روايات

رواية الشرف الفصل السابع والتسعون 97 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الفصل السابع والتسعون 97 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الجزء السابع والتسعون

رواية الشرف البارت السابع والتسعون

الشرف
الشرف

رواية الشرف الحلقة السابعة والتسعون

أحبك محمد خطته وسيطلب مساعدة أمه ، عليه أن يبعد رنوة عن الجميع يبجب أن يحصلا على فرصة قبل مواجهة العائلة .
دخل لمنزل والديه وكانا جالسين يتحدثان بلا سأم ليقول بمرح : نفسى اعرف بتتكلموا فى ايه علطول كدة ؟ إلا مالاقيتكم مرة ساكتين .
نظر له حمزة بغيظ : وانت مالك يا اخى .
جلس محمد : لا بجد يا بابا ، دلوقتي كل المتجوزين بيشتكوا من الخرس الزوجى . محدش فيهم بيلاقى كلام يقوله للتانى
ابتسمت ماسة : لو بيحبوا بعض زيى أنا وابوك هيلاقوا الكلام مابيخلصش .
غمز محمد بوقاحته المعهودة : طب ماتقولى لنا على الطريقة ده فى ناس ضايعة .
زفر حمزة بضيق : يعنى جاى تنق علينا ولا ايه ؟ قوم شوف اكل عيشك .
ضحك محمد وقال : خلاص يا حج روق .
علت ضحكاته : بس النهاردة انضرب هههههههه
تجهم وجه حمزة ليتابع محمد متصنعا الجدية : يعنى يا حج يرضيك قعدة رونى كدة بعيد عن بيتها ؟
ظهرت علامات الحزن على وجه ماسة : مايرضيش حد يابنى بس هنعمل ايه مش راضية تتكلم .
نظرت لزوجها وتابعت : امبارح الاء ضغطت عليها جامد وفى الاخر اتهمتها إنها هى اللى غلطانة علشان كده ساكته بس بردو مااتكلمتش
انفعل محمد : غلطانة !!! هو ده اللي مرات عمى قدرت عليه ؟ تكسرها اكتر ما هى مكسورة .
تعجب حمزة غضب ولده المبالغ فيه : يا بنى هى بتتهمها علشان تنفى وتبدأ تتكلم . ما هي بقالها اسبوع بتضحك فى وشوشنا وشايلة وجعها وساكتة .
زفر محمد بضيق : المهم جوزها جاى النهاردة . وانا عاوز أبعدها عن الكل
نظر له حمزة : هو انت فاكر إن عمك يعنى عاوز يخرب بيتها . حتى لو شد عليه شوية المفروض يستحمل .
محمد : عارف يا بابا أنا مش قلقان من عمى . أنا قلقان من رنوة نفسها . سكوتها ده مايطمنش . أنا عاوز أهدى النفوس بس . اديهم فرصة هم الاتنين لوحدهم .
نظر له حمزة : ودى هتعملها ازاى بقا ؟
بدأ محمد يخبرهما بما يدور بعقله ، تحدث عن نصيحة ريان التى يراها مثمرة للغاية . تمكن من اقناعهما بمساعدته وقد رحبا بالمشاركة في إصلاح ذات بينهما . فالجميع يعلم مدى تعلق كل منهما بالآخر .
تحرك محمد بإتجاه الباب : ماتنسيش يا ماما اوعى تخليها تصلى العصر قبل ما يجى .
ماسة : ماتخافش أنا هاتصرف .
صعد محمد بعدها لمنزل عمه ليخبر رنوة أن امه تحتاجها فى بعض الشئون ، لم تمانع رنوة قضاء بعض الوقت بصحبة عمها وزوجته،تتهرب على الأقل من تساؤلات والديها التى لا تنتهى لكنها تركت ولديها فى رعاية رحمة التى أرادت صحبتها ليمنعها محمد بنظرة استجابت لها وإن لم تفهم السبب منها .
استأذن محمد بعد قليل لبعض الشئون الهامة كما أخبر الجميع لكنه فى الواقع توجه لملاقاة رفيع عازما على تلقينه درسا اخر .
انتظر وصوله وما إن مرت سيارته حتى اسرع لاحقا به
اوقف سيارته معترضا طريقه ليتوقف رفيع متذمرا منه ، فهو يظنه يعارض عودتها إليه . ترجل عن سيارته بغضب ليدور حولها مواجها محمد ومنتظرا ثورته .
اقترب محمد ينظر له بحدة : انت رايح فين كده ؟
اجابه رفيع بثقة : رايح ارچع مرتى دارى ومحدش هيجدر يمنعنى .
قال اخر كلماته بلهجة تحذيرية ليبتسم محمد بسخرية : هترجعها غصب عنها يعنى ؟ ترضاها على نفسك يا رفيع ؟
إحتقن وجه رفيع غضبا ؛ أحقا سترفض العودة إليه !!!
اهتزت نبرة صوته لتتأكد ظنون محمد تجاهه : هى جالت لك مارايداش ترچع !!
تساءل بصدمة واضحة ليهز محمد رأسه نفيا : حق ربنا ماقالتش . ماقالتش حاجة خالص وده اللي يخوف .
عقد رفيع حاجبيه ، لم تفصح عن سبب تركها منزله !!!
لم تخبر أحدا أنه هجرها بكيانه !!!
لم تخبر أحداً مدى الألم الذى شعر به اعتراها تلك الليلة !!!
اااااه من تلك الليلة . لولا انصياعه لرغبته ما وصلا لهنا .
أهانها !!!
بلى فعل . هو يعلم أنه فعل حين أهمل ما جعله الله بين كل زوجين لتقارب الأرواح . المودة . لم تكن تلك المودة يوما علاقة جسدية . بل علاقة روحية تصل بالزوجين إلى الرحمة .
من حقها أن تفر . إن أهمل المودة فلن تحصل على الرحمة . لقد أهانها بشدة .
طال صمته ليقول محمد بنفس اللهجة الساخرة : ايه هترجع تانى وتسبها ؟
زاد تجهم وجهه وهو يقول حازما أمره : مش هعاود من غيرهم .
تفحص محمد ملامحه ليرى الاصرار على موقفه ، حسنا هذا ما يبحث عنه ،محاربته لأجلها . طالما حاربت لأجله وحان دوره ليفعل .
تنهد محمد : ماافتكرش إنها هتقبل تسمعك يا رفيع . رغم انى معرفش بينكم إيه بس رنوة اللى رجعت من اسبوع مش هى رنوة اللى سبناها عندك .
اخفض عينيه خجلا من نفسه ليتمتم : خابر .
دفعه محمد بصدره بغضب : وأما انت خابر سبتها ليه توصل لكدة !! هانت عليك يا رفيع . دى راجعة جسم من غير روح ؟
عاد يدفعه بصدره منفثا عن غضبه : هانت عليك رنوة تخرج من بيتك ؟
عاد يدفعه مع استسلام تام من رفيع وهو يقول: هانت عليك تسافر المسافة دى وانت عارفها كويس قد ايه رقيقة وبريئة ؟
رفع رفيع عينيه ينهره مزمجرا : محمد
تراجع محمد وبدت السخرية على ملامحه : لا يا شيخ !!! غيران عليها منى !؟ من اخوها .وكانت فين غيرتك ورجولتك دى وهى راكبة مع راجل غريب معاها عيلين ؟
زادت انفاس رفيع اهتياجا ليشعر محمد بضرورة التوقف عن لومه ، أراد فقط أن يريه كم كان الموقف مؤلما .
مسح وجهه مستحضرا هدوءه ليقول : عموما اذا رنوة هانت عليك ماتهونش عليا .
رأى اشتعال غيرته ليتابع : لانى عارف إنها بتحبك .مهما تزعل منك بتحبك . وعلشان خاطرها بس انا هساعدها هى مش هساعدك انت .
هدأ غضب رفيع إلى حد ما وهو يرى أن محمد سيساعده رغم كل شيء ، لا يهم إن كان يرى المساعدة مقدمة لها فهما كيان واحد سيعمل على ألا يتجزأ مرة أخرى .
لم يتمكن من إخفاء لهفته : جصدك إيه ؟
تنهد محمد : هى من زعلها مش هترضى تسمعك . ويمكن ماترضاش تشوفك من أصله
بلغ رفيع ذروة قدرته على التحمل ليصيح بغضب : وبعدهالك يا اخى !! عنديك كلمة زينة جولها مفيش هملنى اصرف حالى وكفاية تجطيع فيا بجا .
جاهد محمد لإخفاء بسمته الظافرة فقد أوصله للنقطة التى يريدها تماما .وهو فى تلك اللحظة مستعد لسماعه بلا مناقشة .وبلا تهور .
تنهد براحة : الحاجة الوحيدة اللى تساعدك علشان هى تضطر تسمعك دلوقتي لحظة قرب من ربنا .
قطب جبينه : مافاهمش .
محمد : صلى بيها يا رفيع .. اقف انت وهى بين ادين ربنا وادعى له يصلح بينكم ويفتح قلبها تانى .
ظهر الضيق على وجه رفيع : يعنى انى اروح دار ابوها اللى غضبانة عنديه ليها سبوع واجوله انى چاى اصلى بيها !! ماتصرفنى يا اخى ؟
ابتسم محمد : هى اصلا مش عند عمى . هى عندنا وزمان ماما مأخراها عن صلاة العصر على ما حضرتك توصل وانت بقا أقنعها تصلوا ركعتين بعد العصر ولا قبله .اتصرف انت بقا .
التقط أنفاسه اخيرا . لقد ارعبه هذا المتهور . لكنه محق إن عادت له شقيقته يوما بالحالة التي عادت بها رنوة لأذاقه الأمرين .
ابتسم وهو يتحرك عائدا للسيارة : طيب انطج يا اخى نشفت دمى .
استقل السيارة ليوقفه محمد : رفيع .
نظر له ليقول محذرا : حافظ على فرصتك لأن مفيش غيرها .
ابتسم رغم حدة محمد ليقول : برجبتى
ابتسم محمد : وانا هستناكم عند عمى .
انطلق رفيع بالسيارة ليتنهد محمد براحة ويدعو الله أن يصلح بينهما ..لقد ذاق مرارة الفراق معهما وإن لم يعشها فعليا .
______
دخل ريان لمنزله يبحث بعينيه عنها ، اشتاق الوقوف بها بين أيادى الله .لكم هو شاكر سؤال محمد الذى نبهه إلى تقصيره ذا .
كيف لم يفكر في إجلاء همومها بالصلاة !! كان يراها تتألم وهو يملك علاجها وأغفله .
لم يسعده محياها ليناديها بتلهف ، خرجت إليه من غرفة صغيره متسائلة : فى ايه يا ريان ؟
اقبل يقبل جبينها بحب : بتعملى ايه ؟
ليال : بنجهز لعيد الميلاد بتاع ابنك . ده عازم العيلة كلها .
ضحك ريان : وماله خليه يفرح .
جاء صوت صغيره مقاطعا : قولها يا بابا .كل شوية تقولى كدة كتير .كدة كتير .
ضحك ريان وقال بحماس : طيب ايه رأيكم نصلى سوا وبعدين نجهز سوا لعيد الميلاد .
اقترب برأسه من ليال هامسا بحنان : هتصلى معايا ولا لازم ازعلك .
نظرت له بمشاغبة : ما أنا زعلانة اهو مش هتمشى كلام ابنك عليا ؟
اتسعت ابتسامته بشوق واضح : يبقى لازم اصالحك بعد الصلاة .
رفع تاج رأسه متسائلا : انتو بتقولوا ايه ؟
عقد ريان حاجبيه وهو يدفعها ممازحا : خليكى زعلانة بقا .
ضحكت ليال وهى تهبط لمستوى صغيرها : يلا يا ملاكى روح مع بابا اتوضوا وانا هتوضأ فى حمام اوضتى .
تعلق تاج بكف ريان الذى نظر لها بغيظ ثم امسكه من مؤخرة رأسه : يلا يا اخويا أما اشوف اخرتها معاك انت وامك .
_______
طرق الباب وهو يشعر أن طرقات خافقه تعلوه صوتا . انتظر لحظات حتى طالعه وجه حمزة البشوش الذى أزاح عن كاهله الكثير من معاناته الداخلية .
ابتسم حمزة ورحب به، يشعر بحرجه ومخاوفه من لقاء الجميع . ادخله بهدوء حيث جلست رنوة اخيرا بجوار ماسة بعد الانتهاء من عدة أعمال ليست ذات أهمية .
رفعت عينيها تطالع محياه الذى تتوق له ، تبحث في عينيه عنه ، عن روحه التى اشتاقتها حد الجنون .بينما نظر هو لها لائما . رغم تقصيره هو يلومها هى . ولم لا يفعل !!!
تظن نفسها تهجره وهى تقتله .
هبت واقفة حين اقترب منها : طيب انا هطلع ياطنط علشان اصلى العصر .
إنها فرصته فأسرع يقتنصها : نصلوا سوا .
نظرت له ليحمحم : احمم انى كمان ماصلتش نصلوا سوا .
ابتسمت ماسة تخفف جو التوتر : اقعد يابنى حمدالله على سلامتك .خد نفسك وبعدين صلوا سوا .
حمزة : والله خير تفعل دى احسن حاجة الراجل يعملها يقف بين ادين ربنا بحبايبه
مزيد من الراحة تتسلل لقلبه بينما يزداد وجهها جمودا ، ربت حمزة على كتف رفيع ليقترب منها ، عادت خطوة للوراء لتستقر جالسة فوق المقعد فتقول ماسة : قومى يا رونى اتوضى محدش غريب ده عمك وجوزك .
رغم ما تشعر به من غضب إلا أنها هزت رأسها وتحركت للداخل .عاد حمزة يربت على كتف رفيع : بالراحة عليها يا رفيع .
اخفض عينيه خجلا من نفسه : حجها يا عمى انى غلطان وغلطى واعر .
ماسة : مادمت عرفت غلطك تبقى تقدر تصلحه
حمزة : الراجل اللي يعترف بغلطه ومايكابرش يبقى مش هيعيده ، وده املى فيك يا رفيع مش عاوز رونى ترجع لنا تانى بالحالة دى .
أومأ موافقا على الحديث : حاضر يا عمى انى محجوج لكم ومحجوج لها .
ابتسم حمزة : لو على حقنا إحنا مسامحين لكن حقها لحد دلوقتي في رقبتك .
أقبلت رنوة ليقول حمزة مغيرا مجرى الحديث : رونى خدى جوزك يتوضأ وصلوا فى اوضة محمود .
هزت رأسها ولم تتحدث ليقف مقتربا منها فتسير أمامه وهو يتبعها بصمت .
منحهما حمزة وماسة كل الخصوصية التى يحتاجان إليها .
انهيا صلاة العصر ليطلب منها أن تصلى معه ركعتين تقربا لله . واطال الصلاة .أراد أن يمنح قلبها الوقت الذي يحتاجه ويمنح قلبه الوقت الذي يحتاجه ليفصح عن معاناته التى يتمنى أن يفصح عنها لها هى دون الجميع .
ما إن أنهى الصلاة حتى أسرعت تتحرك عازمة على الفرار مرة أخرى.لكنه هذه المرة معها ولم يسمح لها بمغادرته
أنهى الصلاة ليشعر بها تهب واقفة فيقول مسرعا : فاكرة لما جلت لك خايف فى يوم الجى واد عمى جتيل وخوى جاتل .
توقفت خطواتها وعادت تجثو فوق سجادة الصلاة ليستدير بكيانه كاملا لها . نظر بعينيها مباشرة وقال : كانت اول مرة اشوف الخوف في عنيكى .
اغمض عينيه يحاول التحكم في ثورة أنفاسه ليفتح لها عينين غامتا بظلمة لم ترها بعينيه من قبل وهو يقول : من اول يوم ليكى فى دارى شيلتك هم كبير . ووجع اكبر وجهر اكبر واكبر .
جالت عينيه بظلامها فوق ملامحها بلهفة لم تخف عليها : وعمرك ما هزك اى حاچة من دول . طول عمرى ألجى فى حضنك الامان والراحة والجوة والحنية وكل اللى ادور عليه . ماخلتيش حاچة معملتهاش . ولا حاچة مجدمتهاش .
اقتربت بجلستها تمسك كفيه وتضغطهما برفق ليتنهد براحة : عاوزانى بعد كل ده انضر خوفك اوى كيه؟ فريت منيكى مش زهد ولا كراهة ..فريت منيكى ماتحملتش خوفك .جلبى خلعته عينك الخايفة . لاجيت نفسى عشت عمر معاكى باخد منك الامان اللى المفروض اجدمه .
ضغط هو كفيها بلهفة : شوفت نفسى صغير جوى . كنت محتاچ حضنك جوى وماجادرش أرمى فيه وجعى .
تعلقت عينيه بعينيها وهو يتابع : موچووووع جوى يا رنوة وماجادرش ارتاح بعيد عن حضنك .
مدت ذراعها لرأسه لتقربه إليها هامسة : مين قالك إن دى كانت اول مرة اخاف فيها ؟ أنا علطول بخاف ..بس مش من كلامك ولا همك ولا وجعك أنا بخاف عليك من وجعك .. وده كان أكبر وجع ممكن تحس بيه انك تشيل دم القاتل والمقتول .
ابعدت رأسه لتحيطه بكفيها وتقول بثقة : أنا بخاف عليك مش منك .حتى لما بعدت عني ماكنتش زعلانة منك كنت زعلانة عليك .
غمرها بدفء : حجك على جلبى ..انى غلطان بس مافكرتش يوم انك ممكن تهملينى ..ده انت فى اشد ايامى كنت چارى .
نظر لها بعتاب : هان عليكى رفيع ؟
دمعت عينيها وهي تقول : عمرك ما تهون . وانا مابعدتش عنك .أنا كنت بدور عليك . كنت عاوزة حبيبى كله زى ما حبيته كله .
أشارت لصدره بإصبعها : ده لوحده مايكفنيش .
أشارت لرأسه : عاوزة ده .
ثم موضع قلبه : وده
ثم ربتت على صدره : وده
ونظرت لعينيه : وروحك قبل كل ده .روح رفيع هنا
أشارت لصدرها : لما تيجى لى من غيرها هنا يموت يارفيع
لم يشعر أى منهما أن دموعه تتساقط حتى شعر بكف الاخر تعترض طريقها بحنان يشتاق إليه كل منهما .
قربها منه بهدوء : كان لازمن ارچع خطوة واشوف زين انى عملت ايه ، لاچل ماعيدش غلط ممكن ياخدك من حضنى تانى . السبوع اللى فات كنت بتكوى كل ليلة ببعدك .
بادلته ضمته : اوعدنى يا رفيع افضل طول عمرى برك
ابتسمت بحنان : وإن لاقتنى خايفة تانى احضنى ماتهربش منى
ضمها لتقول بمشاغبة : لا أنا مش خايفة دلوقتي بلاش استغلال .
ضحك رفيع لتقول بأسى : يا خسارة يارتنى جبت الموبايل ..كان نفسى اتصور سلفى معاك بعد ما صلينا سوا .
اخرج هاتفه من جيبه هامسا : بس إكده . وغلاوتك لنتصور سلفى .
أعاد هاتفه لجيبه متسائلا بخبث : هو انت مرتاحة إكدة !!
دارت عينيها بالمكان لتكتشف أنها تستقر بين ذراعيه بكامل جسدها وهما بغرفة محمود . انتفضت مبتعدة ليتبسم ويقف متمسكا بكفها : على فين !! ماهملكيش لحظة واحدة .
ابتسمت بدلال : اصلا ماتقدرش .
رفع حاجبيه بدهشة مصطنعة متسائلا : واثجة من حالك جوى ؟
اقتربت لتهلك شوقه : لا واثقة فيك .
همت بالتحرك ليوقفها قائلا : استنى اهنه . لسه مااتحاسبناش
قطبت جبينها : على ايه ؟؟
جذبها نحوه : على خروچك من الدار من وراى . انت فاكرة دى حاچة هينة ؟
نظرت لعينيه مباشرة : عاوز تدى نفسك الحق تهرب وانا لا !
استنشق أنفاسها مستمتعا : انى فريت منيكى صوح بس ماهملتكيش .. كنت مطمن انك چارى ، أجدر اشوفك
ارتفع ذراعه غامرا ظهرها : أجدر اطمن انك بخير .لكن انت هملتى الدار وسافرتى لحالك ..مع راچل غريب
تغيرت نبرته واشتد ذراعه لتفهم أن لومه من باب الغيرة ،وما كان هذا ليغضبها مطلقا .
رفعت كفها تتلمس ملامحه هامسة : سماح النوبة علشان خاطرى .واوعدنى ما نوصلش للنقطة دى تانى .
اهتز صوتها : انا كنت خايفة أوى يا رفيع .
حسنا انهارت كل حصون مقاومته أمام هذا الاعتراف ورحب برفع راية الاستسلام .
جذبها لصدره المتعطش لها حد التصحر . كم اشتاق هذا الدفء الذى يسرى بأوردته حين يغمرها بهذا الرضا من قبلها .
أبعدته برفق لتتساءل نظراته فتقول : هو انت مرتاح إكده!؟
تسربت ضحكاته التى تحسن استخراجها من قلبه ليستلسلم تماما .قبلت خده بلهفة وجذبت كفه متجهة للخارج ليتبعها بلا مناقشة . خرجت من الغرفة بقلب غير الذى دخلتها به . دخلت بقلب حزين فاقد وخرجت بقلب سعيد راضى .
لمحهما حمزة ليبتسم براحة ، مجرد رؤية ملامحهما الراضية تسعده ، لقد محى هذا الرجل الكآبة عن وجهها والحزن عن قلبها .
اقتربا منه لتتساءل : امال طنط فين ؟
ابتسم حمزة لقد توجهت لمنزل حازم لتهيئ الجو العام لاستقبال رفيع وتقبل عودة رنوة إليه دون التساؤل عن مبررات وأسباب الخلاف .
لقد اصرت ماسة أن تؤيد صمت رنوة وتعززه بالثقة . فهى ترى أن هذا الصمت سيفيد علاقتهم ب رفيع مستقبلا . فقلوبهم لم تتلوث بحقد لمعرفة سبب ما حدث بينهما أو حقيقته .
ترى ماسة أن الزوجين قادرين على إيجاد الطريق ليعود كل منهما للآخر وتدخل الأهل فيما بينهما لا يورث إلا احقادا لا تمحيها الايام .
ابتسم حمزة : طلعت فوق يا حبيبتى . يلا نحصلها .
دخل رفيع برفقة حمزة لينظر له حازم بغضب . مد رفيع كفه مصافحا لينظر له حازم ويرفض مصافحته ، رفع حمزة عينيه له بلوم : جرى ايه يا حازم ؟
مد حازم كفه بتردد بينما قال رفيع : حجه يا عم حمزة .
سحب حازم كفه منه ليجذب رنوة المتشبثة بكفه يبعدها عنه بحدة فتتعلق بها عينى رفيع .أعادها حازم خلف ظهره لتظهر فورا علامات خيبة الأمل تحتل ملامحهما معا .
ساد التوتر وجوه الجميع ليشير محمد لزوجته فتقترب من أخيها مسرعة تضمه وتبعده خطوات عن حازم : أتوحشتك جوى يا خوى .
ضمها رفيع وعينيه متعلقة ب رنوة ليقترب منها محمد : رونى ما تجيبى الولاد من جوه يسلموا على باباهم .
هزت رأسها وتحركت للداخل ليقترب حمزة من حازم بلوم : ليه كدة يا حازم ؟الراجل فى بيتك ؟
حازم بغضب : انت بتقول ايه يا حمزة !! أنا شوفت قهرة بنتى فى عنيهاحتى لو مااتكلمتش . بقا لها عندى اسبوع شايلة همها فى قلبها .عاوزنى ارجعهاله كدة بالساهل ؟؟اصلك ماعندكش بنات يا حمزة مش حاسس بقلبى .
تجهم وجه حمزة : كدة بردو يا حازم ؟ يعنى بناتك مش بناتى ؟
تدخل محمد فورا لإنهاء خلاف قد يؤذى الجميع : أنا يا عمى عندى بنت .وقبل ما اعرف إن رونى جاية فى الطريق بخمس دقايق كنت بقول لمراتى ان بنتى بتفكرنى برونى . أنا يا عمى اللى قلبى اتحرق ورفيع بيكلمنى بيقولى رنوة زعلت منه وسابت البيت وهو مش موجود .أنا يا عمى اللى شوفت كسرتها بجد وقت ما وصلت . ورغم كل ده انا اللى كلمته وخوفته إنها تطلب الطلاق علشان يجى جرى قبل ما المسافات تبعد اكتر من كده .عارف ليه يا عمى ؟
نظر له حازم ليتابع : لانى شايفها بتدور عليه وسطينا . احنا كلنا كدة ابوها وامها وعمها واخواتها وولادها وهى بتدور عليه هو .لو رونى عاوزة تسيبه يا عمى كانت كرهتنا فيه من أول لحظة جت فيها وقالت عمل وعمل حتى لو معملش . بس هى بتحميه مننا . من زعلنا وقسوتنا . بتحميه بسكوتها يا عمى..بتحميه من الموقف ده تحديدا . يا عمى أنا اب وعندى بنت وبقولك بنتك بتحب جوزها ماتبقاش سبب تعاستها .
أنهى حديثه وتحرك مبتعدا يوارى غضبه ، اقترب من رفيع رابتا فوق كتفه : ايه يا ابو نسب ما تيجى تبات مع ولاد اختك النهاردة حمزة وزينة متعلقين اوى ب سليم هاته ويلا نروح .
شعر رفيع بالانكسار . إن غفرت له كل ما حدث فوالدها لم يفعل . له كل الحق في هذا لا يملك لومه .لكن أيمكنه حقا أن يغادرها مرة أخرى !!
تنهد رفيع مع إقبال ولديه نحوه . سليم يعدو ليرتمى بين ذراعيه بسعادة يتبعه سويلم بحذر .
ضم كليهما وعينيه متعلقة بها وهو يقول بإنكسار : حاضر يا محمد بس خلى سليم مع رنوة ..مابتطمنش وهما بعيد عنيها .
حمل صغيريه واقترب منها : هروح حدا محمد ورحمة الليلة .
نظرت لأبيها بلوم كما فعل حمزة بينما تعجب حازم لما يلقى اللوم عليه بينما كان رفيع المخطئ حتى ساعات مضت .
تنهد بضيق وهو يرى اللوم بعينى صغيرته ، لطالما كانت الأقرب إلى قلبه ليس صعبا عليه رؤية حبها له . ذلك الحب الذى دعمه فى الماضى وساعدها على قربها منه .
وهو قادر على إعادة الماضى مرة أخرى . يمكنه أن يظل للأبد داعما لها . وكيف لا يفعل !!! إنها صغيرته .
نظر ل رفيع بحدة ثم تحدث إلى محمد : خلاص بات انت ورحمة تحت يبقوا الولاد مع بعض ورونى مع جوزها . مش جاى بعد الغيبة علشان نبعده عنها .
اغمض رفيع عينيه براحة . لقد منحه فرصة أخرى . هو يتذكر جيدا فرصته الاولى .
لكم وثق به حازم فى الماضى !!
سيتذكر هذا دائما ..
ثقتها .. ثقة ابيها ..ثقة عمها ..ثقة محمد .
إن زلت قدمه مرة وأضاع طريقه إليها فسيعرف كيف يمحى هذه الزلة عن الجميع .
قبل محمد ورحمة قضاء الليلة بمنزل حمزة وكم سعدت ماسة بقضاء ليلة بصحبة أحفادها . تعلق سليم بحمزة وزينة وتوجه لمنزل حمزة للعب معهما بينما لم يبتعد سويلم إنشا واحدا عن والدته . أعدت ألاء غرفة چودى ليبيت فيها الأطفال ليلتهم وبالفعل وضعت سويلم بالفراش لحظات وكان يغادره متجها لغرفة أمه .
استلقى رفيع فوق الفراش يراقب حركاتها وسكناتها التى اشتاق إليها جميعا . اقتربت لتستلقى بالقرب منه : اوعى تفكر إننا كدة اتصالحنا .أنا لسه زعلانة يا رفيع
ابتسم رفيع : وايه يراضيكى يا جلب رفيع ؟
قبل أن تجب فتح الباب وسويلم يعدو ليجلس بينهما ، نظر له رفيع بغيظ : انت هتعمل ايه ؟
سويلم ببساطة : هنعس چار امى . اصلى اتعودت انام چارها السبوع اللى فات.
شعر أن صغيره يلومه أيضا . وكأنه لم يكتف من ملامة الجميع له .
نظر لها بغيظ : مكتوبالك تبيتى زعلانة . ارتاحتى ؟
ضحكت رنوة بينما نظر له الصغير بحدة ثم تمدد ليوليه ظهره قائلا : نامى ياحبيبتى انى چارك اهه .
ضرب رفيع كفيه ببعضهما وتمدد مرغما يختلس النظرات إليها وهى تضم صغيرها أو يضمها صغيرها . اقترب اخيرا مذعنا لأشواقه ليمد ذراعه يبسطه فوقهما معا ويغمض عينيه براحة

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى