رواية الشيطان شاهين الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم ياسمين عزيز
رواية الشيطان شاهين البارت السابع والثلاثون
رواية الشيطان شاهين الجزء السابع والثلاثون
رواية الشيطان شاهين الحلقة السابعة والثلاثون
الفصل الثالث (الجزء الثاني)
في كلية الطب…..
أنهت نور محاظراتها الصباحية ثم خرجت
إلى الكافتيريا لطلب قهوة تمكنها من
إكمال يومها الطويل.. إلتقت بصديقتها
بسمة لتتحول القهوة إلى وجبة غداء….
إرتشفت رشفة من كوب المشروب الغازي
الذي طلبته مع بيتزا متوسطة الحجم
لم تأكل منها سوى القليل….لتنظر نحوها
صديقتها بدهشة قائلة :”مش بتاكلي
ليه يا نور؟؟
أجابتها نور و هي تدفع الطبق أمامها قليلا
:” مليش نفس… مش عارفة مالي حاسة
نفسي مخنوقة و مش عاوزة أعمل حاجة
مش عاوزة أبقى في الجامعة و مش عاوزة
اروح البيت… زهقت من حياتي كلها يا بسمة “.
بسمة بحاجب مرفوع :” نعم؟؟ زهقتي امال
أنا أقول إيه؟؟ اروح أنتحر أحسن…
ضحكت نور ضحكة قصيرة ساخرة:” الظاهر
أنا اللي حنتحر و أرتاح….
نفخت بسمة وجنتيها بضيق قائلة :” فعلا
لو مبطلتيش تسمعي لكلام ميار و وسوستها
حتبقى نهايتك يا الموت يا مستشفى المجانين..
إهتز جسدها فجأة إثر صفعة خفيفة على
ظهرها تلاه صوت ميار صديقتهم الثالثة
و هي تصرخ بعتاب :”و مالها ميار يا ست
بسمة..مش عاحباكي في إيه بقى…إشجيني “.
قلبت بسمة عينيها بملل فهي بالرغم
من أنها صديقتهم إلا أنها لم تكن
تطيقها و دائما ماكانت تتشاجر معها
لو لا وقوف نور حائلا بينهما…
:”مفيش…كنا بنتكلم عنك عادي…عشان
محضرتيش محاظرات الصبح…. فقلقنا
عليكي “.
قالتها بزيف و هي تبادلها نظرات
باردة و قد إرتسم على ثغرها إبتسامة
صفراء لكن الأخرى لم تهتم بها…. فكل
ما يهمها هو نور…. او لنقل محمد “.
فميار فتاة في الثانية و العشرون
من عمرها صديقة نور منذ دخولهما
معا كلية الطب… إبنة إحدى الاسر
الغنية و المعروفة و لطالما كانت معجبة
بمحمد و تريد الحصول عليه حتى بعد
إن علمت بحبه و زواجه من نور لتبدأ
بالتقرب منها و أصبحت بذلك صديقتها
حتى تجعلها بكل الطرق تترك محمد
حتى تفوز به بعد أن علمت باستحالة
ترك الاخر لها لأنه يحبها جدا …
إلتفتت ميار نحو نور تراقب ملامحها
الجميلة الشاردة بقهر و حسد تتمنى
لو أنها في مقدورها قتلها و التخلص
منها حتى تحصل على حبها…
أخرجت من حقيبتها هاتفها لتتصفحه
و هي تتحدث او بالأحرى تحدث نور
:”رامي عزام عامل حفلة في اليخت
بعد ثلاثة أيام….تيجوا نروح؟؟
اجابتها بسمة بعدم إهتمام و هي تقضم
قطعة البيتزا :” و من إمتى ياختي و إحنا
بنروح حفلات رامي إمام و إلا غيره”.
بادلتها ميار نظرات مشمئزة قائلة :” رامي
عزام يا جاهلة إبن المستشار مدحت عزام
بقلك إيه يانور سيبك منها دي طول عمرها
كئيبة و فقرية من البيت للكلية و من
الكلية للبيت بعد شهر حتلاقي عندها
الضغط و السكر و جميع الأمراض
النفسية….خلينا نروح انا و إنت صدقيني
المكان حيعجبك جدا… انا متأكدة
إنك عمرك محضرتي حفلات من النوع داه
بحر و مزيكا و رقص حاجة جنان….داه
إنت بالكثير سنة أو سنتين و حتتجوزي
و ساعتها مش حتلاقي فرصة تعملي
الحاجات دي…حتتحبسي في البيت
و حياتك حتبقى لجوزك و أولادك و بس….
يلا بقى قلتي إيه؟؟؟
تنهدت نور بحيرة من كلام صديقتها
الواقعي فهي رأت كيف أصبحت
حياة كاميليا شقيقتها بعد الزواج
و كيف تغيرت… بمجرد إنجابها
لاطفالها إنتهت حياتها المهنية و أصبحت
تكرس كل وقتها للاعتناء بهم…
قاطعت بسمة تفكيرها :” جو الرقص و المياعة
داه مش بتاعنا…و أكيد نور باباها و جوزها
مش حيسمحولها تحضر حفلات ناس متعرفهاش
حتى لو كان زميل لينا في الكلية….
نفخت ميار الهواء بغضب مكبوت
من بسمة التي دائما ما تقف ضدها و تحبط
كل خططها للسيطرة على عقل و تفكير
نور لتقول بنبرة ساخرة:”طبعا عشان
مفيش حد منهم حاسس بيها.. نور بقالها
فترة تعبانة من ضغط الدراسة هي مش
لوحدها طبعا كلنا مضغوطين خاصة
و إن الامتحانات قربت… اي حد في
حالتنا محتاج إنه يرفه عن نفسه شوية
وبعدين دي مجرد حفلة و كل أصحابنا
حيحضروها….
بسمة باندفاع :” نور كويسة لو بس تبعدي
إنت عنها شوية”.
ميار بعصبية :”ليه هو انا عملتلها إيه؟؟إنت
عارفة إن انا بحب نور اوي و بعتبرها أختي
مش صاحبتي وبدور على مصلحتها”.
بسمة باستهزاء:”لا واضح اوي و بدليل…
إنك بتشجعيها تطلق من جوزها”.
ميار بانفعال مزيف :”أنا مش عارفة
أنا عملتلك إيه عشان تكرهيني بالشكل
داه المفروض إن إحنا أصحاب و بنخاف
على بعض و بننصح بعض عشان ناخذ
القرار الصح في حياتنا….انا كل الحكاية
إني بحاول اكون حيادية نور مش سعيدة
مع اللي إسمه محمد داه… في فروقات كثيرة
بينهم بتخليهم مش لايقين على بعض فالاحسن
إن نور تعرف داه من دلوقتي أحسن ما تندم
بعدين و ساعتها مش حتقدر تنقذ حياتها
و بعدين هي بنفسها عارفة إن كلامي صح….
هي لسة صغيرة و حلوة و كلها كام سنة و
حتبقى دكتورة…. ليه تدمر حياتها و تربط
نفسها بعيلة و اولاد من دلوقتي….و اكيد
بعدين تلاقي آلاف الفرص احسن بكثير
من محمد البحيري داه….
بسمة بحنق :”متسمعيش كلامها يا نور
دي شيطان و بتوسوسلك في اوذانك
عشان تدمري حياتك بايدك…صدقيني
محمد بيحبك اوي و مستحيل حتلاقي
زيه و بعدين داه إبن عيلة محترمة و أهله
ناس طيبين اوي و بيحبوكي حتندمي
لو فرطي فيه….
ميار بخبث :” و اخوه أيهم البحيري زير
نساء محترف.. مفيش ست في البلد معملش
معاها علاقة بالرغم من إنه متجوز بنت عمه
مشفعش ليها جمالها و لا ثقافتها و لا راعى
إنها قريبته….يعني اخوه مش حيبقى احسن
منه و بكرة توقفي على كلامي داه…
اكملت و هي تنفجر ضاحكة :” بصراحة
يا نونو انا لما بتخيلك و إنت متجوزاه
بموت من الضحك…يعني إفرضي
تخانقتو و عصب عليكي قلم واحد من
إيده حيوديكي المستشفى….
بسمة بمقاطعة :”و إنت مالك حد خد رايك
بتحشري مناخيرك في اللي ملكيش فيه ليه…يا شيطانة واحدة زيك….
نور بتافف :” خلاص إنت و هي كفاية بقى
سيبوني في حالي هو إنتوا ملكوش
حكاية غيري كل يوم نفس الكلام
لغاية مكرهتوني في حياتي ….
إلتفتت لميار التي تصنعت الاسف:”
ميار انا مش رايحة
لا حفلة و لا غيره الامتحانات قربت
و انا لازم اذاكر كويس…و كمان محمد
مستحيل يخليني اروح و انا مش عاوزة
مشاكل معاه كفاية الخناقة الأخيرة….
ميار و هي تكتم فرحتها :”خلاص يا نور إهدي
إحنا كنا بندردش… محصلش حاجة يعني
المهم راحتك يا حبيبتي…خلينا نغير
الموضوع…
أدارت عيناها قليلا في ارجاء الكافتيريا
قبل تتحدث بملل:” امال فين ديالا.. انا
مشفتهاش النهاردة الظاهر إنها مجاتش”.
رمقتها بسمة بغل تتمنى لو تقفز عليها
و تمسكها من شعرها و تمسح به بلاط
الجامعة بأكمله قبل أن تجيبها بنبرة
ساخرة:”لا جات بس راحت مع
ياسين النادي….
مطت الأخرى شفتيها قائلة بنبرة متعالية:”
طبعا.. اهي الناس العايشة اللي عارفة
قيمة الحياة مش زينا…انا بصراحة تخنقت
و عاوزة ارفه عن نفسي شوية اليوم اللي
بيعدي من حياتي مبيرجعش يلا باي…
و لو غيرتوا رأيكم و عاوزين تروحوا
الحفلة قولولي…..
حملت حقيبتها الفاخرة و إرتدت نظارتها
الشمسية ثم غادرت و هي تمتم بداخلها
بعبارات الوعيد لنور….
بصقت بسمة في إثرها قائلة
باشمئزاز :”بقلك إيه يا نونو البنت
دي انا مش مرتاحالها… بتحشر
نفسها في حياتك بطريقة
مش طبيعية… مع انها و لا مرة تكلمت
عليا انا و رامز خطيبي…
نور بتعجب:” قصدك يا بسمة…هي
ميار بس بتقول وجهة نظرها لما
لاحظت حاجات غلط يعني الحمد لله
علاقتك إنت و رامز ماشية تمام و مفيش
أي مشاكل بس لو هي كانت شافت حاجة
كانت قالتلك….
بسمة :” يا سلام.. و هو فين الغلط في
حكايتك إنت و جوزك…. ها إيه
ناقصه محمد عشان واحدة زي ميار
دي تنقده و بعدين حتى لو مش عاجبها
هي مالها…دي حاجات خصوصية
أنا حتجنن اقسم بالله حتجنن من
برودك و تصرفاتك اللامبالية…
جوزك راجل اي واحدة تتمناه في
الدنيا مؤدب و طيب و… وسيم
و بيموت فيكي و بيحاول يرضيكي
بأي طريقة… عاوزة إيه أكثر من كده”.
نور :” اوووف يابسمة انا زهقت…
بسمة بمقاطعة:”بلا بسمة بلا زفت…بكرة
حيزهق منك و من معاملتك الباردة معاه
و يسيبك و ساعتها حتبكي بدل الدموع
دم… هو في بنت في الزمان داه تلاقي
الحب الحقيقي و تفرط فيه…
نور:” يعني عاوزاتي اعمل إيه؟؟؟
بسمة :”يعني انا اللي حقلك تعملي
إيه…كلميه.. اخرجي معاه ،روحيله
لشغله…حبيه…
نور :”ماهي دي المشكلة مش عارفة
ليه مش قادرة أحبه بالرغم من إنه زي
ماقلتي…محمد حلم اي بنت في الدنيا
بس مش انا يا بسمة… مش انا… إنت
ليه مش عاوزة تفهميني هي ميار صح
بتبالغ أحيانا و بتقول كلام مش من حقها
تقوله بس أحيانا بشوف إن كلامها صح
أنا مش عاوزة اتجوز دلوقتي.. انا لسه
صغيرة و لسه عندي احلام و أهداف
كثيرة في حياتي عاوزة احققها…انا
مريت بظروف مايعلم بيها إلا ربنا
عشان اكمل دراستي و اكون متفوقة
بعد كل داه عاوزاتي اتجوز و اقعد في
البيت عشان اربي العيال….
بسمة :”و مين قال إن واحد زي محمد
حيجبرك تتخلي عن أحلامك.. هو إنت
ليه شايفة إن الجواز هو نهاية لكل
طموحاتك بالعكس دي حتكون البداية
محمد حيشجعك و حيوقف جنبك… حيكون
قوتك و سندك داه بيحبك اوي يا نور
و إنت عارفة داه كويس بيحبك لدرجة
إنه مستحمل حاجات كثيرة منك، برودك
و جفائك و معاملتك الوحشة ليه راجل غيره
مكانش صبر عليكي و كان رماكي من
زمان بلاش تضيعيه
من إيدك عشان شوية اوهام مش موجودة
غير في دماغك إنت و بس…حاولي
تتغيري معاه حاولي تحبيه يا نور على الاقل
قدري مشاعره ليكي بلاش ترخصيه….
عشان هو كمان حيجي يوم و رصيد حبه
ليكي حيبدأ يقل و حيجي يوم مش حتلاقي حاجة تشفعلك عنده… بلاش تدوسي على
كرامته اكثر من كده.. عاوزة يطلقلك اوكي
مفيش حاجة أسهل من كده…هو بسهولة
حيلاقي الف بنت مستنياه إذا ماكانش
مليون و اولهم الست ميار اللي عمالة
تذم فيه في الرايحة و الجاية بس
إنت ياترى حتلاقي واحد يحبك و يحترمك
زيه..
أسندت نور رأسها على الطاولة مغمضة
عينيها بتعب.. تشعر بالتشتت و الضياع
الشديد…بين قلبها و عقلها معظم الأحيان
تتعجب من نفسها كيف لنور ذات الشخصية
القوية ان تتأثر بآراء الآخرين تمتمت
بصوت منخفض سمعته بسمة:”محتارة
يا بوسي محتارة اوي و مش عارفة
اعمل إيه…اووووف”.
أومأت لها الأخرى بعدم رضا و هي
ترتشف كأس العصير أمامها.
بعد ساعة من الزمن كانت ميار
تجلس مع صديقتها ديالا نفخت
بعنف للمرة العاشرة على التوالي
و هي تكاد تشد شعرها من شدة
الغضب….
ديالا بهدوء:” هو إنت مش ناوية تشيلي
الموضوع داه من دماغك.. الراجل تجوز خلاص
و بيحب مراته و لو كان في نصيب كان حصل
من زمان لما كان سنجل و مفيش حد في
حياته…
ميار ببكاء:” مش قادرة يا ديالا انا
بحبه اوي….بحبه و مش شايفة راجل
غيره في حياتي….
اجابتها الأخرى باستهزاء:” و سليم و جاسر
و أمير ووو…..امال لو كنتي بتشوفي غيره
كنتي عملتي إيه؟؟؟
ميار :”مش وقت تريقتك على فكرة
أنا بموت بالبطيئ كل يوم و خاصة
لما بشوفها قدامي..خايفة في يوم
افقد السيطرة و اقتلها عشان اخلص منها
أنا مش عارفة هو عجبه فيها إيه بنت
الشحاتين دي….
ديالا بسخرية :” القلب و ما يعشق يا
حبيبتي.. و بعدين البنت حلوة جدا
يعني طبيعي يحبها و كمان
متنسيش اختها متجوزة مين… فلو نور
محظوظة قيراط أختها محظوظة
مية قيراط….
ميار بغيظ: ماهو دا اللي حارقني…إزاي
قدرت هي و أختها يوقعوا رجالة زي
دول؟؟ بس انا مش حستسلم و مش
حيهدالي بال غير لما ما آخد منها محمد
بأي طريقة”.
قبضت على كفها بقوة و هي تنظر
أمامها هاتفة باصرار و قد لمعت عيناها
بخبث و وعيد……..
في صالة الملاكمة التابعة للمركز الرياضي
الذي يملكه محمد….
تابع محمد التدريبات التي يقوم بها
طارق مدرب الملاكمة بشرود حتى
شعر بيد تلكزه حتى ينتبه…
نظر ليرى طارق يحمل قارورة ماء
بيده و يفتحها إستعدادا ليسكبها عليه
صاح محمد و هو يقف من مكانه جاعلا
طارق ينفجر ضاحكا على مظهره…
:”و الله لو كنت عملتها كنت كسرت إيدك
و رجلك هنا….
طارق بضحك :” بقالي ساعة بنده عليك
و سيادتك سرحان في العسل….
محمد و هو يجلس من جديد على كرسيه
رامقا طارق بغضب :”و إنت مالك إتنيل
إلتهي بشغلك”.
طارق وهو يدير رأسه في ارجاء القاعة
:”الحصة خلصت و فاضل ساعتين على
الحصة الثانية…. يعني انا دلوقتي
خارج نطاق الخدمة يا بوس”.
محمد بغيظ:”ابو ثقالتك يا اخي…انا
إيه اللي خلاني اشغلك معايا….
طارق بصوت أنثوي مريع :”عشان
بتحبني…. تنكر”.
اجابه الاخر بملامح مشمئزة :” أوي…
طارق و قد إكتسى ملامحه بعض الجدية
:” مالك يا صاحبي…. فكرك مشغول بإيه؟؟؟
مسح محمد وجهه بتعب و كأن سؤال
طارق المفاجئ أعاد له أفكاره التي ظن
أنه هرب منها :”و حفكر في مين غيرها…
الظاهر إن طريقي معاها نهايته قربت”.
طارق بحيرة :”قصدك إيه؟؟؟
محمد بصوت مجهد : مصرة على…… الطلاق
كل مرة بتجيبلي حجة أغرب من اللي قبلها
و انا بصراحة تعبت…. بحبها اوي بس
كرامتي اهم عندي من اي حاجة “…
شعر طارق بالاسف الشديد تجاهه فهو
كان على علم بعلاقته مع نور منذ البداية
و كأن متأكدا من أن صديقه سوف
يتعب كثيرا…و لكن لم يتوقع أبدا ان
نهاية حبه العظيم ستكون حزينة بهذا
الشكل.
في شركة الالفي…..
ركلت كاميليا كرسي مكتبها بعنف
و هي تهدر بصوت عال :”بيقولي
إن مشروعي سيئ لدرجة إن حد
في أولى هندسة يقدر يعمل أحسن منه
بكثير.. انا يا هبه انا؟؟؟
أمسكت هبة ملف المشروع الذي قدمته كاميليا
منذ ايام و الذي يخص مشروع القرية السياحة
الذي تنوي الشركة إنجازه قريبا.. دققت
النظر في الرسم الهندسي الذي يحتوي
على ملاحظات كثيرة باللون الأحمر تعبر
عن أخطائها لدرجة ان التصميم لم
سعد يظهر جيدا…. حمحمت و هي تخفي
ضحكتها قائلة بصوت جاهدت ان يخرج
عاديا:”و لا يهمك يا حبيبي هو التصميم
حلو بس فيه شوية أخطاء….مش كثير…..
جذبت كاميليا الملف من يدها بعنف
لترميه على الأرض ثم تتوجه نحوه
لتدعسه بحذائها قائلة بغل :” و هو إيش
فهمه في الهندسة و التصميمات… تلاقيه
زمان كان ببنجح بالواسطة….بقى انا
تصميمي مش عاجبه و مليان أخطاء و مش
مركزة…. طيب يا شاهين بيه… انا حستقيل
و نش حرجع الشغل ثاني و حطلب الطلاق
كمان و غرامة مليون جنيه و…..
عادت وراء مكتبها لتبدأ في جمع مقتنياتها
غير مبالية بهبة التي إنفجرت ضاحكة
على جنون صديقتها…
هبة بضحك:”مش قادرة… يا لهوي…
كاميليا بحنق:” إضحكي.. إضحكي فعلا
شيئ بيضحك بس انا حندمه و الله ما
حسكت على المهزلة دي… إذا كان هو
و المهندسين بتوعه مش بيفهموا في
المشاريع و التصميمات فدي مش
مشكلتي…. بقى انا الخطوط بتاعتي
مش واضحة و المساحات عندي مش
مطابقة للمشروع…طيب خلي الاستاذ
حسن ينفعه….
هبة :”يا مجنونة بتعملي إيه؟ بدل
ما تقعدي تشتمي في الناس روحي
إتأكدي من التصميم بتاعك….
كاميليا و هي تشير بيديها بغضب
:” ماله تصميمي يا ست هبة..انا تأكدت منه عشر
مرات قبل ما قدمه…
هبة بصوت منخفض:”مفيش بس كأنه
في حد كاتب حاجات غريبة عليه
زي الشخابيط كده….
كاميليا باستفهام :”شخابيط؟؟؟
هبة بلا مبالاة :” شوفيه و تأكدي…..
سارعت كاميليا لتلتقط الملف من
على الأرض لتتأمله بعيون متسعة
قبل أن تهتف بصدمة:” يا نهار إسود
الاولاد…..
هبة بعدم فهم :” مالهم الاولاد في حاجة؟؟
كاميليا و هي تغمض عينيها بخجل
و تقول بنبرة باكية :”هما اللي بوزوا التصميم….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشيطان شاهين)