رواية الشرف الفصل الحادي والتسعون 91 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف الجزء الحادي والتسعون
رواية الشرف البارت الحادي والتسعون
رواية الشرف الحلقة الحادية والتسعون
السادس
يدخل حجاج صباحا لبيت عمه صالح ومن يرى هيئته يعلم أنه لم يأت لخير مطلقا .كان هيبة واخويه قد انتهوا من تناول الفطور وجلس الجميع بقلب الدار بصحبة زبيدة التى أصبح تفاعلها من جديد يسعد الجميع .
دخل حجاج ثائرا : ايه اللى عملته ده يا هيبة ؟؟ وبتجول على نفسك كبير ؟ كيف ده ؟
انتفض ضاحى : وبعدهالك يا حچاچ !!
وتبعه راجى : خوى كبير بالناس مش بجوله يا حچاچ
نظر هيبة لزوجته لتختفى فورا ويتبعها ريتاچ وهناء ثم نظر له ببرود : چرى ايه يا حچاچ محدش علمك إن البيوت ليها حرمة ولا ايه ؟؟
تبادلا النظرات لتفهم زبيدة أن كل منهما يعلم سبب ثورة حجاج فتقول : اجعد يا حچاچ .
لم ينظر لها حجاج وقال بسفه : مااجعدش فى داره إلا أما يرچع أرضنا اللى بيفرجها الأغراب
صرخ هيبة ينهره : حچاچ !!!
عادت نظراتهما النارية ليتابع هيبة : اللى يتجول عليه غريب اجرب لينا منيك .. أجله صاين عرضنا .
اقترب منه خطوات ليقف بمواجهته : وانت من الأساس چاى تتحدت بصفتك ايه !! مال ابوى واتجسم بشرع ربنا ..ليك فيه ؟؟
قاطعه ضاحى بتهكم : فاكرنا ناكل ليال زى ما اكلت خواتك ولا إيه ؟؟
نظر له حچاچ وقال بغرور : انى ماكلتش حدا ..البنتة ماياخدوش أرض دى عوايدنا ولا كأنكم اتمصرتوا لما اتچوزتوا مصاروة !!
تحدث راجى بهدوء : لسانك يچيب سيرة الحريم تانى تبجى انت اللى حكمت على روحك يا حچاچ .
نظر له بتهكم : حتى انت يا راچى ؟؟
رفع هيبة حاجبيه : وماله راچى كمان ؟؟ ماعاچبش چنابك فى إيه ؟؟ لاچل ارچل منيك يعنى ؟؟
عقد ساعديه : طيب رحمة واخدت أرضها وجولت ارض ابوى وچوزها راچل امير مازودش معاك حديت ..وزناتى !!
زاد حجاج قربا من هيبة معلنا تحديه السافر : مالاكش صالح بخوى ..بزياده حكم بوك اللى خد ارضى واداها لواد شريفة ..وبزيادة واد المصاروة اللى عطيته أرضنا ..بدتوه هو وبوه على وعلى ابوى جبل سابج ..الأول خدوا حريمنا ودلوك ياخدوا أرضنا .
تغيرت نظرات هيبة معلنة قبوله تحدى حجاج : خيتى لا كانت ولا هتكون من حريمك يا حچاچ.. ولا انت ولا غيرك يمنعنى انفذ شرع ربنا ..واعلى ما في خيلك اركبه يا ..يا واد عمى .
أولاه ظهره : شرفت .
نفض جلبابه وغادر بنفس الغضب الذى دخل به ليزفر هيبة بضيق ويعود لجوار أمه واخويه لمجلسيهما . تساءلت زبيدة : حچاچ درى منين إنك كتبت الأرض لخيتك يا ولدى ؟
غابت القسوة التى تبادلها مع حجاج من نبرته وقسماته ليقول بحنان : ماخابرش ومايهمنيش يدرى هو ولا غيره .محدش يجدر يمنعنى انفذ شرع الله يا اما .
ربتت على ذراعه والهواجس تنمو بقلبها ، تعلم أن حجاج ما أراد ابنتها يوما إلا طمعا في المال ، وحصول ليال على الارض فى ارثها سيعيد تأجج نيران طمرت تحت أعوام من إظهار المودة . حجاج ليس كأبيه وليس كجده . إنه الأسوأ يمكن لها أن ترى ذلك من تأجج نيران عينيه الذى لا يخبو .
تنهدت تبث مخاوف قلبها لله .دارت أعينها على اولادها الذين تناسوا ما حدث منذ دقائق وعادوا لإنشغالهم بأعمالهم ليبتهل قلبها لله أن يحفظهم من شرور حجاج وأمثاله .
_____
يخرج طايع من غرفة فتاتيه ممسكا بكف كل منهما بيد ليصيح : بسرعة يا لى لى اتأخرنا .
فترفع نسمة رأسها وتنظر له : أنا عاوزة اروح معاكم اشوف النونو فى بطن ماما .
بسمة : وانا كمان
يتنهد طايع : ماينفعش ياحبايبى مرة تانية
بسمة : طيب ودينى العب مع خالد !!
تأفف طايع : مفيش وقت يا بسمة
ويرفع صوته مناديا : يلا يا لى لى
لتقول نسمة بهدوء وتحذير : بابا اتكلم صعايدة .
يزفر طايع : هو أنا هلاقيها منك ولا من امك .
جذبت كفها من بين انامله كنوع من العقاب لتعقد ساعديها وتنظر له بغضب .كاد أن ينهرها لولا قاطعه خروج ليليان من الغرفة اخيرا ليتحول بنظره لها معاتبا : اتأخرنا مش هنلحج نودى البنات لعمتى .
ضربت نسمة بقدمها باعتراض لم تفهمه ليليان لتنظر لها بتعجب وتقول : بابا هيقابلنا قرب المسجد يعنى مش هندخل الحى خالص وده هيفرق طبعا .
توجهوا جميعا للخارج مع تذمر الفتاتين ..كل منهما تملك سببا للتذمر لكن كل منهما تملك أيضا سببا للتجاوز.
اوقف طايع سيارته حين لمح تاج ليغادرها نحوه يحيه بمحبة واحترام وسرعان ما عاد للسيارة لتهبط الفتاتين تتجها لتاج الذى غادر بصحبتهما .
اليوم موعد فحص ليليان الطبى وقد شددت الطبيبة على الموعد .
جلس طايع بتوتر بينما ليليان مسترخية مبتسمة بعد انتهاء الفحص أمام الطبيبة التى قالت : هنحتاج نعمل Ultrasound
وشوية فحوصات للدم تانى و Fetoprotein أهم حاجة اتأكدوا إن المعمل على مستوى عالى التقنية
تساءل طايع فورا : ليه يا دكتورة مش عملنا كل الفحوصات الشهر اللى فات؟
ابتسمت الطبيبة فهى تقدر توتره وقلقه : لمزيد من الاطمئنان ماتقلقش .
ليليان : حاضر يا دكتورة هاعمل كل المطلوب
الطبيبة : هى مكلفة شوية بس ضرورية .
ليست التكلفة المادية هى مايشغل باله حاليا ، بل سبب تلك الفحوصات .لقد اخبرتهما الشهر الماضي أن حبيبته أجرت كل الفحوصات اللازمة .
ترى ما الذى تخفيه الطبيبة عنه ؟
ما الذي تخشاه أو تتوقع حدوثه ؟
تنفس بعمق ؛ حسنا ربما السبب الحقيقي هو مزيد من الاطمئنان . يريد أن يصدق هذا . بل يتمنى هذا .
عاد بتركيزه للطبيبة التى ستجرى بنفسها فحص الموجات الفوق صوتية بعد الحصول على نتيجة فحص الدم .
إسرافها فى بث الطمأنينة يدعوه للتخلى عنها .
___________
دخل تاج من الباب لتتهلل الفتاتان لرؤية غالية التى فتحت ذراعيها تستقبلهما بحنان .هرعتا للارتماء بين ذراعيها ليبتسم تاج ويتساءل : تاج الصغير لسه ما جاش ؟
غالية : زمانهم على وصول ليال كلمتنى قبل ما تنزل .
صاحت الفتاتان بحماس فإن لم تجدا خالد ف تاج الصغير هو افضل بديل فهو متفاهم تماما أيضا كما أن تقارب الاعمار بين الصغار زاد من التفاهم بينهم .
جلس تاج على الأريكة متسائلا : ها مين حفظت سورة الملك كويس ؟ اللى هتسمع احسن هتاخد شيكولاتة .
اقبلتا عليه لتنضم لهما غالية : أنا كمان عاوزة اسمع
اعترضت بسمة التى تظهر تجاوبا برفقتهما دائما : لا يا نانا دى مسابقة للصغيرين انت كبيرة .
ضحك تاج حين عقدت ساعديها بغضب مصطنع : أنا كبيرة يا بنت ليليان ؟؟ طب مفيش كريم كراميل .
صرخت الفتاتان اعتراضا ليقاطع الجميع رنين الجرس . دخلت ليال ليسرع تاج نحو جده بينما أمسكت نسمة كفه لتخبره عن التحدى ليتحمس أيضا .
دقائق وحصل ثلاثتهم على نصيبه من الحلوى فجميعهم يحفظ بإتقان بالفعل .
راقب تاج أحفاده الثلاثة وردود أفعالهم حيث احتفظت الفتاتان بنصيبهما من الحلوى لتتقاسماه مع جنين أمهما المنتظر فقد اخبرتهما غالية مسبقا أن هذا الصغير القابع ببطن أمهما يشاركها طعامها .بينما فتح تاج الصغير قطعة الحلوى الخاصة به ليقسمها بالتساوى بين جميع الحاضرين .
تراقبه غالية بحنان فيبدو أن هذا الصغير لم يحصل على اسم حبيبها فقط ، بل حصل على جزء من روحه أيضا.
___________
لم يتوجها لمنزل عمته بل لأفضل معمل تحاليل لعمل الفحص الذى طلبته الطبيبة .
كانت تبتسم لتشعره أن الأمور على ما يرام لكن الهواجس تنتابها مثله تماما وتخشى فقدان جنينها بعد أن ازهر الأمل بقلبها مرة أخرى فى نجاتهما معا .
توجها بعد ذلك لمنزل والديها حيث ينتظرهما الجميع .
نحت كل الهواجس جانبا فهى لن تشعر والديها بالقلق والتوتر مرة أخرى .كما أنها تتمنى أن تكون الأمور على ما يرام .
فتحت ليال الباب واستقبلتهما بود .
جلسا لتتساءل غالية فورا عن نتيجة الفحص فيقول تاج : اصبرى يا غالية ياخدو نفسهم .
ابتسمت ليليان بينما توجس تاج من اضطراب ملامح طايع ومحاولته إظهار عكس ما يخفيه .
تحدثت ليليان بحماس زائف : الحمدلله كل حاجة تمام بس الدكتورة طلبت تحاليل عملناها وأما تطلع النتيجة هنروح نعمل التراسوند .
ابتسمت ليال : ده طبيعى كل الناس تقريبا دلوقتي بتعمل التراسوند
ايدتها ليليان فورا : فعلا الفحوصات دى بقت شئ عادى .
كان يتابع الحوار بصمت وشرود حتى قاطعت صمته صغيرته نسمة وهى تخبره عن ذلك التحدى وتعرض عليه الجائزة ثم تطلب من تاج الصغير تقسيم الحلوى خاصتها كما فعل بخاصته لتسرع بسمة وتحذو حذوها .
________
لم تعد الأمور بنجع الحساينة تسير بخير . بل عاد قاطنى الجبل للتعدى على أهل النجع بشكل اقلق الجميع .
زادت حوادث سرقة المواشى ولم تتمكن الشرطة من ضبط الجناة لذا لم يعد أهل النجع مرحبين بالتعاون مع الشرطة كما كان يحدث في حياة صالح .
اجتمع أهل النجع فى تلك المندرة التى طالما أوجدت حلولا لمشكلاتهم فى منزل الحاج صالح والذى لم تخرج منه زعامة النجع التى أولاها الناس ل هيبة بلا تردد وكل منهم يحمل شكواه وغضبه .
يجلس رفيع وسط الجموع بجوار زناتى وضاحى وراجى بينما يجلس حجاج بتأهب بعيدا عن الجميع يحيط به شرذمة من تابعيه أو منافقيه الذين اتخذوا من مطامعه وسيلة للتكسب.
هبط هيبة الدرج بثقة ليرحب به الجميع ويجلس بينهم لتتعالى الأصوات الغاضبة : هنضل لميته نسكت للمطاريد ؟
: دى خامس مرة الشهر ده يسرجوا مواشى ؟
: انى مش هسكت على حجى ولا هستنى الحكومة تچيبة .
: والله اللى هنلمحه منيهم هنطخه ومالوش دية .
ظل هيبة محتفظا بصمته يستمع لصياحهم حتى رفع كفيه مكتفيا من غضبهم : اسمعونى يا رچالة .
بدأت الاصوات تخبت ويلتفت الجميع له ليتابع : انى معاكم إن المطاريد زودوها جوى واتچراوا علينا بس ده سببه ايه ؟ سببه إننا بجينا نسكت ومحدش يساعد الحكومة . كلنا خابرين زين الحكومة عملت ايه جبل سابج .
وجدها حجاج فرصته السانحة التى طال انتظاره لها ليضحك مستهزءا : يعنى ايه يا كبير النچع نروح نبكى للحكومة كيه الحريم ونستنوا حجنا اللى ماهيرچعش ؟
نظر له هيبة لقد اكتفى من جنونه لكن رغم ذلك قال بهدوء : حچاچ ماتنفخش فى النار وألزم حدودك
لينتفض حجاج : ألزم حدودى يعنى ايه ؟؟ الناس چاية تستنچد بيك تجولهم روحوا للحكومة ؟ بدل ماتطلع تطربج الچبل على اللى فيه .
انتفض ضاحى صارخا : حچاچ چنيت ولا ايه ؟ انت عاوز واد عمك يطلع الچبل ؟
نظر له حجاج بنفس الغضب : وفيها إيه مش گبير النچع !!
امسك رفيع ذراع ضاحى ليجلس مرة أخرى ويقول هو بهدوء تصنعه جيدا : المطاريد كاشفين اللى طالع من النچع يا حچاچ جول حديت موزون أو اسكت .
عادت الاصوات للتعالى ليقف هيبة بغضب اسكت الجميع . نظر للجميع بحدة بادله حجاج بنظرات حاقدة وهو يقول : نفرج إيه عن المطاريد لما نعمل زيهم ؟ لا كنا في يوم همچ ولا غچر ولا هنكون . اللى رايد حجه بالأصول يستنى واللى مارايدش غير الموت والخراب يفارجنا .
علم حجاج أنه المعنى بالحديث ليقف بعنجهية أمام هيبة : واحنا ماهنسكتش عن حجوج الخلج . اللى رايد حجه ورااااچل يجدر يچيبه بدراعه ياچى معاى هنطلع الچبل الليلة وماهنعاودش إلا بالمواشى المسروجة واللى رايد يجعد اهنه يبكى ويولول كيه الحريم يجعد بس لو رجعت مواشيه هتبجى من حج اللى رچعها .
علت الاصوات والهمهمات مع مغادرة حجاج والبعض من رجال النجع تبعه بغرور وكبر .وقف هيبة صامتا حتى غادر حجاج ومتابعيه ثم قال بهدوء ظاهرى : أنى برئ من دم اللى مشى ورا حچاچ ، مش هسيبهم يروحوا للموت برچليهم بس اللى مايرچعش منيهم دمه فى رجبة حچاچ واد صخر .
جلس ليقول : اطمنوا يا رچالة اللى انضر فى ماله هنعوضه واللى عملوه المطاريد ماهسكتش عليه بس جبل ما نجول المطاريد عملوا ايه . نجول عرفوا منين مين فى داره بهايم وعرفوا منين كيف يدخلوا لهم من غير ماحد ينضرهم ولا يسمع بيهم . بنا حد بيوصل اخبار بيوتنا للمطاريد وده جزاته هتبجى اكبر من المطاريد نفسيهم .
بدأت الهمهمات تعود وعقلانية الحديث تسيطر على العقول لتنتهى الجلسة بسلام ظاهرى وحرب خفية أعلنها حجاج على هيبة هدفها الوحيد الزعامة أما من يسقط ضحية فى طريق وصوله إلى زعامته المزعومة ليس من اهتماماته مطلقا .
غادر الناس المنزل وقد قاربت الساعة على العاشرة مساءا . ظل هيبة مع اخويه ورفيع وزناتى الذى رفض صحبة حجاج هذه المرة فهو لن يتحمل دماء الأبرياء .
________
غادر حجاج فورا إلى منزله يتبعه شرذمة من أهل النجع سعد بهم للغاية واعتبرهم نواة زعامته القادمة .
وصل لبيته ليفتح لهم الباب ويقول فورا : كل نفر منينا يچهز بسلاحه .هنطلع الچبل الليلة زى ماجولت والمطاريد لازمن يفهموا زين مين الكبير اهنه . اذا سكتنا على المال ممكن توصل للعرض وحصلت جبل سابج ومحدش ينكر .
همهم الرجال بجمل تصديقية على حديثة فلن ينسى رجال النجع محاولة خطف الفتيات سابقا من قبل المطاريد وإن كانت محاولة فاشلة إلا أنها تعدى لن يغتفر مهما مر الزمن
.
________
أغلق ضاحى باب المندرة ليلتفت لأخيه بفزع : هتعمل ايه يا هيبة ؟ لو طلعوا الچبل محدش منيهم هيعاود على رچليه .
زناتى بحيرة : حچاج چن
راجى : لازمن نمنعوه لو هو چن الخلج ذمبهم ايه ؟
تنهد رفيع : هيبة شوف هتتصرف كيف وانى معاك
اخرج هيبة هاتفة وطلب رقما ثم رفعه ينتظر الإجابة ليقول بعد قليل : اجطعوا طريج الچبل وإن حد جرب اضربوا نار في الهوا ماعاوزش عيار يصيب .
تلفت الجميع بنظرات متسائلة كان ل رفيع السبق في النطق بها : انت مراجب طريج الچبل ؟
ابتسم هيبة ليتساءل ضاحى : طب سايب المطاريد يسرجوا الخلج ليه ؟
هز راجى رأسه كأنه متفهم لما يحدث بينما قال رفيع : اللى انت رايد تعرفه تمنه غالى جوى يا واد عمى .
نظر له هيبة وقد فطن لأنه تفهم مقصده من الوصول للخائن الذى يحمل اخبار النجع لقاطنى الجبل ثم قال : ماتخافش يا واد عمى إن كان على المال يتعوض المهم عيندى أرواح الخلج . دى حاچة مااسامحش فيها واصل ..
صمت لحظة ثم تابع : لو ماكانش حچاچ خربط فى الحديث كنت هعرف السبوع ده مين بينجل لهم الاخبار .بس ملحوجة .
نظر لهم جميعا ونهض منهيا اللقاء : جوموا ارتاحوا وماتخافوش انى حاسب كل حاچة زين .
________
دخل مهران لمنزله الهادئ يعلم أن ولده قد نام حتما وحبيبته تقرأ كعادتها . دخل ليجدها كما توقع فوق الفراش وتمسك هاتفها تدقق النظر إلى شاشته .
رفعت عينيها لحظة دخوله ليبتسم لها ولهيئتها المرتبة المثيرة والتى لا تتخلى عنها حتى فى خصامها له ، ربما تستخدمها في ذلك الوقت كنوع من العقاب الذى يرحب به فهو يحثه دائما على إنهاء سبب الخلاف أيا كان لصالحها بالطبع .
خلع حذائه واقترب منها متسائلا : بتجرى ايه ؟
أطفأت الهاتف ووضعته جانبا وهى تجيب بتلقائية: رواية جديدة
فتح الحقيبة التي يحملها : طب شوفى چبت لك ايه ؟
ابتسمت بسعادة ، ليس غريبا أن يهاديها . لكنه فى الفترة الأخيرة كثرت هداياه التى لا مناسبة لتقديمها . فقط يعود حاملا لها الملابس وأدوات التجميل وقطع الحلى التى تعشقها .
أما هذه المرة فقد أخرج من حقيبته مجموعة من الروايات لتشهق بسعادة : روايات !!!!
ابتسم لسعادتها : اعمل ايه والله ما كنت عارف اشتريهم كيف بس خايف على عنيكى من المحمول ده .
احتضنت الكتب بسعادة وهى تقول : عادى تروح اى مكتبة واشترى مش صعبة يا مهران
نظر لها بإستخفاف : لا چبتى التايهة .
ضحكت حين فهمت مقصده : انت مكسوف تشتريهم ؟
حك مؤخرة رأسه بحركة تنم عن خجله وهى تحفظها تماما ثم قال بثقة : ماسمعتيش عن البوك استور ؟ اشترتهم أون لاين .
إنه مهران المكابر العنيد . لا بأس هى تعلم أنه يجد الحلول منحته ضحكة رنانة أوقفت تبديله لملابسه الذى بدأ فيه ليتطلع لها بحب سرعان ما تحول لغيظ واضح وهو يقول : وادى اخرتها ، اشترى انى وحضرتك بتحضنى الكتب !!!!
منحته ضحكة أخرى جعلته يعود لتبديل ملابسه بسرعة منفثا عن غضبه منها . وضعت هديته الغالية جانبا لتنهض عن الفراش وتقترب منه بدلالها الذى يسقط رايات غضبه دائما لتتابع بلهجة صعيدية تفلح دائما في فتح أبواب حصونه أمامها وهى تقول : بتغير على يا واد عمى ؟
مد ذراعه يجذبها نحوه بلهفة : بغير حتى من خلجاتك .
تحركت أنامله على طول ذراعها : من النسيم اللى بيمسك .
رفع رأسها لينظر لعينيها : من العنين اللى بتنضرك .
وصلت أنامله لرأسها ليداعب خصلاتها الغجرية ويتابع بصوت بحت نبرته : من الروايات اللى بتاخد جلبك منى .
همست بتساؤل وترقب : جبتهم ليه ؟؟
أجاب بنبرة تكاد تسمعها : لأچل نجراهم سوا ومفيش حاچة فى الدنيا تاخد جلبك منى تانى .
ابتسمت بسعادة فحصل هو على تلك البسمة الرائعة واحتفظ بها في جوفه المشتعل شوقا إليها وفى اللحظة التالية اقتطف ثمار قسماتها اليانعة التى تذوب شوقا لالتهامه لها .لحظات وكان يخوض بها في يم عاتية أمواجه. بكل قوة يجتاح أمواجه العاتية ليعلن سيطرته الكاملة على محيطها المتقلب .
__________
تعلم أنه عينيه لم تغمضا لوهلة ، تصنع النوم وهدأ من وتيرة أنفاسه لتسكن هى وتغفو . لكن ما لا يعلمه أنها هى أيضا تتصنع النوم عله يغفو .
فتحت عينيها لتنظر لوجهه دون أن تحرك رأسها عن كتفه ، رأت عينيه متعلقتين بالسماء . اخفضت عينيها مرة أخرى لصدره الذى يبدو هادئ الأنفاس .
تحركت أناملها الصغيرة تمسده برقة ليلتفت لها بصوت مبحوح : مانعستيش ليه يا جلب طايع ؟
تنهدت براحة لهذا الإسم الذى ينسبها إليه كجزء منه لتمد ذراعها وتحيط خصره تشد نفسها إليه مبتسمة بسعادة .
اعتدل ليصبح فى مواجهتها وتصبح بين ذراعيه تماما . ارتفعت أنامله تداعب وجنتها بدفء لتنظر لعينيه مباشرة : مالك يا طايع ؟
لم يحاول المراوغة بل قال بصراحة شديدة : خايف
نظرت له بتعجب ليتابع : خايف جوى عليكى
هبط كفه لبطنها يتحسسها برفق : وعليه .
تجولت عينيها على ملامحه المتألمة لتقترب بجرأة لم يتعجب منها تقبله بهدوء.. تقبله بود سرعان ما تحول لشغف الذى تحول بشكل أسرع لجموح حاول جاهدا السيطرة عليه .
_________
كانت غافية حين وصل رفيع فقد عرج فى طريق عودته هو وزناتى لمنزل حجاج على أمل اثنائه عما ينتوى لكنه لم يكن بالمنزل لذا أصر على توصيل زناتى لمنزله قبل العودة ليطمئن قلبه .
ليس من عادته ايقاظها إن غفت قبل عودته هو غالباً يندس في أحضانها فتشعر به وتحتويه لذا حين هزها برفق لتستيقظ هبت فزعة تنظر له : مالك يا رفيع؟
حاول أن يشتت انتباهها : أنى زين .
اقترب يضمها : اتوحشتك . بجيتى تنعسى وتهملينى .
نظر لها بلوم لتبتسم بحنان . تعلم أنه لا يقول الحقيقة لكن لا بأس ستجاريه . إنه يبحث عن الاطمئنان بين ذراعيها وهى كالعادة ستمنحه ما يحتاج إليه .
________
غادر أخويه وولدى عمه بينما ظل يتجول داخل الحجرة كأسد حبيس .
إلى أين يريد حجاج أن يصل بهم !!
إنه يحاول إخفاء قذارته إبقاءا على صلة الدم . لكن رغم محاولاته تلك يتجرأ ويتحداه ويحاول التقليل منه أمام الجميع .
يبدو أن المواجهة هى السبيل الوحيد لإيقافه .
أغمض عينيه يوارى غضبه : وبعدهالك يا حچاچ . هتخلينى امشى فى طريج واعر مارايدهوش يا واد عمى .
نهض بتثاقل يجر قدميه نحو غرفته عله يجد متنفسا لتلك الوساوس التى تنهش صدره .. يحتاج أن يلقى برأسه المنهك فوق صدرها حيث يمكنه أن يكشف عن كل ما يعتمل بنفسه معها .. ولم لا .. فهى نفسه .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)