روايات

رواية الشرف الفصل المائة وثمانية 108 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الفصل المائة وثمانية 108 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الجزء المائة وثمانية

رواية الشرف البارت المائة وثمانية

الشرف
الشرف

رواية الشرف الحلقة المائة وثمانية

الثالث والعشرون
عهد ريان ل محمد ومحمود برعاية متجر زوجته ليصحبها لزيارة شقيقيها فهى لم تكف عن البكاء منذ علمت بتلك الفاجعة رغم أنه لم ينقل لها الصورة كما نقلها له هيبة .
جل ما يخشاه عليها عدم الصبر والتفوه بالكثير من الكلمات التي تدمى قلبه لعلمه بأن قلب حبيبته يبتعد عن الله شيئاً فشيئا .
قرر مهران وطايع أيضا التوجه لدعم شقيقتيهما فهى بأمس الحاجة للدعم واضطرت ليال لترك صغيرها تاج برعاية عمته ليليان التى لن تصحب زوجها لظروف صغيرها إياد ف غالية وتاج قررا أيضا التوجه لتفقد الموقف .
وصلت ليال وزوجها فى الصباح التالى وكانت الأمور أكثر استقرارا ، ساعد الحاج زيدان كثيرا في حماية المنزل فى غياب هيبة خاصة أن رفيع أصبح كثير التغيب أيضا لعجز زناتى عن ترك زوجته وابنته فترة طويلة .
توجها للمشفى فورا وكان ضاحى لا يزال بغرفة العناية الفائقة لكن سمح الطبيب لهم بتفقده فى أوقات محددة .
دخلت بلهفة تسرع الخطى رغم حملها لتلتقطها عينى هيبة فور ظهورها في نهاية الرواق وفى لحظات طوى الأرض ووصل إليها ليتلقاها بين ذراعيه فتجهش بالبكاء مرة أخرى .
ربت على رأسها بحنان : هشششش بزيداكى يا خيتى . الحمدلله جدر ولطف .
رفعت عينيها ترجوه : خلينى اشوفهم يا هيبة عشان خاطرى
همس بحنان : خاطرك على راسى يا جلب اخوكى . هتشوفيهم ماتخافيش .
قاطع ريان حوارهما وهو يحمحم ليفهم هيبة فورا أنه لم يخبرها الحقيقة كاملة ، رحب به ثم توجهوا جميعا لغرفة راجى الذى تحسنت حالته كثيرا .
اندفعت للداخل : راجى !!!
رفع عينيه يطالعها بسعادة ويفتح ذراعه السليم لتستقر فوق صدره ؛ كتم تأوهه رغم ظهوره بملامحه إلا أنه اطبق عليها بقوة : ماتبكيش يا خيتى انى زين اهه
: الف سلامة عليك يا راجى
قبل رأسها بينما اقترب ريان : الف سلامة يا راجى . طهور إن شاء الله .
حاول رفعها عن صدره برفق : ليال كده هتتعبيه .
ابتعدت فورا ليبتسم راجى مخفيا ألمه : بزيداكى بكا هتأذى حالك أكده
نظرت لهم بحيرة : فين ضاحى ؟؟
تبادلوا جميعا النظرات ليقول راجى : لساته بعافية شوى بس ماتخافيش خواتك چبال مش رچال .
هذا ما أخبره به هيبة أنه لم يتحسن بشكل كامل وقد كان راجى صادقا في قوله الذى لا يعرف غيره .
تنفس ريان ببطء وهو يخشى من القادم .أخبرهم ان أبيه وأمه قادمين برفقة خاله وزوجته وأبناء خاله لكنهما تعجلا الوصول .
_____
وصلت ليال لباب العناية الفائقة لتجد ريتاچ بالداخل وقد سمح الطبيب ل ضاحى ببعض الطعام وهى معه تطعمه ، تعجبت ليال ألهذه الدرجة حالته سيئة .لم يتجرأ أحدهم ويخبرها الحقيقة لكن تمكن هيبة من المراوغة فهو موعد عودة أمه للمنزل وقد وصل رفيع بالفعل لاحضار سما وهناء والعودة ب زبيدة .
امسك كفها وسار لتتساءل : هيبة إحنا رايحين فين ؟
لم يجب لتتابع : أنا عاوزة اشوف ضاحى !
فتح باب الغرفة لترى امها وتنظر لها بصدمة : ماما !!! بتعملى ايه هنا ؟
فتحت زبيدة ذراعيها : جلب امك .. إيه چابك وانت إكده ؟
تقدم ريان مسرعا : الف سلامة يا ماما زبيدة .
نظرت له ليشير لها فتفهم أن ابنتها لم تحط علما بالحقيقة كاملة فتقتنص الفرصة : يبجى ترچعى وياى على الدار . ايه رايك يا ريان يا ولدى ؟
ريان براحة : والله يا ماما يكون احسن ترتاح وتاكل دى مابطلتش عياط ولا كلت من امبارح الصبح .
شهقت زبيدة : حرام عليك يا بتى .. ذنبه ايه اللى فى بطنك !!
رفعت عينيها لأمها برجاء : طب اشوف ضاحى ونروح
ربتت زبيدة فوق رأسها تعيدها لصدرها : ابجى شوفيه بعدين هو زين انى دخلت له النهاردة
وكانت زبيدة صادقة أيضا فقد صحبها هيبة لرؤية ضاحى بناءا على رغبة من كليهما . وبعد ما رآه من رضا ضاحى وتقبله لحالته لم يتعجب رضا أمه وتقبلها صغيرها الذى سيظل صغيرا ولو شابت مفارقه وتعثرت خطواته بالهرم أو لم يعد قادرا على خطوها مجددا .
_____
وصل الجميع للمشفى رأسا وكانت ريتاچ قد أنهت مهمتها للتو ليلتقطها صدر ابيها فور أن خطت خارج الغرفة .
دارت عينيها بينهم : انتو جيتو أمته ؟ وعرفتو ازاى ؟
اسرع طايع يجذبها من صدر أبيه لصدره : مش مهم اى حاجة المهم إننا معاكى .
انتقلت ل مهران الذى قال : ماتخافيش ربنا ارحم من إنه يسونا فيه .
اخيرا وصلت لصدر امها التى صمتت تماما لتجذبها غالية وتهمس : أنا عارفة انك قوية وهو قوى وهتصمدوا قدام اختبار ربنا .
أحاطت وجهها بكفيها : اصبرى حبيبتى وربنا هيعوض صبرك خير .
اومأت بتفهم ليتساءل تاج : هو ضاحى عامل ايه دلوقتي ؟ عرف حالته وتقبلها .
اقبل هيبة يرحب بهم : اكتر ماتتخيل يا عمى . انى كنت داخل ماخابرش اجوله كيف لجيته هو بيجولى . عرف حالته من كشف الدكتور .
ربت تاج على ذراع بفخر : انت كمان اتحملت كتير ربنا يعينك .
قررت غالية العودة للمنزل بعد أن تفقدت راجى فقط لتفقد زبيدة ورعاية ليال التى بدأت المخاوف تدور حولها فهى لا تبدو بخير مطلقا .وبالطبع صحبتها زينب بينما فضل تاج البقاء لموعد زيارة ضاحى لتفقده .
قدم الجميع تاج على نفسه فكان أول من دخل ل ضاحى فى موعد الزيارة التالى .
دخل بوجهه البشوش : السلام عليكم
انتبه ضاحى لصوته فورا : عمى تاچ يا مرحب يا مرحب .
اقترب تاج من فراشه فورا ليقول : مرحب بيك يا غالى يا ابن الغالى .
ربت على صدره بحنان : طهور إن شاء الله يا ضاحى اوعى تزعل
ابتسم ضاحى : ازعل !! إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه .. مش كنت دايما تجولنا إكده !!
ابتسم تاج : وأشد الناس ابتلاء ، الانبياء فالامثل فالامثل .ربنا يراضيك ويرضى عليك
تنهد ضاحى : راضى يا عمى بالمكتوب ، الحمدلله .
تحركت عينيه نحوه : تعرف يا عمى كان زمانى ميت ؟
قطب تاج جبينه ليتابع بشرود : لما العيار صاب راچى وجع وفى ثوانى غمى
تنهد وتابع : سمعت صوت الشباك بيتفتح رفعت راسى ، العيار بدل ما ياچى فى راسى چه فى ضهرى .
صمت لحظة وتابع : انى ماجولتش الحديت ده لحد واصل . كلهم جلوبهم موچوعة لأچلى ..بزيداهم
عاد للصمت ليشعر تاج بإختناقه بالدموع وهو يقول : كل ما افتكر انى هبجى حمل تجيل على الكل . اجول يارب جوى جلبى يتحمل .
ترقرقت عينيه بدموعه : حكم النفر منينا لما يحس إنه تجيل واعرة جوى على جلبه .
انسابت دموعه ليغمض عينيه ثم يعاود النظر ل تاج : تعرف يا عمى انى مابستحيش من مرتى واصل .بس خايف عليها تجع منى فى السكة .عارف إنها هتتحملنى لآخر نفس ومارايدش احملها فوج طاجتها .
ابتسم بشحوب : حكم ريتا مرتى ماتتحملش ..هى غير الحريم .لاااه دى كيه النسمة وجلبها رهيف بزيادة .
عاد يختنق بدموعه ليقول بحزن : عمى بدى اصلى
شعر تاج بألم بصدره ، هذا الفتى قوى بالفعل وقد أرضاه الله بقضائه.
مد كفه يكفف دموعه : بسيطة جدا أنا اوضيك دلوقتي ونصلى سوا .
اخفض عينيه خجلا : بس انى ماخابرش اصلى كيف وانى مش متوكد إذا كنت طاهر ولا لاه !
ابتسم تاج : يا حبيبي دينا اسهل وأيسر دين . احنا اللى بنصعب على نفسنا .أصحاب الأعذار اللى زيك كده بيتوضوا مرة واحدة في اليوم ويصلوا اليوم كله لأن نواقض الوضوء فى الحالة دى خارجة عن إرادتهم .مش بس فى حالة المستشفى والرعاية المركزة …
صمت لحظة ثم قال : انت زى ابنى وربنا عالم ماتتكسفش منى . بعد كده لما تروح البيت بالسلامة وتضطر تستخدم الحفاضات بردو تتوضا مرة واحدة أو مع تغيير الحفاضة بس . انت حالة خاصة
ابتسم ضاحى براحة : طيب الحمد لله الحكاية هينة
وقف تاج يخلع سترته : يلا هوضيك ونصلى سوا جماعة .
تهلل وجه ضاحى : بذات نفسيك يا عمى !!!
قبل تاج جبينه بحنان : اسمح لي اشاركك الثواب . انت هتركع وتسجد بعينك يا ضاحى ماتحاولش تعمل غير كده
ابتسم ضاحى : اصلا ماجدرش اعمل اكتر من أكده . جادر كريم يكرمنى واسچد له من تانى
أطال تاج الصلاة سامحا له ببث ربه هموم قلبه . انتهى ليقترب منه ويكفف دموعه . قرب كوب الماء من فمه ليضع القشة بين شفتيه ، شرب قليلا ورفع عينيه ليفهم تاج أنه اكتفى فيربت على صدره بحنان : أنا هخرج علشان رفاعى والشباب عاوزين يشوفوك وهاجى لك الصبح إن شاء الله
شيعه ضاحى ببسمة راضية وقد اسكنت الصلاة الراحة بقلبه لتبدو قسماته رغم الألم مضيئة بالرضا.
____
طال وجود تاج بالداخل لدرجة تشكك الجميع بالأمر خوفا من ايه مضاعفات ألمت ب ضاحى ، بدأ هيبة يتفقد ساعته كل بضعة دقائق حتى خرج إليهم
ليتساءل رفاعى بلهفة : اتأخرت ليه يا خوى حوصل حاچة؟
ابتسم تاج : معلش اخرتكم بس قلنا نصلى جماعة .
نظر ل هيبة : هيبة عاوزك فى كلمة .
اقترب هيبة باحترام لينظر ل ريتاچ : وانت يا بنتى لو سمحتى.
نهضت بلا تردد تتبعهما بينما توجه رفاعى للداخل .
حين أخبرها تاج الا تغتر بقوة ضاحى الظاهرة ابتسمت لنفسها ، كانت تعلم أنه يتظاهر بالقوة أمام الجميع لكنها لم تخطئ الم قلبه فهو رغم كل شيء حبيبها الذى ترى قلبه فى عينيه ، ألمه ذا ذكرها بألمه لأجلها يوما ما ، كان يخفف من خطواته حتى كادت قدميه تلمس الأرض فقط خوفا من أنة ألم قد تفر من شفتيها لتخترق صدره .ذلك الرباط الذى أشعره بألمها أشعرها اليوم بألمه وهى جاهزة تماما لتسكين هذا الألم الذى ساعدها على تنحية شوائبها النفسية جانبا فلا وقت لها ..هناك حبيبا يصبو لإحتوائها له وستفعل .
______
حاول ريان التحكم في حزنها وامتصاصه ليفشل فشلا ذريعا ، قلبه يتألم لأجلها فإن أصاب شقيقته عشر ما أصاب أخويها لبكى قلبه حتى نضبت منه الدماء .
حاول أكثر من مرة دفعها للاستغفار وعدم التفوه بتلك الكلمات التي هى اعتراضا واضحا على قضاء الله لكن اجابتها شرود دائم . زاد وجيب قلبه الفزع وهو يثق ان القادم لا يبشر بالخير.
جلسا بغرفة زبيدة حيث يجتمع الجميع لتدخل رنوة حاملة طبقا من الفاكهة : نورتى بيتك يا طنط زبيدة .
تبتسم لها زبيدة : تجلنا عليكى يا نضرى !!
قطبت رنوة جبينها دون مبالغة : ليه عملت ايه يعنى ؟ المهم انك نورتى البيت بالسلامة .
شريفة : احنا هنروح الليلة بجا يا زبيدة وناچوا بكرة .
أشارت ل ريان : الحمدلله وياكم راچل اهه
تحدثت غالية : جرى ايه يا شريفة هو احنا جينا انتو تمشوا ؟
ابتسمت شريفة : انى أجدر . من النچمة هتلاجينى عنديكى .
قطع ريان تفاحة وقدمها لزوجته التى تستلقى فوق صدر امها تشاركه مع الصغير صالح ، اشاحت وجهها بنفور لتقول زينب : يا بتى ماينفعش إكده ده انت بتاكلى جوت !!
تنهد ريان : قولى لها يا مرات خالى . شوفى وشها اصفر ازاى .
ربتت سما على رأسها : يا حبيبتي لازم تاكلى علشان صحتك .
رفعت عينيها تنظر لهم : مش قادرة والله انا مصدعة اوى .
قالت زبيدة بأسى : من كتر البكا . ارحمى حالك يا بتى
قالت رنوة : أنا جهزت اوضتك قومى ارتاحى وإن شاء الله تقومى احسن .
جذبها ريان عن صدر امها : تعالى يا ليال ارتاحى فى الاوضة احسن .
تحركت معه بإنهاك وما إن وقفت حتى شعرت بالدوار لتلقى بثقل جسمها إلى صدره ، شعر بإنهاكها ليحملها ويغادر بصمت دون أن يشعر بأى نظرة منهن تشعره بالحرج بل الجميع يتألم لأجلها وهو أكثرهم ألما .
ما إن غادرا حتى قالت زبيدة : يا خوفى لما تشوفه .
رنوة : حاولوا تأجلوا الزيارة دى على ما تفوق حتى .
تحدثت حسنات اخيرا بعد صمت طويل : الحمدلله إن حسه فى الدنيا .
رأف الجميع بها لتغير غالية مجرى الحديث ببراعة : الولاد ناموا يا رنوة .
ابتسمت رنوة لحنكتها وقالت : ناموا يا طنط مفيش غير مريم ومهدى من يوم ما رجع من المستشفى وهى بتنام بيه فى اوضة باباهم . لاقيته بدأ يتكلم قلت خليه يتفاعل معاها احسن .
نظرت لها غالية بفخر : ربنا يكملك بعقلك يا بنتى .
شعرت شريفة بالفخر لتقف بهدوء : خلينا العافية عنديكم ، الرچالة زمانهم راچعين .
تحدثت حسنات بشرود : انى هبيت اهنه يا ام رفيع بس ماتتأخريش عليا .
تعجبت شريفة فهى لا تناديها بكنية مطلقا لكنها لم تعلق على الأمر وودعت الجميع على لقاء قريب
______
قررت ليليان وروان أن تقيما بشقة واحدة حتى عودة زوجيهما لتتعاونا على رعاية الصغار وكان الأمر مفلحا .
عادت روان من الخارج حيث صحبت خالد لتمرين السباحة الذى انتظم فيه .ركض الأطفال يستقبلونه وتاج يقول : طنط خدينى المرة الجاية اتفرج على خالد .
بسمة ونسمة : واحنا كمان
قالت ليليان : هى طالعة رحلة ولا حاجة ؟
اعترض تاج : أنا هخلى بابا يودينى تمرين لما يجى
نسمة : لا أنا عاوزة اركب خيل زى الفارسة اللى شوفناها فى التلفزيون .
نظرت ليليان ل بسمة وتساءلت : وانت هتعملى ايه انت كمان ؟؟
هزت كتفيها بلا مبالاة : مش هعمل .مش بحب الحاجات دي ..أنا هتفرج على خالد بس .
نظرت لها ليليان بخيبة أمل واضحة للأعين لتشيح الصغيرة عينيها بعيدا بينما وضعت روان كفها أسفل ذقنها كمن يفكر في أمر عسير ثم قالت : هو تمرين خالد الجاى يوم الجمعة وممكن نروح كلنا النادى ونتغدا هناك كمان .
علت الصرخات الحماسية من الصغار بينما قالت ليليان بحزم : بس لو الهوم ورك ماخلصش يوم الخميس محدش هيروح .
______
استلقى ريان وهى فوق صدره تتحرك كل بضعة دقائق ليتساءل بقلق : مالك يا ليال !! مش مرتاحة ليه !!
تنهدت بضيق : مش عارفة مش مرتاحة عاوزة اقعد النوم بيوجعنى .
ساعدها لتعتدل جالسة لتتنهد براحة : ااام كده احسن وانا نايمة حاسة نفسى مكتوم .
وضعت كفها فوق صدرها تتنفس بهدوء ، أشارت للأريكة المقابلة للفراش : هنام وانا قاعدة على الكنبة احسن .
استنكر ريان : كنبة ايه اللى تنامى عليها .
عدل وضع الوسائد وجلس متكئا بظهره وجذبها لتتكأ إلى صدره : بس نامى كده .
نظرت له ليقطب جبينه محذرا ، فهمت أنه لن يتراجع لتستند إلى صدره وتغمض عينيها فيهمس : بكرة نشوف دكتورة تطمنا عليكى .
أغمضت عينيها لدقائق ليشعر بإنتظام أنفاسها ، نظر لشحوبها بقلق واغمض عينيه ليحظى ببعض الراحة التى سيحتاجها بشدة لاحقا .
_____
توجه هيبة لغرفة راجى بعد مغادرة الجميع ، طرق الباب ف هناء رفضت رفضا قاطعا ترك زوجها رغم أصابتها التى يحمد الله أنها لم تكن سيئة .
دخل بهدوء ليبتسم راجى : جالوا لى هعاود الدار الصبح .
أومأ هيبة : صوح الدكتور جال انك الحمدلله احسن كتير .
نظر ل هناء : عليكى بالوكل يا مرت اخوى لحد ما چرحه يطيب .
تساءل راجى بمرح : وأما اطيب ماهتوكلونيش ؟؟
نظر له هيبة بحنان : اتبدلت ب ضاحى اياك !!
ضحك راجى : مش هشوفه بجا ؟
هيبة : هتشوفه . هو بده يشوفك وانى چاى اخدك عنديه . بس فى حاچة لازمن تعرفها .
تساءل بفضول : حاچة ايه ؟
نكست هناء رأسها وكذلك هيبة ليقول راجى بقلق : خبر ايه ؟؟ خوى چرى له ايه؟
تنهد هيبة ثم قال : ضاحى العيار صاب ضهره و …
حثه راجى : وايه يا هيبة ما تنطج ؟؟
تنهد هيبة : اتشل .
نظر له راجى بصدمة تركت أثرا على قسمات وجهه وتركت جرحا بقلبه لكن لم تترك دموعه بعينيه .
نظرت له هناء : أمر الله يا راچى .
نظر لها بحدة : كنت خابرة ؟؟
صدمتها اعلمته بالإجابة ليصيح بغضب : وبتكدبى يا ام خديجة ؟؟ اكمنى وجعت !! كتر خيرك يا بت عمى
اسرع هيبة يقاطع غضبه بحدة : راچى انى اللى جلت محدش يخبرك جبلى . كان بدك مرتك تكسر كلمتى ولا ايه ؟؟
علم أنها الطريقة الوحيدة التى ينقذ بها زوجته من غضبه ، صمت راجى ثم نهض عن الفراش : ودينى ل ضاحى يا واد ابوى .
______
رضا ضاحى ربت على قلب أخيه ليغادر غرفته بقلب غير الذى دخل به كما الجميع .
فى الصباح بدت ليال أكثر شحوبا وشرودا أيضا مما اقلق الجميع ، هاتف ريان رفيع وطلب منه أن يقلهما للمشفى فهو يشعر أنها ليست بخير .
تناولت لقيمات تحت ضغط الجميع لتغادر بصحبة زوجها فقد أقل رفيع زوجته وأمه ليصحب ريان وليال .
قابلتها رنوة فى طريق الخروج لتفزع لشحوبها والضعف البادى عليها فتسرع نحوها : مالك يا ليال ؟
شعر ريان بالراحة : اذا ممكن تقولى لنا اسم الدكتورة بتاعتك ؟
رنوة وهى تخرج هاتفها : أنا هحجز لها مستعجل .
قاطع حديثهم حجاج الذى ينظر ل ليال بتشفى ويتساءل بتهكم : مالك يا بت عمى ضعفانة إكده ؟ مابيوكلوكيش ولا ايه ؟
تمتم ريان : استغفر الله العظيم . جرى ايه يا حجاج ماتخليك فى حالك .
نظر له بتهكم بينما اسرع رفيع نحوهم متسائلا : خبر ايه ؟
ريان بغضب : شوف اخوك اللى بيقول شكل للبيع . انا اصلا فيا اللى مكفينى .
زادت نظرات حجاج الشامتة : مش كد نسبنا كنت بتتچرأ عليه ليه ؟
نهره رفيع : حچاچ . ماتخربطش فى الحديت .
اسلم ريان إسناد ليال ل رنوة ودفع حجاج بصدره : تصدق انك راجل قليل الادب .
خرج الرجال من المنزل ليسرع تاج نحو ابنه يمسك ذراعه فيصيح : سيبنى يا بابا أعلمه الأدب .
حاول تاج التحكم في غضب ابنه : جرى ايه يا ريان !! من امته ده اسلوبك ؟؟
صرخ ريان ليعلو صوته صوت أبيه للمرة الأولى بحياته : يا بابا البنى ادم ده بيحرق دمى قاصد .
شرد تاج لوهلة رأى نفسه في موقف مشابه منذ أعوام مضت ليتلمس عذرا لغضب ولده بينما وقف طايع بجسده حائلا بينهما ليعيد ريان خطوات للخلف بينما تحكم مهران ورفيع فى حجاج ورفيع يقول : انت غلطان يا حچاچ راچل ومرته تدخل بينهم ليه ؟
حجاج : مرته تبجى بنت عمى وانى اجرب ليها منيه
دفع ريان طايع بغضب : وسع يا طايع خلينى ارجع له عقله
هم حجاج بالحديث لتسكته لكمة من قبضة مهران الذى قال بغضب : جسما بالله انى اللى هرد عليك بعد إكده . ارفع عينك ورد الضربة لو تجدر .
صرخ حجاج وهو ينفلت من قبضة رفيع : طبعا لازمن تاچو عليا كيه ما بوكم چه على بوى زمان لأچل بوه اللى لا كان ولا هيكون منينا . بس لازمن تفهموا انى مش صخر انى حچاچ .
تبع صراخه انصرافه الغاضب الذى لم يخل من وعيد خافت
قطب ريان جبينه ناظرا لوالده وخاله بتساؤل : قصده ايه ؟
زفر تاج : ريان ودى مراتك للدكتورة مش شايف حالتها ؟
اندفع نحو زوجته يحملها بغضب مكتوم ليتقدمه رفيع نحو السيارة وتلحق بهم رنوه التى قالت لزوجها : رفيع الدكتورة مستنياكم فى المستشفى .
أومأ رفيع وتحرك بالسيارة لتقول ليال بحزم : ريان مش هعمل اى حاجة قبل ما اشوف ضاحى

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى