رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سولييه نصار
رواية الشيطان وقع أسيرها الجزء الثامن والعشرون
رواية الشيطان وقع أسيرها البارت الثامن والعشرون
رواية الشيطان وقع أسيرها الحلقة الثامنة والعشرون
بعد أسبوع ….
في أحد عيادات أطباء النساء المشهورين ….
جلست هي على الكرسي المريح وهي تكتب أسماء المرضى …من كان يصدق أنها سوف تعمل هنا !!!…عند جورج حكيم أحد أطباء النساء المعروفين بالبلدة والمعروف أنه يطلب أن تكون السكرتيرة الخاصة به متعلمة ولكنها دُهشت عندما قبل بها …هي تعمل في الفترة الصباحية وراتبها الذي تناله جيد جداً …حتى أنه أفضل من الراتب الذي كانت تناله من المشفي …وحسنا الفضل في هذا يعود ليحيى لن تنكر الأمر …هو من وجد لها هذا العمل وهي تمام الثقة أنه من طلب من جورج أن يعينها بشكل خاص وعلى الرغم من الاذ ى الذي لحقها بسببه هي ممتنة للغاية له ولن تنسى له أبداً هذا المعروف …
تذكرت اللقاء الأخير بينهما ….ذلك اللقاء الذي أخبرته بوضوح أن يخرج من حياتها ما أن تعمل
أغمضت عينيها وهي تشرد بلقائهما الأخير …
…..
هقبله بس بشرط ..
-قولي .
-انك متحاولش تقابلني تاني…عايزاك متحسش بتأنيب الضـ مير واعرف أنك عملت اللي عليك ..ده شرطي ..في اليوم اللي اشتغل فيه تمحيني من حياتك !!
انتظرت بتوجس وهي ترى تعاقب المشاعر على وجهه …الصد مة والحزن والإنفعال سيطروا تماماً على وجهه ……قلبها تأ لم من أجله وتأ لم من أجلها…فكرة أن يغادر حياتها كانت تقتـ لها بالفعل …لن تُنكر الأمر ولكنها هذا أفضل لهما…ولها بالأخص فهي لن تتحمل أن تُها ن من والدته مرة آخرى …لن تسمح لأي أحد بأن ير يق كرامتها …حتى لو كانت معد مة…لا يحق لأحد إها نتها …هي سوف تتمسك بعزة نفسها …كان يحيى ينظر إليها بعمق …يشعر بالضيق من كلماتها ولكن هذا أفضل بكثير …هو سيساعدها لأن ضميره يتعذ ب بسببها ثم يختفي من حياتها وبهذا يكون كفـ ر عن ذ نبه بشأنها …هذا ما أقنع به نفسه ولكن قلبه كان يسخر منه بقوة ؛!!!
-موافق ..
قالها بهدوء ورغم أن هذا كان اقتراحها إلا أنها شعرت با لضيق بسبب موافقته السريعة …عبست ووبخت نفسها … ماذا توقعت؟!هو لا يحبها ليتمسك بها وهذا افضل له ولها ….
رفعت وجهها له …وجهها كان خالي تماماً من المشاعر رغم الأعا صير التي داخلها ..
-كويس اووي ..
قالتها وهي تبتسم ثم أكملت :
-وأنا موافقة على الشغل …
ابتسم لها برقة ليتورد وجهها وتطرق برأسها ثم تقول بخفوت :
-ممكن ترجعني البيت ؟!
-أكيد
……
خرجت من شرودها وهي تتنهد …ها هي منذ اسبوع تعمل هنا مع الدكتور جورج …عندما عرف يحيى برغبتها في استكمال دراستها في التمريض أتى بها إلى هذا الطبيب عله يساعدها في التخصص الذي تنوي عليه …..ابتسمت رانيا بحماس وهي تفكر أنها قد تبدأ من هنا … قد تغير حياتها من هنا ….تعمل وتتعلم وتنسى يحيى تماماً فليس لهما فرصة سوياً ومن يعلم قد تحب مرة آخرى …قد يعوضها الله بشخص مناسب لها …شخص يحبها كما هي ….
رن الهاتف الأرضي للعمل لتجيب بأدب :
-ايوة يا دكتور …ماشي حاضر..
أغلقت الهاتف وهي تشير للمريضة التالية بالدخول بعد أن خرجت من عنده إحدى النسوة …
………
في المساء …
لا يعرف ماذا به ؟!من المفترض أنه وعدها أنه سوف يبتعد عن حياتها …سوف يمحيها من عقله …أقنع نفسه أن ما يشعره نحوها هو تأ نيب الضمير فقط ولكن ها قد مر أسبوع وهو يريد رؤيتها بأي طريقة …صحيح أنه يطمئن على اخبارها دوما ولكن هذا لا يكفيه …لا يكفيه أبداً … تنهد و نهض من فراشه وأمسك هاتفه وهو يتصل بجورج
……..
-أيوة يا دكتور يحيى أزيك ..
قالها جورج وهو ينهض من طاولة العشاء ممسكاً هاتفه ..رفعت زوجته ماريانا عينيها وتتبعته ومسحة من الحزن تسيطر عليها …
-دكتور جورج أسف اني بتصل في الوقت ده ازيك أنت …
ابتسم جورج بود وقال :
-لا يا دكتور عيب أنت تتصل في أي وقت …وأنا أظن عارف انت بتتصل ليه عشان الآنسة رانيا صح ؟!
صمت يحيى بإرتباك وقال:
-لا يا اخي كنت عايز أسلم عليك ..
ضحك جورج بمرح وقال :
-يالا يا بكا ش…المهم يا سيدي الآنسة رانيا كويسة اووي في الشغل وذكية وبتتعلم بسرعة …بنت طموحة أووي هتوصل بإذن الله ..
تنهد يحيى براحة وابتسم وقال:
-أنا مش عارف اقولك ايه يا جورج أنا بشكرك جداً جداً
-يا باشا متقولش كده احنا اخوات مفيش بيننا اي شكر أنا اللي بشكرك عشان جيبتلي سكرتيرة شاكرة زي دي …خلي أنت بس بالك من نفسك ..يالا سلام يا يحيى باشا …سلام…
ثم أغلق الهاتف وهو يجلس على طاولة العشاء وهو يبدأ بتناول طعامه …
-نفسي تعاملني بلطف زي ما بتعامل كل الناس يا جورج …
كان هذا صوت ماريانا المنكـ سر…رفع جورج عيناه ونظر إليها ببرود وقال:
-مش هنخلص من الحوار ده يا ماريانا …خلاص الواحد قر ف …..
تنهدت والدموع توخز عينيها وقالت :
-معرفش أنت ليه بتحاسبني على حاجة أنا مليش ذنب فيها بتحاسبني على أخطا ء غيري ليه ؟!!اتجوزتني ليه مادام مش قادر تحبني ؟!!!
-يووووه الواحد ز هق …
قالها جورج بغضب ثم ألقى المعلقة على الطاولة ونهض قائلاً :
-وأهو يا ماريانا قايم ومش واكل …كلي لوحدك !!!
ثم غادر تاركا إياها تبكي !!! …
…..
ولج جورج إلى غرفته وهو يخـ تنق … اتجه إلى خزانته وأخرج صورة من بين ملابسه لفتاة شقراء بعيني زرقاء كالزمرد ثم مرر أصابعه على الصورة برفق والدموع تتجمع بعينيه…
-وحشتيني يا سيلا ..
تمتم بإ ختناق وهو يضم الصورة
……..
في الخارج ….
كانت ماريانا تحمل أطباق العشاء وتغسلهم …ثم ترتب المطبخ …لم تكن تريد لجورج أن يتذمر فهي تعرفه كم يحب النظام …لذلك تفعل ما تستطيع لكي تعجبه …لعله فقط يحبها ….يغذي أنوثتها…لا تعجبها تلك الحياة الرتيبة ولا العلاقة الباردة بينهما …أنها تحاول بقدر إمكانها ان تجذبه إليها لكي يحبها أو يراها فتفـ شل …سيلا ما زالت بينهما …لم تغادر حياته أبداً …احيانا تند م لأنها تزوجت به …ولكن أحيانا أخرى تظن أن جورج يستحق أن تحاول من أجله….يستحق لكي تحا رب لكي تمتلك قلبه …هي زوجته ويجب أن تكسبه …وتستمر هي في خوض معا رك خا سرة من أجل كسب قلب زوجها وتعود محملة بالجر وح ..والخ اسر دوماً هي ومبرر الحرب أن زوجها يستحق !!
……..
في اليوم التالي ….
كانت تسرح شعرها الطويل امام المرآة وهي تبتسم وتغني :
-طول عمري بقول
لا أنا قد الشوق وليالي الشوق
لا أنا قد الشوق وليالي الشوق
ولا قلبي قد عذابه، عذابه
طول عمري بقول
لا أنا قد الشوق وليالي الشوق
لا أنا قد الشوق وليالي الشوق
ولا قلبي قد عذ ابه، عذ ابه
وقابلتك إنت لقيتك بتغير كل حياتي
ما عرفش إزاي حبيتك
ما عرفش إزاي يا حياتي
وقابلتك إنت لقيتك بتغير كل حياتي ..كل حياتي
وقف ياسين أمامها وعلى ثغره ابتسامة رائعة ..عانقها من الخلف ويديه ترتاح على بطنها المسطح وقال وهو يضع قبلة خفيفة على عنقها :
-مين اللي غير حياتك؟! …
أغمضت عينيها وقالت مبتسمة :
-يعني أنت مش عارف ؟!مش عارف انك أنت اللي غيرت حياتي كلها يا ياسين …. أنا بحبك أووي .بحبك اكتر مما تتخيل ..
تورد وجهها وهي تشعر بقبلاته الشغوفة على رقبتها …تنهدت وهي تمسك كفه التي ترتاح على بطنها فجأة فتحت عينيها وتجمدت تماماً وسقط قلبها في قدميها وهي ترى ياسين وقد تحول تماماً …أصبح على !!!
استدارت مسرعة وهي تدفعه عنها بينما بينما حدقتيها متسعة بقوة ….احتشدت الدموع بعينيها ونبرتها ار تعشت وهي تقول :
-أنت ..أنت ازاي جيت هنا ؟!وفين ياسين ؟!
ارتجفت شفتيها ببكاء عندما رأت وجهه قد تزين بإبتسامة رائعة ..
حاول الاقتراب منها إلا أنها تراجعت وهي تقول :
-ابعد عني …ابعد عني …
كانت مشاعر غريبة تعصـ ف بها …مشاعر ظنت أنها قتـ لتها …ظنت أنها و هم …ولكن بينما علي أمامها الآن شعرت بمشاعرها القديمة نحوه تعود بقوة …تصدمها وتخبرها أنها لم تنساه …ارتفع نشيجها وهي تشعر بالإختناق وكأن الغرفة تضيق بها .
-أنتِ مقدرتيش تنسيني لحد دلوقتي يا ورد ولا هتقدري!
قالها علي وهو يقترب منها أكثر …كانت هي تبتعد عنه …تهز رأسها …تنـ كر ما يقوله ولكنها غير قادرة على الكلام …ابتسامته اتسعت وهو يرى العـ جز بوجهها وقال :
-أنتِ لسه بتحبيني أنا …أنا وبس ….
طفرت الدموع من عينيها وهي تتنفس بقوة …تريد أن تنـ كر بقوة ولكن تشعر وكأن أحدهما ربط لسانها ….
صر خة ضعيفة انفلتت من شفتيها وهي تجد أنها اصطدمت بالحائط …نظرت إليه بر عب لتجده حاصرها تماماً…والحصار لم يكن جسدي فقط …هي شعرت أن روحها حوصرت …وقلبها أيضا …
-أبعد…أبعد …
قالتها بنبرة ضعيفة …ثم اتسعت عينيها برعب وهي تراه يرفع كفه ويتلمس وجهها ويقول :
-أنتِ مش عايزاني ابعد …اتحداكي تبعديني عنك …ورد أنا لسه في قلبك !!
كانت تبكي بعـ نف …تشعر أنها مكبلة وهو قريب منها بتلك الدرجة …أنها تختـ نق …تشعر أنها سوف تمو ت …ماذا يحدث معها .؟!تلك المشاعر ما تت منذ زمن …هي تأكدت من هذا … إذن لماذا عادت من جديد …وأين ياسين …لماذا على في منزلهما؟!
-فاكرة مشاعرك ليا يا ورد ..مشاعرك اللي لسه موجودة…أنتِ اتجوزتي صحيح بس مقدرتيش تنسيني ومهما تعملي مش هتقدري تنسيني يا ورد …أنا عايش جوا قلبك …أنتِ مقدرتيش تحبي ياسين ولا هتقدري تحبي حد غيري …
اخذت تشهق بقوة وتقول بصوت متقطع :
-أمشي …أ…أمشي لو سمحت …أمشي !!!
لكنه لم يتحرك بل ظل ينظر إليها مبتسماً …تلك الابتسامة التي جعلتها يوماً تفقد عقلها…تلك الابتسامة التي جعلتها تغرق بحبه …لقد قضت سنوات عمرها كلها وهي تحبه إلى أن أتى ياسين …ولكن اين ياسين الآن ..اين هو …يجب أن يأتي وينجدها ….رباه هي تخـ تنق ..تختـ نق …الغرفة تضيق بها …تأخذ أنفاسها بصعوبة شديدة
اقترب اكثر بفمه منها وهي غير قادرة على منعه ….
…..
-آه …
صر خة هربت من بين شفتيها وهي تنهض من نومها …كانت تلهث بقوة بينما الدموع تغرق وجهها…وضعت كفها على قلبها وهي تتمتم :
-كان حلم الحمدلله …
مسحت وجهها جيداً وهي تنهض من الفراش بكسل تتجه إلى الخزانة وتأخذ منها ملابسها …كانت بحاجة لكي تستحم وتنسى ما رأته في كابوسها المر عب ولكن لا تعرف لماذا تشعر بثقل بقلبها …
…….
بعد قليل …
خرجت ورد من الحمام وهي تجفف شعرها …ترتدي منامة وردية وتمشط شعرها الناعم وهي تتنهد وتفكر بحلمها …لماذا بعد مرور كل هذا الوقت تذكرته …ولماذا لا يغيب عن عقلها الآن ..حقاً ماذا يحدث معها …هي تتصرف بغرابة….هزت رأسها بتعب وهي تُكمل تمشيط شعرها …شهقت بخفوت عندما شعرت بيدي تحاوط خصرها …ابتسمت بإرتباك عندما قبل ياسين خدها وقال:
-ليه مش نادتيني اسرحلك شعرك ؟!…
-أنت مش رايح الشغل ولا ايه ؟!
قالتها مغيرة الموضوع ليرد :
-لا هفضل معاكي النهاردة ….شوية هنروح أنا وأنتِ وياسمين عند أمي نتغدى عنها …وبعدين هسيب البنت عندها وأخدك افسحك فسحة محصلتش …
ابتسمت له ببهوت وحاولت التحرر منه …كانت تختـ.نق وهو يعانقها بتلك الطريقة …
-معلش يا ياسين ابعد شوية عايزة اسرح شعري ….
-هاتي أنا اسرحلك شعرك …
قالها بلطف وهو يحاول امساك المشط الا أنها أبعدت المشط وقالت:
-معلش يا ياسين أنا عايزة اسرح شعري بنفسي …
غمز لها وقال:
-هاتي يا بت اسرحلك شعرك …هعملك تسريحة رابونزل اللي بتقول عليها ياسمين
وبالفعل حاول مجدداً أخذ المشط الا أنها شدته منه وقالت بإنفعال:
-يوووه خلاص يا ياسين قولت مش عايزة …مش عايزة افهم بقا متضايقنيش …
أجفل من انفعالها غير المبرر وقال:
-أنا عملت ايه يا ورد ؟!
أغمضت عينيها تدعكهما بتعب وقالت:
-متزعلش مني يا ياسين أنا مخنو قة شوية ….هرمونات الحمل بتخليني أرمي دبش …
ابتسم وقال :
-يا ستي أرمي دبش براحتك …
ثم اقترب ليقبلها إلا أنها أبعدت وجهها عنه وهي تقول بإرتباك :
-روح شوف ياسمين وانا هسرح شعري …
ظهر الجر ح في عينيه …ورأته هي …لا تعرف ما بها ولكنها تشعر بالإختنا ق …تشعر بالنفو ر منه …
ابتسم ياسين ببرود وقال:
-طيب يا ورد.انجزي احنا مستنينك
ثم ذهب وتركها …
لتستدير هي وتمشط شعرها بينما الحلم الذي حلمته ما زال يسيطر عليها بقوة ……
أغمضت عينيها وتنهدت قائلة:
-يارب ساعدني !!!…
………
خرج ياسين إلى صالة المنزل وهو محتار …ماذا بها …ولما تتصرف بتلك الطريقة…الم تفهم كم جر.حته!!!هو غاضب الآن …غاضب بقوة…أخذ يتنفس بإنفعا ل وهو يحاول أن يفهم ما هي مشكلة زوجته ولم تبعده بتلك الطريقة …لم يرى إلا الفراغ بعينيها لا العشق ولا أي شئ …ارتجف قلبه وهو يشعر بالإختنا ق …مئات الأفكار تعصـ ف به …استغفر ربه وهو يقنع نفسه أنها حامل وهرمونات الحمل أثرت عليها بشكل كبير …
-بابي؟!
اخرجه صوت ابنته من شروده لينظر إليها مبتسماً ببهوت ويقول :
-نعم يا ياسمين …
-ألبس دلوقتي يا بابي عشان نروح لتيتا…
-لا استني شوية كده نفطر وهنروح على الغدا ..
-ماشي يا بابي…
قالتها ثم ركضت نحو غرفتها تاركة إياه غا رق بشروده
…………..
في منزل يوسف ….
-لحد أمتى هتفضل كده يا يوسف ؟!
قالها منير وهو يلج إلى منزل يوسف …اتجه يوسف إلى الأريكة وتسطح عليها وهو يمسك صورة نسرين …
نظر منير الى المنزل المبـ عثر بدون رضا …كان المنزل متسـ خ للغاية … الملابس على الأرض وعبوات البيتزا والمياه الغازية …المنزل كان في حالة فو ضى حرفيا …
نظر منير الى يوسف واقترب منه وقال:
-هتد مر حياتك بإيدك مرة تانية يا يوسف …لحد امتى هتفضل موقف حياتك عشان عيلة صغيرة ..واحدة اصلا علاقتها بيها كان غـ لط تماما …كنت متوقع ايه وانت رايح تحب واحدة قد عيالك …فوق يا يوسف فوق!!!! …
أظهر أخيراً يوسف رد فعل …رفع عينيه لمنير ونهض وقال:
-اطلع برا …يالا برا …
أجفل منير ليصر خ يوسف به :
-قولتلك يالا برا…برا !!!!مش عايز اشوف حد…مش عايز حد يكلمني …حر ام عليكم سيبوني في حالي …لحد امتى هتفضلوا تلوموني !!! …
ثم أخذ يدفعه بقوة لكي يخرج …
-يوسف مالك !!!…
ولكن يوسف كان يبدو وكأنه فقد عقله تماما …أخذ يدفعه بقوة وهو يشـ تم :
-أنا قولت برا …برا سيبوني في حالي بقا …يالا امشي من هنا…مش عايز اشوفك يا منير …مش عايز اشوف اي حد …ابعدوا عني ابعدوا عني !!! …
ثم فتح الباب ودفع صديقه للخارج وأغلق بوجهه الباب ثم انها ر على الأرض والدموع تطفر من عينيه ….أخذ يضر ب الأرض بقبضته وهو يصر خ ويبكي …الأ لم كان ر هيب …يشعر وكأن أحدهما يعتـ صر قلبه بقوة …
-نسرين …نسرين ليه عملتي فيا كده يا نسرين …ليه ….لييييه…ليه كـ سرتيني ليه …بس انت اللي كـ سرتك الاول …أنا اللي كـ سرتك …أنا آسف يا نسرين …آسف!!!
تسطحت على الأرض ودموعه لا تتوقف عن الانسياب…كان يشعر أنه يمو ت …يحس بالإختنا.ق …يخبر نفسه دائما أنه سيعيدها ولكن داخله شئ يخبره أنها لن تعود …وحتى لو عادت لن تعود كما كانت ….لقد أذ اها يعترف بهذا … أذ اها وهو الذي أقسم أنه لن يمسها بسو ء …لقد احتـ قر دوما والدها لانه يؤ ذيها والآن أصبح هو مثل والدها…هو لا يختلف عنه كثيراً …يريد أن يقابلها ويعتذر منها مليون مرة يطلب منها أن تعود إليه …فلا حياة بدونها …هي يمو ت من غيرها …يمو.ت بالفعل …أغمض عينيه ودموعه تنفـ.جر أكثر
…….
خرج منير من البناية السكنية لصديقه وهو يشعر بالحزن عليه …يتأ لم على رفيق عمره …يوسف يد.مر نفسه بنفسه …لا يتقبل أنه خـ سر نسرين …ماذا كان يتوقع لم تكن لتنجح علاقتهما سوياً …هو بعمر والدها والفتاة ما زالت صغيرة …دعك عينيه بتعب ثم أخرج هاتفه وهو يتصل بأحد ما يطلب لقاؤه !!!
……
في المقهي ….
كان كريم يجلس أمام منير ينظر إليه بحيرة ويقول :
-خير يا منير طلبت تشوفني ليه فيه حاجة ؟!
شعر منير أن نبرة صوت كريم متصلبة قليلاً وللحظات تردد ليكلمه.في الآمر ولكن حالة يوسف أصبحت صعبة للغاية صديقه يعا ني ….هو بحاجة للمساعدة ورغم أن منير هو صديق يوسف الا ان كريم أقرب ليوسف منه …
-كريم أنا جاي اكلمك عن يوسف !!
قالها منير فجأة وقد تخلى عن تردده …رأى النير ان تتصاعد بعيني كريم ولكنه لم يهتم …يوسف كان يعاني وبحاجة لمساعدة ورغم ان كريم الآن يكر هه أكثر من أي شئ ولكنه الوحيد الذي سوف يساعده ….
نهض كريم ليذهب الا أن منير أمسك ذراعه وقال:
-كريم هنسيب صاحبنا يعاني بالشكل ده ومش هنساعده …
دفع كريم يده وصرخ به :
-نساعد مين يا منير …اساعد مين …الإنسان اللي ارتبط ببنتي من ورايا وقر طسوني هما الاتنين؛ !!!
نظر منير حوله بإرتباك….أخرج المال ودفع الحساب ثم أمسك كف كريم وجره للخارج وقال:
-ممكن تهدأ….اهدى بس واعرف انك بتتكلم عن بنتك يا كريم ….متتكلمش عنها بالطريقة دي حتى لو كانت غلطا نة !!!
ابتسم كريم بسخرية وقال:
-بنتي …بنتي اللي خذ لتني …كـ سرتني …كانت بتمشي مع صاحبي …
-يا كريم بنتك كانت محتاجة حنانك وملقتهوش ودورت عليه برا …ويوسف انت عارف اللي مر بيه مش سهل …أنا مش قادر اصدق انك مش شايف نفسك غلطان ورامي اللوم كله على بنتك
-لا انا مش غلطا ن….مش غلطا ن يا منير …هي اللي غلـ طت في حق نفسها وفي حقي وأنا مستحيل اسامحها. …ومستحيل اسامح اللي اسمه يوسف ده حتى لو ما ت …متكلمنيش في الموضوع ده تاني لو سمحت يا منير ولا تطلب مني اروح ليوسف …أنا خلاص نهيت علاقتي بيوسف نهائيا …الإنسان اللي يطعـ نني في شر في عمره ما يكون صاحبي يا منير …أنا قطعت علاقتي بيوسف ..قطـ عتها نهائيا ومستحيل اسامحه على اللي عمله !!مستحيل …
تنهد منير وقال:
-يعني كده خلاص يا كريم ..اتخليت عن يوسف خلاص ؟!
-اللي عمله يوسف خيا نة ليا يا منير وانا عمري ما اسامح على الخيا نة…لو سمحت متتكلمش عن الموضوع ده أنت كمان عشان منخسر ش بعض ممكن ؟!…
تنهد منير بتعب وقال:
-اكيد يا كريم اكيد !!
……..
كان متسطح على الأرض وذكرياته مع نسرين تندفع لعقله بقوة ذكريات تدفئ قلبه وتجـ لد روحه في نفس الوقت ….
……
-قول انك.بتحبني .
قالتها نسرين وهي تريح رأسها على كتفه وتغمض عينيها…قلبها يدوى داخل صدرها وتشعر بأ لم غريب….
حاوط يوسف كتفها وقال:
-أنا بحبك يا نسرين …بحبك اووي…اكتر مما تتخيلي..بحبك …
ابتسمت بسعادة بينما وخزت الدموع عينيها وقالت:
-أنت أماني يا يوسف …انت الإنسان الوحيد اللي بحس معاه بالأمان …بحس ان عمره ما هيأ.ذيني …فأوعى تأ.ذيني يا يوسف …عشان خاطري اوعى تأ.ذيني…أنا ممكن امو ت فيها…متبقاش زي بابا …
هز يوسف رأسه وهو يضمها إليه أكثر ويقول بصوت أجش:
-عمري ما أعملها يا نسرين …أنت حياتي كلها ومحدش بيأ ذي حياته …عمري ما هأ ذيكي ولا هسمح لأي حد يأذ يكي !!ده وعد مني ليكي يا برينسس …
-اللي حلوة اووي كلمة برينسس قولها علطول …
قبل رأسها وقال :
-حاضر يا برينسس …
ثم ضحكا سويا ….
خرج من شروده وانسابت الدموع من عينيه وهو يشعر بالإ ختناق …لقد خـ سرها …خـ سرها للأبد …ود لو يقـ تل نفسه …أراد حقا أن يمو ت لن يرى هذا الحب في عينيها مجدداً لن يراه ابداً…رباه لما فعل هذا …لما د مر كل شئ جميل بينهما لو كان تفهمها …عاملها كأنها طفلته لم تكن لتهر ب منه …لم تكن لتتركه …كان الند م ينهـ شه من الداخل …لقد خـ سر شيئاً جميلاً …خـ سر حياته !!…
رنين الجرس اختر ق أذنه بقوة …لم يكن يريد أن ينهض ويفتح ولكن الرنين لم يهدأ واضطر هو للنهوض ….
-طيب جاي …
قالها بصوت خافت وهو يمسح دموعه..يعدل من وضع شعره المشعث وملابسه ثم فتح الباب وتجمد تماماً وهو يراها أمامه…خمسة عشر سنة غيرتها كثيراً…كانت هي حبه الأول …أول طعـ نة في قلبه …هي رقية !!!
……………….
كانت متكومة على الأرض …ترتعش بقوة ودموعها تنساب بتتابع …تضم ساقيها إلى جسدها وتحاوط نفسها بذراعيها متخذة حماية واهية …تنظر لذلك الذي انتهي منه للتو يرتدي ثيابه وهو يصفر وقد بدا مزاجه رائق للغاية …
منذ اسبوع وهو يطلبها كل يوم وهي تأتيه …تعطيه ما يريد ثم تذهب لبيتها وهي تبكي وتصرخ وتتمنى الموت …لقد كرهت نفسها …كرهت جسدها ..كرهت كونها أنثى ….
مسحت دموعها عندما نظر إليها وابتسم ابتسامة صفراء وقال:
-رغم اني بجيبك كل يوم ولكن الواحد مبيشبعش منك خالص …لدرجة أن دلوقتي عايزك تاني …جوزك ده غبي لانه طلقك…جوهرة زيك لازم تتقدر يا جوري ….
تنفست بعنف وهي تغمض عينيها بينما تزداد ابتسامته اتساعاً …عليه أن يشكر صديقتها لأنها جلبتها إليه ..من بين كل النساء اللواتي أقمن علاقة معه كانت هي الأروع على الإطلاق ..تلك المرأة تمتلك جاذبية لا تقاوم …
-قومي …
أصدر آمره فجأة…لتنهض جوري وهي تعدل من وضع قميصها ثم قال لها :
-تعالي اقعدي هنا…
اطاعته وجلست على المقعد الخشبي بينما قال:
-مفعول السحر اشتغل ..وقريب هتسمعي خبر طلاقهم أو موت ضرتك …. ووقت ما ده يحصل ليا حلاوة كبيرة …
-عايز ايه مني تاني …
أجفلت عندما عانق وجهها بغتة وقال بنبرة حسية :
-عايز واحدة حلو زيك !!!عايزك تجري رجل اي واحدة عندي زي ما صاحبتك جرت رجلك …ووقتها أنا هحررك يا جوري …
ثم ابتسم لها بخبث ووضع قبلة على ثغرها وقال:
-يالا يا موزة ..نتقابل بكرة
افلتها لتركض هاربة خارج منزله المتهالك !
……..
كانت تفرك جبينها بتعب …لا تعرف لماذا ولكن حزن غريب يسكن قلبها …تشعر بالإ ختناق وأنها تريد الهر.ب من كل هذا …كان ياسين يراقب انفعالات ورد وهو حائر …ماذا بها …ولم تتصرف بغرابة …عادت الشيا طين تعبث بعقله ولكنه أبعدهم بحزم …هو يثق بزوجته…يثق كثيراً ….
أمسك كفها وقال:
-فيه حاجة يا روحي ؟!
شدت ورد كفها بحد ة نوعا ما وقالت:
-مفيش …
صُدم ياسين من تصرفها وهي أيضا …لم تكن تقصد أن تتصرف بتلك الطريقة …نظرت إلى ياسين وهي تتوقع الغضب الكبير منه …وربما الإها نة ولكنه ابتسم بلطف وقال:
-تمام يا حبيبتي …
كان ياسين مدركاً تماما أن في تلك الفترة تعاني النساء بسبب هرمونات الحمل وقرر الا يضغط على زوجته …سوف يساعدها لتتجاوز تلك المرحلة تماماً سوف يتحملها …
مر الغداء على سلام …وجلس الجميع يتكلمان …كانت ورد بالكاد تشارك بالحديث وقد كانا كلا من ياسين ووالدته متعجبان منها ولكن لا أحد حاول أن يضايقها ..تفهموا حالتها جيداً
…….
بعد أن أنتهى الغداء بخير طلب ياسين من والدته أن تُبقي ياسمين معها وهي رحبت بالأمر واستـ غل هو الفرصة لينزه زوجته ويعدل مزاجها …
..
-حبيبي تحبي تروحي فين ؟!
قالها ياسين وهو يقبل كفها بينما ابتسامة رائعة تشكلت على ثغره …
-عايزة أروح البيت !
قالتها ورد بضجر وقد بدأت تشعر بتعب غريب…
نظر إليها ياسين بحيرة وقال:
-مالك يا ورد مش على بعضك ليه ..حد ضايقك ؟!
هزت رأسها وقالت:
-مفيش حد ضايقني يا ياسين وانا كويسة مفياش حاجة بس بجد عايزة اروح …مخنو قة ومليش نفس اعمل اي حاجة…
هز رأسه وقال بنبرة قاطعة :
-لا لا مستحيل يا مدام أنتِ هتتمشي معايا وانا هدلعك النهاردة …استني أغنيلك …أنا صوتي حلو على فكرة …
ثم بدأ يغني لبهاء.سلطان بصوت خافت لها :
-طالعة في دماغي نروق شوية أعدي عليك وتنزل لي
ده إنت فوق دماغي وحقك عليّ طوّل خصامنا زلزلني
طالعة في دماغي نروق شوية أعدي عليك وتنزل لي
ده إنت فوق دماغي وحقك عليّ طوّل خصامنا زلزلني
تعالى أدلعك قول لي إيه هيمنعك
جنبك مش هتعبك والمكان هيعجبك
تعالى بحلفك قول لي مين مقريفك
لو كنت إنت في مكاني عمري ما كنت هكسفك
تعالى أدلعك قول لي إيه هيمنعك
جنبك مش هتعبك والمكان هيعجبك
تعالى بحلفك قول لي مين مقريفك
لو كنت إنت في مكاني عمري ما كنت هكسفك…
كل تلك المحاولات من ياسين سابقاً كانت تُضحكها …تجعلها تغرق بها أكثر ولكن الآن ..الآن لا تشعر بهذا …هي الآن لا تطيقه …ولا تعرف السبب …تشعر بالنفور منه ومن ملامحه .. أنفاسه ونظراته …حتى لمسته…تريد أن تصرخ به ليبتعد عنها …كانت هي ستـ جن…كيف يتحول هذا الحب الكبير للنقيض تماماً…حقاً كانت لا تفهم …
تنهدت وقالت:
-ياسين لو سمحت روحني البيت …أنا مش عايزة أتفسح …
توقف ياسين عن الغناء ونظر إليها بدهشة وقال:
-مالك يا ورد مش مبسوطة ليه ؟!
-هو فيه ايه ؟!بقولك مش عايزة اتز فت انت مبتفهمش؟!!
قالتها بإنفعال …كتم هو غضبه بشق الأنفس …أخذ يذكر نفسه أنها حامل وأنه لا يجب أن يتهو ر ..لذلك قال بهدوء :
-طيب هنروح البيت …يالا يا ورد اللي عايزاه هيحصل ….
………
بعد نصف ساعة كانا بالمنزل …ولجت هو أولا إلى غرفتها مباشرة وهي تدور حول نفسها …لا تعرف لماذا ..تشعر بالإختنا ق …تشعر أنها سوف تبكي …هذا الشعور يقتـ لها حرفيا …
ارتجفت عندما حطت يدي ياسين على كتفها وأتاها صوته اللطيف وهو يدلك كتفيها :
-مالك يا ورد ..مين ضايقك بس …ليه حاسك متوترة بالشكل ده …أنا زعلتك في حاجة طيب ؟!
هزت رأسها بالنفي ليقول براحة :
-عارف ان هرمونات الحمل بتخليكي متعـ صبة دايماً بس معلش حاولي تخرجي من الحالة دي وانا معاكي …متضايقيش نفسك يا حبيبتي …
أدراها إليه ليجد الدموع تغرق وجهها …ابتسم وهو يمسح دموعها برقة ويقول:
-متبكيش ..قولتلك مبحبش اشوفك.بتبكي يا ورد ..هوني على نفسك …
ابعد كفه عن وجهها وأمسك يديها وقال:
-أيه رايك اقولك شعر …شعر لمحمود درويش بقالي كذا يوم بحفظه. عشان اقولهالك….يارب أكون حفظته…اسمعي يا ستي (أحببتكَ رُغم اني , لا أحتضنكَ و لا اراكَ دوماً .. احببتكَ لاني كتبت بكَ , و قرأت لكَ , وَضحكت من اجلكَ , وَ تغيرت لأجلكَ , احببتكَ و انتَ – بعيد. – )ايه رأيك بقا ..حفظتها صح المرة دي …
هزت رأسها وهي تبتسم بخفوت فقال بفخر :
-صدقيني فضلت ساعات احفظ فيها وخليت زميلي في الموقع يسمعلي وكانت فضـ يحة يا ورد …
عانق وجهها وقال:
-كل.ده عشانك.يا ورد ..كل ده عشان افرحك…ويارب يديني العمر الطويل وافضل افرحك كده ..بحبك …
ثم بدأت قبلاته تنتشر على وجهها…تلوت.معدتها من الأ لم وشعرت بالقر ف وبالإختنا ق وارادت أن تدفعه عنها
-أبعد …أبعد أنا مش طايقاك !!
قالتها ورد بإشمئز از وهي تدفعه بعيداً عنها …اتسعت عيني ياسين بصدمة وهمس:
-مالك يا ورد….أنا عملت أيه؟!…
هزت رأسها ومشاعر غريبة تعصـ ف بها …هي لا تعرف ما بها …ولكن الآن هي لا تطيقه …تشـ مئز منه !!! ..
-قولتلك خلاص يا ياسين …مش عايزاك دلوقتي تقرب مني …مش طايقاك ……مش طايقة ريحتك …قر فانة منك …أنت مبتفهمش !!!!
تراجع للخلف وهو وينظر إليها وقد ظهر الجرح في عينيه بسبب ما قالته ولكنه غلف نظراته بالبرود سريعاً وقال:
-مادام مش طايقاني كده ليه متجوزاني …ليه ؟!
-كانت غلطة زي ما قولتلك …وياريت أقدر أطلق …ياريت تسيبني في حالي …سيبني وطلقني لو عندك كرامة !!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشيطان وقع أسيرها)