رواية الشرف الفصل المائة وأربع عشر 114 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف الجزء المائة وأربع عشر
رواية الشرف البارت المائة وأربع عشر
رواية الشرف الحلقة المائة وأربعة عشر
التاسع والعشرون
اندفع طايع لداخل الشقة دون أن يلتفت لها ، تبعته بصمت لتجده قد توسط الردهة فى تأهب ، وقفت أمامه بمكابرة واضحة تتساءل بسذاجة : مالك بقا !!!
اقترب منها لتجفل من هيئته وهو يقول : انا اللى مالى !! انت خلاص چنيتى رسمى ..جولت لك بدل المرة ألف مرة بسمة حاچة ونسمة حاچة تانية عاوزة البنت تبجى صورة من اختها ليه ؟؟
عادت خطوة غاضبة لتقول : الحق عليا عاوزاها تبقى احسن .
امسك ذراعها بغضب : مفيش فايدة فيكى ..مابتتعلميش ابدا ..ومين جالك إن نسمة احسن من بسمة ..كل واحدة منيهم ليها شخصيتها بطلى استبداد بجا .
اعتلت الصدمة ملامحها : استبداد !!! انا مستبدة يا طايع !؟؟
دفعها عنه : ايوه مستبدة .. حبى بنتك زى ما هى مش زى ما انت عاوزاها لأنها لو غيرت حالها لاچل حبك مش هتلاجى روحها ولو ضحت بحبك وفضلت زى ما هى هتعيش موچوعة .. انت ايه يا شيخة !!!
تركها مع صدمتها واتجه للغرفة مغلقا الباب بقوة وهو يعلم أنها لن تلحق به وهو لا يريد خوفا من انفجار غضبه أكثر .
_______
عاد بها للفراش ليضعها برفق فتغمض عينيها بتثاقل لكنه يقول فورا : سما .
فتحت عينيها بمشقة ترى صورته المشوشة ليقول بحنان: ماتزعليش منى .
قد تكون ابتسمت أو أرادت قبل أن تسحبها الظلمة من بين ذراعيه مرة أخرى وتغرق فى سباتها من جديد .
أعاد خصلاتها المتمردة رابتا فوق رأسها بدفء قبل أن ينهض عن الفراش ويعود للاريكة .
بعد ساعات عادت الطبيبة بصحبة راجى الذى لم يتوان عن تحمل أعباء أخيه .
_____
غادرا بيت هيبة عائدين سيرا على الأقدام يركض سليم أمامهما غير عابئ بشئ كعادته ، نظر سويلم ل دياب ؛ ذلك الفتى الذى كان خصمه فيما مضى وأصبح رفيقه بعد جهد منه ومن الجميع ، لم يكن الصمت من عادات دياب لذا تساءل سويلم : مالك يا صاحبي .
اختلس سويلم نظرة له : مالى !! انى زين اهه .
ابتسم سويلم : زين كيف يعنى ؟ من يوم ما ستى شريفة رجدت وانت ساكت .فاكرنى مش واعى لك ؟
تنهد دياب متذكرا ذلك اليوم الذى استمع فيه لحوار عمه مع الطبيب دون تعمد . وذاك الطبيب يخبره أن حالة شريفة ميؤس منها . لقد تحملت الألم كثيرا بصمت .. وتأخير التشخيص لهذه المرحلة أخر حالتها ولم يعد بمقداره المساعدة .
ذلك اليوم دخل إلى غرفتها فى خلسة من الجميع وظن أنها غافية . اقترب من فراشها مفسحا المجال لدموعه أن تعبر عن ألمه . فتلك المرأة لها الكثير من الفضل في تنشئته منذ انتقاله لمنزل عمه اذعانا لرغبة حسنات وقد كانت حكيمة فى رغبتها تلك فسرعان ما حصلت أمه على الطلاق من أبيه وها هي قد تزوجت من اخر فلولا انتقاله لمنزل عمه منذ أعوام ما كان يدرى مصيره إلام سيؤول .
تنهد دياب وقد منحه سويلم كل الوقت الذي يحتاج ليتذكر أن شريفة فتحت عينيها تنظر له نفس نظرتها الحانية
عودة للوراء …
نظرت له بحنان : ماتبكيش يا ولدى .
اسرع يكفف عبراته : ماببكيش يا ستى شريفة ماتخافيش .
ربتت فوق الفراش ليقترب ويجلس بجوارها : ماخيفاش يا ولدى . بس هطلب منيك اخر طلب
تساءلت عينيه وعجز لسانه لتقول : بزياده انت وعمك عارفين الحجيجة ..مارايداش اوچع جلوبهم .
أومأ بطاعة عهدتها منه لترفع كفها وتربت فوق كتفه : انت نبتة صالحة من بذرة عطبة . سبحان من زرع جلبك .اوعى تهمل جلبك تانى يا دياب .خليك ورا جلبك هتوصل للسلامة .
ابتسم دياب بشحوب ، لقد تلقى منذ أيام أنهم بإنتظار التصديق على الحكم على أبيه بالاعدام ولم يشعر بالالم الذى شعر به حين قال الطبيب : انا اسف مفيش امل .
فقدان تلك المرأة اقسى من فقدان الرجل الذي انجبه
عاد من ذكرياته على صوت سويلم : مش دى عفاف بت عمى .
نظر فى اتجاه عينيه لينطلق نحوها .
_______
ظلت ليليان تتحاشى دخول الغرفة حيث ينفرد بغضبه منها حتى صعد أبنائها بعد ساعة كاملة .
كانت لاتزال بملابسها لتفتح لهم الباب فيتساءل إياد وهو يتلفت حوله : بابا فين ؟؟
حسنا لن ينهى غضبه سوى أبنائه لذا أشارت نحو الغرفة : جوه يا حبايبى ادخلوا له .
تسابق ثلاثتهم وقد سمحتا لشقيقهما بأن يكون الأسبق . فتح الباب ليندفع نحو الفراش حيث يتمدد طايع الذى رفع رأسه ليبتسم فورا ويفتح ذراعيه ليقبل ثلاثتهم عليه .
بعد لحظات دخلت للغرفة لتجده متكئا بظهره للفراش وبسمة على يمينه ونسمة على يساره بينما يجلس إياد فوق ساقيه صارخا بحماس : بحبك قد الدنياااا
ضحك طايع : بتحبنى لاچل هاخدك الصعيد بس ؟
هز الصغير رأسه نفيا : لا . لا .لا . بحبك كده بس انت بابا طالع حبيبى .
قطب جبينه بتساؤل : بابا ايه !!
صمت إياد لحظة ثم قال بمشقة : ط..طااا.طايييع .
صفقت الفتاتان بتشجيع لتقول بسمة : فاضل تقول اسم عمو مهران .
هز كتفيه ببراءة : مالان .مالان
أنهت تبديل ملابسها لتقترب من الفراش وهى تخشى بالفعل رد فعله لقربها . أسرعت نسمة تتخلى عن موضعها لامها التى ضمتها بذراعها إليها .نظرت له خلسة تنتظر تشجيعه لتزداد قربا .. رفع ذراعه لتستقر فورا قرب قلبه وهى تضم صغيرتها .
صفق إياد بحماس وهو ينظر ل بسمة : قولى بسسمة
ضحك الجميع فالصغير لا يتوقف عن طلبه منها الانشاد وعلى عكس توقعات الجميع هى تلبى طلبه دائما بمنتهى السعادة قد تعتذر لأى شخص حتى والدها ..أما إياد فلا ترفض له طلبا .
نظرت له بحنان : اقول إيه يا إياد ؟؟
وضع إصبعه فوق رأسه ثم قال : گ م ناشد المختار ربه .
نظر طايع لابنه بتعجب كثيرا ما يشعر أن هذا الصغير يرى أعماق قلبه دائما ويبرع فى نزع ألمه ووضعه على الطريق الصحيح.
______’
وصلا للمنزل اخيرا وهو يرى الإعياء رغم اختفاء وجهها . اختفت البشاشة من ملامحه أيضا وتجهم وجهه قلقا : مالك يا غالية ؟؟
دفع الباب لترفع نقابها وتدخل : مفيش يا تاج الطريق طويل وانا كبرت .
وضع الحقيبة الصغيرة أرضا : لا مش حكاية كبرتى انت فى حاجة وجعاكى .
جلست فوق أقرب مقعد ، تعلم أنها إنه تاج من يرى دواخلها .
مسدت ساقيها بألم : رجليا بس من كتر القعدة وجعتنى شوية
اسرع يمد كفه لها : طب قومى ارتاحى فى السرير
نظرت له وهو يعود لمساعدتها في تبديل ملابسها والاسترخاء .. إلى متى سيظل هو من يتحمل عنها !!
منذ التقت عينيها بخاصته حمل عنها مشاق الحياة بلا تذمر . سنوات طويلة عاشت فى كنفه لم يشعرها يوما أنها عبء بل كان دائما نعم الزوج الذى ما ظنت فى صباها أن تحظى به .
دثرها لتتعلق بكفه : خليك جمبى .
ضحك تاج لتشبثها به : هههههه قولى بقا انك عاوزة تدلعى .
هزت كتفيها : اه عاوزة اتدلع ولا علشان بقيت جدة يعنى تبطل تدلعنى ؟
أحاط وجهها بكفيه : جدة مين يا غالية ..هم يكبروا مالناش دعوة بيهم انت هتفضلى فى عنيا اجمل ست فى الدنيا .
_______
مرت ليلة عصيبة حتى أخبرته الطبيبة فى اليوم التالى أنها تستجيب وستكون بخير .اخيرا شعر بما ارغمها على معايشته لاربع سنوات .. ليس من الهين الشعور بفقدان من نحب ..وقد استمر لسنوات يتمنى إن خرج في ذلك اليوم غافلا عن النيران التى يضرمها بصدرها حتى طالت صدره .
ليلة واحدة ولم يغمض له جفن . يراقب رتابة أنفاسها خوفا من فقدها دون أن يشعر .
ياله من ألم !!!
______
اجتمع الجميع بمنزل تاج فى اليوم التالى كالعادة كلما عادا من النجع . منذ اللحظة الأولى شعرت بتوتر الأجواء بين طايع وليليان .
كانت ليليان شاردة اغلب الوقت . هى دفعته لذلك . لم يكن يتحمل بعدها عنه . لم يكن ينام ليلة متحملا برودة صدره الخالى منها ورغم ذلك فإنه ليلة أمس نام بغرفة صغيره لأول مرة على الاطلاق
زفرت بضيق وهى تتذكر أنه حذرها كثيرا من إرغام ابنته على كون ما لا تريد حتى دفعته لهذا العقاب الذى لن تتحمله ليلة أخرى .
وصول ريان كان سببا في انتهاء شرودها لتحاول التفاعل مع الجميع .
اعددن الطعام ليقول تاج ممسكا بكف زوجته وبسمة : انا هقعد جنب غالية الكبيرة وغالية الصغيرة .
ابتسمت الصغيرة بسعادة وكذلك والدها الذى قال : والله يا عمى وياك حج . بسمة طبعها زى عمتى .
أسرعت نسمة تعترض : وانا يا سى بابا ؟؟
ضحك طايع وجذبها نحوه : انت حتة من لى لى فى كل حاچة .
اقترب تاج الصغير من أبيه : بابا بيقول انى شبهك يا جدو
جذبته غالية : طبعا شبهه علشان كده هتقعد جمبى انا .
كان إياد وتريم يراقبان ما يحدث ليمسك كل منهما بكف الآخر فيجذبهما ريان : يلا يا حبايبى
كانت الجلسة هادئة تحكم طايع فى معاملته لها جيدا ، تبادل تاج وغالية النظرات فيمكنهما بسهولة رؤية ما يدور خلف الستار .
عاد ريان للمتجر وانشغلت ليال بالصغار ليجدها تاج فرصة جيدة ويسأل طايع : مالك يا طايع ؟
ابتسم طايع بمودة : ماليش يا عمى سلامتك .
نظر باتجاه نظراته ليرى عينيه متعلقة بصغاره فيقول : سبحان الله توأم ونفس الشكل والروح حاجة تانية .
تساءل طايع بترقب : قصدك ايه يا عمى ؟
ابتسم تاج : نسمة جريئة و قوية وتحب تظهر نجاحها وتفتخر بيه . وبسمة هادية وخجولة بس اقوى من نسمة بكتير .
تنهد طايع بحيرة ليقول تاج : ماتخافش عليهم .
أومأ ولم يرد فبم يخبره !! أنه يخشى على صغيرته من امها !!
_______
عادوا للمنزل ليكون المرور بشقة مهران أمرا مسلما به فالصغير لن يتحرك خطوة واحدة دون تفقد روان .
وككل يوم أصر إياد على البقاء خاصة لعدم وجود مهران ولم يمنعه والديه بالطبع كذلك الفتاتين .
صعدت خلفه بصمت التزمه هو أيضا . فتح الباب لتدخل بهدوء .تجاوزها للداخل لتلحق به فورا : خلاص يا طايع حقك عليا .
زفر بضيق : خلاص يا لى لى بس بالله عليك بطلى أفكارك دى ممكن تخسرى بتك بيها .
نظرت أرضا وتمتمت : حاضر .انا مش هتدخل تانى واخليها تعمل اللى عاوزاه .
تعلقت بذراعه : طايع هتنام مع إياد النهاردة بردو ؟
نظر لها ليبتسم : وحد جالك هملينى انام حداه عشية ؟
قطبت جبينها ليتابع : انى راحت على نومة غصب عني ماجصديش اهملك .
تهلل وجهها واسرعت تضمه بحب : انا بحبك اوى يا طايع
_______
وصل مهران متأخرا ليجد الهدوء يعم المنزل ، زفر بضيق تمنى أن تكون متيقظة واتجه لغرفته .
كانت تجلس أمام مرآتها بشرود تعجب منه .حمحم ودخل لتنظر له عبر المرآة.
ابتسم واقبل عليها : چبت لك هدية
يعلم أن بسمتها تلك زائفة ورغم ذلك فتح الحقيبة التى يحملها وأخرج منها مجموعة من الروايات التي تعشقها لتقول : تعيش وتجيب .
تناولتهم منه لتضعهم جانبا بلا حماس لتزداد حيرته .
حبيبته تفقد شغفها بالحياة وهو يراقبها بعجز غير قادر على مساعدتها
_______
حان موعد عودة ضاحى وريتاچ وعزم طايع على صحبة زوجته وأولاده هذه المرة للصعيد كما وعدهم . لم تحاول أن تعترض خاصة بوجود أبويها بالصعيد ومحاولاتها الأخيرة لتغير أفكارها لمصلحة أطفالها أولا .
لم يكن الموعد ملائما ل مهران فسيتزامن تقريبا مع بطولة ابنه الذى عمل جاهدا للوصول إليها ، لذا قرر أن ينتظر حتى تنتهى البطولة ثم يلحق بهم برفقة أسرته الصغيرة .
كانت ليال تتشوق لهذا اللقاء فأخر مرة رأت فيها ضاحى كانت منذ عام ونصف وهو لم يعد مذاك الحين .
______
وصل هيبة وراجى مطار اسيوط لاستقبال شقيقهما العائد ، وقفا بصالة الإنتظار قرب باب الخروج فقد حان موعد خروج ريتاچ تدفع مقعد ضاحى وهما مستعدان للمساعدة .
تعلقت اعينهما بالباب فقد خرجت بالفعل لكن خرجت بدون ضاحى .
انتفضت القلوب فزعا وتساءل راجى فورا : ضاحى فين ؟؟
لم يجب هيبة الذى رأى أخيه قد ظهر بالباب ليخر ساجدا .اتسعت أعين راجى وهو يراقب تقدم ضاحى منه ؛ إنه يسير !!! يستند لعكاز معدنى لكنه يسير .
هب هيبة واقفا تاركا راجى مع صدمتها السعيدة ليتجه نحو ضاحى مهرولا .
ضحك ضاحى حين وجد نفسه محاطا بذراعى شقيقه بدفء افتقد الشعور به ، لم يهتم هيبة لتلك العبرة التى خانت صلابته الدائمة وهو يتساءل : انى واعى لك صوح ولا بحلم ؟؟ انت واجف على رچليك صوح ؟؟
لم يملك وقتا يجيب وقد اقبل راجى : انت بتتحرك يا ضاحى ؟؟ يديك بتتحرك ورچليك واجف عليهم
ربت ضاحى على ذراع راجى ليخفف ضمته له : الحمدلله انى بخير ..مارضيتش أجولكم . كنت رايد اشوف فرحتكم بعينى .
ضمه هيبة مرة أخرى : اكبر فرحة فى عمرى يا خوى .
حمحمت ريتاچ : احممم مش يلا نروح .الولاد واحشنى اوى .
إلتفت لها ثلاثتهم ليشعرا بالحرج من إهمال استقبالها لكنها كانت تبتسم وكأن شيئا لم يكن .ابتسم ضاحى لها فتلك الفتاة التى كانت أولى اهتماماتها لم تعد هناك استبدلتها هى بأخرى اقوى واصلب وأجمل فى كل شئ .
____
كان وصول طابع وليليان لمنزل هيبة سببا في مخاوفها هى تعلم أن زوجة خالها هنا ولا تريد اى صدام معها حرصا على مشاعر طايع ، حقا لم تتجاوز خلافاتهما يوما حد النظرات لكنه يتألم لها .
فتح رفاعى ذراعيه فور رؤية إياد ليهرول الصغير نحوه فيضمه بحنان : اتوحشتك جوى يا جلب چدك .
يهز الصغير رأسه إعتراضا : انت وحشتنى اكتر .
رحب بهما الجميع لتجلس ليليان بجوار خالها : والله يا خالى طول الطريق مانطقش علشان روان ماجتش معانا .
ربت رفاعى على ظهر حفيده بينما قالت زينب : جلبه حنين كيه أبوه تمام .بس انى زعلانة منيك يا إياد .
تبادل وزوجته النظرات القلقة بينما قالت زينب : چيت من مصر وماچبتليش حاچة حلوة .
ضم إياد كفيه بسعادة : معانا حاجة حلوة كتييير هديكى واحدة ماتزعليش
ضحك الجميع لتقول زبيدة : وانى كمان عاوزة حاچة حلوة مش انى چدتك بردك !!
نظر الصغير لها دون أن يفهم كيف يكون له جدة ثالثة .نظر لكفه ورفع أصابعه كأنه يعيد العد ثم قال : عندى اتنين بس .
ضحكت زبيدة لتقول سما : براڤو يا إياد كل واحد عنده اتنين بس .
أشارت لزبيدة : بس دى زى جدتك يعنى نحترم ونحب الناس الكبار زى جدو وتيتة .
صفق إياد : انت شاطرة ، زى روان .
عاد الشجن لملامحه فجأة وهو ينظر لوالده : بابا عاوز روان .
أسرعت بسمة نحوه : إياد فى حصان برة . تعالى نتفرج عليه .
تبدلت ملامحه وهو يقول: اركب زى نسسسمة .
جاءه صوت سويلم الذى قال : تعالى وانى اخليك تركب .
ضحكت زبيدة لتحث صالح الصغير لركوب الخيل : شايف نسمة بنت عمك اتعلمت تركب خيل وانت لاه .
نظر لها بلا مبالاة : مش عاوز اركب خيل عاوز اقعد معاكى .
اقبل سويلم ودياب مترافقين كالعادة ، قدما التحية للجميع لتهبط الصغيرات يهرولن فوق الدرج : عمتو ليال جت .
كان هذا صوت ليال الصغيرة . راقبت بسمة ونسمة هرولت الفتيات لاستقبال خالهما وزوجته التى سرعان ما دخلت محاطة بالفتيات .أشار طايع للفتيات : تعى يا مريم .جربوا يا بنات .
بدأ بتعريف فتاتيه إلى الصغيرات لتبدأ همهمات الإعجاب لشدة التشابه بينهما .
جلس ريان بجوار طايع : منور يا ابونسب .
وكزه طايع ليقترب منه فيهمس : انى كلمت راچى وهم على وصول .
تجهمت ملامح ريان : ربنا يستر .
دخل تاج تتأبط غالية ذراعه ليهرول نحوها الصغار وتستقر بسمة فورا بصدر جدها الذى قال بحنان : وحشتيني يا بسمتى .
لم يفلتها لينحنى حاملا إياد الذى قال : اركب الحصان يا جدو .اخد تريم معايا ؟
توجهت غالية ترحب بأبناءها ليتبعها تاج قائلا : نسلم عليكو الاول يا إياد .
اندمجت نسمة مع الفتيات سريعا بينما ظلت بسمة قرب جدها حتى استقر الجميع جلوس فأقبل سويلم : يلا يا إياد
نظر له تاج : خلى بالك منه يا سويلم
ابتسم سويلم : ماتخافش يا چد .
اقترب دياب يقبل رأس تاج الذى قال : يبقى دياب ياخد تريم وسويلم إياد .
تراجع إياد بخوف ظهر للجميع ممسكاً بابن خاله يعيده للخلف وعينيه تبحث عن شخص ما .اسرع طايع نحوه : مالك يا حبيبي .
ظل متمسكا ب تريم ونظراته زائغة ليقول تريم رابتا فوق كفه بحنان : إياد خايف ليه ؟ هنركب الحصان .
جثت بسمة أمامه ووضعت كفها فوق كفه المتمسك بملابس تريم وهمست له شيئا لتتحول نظراته إليها.ربتت على خده بحنان ليلتصق بها ويتساءل ابيها بقلق : فى إيه يا بنتى ؟
أشارت بعينيها نحو دياب وحركت شفتيها دون صوت ليهز والدها رأسه بتفهم ويزفر براحة ويقترب سويلم من دياب هامسا : إياد خايف من اسمك .
قطب دياب حاحبيه بتعجب ليقول سويلم : خلى بالك هو بس بيتأخر هبابة على ما يركز واضح إنه أول مرة يسمع الاسم وربطه بالديابة .
ابتسم دياب واقترب ليمسك كف إياد الذى تراجع بخوف ليقول : انى اسمى إكده . دياب اسم بس لكن انى بنى ادم زييك انت احلى شوية إن چيت للچد
لم يتخل إياد عن حذره وتساءل : مش هتاكل تريم زى الحدوتة ؟؟
نظر طايع لزوجته بلوم واضح لقد حذرها من تلك القصص التى تقصها على الصغير و وعاد لمقعده تاركا زمام الأمور للصغار فيبدو أنهم سيكونون بخير .
تمسك إياد ب بسمة من باب الحذر فهو لم يطمئن بشكل كامل وأخيرا غادر الصغار جميعا الفتية للخارج والفتيات للداخل يترقبن وصول ضاحى بغرفة مريم التى لم تفارق الشرفة لوهلة انتظارا لابويها .
____
اقتربت سيارة هيبة من الباب لتتعلق مريم بالشرفة : بابا جه .
أسرعت الفتيات ينظرن للخارج ، توقفت السيارة ليترجل عنها هيبة فورا ويفتح الباب الخلفى اخذا بيد أخيه الذى وقف بحذر .
اتسعت عينا مريم وهى تقول بدهشة : بابا واقف ..بيمشى !!
وتبع قولها اندفاعها للخارج صارخة : بابا بيمشى يا تيتة .
خرجت من الغرفة تخترق الردهة عدوا ولم تتوقف عن الصراخ : بابا بيمشى يا تيتة
توقفت الكلمات وساد صمت مهيب لا يتخلله سوى ركض الصغار . مصطفى الذى هبط من الدور العلوى راكضا يتبعه مهدى ولبيب .
وقفت ليال وقد عبرت دموعها عن سعادتها : بيمشى !! ضاحى بيمشى !!
وقفت زبيدة لتقترب منها غالية : مش قولتلك يا زبيدة والله هيرجع ماشى .
ضمتها زبيدة بسعادة : طول عمرك چلابة الخير .
أسرعت زينب للوم : كنتى خابرة !!
ابتسمت غالية : كنت متابعة الدكتور بتاعه على الانستا وحالة ضاحى إنجاز علمى جديد لازم يعلنوا عنها .
دفعها ريان للأمام : مستنية ايه أجرى روحى لاخوكى .
كادت أن تعدو بالفعل ليمسك كفها مسرعا : لا ماتجريش امشى بالراحة .
كانت مريم الأسبق فى الوصول ل ضاحى . اخترقت الجميع وارتمت فوق صدره بقوة أسقطت عكازه ليلتقطه راجى ضاحكا : على مهلك يا بتى .
وصل مهدى لتضمه أمه واخيه وتدمع عينيها : كبرتوا يا حبايبى .
جذبت مريم من بين ذراعى ضاحى ليحل اخويها محلها وهى تقول: بقيتى طولى يا مريم !! قصرت معاكم يا حبايبى سامحوني.
ضمتها مريم بقوة : ماقصرتيش يا ماما كفاية انك رجعتى ببابا ماشى على رجليه .
_____
وقفت بسمة فى ركن خلف حاجز خشبى بينما يمتطى سويلم فرسا وأمامه إياد ويمتطى دياب اخر وأمامه تريم .
احكم سويلم قبضته حول خصر إياد الذى لم يتمسك بالسرج مطلقا وأخذ يصفق ويلوح بذراعيه لها ليسأله سويلم : مبسوط يا إياد ؟
أومأ بسعادة : اوووى قد الدنيا .
كانا يسيران الهوينا بالفرسين ويدوران فى حلقات متقاربة حين علا الضجيج ليقول دياب : عمى ضاحى وصل .
ظهر الارتباك على ملامحه وهو يقول : انى هسبجك على الدار .
أوقفه سويلم : استنى يا دياب .
وقف دياب وقد ترجل عن الفرس وحمل تريم ليضعه أرضا ليتابع سويلم : انت ماعملتش حاچة تهرب منيها .
قاطعه دياب بغضب : بوى عمل
لينهره سويلم : بوك مش انت . انت واحد منينا ومحدش يجدر يجلعك منينا زيك زيي زى لبيب ومصطفى .
ترجل عن الفرس واياد بين ذراعيه ليقول : محدش هيحاسبك على حاچة معملتهاش واللى يفكر يعمل إكده عمك هيجف له .
ظهر التردد على ملامح دياب ليقول إياد ببراءة : شكلك وحش وانت زعلان ..بتخوف
ابتسم دياب مكرها بينما رفرفت ضحكات سويلم : جوله يا إياد لو شاف خلجته هيبطل يزعل .
أقبلت بسمة بهدوء بعد مراقبة حثيثة للموقف ليتعلق إياد برقبة سويلم : بسسسمة خليه معايا هنركب حصان تانى .
اختطف نظرة لها ليقول : ماتخافيش عليه هدير بالى عليه زين .
اومأت ولم ترد وتساءلت : تريم هتيجى !!
ليقول تريم بعفوية : ودينى عند خالو اللى انا مش عارفه ده .
ابتسمت بهدوء : يبقى خليك معاهم هم رايحين عنده
واتجهت للداخل ليحيط سويلم كتف دياب : خلينى نسلم على عمى ونرچع .ماتربطش الخيل يا عم عتمان .
اتجه دياب معه يقدم قدما ويؤخر أخرى وتلكأ سويلم حتى استقر الجميع بالداخل ليتأكد من وجود أبيه بينهم .
_____
استقر ضاحى بجوار أمه التى تنظر له بسعادة : بركة سلامتك يا ولدى .
ابتسم ضاحى برضا : الحمدلله يا اما
تاج : ربنا يكتبك من الحامدين
رأى نظرات السعادة التى ترمق بها أخيها ليستجيب لنداء طايع الذى يحثه ليلحق بهم فقد قرر هيبة أن يذبح ثلاثة عجول وأصر على ذبحها بنفسه تعبيرا عن سعادته بشفاء أخيه .
اقبل سويلم ينظر بحرص . ساءه عدم وجود أبيه ورغم ذلك لم يبد أي تردد وتقدم حاملا إياد : حمد الله بسلامتك يا عمى .
نظر له ضاحى ببشاشة : كبرت يا واد رفيع . جرب يا ولد .
نظر لرفيقه أيضا ليقول : انت دياب ؟؟
توقفت خطوات دياب وتوقفت أنفاسه أيضا وهو يشعر أن الأنظار كلها مسلطة عليه ليضحك ضاحى : انت حته من چدك .جرب يا ولد اهنه .
تقدم دياب بحذر بينما صافح سويلم ضاحى وقبل رأسه بإجلال . ترقب دياب حديث ضاحى الذى قال : ماتجرب يا ولد ولا اجوم لك .
هرول دياب نحوه : ماجصديش يا عمى .
ربت ضاحى على كتفه بحنان : اجعد چارى اهنه .
نظرت له ريتاچ برفض ليقول تاج : عارف يا ضاحى .دياب أول واحد ختم القرآن بأحكام التجويد .
نظر له ضاحى بفخر ليقول رفاعى : ربنا يطرح فيك الخير يا ولد .
تبسم دياب لتأتى ضحكة إياد معلنة نهاية التوتر قائلا بحماس : يلا نركب الحصان .
نظر ضاحى ل تريم متعجبا : انت واد مين !!
صمت الجميع ليقول تريم : انا واد وتريم .
ضحك الجميع ليقول ضاحى بسعادة : انت واد ريان !! ابن الغالية . تعالى بجا .
مد ذراعيه ليتساءل الصغير ناظرا لامه : هو ده خالو اللى معرفوش ؟؟
ضحكت ليال : ايوه يا لمض .
نظر تريم لهيئة ضاحى المرتبة وملابسه العصرية ليضحك : ههههه انت زى ماما نص ونص .
مازح ضاحى الصغير وشاغبه بوفرة وهو يضحك بسعادة واياد يضحك لضحكاته .
هموا بالانصراف ليوقفهم ضاحى : دياب .
نظروا له ليتابع : تعرف الفرسة بتاعتى !!
ابتسم دياب : وفى حد مايعرفهاش . اچمل واشرس فرسه فى النچع كلاته .
ضحك ضاحى : تمام هههه . جالوا لى چابت مهرة زييها تمام .
ضحك سويلم : اوعر منيها يا عمى .
أومأ ضاحى : حلال عليك المهرة حلاوة ختمك القرآن .
تهلل وجه دياب : صوح يا عمى !!!
اتسعت البسمات وتوالت التبريكات على دياب بينما تنحى تاج جانبا ليجيب هاتفه وسرعان ما عاد بوجه آخر انقبض له قلب غالية وتساءل رفاعى : خبر ايه يا ابو ريان ؟
تمتم تاج محتسبا ثم قال : الست شريفة فى ذمة الله .
أسند ضاحى رأسه لعكازه : كنت خابر ان مايحوشك عنى غير الشديد ياواد عمى .
شهقت النسوة بينما وضع دياب تريم بين يدى والدته ليهرول خارجا وتصنم سويلم حتى أقبلت ليليان تحمل طفلها عن ذراعيه وتحاول تخليصه من تمسكه به ليزداد إياد به تعلقا فيربت على ظهره : همليه يا عمة ماتخافيش .
واتجه للخارج ومعه إياد لتتعجب ليليان : غريبة إياد اول مرة يمشى مع حد اول مرة يشوفه .
بينما لم يلحظ أحد اختفاء دياب تماما منذ أعلن تاج عن ذاك الخبر
غادر الرجال وضاحى يصحبهم منتبها لخطواته بينما أقبلت سما تحمل عباءة زبيدة تساعدها في ارتدائها ليخلو الدار فى دقائق إلا من الصغار .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)