روايات

رواية الشرف الفصل الرابع والستون 64 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الفصل الرابع والستون 64 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الجزء الرابع والستون

رواية الشرف البارت الرابع والستون

الشرف
الشرف

رواية الشرف الحلقة الرابعة والستون

دخلت شريفة لغرفة چودى بصحبة آلاء التى لا تشعر بالراحة لمجرد وجودهم ، لا تتخيل كيف ستتزوج ابنتها الرقيقة التي تعلم جيدا مدى تدللها هذا الصعيدى القاسى .
دخلت شريفة لتجد چودى متسطحة وابنتها بجوارها لتقول بحنان : الله أكبر . بتك حلوة جوى
تبتسم چودى فابنتها قطعة مصغرة عنها بالفعل : شكرا يا طنط اتفضلى ارتاحى .
تفتح شريفة حقيبتها وتخرج مبلغا ماليا كبيرا وتحمل دنيا لتضعه بين طيات ملابسها فتقول آلاء بحرج : مالوش لازمة والله
شريفة : كيف ده ؟؟ أنى لو اعرف كنت چبت لها نجوط يليج بجيمتها بس ملحوجة .
تضع دنيا فوق الفراش لتخلع أحد اساورها وتضعه بيد چودى التى تعترض : إيه ده يا طنط ؟
شريفة : والله انى حبيتك زى رحمة بتى تمام وخيتك هتبجى مرت ولدى يعنى بتى بردك يبجى انت كمان بتى .
آلاء : كويس إنك فتحتى الكلام
نظرت لها شريفة لتقول : انا خايفة أوى من الجوازة دى . بناتى مدلعين أوى . رونى مش هتستحمل عيشتكم .
شريفة : ليه يا خيتى ؟ انت فاكرة عيشتنا كيف ؟
آلاء : الرجالة عندكم شداد . ورونى دلوعة ابوها حتى لما چودى اتجوزت بقا ساهر يدلعها زى أخته ومحدش بيرفض لها طلب .
ابتسمت شريفة : صوح عندينا رچالة واعرة زى چوزى إكدة . بس بردك عندينا رچالة حنية الدنيا فى جلوبهم كيه ولدى رفيع . الحمدلله طالع لعمه صالح ماطلعش لابوه .
چودى : يا طنط احنا كل همنا راحة رونى . واذا والده صعب اكيد هيأثر عليه .
شريفة : لاه يابتى أنى هاحكى لكم .
وبدأت شريفة تقص عليهم أنها تزوجت صخر برغبة أبيها الذى كان يشبهه تماما ، لكن زواج صخر بأخرى وخاصة إن كانت تلك الأخرى هى حسنات التى تحاول أن تسيطر على صخر دائما أعطى شريفة مساحة لتربية ابنها كما تمنت أن يكون زوجها وابيها . ليكون رفيع الحانى الرؤوف الذى يسعى دائما عكس مساعى والده .
شعرا بصدقها وهى تخبرهما أنها أحبت وجود ابنها في حيز حياة عمه ليتعلم منه الكثير ويصل فى النهاية لصورة الرجل التى ترضيها .
زاد حديث شريفة وودها من حيرة آلاء وتخبطها . هى تريد سعادة ابنتها وتخشى عليها من الانجراف وراء مشاعر أساسها الانبهار فرغم محاولات حازم توضيح الأمر لها إلا أن قلبها لم يستكين بعد .
************************
تغيب ماهر عن صلاة المغرب على غير عادته ليتوجه مظهر لمنزله فورا لتفقده ، لقد أوشك على التحدث إليه صراحة بأمر الجهاد لايمكنه أن يفلته بعد أن وصل لهذه المرحلة .
طرق الباب وتأخر ماهر فى فتحه ليتوجس مظهر خيفة ويطرقه مرة أخرى ، فتح ماهر الباب ويبدو من هيئته أنه كان يستحم ، فشعره مبلل وملابسه غير مهندمة .
نظر له ماهر بسعادة : مولانا عندى . يا اهلا وسهلا . اتفضل يا مولانا البيت بيتك ولو إنه مش قد مقامك .
دخل مظهر يقلب عينيه فى الغرفة ، كان محقا لقد كان ماهر يستحم داخل الغرفة . هو مضطر لذلك فالحمام مشترك لثلاثة غرف فوق البناية .
جلس مظهر : إن چيت للحج الاوضة دى مش مجامك انت .
يجلس ماهر وعلى وجهه علامات الهم ليبدأ يشكو ل مظهر ضيق الحال وفشله المستمر في الحصول على عمل ، يجدها مظهر فرصة مثالية للحديث بشكل مباشر عن أهدافه الحقيقة .
*********************
انتقت ليليان طقما ذهبيا رقيقا يماثل رقتها تماما ليشتريه طايع دون تردد ثم يصحبها بجولة قصيرة ، تسير لجواره بسعادة ويسير لجوارها برغبة ملحة في إخفائها عن الجميع ، ليأخذها من العالم كما أخذته من حياته .
اتفق رفيع مع حازم وحمزة على عقد قران فى خلال أيام قبل أن يتوجه الجميع للصعيد لتكون زيارتها الاولى للصعيد وهى زوجته بالفعل . يمكنه تأجيل سفره لعدة أيام أخرى حتى يتم العقد . يمكنه تأجيل أى شئ في الدنيا عدا قربه منها .
يشعر حازم بالتخبط من سرعة الاحداث ، نظرات السعادة بعينى صغيرته تدفعه للمضى قدما ونظرات الخوف بعينى زوجته تدفعه للتراجع فورا .
يجد محمود فى ذلك فرصة جيدة تنشغل فيها والدته عن أمر زواجه أو عن كذبته التى اختلقها ليسعدها .
يرى حمزة رفيع شاب مثالى لابنة أخيه ، لا يخطئ تلك النظرة التى يرمق بها كل منهما الآخر ، تلك النظرة تمنح حياة زاخرة بالسعادة ، وما يتمنى لابنة أخيه غير ذلك .
يشعر صخر بالراحة فإنه سيزوج كل من ابنه وابنته لذوى مال كما تمنى دائما .
أما رفيع فإن قلبه اصابه الهذيان ويرفض الإقامة الجبرية بين ضلوعه ، ليترك له رفيع حرية الفرار إلى حيث يشعر بالراحة والسكينة.. بين ضلوعها .
ذلك القرب يسعد محمد فإنه خطوة أخرى تقربه من حبيبته التى ينتظر اليوم الذى تصبح له فيه .
*********************
مر اليوم يليه عدة أيام . الكل منشغل بحياته المقبلة .
قلوب سعيدة الحظ اجتمعت بمن أحبت ، بمن تمنت وبمن تسكن له .
وقلوبا تعيسة الحظ ، كتب عليها التجرع من ألم الفراق دون نشوة القرب .
بعد ايام بمتجر العطارة الذى يديره محمود . إنه ينتظر ظهورها مذاك اليوم الذى اختلق فيه تلك الكذبة . لكنها تغيب . هى دائما تفعل . لكنه لم يكن يشعر بغيابها قبلا .
دخلت من الباب تسترق نظرة إليه بعينيها الفيروزية لم تكن تعلم أنه ينتظرها . هب واقفا لدى دخولها ليقترب منها مسرعا بلهفة حقيقة رأتها بقسماته
محمود : آنسة حياة ازيك ؟ اتأخرتى أوى علينا
تشعر بالحرج فماذا تخبره !!! تخبره أنها لا تملك المال لشراء مستلزمات المنزل !! تخبره أنها تبحث عن عمل منذ شهر كامل دون جدوى !!!
حمحمت بحرج : معلش بقا ظروف .
امسك كفها بحركة جريئة منه فزعت لها وهو يجذبها نحو مكتبه : عاوزك فى موضوع مهم أوى .
لم تتمكن سوى من الانقياد له بلا تفكير ، اجلسها وجلس أمامها لتتساءل بقلق : خير في إيه ؟؟
محمود بلا لحظة تردد أو تفكير : تتجوزينى يا حياة ؟؟
رمشت بعصبية وقالت ببلاهة : ها !!
محمود : أنا عاوز اتجوزك يا حياة . قولتى إيه ؟؟
حياة بتعجب : قلت ايه فى إيه؟ انت ماتعرفنيش ولا تعرف عنى أى حاجة !!!
محمود : لا اعرف حاجات كتير .
وبدأ يقص عليها ما قصه عليه والده وهو يرى نظرات التعجب على وجهها تارة ونظرات الألم تارة أخرى .
إنها تتذكر والدها الحبيب فقد توفى ولها من العمر تسعة أعوام ، كما تتذكر ايضا أخيها لأبيها والذى تولى بعد وفاته اهانتها وامها . ثم تهديد أمها لتتنازل عن ارثها له .
هددها بخطف حياة وحرمانها منها ، فما كان منها إلا أن رضخت له .
تركت بيتها الذى جمعها بزوجها . واحتفظت بذكرياتها بين أضلعها للأبد ، تركت المال والجاه وعادت لبيت أبيها الرجل البسيط لتبحث عن عمل يكفلها وابنتها .
كان جدها حنونا عطوفا لكنه توفى ايضا بعد وفاة والدها بثلاثة أعوام . فلم تجد ووالدتها مكان تذهبا إليه .
عملت والدتها عدة أعمال لتكفلها حتى أصابها الحزن بالمرض فى سن مبكر ، رفضت الزواج بعد أبيها حبا له ،فهى لا ترى بعده رجالا على وجه الأرض.
لتلجأ حياة لبعض أصدقاء والدها الراحل حين أصيبت والدتها بالمرض فلم تجد سوى الخذلان . لتتعلم باكرا أن ما من شخص يمكنه العناية بها سوى نفسها .
كان محمود يتحدث وهى ترى شريط حياتها يعاد أمام عينيها . هو يعلم الكثير بالفعل .
أنهى حديثه لتقف فورا : ممكن تتفضل معايا .
لم يعترض وترك كل شيء ليصحبها إلى حيث تريد ، فهى الوحيدة القادرة على إنقاذه وإسعاد أمه .
شارع يتفرع من شارع و حارة تتفرع من حارة حتى وصلت لمنزلها الحالى حيث تقيم ووالدتها .وهو يتبعها بصمت . وقفا أمام البناية ليتساءل: إحنا جايين هنا نعمل ايه؟
اشارت للمنزل : أنا ساكنة هنا . فى الدور الأرضي . انت مش بتتقدم لبنت الحاج أسعد رضوان اكبر تاجر . انت يتتقدم لبنت يتيمة عايشة فى حارة . بص حواليك . حتى لبسك مش لايق على المكان . انت مش لايق على المكان ولا على اللى عايشين فيه.
تركته وسط صدمته وتوجهت لمنزلها وقلبها بأن ألما فهذه المواجهة لابد منها وهذا الخيار عليه أن يقوم به منفردا .
يتلفت حوله ليرى نظرات التعجب ممن حوله . المكان ابسط مما تخيل . لكن كل هذا ليس بالأمر الهام . حتى إن كانت خطبة طبيعية ما كان ليهتم بكل هذا ،ظل مكانه لدقائق ثم عقد حاجبيه بإصرار ولحق بها للداخل .
طرق الباب لتفتح له وتنظر له بتعجب : انت لسه هنا ؟!!!
محمود : انت ماجاوبتيش سؤالى .
تظهر والدتها خلفها ، إنها سيدة جميلة الملامح رغم آثار الزمن الذى خط على وجهها خطوطه الصماء ، رغم الزمن والفقر والمرض إلا أنها تحتفظ بشئ من بريقها ،
نظرت له تتعجبه : أهلا وسهلا. أى خدمة ؟؟
التفتت لها حياة : الاستاذ محمود حمزة يا ماما . العطار اللى بيعمل خلطة البخور
تهلل وجهها كأنها تعرفه وغاب عنها سنوات ، اقبلت عليه بود : اهلا يابنى . اتفضل . انت موقفاه على الباب يا حياة !!!
توجه نحوها مبتسما ليتلقف كفها الممدود ويحنى رأسه فورا مقبله بحنان وود لترفع كفها الاخر تربت على ظهره . جذبته من يده دون أن تتخلى عن كفه للداخل فورا .
فى غرفة استقبال شعبية بسيطة جلست وجلس محمود . أمامه على الطاولة مبخرة نحاسية فاخرة لا تنتمى لهذا المكان ، يتصاعد منها أبخرة البخور الذى أعده بيده لها .
تنشقت البخور ملء صدرها لتبتسم له : انت مش عارف خلطة البخور دى بالنسبة ليا إيه ؟؟ ربنا يسعد قلبك زى ما بتسعدنى بيها .
اقبلت حياة تحمل الضيافة التى لم تزد عن الشاى وكوب الماء البارد ، وضعت الصينية أمامه ليبتسم لها ثم ينظر لوالدتها : أنا حضرتك طلبت من حياة طلب وهى ماردتش عليا قلت اجى اطلبه من حضرتك .
هيام : طلب مننا !!! قول يابنى عنيا ليك
محمود : تسلم عنيكى . أنا طالب ايد حياة إذا حضرتك معندكيش اعتراض اجيب والدى ووالدتى تتعرفى عليهم .
رمشت عدة رمشات سريعة وهى تنظر له لتحمحم كأنها تبحث عن صوتها بمكان ما وعينيها متعلقة بابنتها .
لحظات من الصمت ثم قالت : وماله يابنى تشرفونا .
تهلل وجهه وهو يلتقط كوب الشاى ليرتشف منه رشفة ثم يقول : ممكن نيجى بكرة بالليل ؟؟ اصلنا هنكتب كتاب بنت عمى بعد يومين
وافقت هيام على الموعد بينما ظل محمود يجلس معها قرابة الساعة وهى تروى له عن زوجها الراحل وهو مستمع جيد ويجيب بما علمه من معلومات عن طريق والده
****************
عاد محمود إلى المتجر بعد ساعتين تقريبا من مغادرته ليجد والده بانتظاره .
وقف حمزة بمجرد رؤية محمود متعجبا فليس من عادته أن يتغيب عن المتجر دون أن يترك خبر بمكانه .
حمزة : كنت فين يا بنى ؟ أنا هنا من ساعة ونص .
محمود : اسف يا بابا والله كان مشوار مهم مع حياة .
حمزة : حياة !!!
لقد ظن الأمر كله اختلاقا لا أساس له . اذا فتلك الفتاة موجودة بالفعل . وابنه يعرفها كما يبدو معرفة جيدة ، كم يتمنى قلبه أن تتمكن من اخراج ابنة أخيه من قلب ولده ليحيا كما يستحق .
محمود : ايوة يا بابا روحت معاها قابلت والدتها واخدت منها معاد لبكرة بالليل . بس …
حمزة : بس إيه ؟
محمود : هم ساكنين فى منطقة عشوائية وفقيرة جدا . علشان كدة حياة كانت معترضة على مبدأ ارتباطنا .
حمزة : المهم الاصل يا محمود . الغنى والفقر دول ارزاق من ربنا . هى بنت اصل وده اللى يهمنا .
ابتسم محمود براحة هو يعلم أن أبيه ما كان ليعترض لهذا السبب لكن أراد إحاطته بالصورة كاملة .
يشعر حمزة بالأمل فهذا الخبر سيسعد ماسته كثيرا . سيطير للمنزل ليكون أول من يرى السعادة بعينيها .
اتجه للخارج قائلا : طيب ما تتأخرش بقا وانا هروح افرح ماسة .
اوقفه محمود : بابا هو حضرتك كنت عاوزنى فى إيه؟
يلتفت حمزة وقد تذكر للتو ، لقد جاء يتساءل عن نفس هذا الموضوع ، وقد وجد ما أراد واكثر .
ابتسم وقال : خلاص موضوع مش مهم

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى