روايات

رواية الشرف الفصل السابع والستون 67 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الفصل السابع والستون 67 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الجزء السابع والستون

رواية الشرف البارت السابع والستون

الشرف
الشرف

رواية الشرف الحلقة السابعة والستون

كان اليوم التالي من أسعد أيام ماسة حين اخبرها محمود صباحا عن اتفاقه مع هيام ،هو يعلم أن المنطقة الشعبية التى تقطنان فيها لن يقبل اهلها تردده عليهما دون إعلان صفة رسمية لوجوده ، كما أنه لا يريد أن يؤذى شخص ما أى منهما ولو بكلمة .
توجه حسب موعده إلى الحى ليصحب حياة إلى محل الصائغ بينما رفضت هيام مرافقتهما لتقابل من أراد التهنئة من الجيران ، هى علاقتها بهم محدودة بكل الأحوال لكن لابد من إعلان خطبة ابنتها .
انتقت حياة دبلة عريضة منقوشة تكفى وحدها لتزين بنصرها الأيمن لكن محمود يرفض ويصر على شراء خاتم ايضا فيكون الوسطى هو مكانه الأنسب.
انتقت حياة ل محمود دبلة فضية عريضة منقوشة ايضا ولم يعترض أو يناقش اختيارها فقد كان مثاليا بالفعل
توجه حمزة وماسة ومحمد إلى منزل هيام محملين بكافة الاغراض التى تلزم لضيافة من يحب تهنئة محمود وحياة .
توجه للحضور ايضا حازم وأسرته وتاج وأسرته بينما أصرت رنوة ألا تتحرك من المنزل إلا بصحبة رفيع فتأخرت عن الجميع .
عاد محمود وحياة ليجدا الجميع فى انتظارهما ، سعدت حياة بمشاركتهم فرحتها بذلك اليوم المميز بحياتها .
كان رفيع ورنوة اخر من يصل ليبدأ الاحتفال ، وضع كل منهما دبلته بإصبعه ليلتف الجميع حولهما يباركون لهما ويتمنون لهما السعادة .
قام محمد وطايع وريان بتحضير الضيافة وتقديمها للجميع ، وفى خلال دقائق اجتمعت نسوة الحى على صوت الزغاريد التى أطلقتها هيام ليبدأ الصخب وتبدأ النسوة فى التصفيق والغناء .
********************
كان مظهر متأهبا منذ الصباح فهو قد سمع محمود وهو يخبر حياة أنه سيعود فى الغد حسب الموعد المتفق . هو لا يدرى عن أى موعد تحدث . فقط أساء الظن وأطلق حكما على حياة بالسقوط .
حين بدأ النسوة فى الغناء كان يجلس بصحبة شاهين وماهر ليهب واقفا : أنى ماهسكتش على المسخرة دى .
توجه للخارج من فوره يتبعه تابعاه .
كان باب المنزل مفتوحا لاستقبال الضيوف بكل الأحوال لكنه دفعه ليرتطم بالحائط مصدرا صوتا مزعج ليلتفت له الجميع .
حدجهم بنظرات غاضبة : إيه المسخرة دى ؟؟ راعوا إن فى ناس چاركم تخاف ربنا
وقف الرجال أمامه فورا ليقول حمزة : اتفضل يا حج . عقبال اولادك .
مظهر وكأنه لم يستمع له : بطلوا غنا ومسخرة . الناس مش ناجصة ذنوب .
كاد تاج أن يرد عليه بإسلوبه الهادئ الرزين ليتقدم محمد بغضب : وانت تبقى مين بقا ؟
ماهر : انت ماتعرفش الشيخ مظهر ؟ ده شيخنا وكبيرنا .
محمد بنفس الغضب : أيوة يبقى ايه يعنى مظهر ده ؟؟
نظر له الجميع بتعجب حتى مظهر نفسه ليقول : مش بنى آدم زينا بردوا ؟ يبقى تحط لسانك جوة بقك وتدخل شقتك بدل ما اهزقك .
تاج بحزم : محمد وبعدين .
محمد : يا خالى مش من حقه يحاسبنا . عاوز يوعظنا أو ينصحنا مايبقاش بالطريقة دى .
ماهر بغضب : انت شكلك مجنون . ازاى تكلم الشيخ مظهر بالشكل ده ؟؟ انت عاوز تتربى من اول وجديد.
زاد غضب محمد ليقترب رفيع منه فورا : خلص ياواد عمى ماتهدش فرحة خوك .
كان محمود يراقب بصمت هو يشعر بالضيق لمجرد رؤية مظهر ، تقدم شاهين من مظهر هامسا ببعض الكلمات ليرفع الأخير كفه ليتراجع ماهر الذى هم بمهاجمة محمد .
نظر لهم مظهر نظرة أخيرة لكنها تحمل الشماتة ، لذا لم يفهم ايهم ما به قبل أن يتراجع لشقته ويغلق الباب فورا .
نظر حمزة ل محمد : ليه كدة يابنى ؟
محمد : يا بابا أنا مااكرهش فى حياتى قد مدعى الدين .
تاج : يعنى انت بتعمل زيه بالضبط .
نظر له محمد بلافهم ليقول : انت كمان حكمت عليه من غير بينة
تنهد محمد : يا خالى طريقته لوحدها تقول إنه مايعرفش حاجة عن الدين . حضرتك علمتنا الدين المعاملة .
نظر حمزة للحاضرين : إحنا اسفين يا جماعة سوء تفاهم صغير .
وعاد الجميع للاحتفال بينما اقتربت ماسة من هيام التى شحب وجهها لتتساءل عن هذا الجار الغريب لتجد هيام فيها ملجأ لتتحدث عن كل مخاوفها التى استوطنت قلبها منذ سكن هذا الجار .
****************
فى شقة مظهر
عادوا لمجلسهم ليتساءل مظهر : انت متأكد يا شاهين ؟
شاهين بثقة : عيب يا شيخنا ده انا شاهين .. الواد الصعيدى ده رفيع اخو سويلم والتانى اللى كان بيناطحك ده اللى هيتجوز أخته .
مظهر بإبتسامة خبيثة : يستاهلوا اللى هيچرى لهم .
ماهر بعدم فهم : سويلم مين ؟
مظهر بحدة : مرتد اهدرنا دمه . لاچل يكون عبرة لكل واحد يفكر يخرچ عنينا
*****”****”***”*”
قسم الشرطة .
يدخل الملازم اول اسر إلى مكتب براء باحثا عنه ليجد مكانه فارغا . تأفف وعاد أدراجه ليغلق الباب ويسأل جندى الحراسة : براء بيه فين يابنى ؟
الجندى : براء باشا قام براحة يا فندم .
يتمتم اسر وهو عائد لمكتبه : براء باشا ياخد راحة ومروان باشا طلع مهمة بلاعودة والبس يا أسر شغل القسم كله على دماغك .
يدخل مكتبه مغلقا الباب بعنف فلا يتجرأ أحد على الدخول إليه
******************
انتهى الإحتفال وغادر الجميع عدا محمود وقد اصرت هيام عليه لتناول العشاء ، طلبت من الجميع البقاء لكن الكل تعذر للاستعداد للسفر إلى الصعيد فى اليوم التالى .
بدلت حياة ثيابها وارتدت عباءة منزلية هادئة لتكون أكثر اريحية أثناء تناول الطعام ، وقد سعد محمود وشعر بمزيد من الألفة والراحة . فقد احتفظت بحجابها ونعمت براحتها . تناولوا العشاء ثلاثتهم فى جو ودود هادئ اشعر محمود بالسكينة والراحة لمجرد صحبتهما. ثم غادر محمود على وعد بسرعة العودة لعقد القران.
فى الصباح التالى توجه ركب كبير من السيارات إلى الصعيد .
صالح وأسرته يعودون اخيرا لمنزلهم . كذلك صخر وشريفة .
تاج وأسرته متوجهون لخطبة ليال .
حمزة وأسرته لإتمام خطبة محمد ورحمة .
حازم وأسرته لإعلان قران رنوة ورفيع .
ساعات من السفر تطول بالمشقة ليصل الجميع أخيرا إلى النجع . يتوجه صخر لمنزل حسنات بينما تعود شريفة لمنزلها .
يصر صالح على ضيافة الجميع بمنزله ، وقد انتوى تاج النزول بضيافته منذ البداية فهو يرتاح لصحبته .
****************
فى المساء توجهت غالية للدور السفلى بعد أن حصلت على قسط من الراحة تبحث عن زبيدة لتساعدها بشئون المنزل لتجد صالح يجلس بقلب الدار كعادته يصحبه حمزة وحازم .
صالح : ابو ريان فين ؟
غالية : لسه نايم
يعجب صالح : لساته نايم !! ليه إكدة مش عادته ؟ هو زين ؟؟
غالية : الحمدلله
وتوجهت للداخل لتطرق الافكار رأسها . هى منذ فترة تلاحظ طول فترات نوم تاج . بل إنه يبدو على غير طبيعته . كيف أغفلت هذا !!؟ كيف أغفلت عدم اهتمامه بتفاصيل يومها كما كان يفعل !!! كيف أغفلت انغلاقه عنهم !!! تغافله عن المشاركة بالمنزل !!! بعده عنها بذهنه !!!! لقد أخطأت خطأ جسيم .
مرت ساعة أخرى قبل أن يهبط تاج على وجهه علامات الإرهاق الشديد . نظر له الجميع ليتساءل حمزة فورا : مالك يا شيخ ؟؟
نظر له تاج بغضب غير مبرر : يووه يا حمزة طول عمرى اقولك يا اخى أنا مش شيخ .
تعجب الجميع غضبه ليقول حازم فورا : كلنا بنقولك يا شيخ وعمرك ما زعلت كدة .
تاج : وانا مابحيش كلمة شيخ دى ارحمونى منها بقا .
خرجت غالية وماسة متعجبتين صوت تاج الغاضب لتتساءل ماسة : مالك يا تاج ؟
تاج : مالى !!! جرى إيه يا ماسة انت كمان ؟
تنظر له غالية بتعجب بينما يقول حمزة : خلاص يا تاج ماتدخلش ماسة بينا .
يتحدث صالح اخيرا : اجعد يا ابو ريان
تاج : لا أنا مخنوق وخارج اتمشى .
ويتجه لخارج المنزل تحت نظرات الجميع ، يتحرك حمزة فورا لاحقا به إلا أن صالح يمنعه ، فحالة تاج غريبة للجميع. ليتحرك هيبة فورا خلفه دون أن ينتبه له تاج . فقط ليطمئن عليه .
******************
فى منزل حسنات وقد توجهت لغرفة سويلم والغضب يتملكها ، وجدته لم يستيقظ بعد لتتوجه للفراش وتوكزه عدة مرات متتالية فيفتح عينيه بتكاسل : واه خير يا أما .حوصل حاچة ؟
حسنات : هو لسه هيوحصل ؟ مش عملت اللى براسك وحضرت عجد واد شريفة !!!
اعتدل جالسا ليقول بتأفف : أنى حضرت عجد اخوى يا أما . رفيع اخوى الكبير .
صفعته حسنات بغل : جطع لسانك . خوك الكبير حچاچ وبعديه زناتى . هم دول خواتك .وابجا فكر تروح عنديه تانى .
نهض عن الفراش وهو يتجه لخزانة ملابسه ويخرج بعضا منها يضعه بحقيبة التقطها بغضب : هروح يا أما ورفيع هيفضل خوى لحد ما اموت . وانى سايب لك الدار كلاتها لاچل ترتاحى من خلجتى .
ارتدى جلبابه بسرعة بينما تحاول أن تحصل على الحقيبة منه بلا فائدة ، جذبها بقوة لينتزعها من يدها وينظر لها غاضبا : عيشتينا عمرنا كله فى الغل . بوى اتچوز عليكى بكيفه محدش غصبه . يبجا تحاسبيه هو لا أنى ولا غيرى .
واتجه للخارج لتتبعه صارخة : سويلم . عاود يا ولدى . سويلم .
لكن سويلم غادر غاضبا ليتجه من فوره لمنزل شريفة .
*********************
مرت ساعة ونصف قبل أن يدخل هيبة مسرعا ينظر له الجميع فيجلس بينهم : عمى تاچ ورايا .
ريان : أنا متشكر أوى يا هيبة . أنا مش عارف بس بابا اتعصب كدة ليه ؟ مش عادته ابدا .
حمزة : معلش يا ريان يمكن حاجة مضيقاه ولا حاجة .
حازم : خلاص يا جماعة قفلوا على الموضوع .
صالح : وياك حج . وانت يا هيبة خد خواتك واطلعوا الچنينة محمود اول مرة ياچى عندينا .
ليهب ضاحى متطوعا : أنى هفرچك على نچعنا كلاته .
يبتسم محمود وينهض يرافقه بينما يسرع محمد فيحيط اكتافهما هامسا : ما تيجو نزور رفيع .
تتعالى الضحكات ويقول محمود : رفيع ولا اخت رفيع ؟
بينما يقول ضاحى : خوك شكله بدل ما يدخل دنيا عاوز يخرچ منيها هههههه
يتراجع محمد فورا ليجد ريان يبتسم له : اصبر يا عم احسن عم صخر ده شكله مايعرفش يتفاهم .
هيبة : لا بيتفاهم ..
ابتسم محمد ليقول هيبة : تحب التفاهم بكام طلجة .
تعالت ضحكات الشباب بينما ظهر الغضب على وجه محمد ليقابلهم تاج أثناء دخوله ليتوقفوا جميعا احتراما له . لايزال مكفهر الوجه إلا أنه يشعر بالخجل من نفسه . هو لا يعلم سببا لنوبات الضيق التى تنتابه فى الفترات الأخيرة . لكنه غير قادر على السيطرة عليها حتى الأن .
توقف تاج ليصمت الجميع : انتو رايحين فين ؟
ريان : بعد اذنك يا بابا هنروح مع ولاد عمى جنينة الفاكهة بتاعتهم .
تاج : لا مش وقته تعالوا اقعدوا دلوقتي فى كلام مهم .
ظهرت خيبة الأمل على وجوه الشباب إلا أنهم اسرعوا للداخل دون مناقشة .
جلس الجميع بينما توجه تاج ليجلس بالقرب من حمزة : ماتزعلش يا حمزة اتنرفزت عليك .
يبتسم حمزة بود . هو ليس غاضبا من رفيق عمره وما كان ليغضب تحت اى ظرف . هو فقط يشعر بالقلق لأجله : معقول ازعل منك يا تاج !!
حاول تاج رسم بسمة خفيفة كان تكلفها واضحا وهو يربت على كتف حمزة .
نظر تاج ل صالح وقال : يا ابو هيبة إحنا جينا وعشمنا تقبل ريان لبنتك ليال ولينا الشرف طبعا .
دق قلب ريان بقوة وظهرت ضخات الدم بوجهه بينما ابتسم صالح ف ريان لم يكن خياره لابنته بل خيار الله لها وهو يثق أنه الأفضل : طبعا يا ابو ريان الشرف لينا يا خوى .
ابتسم ريان كمن عادت إليه روحه ليبدأ الشباب في تهنئته ، اتسعت ابتسامة صالح وهو يقول : بس انت خابر عوايدنا . يعجد عليها المرة دى . ولما تخلص الچامعة نعملوا الفرح .
تاج : أيوة طبعا فاهم . انت عارف إن ريان بيشتغل دلوقتي وإن شاء الله يفكر يأجر شقة كويسة .
صالح : ويأچر ليه ؟ ما يجعد وياكوا .
ريان : لا يا عمى لازم اجيب لها شقة تليق بيها .
هيبة : يا خوى إذا فاكر إن الشجة والعفش والكلام ده هيسعد خيتى تبجى غلطان . ليال مايهمهاش غير إنك تراعى ربنا فيها . وبعدين لما ليليان تتچوز هتهمل عمى وعمتى لحالهم .
شعر تاج بمزيد من الضيق ليقول : عموما شقتنا ممكن يتقفل منها شقة تانية بس الموضوع ده سابق لأوانه . هم يبقوا يتفقوا مع بعض بعد كتب الكتاب .
صالح : كلام زين .ىيبجى نروحوا ل صخر خوى نطلب رحمة ل محمد ونعجد لهم فى ليلة واحدة . جلتوا إيه؟
تهلل وجه محمد وهو يهتف بحماس : الله ينور عليك يا عمى . يلا بينا .
ضحك الجميع عدا تاج ليقول صالح : أنى جايل له هنروح بعد صلاة المغرب .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى