روايات

رواية الصمت المعذب الفصل الأول 1 بقلم نورهان ناصر

موقع كتابك في سطور

رواية الصمت المعذب الفصل الأول 1 بقلم نورهان ناصر

رواية الصمت المعذب الجزء الأول

رواية الصمت المعذب البارت الأول

الصمت المعذب
الصمت المعذب

رواية الصمت المعذب الحلقة الأولى

كانت تقف وهي لا تتمالك أعصابها كل ثانية وأختها تنظر إلى الطريق الذي يمر منه بتوتر شديد ، هبت الرياح بقوه منذرة بعاصفة على الأبواب ، كانت ثيابها تتطاير بقوة على إثرها ، لدرجة انحل طرف حجابها ، لكن ذلك لم يكن يشغل بالها ، خرجت تنهيداتها حارة من جوفها ، وبرزت الدموع في عينيها من هاجس طرأ على عقلها .
أيعقل أنها تأخرت ولم تلحق به ، عند هذه الفكرة وانفجرت بالبكاء ، وضعت كلا يديها على وجهها وانكبت على الأرض ترثي نفسها وقلبها ، لا تدري كم مر من الوقت وهي جالسة على حالها ، شعرت بألم شديد في قلبها وبأن الهواء ما عاد يصل لرئتيها و بجفاف شديد في حلقها جعلها غير قادره على ابتلاع غصاتها ، رفعت رأسها للسماء التي تصدر أصوات رعدية تقشعر لها الأبدان ، لتطلق صرخاتها المكلومة في صدرها لدرجة شعرت بتشقق شفاهها ، لم تبالي بجلوسها على طريقٍ خالٍ من أي مخلوقٍ ، فقد ضمت أيديها إلى صدرها وتابعت رثاء قلبها.
تذكرت ابتسامته الصافية ، تلك البؤرة الصغيرة المحببة في إحدى خديه _ غمازة _ حركة أهدابه التي يحركها بطريقه تسلب شتات عقلها حينما يشعر بالخجل من أمرٍ ما ، والخطوط الصغيرة التي تظهر بجانب عينيه ، عندما يطرب فؤادها بضحكاته العذبة ، تفاصيل كثيرة عنه حفرتها في قلبها ، ومع كل تفصيل عنه تزيد من بكائها فـ احتمالية خسارتها له مرفوضه لا تقبل .
بالله لا تقبل كيف لها أن تقبل ؟ و قد قضت حياتها كلها منذ فتحت عينيها على هذه البسيطة وهي تحبه بكل ذرة في داخلها ، عشق هوس جنون كل ذلك لا يهمها مصطلحات لا تعبر عن ما تشعر به تجاهه ، آخر همها حديث الناس عن مشاعرها ووصفها بالهوس أو الجنون .
كتمت في قلبها حتى فاض بها الكيل ، ما عادت تستطيع الصمود أكثر ، و قتل تلك الصرخات النازفة في داخلها ، ستخبره بكل شيء وليحدث ما يحدث ، وسبب آخر لأنها أيضًا تشعر به وما تشجعت على تلك الخطوة إلا لأن قلبها انبأها بحبه لها وأنه أيضًا يتعذب مثلها .
ازداد صوت بكائها ، وهي تنادي عليه بقلبها ، تدفع حياتها لتسمع صوته مرة أخرى يناديها ، تودعه فقط تراه لآخر مرة قبل تنفيذ حكم الإعدام على قلبها ، كانت الأصوات الرعدية هي الطاغية فوق رأسها ، تنتفض بشهقات مكتومة وهي تضم جسدها المرتعد ليس من البرق والرعد اللذين يتسابقان في إرهابها ، ولكن من خسارته ، خسارته التي لا تتحملها ، وفجأة من بين تلك الأصوات في رأسها التي تصرخ بأنها خسرته وانتهى المطاف إلى اشتداد أصوات البرق والرعد وهطول الأمطار الغزيرة ، تطرق إلى أذنيها صوت يهمس بنبرة حانية بها شيء من الدهشة .
_ ملك !.
رفعت ملك رأسها تنظر له بعيون مغمورة بالدموع لا تصدق عينيها ، إنها تراه أمام عينيها ببذلته العسكرية و حقيبته كما اعتادت رؤيته دومًا ، يقف ينظر لها بعيون قلقه وحبات المطر تتساقط على وجهه وملابسه ، أنزل هو حقيبته أرضًا وجلس القرفصاء يقول بنبرة خرجت من أعماقه قلقه بها لهفة شديدة وخوف :
_ إيه اللي مقعدك هنا في الوقت ده؟؟ وبتعيطي ليه ؟؟.
كلمة واحده بضع حروف تعني لها الكون كله هذا ما استطاع صوتها إخراجه أن تناديه أن تستلذ بحياكة حروف اسمه في فمها :
_ أحمد ؟.
أغمض أحمد عينيه وضربات قلبه تزداد ، سماع اسمه منها يزلزل كيانه كليًا ، فتح عينيه سريعًا يطالعها بقلق بالغ وهو يبتسم بسمة صغيرة :
_ معاكِ .
كانت أصوات تنفسها غير المنتظمة هي الطاغية تنتفض بشهقات خافته ، ومع كل شهقة تخرج منها يشعر أحمد بقلبه ينخلع من موضعه ، فتحت فمها تقول بنبرة باكية :
_ لا أنت كداب .
فتح أحمد عينيه بصدمه وهو ينظر بعينيها قائلًا بينما يشير بإصبعه على صدره :
_ أنا يا ملك ؟؟ كدبت عليك ايمتى ؟؟.
مسحت ملك دموعها المستمرة الهطول وهي تردف بفم مرتعش :
_ إنك مش معايا ايمتى كنت معايا ؟؟ ، أنت ماشي أهو وسايبني تبقى كداب ولا مش كداب .
تنفس أحمد الصعداء يعلم كم هي متعلقة به منذ الصغر ورغم أنهم كبروا الآن وانقطعت السبل بينهم نتيجة الحدود التي وضعها الله و طبقها آباءهم لحفظ أبناءهم ، ليبتسم بسمة صغيرة وهو يقول بنبرة بها بعض الحزم وداخله استغراب شديد من حالتها تلك كثرة البكاء والجلوس هنا وكأنها تنتظره أو هي بالفعل تنتظر ظهوره وحديثها هذا :
_ بس هرجع تاني إن شاء الله ، قومي يالا روحي قلقتيني عليك ومتطلعيش تاني في الوقت ده ، أصلا مش فاهم هادي طلعك إزاي في الجو ده ؟؟ .
بنبرة مقهورة واهتزاز في صوتها ، قالت له ملك متجاهلة بقية حديثه ، وأعينها عليه وكأنها تحاول أن تشبع من رؤيته :
_ بس أنا اللي هكون مشيت .
جعد أحمد حاجبيه برفض للفكرة وهو يقول بأعين بها خوف من فقدها:
_ تمشي تروحي فين يا ملك ؟؟.
بدموع شديدة رفعت يدها له تُريه ذلك السجن الذي حُبست في داخله رغمًا عنها ، فغر هو فمه بصدمه وشلت المفاجأة جسده وهو يرى ذلك الخاتم يلف إصبعها ، هل تأخر لهذه الدرجة ؟؟ ألا لأنه أسرها في قلبه ولم ينطق حتى يحين الوقت المناسب تضيع منه ؟ ، بعد سنوات من العذاب وهو صامت لأنها لا تزال صغيرة وهو أمامه شوط كبير ليقطعه لم يرد أن يخبرها بأي شيء يعلقها به وهو لا يضمن عودته في كل مرة سالمًا ، طبيعة عمله ضابطًا في الجيش فرضت عليه ذلك .
لكنه مع ذلك لم يجزع ، ألقى همومه على الله وما أراده كان ، وكان يمني نفسه بأن يحصل عليها في النهاية ، ود أن يعيش معها على الرغم من سوء الظروف المحيطة بهم .
بصعوبة شديدة خرج صوته من حلقه تتخلله غصه مؤلمة ولولا كرامته لرأته يبكي كالطفل الصغير :
_ والله وكبرتي يا ملك ، مـبروك .
تقدمت نحوه ملك وهي تبكي بشدة ترفع يدها في الهواء وهي تقبضها ، تنوي ضربه على ذلك الحجر الذي وُضع في صدره ، ألا يشعر بها ؟؟ ألا يرى دموعها وأنها رافضة ؟ لاحظ أحمد حركتها تلك ورغم تعجبه إلا أنه لم ينطق فقد شلت الصدمه لسانه حينما نبست هي بنبرة ضعيفة متحسرة:
_ بتباركلي ؟؟ أنت إيه مش إنسان ؟؟ مش بتحس زينا ، مش شايفني بتعذب قصادك ؟؟ أنا عارفه إنك بتحبني أوعى تنكر أنا شايفه الحب في عيونك ، طب ليه ؟ ليه فضلت ساكت ؟؟ ليه رد عليا ؟؟.
برزت الدموع في عينيه ونظر إليها بقلب مكلوم وهو يقول بنبرة خافته :
_ مقدرتش أنطق سامحيني ، اللي بيحصل ده غلط ، أهلك ساعدوني كتير أنا وأمي واخوك صاحبي مقدرتش أخون ثقتهم …
قاطعته ملك وهي تبتسم بسخرية ودموع ليخرج صوتها ضعيفًا وفي عيونها حزن شديد:
_ لكن قدرت تخوني أنا ، قدرت تضيعني منك ، حرام عليك ليه عملت فينا كدا ؟ ده مش سبب ها ؟ أخويا مكنش هيرفضك ولا أهلي كلنا عارفينك وبنحترمك ، تقدر تقولي ليه ؟ وإيه هو سببك الحقيقي ؟.
نظر لها أحمد بعيون حمراء وهو يردد بصوت مرتجف :
_ علشانك لأني مرضاش ليك تتعلقي بيا واسيبك وامشي خوفت عليك تترملي في السن ده أنا عايش دقيقه والتانية لا.
ابتسمت ملك بسخرية وهي تقول بنبرة باكيه:
_ الأعمار بيد الله ، ما جايز أموت أنا قبلك واحنا حتى بنتكلم دلوقت ، أنت علمت الغيب ؟ رد عليا.
بخوف شديد طغى على نبرة صوته قال أحمد:
_ استغفر الله ، بعد الشر عنك متقوليش كدا لو سمحتي ، طب أنا وده كان تفكيري أنتِ ليه ما اتمسكتيش بيا ؟؟ ليه وافقتي أصلا ؟.
طالعته ملك بنظرة تحمل كل معاني الخذلان وهي تردد :
_ لأني لقيتني مش فارقه معاك ، بتحبني وساكت ومش فاهمه ساكت ليه ؟؟ ومع ضغط أهلي اضطريت أوافق مبقاش عندي حجج أقولها ليهم وأنت اللي وصلتنا لده ، أنت السبب في العذاب ده ، كل ده مكنش هيحصل لو اتكلمت بس أنت بتحب العذاب واخترت تسكت علشان أسباب تافهه .
*****
كان يجوب أرضية الغرفة ذهابًا وإيابًا وهو يطرق على يديه ، يتنفس بصوت مرتفع ظل على حاله عدة دقائق حتى فاض بها الكيل لتتحدث بحنق في نبرة صوتها وفي عينيها خوف مبهم :
_ وبعدين معاك يا هادي رايح جاي خيلتني ، روح شوف اختك فين ؟؟ الجو قلب أوي وشكل في عاصفه فعلا .
توقف هادى يرمقها بنظرات مُشتعلة بالغضب وهو يقول:
_ واما الجو متنيل ليه سمحتيلها تخرج أصلا ؟؟.
تلبكت في حديثها وهي تدور بعينيها في أرجاء الغرفة ولكنها لا تنظر إليه هو تحديدًا ، أعطته ظهرها تقول بنبرة متوتره :
_ الله وأنا هعرف منين ؟؟ هي قالت عايزه تشم شوية هوا وأنت اصلا شايف حالتها وإنها دايما مسهمه وحزينة وحابسه نفسها في اوضتها مش عارفه ليه ؟ ده حتى لما قولتلها إن حسان جاي يشوفك قبل ما يسافر شغله ولا كأني اتكلمت ، فأول ما طلبت تخرج وافقت قولتلها ترجع بدري علشان خطيبها جي .
نظر هادى لها بشك وهو يرى توتر جسدها وحركتها المضطربة وكأنها تخفي شيئًا ، لذا تقدم منها وضع يده على كتفها يديرها له وهو يقول في ضيق شديد :
_ نعمة مخبيه إيه عني ؟؟ فين ملك ؟؟
صاحت نعمة وهي تبتعد عن محيط يده الموضوعة أعلى كتفها وكأنها متحفظة عليها لامساكها بالجرم المشهود :
_ وأنا هخبي عليك إيه ؟ معرفش حاجه ، قولتلك اللي قالته ليا .
طالعها هادي بنظرة متهكمة وهو يتجه للخروج من المنزل يقول بنبرة طغى عليها الغيظ :
_ طيب يا نعمه متقوليش حاجه ، أنا هعرف بنفسـ…..
قطع حديثه سماعه لصوت جرس الباب اتجه لفتحه لتقع عينيه على حسان بزيه العسكري وقبعته في يده بينما خصلات شعره متساقطة على غرته أثر الأمطار يقول بأنفاس لاهثه:
_ كويس إني لحقتك يا هادي ، أنا اصلا توقعت إنك مش في الشغل علشان الجو قالب برا .
ابتسم هادي في وجهه وهو يدعوه للدخول يقول بنبرة هادئة:
_ تعالى يا حسان ادخل من المطر ده .
وبعد استقرارهم في صالة المنزل ، هتف هادي ببسمة صغيرة متوترة :
_ أنت لسه مسافرتش ؟؟
رد عليه حسان بنبرة بها شيء من الشوق :
_ ها …ما أنا قولت افوت اسلم يعني ..هي فين ملك ؟؟.
أغمض هادي عينيه متوترًا ثم فتحها يبتسم بسمة صغيرة لا يدري ماذا يقول له ؟ وداخله يتساءل أين هي أخته الصغيرة الآن وماذا تفعل في ذلك الجو العاصف ؟؟ .
****
همس أحمد بصوت ضعيف وهو يبتلع ريقه الذي جف يستشعر طعم العلقم في فمه ونظرات عينيها اللتين تعاتبانه لتخاذله شقت قلبه :
_ عايزه إيه يا ملك دلوقت ؟ وجايه ليه ؟ .
ازداد هطول الأمطار فوق رؤوسهم وتعالت أصوات الرعد والبرق ، وهبوب الرياح بقوة لدرجة شعرت باقتلاع جذور الشجر من موضعها ، ولكن عاصفة قلبها هي ما كانت تشغل عقلها في تلك الأثناء ، تشبثت هي بحجابها الذي انحل تمامًا ، وابتسمت بحزن وهي تقول له بدموع شديدة في عينيها ونبرتها خرجت معبئه بجراح قلبها :
_ جايه أقولك ماتسبنيش وتمشي ، مقدرش أعيش من غيرك ، جايه أقولك إنك مهونتش على قلبي ، وعارفه إني بقلل من كرامتي باللي بقوله ده ، بس مش قادره ومش عايزه أكمل في الجوازه دي ولا أنا طيقاه ، تعالى واطلب ايدي أمسك أيدي يا أحمد وما تسبنيش وتمشي ، كفاية كتمان لحد كدا ، كفاية بطل تعذبنا بسكوتك ده .
مسح أحمد دموعه وهو يشعر بانخلاع قلبه ، حينما تردد صوتها عليه قبل أذنه ، متواطئ مع الرياح على تعذيبه لكنه مع ذلك وجد نفسه ينحنى ليحمل حقيبته يقول بنبرة ضعيفه ، ما يحدث خطأ ولا يصح عليه الرحيل قبل أن يضعف ويلقي نفسه بين أحضانها يخبرها بدموع بأن لا تتخلى عنه بأن تظل متمسكه به راميًا بكل شيء وراء ظهره :
_ آسف مقدرش ، واللي بتطلبي ده حرام يا ملك لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه إزاي بتقولي لي أروح أطلب ايدك وغيري طالبها واخد الموافقة كمان .
ضربت ملك على موضع قلبها وهي تبكي بانهيار:
_ حرام واللي بتعمله فيا ده مش حرام ، لتاني مرة هتتخلى عني ، هاتسيبني وتمشي بالبساطه دي وبعد كل اللي حكتهولك ، العذاب اللي أنا فيه ده بسببك مش حرام ، حرقة قلبي وتعبي كل ده مش حرام أنا مش قادره أفهم ليه عملت كدا فينا ؟؟ ليه عذبتني ؟ وليه بتعذب نفسك ؟؟ بطلت تيجي عندنا حرمتني حتى من إني أشوفك ، كنت بتغيب بالشهور و لا مرة تسأل أو تيجي ليه كل ده ؟؟؟
تحشرج صوته ومنعته غصه مؤلمه عن الكلام وبعد لحظة صمت ردد بحزن شديد وهو يوليها ظهره كي يهرب من ضعفه أمامها:
_ لأنه غلط والصح إني أبعد لحد حتى ما اظبط تفكيري ، أنا عمري ما كنت خاين ، كنت محتاج بس شوية وقت ، ومش عارف عقلي مشوش وخايف عليك ومش عايزك تتعلقي بيا منكرش شوفت في عيونك اللي عذبني زي ما عذبك اللي شوفتيه في عيني.
ابتسمت ملك بسخرية وهي تردد بنبرة غاضبه تطالع ظهره :
_ خايف تقولها …مسميه عذاب ؟؟
استدار لها أحمد ينظر إليها بعيون دامعه :
_ مخوفتش غير عليك ، آسف بس أنا مش قادر .
صمتت ملك فجأة ثم حدقت بعينيه الدامعه تقول بقهر :
_ أنت مش بتحبني صح لأنك لو بتحبني مش هاتبعد مش هتفكر بالغباء ده ، يبقى أنت محبتنيش أصلا .
هنا ولم يستطع أحمد الصمود أكثر فلم يشعر بذاته وهو يزيد من ضمها إلى صدره وهو يبكي بين أحضانها كالطفل الصغير ، يخبرها بألم بأنه انكوى بحبها ولم يستطع إخراج ما في قلبه لها ، لكن الكأس قد فاض وسؤالها الباكي بأنه لا يحبها كان القشه
التي قسمت ظهر البعير ، لا يحبها نعم صحيح فهو يعشقها.
ابتعد عنها ولازال يمسك بها تركت يديه كتفيها وحاوطت وجهها ، ينظر بعينيها مباشرة ، بينما هي تنظر له بترقب وابتسامة صافية ، طال الصمت وهي تحدق به تنتظر أن ينطق بما يريح قلبها ، وحينما فتح فمه للحديث ، اضطربت السماء بالأصوات الغاضبة كأنها ترفض ما يحدث ، ليفيق أحمد على صوت صراخها ، كانت تكابر تصنعت القوة و هي ترتعد من أصوات البرق والرعد .
مسح أحمد على وجهه وهو يستغفر الله على تلك الغفوة ، كيف تخيل أنه يفعل ذلك ويقترب منها بلا رابط شرعي ، ليست من شيمه الخيانه ، لن يخون دينه وتربيته ، ويخون أهل احتووا ضعفه حينما انقطعت بوالدته السبل وبعث الله لهم تلك الأسرة ليتربى معهم وما بخلوا عليه بالعطف والحنان فلن يقابل صنيعهم معه بالخيانة والطعن .
تحاشى النظر إلى عينيها المحدقة به كأنه الوحيد الذي بإمكانها رؤيته ، وهو يقول متهربًا من سؤالها :
_ ملك أكيد أهلك قلقانين عليك تعالي معايا أوصلك .
حركت ملك رأسها بعنف ودموعها تنهمر بقوة وهي تردد بصوت مرتجف :
_ جاوبني .. أنت مش بتحبني طيب ؟ .
ضغط أحمد على شفته السفلى بأسنانه وهو يحاول الثبات ثم ابتسم بوجهها يقول بألم أجاد إخفائه:
_ ملك الكلام انتهى ، احترمي دبلة الراجل اللي في إيدك لو سمحتي ، ومتنزليش من كرامتك حتى لو علشاني .
بلا وعي تقدمت منه حتى وقفت أمامه تمامًا وكأنها مسيرة وليست مخيرة ، تحركها عواطفها التي تملكت منها ، رفعت بصرها له ترمقه بنظرات حانيه والدموع في عينيها وهي تقول بنبرة متألمه وزخات المطر تهبط بسلاسة على وجهها تشاركها أحزانها :
_ ما يفرقش معايا غيرك أنت ، أنت بتتهرب من مشاعرك ليه ؟؟ ليه بتحب العذاب ؟؟ وأنت في ايدك تخرج منه ، امسك أيدي بس ، بص في عيني وقولي إنك مش بتعشقني وأنا هابعد ، قول إنك مش بتحس بحاجه تجاهي وأنا هابعد ، قول أي حاجه…بس ما تسكتش كدا ؟؟؟.
حرك أحمد أهدابه ببطء وهو يخفض بصره عنها ومشاعره كلها تحتج على حديثها ومشاعرها الواضحه أمامه ، والشيطان يصرخ بأذنه يحثه على الاقتراب واستغلال حالة ضعفها ، أغمض هو عينيه و ابتعد عنها خطوة يستغفر الله بداخله ، وهو يقاوم نفسه وشيطانه ، الذي يصرخ وهو يخبره بأنه يحبها لما لا تأخذ بيدها وتهرب من كل ذلك ها هي الفرصة مواتية وهي بحالة ضعف من سيلومك؟؟.
رفع يده صوب شفتيه يعض عليها ، ويده الأخرى تضغط على حمالة الحقيبة ، وهو يغمض عينيه بقوة يهز رأسه من تلك الأفكار وهو يوليها ظهره يحاول تمالك ذاته ، ظل يذكر الله في داخله كي يطرد شيطانه ، فمن يحب لا يؤذي ولا يخون لا يرتكب الفواحش ويسندها إلى مشاعر نبيله ذرعها الله في قلوبنا جميعًا ، لن يدنس الحب بهلوسات الشياطين .
عادت ملك تهتف بنبرتها الرقيقه المختلطه بالبكاء :
_ أحمد ؟؟.
ألقى أحمد الحقيبه على الأرض واستدار لها وهتف وهو يشعر بقلبه ينزف بغزارة :
_ أعمل إيه ؟؟ مش في أيدي حاجه أعملها ، أنا مقدرش ألومك أنا اللي غلطان ، واللي حصل ده استاهله ، وأنتِ أنتِ أنا كنت ناوي لو رجعت من السفرية دي كنت هطلب إيدك ، لأني مش قادر أبعد وأخرجك من تفكيري ، بس يا خسارة اتأخرت أوي على ما أدركت ، سامحيني امشي يا ملك وانسيني خالص ، لأني مش ناوي أرجع تاني البلد دي واشوفك مع حد غيري.
حركت ملك رأسها بقوة وهي ترفض ذلك ودموعها تنهمر بشده مختلطة بكلماتها التي خرجت من داخلها مهتزة خائفة :
_ أنت بتقول إيه ؟ ، أنا هفسخ الخطوبة دي ، أنا لا يمكن اتجوزه ، أحمد متتخلاش عني تاني ، أرجوك خليك معايا ، أنت لو مشيت هتضيعنا ، أنا هفسخها بس اصبر عليا أرجوك ما تمشيش .
ما كاد أحمد يفتح فمه حتى وصل إلى مسامعهم صوت أخيها ينادي عليها ، ليبتسم هو بألم وهو يضبط قبعة رأسه يهمس بحزن ودمعه شردت من عينيه :
_ سلام يا ملك .
ختم بها أحمد حديثه وذهب من أمامها ، راقبته وهو يبتعد عنها بعينين لامعتين من الدموع ، وضعت يدها على قلبها الذي يصرخ متألمًا وآخر شيء رأته عينيها هو طيفه قبل أن يختفي في الظلام .
في تلك الأثناء وصل إليها أخيها هادي ، الذي خرج للبحث عنها بعدما لم يجد ما يقوله لخطيبها سوى الحقيقه لذا من دون تردد خرجا للبحث عنها ، و ما إن وقعت عينيه عليها حتى هرع نحوها وتسبقه دقات قلبه حينما رآها تسقط على الأرض فاقدة للوعي ، أتى حسان وقبل أن يسارع لامساكها كان أخيها هادي هو من يحتضن جسدها بين يديه ، بينما وقف حسان بعيدًا ؛ لأن حجابها سقط منها على الأرض فأشار له هادي بعدم الاقتراب.
وهناك في الظلام كان أحمد يقف وهو يراقبها بدموع شديدة وأخيرًا سمح لذاته بالانهيار سقط على الأرض أسفله يبكي بأعلى صوته لتختلط أصواته مع أصوات السماء الغاضبة .
*****
ها قد أشرقت الأرض بنور ربها وحل صباح جديد ، الكل يسعى فيه نحو أهداف مختلفة ، فتحت عينيها الحمراء تنظر للجمع الملتف حول فراشها وفي أعينهم قلق بالغ ، حاولت الاعتدال وهي تجعد جبينها باستغراب ثم أخذت تسعل بشدة لترتمي على الوسادة خلفها وانفها محمرٌ للغاية .
كان أول من نطق أخيها هادي الذي أردف بعتاب ، وهو يتنهد بصوت مرتفع :
_ حمد لله على السلامه يا ست ملك ، ينفع كدا تقلقينا بالشكل ده ؟؟.
هدأت نوبة سعالها قليلًا وقالت بصوت منخفض وغزت الدموع عينيها :
_ آسفه يا هادي ، آسفه ليكم كلكم … آسفه سامحوني … أنا آسفه .
تعجب الجميع من بكائها وحديثها ، الوحيدة التي كانت تشعر بها هي زوجة أخيها نعمة رغم أن ملك كتومة ولم تبح لها بشيء ، ولكنها أيضًا مرت بقصة حب عنيفه مع أخيها هادي لذلك هي تشعر بها وحقا لا تفهم لما أثر أحمد الصمت ؟.
وضع هادي رأسها على صدره وهو يضمها بحنان يهمس برفق :
_ حبيبة قلبي خلاص حصل خير أنا بس قلقت عليك ، لأن الجو قلب وأنتِ مرجعتيش ، خلاص اهدي الحمد لله مرت على خير .
وما زادها حديثه إلا بكاء أكثر وهي تشدد من قبضة يدها على قميصه تدفن رأسها في صدره ، كانت آسفه للتقليل من كرامتهم نعم كرامتها من كرامة أهلها وهي قللت منهم لشخص لا يستحق شخص يعشق العذاب لذلك هي آسفه .
أخذ هادي يقول لها ببسمة صغيرة وهو يبعدها عن صدره لكي تنظر لعينيه ومع ذلك لم يتركها بل حاوطت يديه وجهها يمسح دموعها برفق :
_ حسان كان قلقان عليك أوي ومكنش عايز يسافر بس بالرغم من الجو الفظيع بتاع انبارح مايقدرش يتخلف عن المرواح طبيعة شغله بقى وصاني اطمنه عليك أول بأول وإن أول ما تصحي تكلميه .
نظرت له ملك بفتور لكنها أومأت برأسها بصمت ، تركوها وذهبوا لتستريح ، بقت معها في الغرفة نعمه التي كانت تحدق بها بهدوء لاحظت ملك نظراتها فنظرت لها باستغراب شديد وهي تقول :
_ في حاجه يا نعمه ؟؟.
جلست نعمه على طرف الفراش تحت استغراب ملك ، ثم قالت وهي تركز أعينها عليها :
_ ملك هو أنا ممكن أسألك سؤال ؟؟.
رغم التوتر الذي ظهر على وجه ملك وتسارع دقات قلبها ، الذي انبأها بأن الحديث عن معذب فؤادها لم تملك سوى أن تبتسم بسمة صغيرة وهي تومأ بعينيها بهدوء ، أطلقت نعمه تنهيدة قبل أن تسألها سؤالها بعد أخذ إذنها :
_ أنتِ بتحبي خطيبك ؟؟.
توسعت عينها بذهول وغمغمت بصوت خرج حانقًا:
_ إيه السؤال ده يا نعمه ؟؟ أنتِ من ايمتى و ….
قاطعتها نعمه تردف بنبرة هادئة:
_ مش فضول ولا حشريه ، أنا بس شايفاك مش مبسوطه بالخطوبة دي زي أي بنت ، وكمان لاحظت كل ما بتيجي سيرة حسان وشك بيتغير ميه وتمانين درجه ولما أخوك طلب تكلميه نظراتك كانت فاتره.
ابتسمت ملك بسمة زائفة وهي تردف بنبرة حاولت جعلها لطيفة بعض الشيء:
_ لا أنا مبسوطه مين قالك إني مش مبسوطه أنا بس مرهقه وتعبانه .
مدت نعمه يدها تمسك بخاصة ملك والأخرى تنظر لها بعينين ضيقة مستغربة ، ابتسمت نعمه وهي تربت على ظهر يد ملك مردفة بحنين لتلك الأيام:
_ لا مش مبسوطه قلبك مش مبسوط أنتِ بتحبي حد تاني لا ده أنتِ بتعشقيه كمان.
انتفضت ملك بغضب وسحبت يدها من بين يديها تردد بنبرة غاضبه:
_ نعمه بعد إذنك دي حياتي ، مش من حق حد يتدخل فيها ، وبعدين جبتي الكلام ده منين ؟ أنا مفيش حد في حياتي كل ده علشان مجاوبتش على سؤالك عملتي لي فيلم هندي .
نهضت نعمه وهي تكبت ضحكتها لأن انفعالها بهذا الشكل أكد صحة حديثها ، رأت ملك ضحكتها لتجعد حاجبيها بانزعاجٍ وهي تقول :
_ الله أنتِ بتضحكِ على إيه ؟ تحرقي دمي وتضحكِ؟.
_ أحرق دمك ليه ؟؟ ده مجرد كلام يا ملك أنتِ اللي اخدتيه على أعصابك ، عمومًا لو كلامي صحيح وفي حد تاني فاعرفي إنك هتظلمي حسان معاكِ فالافضل التراجع يا ملك هو ما يستاهلش ده منك انسحبي من العلاقة دي هتندمي .
غزت الدموع عينيها ودارت وجهها عنها تقول بغصه في حلقها :
_ فات أوان الندم خلاص يا نعمه ، أنا مانكرش إني مش بحبه بس هحبه وزي ما قولتي هو إنسان كويس .
_ ربنا يقدم لك اللي فيه الخير ، وعلى فكرة أحمد ده غبي جدًا خسارة بجد .
قالت آخر حديثها وهي تهم بالخروج من الغرفة ، استوقفتها ملك التي تحدق بظهرها بصدمه :
_ أنتِ بتقولي إيه ؟ إيه دخل أحمد بموضوعنا ؟؟
استدرات لها نعمه وبعد تنهيدة قوية قالت دون مواربة:
_ بقولك إنه غبي وإن سكوته ملوش أي معنى رغم إنه بيحبك يمكن بنفس درجة حبك ليه أو أقوى كمان ، مشكلتكم إنكم لسه مش فاهمين الهوى صح ، وأنا أقدم منكم في الهوى وعارفه ناره ومطباته كلها ، بس اللي مش قادره أفهمه ليه هو اختار السكوت أنا كنت بشوف نظراته ليك وحبه اللي باين في عينيه مهما حاول يخبي .
سقطت دموع ملك بقوة وهي تردف بنبرة ضعيفة بها شيء من الغضب :
_ كفاية يا نعمه هو غبي وبس وأسبابه غبيه زيه وانا مش هضيع عمري مع واحد زيه .
اتجهت لها نعمه وبدون أي حديث كانت تحتضنها بصمت وهي تربت على ظهرها ، تابعت ملك البكاء في حضنها وهي تقول بحزن :
_ غبي واحد غبي .
همست نعمه بجانب أذنها وهي تمسح بيدها على شعرها:
_ أتمنى يفوق قبل ما كل شيء ينتهي .
ابتسمت ملك بسمة مقهورة وهي تقول بألم:
_ كل حاجه انتهت خلاص مش لسه هتنتهي .
أبعدت نعمه ملك عن حضنها تقول وهي تمسك بوجهها بين يديها والأخرى تنظر لها بعيون مشوشة من الدموع :
_ يعني إيه ؟؟ أنتِ مش هاتفسخي الخطوبة دي ؟؟.
_ مش هافسخها وهانساه اللي مش عايزني أنا كمان مش عايزاه خلاص يا نعمه قفلي الكلام في الموضوع ده لو سمحتي ومش عايزه حد يعرف بيه.
*****
دخل إلى غرفته المشتركه بعد يوم شاق في تلك التدريبات القاسية ينزع عنه سترته يلقيها بتعب واضح وهو يرتمي على الفراش متسطحًا على بطنه ينام عاري الصدر ، وهو يغمض عينيه بإرهاقٍ ، طفت بسمتها أمامه فجأة مما جعل تلك البسمة تطفو على شفتيه بالمقابل و هو يقول بنبرة هادئة :
_ هانت كتير .
فجأة تأوه بصوت مرتفع حينما شعر بصخرة ما تحط فوق ظهره وصوت مشاكس يردف بأذنه :
_ سرحان في إيه يا شقي ؟؟؟
تأوه بقوة وهو يستدير له يدفعه عن ظهره بغضب :
_ فصلتني ، قوم من عليا يا حسان ، جسمي متفشفش خالص .
اعتدل حسان يقول وهو يعبث بخصلات شعر محمد بمرح :
_ معلش ، قربنا نخلص أهو والله مش عايز اقولها بس هافتقد الأيام دي .
تهكم محمد يقول بضيق :
_ افتقد مع نفسك أنا ما اصدق اخلص واقول يا فكيك أنا اتمرمطت ده أنتم بتعذبونا.
همس حسان بمرح وهو يقهقه على ملامح محمد المتذمرة:
_ اومال مين اللي كان بيقول هايتطوع في الجيش وممكن يترقى لظابط ها ؟.
_ ده واحد حمار سيبك منه .
ضحك حسان بقوة وهو ينهض عن الفراش يتجه صوب خزانتهم المشتركه يخرج بعض الثياب يقول :
_ أنا هدخل اخد دوش كدا افوق وعندي ليك حكايات وأخيرًا ما تمنيته حصل ، استناني ماتنمش واهو علشان طيبتي هاجهزلك الحمام بعدي عد الجمايل بدل ما تنام بمنظرك ده .
لوح له محمد وهو يدفن رأسه في الوسادة يقول بلا اهتمام :
_ متشكر يا سيدي .
مضى بعض الوقت وخرج حسان ليرى محمد غارق في النوم ، تقدم منه وهو يمسح بالمنشفة على شعره ربت على كتفه برفق ، فتح محمد عينيه متنهدًا ، ثم أشار له بعينيه صوب جهة معينة في الفراش الآخر يهمس بصوت منخفض:
_ ما تشوف صاحبك ده من وقت ما جه انبارح وهو قعد كدا على حالته حتى تدريبات انهارده مكنتش قد كدا .
زفر حسان يقول وهو يجلس على الفراش :
_ حاولت كتير معاه بس مفيش فايده مش عارف ماله ، المهم قوم استعد كدا في مناوبة بالليل وأنا رشحتك للتدريبات أنت حاليًا تعدي الاختبارات الجاية ومبروك عليك يا سيادة الظابط .
دفن محمد رأسه في الوسادة وهو يقول بضيق:
_ مش عارف أقولك إيه والله يا عم أنا واحد بجهز لخطوبتي سيبوني في حالي أنا مش هكمل الكار ده مش كاري .
ضحك حسان على حديثه ثم رفع محمد رأسه صوب ذاك الذي يجلس معهم ولكنه في عالم آخر يلقي عليه الوسادة المجاورة له وهو يقول:
_ يا عم أحمد ما تخرج من مود الصمت بتاعك ده و تتكلم معانا .
أبعد أحمد الوسادة قبل أن ترتطم في وجهه يقول بنبرة هادئة عكس كلماته التي بدت غاضبه :
_ اتكلموا أنتم أنا دماغي مش رايقه تلاشوني الأيام دي .
تحرك له حسان يجلس بقربه وهو يدفعه قليلًا يقول ببسمة صغيرة وهو يلف ذراعه حول كتفه :
_ لا بقولك إيه مش وقت نكدك ده ؟ أنا من غير مقاطعه كتب كتابي يوم الخميس الجاي بعد أسبوع يعني من دلوقت ، حب حياتي يا شباب من وقت ما عيني جات عليها وهي رايحه جامعتها وأنا مقدرتش أخرجها من تفكيري والحمد لله خطيبتي وكمان أسبوع مراتي .
ابتسم محمد ذلك الملازم والصديق لهم بذات الوقت وهم يعكفون على تدريبه ومشاركته لهم في تدريب الفرق الجديدة وأيضًا ينزل معهم للميدان أحيانًا يقول بنبرة بها سعادة صادقة وهو يتجه إلى حسان يقفز على الفراش ليصبح ثلاثتهم على فراش واحد.
_ مبروك يا حسونه والله وكبرت يا باشا !.
ضربه حسان بظهر يده على صدره بمرح وهو يردد بصوت متهكم:
_ حسونه في عينك ، الله يبارك فيك يا سيدي وعقبالك.
ضحك محمد بمرح في حين توجه بصر حسان صوب أحمد ليقول بمعاتبه وهو يضربه على كتفه :
_ إيه يا عم أحمد ؟؟ أنت مش هتباركلي ولا إيه ؟؟.
ابتسم أحمد بسمة صغيرة وهو يقول بينما يحتضنه:
_ لا ازاي ألف مبروك يا حسان ، ربنا يتمم لك على خير.
بادله حسان العناق ثم قال :
_ المرة دي مفيش أعذار هاتيجي معايا ، وقت الخطوبة طلعت لي بميت حجه إنما المرة دي هاتيجي وأهو بالمرة تشوف اللي جابت أخوك على وشها ، ده أنا زهقتكم من كتر ما كنت بحكي عنها وقد إيه بحبها ؟ .
تنهد أحمد بحزن وهو يقول بشرود :
_ إن شاء الله .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصمت المعذب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى