روايات

رواية الصندوق الفصل التاسع والخمسون 59 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الفصل التاسع والخمسون 59 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الجزء التاسع والخمسون

رواية الصندوق البارت التاسع والخمسون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة التاسعة والخمسون

#ولنا_عودة
توقفت الدماء في وجه شفيقة عندما وجدت حفيظة تقف أمامها في مشهد مخزٍ بأفعال هوجاء لا تناسب إلا المراهقين !!
نظرت للفوضي التي صنعتها حولها ثم نظرت لحفيظة التي صمتت تماما و قالت : حفيظة !! لا تفهمين خطأ يا أختي فهذا ….. هذا ….. هذا ؟!
حفيظة بضيق : هذا ماذا ؟! هل هناك تفسير لما أري ؟!
شفيقة : بالطبع!! فاتن ابنتي قالت لنا أن نعيش معها هنا فنحن بحاجة لبعض الراحة بعد كل ذلك العمر الذي مر من التعب !! جعلتني مدبرة علي المطبخ و سلامة مشرفاً علي عمال الحقول !!
رفعت حفيظة حاجبيها و قالت : حقا؟!
شفيقة : نعم ..
حفيظة : لم تفسري لي سبب وجودك هنا و ما رأيتك تفعلينه من بعثرة لأشيائي و اقتحام لغرفتي دون إذن !!
شفيقة : بصراحة كنت أفكر بتفصيل بعض الثياب الجديدة بدلا عن ثيابي البالية فجاء ببالي أن أجرب بعض من ثيابك كي أقرر ماذا يليق بي .. هكذا فقط !!
حفيظة باستهزاء و غير اقتناع : طوال تلك السنوات لم تتغيري قط، أنا و انتِ سنظل مختلفتين و لن نتفق ابدا
شفيقة : أود أن أسألك سؤال يا اختي !! أين ذهبتِ و تركتِ ابنة اختك مع ذلك الماكر كرم ؟!
حفيظة : أنا أتعجب منكِ!! فيما أتحدث أنا و فيما تتحدثين أنتِ!!
شفيقة : بصراحة يا أختي قد تعبت أنا و سلامة كثيرا و لذا قبلنا دعوة فاتن و لكن إن كان وجودنا ثقيلا فيمكننا الرحيل الان!!
حفيظة : ألم يصلكم المبلغ المالي هذا الشهر ؟!
شفيقة : بلي .. وصل و لكننا نود العيش معكم و التمتع بصحبتكم و كنفكم، لن نبقي طوال الوقت كشحاذين يأخذون مالا يدبرون به حالهم في كل شهر لا هو يسعدهم و لا يستطيعون قول لا نريده لانه بالكاد يكفيهم !!
حفيظة : و هل أسعدك العبث بأغراضي يا رائدة الراحة و الاطمئنان؟!
ذهبت شفيقة مسرعة نحو الحاجز الخشبي كي تبدل الملابس التي ترتديها و قالت : لا تحزني مني يا اختي فأنا سأعيد كل شئ لما كان عليه و كأن يد لم تمس غرفتك .. لا تقلقي و اغفر لي !!
حفيظة : لا داعي !! كل ما لمسته ستأخذينه لكِ
شفيقة : حقاً ؟!
حفيظة بتهكم : كي تعبثي بهم وقتما تشائين
شفيقة : اذن سأتركك لتستريحين من عناء السفر
انصرفت شفيقة في وجل بينما نظرت حفيظة باستياء لوضع الغرفة المذري ثم نادت لإحدي الخادمات كي تزيل آثار العدوان تلك، أمرتها بجمع جميع الأغراض التي تبعثرت و نقلها لغرفة شفيقة اختها !!
لم تستطع الانتظار حتي تستريح فما يحدث يحتاج الي تفسير عاجل و لذا ذهبت و طرقت باب غرفة فاتن فلم تستيقظ و تنتبه و لذا دخلت و حاولت ايقاظها ..
مدت حفيظة يدها و حاولت تنبيه فاتن قائلة : فااااتن .. فااااتن . استيقظي !! كفاكِ نوماً
فتحت فاتن عينيها فوجدت خالتها فابتسمت و قالت في ارتخاء : خالتي .. متي جئتِ؟!
حفيظة : منذ قليل.. استفيقي لأنني رأيت أشياءً لم تعجبني أبداً و أود تفسير منطقي لها !!
قامت فاتن من استلقائها و قالت : أتقصدين عائلتي ؟!
حفيظة : نعم .. اذا كنتِ تعتبرين انهم هم عائلتك و ليس أنا ؟!
فاتن بحنو : خالتي .. لا أحد مثلك عندي و لكنني أقول ذلك لانهم قانونا و رسميا عائلتي !! مع الأسف!!
حفيظة : و اذا كان مع الأسف، لماذا دعوتهم لهنا و أعطيتهم غرف و عمل ؟! أليس انتِ من شكوتي مما فعلوه معكِ يوم لجئتي لهم ؟! ألم تتضرر قدمك عندما حاولتِ الهرب منهم !!
فاتن : من قال أنني دعوتهم ؟! هذا لم يحدث !! جاءوا الي هنا و استعطفوني حتي اضطررت للموافقة !!
حفيظة : شفيقة تلك لن تتغير ابداً ستظل كاذبة و استغلالية حتي النهاية !!
فاتن : سامحيني يا خالتي لأنني سمحت لهم بالبقاء و أعطيتهم عمل دون اذنك
حفيظة : هذا قرار خاطئ بالطبع و يجب إصلاحه
فاتن: هل ستطردينهم؟!
حفيظة : سأزيد المبلغ الذي كنت ابعثه لهم للضعف و لكن يجب أن يعودوا لمنزلهم
فاتن بحزن : خالتي . لا تفعلي ذلك فهم في النهاية والداي !!
حفيظة : أنتِ لا تعرفينهما جيدا و لكن كانت هناك نبذة مختصرة عن حقيقتهما قد عايشتها عندما بقيتِ عندهم ليلة واحدة !!
فاتن : نعم .. معكِ حق و لكن ما الضرر من بقاءهما هنا معنا !! الآن الوضع مختلف و هما تحت سيطرتي و كل شئ بخير فلمَ نطردهما؟!
حفيظة: بقاءهما هنا غير مناسب، سيثيران المشكلات و سيتسببان ب ضرر اكيد ، لا أعرف أين او كيف و لكنني لا أأمن أو استريح لوجودهما
فاتن : انتِ تبالغين يا خالتي، هم معي منذ يومين و لم يفعلوا شيئاً !!
حفيظة : هل تريدين تركهم يعيشان هنا ؟!
فاتن : نعم
حفيظة : اذن ليكن .. سأتركهما كي تري بنفسك و تدركين حجم خطأ قرارك هذا و ستندمين!!
فاتن : ليس هناك ندم بإذن الله
___________بقلم elham abdoo
عادت حفيظة لغرفتها التي تم تنظيفها و إعادتها لما كانت عليه و أثناء ما كانت الخادمة تساعدها في تبديل ملابسها كانت تفكر فيما فعلته فاتن من جديد !! هي لا تتعلم من أخطائها بل في كل يوم ترتكب خطئاً أكبر !!
تذكرت شفيقة عندما كانت تأتي معها لهذه المزرعة كي تعملان في قطف الفاكهة، كيف كانت توقعها بالمشكلات و كم اغتاظت عندما وقع صافي ياقوت في حبها و طلبها للزواج بل أنها حاولت إيقاع أخيه مثلها في الحب كي تتساوي الرؤوس و لكنها فشلت !! و لم ينتهي الأمر هكذا لكن راضي اخ صافي الصغير فضحها و طردها و أصر علي ألا تبقي في المزرعة و حدثت بسببها مشكلة بين راضي و صافي نتج عنها تقسيم الأملاك بينهما و سار كل منهما بعد ذلك في طريقه !!
بقاءها بالمزرعة فيما بعد تسبب بمشكلات كبيرة حاولت حفيظة تحَّملها لكن ما لم تتحمله هو محاولاتها لاغراء صافي و الإيقاع به خاصةً لأن حفيظة لم تنجب !! هنا أتي القرار بتزويجها و ابعادها عن حياتها و هكذا استراحت منها في نهاية الأمر!!
رغم العلاقة السيئة بين الاختين فقد أحبت حفيظة فاتن حبا جما و لم تحتمل معاملة شفيقة العنيفة معها فأخذتها لكنفها و رعايتها و أنستها ابيها و أمها و طبيعة معيشتهما و لكن بقي داخل فاتن أنهما عائلتها برغم موافقتهما علي رحيلها عنهم و بقاءها بعيدة هكذا، برغم قسوتهما معها يوم التجأت اليهما، برغم كل شئ !!
شعرت حفيظة بالاستياء و لكنها ستصبر حتي تعي فاتن حجم خطئها ثم ستفعل بهما ما يستحقانه !!
_________بقلم elham abdoo
أدخلت الخادمة أغراض حفيظة هانم التي تم العبث بها للغرفة التي تجمع شفيقة مع زوجها!!
كانت حينها جالسة بقلق تنتظر لتري ما ستفعله حفيظة معهما فهل سيتم طردهما ام لا ؟!
اطمئنت عندما ذهبت الخادمة في صمت دون رسالة أجمعوا اغراضكم و ارحلوا فنظرت للأغراض و قالت : هذه المغرورة، لم تتحمل رؤيتي ارتدي مثلها!! بل انها من فرط تكبرها لم تقبل أن ترتدي ما عبثت به !! ماذا تظن نفسها ؟! لم تكن أجمل مني أو أكثر ذكاءً و لكن صافي الغبي هو من اختارها و جعلها تعلو عني في كل شئ !!
استيقظ سلامة علي صوتها و هي تحَّدث نفسها بغضب فقال : ماذا يحدث ؟! هل تحَّدثين نفسك ؟!
شفيقة بغضب : نعم فما يحدث يجعل الحجر ينطق !!.
سلامة : هل جَد شئ ؟!
شفيقة : نعم .. قم لنتجهز لنتناول طعام الإفطار و خلال ذلك سأخبرك
___________بقلم elham abdoo
في طريق سير العربة التي تقل عائلة الراعي نحو أسوان من جديد قالت ثريا : تري من هو الجرذ الذي ذكره سالم في التلغراف ؟!
كاريمان : أتمني أن تكون وهيبة !!
ثريا بتهكم : و لكنه قال جرذ و ليس جرذة !!
ابتسم منصور بك و قال : هذا مجرد تشبيه و يُحتمل أن تكون أنثي!!
كاريمان : أود أن أري تلك الخائنة و أن أحاسبها علي ما فعلته بي .
منصور بك : سالم هذا بالفعل رجل المهام الصعبة فبعد أن كدنا نحبط، بعث تلغرافه الأمل داخلنا من جديد !!
نظرت كاريمان بابتسامة اختلط فيها سرورها بما وصل اليه و حزنها السابق علي ما حدث بينهما !!
قالت ثريا : قد تزعزع في البداية و لكنه أمر طبيعي من وجهه نظري
منصور بك : الانسان يمكن أن يميل يمني أو يسري مع الأحداث لكنه لابد و أن يعود و يرتكز إلي مرجعه و أساسه .. سالم رجل ذو أصل طيب و شهم و دائما ما يتصرف وفقاً لهذا
كاريمان : لكن الجروح المفتوحة لا تنغلق بين ليلة و ضحاها حتي و إن عادت الشهامة !!
منصور بك : دعي الأمور تتدفق في مسارها الطبيعي و اتركي جروحك حتي تلتئم و لا تدفعي نفسك دفعاً نحو شئ أو ضد شئ .. لستِ مجبرة علي هذا أو ذاك فاختاري ما تجدين به راحتك
كاريمان : لن أفكر في اي شئ إلا بعدما اخلص من تلك القضية اولاً
منصور بك : و هذا هو القرار الصائب
____________بقلم elham abdoo
في مبرة أسوان ظلت بسمة هناك تلازم غرفة عزيز حتي بعد انتهاء وقت عملها، لم تذهب لمنزلها بل ظلت بالقرب منه، تدخل عليه كل ساعة أو ما يزيد لتتفقده، كان نائماً معظم الوقت لم يصحو الا قليلا في وقت الفجر، استيقظ عندما كانت في طريقها لمغادرة الغرفة بعد تفقده فسألها كم الساعة الان ؟!
بسمة : نحن قرب الفجر .. هل تريد شيئاً ؟!
عزيز : أريد أن أشرب
وضعت له كوب الماء بين يديه ليشرب ثم اوصلت يديه قرب فمه فمازال جديداً في تلك الظروف و لم يعتاد بعد !!
أخذت منه الكوب بعدما انتهي منه فقال : شكرا يا بسمة.. هل ظهرت أولي خطوط نور الفجر ام لا؟!
بسمة بتأثر : لا .. مازال الظلام باقٍ
عزيز : اتعلمين ؟! عشت سنوات طويلة مبصراً و لم أكن اتأمل أو استمتع بمشاهدة النور و الجمال الذي من حولي بل قضيت طيلة الوقت بين عمل هنا و موضوع هناك و الآن ذاك الظلام الذي وقعت داخله يجعلني أفكر في كل تلك التفاصيل و أندم عليها !!
بسمة : لا تقل هذا فما تمر به مجرد أزمة و ستزول قريبا
عزيز : إن شاء الله .. أنا سأعود للنوم لأنه أكثر ما أجد فيه راحتي الآن
بسمة : حسناً
ذهبت بسمة لغرفة الممرضات و جلست لتبكي من جديد و لكن عند قدوم زميلاتها توقفت كي لا تثير الانتباه !!
__________بقلم elham abdoo
في منزل المزرعة اجتمعت فاتن علي طعام الإفطار مع والديها فتبادلا النظرات بغير ارتياح و بصمت حتي قال سلامة : هل ستنضم حفيظة هانم للإفطار ؟!
فاتن : لا .. خالتي في مكتبها مع كرم، تناقش معه أحوال الأرض و المحاصيل و غيرها
شفيقة بسخرية : ظننتها ترتاح من عناء السفر !!
فاتن بنظرات ذات مغذي : خالتي قلقة علي أرضها و ما يخصها لذا استدعت كرم لتفهم منه و أرجو أن تبلوا بلاءا حسنا فيما وظفتكما به لأنها في العمل و المال لا تسامح أحدا !!
شعر سلامة بالخوف و القلق و قال : و هل سيقول كرم هذا كل شئ لها ؟!
فاتن : بالطبع !! هل انت خائف من شئ ؟!
سلامة بمبالغة: لا .. علي الاطلاق !!
فاتن : اذن لنتناول افطارنا في هدوء !!
________بقلم elham abdoo
في غرفة مكتب حفيظة حيث اجتمعت مع كرم، سألته عن ما حدث بالمزرعة بشكل كامل في غيابها فقص عليها كل التفاصيل الهامة التي حدثت و نبهها عن ناقوس الخطر الذي يدق من توظيف هذا الثنائي في المزرعة فهما لا يتنقنان العمل و لا يتقبلان النصيحة !!
طمأنته حفيظة أنها تعي و تراقب كل شئ و لكن لكل حادث حديث !!
___________بقلم elham abdoo
ظل يوسف يقرأ داخل الكتاب حتي غلبه النعاس فترك الكتاب من يديه و نام حتي الصباح و لكنه استيقظ باكرا و دخل ليستحم ثم ذهب للعمل ..
بعد انتهاء وقت العمل انتظر رفيقيه كريم و منذر لأنه سيذهب معهما لشراء ملابس جديدة فريم ستصل هنا غداً في الحادية عشرة صباحا و يجب أن يقابلها بمظهر جيد ..
دخلا إلي دبي اوتلت مول و هو ترشيح رفيقه كريم لانه يجمع بين السعر الجيد و الخامات المتميزة حيث قال له عند دخول المول : هنا هتلاقي حاجات كويسة جدا بعروض و خصومات كبيرة فهتقدر تشتري كذا حاجه من غير م تدفع رقم كبير
يوسف : طيب .. يلا بينا
دخلوا ليتفقدوا محلات الملابس الموجودة داخله فاختار كل واحد منهم ما يناسبه و بعد انتهاء التسوق جلسوا في مطعم للوجبات السريعة كي يتناولون طعامهم فالتنقل من هنا لهناك جعلهم جائعون بشدة، انتهي اليوم بعدما عادوا مساءا للسكن و هنا نام يوسف باكراً كي يستيقظ بنشاط في الصباح فقد خطط في عقله أن يصطحب ريم للجريدة و بعد إنهاء كل ما يتعلق بالكتاب سيأخذها في نزهة لا تنتهي قبل ميعاد طائرة العودة و لن يتنازل خلالها عن الصلح و تصفية كل المعكرات !!
__________بقلم elham abdoo
في الصباح الباكر و قبل أن يدق جرس منبه هاتفه، قرر الرفيقان عمل مزحة صغيرة معه فذهب اليه منذر و ايقظه بعجالة عن طريق هزه بعنف قائلا: يوسف … يوسف .. فيق يا صديقي تأخرت اليوم بالنوم و الساعة تجاوزت العاشرة!!
قفز يوسف من نومه بفزع و نظر لرفيقيه فوجدهما يضحكان عليه بشدة فنظر لهما ثم نظر لساعة هاتفه فوجدها مازالت لم تتجاوز الثامنة !!
نظر لهما مرة أخري بضيق و قال : ده كلام !!.. صباح المقالب ع الصبح !!
ضحك كريم و قال: تعيش و تاخد غيرها هههههه
منذر: نحنا رايحين ع الجريدة و انت طبعا ع المطار منشان ريم .. مو ؟!
يوسف : ايوة .. هقوم اجهز عشان استناها في المطار
كريم : الله يسهلك يا عم
تركاه و ذهبا بينما ظل هو حائرا ماذا يرتدي مما جلبه امس علي ذلك البنطال الأسود الجديد !! هل القميص الكلاسيك الذي بلون السماء هذا!! أم التي _ شيرت القطني الأخضر ذاك أم يرتدي ذلك القميص الكاجوال ذو الاكمام التي تصل لنصف ذراعه فقط !!
استقر علي القميص الكلاسيك الذي أخرجه و اختاره في البداية، مشط شعره و قام بتلميع حذائه و جعل مظهره أنيق و منمق !!
ذهب للمطار قبل ميعاد الطائرة بنصف ساعة فجلس ليحتسي الشاي ثم وقف ينتظر قدومها و كانت مفاجأته كبيرة عندما أقبل عليه شاب في عمر قريب منه نسبياً ليسأله قائلا : هل حضرتك ا / يوسف ؟!
يوسف : آه.. أنا يوسف !!
سيف : أنا سيف ابن خالة ريم، أنا جيت بدالها عشان موضوع التنازل و معايا تنازل موقع منهم و توكيل ليا بالتوقيع بدالها هي و خالتي ف موضوع رواية الصندوق!!
دُهش يوسف لما فعلته ريم و لسقوط توقعاته من فوق البرج !! استفاق من صدمته ثم قال له : طب اتفضل .. ا/ رؤوف مستنينا في الجريدة
__________بقلم elham abdoo
اصطحبه يوسف للجريدة و التقيا بالسيد رؤوف و تمموا الاتفاق و التنازل عن الملكية و حقوق النشر و غيره و جاء المسئول عن الماليات و العقود ووضع لهم مقابل مادي جيد وافق عليه سيف بعد استشارة خالته و ريم ..
حاول يوسف أن يظهر طبيعيا أمام سيف و دعاه لتناول الغداء ثم تنزه معه في الأماكن التي عرفها و زارها خلال الأيام التي قضاها في دبي و ظل معه حتي ميعاد طائرة العودة في المساء لكن غصته مما فعلته ريم غطت علي سعادته باتمام الاتفاق و بداية النشر !!
عاد لمسكنه في نهاية اليوم متعباً و محبطاً ووجد رفيقيه علي أسرتهما في استعداد للنوم فسألاه باهتمام عما جري اليوم فقال بشكل مقتضب : اليوم كان حلو الحمدلله و الاتفاق تم و هنبدأ النشر
كريم : امال مالك ؟! مش باين عليك الانبساط!!
يوسف: اصل ريم …
قاطعه منذر و قال : ايش صار ؟؟! تزاعلتوا؟!
يوسف بكآبة : لا .. مجتش أصلا !!
منذر بصدمة : ليش ؟!
كريم : امال ازاي بتقول الاتفاق تم ؟!
يوسف : هي مجتش بس بعتت ابن خالتها و عملتله توكيل
منذر : ايش عملت معا يا رفيق ؟!
يوسف : شويه زعل من وقت ما كنت ف مصر و كنت ناوي أصالحها بس مجتش ..
كريم : متزعلش يا صاحبي .. بكره تتحل
منذر : من شان هاد بقول ان الواحد يضل بدون شريك أفضل!!
كريم : لا يا عم انا عاوز ارتبط بس مستني الانسانة المناسبة
يوسف: واضح انها واخدة قرارها و مش عاوزة تتراجع !!
منذر : برأيي لا ، البنت تريد تقول انه كتير مكسور خاطرها لهيك ما اجت
كريم : و انا بقول كده برضو لأنها لو كانت قافلة خالص مكنتش عبرتك و لا بعتت حد من البداية
يوسف: هي فعلا مكانتش بترد و انا ضغطت عليها و بعتلها حد يقنعها
منذر : اووووف .. هاد الحب متعب يا رفيق !!
يوسف : مش عارف .. وقت م قررت أصلح كل حاجه هي قررت متكملش !!
كريم : ميهمكش يا صاحبي .. ريح كده و نام و بكره يحلها الحلال
يوسف : علي رأيك ..
________بقلم elham abdoo
في الصباح و عندما كان يوسف علي مكتبه، جاءه اتصال عبر الإنترنت من علاء فذهب لركن القهوة ليبقي بمفرده أثناء المكالمة و يتحدث بلا حرج
وقف هناك و بدأ المكالمة فيديو مع علاء الذي قال : صباح الخير يا ابو السوف .. ايه الاخبار ؟!
يوسف بضيق : الحمدلله
علاء : قابلتها؟! اتكلمتوا و صفيتوا الدنيا ؟!
يوسف : لا
علاء : ليه بس ؟! مش قولت هتكلمها و تتفاهموا ؟!
يوسف : مجتش و بعتت ابن خالتها !!
هنا غاص علاء بنوبة ضحك هيستيرية بينما يوسف يراقبه بصمت و غضب حتي قال : أنت بتضحك علي ايه ؟! عاجبك اللي عملته يعني ؟!
علاء و هو يحاول إيقاف الضحك : اصل المقلب فظييييع
يوسف : طب اقفل بقي .. مش ناقصك
علاء : طيب خلاص !! نتكلم جد شويه .. أنت مضايق اووي كده ليه، زعلان عشان مرة واحدة هي خيبت توقعاتك!! شوف انت كام مرة خلفت معاها و كانت مستنياك تتحرك !! و مع أنها البنت لكن اتحملت و صبرت و ميأستش من اول و لا تاني مرة !!
يوسف : طب اهي يئست و قفلت اهي
علاء : أنا رأيي لو انت قررت انك تاخد خطوة لقدام متتراجعش .. حاول و كلمها تاني و رجع الود و المحبة بينكم و هي طالما بتحبك هترجع
يوسف : طب افرض كسفتني ؟! دا انا ما صدقت خدت خطوة اني هصارحها !!
علاء : و هي تعرف منين .. ممكن تكون فاكرة انك زي العادة مش هتعمل حاجه !!
يوسف : مش عارف
علاء : لازم تعرف و تقرر و المبادرة تكون منك
يوسف : ربنا يسهل ..
علاء : طيب ابقي طمني
يوسف : ماشي .. سلام
علاء : سلام
_________بقلم elham abdoo
عاد يوسف من عمله و ظل يفكر كيف سيبادر إلي ريم من بعد فعلتها معه، هل يبعث لها برسالة مثل السابق و لكن ماذا إن لم ترد مجدداً !! هل يبعث لها بباقة ورود عن طريق علاء كإعتذار لها عما حدث منه و اغضبها لكنه تذكر فعلتها معه و سيف الذي أتي بدلا منها فخاف من الرفض و من موقفها الجديد فدخل ب حيرته داخل أحداث الكتاب :
بعدما تناول عزيز وجبته بمساعدة بسمة ، مر عليه الطبيب بشري ليتفقده فسأله: يا حضرة الطبيب .. هل سأظل بالمبرة طويلا ؟!
الطبيب : لا .. تستطيع المغادرة من الغد إن أحببت لكنك بحاجه للعناية و المساعدة كما تعلم
عزيز بحزن : نعم !! الآن احتاج لمن يساعدني بكل شئ حتي لتناول كوب ماء !!
الطبيب : هذا لأنك فقدت بصرك حديثاً لكن مع مرور الوقت ستعتاد .. أثبت الانسان تكيفه بنسبة كبيرة مع الظروف التي يعيش بها فهناك ضرير اعرفه يفعل كل شئ في منزله حتي أنه يعرف كيف يصعد و ينزل من الدرج بعصا يستدل بها علي خطواته و يحفظ أماكن كل شئ بمنزله فيدير معظم أموره الشخصية بنفسه !!
عزيز : هل تقول لي بأن احاول التكيف مع الأمر؟!
الطبيب : لا اقول ذلك لتحزن بل لتتعلم كيف تسَّير الأمور ريثما يأتي الرد من صدقي باشا و نري نتيجة الجراحة ..
عزيز بضيق: واضح أنني انتظر أياما صعبة !!
بسمة : لا تقلق سأساعدك بكل ما تحتاجه حتي يعود لك البصر بإذن الله
الطبيب بشري : ابق معنوياتك مرتفعة و سوف تعبر تلك الأزمة علي خير
عزيز : ان شاء الله
___________بقلم elham abdoo
في منزل سالم بقي الجرذ في محبسه بغرفة في القبو، حاول سالم من ليلة أمس بإقناعه بالتحدث عن مكان اخته وهيبة أو لماذا هربا من البلدة بعد الحادثة و ماذا فعلا بالضبط ليلتها و من الذي طلب منهما ذلك و لكنه لازم الصمت بشكل غريب، ظهر عنف سالم في بعض اللكمات التي جعلت وجهه يتورم، منع عنه الطعام و الشراب و لكن الطقس مازال بارداً فلم يتأثر كثيراً و لذا جاءته فكرة في عقله عندما تذكر لقاءه أمس براشدة!!
عندما ذهب امس لبيت راشدة خادمة كاريمان الاولي، جلس معها و قصت عليه تفاصيل يوم الحادثة و ما سمعته من كاريمان عن كوب الشاي الذي شربته، كانت راشدة في المطبخ يومها
سألها سالم : إن كنتِ لم تشتركي معهما بالحادثة، كيف تم إدخال إيفان لغرفة كاريمان دون أن تلاحظي ؟!
ردت راشدة : أقسم لك يا سيدي أنني لم أر سيدتي سوي لدقيقة لأنني كنت ملتهية بالأعمال و عندما أردت الذهاب و السؤال عنها قالت لي وهيبة أنها ذهبت مع السيد إيفان للحفل سيرا علي الاقدام لذا لم تستخدم عربتها و بعد قليل قالت لي أنها ستذهب مع أخيها لانهما مضطران للسفر لزيارة احد اقربائهم فاذنت لها، بعدها ذهبت لمنزلي و قد ظننت أن المنزل فارغ، لم أكن اعرف ان سيدتي في غرفتها بجانب الطبيب !!
سالم : أين تقيم وهيبة تلك مع أخيها؟!
راشدة : منزلهما قريب من منزلي و يمكنني أن أوصلك اليه
سالم : إذن هيا بنا
ذهب سالم معها للمنزل الفارغ فكسر القفل و دفع الباب بساقه في ضراوة و كأنه سيقتلعه من مكانه !!
دخل للداخل و فتش بالمنزل لكنهما جمعا كافة الأغراض و لم يبقيا شيئاً لكن رسالة صغيرة وجدها صدفة جاءت لذلك الأخ من صديق له بقنا هي من كشفت ثغرة صغيرة بهذا الفخ المغلق باحكام!!
ذهب سالم لمنزل ذلك الصديق بقنا ووجد ” هلال ” أخ وهيبة لكنه لم يجدها معه في تفصيلة غريبة لم يتوقعها فلو كانا هربا معاً فلماذا يبقي كلا منهما في مكان ؟!! و هل سيترك هلال هذا اخته تبقي بعيدة عنه !! بالطبع لا !!
الفكرة هي العودة لراشدة و سؤالها عن وهيبة فربما تحدثت معها عن قريب أو قريبة لهما بقنا في مكان قريب من أخيها!!
عندما ذهب و سألها أجابت قائلة : نعم .. أتذكر أنها قالت ذات مرة أنهما ذاهبان لخالتها في قنا لحضور حفل زفاف ابنها و لكن لا أعلم أين يقع بالضبط؟ !!
رأي سالم صعوبة ذلك الطريق فلا اسم أو عنوان لديه و علي الجانب الاخر هلال هذا بالرغم من ترضيته بمال وفير إلا انه يبدو تعرضه لتهديد بموته مع اخته إن نطق بشئ و هذا هو التفسير الوحيد لصمته الكامل هذا حتي مع الترهيب أو الترغيب !!
عاد لبيته و ظل يفكر كيف يمكنه العثور علي وهيبة ؟! تلك التي ستفك عقدة لسان أخيها و ستوسع الثغرة التي وجدها ليصنع فوهه يدخل منها لتفاصيل ذلك الفخ القذر !!
___________بقلم elham abdoo
بعد انصراف الطبيب قال عزيز لبسمة : بسمة .. أريد منكِ استدعاء شخص اسمه ” حامد اسماعيل ”
بسمة : من ذلك الشخص ؟!
عزيز : سيجد لي منزلا كي أسكن فيه حتي تتم العملية
بسمة : لولا أنني ابقي بمفردي في منزلي لكنت طلبت منك ان تأت معي
عزيز : هل لديكِ منزل ؟! ألا تبقين بملحق المبرة بعد ذهاب صدقي باشا ؟!
بسمة : لا .. اشتري لي استاذي صدقي باشا منزلا كبيرا بشارع الوفاء و جهزه لي قبل أن يذهب و انا ابقي في ذلك القصر الفاره بمفردي و أشعر بالوحدة و الملل لكن حسنية صديقتي تأتي للمبيت معي احيانا
عزيز بتفاجؤ : صدقي باشا رجل كريم حقاً ؟! تري ماذا أخذ بالمقابل ؟!!
غضبت بسمة و اتجهت نحو الباب و قالت بانفعال : أنت ستظل كما أنت لن تتغير حتي في أصعب الظروف !!
رد عزيز : اعتذر يا بسمة .. أنا قلت هذا دون تفكير !!
بسمة : ليكن بعلمك هذا الرجل يعاملني كابنته و كل ما تركه لي هو بمحبة اب و ليس كمقابل لشئ مما أتي ببالك !!
تعجب عزيز من جملة ” كل ما تركه لي ” ثم قال : رجل حنون حقاً !!
بسمة : نعم ..
عزيز : إذن هل ستذهبين لحامد من اجلي ؟!
بسمة : نعم و سآتي كل يوم كب أعد لك الطعام و انظف المنزل لكنك ستحتاج رجلا يلازمك كي يساعدك بكل احتياجاتك !!
عزيز : سيقوم حامد بتدبير كل شئ، فقط استدعيه لي
بسمة : سأذهب اليه ..
عندما ذهبت بسمة نحو الباب ناداها مجددا و قال : بسمة .. شكرا لكِ
غادرت بسمة و هي تتحرك بدافع التخلص من الذنب و مساعدته حتي يعود كما كان فهل سيعود ؟! كلماته عن علاقتها بمعلمها آذتها و لكنها ستتناسي ما قاله لأجل ما وقع به بسببها !!
_________بقلم elham abdoo
ظل سالم يفكر و يحاول إقناع هلال بالكلام تارة بالعنف و تارة بالترضية لكن دون فائدة، عيناه خائفتان من تهديد شديد اللهجة !!
قرر أن يعتمد نظرية المحاولة و السعي نحو الهدف فحتي لو كان كمن يبحث عن ابرة وسط كومة من القش فليكن !!
سيذهب مرة أخري نحو قنا و سيبدأ بالسؤال عن خالة هلال و ستكون البداية من المنطقة التي عثر بها علي هلال فلولا هروب صاحبه لكان الآن يستجوبه لإيجاد وهيبة !!
استعد للسفر و اوصي والدته عن الاهتمام ب هلال و حراسته جيدا جدا و تفقده بعناية فطمأنته و دعت له بالتوفيق ..
في ذلك الوقت و داخل عربة عائلة الراعي ظلت كاريمان تتخيل أنها ستجد وهيبة و ستبدأ رحلة بحثها عن باقي خيوط الفخ حتي تصل للخيط الاخير الذي ستخنق به رقبة حفيظة .. تلك الأفعي !!
___________بقلم elham abdoo
حل المساء و مازالت حفيظة هانم منهمكة في العمل داخل مكتبها فبعدما انصرف كرم و ذهب لغرفته استدعت سعدون و بقي لديها وقتاً ليس بقليل ثم جاء موظف الحسابات و انضم اليهما، كل ذلك يحدث بينما جلس سلامة مع زوجته يتناولان الفاكهة ثم يفصفصون البذور خلال متابعتهما للداخل و الخارج من مكتبها باهتمام !!
قال سلامة : اختك تلك داهية !! تركت المزرعة يومان فقلبت كل الأوراق و الدفاتر رأسا علي عقب !!
شفيقة : من صغرها لئيمة و بخيلة !! تحسب لكل شئ الف حساب
سلامة : لكنها لم تبخل علي ابنتك ابدا فهي تتمتع بكل مالها و تخطئ ثم تعود كابنتها التي انجبتها من بطنها !!
شفيقة : فاتن تختلف !! فهي نقطة ضعفها !! هذا لحسن حظنا نحن ، لولاها لكانت ألقتنا الآن خارجاً !!
سلامة : و اين هي ابنتك المدلله الآن؟!
شفيقة : ذهبت كي تستحم و تبدل ملابسها لتحضر علي مائدة العشاء
سلامة : هل يعدون انفسهم هنا قبل تناول الطعام ؟!!
شفيقة : نعم ايها الفقير البائس فتلك هي حياة الاغنياء !! سأذهب أنا ايضاً لأتجهز و سأرتدي شيئاً فخماً يناسب تلك المائدة!!
سلامة: أنا سأبقي كما أنا .. ابعثي لي إحدي الفتيات من المطبخ بشئ خفيف لآكله
شفيقة : يكفي !! زاد وزنك بشكل ملحوظ خلال بضعة ايام !! ويحك !!
سلامة : اتركيني استمتع فقد نُطرد من تلك الجنة في اي وقت فأختك ليس لها عهد أو أمان !!
شفيقة : لديك حق
_________بقلم elham abdoo
وصل سالم لقنا و بدأ البحث من المنطقة التي حول منزل صديق هلال، سأل هنا و هناك و لم يترك احد من المارة أو أصحاب البيوت أو الدكاكين لم يسأله لكن الظلام جعل المدينة تسكت و الفراغ يحل، دون أن يصل لشئ !!
ظل يمشي طويلا وحده وسط الهدوء حتي وصل إلي مجري النيل، ألقي بجسده أمام الماء ليسترخي و يستريح قليلا
جلس أمام ماء النيل الصافي و أصابه الضيق و ظل سارحاً في ذكرياته مع كاريمان و مر بذاكرته علي اوقاتهما الحلوة القليلة بالمقارنة بالأزمات و المشكلات !!
___________بقلم elham abdoo
اخيرا خرجت حفيظة من مكتبها و جلست بفتور علي مائدة العشاء حيث فاتن علي يمينها و شفيقة التي ارتدت ثوباً صوفياً فاخراً من ثياب اختها التي بعثرتها صباحا علي يسارها أما سلامة فجلس إلي جانب زوجته و قد انتفخ بطنه من كثرة الطعام !!
حفيظة : هناك بعد القرارات التي اتخذتها بخصوصكما إن كنتما تودان البقاء هنا !!
شفيقة : ما هي ؟
حفيظة : هل تعرفان كيف بُني الهرم ؟!
سلامة : بوضع الأحجار الضخمة فوق بعضها
حفيظة : كلام سليم !! هل بدأ المعماريون البناء من أسفل أولا أم من أعلي ؟!
شفيقة : بالطبع من أسفل !!
حفيظة : اذن فهناك خطأ، كيف اعتليتما هرم العمل في الأرض و في المطبخ و أنتما بلا خبرة في ذلك العمل ؟!!
شفيقة و قد استشعرت الخطر فقالت : ماذا تقصدين بالضبط ؟!
حفيظة : سلامة أفندي.. من الغد سيكون عملك هو في رش الكيماوي مع العاملين و أجرك سيكون مثلهم، ان أثبت كفاءتك ستكافأ و ستترقي و نظرا لعمرك الذي تعدي الخمسين فستعمل نصف يوم فقط و ستأخذ أجر يوم كامل !! بعد انتهاء الرش سيري سعدون عملا اخر يناسبك أيضا !! ما رأيك ؟!
تلعثم سلامة و قال : مف .. مفهوم
حفيظة : أما المطبخ فسيأتي غدا طاه متمرس يعلم الفتيات كل شئ و يعرف كيف يدير المطبخ و شفيقة .. اختي العزيزة ستضطر لتأجيل لبس تلك الثياب للمساء أما في الصباح فستعمل مع الفتيات يداً بيد بثياب مناسبة !!. مفهوم ؟!
انفعلت شفيقة و قالت : كيف ؟! انا لي خبرة بالطهي فلا حاجه للبدء من الخطوة الاولي !!
حفيظة : هذا ليس مطبخ عائلتك !! هذا مطبخ لمزرعة تحوي مئات و تحتاج لطاه ماهر له مساعدين . هل ستقبلين أم سترحلين و تتركيننا نشتاق لكِ ؟!
نظرت شفيقة بحنق ثم نظرت لفاتن كي تهدئ سرعة خالتها قليلا فنظرت لها بقلة حيلة فهي تعرف خالتها جيداًعندما تقرر شيئا !!
حفيظة : لم اسمع ردك ؟!
شفيقة : موافقة !!
حفيظة : اذن ستبدآن عملكما علي خير غداً .. ابدؤوا تناول الطعام .. بالعافية !!
________بقلم elham abdoo
مع انبثاق أول شعاع ضوء جاءت الفتيات حاملات الجرار لملأ الماء، طلعتهم تعطيك احساساً بأنهن كبنات للشمس يطلعن مع طلوعها لأنها تمنحهن الأمان!!
سمع احداهن تقول اسما طن في اذنه بشده و لم يصدقه في البداية و لكنه سمعه مرة أخري خلال احاديثهن و هن يملأن الماء
انه اسمها : وهيبة!!
بعدما تأكد وقع في حيرة اخري فهي تخفي وجهها، شاهدها مرة او اثنتين داخل منزل كاريمان و لكنه لم يدقق بها أو بصوتها !! فماذا سيفعل ؟!! إن اقترب فستهرب و إن ترك الفرصة فربما لا يأتيه مثلها!!
وقف يراقبها في نقطة مظلمة كي لا تلاحظه و بعد انتهاءهن من ملأ الجرار تبعهن بهدوء حتي يعرف إلي أين ستذهب و حين تفرقت الفتيات و دخلت بمفردها للممر الذي يقودها لمنزل خالتها فاجئها بحركته السريعة حيث أمسك بالجرة و ألقاها بعيداً نحو كومة رمال كي لا تصنع ضجيجا و قبل أن تصرخ وضع كفه علي فمها ثم حملها بسرعة و ذهب بعيدا متحاشيًا الطرقات التي بدأ الناس يتحركون خلالها، لم تكف عن المقاومة حتي اضطر لضربها علي رأسها ضربة افقدتها الوعي حتي يصل لعربته بسلام!!
وصل للعربة و قادها الحوذي بسرعة نحو أسوان ..
_____________بقلم elham abdoo
اقتربت العربة من أعتاب أسوان و كاريمان تعد الساعات و الدقائق بلا صبر و عندما وصلت العربة لمنزل سالم نزلت مع والدها و اختها لتستقبلهم السيدة بثينة و تطلب منهم الانتظار قليلا و شرب الشاي ..
جلست كاريمان بصعوبة لأنها تريد رؤية الشخص الذي أوثقه سالم الآن و دون تأجيل ..
أثناء احتساءهم للشاي دخل سالم من الباب الخلفي حاملا وهيبة النائمة ووضعها بجانب أخيها هلال الذي فوجئ كثيرا عندما رأي اخته في قبضة سالم بتلك السرعة !!
قال له : هل ستتكلم أم ستلقي أنت و اختك مصيرا لن يعجبكما ابدا ؟!
رد هلال بأسي و خوف علي اخته و قال : سأتكلم ..
سالم : حسنا .. سأبعث لكما بطعام و ماء حتي نسمعكما جيدا ..
تركه ثم ذهب و عبر الممر الذي يؤدي للردهة الكبيرة و فوجئ بوصول كاريمان التي وثبت نحوه بسرعة و قالت: أين هو ؟!
رد سالم : أصبحا جرذين يا أميرة و ستسمعين منهما كل شئ بعد قليل
كاريمان : بذلت جهداً كبيرا فشكرا لك
سالم : لا شكر بين الأحبة !!
أغلق يوسف الكتاب بعدما اثار تصرف سالم مع حبيبته و اصراره علي الوقوف معها و محاولة استرضائها معني جديد للحب داخله !! ربما توجب عليه المبادرة نحو ريم فأمسك بهاتفه و بعث لها برسالة من كلمتين : و لنا عودة !!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى