رواية الشرف الفصل المائة وسبعة 107 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف الجزء المائة وسبعة
رواية الشرف البارت المائة وسبعة
رواية الشرف الحلقة المائة وسبعة
الثانى والعشرون
اقتربت سما من هيبة بخطوات بطيئة ، كم تتمنى أن ترتمى بين ذراعيه وتفرغ كل ما مرت به في ذلك اليوم العصيب . لكنها ترى وجعه بعينيه ،وجع يضاعف ما شعرت به أضعافا مضاعفة . رفعت كفها لتقترب تلفه حول رقبته ،شعرت بتصلب جسمه لتدفعه دفعا إلى صدرها .
تنفس بعمق وبطء وسمح لعينيه بتهريب دمعتين ليتنفس صدره ، مرغ وجهه قرب رقبتها ليوارى دموعه مصيرها الأزلى .لحظات لم تصل لدقيقة قبل أن يبتعد عنها بوجهه وكأنه لم يقترب لتقول : ماما زبيدة هتنام ولما تصحى الدكتور هيبلغنا .
أومأ دون تحدث لتقول : تعالى نروح للدكتور نفهم وضع ضاحى لو محتاج دكتور تانى ولا يتنقل مستشفى تانية اكبر .
إنها فكرة جيدة..وهو يحتاج أفكارها فتشوش عقله جراء ماحدث يربك أفكاره .. لذا تحرك معها على أمل إنقاذ أخيه من براثن الموت ، إن لمح طيفا لأمل لعودته فسيحارب حتى يصل إليه .
___
جلس الطبيب ليتساءل هيبة : ضاحى اخوى حالته خطيرة جوى ؟ يعنى إذا يلزمه يروح مستشفى تانية ولا نچيبوا دكاترة من مصر ولا من برة حتى ؟
نظر له الطبيب ليقف وينتقل حيث صورة الأشعة : شوف حضرتك دى صورة أشعة لضهر اخوك قبل العملية . شايف الرصاصة مستقرة فين ؟ طبعا كانت مجازفة كبيرة لأن زى ما انت شايف الرصاصة أصابت العمود الفقري وتسببت في كسر لفقرة ودى بنسميها إصابة الحبل الشوكي الرضحية .
تساءلت سما : يعنى ايه يا دكتور حضرتك قلت فى خطورة على حياته ؟
الطبيب : إصابة العمود الفقري بالشكل ده مميتة فعلا لكن نفع المريض إن محدش حاول يحركة .
نظر لهما بأسف : لو اتحرك غلط كان ممكن مايوصلش المستشفى من أصله .
اغمض عينيه بألم لاعنا نفسه فلولا أولئك الصغار لكان قضى بنفسه على حياة أخيه بينما تابع الطبيب : احنا دلوقتي مستنين يفوق ومش معنى كدة إن الخطر زال . احيانا أصحاب الإصابات دى بيتوفوا بعد الإصابة بفترة من اسبوعين لشهر .
زاد وجيب قلبه ليعبر لسانه عن فزعه : يعنى ايه؟؟خوى ماهيجومش منيها؟
هز الطبيب رأسه بأسف : لما يفوق هنقيم حالته إذا كانت إصابة كاملة ولا جزئية لكن بخبرتى ومع حاله زيه بتوقع الأسوأ .
عجز عن النطق ليتحدث لسانها بحاله : وايه الأسوأ يا دكتور ؟
نكس الطبيب رأسه لحظة قبل أن يتابع : شلل رباعى وخسارة وظائف أجهزة الحوض .
شهقت بفزع بينما تعلقت عينيه بالطبيب الذى تنهد وعاد لمقعده لينظر ل هيبة : اخوك بنيته قوية وإن شاء الله يفوق بس لازم تأهلوا نفسكم للتعامل معاه .
عادت تتساءل : يعنى مفيش اي امل يا دكتور ؟ احنا ممكن ننقله اى مستشفى او نسفره برة حتى
نظر لها الطبيب : نقدر نفكر في الأمل بعد شهر من دلوقتي إذا قدر يقاوم الشهر ده وقتها ممكن نفكر يبقى أمله الوحيد في المانيا . وحتى الامل ده هياخد وقت طويل جدا علشان يتحقق .
قاطعه هيبة بلهفة : نسفروه من بكرة الصبح
الطبيب : اى حركة ممكن تزود الضغط على الحبل الشوكي واى ضغط دلوقتي فيه خطورة كبيرة . هو متجوز ؟
تساءل الطبيب ليومأ هيبة بصمت فيقول : اتمنى مراته تتفهم حالته وتقدر تتعامل معاه . إذا فاق حطو قدام عنيه كل حاجة تخليه يحارب ويقاوم .
أمسكت كفه لينهض معها للخارج لكنه توقف متسائلا : وراچى ؟؟
عاد الطبيب يجيبه بلا تردد : المصاب فى صدره حالته بسيطة جدا تعتبر الإصابة سطحية الرصاصة لا اخترقت القفص الصدري ولا صابت اى عضو هو بس نزف كتير وده علاجه سهل
توترت نظرات هيبة : بس كان جاطع النفس !!
أومأ الطبيب بتفهم : الطلقة جت فى صدره وطبيعى دفعته ووقع على ضهره فى الوقت ده رأسه اتخبطت وفقد وعيه فى خلال دقيقة على أقصى تقدير لكن هيبقى كويس وهتشوفوه النهاردة إن شاء الله.
حسنا بعض الأخبار الجيدة التي لن تزيل ألمه ولن تنزع عنه همه لكن يكفى أن أحدهما بخير .
عادا بعد دقائق ليستقرا أمام قسم العناية الفائقة حيث الأحبة يرقدون .
_____
قضى الجميع الليلة بمنزل هيبة فلن يجازف أحدهم بترك الصغار ولا بإخراجهم من المنزل بينما كان وصول حسين وناصر زيادة اطمئنان ل رفيع فقد حشدا عشرة رجال للحراسة بالإضافة لحرس هيبة ورفيع لن يتمكن اى كان من الاقتراب من المنزل المحاط بكل هذه الحراسة .
قضت رنوة الليلة تتنقل بين غرف الصغار ولزيادة الامان جمعت الفتيات بغرفة والفتيان بغرفة أخرى .
كانت المشكلة الأصعب الصغير صالح الذى لم يتوقف عن البكاء والسؤال عن جدته التى لم تغب عنه مطلقا قبلا .بالكاد غفى بين ذراعى شريفة من كثرة البكاء .
_____
مع تباشير الصباح جاءت إفاقة راجى لتتنفس الصدور بعض الراحة أعلن الطبيب أنه سينتقل لغرفة خاصة خلال ساعات .
مع الظهيرة وصلت طبيبة ريتاچ النفسية وبعد جلسة قصيرة مع الطبيب الذى أجرى جراحة ضاحى توجهت للقاء ريتاچ .
حقنتها بعقار وانتظرت افاقتها ولم يطل الانتظار . فتحت ريتاچ عينيها لترى ملامح طبيبتها متجهمة على غير عادتها .
تأوهت بتعب : اااه ..فى ايه ؟؟ أنا فين ؟؟
نظرت لها الطبيبة : انت مش فاكرة اللى حصل يا ريتا ؟؟
نظرت لها لتتسع عينيها فزعا وهى تقول : ضاحى !! ضاحى ضربوه بالنار ..هو فين ؟؟ مين جابنى هنا ؟؟ أنا عاوزة اروح لجوزى .
أمسكت الطبيبة ذراعيها : هتروحى له ماتخافيش بس لازم تعرفى حالته الاول وتعرفى هتتعاملى معاه ازاى
نظرت لها بصدمة : حالته !!!
جلست الطبيبة لتقول : شوفى يا ريتا أنا عارفة انك كنت بتعيدى تقييم علاقتك بجوزك الفترة اللى فاتت . ممكن اعرف وصلتى لايه ؟
نكست ريتاچ رأسها لحظة ثم نظرت للطبيبة : أنا كنت هقوله مايزعلش منى ، هو استحملنى كتير .. أنا كنت أنانية اوى .. كنت بتعمد انرفزه علشان اتدلع عليه ويصالحنى ..كنت عارفة ايه بيخليه يغير وكنت بعمله عند علشان احس إنه بيغير عليا ويحبنى . كنت مشغولة بنفسى اوى ..بس انا كنت خايفة ابقى وحشة ويزهق منى ويسبنى .أنا كنت أنانية اوى
نظرت لها الطبيبة : ماتقسيش على نفسك يا ريتا كل اللى بتقوليه ده طبيعى انت خوفك بعد الحادثة خصوصا إنها كانت هتشوه وشك رسخ جواكى خوف من القبح بالإضافة أن ده شعور طبيعى عند كل ست . كمان كل ست بتحب تحس إن حبيبها بيغير عليها ويحبها دى مش أنانية تقدرى تقولى جزء من فطرتنا كستات .اللى يهمنى دلوقتي انك لما أعدتى تقيم علاقتك بجوزك اكتشفتى انك بتحبيه بجد وبتحبيه جدا كمان . يعنى استمرارك معاه ماكنش علشان احساسك بالأمان بالعكس احساسك بالأمان نابع من حبك ليه .
تاهت نظرات ريتاچ لتتابع الطبيبة بهدوء : دلوقتي ممكن اعرفك حالة جوزك بعد الإصابة ايه ! وممكن توصل لايه ! وازاى تتعاملى معاه علشان ما يدخلش فى اكتئاب هيأثر عليه تأثير عكسى .
وبدأت الطبيبة تشرح لها حالة ضاحى الصحية المتأخرة ووضعت أمامها كافة الاحتمالات الواردة والتى تتضمن فقده . ثم أوضحت لها كيفية التعامل معه وتأهيله لتقبل الحالة التي سيصبح عليها مستقبلا .
_____
مع حلول المساء كانت ريتاچ تقف بباب زوجها تنتظر رحمة الله بقلبها وعودته إليها . هى تتقبله بكل الأوضاع فقط تتمنى عودته .
يستقر بين ذراعيها صغيرها مهدى والذى أقرت الطبيبة النفسية بإصابته بصدمة عصبية شديدة ناتجة عن رؤية الحادث واوصت له ببعض الأدوية .
تم نقل راجى لغرفة أخرى بعد أن استقرت حالته تماما .
تهرب هيبة منه حتى لا يخبره بمدى تدهور حالة ضاحى .. عمل الطبيب على تنويم زبيدة أطول فترة ممكنة فكانت تفيق لساعة او اثنتين وتعود للنوم بفعل العقاقير .
دخلت هناء بخطوات متعرجة إلى غرفة زوجها لينظر لها بفزع : خبر ايه ؟مالها رچلك ؟
ابتسمت بهدوء : ولا حاچة انى زينة اهه .
نظر لها بشك لتجلس بطرف الفراش : خلعت جلبى عليك
ربت على كفها بحنان : حجك على راسى
رفعت كفه لشفتيها تقبله بحب : الحمدلله انك بخير ربنا يبارك لنا في عمرك
ابتسم بشحوب لتضم كفه لصدرها : ارتاح وانى چارك اهه .
ابتسم مرة أخرى واغمض عينيه بإنهاك فكثرة فقده للدماء تشعره بالضعف الشديد .
______
أعاد زناتى مهدى للنجع واتخذ مكان رفيع لساعة حتى يتفقد أبناء عمه ويشد من ازر هيبة الذى فاق تحمله كل وصف .
وصل رفيع المشفى حاملا بعض الطعام لكنه فشل تماما فى إقناع هيبة بتناوله .
اخيرا بعد يوم طويل بدأ ضاحى يصارع غيبوبته ليخرج منها معلنا تحديا جديدا للحياة لن يتكهن أحد بنتيجته أو مدته .
____
دخل تاج للمنزل بعد صلاة العشاء ليجد غاليته بإنتظاره ، ابتسم وهو يجلس بجوارها ليخرج من جيبه قطعة من الحلوى ويقول بمرح : الحمدلله الدكتور قال مفيش سكر . ربنا مايحرمنى من انى اجيبلك كل اللى يفرحك .
أمسكت كفه الممسك بالحلوى لتقول : بس بردو هتاكلها معايا .
فتحت الغلاف لتضع القطعة الأولى بفمه ثم تقول : تاج إيه رأيك نروح الصعيد كام يوم !!!
قطب جبينه متعجبا : انت عاوزة تروحى الصعيد !!!
ابتلعت الحلوى بتلذذ : من وفاة صالح الله يرحمه ماشوفتش زبيدة ولا اطمنت عليها . انت عارف طول عمرهم بيودونى ويسألوا عليا .
ابتسم تاج : حاضر يا غالية يومين كده ونبقى نروح بس زيارة قصيرة .
قال بتحذير لتبتسم ويستقر رأسها فوق كتفه .
_____
خرج الطبيب معلنا ميلاد امل وهو يقول : الحمدلله المريض فاق .
خر هيبة ساجدا لله بينما اسرعت للطبيب : اقدر اشوفه يا دكتور .. ارجوك
الطبيب : الصبح إن شاء الله تقدروا تشوفوه .يعنى اربع خمس ساعات نطمن عليه .
عاد للداخل لتسرع سما التى بلغ الإجهاد منها مبلغه تضمها وتتمتما معا الحمدلله .
طلبت زبيدة رؤية هيبة مرة أخرى وكان عليه مواجهتها فى كل الأحوال مهما تأخرت تلك المواجهة .
دخل لغرفتها وكانت بانتظاره لتقول بلهفة : خواتك چرى لهم ايه يا هيبة ؟
ربت على كفها : راچى بجى زين الحمدلله ومرته جاعدة چارة .
وضاحى : تساءلت بلهفة ليتابع : الحمدلله فاج بس لساته بعافية
ابتسم بشحوب : هيبجى زين إن شاء الله بس انت ادعى له .
لم يخف عليها الرجاء بصوته ليتمكن الخوف من قلبها ، نظرت للطبيب بشراسة : انى ماريداش الرجدة دى . ودونى لولادى
اقبل الطبيب : يا حجة الانفعال غلط قلت لحضرتك كام مرة .
لم تختلف نظرتها ليزفر بضيق: ممكن اسمح لك تشوفيهم طبعا بس مفيش خروج من المستشفى قبل ما الضغط يتظبط خالص .
رأى الراحة بملامحها ليبدأ فى نزع إبرة المحلول من ذراعها ويقول ل هيبة بتحذير : هى قدامها ساعة لحد معاد الازارة التانية . قبل الساعة ماتخلص تكون هنا .
أومأ هيبة وتقدم من أمه لتستند لذراعه الممدود والذى شعرت لاول مرة بإرتجافته . تفقدت راجى وكان بخير ليشعر قلبها بالأمان ثم توجهت إلى قسم العناية الفائقة لتقبل عليها سما : ماما ايه قومك من السرير ؟
ربتت على خدها بحنان ولم تجب بينما اسرع رفيع يقتنص تلك الفرصة ويعرض عليهم تناول الطعام ، يعلم أن هيبة مضطر للإستجابة أمام والدته وقد كان وتناول كل منهم لقيمات غص بها لكنها ستشد من بأسه .
_____
قرر هيبة فى الصباح إخبار شقيقته بهذه المصيبة التي حلت بالجميع ، يعلم أن حملها قد يحول دون إمكانية قدومها لكنه لن يجازف ويخفى عنها أمرا كهذا .
_____
وصل ريان للمتجر من ساعة لكنه منشغل بإستلام البضائع ليقاطعه رنين الهاتف . ابتسم وهو يجيب حين رأى اسم هيبة . كان ينتوى مهاتفته فى كل الأحوال .
أجاب ليصيبه الفزع مما يخبره به بل وأوكل له مهمة نقل تلك الأخبار إلى زوجته .
أنهى المكالمة ليتمكن الإحباط من عزيمته فورا ، كيف يخبرها بهذه المصيبة التي نزلت بهم .قرر العودة للمنزل وفى طريق العودة هاتف طايع ليخبره بما ألم ب ضاحى .
____
خرج الطبيب الذى استقدمه هيبة خصيصا لتقيم حالة ضاحى من غرفة العناية منكس الرأس ، أقبلوا عليه ليقول : زى ما توقعت لما شوفت الأشعة .. إصابة كاملة .
ارتمى هيبة فوق المقعد بينما تساءلت بقوة : اقدر اشوفه ؟؟
نظر لها بتساؤل لتقول : أنا مراته .
أشار للممرضة : عقمى المدام ودخليها .
هرولت بلا تفكير تاركة خلفها الدنيا بأسرها فهو دنيتها حيث تحب أن تكون .
دخلت الغرفة تلفظ اسمه بلهفة كان مستلقيا على ظهره وقد دعمت رقبته وجزعه العلوى . تحركت عينيه نحوها ليقول بصوت خافت مبحوح : انى زين ماتخافيش .
لم تصدق انها استمعت لصوته من جديد لتهرول نحو الفراش ، كم تمنت أن تلقى بنفسها فوق صدره تفرغ صدرها من كل ما يعتمل به ، لكن حذرتها الطبيبة من اى ضغط قد يكون تأثيره كارثيا لذا التقطت كفه الذى فقد الشعور به لتضمه لصدرها وتعاتبه بلين : كدة يا ضاحى تخوفنى كده .
ابتسم بشحوب : ماتخافيش يا جلب ضاحى .
فتحت كفه لتستلقى وجنتها بباطنه : عمرى ما اخاف وانا جمبك .
قطبت جبينها بمشاغبة : دى تبقى عيبة فى حقك .
افلتت ضحكة ليقول بألم : ههه . ااااه ماجادرش اضحك يا ريتا ماجادرش .
أعادت كفه لصدرها : ألف سلامة يا عمر ريتا ، بكرة لما تخف هبقى اضحكك بأثر رجعي .
افلتت أنه أخرى : ههه .اااه يا مچنونة هتموتينى ههه.
انتفض قلبها فزعا لكنها لم تستجب لفزعه ، رفعت إصبعها بتحذير : من فضلك أنا حرة في جوزى ماتدخلش بنا .
اشرق وجهه رغم شحوبه : ههه.اه . ريتا اطلعى برة .
قطبت جبينها بمبالغة : بتطردنى يا ضاحى !!
نظر لها بحب : اطردك منين يا مچنونة وانت معششة بين ضلوعي ، روحى بس دلوك وشيعى لى هيبة .
تنهدت براحة وهى تعيد كفه لموضعه بحرص : حاضر ولو انك هتوحشنى . انت تعمل حسابك تخرج من الاوضة اللى الدخول ليها بحساب دى .
ابتسم لتنهض عن الفراش وتتجه للخارج وما إن أولته ظهرها حتى سمحت لدموعها بالتحرر من سجن مأقيها .
____
دخل ريان لمنزله يقدم خطوة للأمام ويعود خطوة للخلف .كانت بفراشها بعد ليدخل من باب الغرفة : الناس الكسلانة !!
فتحت عينيها تنظر له : رياااان !! كنت بحلم بيك .
أطلق صفيرا خافتا وزم شفتيه وهو يستقر بجوارها : قلبى قالى يا واد يا ريان حبيبتك بتحلم بيك قلت له لازم اروح احقق لها أحلامها .
ضحكت ليال : يعنى انت جاى تحقق احلامى بس .
حمحم بتصنع وهو يضع كفه فوق بطنه : واحلامى أنا كمان .
ضم كفيه برجاء : جعاااان يا لياليا . بس هعمل إضراب عن الطعام لو معرفتش الحلم الأول .
اتسعت ابتسامتها وطل النقاء من قسماتها وهى تقول بسعادة : كنت بحلم إننا عند الكعبة . أنا وأنت ..وليليان اختك وطايع .. وضاحى اخويا وريتا .
توترت ملامحه لوهلة قبل أن يعيد سيطرته ويربت على كفها لتتابع : بس سبحان الله اكتر واحد وشه منور كان ضاحى . وحشنى والله هبقى اطلبه النهاردة ارزل عليه شوية .
نهض مبتعدا عن الفراش ليخفى تجهم وجهه عنها : طب قومى يا كسلانة صلى الضحى على ما اجهز الفطار .
تحركت بتباطؤ بينما غادر الغرفة نحو المطبخ عليه أن يحرص على تناولها الطعام بصورة جيدة فهو لا يعرف متى ستتناوله مرة أخرى بعد هذه الأخبار المريعة .
______
دخل هيبة ل ضاحى حسب طلبه ، جاهد ليرسم ابتسامة واهية بادله ضاحى إياها وهو يتساءل : راچى زين ؟
وقف هيبة بجواره ليقول : الحمدلله راچى زين واول ما تتنجل اوضة هتشوفه .
زفر بارتياح وصمت لحظات قبل أن يقول : انى اتشليت ؟ صوح؟
انقبض قلب هيبة وظهرت انقباضته فورا ، تلعثم لسانه لقد أخبروه كيف يؤهله لإصابته لكن لم يخبره أحدهم كيف يقرها إذا تبدلت الأدوار!!
تابع ضاحى حين رأى صمت أخيه : ماتخافش يا هيبة
من منهما عليه أن يهدأ مخاوف الآخر !!!
من منهما عليه أن يساعد الاخر !!!
اكتشف هيبة للتو أنه بالفعل خائفا !!؛
اكتشف أنه بحاجة تلك الكلمة من شفتى ضاحى …
أنه بحاجة تلك النظرة القوية بعينيه …
مهما كانت المصائب التي واجهها مؤخرا فهى لا تساوى شيئا أمام مصيبة ضاحى وفقده ورغم ذلك يطلب منه ببساطة ألا يخاف !!!
ابتسم هيبة : اخاف كيف وانت فى ضهرى يا خوى !
بالفعل كيف يخاف وله اخ بهذه القوة .
_____
انتهيا من تناول الطعام وحرص ريان على إطعامها حتى صرخت تستكفيه ليبتسم لها ، لكن بسمته متألمة !!!
تبددت بسمتها البريئة وتساءلت : مالك يا ريان ؟؟ شكلك مخبى عنى حاجة !
زفر ريان : صراحة يا ليال فى مشكلة صغيرة فى البلد .
انتفضت فزعا : حد من اخواتى جرى له حاجة ؟؟
نكس رأسه فهو يعجز عن الكذب وهو ينظر بعينيها ليقول : راجى وضاحى متعورين .
شهقت ليتابع : بس حالتهم مستقرة .
هزت رأسها نفيا : وقاعد تأكلنى !!! لا الحكاية اكبر من كده .
رفعت وجهه بحزم : بص فى عنيا يا ريان وقولى اخواتى جرى لهم ايه !؟؟
تنهد ريان لتهب عن المقعد بلوعة : ليه كده !! ليه كل المصايب بتنزل على دماغنا كده !!
لحق بها زوجها : استغفر الله العظيم .. انت بتقولى ايه يا ليال ؟؟ مش هندخل فى حكمة ربنا .
إلتفت لتواجهه بدموعها : ليه قلبى مكتوب عليه الوجع !!
تنهد ريان بضيق وهو يجذبها لصدره مستغفرا : وحدى الله يا ليال .لازم تكونى واثقة إن ربنا احن بينا من نفسنا . إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه .
تعلقت بسترته واجهشت بالبكاء وقلبها يتقد نارا رفضا لذلك الابتلاء الذى ألم بهم دون أن تمنح نفسها فرصة التحلى بالصبر .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)