رواية الشرف الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف الجزء السادس والثلاثون
رواية الشرف البارت السادس والثلاثون
رواية الشرف الحلقة السادسة والثلاثون
السادس
اقتربت روان من مهران الذى بدا عليه الشحوب والاعياء فهو يرفض تناول الطعام أو النوم منذ الحادث وقد اخبرتها ليال أنه فى ذلك الصباح المشئوم غادر متعجلا بلا طعام ايضا .اطبقت كفها على تلك الشطيرة التى تحتفظ بها لأجله وهى تقترب بحذر ، وقفت بمحاذاته لتنظر لوجهه المتعلقة عيناه بجسد أخيه لتتألم لألمه : مهران .
انتبه لوجودها حين لفظت اسمه بحنان ليلتفت لها مقطب الجبين فتخرج شطيرتها الغالية من حيث دستها أسفل حجابها وتقول برجاء : لو ليا خاطر عندك كل السندوتش ده
يتنهد نافثا ألمه مع زفيره وتعود عينيه لجسد أخيه لتضطرب نظراته ويلتصق بالزجاج كأنه يتحقق مما يرى فأخيه حقا ينظر له .
ترقرقت الدموع بعينيه وغافلته احداهن لتفر تروى تصحر وجهه للمرة الأولى على الإطلاق لتفزع روان : مهران انت بتبكى !!!
يسرع ماسحا وجهه بكفيه ويعود لشخصيته الصلبة فى سرعة فائقة : ببكى !! چنيتى ولا ايه ؟!!
واختطف الشطيرة من بين اصابعها وهو يعدو بإتجاه غرفة الطبيب
***************
القاهرة شقة حازم
يجلس ساهر زوج چودى بجوارها وأمامهما تجلس رنوة الغاضبة ليرق لها قلب ساهر فهو منذ تزوج شقيقتها يعدها أخته الصغرى : خلاص بقا يا رونى روقى . وليكى عندى خلصى امتحانات وتكون چودى ولدت ونطلع تانى شرم أو غردقة بصى اختارى انت المكان المرة الجاية .
تضع الاء صينية الحلوى على الطاولة أمامهم وهى تتأفف : انت دلعها شوية وابوها شوية
ونظرت ل رنوة الغاضبة : ما تفكى وشك ده بقا قالوا لك خلصى امتحانات ويفسحوكى .
رنوة بدلال : ماشى بس ليا فسحة عندك وفسحة عند بابا .
تتسع ابتسامته لرضاها : أكيد طبعا حد يقدر يزعل قمر العيلة ؟
ونظر لزوجته التي تناولت طبقا من الحلوى وبدأت ألتهامه بشهية : بالراحة يا ماما كفاية أكل
تنظر له شزرا وتعيد الطبق لموضعه غاضبة : قصدك ايه بقا ؟ ماببطلش اكل يعنى ولا ايه ؟ ولا شايفنى تخنت بقا ومش عجباك ؟
تضرب ألاء كفيها ببعضهما بينما يسرع يراضيها : أنا قلت كده يا قلبى !!! أنا بس قلت هناكل سوا فى الطريق .
أمسك الطبق يناولها إياه بحنان : عموما اتسلى فى ده على ما ننزل .
تدفع چودى الطبق بعيدا وهى تعيد ظهرها للخلف بحزن مبالغ فيه لتنهض ألاء متجهة لغرفتها : لا دا انتو تنقطوا ، الله يكون في عونك يا ساهر يا بنى
تمد چودى شفتيها وهى على وشك البكاء ليسرع جاذبها بذراعه لتلتصق به : على قلبى زى العسل ، قلب ساهر يا ناس حتى وانت زعلانة قمر
تشعر ببعض الرضا لتقاطعهما رنوة : جرى إيه يا جماعة راعوا السناجل اللى قاعدين معاكم .
ينظر لها ساهر بغضب مصطنع : انت لسه هنا . قومى ذاكرى يلا .
تتجه رنوة لغرفتها وهى تضرب الأرض بقدميها كالأطفال ليعود ساهر مختطفا قبلة سريعة من شفتيها هامسا لها بحبه وشوقه وكفه يمسد بطنها المنتفخ بدفء وحنان . ظلا على حالهما لفترة قبل أن يشعرا بقدوم الاء ليبتعد ساهر عن چودى وينهض : إحنا هنمشى بقا يا ماما .
الاء : فى حفظ الله يا حبايبى . بس كان يجرى ايه لو أجلتوا الفسحة دى بعد الولاة ده خلاص چودى فى التامن .
يحيطها ساهر بذراعه بحب : لا يا ست ماما هتولد وتنشغل بالنونو وتنسانى ، أنا ألحق اخد فرصتى .
غادرا بعد قليل تصحبهما دعوات ألاء بالسلامة والسعادة فهذا الرجل الذى اختارته ابنتها هو نعم الزوج ، لطالما أغدق عليها عطفه وحنانه .
****************
انتقلت البشرى السعيدة فورا لغرفة رفاعى ليلتقط أنفاسه أخيرا فصغيره على الأقل افاق من غيبوبته .
قرر الطبيب نقل طايع لغرفة أخرى بعد عدة ساعات إضافية من الملاحظة لكن طمأنهم أن حالته استقرت بالفعل وسيسمح لهم برؤيته فى أقرب وقت .
حتى الأن لم يقم صخر بتفقد رفاعى أو طايع ولو عبر الهاتف مما أشعر رفيع بالحرج بينما أبناء عمه صالح يحسنون رفع هذا الحرج عنه ويقسم هيبة المهمات على الجميع على حد سواء فهذا عليه إحضار النساء وذاك عليه اعادتهن ، هذا عليه مقابلة الرجال بالمنزل وذاك عليه ملازمة المشفى لعدد من الساعات . حتى ريان ومحمد يسعدان بتقديم المساعدة ليشعر الجميع بألفة عائلية مريحة للانفس .
طلب محمد من رفيع صحبته لشراء بعض الملابس ولم يعارض الأخير ذلك فبعد استقرار حالة طايع يشعر الجميع بالراحة .توجها أولا لمنزل رفيع ليبدل ثيابه وكان هذا ما يتمناه محمد أن يحصل على فرصة لقربها تلك التي استعمرت قلبه وعقله دون أدنى مقاومة منه .
****************
قرر العودة للمنزل لإحضار بعض الأوراق الهامة التي يحتفظ بها فى المنزل دائما ، لكنه سئ الحظ كعادته فما إن دخل من بوابة المنزل حتى رأها تستند إليه وتهبط الدرجات وهو يحيطها بحنان بالغ .
اعتصر الألم قلبه وهو ينظر لها برفقة غيره ، تحمل بأحشاءها صغيرا لرجل اخر قررت منحه كل ما حلم هو به .
تسمرت قدميه ليقتربا منه بود وهى تقول بدلالاها المعتاد : محمود أنا زعلانة منك .
انتبه لها ليمد كفه مصافحا زوجها : ازيك يا ساهر ؟
صافحه ساهر بود ليعود لها بكل كيانه وهى تقول : كدة تنسانى خالص ولا تسأل عنى .
يغالب نفسه ليبتسم لهما : ماقدرش على زعلك ابدا بس اعذرينى مشغول
تبادل معهما حوارا وديا ليتساءل منهيا الحوار الذى لم يعد يحتمله : انتو مروحين بدرى ليه ؟
يحيطها ساهر ليدمى قلبه وهو يراها بين ذراعيه قائلا : لا أنا خاطف حبيبتى وطالعين شرم .
لم يعد محمود قادرا على إلتقاط أنفاسه ليومأ برأسه بتفهم : تمام توصلوا بالسلامة .
صافحه ساهر ليغادرا ويسرع هو إلى شقة والديه لتقابله ماسة فتفزع لرؤياه بأعين غائمة ووجه محتقن لكنه يتجاوزها مسرعا لغرفته ليغلق الباب محتضنا ألمه وأحزانه .
*********************
خرجت أخيرا لتقدم له الضيافة بينما كان رفيع يبدل ملابسه، وضعت الصينية أمامه لكنه لم يمهل نفسه ليفكر لوهلة واحدة وأسرع قابضا على ذراعها لتختفى ابتسامتها عن وجهها وتنظر له بغضب : چنيت إياك ، سيب يدى .
لم يبد عليه أنه استمع لها حتى.. وهو بالفعل لم يفعل فقد كان غارقا فى لهفته لقربها مبتسما بهدوء مستفز ، نفضت يده عن ذراعها ليزول سحر ملمسها عن قلبه ويتمتم بحرج : أرجوك لازم اتكلم معاكى .
تنظر له بتحدي واستهزاء : المفروض تخچل من حالك ، خوى أمنك ودخلك دارنا لاچل تمد يدك علي ، والله لو عرف رفيع ليدفنك مطرحك .
كانت لهجتها تشبه لهجة مهران وطايع وقد اعتاد سماعها إلا أنها تخرج من بين شفتيها بإيقاع خاص بها .
همس وهو هائم بعينيها : انت عملتى فيا ايه ؟
عقدت ساعديها وهى تقول بقوة : أنى لسه ماعملتش حاچة لكن عقلك يوزك تمد يدك على تانى مش هترچعلك ومالاكش عندينا دية .
وغادرت بشموخ زلزل كيانه ليطرق ذلك القلب بصدره طالبا الرحمة من تلك الرحمة . ليرتمى فوق المقعد يجمع شتات أمره وهو يقسم أن تكون تلك الأبية الشامخة له وحده .
**************
غادرت لغرفتها والغضب يسيطر عليها فهى رحمة صخر التى لم يتجرأ رجل مسبقا على لمسها أو التقرب إليها ، ليأتى هذا الغريب بجرأته التى لا تنكر أنها أثارت أعجابها ليقدم على ما لم يقدم عليه رجل مسبقا . حسنا هى لا تظن أنه سيعيد المحاولة .
****************
لم يخف على ضاحى التوتر الذى شعر به رفيع حين تحدث ريان عن هذا الكتاب فقد امتقع وجهه وإن أحسن إظهار التجلد إلا أن ضاحى تأكد أن الأمر ليس مجرد كتاب تصفحه بصحبه أحد أصدقائه كما ادعى ذلك .
تم نقل طايع لغرفة أخرى ليبدأ الجميع فى تفقده فيفرغ الرجال مساحة من الوقت أولا لشقيقته وبنات عمومته لتفقده ليصحبهن راجى بعدها للمنزل فعليه أن يلزمه لمرافقة النساء وحمايتهن .
تمدد طايع على الفراش وجسمه يأن ألما ، كل ما فيه يؤلمه لكن كل هذا الألم لا يعادل ألم قلبه حين دخلت لتفقده دون أن تبدى أى اهتمام لأمره هى فقط تؤدى واجبا إجتماعيا وقد تكون أكرهت أيضا على زيارته وعلى السفر إلى الصعيد
ااااه يا ابنة العمة إن تمكن قلبك الغاشم من رؤية ما يجيش بصدرى مؤكدا ترينه بعينى لكنك لا تهتمين لأمرى .
***************
مرت الساعات وانهى محمد تسوقه المزعوم ليعود بصحبة رفيع للمشفى ويجتمع الشباب مرة أخرى بغرفة طايع يتجاذبون أطراف الحديث عدا مهران الذى إستلقى فوق أريكة بالغرفة يغط في نوم عميق أثر إجهاده فى الأيام الماضية.
عزم ضاحى على التأكد من ظنونه تجاه رفيع فعاد ليتحدث عن الكتيب ومحتوياته ليبدأ كل من ريان وهيبة بشرح الأمر بود .
ريان : يا شباب الكتب دى بيألفها ناس غير مؤهلة فقهيا للفتوى .
هيبة : وكلها مغالطة وتحريف لمعانى النصوص
ضاحى : لكن السبى نفسه حرام ولا حلال .يعنى سهل إكدة الواحد يخطف واحدة ويجول عليها سبيته ويحللها لنفسه .
ريان : لا طبعا الرق فعلا مباح فى الإسلام لكن بصورة إنسانية عكس اليهودية والنصرانية اللى حرموا الرقيق من حقوقهم الإنسانية
هيبة : وكمان فى حاچة مهمة جوى . جبل الإسلام كان في كذا طريجة للسبى والعبودية
محمد : كذا طريقة إزاى مش كانوا بيشتروهم من سوق العبيد
ضحك هيبة وريان على سذاجة تفكيره بينما قال طايع : لا يامحمد هيبة جصده إزاى الإنسان كان يتحول من الحرية للعبودية .
نظر لهما رفيع باهتمام : ايوة كيف بجا ؟
هيبة : اول حاچة الحرب يعنى أسرى الحرب يبجوا عبيد وسبايا
ريان : والمدين ، يعنى اللى يستدين من شخص ومايقدرش يسدد دينه الشخص ده يملكه بالدين
رفيع : واه الدين !! ليه يعنى مفيش مروءة ؟
ابتسم الشباب وقال هيبة : لاه وكمان الخطف والسطو والفقر كانت اسباب الرج كتيرة ومفيش باب للحرية واصل العبد يا ينجتل يا يجبل العبودية
قطب رفيع حاجبيه بقلق بالغ : واه ديه حاچة صعبة جوى
محمد : طيب والإسلام بقا عمل إيه فى النظام المحجف ده ؟
ريان : الإسلام حصر اسباب الرق كلها لسبب واحد بس غير كدة مش مقبول وهو الحرب يعنى اسير الحرب يملكه المنتصر لكن كمان فتح ابواب للحرية يعنى بعد ما كان الرقيق يا يتقتل يا يقبل الرق الإسلام اوجد حلين جداد المن والفداء ” فإما من بعد وإما فداء” ودى أيه صريحة في سورة محمد يعنى يفدى نفسه أو يمن عليه بالحرية
رفيع : الموضوع على إكده كبير جوى ؟
بدأ طايع يتحدث عن صعوبة مناقشة موضوع بهذه الحساسية دون وجود فقيه خاصة لعدم وجود أي نص فى القرآن أو السنة يحث على استرقاق البشر بينما تحفل آيات القرآن والأحاديث النبوية الشريفة بما يحث على العتق والحرية فجعل القرآن عتق رقبة الرقيق كفارة وفداء لعظيم الذنوب كالقتل الخطأ والظهار . كما كفل الإسلام للرقيق معاملة إنسانية تخلو من القسوة والتعذيب .
زفر رفيع بغضب فأخيه يسير على طريق وعر متخبطا بأفكار غير سوية على الإطلاق وقد تأكد أن هذا سبب تغير أخلاقه .
*********
فى غرفة رفاعى وقد أنهى الطبيب فحصه للتو ليبتسم بود : لا كدة حضرتك تمام وممكن تكمل علاجك فى البيت
زينب بلهفة : صح يا دكتور هيروح ويانا الليلة .
الطبيب : إن شاء الله
رفاعى : طيب وولدى طايع
الطبيب : هشوف حالته هو كان كل القلق من الغيبوبة والخوف إن النزيف يرجع لكن استقر الحمدلله
يغادر الطبيب ليدخل تاج وغالية برفقة صالح لتزف لهم زينب البشرى السعيدة فقد من الله عليها بسلامة زوجها وولدها من حادث كهذا. تنتقل الراحة فورا ل غالية وتاج وتتضرع القلوب لله أن يتم فضله عليهم
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)