رواية الشيطان يقع في العشق الفصل السادس 6 بقلم سولييه نصار
رواية الشيطان يقع في العشق الجزء السادس
رواية الشيطان يقع في العشق البارت السادس
رواية الشيطان يقع في العشق الحلقة السادسة
الفصل السادس(فريسته)
-اه …البنت دي مجنونة …
صرخ الرجل عندما سكبت حياة القهوة علي رأسه وكم شعرت في تلك اللحظة بالارتياح لانه حقا قد اغضبها …كلامه عنها …وعن جسدها جعلها تغلي غضبا ولم ترتاح الا وهي تجده يصرخ من الالم بينما يغمض عينيه والقهوة الساخنة تنساب علي وجهه …لم تفكر بعواقب الأمور فقط هي كانت غاضبة وافرغت غضبها جيدا به …ابتسمت بشماتة بينما تجمعت العائلتان ….صدموا مما رأوه …حياة تجلس بإرتياح بينما الشاب يصرخ بألم
-يا حبيبي يا ابني …
قالتها السيدة بهلع ثم اقتربت منه وسحبته الي الحمام بسرعة ليغسل وجهه …
نظر والد الشاب الي حسان وقال:
-ايه ده يا استاذ حسان انت جايبنا نتهان هنا ولا ايه ؟!!!ايه اللي عملته بنتك ده ؟
كان الرجل حقا غاضب …ملامح وجهه كانت عاصفة من شدة الغضب ولكن حياة لم تخاف …هي بالأساس لا تريد تلك الزيجة ولا تعرف من اين اتتها تلك الشجاعة وقالت:
-خد ابنك من هنا يا عمي معندناش بنات للجواز أنا مش هتجوز واحد تافه زيه !!! …
-حياة احترمِ نفسك .
قالها حسان بغضب ولكن حياة لم تصمت بل قالت بقوة:
-الاستاذ جاي يقولي اني معنديش أنوثة …جاي يهينني في بيتي يا بابا هو فاكر نفسه مين اومال لو كان حلو شوية كان عمل ايه ده شبه البغل …ده كتر خير اللي هتتجوزه …يعني هو انا عشان مرضتش احرجه هو يتكلم عني بالطريقة دي. ..لا مستحيل اسمح لحد يكلمني بالاسلوب ده !!
تنهد والدها وصمت كان يري أن كلام هذا الشاب قد جرح ابنته بشده وهو لن يسمح لأي شخص أن يجعلها تبكي لذلك عندما خرج الشاب ووالدته من المرحاض امسك حسان كف ابنته …نظر إليهما الشاب …ثم اشتعلت عينيه بالغضب وقال:
-انتِ واحدة ح. …
-ولا كلمة !
قاطعه حسان بقوة وهو ينظر الي الشاب بنظرات اخافته ثم أكمل :
-مين أنت عشان تيجي هنا وتهين بنتي انت فاكر نفسك مين ….انت قبل ما تنتقدها مشوفتش عيوبك …انت انسان وقح وسطحي والله ومستحيل أخلي بنتي ترتبط بواحد زيك …يالا اتفضل من غير مطرود …
نظر والده الي حسان وقال:
-استاذ حسان بلاش تتهور …..عادي الولاد اختلفوا وبعدين بنتك …
أوقفه حسان بإشارة من كفه وقال:
-لو سمحت يا استاذ خلاص انتهي الموضوع معنديش بنات للجواز ويالا اتفضلوا من هنا …
ودون أي كلمة اخري غادرت عائلة العريس بغضب …
تنهدت حياة براحة لتنتفض فجأة عندما صرخت والدتها بها وقالت:
-عملتِ اللي انتِ عايزاه يا حياة …طفشتِ العريس وارتحتِ …فاكرة أن يوسف بالطريقة دي هيبصلك …يا بنتي ده خاطب وبيحب خطيبته بطلِ بقا الهبل ده ….يوسف مستحيل يبصلك …
تألم قلب حياة وتصاعدت الدموع لعينيها ثم قالت:
-انا معملتش كده عشان يوسف…أنا عملت كده عشان الاستاذ ده اهانني وان كنتِ شايفة اني رخيصة وعادي اتهان أنا مش شايفة كده يا ماما …
ثم سريعا ذهبت حياة لغرفتها وهي تبكي …
…………..
-دي هتكون زي ماتش الاعتزال يا جاسر …اكبر صفقة نعملها في حياتنا وبعدين هنوقف …
قالها عامر وهو يبتسم بينما يرتشف كأسه ببطء ..كان يفكر بصفقة العمر …سوف يستقبل أكبر شحنة مخدرات من الخارج وسوف تباع بملايين الدولارات وعندها سوف يكون لديه مال لا يحصي وسيبقي مرتاح المتبقي من حياته …حينها سوف يهتم بإبنته الصغيرة….
نظر إليه جاسر بتعب وقال:
-ايوة الصفقة دي مهمة عشان كده لازم نفتح عينيا كويس يا عمي …خصوصا اني سمعت أن مالك كلف ضابط شاطر اووي بيدور ورانا بحاول اعرف هو مين بس للأسف مفيش أي معلومات لحد دلوقتي …فيه تكتم غريب عن الضابط ده…مالك دلوقتي بيلعب بالطريقة الصح ولو مأخدناش بالنا هيتقبض علينا …
تنهد عامر وقال :
-انا معتمد عليك يا صياد ….انت اكفأ واحد من رجالتي …انت اكفأ مني شخصيا وهتعرف تتصرف معاه…
ابتسم جاسر بسخرية وقال:
-عندك حق …
شرب كأسه مرة واحدة ثم نهض وقال:
-مضطر امشي دلوقتي
-رايح فين …
نظر إليه جاسر وقال بنبرة باردة:
-فيه حاجة لازم اخلصها …يالا سلام ….
ثم خرج من الغرفة متجها لباب القصر فتح الباب ليجد ان ملاك قد اتت من الخارج ..
-ازيك يا جاسر ..
قالتها ملاك بإبتسامة …ليذهب جاسر دون ان يرد عليها …
…..
بعد ساعة …
كان يقف مبتسما وهو يراقبها بينما تنام هي بعمق وسكينة لطالما بحث عنهما!!
……
في اليوم التالي
فتحت عينيها لتصطدم عينيها الزرقاء بعيني بنية تنظر إليها بسخرية …شهقت وعد ونهضت لتجد الصياد ينام علي الفراش بجوارها …ابتسم بسخرية وقال:
-صباح الخير يا قمر …بصراحة جيت امبارح متأخر لقيتك نايمة زي الملاك مقدرتش اصحيكِ خصوصا ان لسانك طويل وانا مكنتش في مزاج اجادلك امبارح فنمت جمبك وقعدت اراقبك وانتِ نايمة ….
ضحك قليلا واكمل :
-صحيح شخيرك زعجني بس شكلك الجميل وانتِ نايمة كان اجمل حاجة شوفتها من سنين ….
ابتلعت وعد ريقها وهي تنهض وتقول بعدوانية:
-انت عايز ايه ..؟!
ابتسم ونهض بدوره ثم اخرج هاتف صغير وقال:
-بسيطة يا قمر تتصلي بخطيبك المغفل وتقوليله زي ما هقولك بالضبط ..
-ده مستحيل !!!
قالتها وعد بعصبية ليخرج الصياد سلاحه ثم يوجهها لرأسها قائلا بنبرة ارعبتها:
-يبقي هضطر للأسف اقتل ست جميلة زيك يا وعد !!!
……..
وقفت مصدومة وهي تجده يحطم لوحاته التي يضعها بمرسم صغير فوق السطح….كان يبدو غاضب محطم ويائس …تألم قلبها وهي تراه بتلك الحالة وتصاعدت الدموع لعينيها بينما الخوف استبد بقلبها …أرادت أن تذهب إليه وتواسيه قليلا ولكنها ارتعبت أن يؤذيها بكلمة من كلماته التي يلقيها بوجهها كلما رأها …وهي لا تريده أن يظن أنها تلتصق به أو تلاحقه ولكن رغم هذا تسمرت قدماها في الأرض ..لم تستطع حتي التحرك لتذهب بعيدا عنه بل وقفت تراقب انهياره وهي تبكي علي حاله …رغم أنها تركها بأسوأ طريقة من أجل اخري الا ان قلبها يتألم كثيرا لأجله ولا تعرف لماذا أيقنت أن خلف انهياره هي وعد …لطالما شكت بحبها له …والأمر ليس غيرة منها ولكن لا تري نظرات الهيام بعينيها ليوسف … لا تشعر بإرتجافها كلما امسك يدها على عكسها هي تماما…وضعت كفها علي قلبها وهي تبكي لأجله…ليتها تستطيع أن تذهب وتواسيه …ليتها لديها تلك الحق الذي يجعلها تربت علي كتفها وتمسك كفه كي يهدأ…ولكن للاسف كل ما تستطيع فعله أن تبقي هنا …تراقبه وهي تبكي وتتألم وهي تدعو الا يصيبه اذي وان يهدأ …
-اهدى ارجوك …
قالتها حياة وهي تبكي بينما تختبئ بعيدا حتي لا يراها ويوبخها ولكن ما زال مستمر في تحطيم كل شئ …لقد جعل المكان خراب …هي تعلم كم يحب الرسم وكم مغرم بلوحاته…هل فعلا اذته وعد الي هذا الحد الذي جعله ينهار بتلك الطريقة ….حقدت عليها حياة في تلك اللحظة كثيرا …كيف تفعل هذا برجل عشقها حد الجنون كيف ….هي تعترف أجل أن يوسف عشق وعد ولم يحبها هي …فما أن رآها واغرم بها حتي ترك حياة دون أن يفكر بمصيرها حتي …وهذا ما جعلها تحقد عليه قليلا ولكن الآن كل حقدها اختفي وحل محله الشفقة والألم لحاله….ارتجف قلبها بقوة عندما صرخ يوسف بألم …نظرت حياة بلهفة لتجده قد جرح نفسه عندما اصطدمت كفه بحاجز زجاجي …أخذ قلبها يرتعش وهي تري الدماء التي تتساقط من كفه…شعرت بالاختناق …لم تعرف ماذا يجب عليها أن تفعل …هل تذهب إليه وتداوي جرحه وتتحمل توبيخه أم تتجاهله …ولكنها عرفت أن مستحيل تتجاهل يوسف …للاسف هي ما زالت مغرمة به ولن تترك من تحبه ينزف بتلك الطريقة …ستذهب إليه وليحدث ما يحدث …بضع كلمات لن تقتلها..صحيح …غير ذلك أن يوسف بالفعل قتلها عندما تركها وارتبط بآخري….بسرعة وبدون تفكير ذهبت إليه عبس يوسف وهو يجدها إمامه…فتح فمه ليوبخه ولكنها أمسكت كفه وقالت بقلق:
-تعالي نروح الدكتور الجرح كبير يا يوسف …
سحب كفه بعنف وقال؛
-ملكيش دعوة ممكن ….سيبيني في حالي …
إن ظن أن بكلماته تلك فسوف تبتعد فهو مخطئ كثيرا لانها تمسكت بكفه اكثر وقالت:
-تعالي معايا بس …أنا …
ابعدِ ايدك عني !!!!
صرخ يوسف بحياة وهو يدفعها بعيدا عنه …عينيه حمراء من الغضب ثم أكمل وقال:
-ليه ميكونش عندك كرامة وتبعدِ عني..ليه ؟!!ليه بتلاحقيني قولتلك مش بحبك …ولا عمري هحبك …ايه هو عافية ؟!!
تصاعدت الدموع بعينيها وشعرت بقلبها ينزف بينما هو يقتلها بكلماته ونظراته المشمئزة …ودت أن تهرب ولكن منظر يديه المخضبة بالدماء منعتها …هو يحتاج لمساعدة طبية علي الفور ..
-يوسف اسمعني ..
-اخرسِ بقا مش عايز اسمع صوتك ..ومش عايز أشوفك …دايما لازقالي …ايه مفهمتيش كلامي قبل كده …للدرجادي معندكيش اي كرامة قولتلك مستحيل نبقي سوا …
هزت رأسها بعصبية وامسكت كفه بقوة وهي تصرخ به :
-مجيتش عشان بحبك يا استاذ يوسف …انا نسيتك خلاص انت برة حياتي …بس انت ابن خالتي اللي اتربيت معاه فعشان العيش والملح بقولك يالا نروح المستشفي وضع ايدك في خطر …
عبس يوسف ونظر الي كفه التي تنزف ليدرك اخيرا أنه ينزف …ثم قال بذهول:
-انتِ جيتِ بس عشان أيدي!!!
رفعت رأسها وقالت:
-ايوة عشان ايدك …مخك ميروحش لبعيد لاني فعلا بطلت أحبك …تقدر تقول إن مشاعري ناحيتك كانت مراهقة وتعلق اكتر منه حب !!!
وبهذة الكلمات سببت له ضيق غير متوقع
تنهدت حياة براحة وهي تجده قد هدأ قليلا ثم سحبته خلفها وهو لم يعارض …
…….
في دار الأيتام قابلها والامر لم يكن صدفة بل خطط جيدا لهذا الأمر خاصة انها تقدر انه انقذها من خطيبها السابق من قبل ..كان يحاصراها بنظراته بينما يبدأ في الكلام
-انتِ بتيجي هنا كل يوم ؟!
قالها عدي وهو ينظر إليها مبتسما …لم تستطع ملاك أن تنظر إليه أكثر من هذا لهذا وضعت عينيها في الأرض وأجابت بخجل :
-ايوة …اتعودت دايما اجي هنا …في المكان ده بحس بسلام نفسي غريب اووي مع الاطفال بحس اني رجعت طفلة من جديد …
ابتسم عدي وهو ينظر اليها …نظراته اربكتها وقد شعرت بسخونة في وجنتها …حقا ما بها …لماذا تشتغل خجلا كمراهقة لم تكمل الخامسة عشر بسبب نظرات رجل مثله …ولكنها فعلا كانت مرتبكة…خجلة…نظراته كانت تخترقها بقوة …تمس روحها ….روحها التي لم يستطع احد الوصول إليها الا والدتها …حتي عاصم لم يصل لروحها بتلك الطريقة وهذا ما جعلها تنصدم …هي تنساق بقوة الي طريق تجهله …تشعر بالإعجاب نحو رجل لا تعرفه حتي وكل هذا من المرة الثانية لرؤيته …الأمر حقا مريب …هي تخاف ولكنها سعيدة في نفس الوقت
..سعيدة بطريقة تجهلها…
هزت رأسها وحاولت ان تطرد تلك الافكار السخيفة من راسها وقالت له بلطف:
-بس واضح ان الاولاد بيحبوك اووي ..
هز عدي رأسه وقال :
-هما قلبهم ابيض …كفاية تكون حنين عليهم وهيحبوك …
نظر إليها وأكمل قائلا:
-بس أكيد بيحبوكِ اكتر صح ؟!
ضحكت وقالت:
-لا شكلهم بيحبوك انت اكتر …
هز رأسه وقال معترضا :
-لا أكيد انتِ اكتر …لأنك فعلا جميلة وتتحبِ ..
ذابت خجلا وهو ترجع شعرها الخلف بينما تطرق بخجل …هو يتغزل بها بصراحة ..
-مفيش داعي تتكسفِ يا ملاك انتِ فعلا جميلة اووي زي الملاك …انتِ اسم علي مسمي …
نظرت إليه ملاك وهي تضحك وقالت:
-انت بتعاكسني ؟!!
-بصراحة أه …
قالها بصراحة تامة لتضحك هي …
قاطع حديثهما الاطفال الذي طلبا منهما ان يلعبا سويا ..وقد وافقا بسرور ….
…..
بعد ساعتين ….
كانا يسيران سويا …
قالت ملاك:
-دي عربيتي انا دلوقتي لازم اروح …
كادت أن تذهب الا ان عدي اوقفها وقال بسرعة وهو يدعي الارتباك:
-أيه رايك نتقابل تاني …
ابتسمت ملاك بحيرة وقالت:
-ما أكيد بكرة هنتقابل تاني في الملجأ….
هز عدي رأسه وقال:
-لا قصدي نتقابل برة الملجأ….لو معندكيش اعتراض ممكن تقبلي اني اعزمك علي الغدا بكرة بعد ما نطلع من الملجأ …
ابتسمت له ملاك وقد هزت رأسها علي الفور بينما ابتسم عدي …فها هي فريسته وقعت في الفخ !!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشيطان يقع في العشق)