رواية الصندوق الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق الجزء الثامن والأربعون
رواية الصندوق البارت الثامن والأربعون
رواية الصندوق الحلقة الثامنة والأربعون
بعد مرور قرابة أسبوع علي آخر لقاء جمع يوسف بريم، شعر أنها فد نست ما وعدته به أو ربما حاولت و فشلت في تدبيره، ألقي باللوم علي نفسه لتعلقه بالأمل في كل مرة متناسياً احتمالية أن يصدمه الواقع !! كلما أتته الرغبة في الاتصال بها ثم الاستفسار تراجع من اجل عزته و كرامته ..
أما ريم فمنذ اليوم التالي للقاءها به ذهبت لوالدتها و ناقشت الأمر معها، مدام نيرة سيدة ذات روح جميلة أيقنت من لهفة ريم و حماسها أن الأمور تطورت بينها و بين يوسف و فسرت ما يحدث علي أنه تخطيط فيما بينهما للعيش مستقبلاً في دبي فسعت هي الأخري في تحقيق الأمر لكنها عندما تواصلت مع رؤوف ابن خالها علمت أنه في عطلة من العمل يقضيها بأحد الدول الاوروبية و قد وعدها بتدبير الأمر فور عودته ..
ظلت ريم تهاتف والدتها كل يوم لعله ورد اتصال من العم / رؤوف و لكن لم يحدث، عرضت علي والدتها معاودة الاتصال لكنها بالطبع رفضت قائلة : مش هتطفل عليه و اتصل تاني .. هو قالي لما ارجع هكلمك يبقي خلاص .. يمكن لسه مرجعش
ريم : طيب و لو متصلش ؟! هنعمل ايه يا ماما ؟!
مدام نيرة : يبقي حظه كده هنعمله ايه ..
حزنت ريم و صمتت فقالت لها : بصي يا حبيبتي .. انا فاهمة أنه نفسك حلم يوسف يتحقق بس كل حاجه بالعقل.. مش يمكن الراجل مكانش ف نيته يتصل اصلا لما قالي و مش عاوز يشغل حد دلوقتي يبقي ليه نتطفل و يبقي شكلنا وحش .. صح ؟!
ريم بتفهم : صح … كده مفيش قدامنا غير أننا نستني ..
مدام نيرة : إن شاء الله خير ..
في اليوم المتمم للأسبوع رأي يوسف اسم ريم علي هاتفه فدَق قلبه بتوتر فهل يا تري تلك المكالمة تحمل له الخبر السعيد ؟!!
بدأ المكالمة بترقب و قال : الو .. ريم .. ازيك ؟!
ريم : الحمدلله .. ايه يعني مبتسألش خالص ليه ؟! استغنيت خلاص و لا ايه ؟!
يوسف: لا طبعا مقدرش استغني بس قولت اريحك مني شويه
ريم : مممم . طيب عندي ليك خبر حلو
يوسف بحماس : ايه ؟!
ريم : اللي انت مستنيه ..
يوسف : حصل ؟!
ريم : آه .. عندك مقابلة on line بكره الساعة خمسة ..
يوسف : ع طول كده ؟!
ريم : اه .. عمو رؤوف هيتكلم معاك و يحدد بقي هتنضم ليهم هناك و لا لا ؟! استعد كويس بقي
يوسف بسعادة : بجد مش مصدق .. شكرا يا ريم .. ألف شكر
ريم : العفو يا سيدي و ربنا يوفقك و إن شاء الله تحقق كل أحلامك
يوسف : ياااااارب ..
ريم : ابقي طمني بقي .. سلام
يوسف : اكيد .. مع السلامة و شكرا مرة تانية ..
___________بقلم elham abdoo
في اليوم التالي عاد علاء مع الظهيرة و معه طعام والدته المصنوع برائحة الحب، حب الأمهات و شوقهم..
قال علاء بعدما صافح صديقه و جلس : جبتلك الفطير زي كل مرة و البطاية و ورق العنب كمان
يوسف : حبيبي يا صاحبي .. ربنا يخليلنا ام علاء الغالية
علاء : عندي ليك خبر هتستغربه اووي
يوسف : و انا كمان .. عندي ليك خبر حلو اووي
علاء : طيب قول انت الاول
يوسف : لا أبدااا .. قول انت الاول
علاء : طيب .. أنا تقريبا كده خطبت امبارح !!
صُدم يوسف و قال : خطبت!!!! .. ازاي ؟!
علاء : هقولك .. أنا نفسي اتفاجئت من اللي عملته
يوسف : ازاي يعني ؟! ده جواز يا بني يعني محتاج تخطيط و تفكير و تركيز .. عملتها ازاي دي ؟!
علاء : م انا جايلك في الكلام اهو .. بص هي بنت خالتي و اسمها مني .. أمي قالتلي قبل كده أنها كويسة و تنفع ليا بس انا طنشت .. امبارح رجعت لقيت فيه عريس عندهم و هي بعد المقابلة قالت لا و قامت حريقة عندهم في البيت ..
يوسف : ليه ؟؟
علاء : ده رابع عريس ترفضه و انت عارف الارياف ف خالتي جات عندنا و حكت لأمي فخالتي قالتلي م تتكلم معاها انت برضة في مقام اخوها و ينفع تنصحها فأنا رةحت علي اساس انصح بس لقيت نفسيي جاتلي فكرة مجنونة ف دماغي
يوسف : اللي هي؟
علاء : هل رفضها ده هيسري عليا انا و لا لا فقولت اتقدم عشان أشوف بس هتعمل ايه ؟!
يوسف : أنت اتجننت .. تعمل كده عشان بس فضولك !!
علاء : لا طبعا .. مني بنت خالتي و متربيين تقريبا مع بعض فهي كويسة جدا فمكنتش هوقع نفسي ف مطب و لا حاجه
يوسف: و هي قبلت ؟؟
علاء : جدااا.. لمحتلي أنها كانت بتفكر فيا بس علي استحياء كده .. حاجه حلوة أن القدر يوقعك في حد يحبك و يستناك و كمان تبقي قريبتك .. مش كده ؟!
يوسف : حاجه غريبة .. ده انت عمرك ما جبتلي سيرتها حتي؟!
علاء : مش عارف انا وصلت لمرحلة الخطوبة دي ازاي ف يوم و ليلة بس خلاص أنا متعود طالما خدت القرار يبقي خلاص إلي الامام بقي
يوسف : أنت بتاخد قرارات مصيرية بسرعة تخوف !!
علاء : أنا ممكن اكون اخدت القرار بسرعة بس ده عامل زي حاجه لُقطة و انا لحقتها .. عارف مني قالتلي انا قابلة معاك اي ظروف و هنتجوز بامكانياتي حاليا و نبدأ واحدة واحدة مع بعض .. أنا مش هعيش ف حسابات و خوف .. واخدلي بالك أنت !!
ابتسم يوسف و قال : عارف اجاثا كريستي قالت ايه عن الجواز ..
علاء : لا مش عارف .. قول انت يا فيلسوف ..
يوسف: قالت إن الواحد لو متجوزش و هو صغير مش بيتجوز لان الكبير العاقل مبيتجوزش ههههه
علاء بسخرية : يا سلام عليك يا عاقل انت.. فيه مثل تاني بقي أنا اللي عاوز اقولهولك.. فيه ناس بيعيشوا رغم الظروف و ناس تاني الظروف هي اللي بتعيشهم !!
يوسف : أنا فاهم انت تقصد ايه و بالمناسبة دي اسمع بقي الخبر بتاعي
علاء : أنا مخمن أصلا هتقول ايه
يوسف باختبار : طب ايه ؟؟
علاء : ريم اكيد ردت عليك ف موضوع دبي .. صح ؟!
يوسف : آه.. المقابلة الساعة ٥ ع زووم .. ادعيلي ربنا يوفقني عشان اسيبلك الشقة دي تتجوز فيها و أسافر
علاء : ربنا يوفقك طبعا بس انا كده و لا كده هدبر أموري .. اتفقت مع مني هندور ع شقة إيجار و هنجيب فرش بسيط و برضو هنعمل فرح و شبكة ع قد امكانياتي و هتيجي هنا و هتشتغل و تساعدني و هنبني بيتنا واحدة واحدة
يوسف : و أهلها وافقوا ؟!
علاء : آه.. خالتي طبعا وافقت عشان ماما حبيبتها و جوز خالتي لقي مني و امها موافقين ف معارضش!
يوسف : متسهلة اهي .. أدي كمان الشقة دي إن شاء الله هتفضي و هتتجوز و تعيش فيها بدل م تدور ع واحدة جديدة
علاء : طب و انت ؟! هتاخد خطوة مع ريم و لا لا ؟ البنت بتساعدك اهي و واقفة جنبك بكل الطرق
يوسف : لا .. مش هربط نفسي و لا هربطها من دلوقتي .. سيب الحكاية للزمن يمشيها حسب الظروف !!
علاء : ظروف تاني .. أنا خايف تندم بعد فوات الأوان!!
يوسف : إن شاء الله مفيش ندم و لا حاجه
علاء : ياريت ..
يوسف : أنا هقوم بقي الحق آكل من البطاية و المحشي قبل معاد المقابلة عشان ابقي جاهز .. مش هتاكل معايا؟؟
علاء : لا انا لسه واكل منه قبل م اجي .. كل انت بالهنا و الشفا و ربنا يوفقك في الانترفيو
يوسف: يااااااارب
_________بقلم elham abdoo
ارتدي يوسف طاقم رسمي استعدادا للمقابلة ثم جلس علي الطاولة ووضع أمامه هاتفه النقال بعدما أعده للمقابلة جيدا، في الطرف المقابل من الغرفة جلس علاء يراقب صديقه بشغف و يعطيه تعليقات بشأن مظهره و طريقة الكلام و ما شابه و عندما بدأت المقابلة صمت تماما و لكنه ظل جالساً ليعطي صديقه ثقة و طمأنينة و دعم ..
بدأ السيد رؤوف المقابلة بشكل اعتيادي بأسئلة قَدِم نفسك و ما هي طموحاتك و كيف تري شكل الصحافة و الإعلام اليوم و ما التغيير الذي تتمني حدوثه و أيضا السؤال الشهير : أين تري نفسك بعد خمس سنوات ؟؟ ..
أجاب يوسف بشكل جيد لكن ما أقلقه هو أن السيد رؤوف كان أجش و حاد و لم يذكر ابداً ريم أو والدتها و لكن علاء طمأنه بأنه بالطبع لن يتحدث في مقابلة رسمية ربما تكون مسجلة عن أمور شخصية، رآه قلقاً فقال : صدقني، انت جاوبت كويس و ردودك كانت حلوة و فيها ثبات و ثقة .. متقلقش و اللي من نصيبك هتشوفه
يوسف بقلق : إن شاء الله
لم يكد يوسف ينهي جملته مع علاء حتي جاءه اتصال من ريم كي تطمئن علي سير المقابلة فهو نسي أن يطمئنها لكنها لم تنسي، عبّر لها عن قلقه فحاولت أن تطمئنه فطلب منها محاولة معرفة انطباع السيد رؤوف عنه من خلال والدتها فجاءه الرد بعد ساعة واحدة قائلا أن يوسف كان جيدا في المقابلة لكنه مازال يدرس الأمر مع رئيس مجلس الإدارة و بقية أعضاء المجلس فالسيد رؤوف هو مدير التحرير و ليس صاحب القرار الأوحد!!
هنا ايقن يوسف أنه ليس أمامه سوي الانتظار و لا فائدة من التخبط هنا و هناك ..
جلس و فتح كتابه الذي يأخذه بعيدآ عن واقعه القلِق المتشبع بالتوتر فدخل لعالم سالم و كاريمان مرة اخري بشغف ..
___________بقلم elham abdoo
جلست فاتن علي سرير في منزل عائلتها الذي تركته منذ أكثر من عشر سنوات، فغر الجميع فاه عند رؤيتها بتلك الحال حاملةً حقائبها و أغراضها، تعرضت لسيل من الأسئلة عن سبب عودتها بهذا الشكل و في هذا التوقيت !! لديها أخوين أحدهما بسن العشرين و الاخر في السابعة عشر و هي اكبرهم..
لطالما شعرا بالغيرة نحوها لأن خالتها فضَّلتها و فصلتها عنهما بالعيش في القصر، كانت حفيظة هانم تميل لأن يكون لديها ابنة و لذا اختارت فاتن دوناً عنهما .. سألها الكبير بقلق عما اذا كان غضب حفيظة هانم سيطال المال الذي كان يصلهم كمساعدة أم لا فأيقنت فاتن أن كلاً يبكي علي ليلاه كما يقولون!! و هذا ليس مستغرب أو غير متوقع فعلاقتها بهم شبه منقطعة منذ اخذتها خالتها لتعيش معها، لم تكن تراهم إلا في مناسبات قليلة و متقطعة يفصل بينها و بين بعضها زمن كبير اذن لماذا عليها توقع المؤازرة و السند و الطمأنينة فتلك المشاعر تستحضرها الأيام و المواقف و التلاحم معاً وقت الصعاب !!
أدركت أيضاً أنها خسرت داعمها الوحيد و هي خالتها، هربت من أسئلتهم بقول أن خالتها لم تعد تريدها معها لخلاف شديد شب بينهما فقال الأب : هل آتِ معكِ للصلح بينكما ؟!
نظرت له فاتن بتهكم و قالت : و هل علاقتك بخالتي وطيدة لهذا الحد ؟!
نظر الاب للأسفل فابنته لا تنظر له بعين الاحترام ربما لانه ارتضي أن تؤخذ من بيته لتعيش بمال و كنف الآخرين و هو علي قيد الحياة فخسر دوره و مكانته عندها !!
قالت بتأفف: أين سأنام؟!
فتحت والدتها التي صمتت تماما باب غرفة المسافرين و أدخلتها ثم أغلقت خلفها دون كلمة واحدة …
تذكرت فاتن كل ذلك علي سريرها وواصلت البكاء من جديد حتي نامت !!
_________بقلم elham abdoo
أما كاريمان فظلت مؤرقة بغرفتها طوال الليل حتي طلع النهار عليها و هي مغمضة العين و لكن عقلها كان مستيقظاً لم تغفو للحظة!!
قامت عن مهدها و أبدلت ثيابها ثم ذهبت نحو الحديقة لتجلس قليلا ريثما يستيقظ البقية ..
رآها سالم من نافذة غرفته فابتسم لأنه علم أن ما قاله حيّر عقلها و أدخلها في زخم من الأفكار و الاحتمالات!! علي الرغم من عدم رغبته في رؤيتها تتخبط لكنه رأي ضرورة لذلك كي يصل إلي ما يريد فكما يقولون : كل شئ مباح في الحب و الحرب !!
________بقلم elham abdoo
استيقظ عزيز بنشاط و جمع أغراضه استعدادا للمغادرة فقد عقد العزم علي الذهاب لأسوان اليوم فثمة حسابات بقيت مفتوحة يجب اغلاقها و هو بصدد فعل ذلك الآن..
ذهب ليتناول افطاره بمطعم الفندق في هدوء و كأنه لم يضمر النار في كل مكان لمسته يداه، غير مهتماً بما حدث أو سيحدث و قد جمع كل تفكيره لإغلاق دفتر خطف فاتن كي لا يقع تحت قبضة تلك القاسية حفيظة مرةً أخري !!
بدأت العربة ذات الخيول في قطع الطريق الطويل في الوقت الذي حملت فيه عربة أخري ثريا و منصور بك نحو الشرقية بحثاً عن فاضل أفندي و الصغيرة هدي !!
__________بقلم elham abdoo
نزل سالم و ذهب نحو الحديقة ليناكش الأميرة قليلاً فقال : صباحك سعيد يا أميرة.. أراكِ مبكرة في الاستيقاظ فهل نمتِ جيداً ؟!!
تظاهرت كاريمان بالنشاط ووَّسعت فتحة عينيها المتكسرة من الأرق و قالت : نعم .. غفوت قليلا و استيقظت مبكراً و لكنني بكامل نشاطي و لياقتي !!
لاحظ سالم الإرهاق المتراكم علي وجهها لانه بعد الاحداث الأخيرة لم تنل قسط كافٍ من الراحة و بعدها ذهبت في طريق السفر أمس و لم تتمكن من الارتياح أيضا بسبب كلماته الغامضة !!
فقال متهكماً: نعم .. واضح جدااا
كاريمان بغضب : هل تسخر مني ؟!
جلس سالم بجوارها و نظر لعينيها ثم قال : بالطبع لا فحتي لو أصبحت عينيكِ من الإرهاق بحجم حبة الخردل فلازلتِ جميلة و فريدة يا عزيزتي !!
كاريمان بغيظ : يعجبك أن تضعني في حيرة .. أليس كذلك؟!
سالم : لا .. بل أنتِ من تحيرين نفسك !! خذي قرارك و استريحي
كاريمان : ليكن بعلمك .. لا يهمني تهديدك .. أنا فقط يقتلني الفضول !!
سالم : مع ذلك انتظر ردك بحيالنا بعد العودة من مقابلة اللورد .. الوقت يمر يا أميرة !!
نظرت له الأميرة بغضب و لوم و قبل ان ترد جاء أحد الخدم يدعوهما لطعام الإفطار..
____________بقلم elham abdoo
استيقظت فاتن و فتحت عينيها كما لو انها تريد أن يكون كل ما مرت به خلال اليومين الأخيرين كابوساً، نظرت لأعلي فرأت سقف الغرفة المتهالك قليلاً ثم دارت بعينيها في ارجاء الغرفة فرأت الأثاث البسيط من جديد فها هو الكابوس مازال مستمراً بشكل مفزع .. أغمضت عينيها مجددا في محاولة للهروب من الواقع و لكنها لم تتمكن بسبب طرق عنيف علي الباب و بالرغم من عدم ردها الا أن الباب انفتح و دخلت والدتها لتقول : استيقظي يا عزيزتي .. الإفطار جاهز !!
فاتن: ليس لدي شهية .. سأنام مرة أخري!!
قالت والدتها بلهجة محذرة : غير ممكن .. استيقظي فنحن ننتظرك في الخارج للنقاش في أمر مهم ..
غطت فاتن وجهها و كأنها لم تصغٍ لما قيل فقالت والدتها بغضب : هذا ليس قصر خالتك يا فاتن .. اتركي التدلل و استيقظي .. بعد دقيقة واحدة أريدك معنا بالخارج .. الأمر لا يحتمل التأخير !! مفهوم؟!
فاتن : مفهوم
غادرت والدتها الغرفة و خرجت بينما كانت هي مستاءة الي الحد الأقصى!!
_________بقلم elham abdoo
في قصر صدقي باشا، عندما جلست بسمة في كرسي مقابل معلمها تضحكه و تبعده عن كآبته دخل أحد الخدم ليبلغ عن قدوم الطبيب إيفان من جديد !! قال الخادم في نفسه أثناء سيره : هذين الاثنين أصبحا يدخلان و يخرجان من القصر و كأنما ولدا بداخله !!
أذن صدقي باشا بدخول إيفان فدخل و ألقي التحية ثم جلس و قال : صباحكم سعيد .. آسف لقدومي هكذا بشكل متكرر و في الصباح دون موعد مسبق!!
صدقي باشا : لا عليك .. هل تشرب قهوة معي ؟!
إيفان: ليكن ..
اشار صدقي باشا للخادم و طلب القهوة المعتادة له ثم سأل إيفان عن قهوته فقالت بسمة : يشربها بملعقة سكر واحدة و ببن سادة غير مضاف له شئ .. أليس كذلك؟!
ابتسم إيفان و اومأ بالقبول فقالت : سأذهب أنا و أحضرها لكما
صدقي باشا : و هو كذلك ..
وجّه كلامه لايفان و قال : هل حددتم الموعد المتفق عليه للسفر مع الأميرة ؟!
إيفان: مع الأسف لم ترد الأميرة لي جواباً اليوم أيضا لظروف خاصة تمر بها و أنا اشتقت لمسكني و مكاني فأفكر في ترك رسالة للأميرة كي تتبعنا عندما تري الوقت مناسبا لها ثم أسافر اليوم لأسوان و أعود لعملي هناك في المبرة القديمة !!
صدقي باشا : يبدو أن المكان هنا لم يعجبك كثيرا!!
إيفان: لا علي العكس .. المكان لطيف و هواءه رائع لكنني منذ جئت إلي مصر أحببت أسوان حباً جماً و استقريت بها و الآن لا أري حاجه لبقائي هنا فالأميرة ليست متاحة علي أية حالو ارشلت اختي اليها و شرحت لها الوضع كله كما حدث و هي الآن المنورة بإصلاح الأمر من جديد !!
أقبلت بسمة و بين يديها القهوة ذات الرائحة المميزة ثم قدمتها لهما و جلست في مكانها كما كانت فقال لها صدقي باشا : ما رأيك يا بسمة .. حضرة الطبيب يود العودة لأسوان اليوم و سوف يترك خطابا ليعُلِم الأميرة فهل نسافر معه لبدء العطلة ام ماذا ؟!
بسمة: بصراحة اشتقت أيضا للمكان هناك .. إن كان يناسب معلمي الكبير فهل نسافر مع ايفان؟!
صدقي باشا : لا مشكلة .. لنسافر
إيفان: اذن لأجمع اغراضي و أعطي سيمون اختي فرصة لجمع أغراضها ثم ننطلق معاً نحو الطريق
صدقي باشا : حسناً و لكن سنسافر بعربتي .. تعالي مع اختك للقصر و ننطلق جميعنا من هنا
إيفان: ليكن .. إلي اللقاء
انصرف إيفان بينما بدأت بسمة في جمع ما يلزم لها و للباشا استعداداً للسفر ..
__________بقلم elham abdoo
في الطريق الذي تقطعه العربة بين المنصورة و مدينة الزقازيق أو القناطر التسع كما كان يطلق عليها ..نظر منصور لبنته التي كانت تترقب الطريق الذي تقطعه الخيول متراً وراء متر و قال
منصور بك : عسي أن يكون ظنكِ صحيحاً و نجده هناك يا ابنتي و لا نكون قطعنا كل تلك المسافة عبثاً !!
ردت ثريا بأمل : حدثي يقول يا أبي أنني سأجدهما هناك .. ادعِ أن يكون صحيحاً فأنا أود اخذ ابنتي لحضني في أقرب وقت، لم أعد احتمل فراقها ..
منصور بك : ليجمعكما الله يا ابنتي و لكن هل فكرتِ في الخطوة التالية ؟!
ظهر الانفعال علي ثريا و قالت : لا أعلم يا أبي ماذا سأفعل معه فبداخلي يتصارع طريقان!! واحداً يريد عقابه و تشريده و جعله عبرة و الثاني يري أنه والد هدي و ربما من أجلها استحق مسامحة !!
منصور بك : و إلي أيا منهما أنتِ أقرب؟!
ثريا : أشعر أنني عند رؤيته سأمسك بعنقه و لن أتركه الا عندما أجعله يأسف علي كل ما فعل !!
استاء منصور بك و قال : تذكري ان ابنتك ستكون في المكان و هذا والدها في النهاية !! لا تتسببي لها في عقد نفسية لا تُحل !!
ثريا : مازلت أحاول أن أهدأ و أفكر بردة فعل مناسبة أمامها و لكن لم أقرر بعد !!
منصور بك : تلك الصغيرة لا ذنب لها في حساباتكما !!
نظرت ثريا بأسف و لم ترد فالأمر معقد و هي في حيرة و لكن ما يهم هو أن تجد ابنتها أولا و ما بقي أمره أسهل..
__________بقلم elham abdoo
اصطحب جمال الدين كاريمان و سالم إلي مكتب اللورد دوفرين و باستخدام صداقته به اختصر كثيرا من الوقت المتطلب للوصول اليه بل إنه بمجرد وصوله معهما أجلسهم سكرتير مكتب اللورد في غرفة الانتظار و جلب لهم واجب الضيافة ريثما ينهي اللورد لقاءه ثم يسمح لهم بالدخول
قال سالم باستياء : كل هذا الثراء و الرفاهية من دم الشعوب التي يحتلونها!!
رد جمال الدين بتوتر : بمشاعرك الحادة تلك لن تصل معهم لشئ .. ليكن بعلمك
قالت كاريمان محذرة : نعم يا سالم .. أنا أيضا أري أنه يجب أن تهدأ قليلا من اجل مصلحة الجميع !!
سالم: سأحاول بالطبع و لن اضيع تلك الفرصة لكننب اعبر عن غضبي الدفين حيال كل ما يحدث معكما ..
مرت خمسة و عشرون دقيقة تقريبا بعدها فُتح الباب و أشار لهم السكرتير بالقدوم لدخول مكتب اللورد !!
دخلت كاريمان أولا و من بعدها خالها جمال الدين ثم سالم فأشار لهم بالجلوس بابتسامة ترحيب ثم قال بالانجليزية : عساه خيراً زيارتكم لي في تلك المرة فأنا سمعت اشياءً عدة تحدث حولك يا سيد سالم في الآونة الأخيرة !!
جمال الدين : هناك بعض المناوشات ي صديقي و نحن بحاجه إلي مساعدتك إن أمكن
دوفرين موجها كلامه لسالم : اعجبتني مرونتك في قضية القطن و لكن سمعت فيما بعد عن مشكلة جمعتك ب هوارد الذي نُقل إلي هنا مؤخراً
سالم : نعم و هذا هو لُب الموضوع إن سمحت لي بالشرح !!
دوفرين : تفضل
سالم : هوارد حاد جداً و يتقصد ايذائي منذ موضوع بيع القطن و الغريب انه اتهمني و الأميرة كاريمان في حادثة التفجير رغم انه ثبت بعد ذلك كذب روايته بشهادة الشهود !! و لم يكتفِ بذلك فهو الان يتعقب أثري و يقوم بإيذاء اي شخص قريب مني او حتي يعرفني !!
دوفرين : اتقصد صلاح و رفاقه؟!
تعجب سالم لدراية دوفرين بكل التفاصيل و قال : المهندس صلاح ليس صديقي بل كان صديق رياض رحمه الله و علاقتي به طفيفة
دوفرين بذكاء : اذاً لماذا تستميت من اجله هكذا؟!!
سالم بثبات : لأنه ظُلم بسببي و الآن محتجز و يعاني رغم انه لم يثبت فعله لشئ سئ علي حد علمي !!
دوفرين : كلامك صحيح و لكن ثبت أن الرجل متمرد و يثير الشغب و لم يكتفِ بهذا بل كوّن مجموعة هو قائدها يقومون باجتماعات مشبوهة و ربما يثبت مع الوقت ضلوعه في أي أعمال تخريبية أو أنه يشكل مجموعة من الفدائيين كما تسمونهم!!
سالم : أيها اللورد .. أنا أثق في رؤيتك للامور خاصةً بعدما نصفتني من ظلم دارسي في السابق و اقتنعت ببرائتي من مقتل بينيت و لذا قطعت طريقا طويلا للمجئ إليك و أنا اليوم أريد تحرير مجموعة قُبض عليها بسبب اقتفاء أثري دون ذنب و جميعهم لديهم أسر و أطفال و لدي فدية يمكنكم دراستها و القبول بها إذا أردتم !!
دوفرين باهتمام : هل ستفتديهم أيضا؟! بمَ ؟!
سالم : لدي قطعة أرض كبيرة تتعدي مساحتها خمسمائة فدان يمكنكم الانتفاع بها لمشروع غزل القطن و نسجه و ستكون هدية مني للسلطة كي أبين لكم تعاوني و حسن نيتي
دوفرين : عرض مثير للاهتمام و لكن.. إلي الآن لم يثبت علي تلك المجموعة ضلوعهم في شئ فإذا ظهر جديد فسيعتبر اتفاقنا المزعوم لاغي !! هل تفهم ذلك ؟!
سالم بحماس : نعم بالطبع و لكن لدي طلبين إن أمكن
دوفرين : ما هما ؟!
سالم : الأول: أن يكف هوارد يده عن القضية لأنه غير عادل أو موضوعي بعمله بل يأخذ الأمر بمحمل انتقامي يعقد الأمور
دوفرين : و الثاني ؟!
سالم : أن تكون إدارة المصنع بشراكة بيننا و بينكم و العمالة تكون مصرية مئة بالمئة!!
دوفرين : أنت مفاوض بارع يا صديقي .. عزيزي جمال الدين يسعدني ان اخبرك أنكم اخترتم نسيباً جيداً لابنتكم الأميرة الجميلة !!
ردت كاريمان بسرعة : لا .. نحن أصدقاء فقط الآن و ربما الربط بيني و بينه في قضية التفجير هو ما جعلني آت معه إلي هنا !!
نظر لها سالم و رفع حاجبيه ثم قال : نعم . كلامها صحيح فكلا منا عالمه مختلف عن الاخر !!
دوفرين : تذكرت الآن أنكما قلتما لي هذا الكلام من قبل .. عذراً .. الآن لنعود لموضوعنا و نترك العلاقات الشخصية جانباً . عرضك مقبول و طلبيك ايضاً و سأقول بكتابة أمر بتحرير صلاح و البقية و لكن لا تنس .. اتفاقنا باقِ طالما أنه ليس هناك دليل ضدهم .. مفهوم ؟!
رد سالم بسعادة: مفهوم .. لكن متي سيخرجان ؟!
دوفرين : من اجلك .. علي الفور .. سأرسل و اخرجهم من قبضة هوارد و يمكنك مشاهدتهم يخرجون أمامك خلال ساعة من قوة مخفر الدرب الأحمر!!
وقف سالم و صافحه قائلا: شكرا جزيلا لك
كتب دوفرين الخطاب الموجه لمخفر الدرب الأحمر و أرسله مع احد الجنود ثم قال : و الآن لنعد وثيقة الارض التي سيقام عليها المشروع ثم نضع أيضا بنود إدارة المصنع و سياساته كي يعرف كلا منا حقوقه وواجباته في المستقبل
سالم : حسنا ..
______بقلم elham abdoo
خرجت فاتن من غرفتها بعدما ارتدت مثل سابق عهدها كفتاة من الطبقة الراقية، نظروا لها و كلً منهم يراها بشكل مختلف فوالديها رأوا في ذلك أملا في عودتها لخالتها و بالتالي عودة كل شئ لسابق عهده أما أخاها التالي لها فقد نظر لها بتهكم فهي بالنسبة له كمتسول يرتدي ثياب أعطاها له رجل غني ! أما الصغير فانبهر بالملابس الفاخرة و تمني لو عنده طاقم واحد من نفس المستوي !!
جلست ثم بدأ الجميع في تناول الطعام ماعداها فقال والدها : ألم يعجبك طعامنا ؟!
والدتها : اتركها يا سلامة فلتأكل هنا أو ربما تأكل هناك !!
سألت بتعجب : هناك أين ؟!
الام شفيقة : في قصر خالتك فبعد الإفطار سنأخذك و نذهب إليها و نحل ما بينكما و لذا عليكِ الآن بشرح ما حدث لنفهم و نحدد ما سنقول !!
فاتن : هل قررتما هذا دون أن تسألاني!!
شفيقة : نعم .. فما يحدث لن يؤثر بكِ انتِ فقط كي تقرري بمفردك بس سيؤثر علي حياتنا جميعاً !!
فاتن : مثلما وافقتما قديما علي اعطائي لها من اجل المال !!
ردت شفيقة بغضب : و هل أضرك قرارنا ؟! عشتِ معها كأميرة و نسيتِ الفقر و الاحتياج و نسيتنا نحن أيضا فلا تلوميننا و كأنك كنتِ تتحرقين كل يوم لتعيشي معنا و قد اخرجناكِ من الجنة !!
سلامة : كان يجب أن تشكريننا لموافقتنا علي هذا !!
فاتن بتهكم : شكرا لكما و لكن مع الأسف لا مجال للعودة الآن.. انتهي الأمر
شفيقة : لم ينتهي شئ، علينا المحاولة مرة أخري من اجل اخوتك و من أجلنا جميعاً .. لا تيبسي رأسك و تكوني أنانية .. من اجل اخوتك !!
فاتن بانفعال : ألا تسمعون ما أقول أم تسمعون و لا تفهمون ؟! اقول لا مجال للعودة !!
سلامة : اشرحي لنا ما حدث و سنجد له حل بإذن الله
فاتن بكآبة : لن اشرح شئ .. انتهي الأمر
استشاطت شفيقة غضباً ثم أمسكت فاتن من ذراعيها و جذبتها بعنف و قالت : لا .. قلت لم ينتهي، إن لم تقولي لنا ما حدث و تصغي لنا فسترين التأديب و التربية التي تلزم لكِ و لم تأخذينها في الصغر .. إن كنتِ نسيتِ من هي شفيقة فأنا أستطيع تذكرتك !!
أصاب فاتن هلع شديد فقالت بصوت خائف متقطع : سأ…. س… سأ…
أفلت سلامة قبضة شفيقة عنها و قال : اهدئي و لا تخافي يا فاتن .. قولي ماذا حدث بهدوء ؟!
جلست فاتن و قالت : اتركوني اذن لاستعيد نفسي ثم سأقول كل شئ .. أعطونى وقتاً فقط لأهدأ
شفيقة : ليكن.. لكن لا تطيلي..
دخلت فاتن غرفتها بفزع و أدركت أنها أخطأت بالمجئ لهنا ظناً أنه بيت الأهل لكن اتضح أنه ليس كل منزل سقطت به رأسنا يعد مأمناً !!
__________بقلم elham abdoo
خرج سالم من مكتب اللورد و قد حقق ما سعي اليه كاملاً و لم يشوب فرحته تلك سوي كلمات كاريمان ل اللورد و التي أفصحت عن قرارها المرتقب !!
ركبوا العربة فقال جمال الدين : أنا سأترككم في بداية الشارع القادم لأن لدي عملاً هاماً .. هل ستتوجها للقصر ؟!
سالم: لا .. أنا ذاهب نحو الدرب الأحمر أولا لرؤية صلاح و الرفاق ثم بعدها سأعود للقصر و اجمع أغراضي للعودة للمنصورة ثم بعدها لأسوان بإذن الله .. يمكنني إيصال الأميرة أولا للقصر ثم أذهب أنا كما شرحت سلفاً ؟!
لاحظت كاريمان طريقة كلامه الجافة فقالت : ليكن …
___________بقلم elham abdoo
ظلت فاتن في غرفتها تفكر في طريقة للهرب من ذلك الجحيم الجديد الذي وقعت به فجحيم المزرعة كان أهون !! فكرت و فكرت و لكن كيف ستهرب دون أن يلاحظونها في ذلك البيت الصغير الذي يسمع كل فرد فيه أنفاس الاخر !! في تلك اللحظة دخل إليها أخوها الصغير و قال في خبث: هل تودين الهرب ؟!!
لمعت عيناها و ابتسمت له ثم قالت : إن نجحت بمساعدتي فلك عندي هدية ستعجبك كثيراً
فؤاد الصغير : لا أود هدية تختارينها أنتِ بل أريد مالا كثيراَ كي أشتري كل ما أريد!!
فاتن بقلق : انظر .. لم يبق معي الآن اي مال لكن يمكنني أن اعطيك خاتمي هذا . بعه و اشتري ما تريد .. موافق ؟!
فؤاد : نعم بالتأكيد ! و طريقة هربك من هنا سهلة فقد تسللت من و إلي هذا البيت ليلا دون أن يراني احد عدة مرات !!
فاتن بفضول : و لمَ كنت تتسلل؟!
فؤاد بخوف : لا يهمك هذا .. هل اقول لك كيف ستهربين ام ستضيعين الوقت بالأسئلة !!
فاتن : قل إذن ..
_________بقلم elham abdoo
في الطريق للقصر أوقف سالم العربة أمام محل كبير لبيع المصوغات و المجوهرات و ذهب للداخل بينما كانت عيني كاريمان تراقبانه من النافذة ثم بعد أكثر من نصف ساعة خرج و بيده علبة صغيرة يظهر من حجمها أنها لخاتم، نظرت لما بين يديه بفضول قاتل ثم قالت : يظهر أن تلك الهدية الثمينة هي لشخص غالي كثيراً و الا لما كنت استغرقت كل ذلك الوقت كي تختارها !!
رد سالم بارتياح : نعم .. هي لشخصٍ غالِ بالفعل!!..
كاريمان : لن أسألك لأنني لا أحب أن أكون فضوليه!!
ضحك سالم بتهكم و قال : و أنا سارضي فضولك و اقول انها.. لأمينة
ارتفع حاجبي كاريمان ثم قالت : اووووه .. مفهوم !!
سالم و قد ايقن انها تحترق : لاريكي اياه لأنك بالطبع أميرة و رأيك مهم عندي !!
نظرت كاريمان للخاتم الرقيق ذو الألماسة البيضاء النقية ثم قالت: أنيق .. لترتديه بهناء!!
رد سالم و قد أرخي ظهره : شكرا لكِ يا صديقتي !!
وصلت العربة لقصر جمال الدين فنزلت كاريمان و الغيرة تأكلها اكلا ثم واصل سالم الطريق ليقابل صلاح و البقية !!
_________بقلم elham abdoo
ظلت فاتن بغرفتها بعدما أملي عليها فؤاد الخطة لأنها يجب أن تنتظر للمساء
أما إيفان فقد انطلق نحو الطريق إلي أسوان بصحبة اخته و صدقي باشا و بسمة !!
________بقلم elham abdoo
وصل سالم لقوة مخفر الدرب الأحمر و انتظر أمام الباب و بعد عشر دقائق خرج صلاح و معه رفاقه و قد ظهر عليهم آثار الإرهاق و عدم النوم، عانق صلاح سالم بشدة فلم تلتقي اعينهما منذ يوم التفجير !!
تفرقوا بسرعة بناء على طلب سلطة الاحتلال و اما سالم فقد ذهب مع صلاح ليحتسيان شاياً في منزله بعد أن قابلته زوجته و طفليه بترحاب و شوق لا يُصدق !!
قال صلاح : لا أصدق أنني خرجت من ذلك الظلام!! لا تدري كم ضغط هوارد هذا علينا و حشرنا !!
سالم : بلي .. أعلم يا صديقي و قد فعلت كل ما بوسعي حتي خرجتم
ربت صلاح علي يده و قال : سالم .. أنت حقاً رجل المهام الصعبة .
ثم نظر بحزن و اكمل قائلا : آلمني جدا نبأ فراق رياض .. شهيد الوطن الشجاع !!
سالم : هو في المكانة التي يستحقها الآن.. لن أطيل عليك و سأتركك لتزيل الشوق مع عائلتك ثم تستريح و لكن كن حذراً جدا لأنك تحت أعين الانجليز فبرغم ما فعلت ليخرجونكم لكنهم مازالوا يبحثون و يريدون بالطبع محاسبة من قام بالتفجير !!
صلاح : لا تقلق فأنا سأكون حذرا و هادئا من اجل أن أعد لهم ويلا جديدا في وقت لا يتوقعونه ابدا!!
سالم : قلبي و مساندتي و كل ما لي في خدمتكم يا صديقي
صلاح : و هذا ما عهدته منك و لكن لنسترح قليلا تلك الفترة ثم نخرج لمواجهتم من جديد فيما بعد ..
سالم : ليكن .. ساتركك الآن.. إلي اللقاء يا صديقي
صلاح : إلي اللقاء
_________بقلم elham abdoo
عاد سالم لقصر جمال الدين ثم جمع أغراضه في عجاله و هبط السلم ليجد كاريمان أيضا قد حزمت أمتعتها و تقف بانتظاره في الاسفل فقال لاستفزازها: هل ستأتين معي يا أميرة ؟! فقد ظننت انكِ ستبقين لدي خالك يوم او يومين ؟!!
جمال الدين : حاولت معها يا سيد سالم و لكنها رفضت
كاريمان : شكرا لك يا خالي .. سأبقي لديك في وقت آخر لكنني يجب أن أعود سريعا لأبي و اختي فكما قلت لك أبي متعب قليلا ..
جمال الدين : كما تريدين يا ابنتي .. ارسلي سلامي إليهم جميعا
كاريمان : سأوصله بالطبعة .. ألقاك علي خير
جمال الدين : علي خير يا ابنتي
تصافح الاثنان مع جميع عائلة جمال الدين ثم انطلقا في طريق العودة
__________بقلم elham abdoo
مع وقت الظهيرة وصلت العربة التي تقل منصور بك و ثريا للمكان المقصود و فتشوا هنا و هناك و لكن للأسف لم يجداهما فعانت ثريا من خيبة أمل كبيرة و جلست علي أحد الكراسي في داخل ذلك البيت ثم بدأت في البكاء و النحيب فاحتضنها والدها و حاول تهدئتها قدر ما استطاع ثم عادا أدراجهما نحو العربة ليقطعا طريق العودة للمنصورة خاليا الوفاض !!
_____________________ بقلم elham abdoo
مع العاشرة مساءا وصل سالم و كاريمان للمنصورة، اوصلها لقصر الراعي بعد أن ظلت صامته طوال الطريق لم تتحدث لكن عقلها تعاركت بداخله الأفكار و الاحتمالات و هي لا تكاد تصدق انه قد طوي صفحتهما و سيبدأ صفحة جديدة مع قريبته تلك !! نزلت من العربة و ظلت واقفه تنظر له بألم من خلال النافذة حتي تحركت العربة و اختفي تدريجيا عنها في الطريق !!
دخلت فوجدت ثريا ووالدها نائمين و حاولت أن تنام بعدما أبدلت ملابسها و لكن لم تستطع فارتدت ثوباً أخضر حريري منسدل و أسرعت بركوب عربتها المكشوفة ذات الاحصنة، ذهبت نحو بيت سالم ووقفت امامه لدقائق لا تدري كيف أتت إلي هنا في ذلك الوقت المتأخر، لا تستطيع الانصراف و لا تجرؤ علي التقدم .. ظلت واقفة متسمرة في مكانها حتي أخذتها الغيرة نحو بابه فطرقته رغما عن كل شى كمن يبحث عن لص في منتصف الليل ..
فتح لها أحد الخدم فقالت له في حرج : أريد السيد سالم الآن لأمر عاجل ..
نزلت أمينة عن الدرج لتري من يطرق الباب في وقت كهذا!!
فرأت كاريمان خاتم سالم في يدها فزاد الاحتراق داخلها
قالت لها أمينة: الاميرة كاريمان ؟! خيراً .. هل حدث شئ ما؟ .. هل الجميع بخير ؟!
ردت كاريمان بشكل مقتضب : فقط أريد سالم لأمر عاجل !!
تعجبت أمينة و في تلك الأثناء نزل سالم عن الدرج بعدما استدعاه الخادم فقال و قد اقترب منها : كاريمان .. هل حدث شئ ؟! هل أنتم بخير؟!
كاريمان : أريدك علي انفراد !!
انسحبت أمينة بهدوء و هي لا تفهم ماذا يدور !!
بعد انسحابها قال لها : ماذا جري ؟! قلقت كثيراً لمجيئك الآن
ردت كاريمان بانفعال : جئت لأقول لك مبارك !!
سالم بتعجب : ماذا ؟!
كاريمان : أري أنك لم تضيع الوقت و البست عروسك خاتمها فور عودتك !!
ابتسم سالم و هو لا يكاد يُصدق ما فعلته تلك الهدية بها فقال : هل جئت في منتصف الليل لتهنئتي ؟!
ردت كاريمان بغضب : نعم .. لا أصدق أنك نفذت تهديدك لي بتلك السرعة كمن أراد ايجاد سبب أو علة للهروب !!
سالم : و لكن أنا لا أهرب !! أنت من تقفين في منتصف السلم لا أنتِ تهبطين أو تصعدين!!
كاريمان : و ها قد تخلصت من حيرتي و تعبك معي ووجدت لك طريقا مختلفا .. هنيئاً لك
سالم و قد رأي الغيرة قد انبعثت من كل مكان بها فقال: لم أكن أعلم أنكِ ستغارين لتلك الدرجة يا أميرة حتي أنكِ تأتين الآن لمنزلي !!
شعرت كاريمان بالحرج الشديد فاستدارت لتذهب فناداها قائلا: يا أميرة.. هناك توضيح صغير !!
توقفت و لم تستدر له من حرجها فذهب ناحيتها ووقف قبالتها و قال : ذلك الخاتم الذي رأيتيه في يد أمينة ليس خاتم خطبة بل خاتم هدية من اجل عيد ميلادها .. فقط !
نظرت له كاريمان كبركان ثائر هدأت ثورته للتو فكلماته تلك أطفأت لهيب النار داخلها فقالت : تصبح علي خير ..
اوقفها ثم أمسك بيدها و قال : لم يكن هذا هو تهديدي يا أميرة فأنا لن أكرر خطأ فعلته من قبل !! لن أبدلك بأخري مادمتِ تسكنين قلبي !!
نظرت داخل عينيه في رضي و حب و قالت: قد اوقعت قلبي و أخفتني كثيراً بهديتك تلك و بتهديدك لي قبلها !!
ابتسم سالم و قال : فعلت ذلك عمداً و لكنني كنت مضطراً كي أجعلك تخافين من فقداني قليلا
كاريمان : قليلا !! هل أنت سعيد الآن؟!
ابتسم سالم و قال : سعيد فقط !! بل كثيرا فقد خرجتِ قاصدة منزلي في منتصف الليل كمن يقتحم وكراً !! ليتك تتعقلين و لا تضيعين عمرنا في تفرق و عذاب
كاريمان : تعقلت !!
تعجب سالم و قال : إذن هل آتي غدا مع امي لمنصور بك و أخطبك لنفسي إلي الأبد !!
نظرت كاريمان له و قالت في شوق : سأنتظرك…
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)