوحة لفوهة بركان علي قمة جبل و اللون البرتقالي يصنع خليطاً مع اللون الأحمر حيث يشكل الحمم البركانية!! رسمت شجرتين صغيرتين بعيدتين عن النيران لكن الدخان و الوهج و الحمم المنصهرة تؤثر عليهما و لو قليلاً، رغم انه لا يستهويه الرسم كثيرا لكن الغضب الذي داخل ريم ظهر جلياً في تلك اللوحة!! رأي أيضاً مجموعة كبيرة من اللوحات موضوعة جانباً فحاول رؤية ما تحويه تلك اللوحات، أزال الغطاء الذي فوقهم و ظل يقَّلب بينهم كصفحات كتاب ففهم من قراءته للرواية مع يوسف أن تلك اللوحات هي لشخصيات الرواية و وجد بينهم صورة ليوسف ايضاً !!
جاءت ريم و بيدها الشاي الذي قدمته له فأتي من الجانب الذي وقف به كي يأخذ الشاي ..
جلس و ارتشف رشفته الاولي و قال : ريم .. فاكرة أول مرة جيت لك هنا ؟!
ريم و قد ذهبت بعقلها لذلك اليوم الذي جاء به علاء كي يبحث عن الخاتم الذي ظنا حينها أنها سرقته، ابتسمت و قالت : ايوة .. كان احلي تعارف !!
ضحك علاء و قال : تقريبا يا ريم سبب كل المشاكل و الخلافات هو أن الناس بتفهم بعض غلط !!
نظرت له ريم بعمق و قالت: علاء .. خليك صريح، انت جاي عشان خاطر صاحبك صح ؟!
علاء بحرج : صح !! انتي مش عاوزة تردي عليه ليه ؟!
ريم : أنا خلاص خدت قراري، وجود يوسف في حياتي بالطريقة اللي هو عاوزها بيأذيني ف من حقي أحمي نفسي و ابعد عن الشئ اللي بيضايقني !!
علاء : واضح ان يوسف مزعلك جامد ؟!
ريم بأسي : لا .. الزعل بيكون بين الناس اللي علاقتهم ببعض واضحة و بتجمعهم مواقف بيختلفوا فيها ف بيزعلوا لكن أنا و يوسف مش كده
علاء : امال ازاي ؟!
شعرت ريم بالحرج و قالت : يعني … احنا مش هينفع نكون صحاب
علاء : ريم .. أنا فاهم اللي بيحصل و كلمته كتير بس هو مشكلته انه متردد و مش عارف هو عاوز ايه.. لكن صدقيني هو عمره ما قصد يضايقك أبداً بالعكس دايما يقول عنك جدعة و طيبة
ريم : امممم .. كتر خيره !!
علاء : طيب بصي .. هو طلب مني اشوف انتي مردتيش عليه ليه فهل الموضوع منتهي بالنسبالك و مش عاوزة اي نوع من التواصل معاه ؟!
ريم بغضب : اه .. بالظبط
علاء بأسف : يا ريم !! ده انتي اللي ساعدتيه يسافر و دلوقتي دي فرصة عمره و هو محتاج مساعدتك .. اعتبريها مرة أخيرة ؟!!
ريم : انا شوفت الرساله.. هو عاوز تنازل عن الكتاب مني و من ماما .. مش كده ؟! انا هجبهوله و انت تبعته
علاء : بس أعضاء مجلس إدارة الجريدة عاوزين حد يروح و يتفاوض معاهم و يمضي هناك و هم هيتكفلوا بكل حاجه . دا غير انهم بيقولوا لو فيه اي ورثة تاني لازم هم كمان يتنازلوا؟!
ريم بتفكير : ورثة تاني ؟!
علاء : هو جدك مخلفش تاني غير مدام نيرة ؟!!
ريم : لا .. كان فيه خالتو بس اتوفت و فيه حاليا ابنها سيف
علاء : طب و ده ايه ظروفه ؟! هيوافق و لا ممكن يعمل مشاكل ؟!!
ريم : لا خالص .. هو طيب جدا بس عايش في اسكندرية ف أنا هكلمه و اشوف
علاء : مش عارف اقولك ايه بس انا كنت واثق انك مش هتكسفيني
ريم : متقولش كده يا علاء .. أنت بجد عزيز عليا
علاء : طيب يعني اقوله هتردي عليه و لا هتتواصلي معاه من خلالي أنا ؟!!
ريم: ربنا يسهل يا علاء .. سيبني بس أكلم ماما و سيف و اجيب التنازل و بعدين نتفاهم
علاء : تمام .. عاوز اقولك ع حاجه .. ممكن ؟!
ريم : قول طبعا
علاء : صدقيني يوسف انسان كويس من جوه بس هو متلخبط و متردد .. حاولي تبصيله من الناحية دي .. يمكن تفهمي ردود أفعاله!!
ريم : لا خلاص .. أنا تعبت من التخمين و التفكير .. خلاص طويت الصفحة دي و كده انا مرتاحة
علاء : بجد؟! مرتاحة ؟!!
ريم و قد أشاحت بوجهها بعيدا : و حتي لو مش مرتاحة اووي حاليا، لكن مع الوقت هرتاح
أشار علاء للوحة التي بها البركان و قال : واضح !!
نظرت له ريم بألم و لم تعلَّق بينما قام علاء من جلسته و اتجه نحو الباب و ريم خلفه ثم قال : سلام
ريم : مع السلامة
غادر علاء بينما تأوهت ريم بشكل مؤثر و نظرت للوحتها التي لم تكتمل و أمسكت بالفرشاة لتكمل ذلك البركان في انفعال !!
_________بقلم elham abdoo
ابلغ علاء صديقه بما حدث مع ريم علي الفور و روي له حالتها النفسية المتأججة و الانفعال الشديد البادي في ملامحها و رسمها !! ثم علق قائلا : البنت مش كويسة خالص .. الله يسامحك !!
يوسف : طيب انت رايك ايه ؟! لو ردت أحاول أصالحها؟!
علاء بأسف : مش عارف .. هي غضبانه جدا و رافضة التفاهم !!
يوسف : يبقي استني لما تهدي؟!
علاء: لا برضو .. حل جذور المشكلة
يوسف : ازاي ؟!
علاء : أعترف لها بمشاعرك و خليك واضح معاها .. ده اللي ممكن يهديها!!
يوسف : مش عارف !!
علاء بانفعال : م هي دي المشكلة .. انك دايما مش عارف و مش محدد !! انت حر بقي
يوسف : خلاص يا عم متتعصبش .. لما ترد هحاول أصالحها و اتكلم معاها بصراحة
علاء : حلو كده .. يارب تنفذ
يوسف : إن شاء الله
___________بقلم elham abdoo
انتظر يوسف رد قريب من ريم و ظل طيلة الليلة يتفقد الرسائل بقلق و لكنها لم ترد، خرج مع رفيقيه بالسكن للتنزه و الخروج من جو الترقب قليلا ثم بالصباح التالي ذهب للعمل و فتح جهازه اللوحي ليبدأ العمل و بعد قليل سمع صوت تنبيه الرسائل فنظر بغير حماس فوجد ان الرسالة من ريم !!
نظر باهتمام شديد و فتحها فوجد الآتي “صباح الخير .. لو سمحت ابعت لي صورة التنازل اللي انتوا عاوزينه عشان اخلي ماما و سيف ابن خالتي يمضوا عليه ”
رد يوسف بعدها مباشرة و كتب : حاضر .. هبعته و هبعت لك صورة حجز تذكرة الطيران ذهاب و عودة و حجز الفندق ”
ريم : تمام
يوسف : تحبي امتي ؟!
ريم : مفيش لزوم لحجز الفندق .. كفاية حجز التذكرة ف نفس اليوم بعد بكرة .. ممكن الصبح تذكرة الذهاب و بالليل علطول العودة ”
يوسف محاولا تلطيف الجو : هتمشي بسرعة كده .. كنتي خليكي عشان نتفرج سوا علي دبي ؟!
ريم : معلش .. مفيش وقت
شعر يوسف أنها مازالت تتخذ منه موقفاً لكنه سيصلح كل شئ عندما تأتي ثم رد و كتب لها : زي م تحبي
ريم : 👍👍
رغم طريقة ريم الجافة معه لكنه كان سعيد بعبور كل تلك العراقيل سريعاً و بالنسبة لغضب ريم فسيعالج الأمر معها عندما يراها بكل تأكيد، ذهب للسيد رؤوف علي الفور و أبلغه بكل المستجدات لكي يتم حجز التذاكر للسفر ثم عاد لمكتبه ليعمل براحة و هدوء بعد أن قضي أياماً في قلق و توتر!!
___________بقلم elham abdoo
عاد من العمل مبكرا اليوم و أعد رغيفين من الخبز بحشو الجبن مع كوب من الشاي و جلس و فتح روايته التي اشتاق لها كثيراً و منعه عنها قلقه في الأيام الماضية أما الآن فسيستغل وجوده بمفرده في السكن كي يقرأ و يستمتع بالأحداث :
ظل عزيز غارق في ظلام عينيه رغم النور المنتشر حوله، لا يعرف كيف يمشي أو ماذا سيفعل، حاول أن ينادي و لكن لم يرد عليه أحد و لم يصعب عليه تخمين أنهم تركوه في مصيبته و ذهبوا فحالته التي وصل إليها جعلت حفيظة تكتفي و تذهب، إن عقابه حل بشكل أسرع مما كانت تنوي فعله !!
أما حفيظة فسارت بها العربة بينما هي في الداخل لازالت متعجبة مما حدث فإصابته بالعمي كانت خارج توقعاتها، قالت في داخلها : فكرت بأكثر من عقاب له لكن ما حدث كان أكبر و أقوي !! ربما ما حدث سيجعله يصبح انسان مختلف تماما !! سيتبدل مكره و دهائه ليصبحا عجز و قلة حيلة !!
________بقلم elham abdoo
حاول أن يقف و يمشي و لكن كيف ؟! خطي بعض الخطوات بحذر و لكنه اصطدم بالأشجار ووقع ثم قام عدة مرات، الأمر صعب جداً دون عينيه! لا يعرف المكان الذي يقف فيه و لا المنطقة، لا يري شيئاً و لا يسمع صوت انسان !! ربما إن استمر بالمشي يقابله حيواناً مفترساً يؤذيه أو شيئاً ضخماً يصطدم به فتصبح حالته أسوأ فجلس مرة أخري و بكي بكاءا مراً ثم طلب من الله أن يرسل له عوناً فهو يعلم حاجته ووضعه السئ، دعي بصوت متألم و بكي رافعاً وجهه نحو السماء فسمع صوت صهيل حصان يجري علي بعد فتأمل خير و بالفعل الصوت اقترب منه شيئا فشيئا حتي أصبح جانبه فوقف و انتبه ناحية الصوت الذي قال له: ماذا تفعل هنا يا سيد ؟!
رد عزيز بلهفة : تعرضت لحادث من مجموعة من الخاطفين و فقدت بصري و لذا لم أعرف كيف اعود، هل يمكنك مساعدتي ؟!
الرجل : نعم بالطبع.. سآخذك من هنا معي علي ظهر الحصان و لكن إلي أين تود الذهاب؟!
عزيز : إلي المبرة .. أود أن يفحصني طبيب علي وجه السرعة، من فضلك !!
نزل الرجل عن ظهر حصانه و بحث بالأرجاء ع صخرة أو اثنتين يرفعانه لمستوي عال كي يصعد علي ظهر الحصان، وجد اثنتين فوضعهما جانب بعضهما كي يصبحا كدرجة سلم أمام الحصان ثم أمسك بيده و قال له : سأصطحبك الان كي تصعد ع صخرة ثم أرفعك حتي تصعد علي ظهر الحصان .. هل تفهم ما أعني ؟!
عزيز : نعم.. لكن لا حاجه لذلك فأنا لي خبرة في ركوب الخيل .. ضع يداي ع ظهر الحصان فقط و أنا سأقفز علي ظهره خلفك مباشرة
تعجب الرجل و قال : كما تريد
صعد الرجل و امتطي ظهر الحصان بعد أن قرّب عزيز ووضع يديه ع الحصان..
بطريقة خيَّال ماهر صعد عزيز علي ظهر الحصان فقال له الرجل: أنت خيَّال ماهر !! امتطيت ظهره ببراعة !!
قال عزيز في أسي : كنت افضل بكثير عندما كنت أبصر !!
الرجل : لا تحزن فربما تستعيد نظرك عن قريب بإذن الله
عزيز : إن شاء الله .. خذني للمبرة عاجلا من فضلك
الرجل : و هو كذلك
_________بقلم elham abdoo
بعدما تناول سالم الافطار مع والدته سألته : ما هو برنامجك لليوم؟!
سالم : سأذهب لكاريمان كي نناقش أمر ما حدث و من يقف خلفه كي نصل لدليل ع حفيظة
السيدة بثينة : جيد.. قف بجانبها يا بني و لا تتركها فهي تحتاج مساعدتك خاصةً هنا فأنت بالطبع أدري بالمكان هنا و بأهله أفضل منها فمهما قضت من الوقت هنا ستظل غريبة و خبرتها محدودة
سالم : نعم لكن نظراتها لا تريحني، علي الرغم من أنها وافقت علي بدأ البحث معي لكن عينيها كانتا حزينتين غير صافيتين !!
السيدة بثينة : و هل يصفو الانسان مما عكَّره في ذات اللحظة؟! دعها تأخذ وقتها و تلملم جراحها، تحَّمل غضبها إن غضبت و فتورها و برودتها إن فعلت فما حدث زعزعها ايضاً حتي و إن أظهرت الثبات و القوة !!
سالم :عندما ذهبت إليها أمس كنت ممسكا بقلادة أهديتها لها من قبل، وجدتها علي سريرها في تلك الليلة المشئومة و قد رفضت استعادتها بعد الحادث، نظرت لعينيها فقرأت ضيقها فلم استطع إعادتها لها و بقيت في يدي حتي عدت بها معي من جديد !!
السيدة بثينة : أنت أيضا لا تتعجل يا بني !! ما حدث ليس بقليل !!
تعجب سالم من تلك الجملة و قال : كيف ؟! هل ما قلته لي سابقاً عن مساعدتها و برائتها كان مجرد تعاطف!!
السيدة بثينة : لا .. عليك أن تفهم ان وقوفك بجانبها حتمي، إن لم يكن كحبيب فهو واجب تحتمه عليك العشرة و الصداقة و العمل الذي جمعكما و لكن …
سالم باهتمام: ماذا ؟!
السيدة بثينة : يجب أن تترك الأمور لتهدأ أولا ثم تعرف كيف ستسير و بعدها تتأكد من ذاتك اولاً : هل ستريد امساك يدها من جديد أم ستعيد حساباتك كلها من البداية ؟!
سالم : هل تقولين ذلك من أجل نظرة المجتمع إليها إن لم تتبرأ مما حدث ؟!
السيدة بثينة : بكل وضوح نعم .. ليس من أجلها هي و لكن من اجل ألا تندم أنت فيما بعد علي قرارك
سالم : و لكني احبها حقاً يا أمي ؟!!
السيدة بثينة : الحب لا يكفي لإراحة عقولنا يا بني .. نصيحتي لك هي أن تضع كل شئ جانباً و أفعل كل ما بوسعك لحل القضية و بعد أن تصل للنهاية، أسأل نفسك هل تخطيت كل ما حدث و ستمسك يدها من جديد ام لا ؟! عند إجابتك بنعم سأكون إلي جانبك في خطبتها
نظر سالم لوالدته بإمتنان ثم وقف و قال : إذن سأذهب كي لا أتأخر عليها .. إلي اللقاء
السيدة بثينة : موفق با بني .. مع السلامة
__________بقلم elham abdoo
وصل عزيز للمبرة و دخلها برفقة ذلك الرجل فاعل الخير الذي لا يعرفه، تعجب الجميع من رؤيته هكذا ضرير يقتاده أحدهم في شفقة، بثياب غطتها الرمال و الدماء من مطاردات الأمس، حتي شعر رأسه فقد تغير لونه من اختلاطه بالرمال و الدماء التي تكثفت عليه و صنعت كتلاً صغيرة داكنة اللون، لم يكن يري كل ذلك لكنه دقَّق سمعه فسمع التهامس و شعر بالغرابة التي انتابت جميع من رآه فخجل و شعر بالحرج و اغمض عينيه حزناً بالرغم من أنهما لم يعودا ليفرق وضعهما سواء مفتوحتين أو مغمضتين!!
طلب الرجل من أحد الممرضات و قال : إذا سمحتي .. تعرَّض هذا السيد لحادث هجوم من لصوص و طلب مساعدتي ليأتي هنا للفحص فلمن و اين أذهب ؟!
الممرضة: هذا السيد عزيز .. من النبلاء !! كيف وجدته هكذا ؟!
الرجل : وجدته صدفة في مكان ناءٍ و بعيد علي أطراف البلدة من ناحية طرف البر الغربي !!
الممرضة: هذا بعيد حقاً
رد الرجل بتعجب: اذن كيف ستساعديننا ؟؟!
الممرضة : سأصطحبكما لغرفة الكشف و سأذهب لطبيب العيون السيد بشري ليأتي كي يفحصه
الرجل : شكرا لكِ
ادخلتهما الممرضة للغرفة ثم ذهبت و لكنها لم تذهب للطبيب مباشرةً بل ذهبت كي تخبر بسمة صديقتها التي تعرف ذلك المصاب جيداً ..
كانت بسمة تتناول افطارها بغرفة الممرضات حتي دخلت عليها حسنية و قالت : بسمة !! انتي هنا و المبرة تشتعل بالحديث عن الأمير الذي أصبح ضريراً ؟!!
بسمة بتعجب : عن منْ؟!
حسنية : عن الأمير عزيز .. الذي من عائلة الراعي التي كنتي تعملين لديها في قصرهم كما قصصتي لي !!
وقفت بسمة و ألقت الطعام من يدها ليعود للطبق و قالت : ماذا؟! ماذا حدث له ؟!
حسنية : لا أعرف بالضبط لكنه في حال يرثي لها !! اتي به احدهم، لة ترينه لن تعرفيه .. ملابسه بالية عليها بقع الدم و الرمال!! فقد بصره في مطاردة مع بضعة لصوص !!
فغرت بسمة فاها و قالت : يا للهول !! قد فعلتها !!
حسنية بتعجب : من التي فعلت ؟!
بسمة بأسي : ليس وقت الشرح الآن.. أين هو ؟!
حسنية : بغرفة الكشف .. اذهبي اليه و انا سأذهب لاستدعي له السيد بشري ليفحص عينيه
ذهبت بسمة مسرعة ما بين الفضول و الحزن و الندم!!
__________بقلم elham abdoo
كان سالم بطريقه لمنزل كاريمان و قد خالطه الضيق لما حدث مع الأمل بالخروج مرة أخري من تلك الأحداث المؤسفة، أخرج قلادة الهندباء من جيب بنطاله القماش الأسود ذو الكسرات الثلاث و نظر لها مطولاً و تذَّكر ابتسامتها الرقيقة حين أهداها لها في ذلك الوقت !! تأوه و حنَّق علي حفيظة، تلك الدنيئة التي تعبث بسمعة و شرف الآخرين كما تلعب بالحصان و الفيل علي رقعة الشطرنج !! أقسم في داخله علي أن يقلب تلك اللعبة عليها فسيميت وزيرها أولا الذي ساعدها هنا بالطبع، سيعرفه و يدمره ثم سيأتي الدور عليها عندما يقول لها بشكل صريح ” كش ملك ثم مات الملك ” !!
وصل للمنزل و رآه موصداً و الحارس واقفاً بجانب الباب فسأله: أين أهل المنزل ؟!
الحارس : غادروا منذ ظهر الأمس
تعجب سالم لان ذلك هو نفس الوقت الذي جاء لها به أمس و قابلها هنا في نفس المكان !! فقال: هل بعد أن غادرت أمس؟!
الحارس : نعم يا سيدي .. مباشرةً
فهم سالم أن كاريمان رفضت أن تدخله أمس للمنزل و قالت له فيما بعد لأنها خططت للسفر و من المؤكد أنها ستعمل بمفردها في الأمر، ما قرأه بعينيها كان صحيحاً فهي مازالت ترفض تدّخله بعد موقفه الأول منها عندما طلب منها الهروب !
لم تصفو أو تتخطي كما أظهرت ..
سأله مجددا: هل تعلم متي سيعودون ؟؟
الحارس : لا يا سيدي .. لا أعلم لكنهم لم يأخذوا أغراض كثيرة معهم فربما لانهم يخططون للعودة سريعاً
عاد ادراجه لمنزله و لم يدخل للداخل بل ذهب لمنزل الضيوف، ذلك الذي كان مستقراً لها في وقت مضي ..
جلس علي الاريكة التي كانت دائما تجلس عليها و جمعتهما بها أوقات سابقة و بدأ يفكر من جديد .. ماذا سيفعل بعدما سافرت كاريمان في رسالة له ألا يتدخل !!
________________بقلم elham abdoo
طرقت بسمة باب غرفة الكشف فوجدت شخصاً يقف بجوار عزيز الذي بدى و كأنه شخصاً آخر !! حالته يرثي لها بالفعل كما وصفت لها حسنية و أسوأ..
مظهره يشير إلي تعرضه لعنف شديد و الدماء المتجلطة علي شعره القريب من عنقه جعلها تبتلع ريقها من فرط التعجب !! ماذا فعلت به حفيظة يا تري ؟! و هل تركته و ذهبت في حالته هذه حتي يجده و يجلبه إلي هنا عابر سبيل!!
لاحظ فاعل الخير أنها تحملق في عزيز بدهشة و ألم فقال : حضرة الممرضة .. هل تعرفينه ؟!
ردت بسمة بصوت خافت منخفض : نعم ..
انتبه عزيز ناحية الصوت و قال : بسمة !! هذه أنتِ !!
بسمة : نعم .. أنا .. ماذا حدث لك ؟!
رد عزيز بأسي : علمت حفيظة بما علمتِ به لكنك طيبة جدا بالنسبة لها فأنتِ افرغتِ غضبك بثورة من الكلمات و ذهبتِ بسلام أما هي فكما ترين !!
بسمة و قد غلبتها الدموع لاحساسها بالذنب: ماذا فعلت بك ؟! أري دماء علي رأسك من الخلف !! هل هذا هو السبب؟!
عزيز : نعم .. تلقيت ضربتين علي رأسي من أحد رجالها الاغبياء !! رجل في حجم غوريلا انهال علي رأسي بعصا ثقيلة مرتين !!
بسمة : يا للهول !! هل لا تري شيئا مطلقاً الان ؟!
رد عزيز بتأثر و قد منع دموعه بصعوبة : مع الأسف لا !! لكنني متأمل في أن يعود بصري فجأة كما ذهب !!
بكت بسمة و تحشرج صوتها و شهقت ثم قالت : ان شاء الله
عزيز : لا تبكي يا بسمة من اجلي كرجل بائس فسوف أعود كما كنت بإذن الله
دخل في تلك الأثناء الطبيب ” السيد بشري ” الذي تفاجأ من رؤية عزيز هكذا و قال : مساء الخير .. سيد عزيز .. ماذا جري ؟!
عزيز : هجم عليّ لصوص و ضربوني ع رأسي بقوة مرتين و الآن لا أري شيئاً
بدأ الطبيب في الفحص بأدواته و أثناء ذلك سأله: هل فقدت بصرك في المرة الثانية ؟!
عزيز : نعم.. في المرة الاولي حدث لي تشوش في الرؤية و أظلمت الدنيا عدة مرات لثوانٍ قليلة و لكن في المرة الثانية لم أعد أري شيئاً تماما !!
تفَّحص الطبيب مكان تلقي الضربة و قال: الضربة كانت قوية بالفعل و صنعت في جمجمتك نتوءا بسيطاً و لكن الدم تجلط و انغلق الجرح من تلقاء نفسه و لكن مازال يجب تنظيفه و تطهيره كي لا يتجرثم !!
عزيز : لا يهمني الجرح الذي برأسي علي قدر ما يهمني معرفة ماذا سيحدث ببصري؟! ما قولك يا حضرة الطبيب ؟!
الطبيب بشري : أري ان الضربة قد تكون تسببت في تضرر شديد للعصب البصري الموجود في الجزء الخلفي للدماغ، تضرر من الضربة الاولي و لكنه كان مازال يعمل لكن الضربة الثانية جعلته يتعطل تماما !!
عزيز : ماذا يعني هذا ؟! هل انتهي الأمر للأبد ؟!! تحدث معي بصراحة !!
الطبيب : بصراحة ممكن أن تحتاج لإجراء جراحة و يمكن حينها أن يتحسن وضع عصبك البصري و تعود للرؤية من جديد !!
نظرت بسمة أثناء ذلك بأسي و منعت عينيها من الدموع !!
عزيز : و ما هي نسبة نجاح تلك الجراحة ؟!
الطبيب : قرابة ٥٠ %
أصيب عزيز بالاحباط و صمت تماما فقال الطبيب : لا تيأس فهناك أمل داخل الواحد بالمئة فما بالك ب ٥٠ .. كن قوياً و تمسك بالله
عزيز : و نعم بالله
سأتركك الآن و سأترك بسمة تنظف لك تلك الجروح و تطهرها ثم سأرسل لك وجبة طعام كي تتغذي جيدا و تستعيد عافيتك و بعدها نتحدث بتفاصيل العملية
عزيز بحزن : حسناً
انصرف الطبيب فقال له فاعل الخير : أنا سأذهب الآن.. أتركك في رعاية الله و ليكمل شفاءك علي خير .. سأعود لزيارتك مرة أخري للاطمئنان عليك
عزيز : شكرا جزيلا لك.. لم أعرف اسمك
فاعل الخير : اسمي شديد .. اعمل تاجراً للخيول و الجمال في قنا و مررت من مكانك في رحلة لي عبر الصحراء
ابتسم عزيز و تذَّكر سالم فهو يشبهه فعلا و عملا !! ثم قال : شكرا لشهامتك التي انقذتني!!
شديد : لا شكر علي واجب .. سأراك مجدداً
__________بقلم elham abdoo
ذهبت بسمة لتجلب صندوق الأدوات لتنظيف و تطهير الجرح بعد أن قالت له : سأعود علي الفور
أما عائلة الراعي فبعد الظهيرة أصبحوا علي أعتاب المنصورة، تقدمت العربة قاطعةً الممر الطويل المؤدي للقصر و عند الباب أنزل الحوذي عتبة العربة فنزلوا منها و ترَّجلوا للداخل ..
ذهب كل منهم ليأخذ حماماً دافئاً كي يزيل عناء السفر و تعب الطريق ثم بعد ذلك قبعوا في غرفهم للاسترخاء ..
لم تستطع كاريمان أن تسترخي او تخلد للنوم بل ذهبت و ابدلت ملابسها ثم اخذت عربتها المكشوفة و ذهبت نحو العنوان المكتوب بالورقة، نظرت للبيت من بعيد و رأت حارساً علي الباب، فكرت ملياً فيما ستفعل ثم عادت أدراجها للقصر و ما إن وصلت لغرفتها حتي جلست علي مكتبها و كتبت رسالة صغيرة سريعة ثم طوتها و نزلت للطابق السفلي و نادت لحارسها الوفي : عوف و أعطته الرسالة و أوصته أن يتركها علي باب بيت ذلك المحقق دون ان ينتبه له أحد ثم ينتظر حتي يتأكد انهم انتبهوا لها و ادخلوها للداخل ..
ذهب عوف بالرسالة بينما جلست كاريمان تنتظر عودته و طلبت كوباً من الأعشاب حتي تهدئ اعصابها المشدودة قليلا!!
________بقلم elham abdoo
عادت بسمة لعزيز حاملة بيدها صندوق الأدوات، قالت له بهدوء: استرخي ع السرير و مل علي جنبك الأيسر كي انظف جانب رأسك الأيمن أولا
بقطعة قطن كبيرة لفتها بيدها و أغمستها في الماء الفاتر بدأت في تنظيف الجرح و الدماء المتكتلة علي خصلات شعره الأسود الناعمة، لامست يدها النتوء الذي أحدثته تلك الضربات برأسه فتألم عزيز و طلب منها تخفيف الضغط عنه فدمعت عيناها بصمت ..
فعلت مثل ذلك أيضا بالجانب الأيسر ثم نظفت يديه من السحجات و اغمست قطعة قطن جديدة في المطهر و مرت بها علي كل تلك الجروح !!
لفت مكان جرح رأسه بالقطن و غلفَّته جيداً ثم قالت : ملابسك يغطيها الاتربة و الرمال .. هل أذهب للفندق و أحضر لك ملابس نظيفة ؟!
عزيز : نعم .. احتاج ذلك بشدة
بسمة : حسنا ..
دخلت إحدي الممرضات حاملة طاولة طعام ثم وضعتها أمامه فقالت بسمة : عندما تنهي وجبتك ستجدني جئت و بيدي ملابسك كي تبدلها و تنام قليلا
عزيز : أشكرك يا بسمة ..
ذهبت بسمة و كلمة أشكرك التي قالها تذبحها و تدمي قلبها !!
بكت و مسحت دموعها كلما تساقطت خلال سيرها، كانت تود لو عاد بها الزمن لأمس فما كانت ستفعل ما فعلته، مهما كان ما فعله من شر فلم يجدر بها أن تشي به و تتركه أمام تلك الافعي العاصرة.. ها قد فقد بصره خلال مطاردتها له فما الحال إن ظل عزيز هكذا ؟! كيف ستتخلص من هذا الذنب ؟! كيف ستتحمل ما تسببت به ؟! كيف ؟!
__________بقلم elham abdoo
عاد عوف لقصر الراعي ليبلغ الأميرة بأنه ألقي الرسالة في غفلة من الحارس و انتظر بعيداً حتي رآه يلتقطها و يذهب بها للداخل ثم انتظر ايضاً ليجد أن صاحب المنزل خرج بعد ذلك بقليل و ركب عربته التي كانت أمام الباب و ذهب
تبسمت كاريمان لشعورها بنجاح خطوتها الاولي ثم نظرت للساعة فإذ هي الثالثة و النصف عصراً فأسرعت للخروج كي تصل للمكان الذي كتبته في الرسالة في الموعد !!
وصلت للمكان المكتوب و انتظرت من الرابعة عصراً و حتي الخامسة حتي يئست من قدومه و عادت للقصر خائبة الرجاء لكنها فوجئت بضيف ينتظرها في الداخل … إنه المحقق ايلاريون !!…
________بقلم elham abdoo
عادت بسمة للمبرة و أعطت حقيبة الثياب التي احضرتها لعزيز الذي تلمسها حتي فتحها و امسك بأحد القطع و قال : ما لون ذلك القميص يا تري ؟!
بسمة و قد اغرورقت عيناها : أبيض !!
عزيز : إذن سأختاره، اخرجي لي بنطالا أسود يا بسمة
فعلت بسمة مثلما طلب ثم استدعت أحد الممرضين الرجال ليأتي و يساعده ثم انتظرت في الخارج..
بعد خروج الممرض دخلت إلي عنده و قالت : يجب أن تنام الان لتريح جسدك مما حدث
عزيز : نعم .. سأنام لأنسي ما أصبحت عليه و سأحلم بواقع أجمل و بأن الظلام الذي أصبحت داخله له نهاية
بسمة : ستنفتح عيناك من جديد بإذن الله ..
عزيز : يا ليت !!..
تركته بسمة و ذهبت كي تبكي براحة في غرفة الممرضات ..
_________بقلم elham abdoo
وجدته كاريمان بانتظارها جالسا علي كرسي في الردهة الكبيرة الواسعة فحاولت إخفاء دهشتها و قالت : مرحباً !!
وقف ايلاريون بثقة و اخرج الرسالة من جيبه و قال : جئت لأعيد لكِ شئ يخصك !!
التقطت كاريمان الرسالة و قالت : ماذا تقصد ؟!
ابتسم ايلاريون و قال : دعينا لا نلعب تلك اللعبة مع بعضنا البعض فأنا واثق أنه انتِ صاحبة تلك الرسالة !!
كاريمان : من أنت ؟!
ضحك ايلاريون و قال : بالنسبة لي فأنا أعرفك جيداً من أسوان حيث كنت أعمل هناك من وقت قريب جدا أما أنتِ فلم تصادفيني من قبل لكنك بالطبع بحثتِ عني و عرفتِ مكاني فأحببتِ ان تختبرينني !! أليس كذلك ؟!
ماذا كنتِ تظنين ؟! أنني سآتي للمكان الذي حددته !!
أنا محقق يا أميرة و تلك هي مهنتي و هوايتي !! البحث وراء حقيقة الأشياء !!
مع الأسف لا أجعل أي أمر يسحبني دون أن افتش وراءه و رسالتك الغامضة التي تقولين فيها” أحضر حالا في شارع الورود عند جسر الملك في الساعة الرابعة عصراً .. قد جد جديد في مسألة الأميرة و أود ترتيب الأمر بعيد عن الاعين ” كانت غبية قليلا فأنا ذهبت لقصر حفيظة و إذ هي لم تأتِ بعد !! ففكرت بكِ و جئت إلي هنا و لمحت خادمك الذي ألقي بالرسالة و ظن أن أحدا لم يره و ذهب!!
فوجئت كاريمان من كلماته و خُذلت من نفسها لفشل محاولتها لكشف طرفي الفخ !! لم ترد لانه ليس هناك كلمة بقيت لتقال فأكمل قائلا : ليس لي علاقة بموضوع الفضيحة التي حدثت بأسوان يا أميرة .. صدقي أو لا تصدقي فهذا يعود لكِ و لكن نصيحتي هي ألا تبحثي طويلا في المكان الخاطئ!! أنا بالفعل عملت لدي حفيظة هانم و لكن ما في عقلك ليس له اساس من الصحة .. استأذنك !!
ذهب ايلاريون و تركها تعاني من جديد فلابد أن تجد ثغرة تدخل منها لذلك الفخ اللعين و تكشف كل خطواته !!
_________بقلم elham abdoo
في المساء حضر الطبيب بشري ليطمئن علي عزيز و أعاد فحص عينيه ثم قال : ستصبح افضل بإذن الله .. لا تقلق
بسمة : متي ستجري العملية يا استاذي ؟؟!
الطبيب : أري أن بسمة توليك اهتماما خاصا و تلازمك يا سيد عزيز ؟! هنيئا لك
ابتسم عزيز بينما قالت بسمة : بيننا علاقة عمل قديمة يا استاذي فأنا كنت أعمل في قصرهم من قبل
تعجب الطبيب ثم قال : ليت صدقي باشا هنا فهو جراح ماهر و انتِ كنتِ قريبة منه للغاية و يعتبركِ كابنته
بسمة بحزن: لكنه غادر الي أوروبا
عزيز : هل وجوده سيزيد نسبة نجاح العملية ؟!
الطبيب : التوفيق من الله بالطبع و لكن اليد الماهرة تصنع فارقاً !!
بسمة : هل ارسل له خطابا؟!
الطبيب : ممكن و لكنه سيتطلب وقتاً حتي يصل و يأتيكِ الرد !! فهل سأصبر السيد عزيز ؟!
عزيز : نعم سأصبر حتي يرد بالقبول أو الرفض
بسمة بحماس : اذن سأكتب له الخطاب و استاذي سيرسله فأنا لا خبرة لي في ذلك
الطبيب : و هو كذلك ..
________بقلم elham abdoo
في الصباح وصل إيفان و سيمون للمنصورة و اقاما بمنزل يملكه صديق إيفان و زميله بالمبرة بأسوان و بعدهما وصلت حفيظة التي بسبب قلقها علي فاتن لم تمر علي قصرها بل ذهبت قاصدة المزرعة مباشرة ..
كان اليوم هو نهاية الأسبوع يوم راحة من العمل في المزرعة و لذا عم الهدوء المكان رغم ان الساعة تجاوزت العاشرة ..
ذهبت حفيظة لغرفتها ففوجئت بمشهد صادم !!
شفيقة اختها بعثرت أغراضها و ملابسها في أنحاء الغرفة و ترتدي أحد أثوابها بني اللون و حذائها البني المخطط بالأسود و تمشي مثلها في تبختر رافعة حاجبها و اكتافها !!.
لم تصدق ما تراه عيناها ووقفت تشاهد بصدمة حتي لمحتها شفيقة التي أرادت أن تنشق الأرض و تبلعها !!
_______بقلم elham abdoo
علي طعام الإفطار في قصر الراعي جلست كاريمان مع ابيها و اختها و ساد جو من الكآبة و الضيق حولهم حيث كل الأحداث التي حاطت بهم مؤخراً مؤسفة !!
جاء احد الخدم و سلم تلغرافا لكاريمان فقرأته ووقفت لتقرأه لهما بصوت واضح تشع منه البهجة و يكسوه الأمل و قالت : انه من سالم يقول ” هناك جرذ صغير ممن نبحث عنهم وقع في المصيدة و ينتظر حضورك ”
وقف الجميع بسعادة فقال منصور بك : لنسافر علي الفور
كاريمان : هيا بنا ..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)