رواية الشيخ مبروك الفصل الثاني 2 بقلم ياسر عودة
رواية الشيخ مبروك الجزء الثاني
رواية الشيخ مبروك البارت الثاني
رواية الشيخ مبروك الحلقة الثانية
توقفنا فيما سبق حينما خرج مبروك ومعه يحيى من القريه متوجهين الى منزل يحيى وبالفعل حينما وصلوا كان يحيى يعيش بفيلا وقبل ان يخطوا مبروك بداخل الفيلا شعر بشيء اقلقه وقال ليحيى : احسنلك ابقى غير عتبه بيتك ؟
اذكر الله وصلى على البيب وادعوا لاخوانكم بفلسطين والسودان .
لم يفهم يحيى معنى كلام مبروك ولم يركز به بالاساس ودخل يحيى ومعه مبروك وحضرت لميس زوجة يحيى ومدت يداها لتسلم على مبروك ولكن مبروك لم يسلم عليها ، فشعر يحيى بالاحراج وقال له : دى مرات اخوك يا مبروك .
فنظر اليها مبروك نظره غريبه ثم قال ليحيى : فين غرفتى انا عاوز ارتاح شويه .
يحيى بالطبع تعالى اوريهالك وصعد يحيى ومبروك للدور العلوى وعرفه غرفته ونزل مره اخرى ليعتذر لزوجته عن ما فعله مبروك وبرر الامر ان اخيه عقله على اده .
لم تكن لميس تقبل مثل تلك الاهانه من مبروك ، فبطبعها المتكبر جعلت من مبروك عدو لها ويجب التخلص منه ، فى الليل قام الخادم بتحضير الطعام وطلب منه يحيى ان يخبر مبروك ان ينزل لتناول العشاء وصعد الخادم ليخبر مبروك فوجد ان مبروك قد نزل بمفرده وجلس على السفره وقال ليحيى فى تعبان قادم لزيارتك ، هو بيتك بيلم الزواحف كلها كدا ليه ، مش تبقى تشغل فيه قرءان علشان ينصرفوا .
لم يفهم يحيى كلام مبروك واشار الى زوجته بالا تكترث لكلامه ، ولم تمر دقيقه حتى حضر رامى اخو لميس وشريك ليحيى بشركته ، حينما حضر رامى فهمت لميس ما كان يرمى اليه مبروك وحينها قررت التخلص منه باسرع ما يمكن وكان اول ما فكرت به هو جعله مصدر للاحراج لاخيه يحيى فقالت لاخيها رامى : دا مبروك اخو يحيى لسه واصل من البلد ، ايه رائيك تعزمه معانا بكره على حفل عيد ميلاد خطبتك سمر بنت معالى الوزير .
رامى : مفيش مشكله يتفضل طبعا .
يحيى : لا يجى ايه مبروك ملهوش فى جو الحفلات والكلام دا ، وكمان مينفعش يروح حفله والناس هناك مش عرفينه .
لميس : بالعكس مهو لازم يروح ويعرف الناس وكمان لازم مبروك تخده معاك الشركه يشتغل معاكم ، ولا هيفضل يقعد فى البيت كدا من غير شغله ولا مشغله .
كان مبروك لا يكترث للحديث القائم بينهم ولكنه اهتم بمجرد سماع اسم سمر ، شعر بشيء غريب اتجاه صاحبه هذا الاسم وحينها قال : انا هاجى معاكم بكره ان شاء الله .
كانت سمر هي الابنه الوحيده والوريثه الوحيده لمعالى الوزير السابق جلال ، كان وزير وقد قدم استقالته واصبح من اغنى رجال الاعمال واكثرهم نفوذا بالبلد ، لم يحب هذا الرجل احد بحياته سوى ابنته سمر ، ولم تكن سمر انسانه طبيعيه ، فمنذ حوالى سنه تقريبا حدث ها شيء غريب وبدون مقدمات جعلها لا تستطيع الوقوف على قدميها واصبح لديها شلل نصفى ، ورغم انها مازالت فتاه فى ريعان شبابها الا انها اصبحت منعزله وغير محبه للتخالط بين الناس ، وهى تتمتع بقدر كبير من الجمال ، واصبحت تلازم الكرسى المتحرك ، تم خطوبتها على رامى بعد اصابتها بهذا الشلل بفتره قصيره جدا ، فبالطبع اصبح فرصتها بالزواج تقل بعد اصابتها بهذا الشلل ، ورغم عرضها على الكثير من الاطباء الا انهم عجزو عن علاجها ، فكلما تتحسن وتبداء بالتحرك يحدث لها انتكاسه مره اخرى وتعود الى الكرسى ، حتى يأست سمر من الاطباء وتقبلت قدرها ومصيرها ، وتشعر بالجميل باتجاه رامى الذى تقدم لها رغم ظروفها المرضيه .
فى اليوم التالى ذهب يحيى وزوجته ومبروك الذى قام بدعوته رامى لحضور حفل عيد ميلاد سمر ، بالطبع كان المكان صاخب ومزعج بالنسبه لمبروك ، وكان يؤلمه مشاهده المدعوين يشربون الخمر وغير ذلك من الامور المحرمه ، وفى وسط كل ذلك وجد مبروك ما يبحث عنه ، هناك فى مكان بعيد فى جنينه قصر معالى الوزير ، فتاه تبدو كالقمر جالسه على كرسى متحرك تنظر الى السماء والنجوم وغير مهتمه بما حولها ، توجه اليها مبروك وهى لم تشعر به وقال لها : انا طول الليل بدور عليكى ، كنتى فين يا سمر .
نظرت سمر فوجدت مبروك مبتسما لها ولكنها لم تعرفه وقالت : انا معرفكش ، ولو كنت جاى عاوز خدمه من ابى روح اطلبها منه ، اما بقى لو جاى تتسلى فاحسنلك تبعد لانى فيا اللى مكفينى .
مبروك : انتى عرفه مشكلت مرضك ايه يا سمر ؟
سمر : لو سمحت انا مسمحلكش تتكلم فى خصوصياتى ، ولو مبعدتش دلوقتى هخلى الحرس يرميك بره ، وهخلى بابا يأذيك اوى .
لم يهتم مبروك بكلام سمر او تهديدها ، ثم ركس مبروك على ركبته ليصبح بمستوى طول سمر الجالسه على الكرسى ، ونظر بعين سمر واخذ يحدق بهما ثم قال لها : انتى مسمومه يا سمر ، والسم بجسمك بيتجدد لان مصدره بيتجدد ، انتى مش مريضه بفعل القدر او حتى الجن انتى مريضه بفعل الانس ، فى حد قريب منك عوزك تفضلى على الوضع دا ، ولو عوزانى اسعدك اكيد هتعرفى توصليلى ، ما انتى بنت وزير ولا ايه ، ثم قام مبروك ورحل من القصر كله عائد لمنزل اخيه حتى بدون انتظار اخيه او اخباره حتى انه سوف يرحل ، وكانما قد حضر مبروك الى تلك الحفله لمقابله سمر فقط ثم الرحيل دون الاكتراث لاحد .
كان مبروك دائما يقضى الليل ينظر اللى السماء ويسبح ويقراء القرءان ويصلى ، وبعد عودته من الحفل ظل يفعل ذلك ، اما يحيى فظل قلق على اخيه الذى لم يعرف الى اين ذهب بدون اخباره ولكنه عندما عاد لمنزله مع لميس ووجد مبروك هناك اخذ يأنبه على تركه له بدون اخباره وقلقه الشديد عليه ، وبالطبع لم تكن لميس تفوت فرصه مثل هذه وحاولت تحرض يحيى على اخيه عديم المسئوليه والتصرف ، اخذ يحيى يتحدث مع اخيه بشكل عصبى وكانت لميس تشعر بالسعاده الغامره مما تراه امامها ولكن كان مبروك هادىء كعادته ولم يتحدث بكلمه ولكن بعد ان انهى يحيى حديثه قال له مبروك : هو انت لسه مخلفتش يا يحيى .
يحيى : يعنى هو دا وقته ، ولا انت بتهرب من الموضوع ، اه يا عم لسه مخلفتش ، حضرتك بقى هتحضرلى عفريت وتخلينى اخلف ولا هتدينى حجاب احطه تحت راسى .
قال يحيى تلك الكلمات وهو عصبى جدا ثم ترك مبروك ولميس وذهب الى غرفته .
لميس : انت ليه يا مبروك بتسئل اخوك عن الخلفه ، الكلام دا بيديقه .
مبروك : وانتى مبتديقيش من الكلام عن الخلفه .
لميس : لا اصل انا سليمه ، اخوك هو اللى معيوب ومبيخلفش .
مبروك : وانتى عرفتى ازاى ، ان العيب منه .
لميس : هو اخوك مقلكش انى كنت متجوزه قبله وكنت حامل وسقط .
مبروك : طيب متروحو لدكاتره واكشفو تانى .
لميس : اخوك اتعقد منهم كل ما نروح للدكتور يقوله العيب فيك وانت هتفضل عقيم مش هتخلف ابدا ، وانا علشان بنت اصول صابره ومحتسباه عند ربنا .
تبسم مبروك وقال : اه مهو باين طبعا ولاد الاصول بيبانوا من اول يوم ، بقوليك ايه يا مرات اخويا هاتو الشركات اللى بترش علشان الزواحف دى اصل انا بشوف هنا فى البيت تعابين وحيات كتير ، واخاف حاجه فيهم تقرصك .
لميس : انا بيتى زى الفل انت اللى نظرك ضعيف ابقى روح اكشف ، عندى دكتور قريبى ممكن ابعتك ليه كويس جدا .
مبروك : اه زى الدكتور اللى وديتى يحيى ليه وقاله انه عقيم ومبيخلفش ، لا شكرا يا ستى ، انا مش عاوز اطلع اعمى ، ثم ذهب مبروك وترك لميس بمفردها تكاد تضرب رأسها بالحيط من كثرة الغيظ الذى تشعر به باتجاه مبروك .
الى هنا ينتهى حديثنا اليوم ولكن لم تنتهى روايتنا فتابعونا وتفاعلو معنا ليصلكم كل ما هو جديد .
لا تنسى ذكر الله ……..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشيخ مبروك)