رواية الشرف الفصل الحادي والسبعون 71 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف الجزء الحادي والسبعون
رواية الشرف البارت الحادي والسبعون
رواية الشرف الحلقة الحادية والسبعون
وصل الجميع للمشفى ليتم نقل صخر فورا إلى غرفة الكشف فهو بالإضافة لحالته النفسية والصدمة الواضحة عليه غير قادر على الوقوف أو السير وهذا يقلق أخيه كثيرا .
وصل محمود وراجى وريان ليتم إدخال رحمة إلى غرفة العمليات فورا .
تقدمت آلاء من رفيع الجالس أرضا لكن لم تتمكن من مهاجمته . بل رق قلبها له فور رؤيته . بينما أسرعت شريفة تجلس بجوار ابنها وتربت على ذراعه هامسة : عارفة إن المصيبة كبيرة لكن انت رفيع بردك .
تحولت عينيه إليها بلا أى رد فعل اخر وكأنه يخبرها عن مدى كسره تلك الليلة ، لحظات وفتح باب غرفة العمليات ليخرج الطبيب الذى طلبه ضاحى لتقطيب جراح الفتيات بشكل تجميلى لا يترك أثرا .
أسرع نحوه الجميع ليقول : ماتخافوش يا جماعة.هيتنقلوا اوض وتقدروا تشوفوهم . ماعدا البنت اللى فى غيبوبة .
توجه له رفيع فورا : ليه يا دكتور ؟ هى مافاجتش ؟؟
الطبيب: هى فى صدمة شديدة فى مؤخرة الرأس هى سبب الغيبوبة بس لحد دلوقتي مش واضح أى تأثير غير الغيبوبة .هتدخل العناية لحد ما تفوق ونطمن عليها
يتلفت حازم إليهم ، لا ليست ابنته والغيبوبة مجددا .بينما تردد آلاء بانهيار : مين ؟؟ مين فى الغيبوبة ؟
صمت الجميع لتتساقط دموعها فورا بينما يردد حازم : اللهم رد عنا القضاء وارفع عنا شر البلاء.
يقترب حمزة رابتا على كتف أخيه كأنه يخبره أنه ليس وحده وهو هنا لأجله .
خرج مهران بعد قليل بخطوات شبه مترنحه فقد رفض التخدير الكلى . أراد أن يظل بوعيه ليطمئن على شقيقته . تلك العابثة الصغيرة صاحبة الرقة الفطرية التى تأسر القلوب . رؤيتها مضرجة بدمائها سيظل للأبد اقسى ما رأت عيناه .
أسرعت زينب إليه بلهفة ليربت عليها بحنان : ماتخافيش يا أماى ولدك شديد.
ولم ينتظر أن يقبل عليه والده بل توجه من فوره إليه لينظر له رفاعى بقلب منشطر من شدة الألم الذى مر به تلك الليلة .
أيسعد لرؤيته صغيره بخير !!! أم يحتفظ بأحزان الليلة !!!
*******************
وصل الرجل إلى الكهف الذى يختبئون فيه ليقف بالخارج ويطلب مقابلة كبيرهم . خرج إليه سعيدا بعودته إلا أنه أخبره من فوره بكل ما حدث ، وأن الشرطة تحيط المكان . أخبره بما تطرق إليه سمعه أثناء الصعود برفقة الضباط وأن هذا الهمام لم يكن ينتوى إعادة الفتيات كما اخبرهم وقت الإتفاق أنه يؤدبهم فقط وسيعيد فتياتهم سالمات ، بل إنه سيستحل ما حرمه الله ويقدمهن لاعوانه فالأمر ليس له علاقة بالثأر .بل هو أراد إلحاق العار بهذه الأسرة .
رغم أنهم مجرمون .. ورغم أنهم على استعداد لفعل أى شئ مقابل المال .. إلا أنهم يعلمون تماما قيمة العرض والشرف . يمكنهم خطف فتاة للضغط على ذويها . يمكنهم استغلال فتيات لكن ليس بهذه الطريقة .. لن يقبل كبيرهم ابدا بمثل هذا .
هز الكبير رأسه بتفهم : يعنى هو ماكدبش بس فى حكاية الرچالة . هو ناوى على الغدر من الأول .. يبجى هو الچانى على روحه .
نظر الرجل له بتأهب بينما قال : ارمح وجول للرچالة يرچعوا على بطن الچبل . خمس دجايج والچبل هيبلعنا كلنا وهو يلاجى جضاه .
تحرك من فوره لتنفيذ أوامر كبيره بينما توجه الكبير للداخل حيث همام يجلس تحت الرقابة وقف أمامه مدعيا السذاجة : أنى هاخد رچالتى ونستنوا جريبك برا .أول ما يوصل بفلوسنا هنهملك .
وأشار لرجاله ليتبعوه للخارج وفى خلال دقائق اختفى الجميع .
******************
نقلت ريتاچ لغرفة عادية ليبدأ الجميع في تفقدها فورا . كان رأسها محاطا بالأربطة الطبية وقد اختفت أغلب ملامحها البريئة . عينيها منتفختين بشكل مخيف وتأن بخفوت .
رفض الطبيب دخولهم جميعا ليدخل رفاعى وزينب اولا . تبكى زينب بمجرد رؤيتها ليتمتم رفاعى بألم : احمدى ربنا يا زينب . جدر ولطف.
تتمتم بالحمد ويخرجان ليدخل ضاحى ومهران وطايع ، أسرع مهران نحوها : ريتاچ . سمعانى يا خيتى .
تجاهد لتفتح عينيها ، الرؤية مشوشة لكنها ترى اخويها وتراه بالخلف ، لم يقف بالخلف !!
تبلل شفتيها وتهمس : عطشانة يا مهران .
يتلفت مهران حوله لينطلق هو خارجا ويعود لاهثا بعد دقيقة بين يديه زجاجة الماء . أقترب فورا يحاول مساعدتها هو وطايع فإصابة مهران تمنعه من المساعدة .
وضع كفه اسفل رأسها لتأن بشدة فيرتعد ذراعه . اغمضت عينيها مرة أخرى لكنه لم يعيد رأسها للفراش . وظل يرفعه حتى فتحت عينيها مرة أخرى ليقرب طايع الزجاجة من شفتيها : اشربى حبيبتى .
شربت القليل ليبدأ إعادة رأسها للفراش لكنها تتشبث بجلبابه المخضب بدمائها وتقول : حد اجرهم يخطفونا . دى مش حادثة .كانوا مرتبين لها .
نظر لها ضاحى بفزع : مين جالك إكدة؟
ريتاچ بألم : اتكلموا قدامى
يتبادلون النظرات الغاضبة ليقول طايع : ارتاحى دلوك يا ريتاچ . ماتتكلميش .
تهمس بضعف : مهران …
يقترب مسرعا فتقول : أنا خايفة .
يربت على كفها المتشبث ب ضاحى : ماتخافيش طول ما فينا نفس . إحنا إهنة محدش هيتحرك .
تنظر ل ضاحى بتساؤل : ضاحى مش هتسبنى ؟
ضاحى : مجدرش ابعد خطوة واحدة . نامى ماتخافيش أنى چارك اهه .
تغمض عينيها ولا يتخلى كفها ع صدر جلبابه . دقائق ودخلت غالية وشريفة وماسة لتفقدها ليهمس مهران : ضاحى خليك إهنه لحد ما نرچع .
واتجه هو وطايع للخارج ليخبر الجميع بما أخبرته به شقيقته .
****************
لم يستغرق نصف ساعة وظهر يعدو بإتجاههم ليتأهب الجميع . وقف يلهث : السكة أمان يا بيه . محدش هيجف جصادكم . الكبير أمر نسيبوه لجضاه .
أشار بكفه لاتجاه اليمين : هو فى كهف لحاله .
نظر له أدهم بغير تصديق ليقول عماد فورا : نتحرك أحسن .كل دقيقة هتفرق معانا .
******************
ظل همام لفترة بعد مغادرة الكبير ورجاله يجلس بهدوء ثم حمل سلاحه وقرر الغدر بهم . تسلل للخارج بخفة وقد أعد سلاحه للاطلاق لكن لم يقابله أحد . توجس قلبه فورا فيبدو أنهم ايضا قرروا الغدر مثله ، بدأت خطواته تسرع نحو الخارج وما إن خطت قدمه خارج الكهف حتى استمع لأصوات السلاح نظر حوله بغضب ليقول أدهم الذى يصوب سلاحه نحوه : ماانصحكش فى اللى بتفكر فيه . انت كدة بتقتل نفسك .
همام : انى فى الچنة وانتم فى الچحيم . اخاف من إيه؟؟
عماد : بلاش جنان .. انت مين علشان تقول مين فى الجنة ومين فى النار ؟؟
يضحك همام : مابجيش إلا أنت يا نصرانى اللى تتحدت .
سالم : همام نزل سلاحك . مالاكش دعوة بمسلم ونصرانى مش قضيتنا . انت قتلت وسلم نفسك احسن .
بدأ فى لحظة إطلاق النار ليسدد سالم سلاحه نحو ذراعه ليسقط السلاح ويصوب أدهم على ساقه ليسقطه هو .
إلتف حوله الجنود ليصرخ : الجبض علي مش هيعدى بالساهل وحياتكم ارخص تمن .
لم يعيره أحد الإنتباه ليحمله الجنود ليعودوا ادراجهم نحو السيارة بينما توقفت خطوات أدهم : والمطاريد اللى ساعدوه
عماد : مش قضيتنا دلوقتي يا أدهم ، وفى كل الأحوال هم اختفوا ومش هنلاقى حد منهم .
اقتنع أدهم ليتحرك معهم نزولا من الجبل بينما يهمس سالم : أهل القتيل مش لازم يعرفوا إنه اتقبض عليه وهيبقى معاهم فى المستشفى . هيقتلوه اكيد
عماد : نوديه مستشفى الشرطة محدش هيقدر يوصل له .
أدهم : لا إصابته مش مستاهلة . هيخيطوه وناخده على المديرية مش هيقعد فى المستشفى .
كان إثناء أدهم عن ذلك أمرا صعبا . سيستجوبه بلا رحمة. لكن الغريب أن سالم وعماد لم يتعاطفا مع همام كما كانا يتعاطفا مع الآخرين . وكأن القلوب تؤمن أنه يستحق كل ما يحدث .
****************
طال الوقت والكل ينتظر أن تنتهى جراحة رحمة . ثلاث ساعات قبل أن يخرج الطبيب معلنا نهاية الجراحة ونهاية عذابهم
تحرك صالح نحوه فورا ليقول : خير يا جماعة الحمدلله . نص ساعة وتقدروا تشوفوها .
زناتى : يعنى هتجدر تمشى يا دكتور بعد إكدة ؟
الطبيب : هترجع زى الاول بالضبط بس طبعا الجبس هيفضل تلت شهور .وتتابع معانا .
غادر الطبيب ليتجه صالح نحو الغرفة التى يرقد بها شقيقه . لقد أطاحت تلك الليلة ب صخر كليا . خاصة بعد أن أخبره الطبيب أن عدم قدرته على السير يرجع لصدمة وفاة ولده . ليست مرضا عضويا وربما هذا أسوأ بالفعل .
نصف ساعة واخبرتهم الممرضة أن بإمكانهم تفقد رحمة ، أقترب محمد من رفيع : لازم تكون أول واحد تشوفه.
ينظر له رفيع : لاه انت چوزها ادخل لها الأول . أنى ماخابرش هجولها إيه لما تسألنى على سويلم !!!.
يصر محمد : يبقى ندخل لها سوا . قوم معايا .
رضخ رفيع له فهو من ناحية يتمزق لأجلها ومن ناحية أخرى لايمكنه مواجهتها وحده .
********************
كان حازم وحمزة وألاء يقفون بباب الرعاية حين وصل خبر نهاية جراحة رحمة ليكون أول الاخبار الجيدة .
رفضت آلاء أن تجلس أو تستريح حتى تطمئن على صغيرتها لتأتى رحمة الله مسرعة .
تهرول الممرضة خارج غرفة العناية ليفزع الجميع ويقول حمزة : حصل إيه يابنتى ؟
الممرضة : خير حضرتك . هنادى الدكتور المريضة بتفوق .
تهللت الوجوه ليخرج حازم كل ما بجيبه ويقدمه لها : ربنا يطمن قلبك .
تبتسم بسعادة : بس شوفوا مين رفيع علشان يدخل لها الأول كانت بتنادى عليه حتى قبل ما تفوق .
أغمض حازم عينيه يحمد الله على عودة صغيرته السريعة بينما بكت آلاء ليقول حمزة : الحمدلله مادام فاقت هتبقى كويسة إن شاء الله . أنا هروح انادى رفيع .
*******************
دخل محمد ورفيع إلى غرفة رحمة الغارقة في صمت تام . اقتربا من الفراش حيث ترقد وتتعلق ساقها للأعلى .
وضع محمد كفه فوق كفها : رحمة
فتحت عينيها لتبتسم له . حاول أن يبادلها بسمتها فلم يستطع لتتساءل : رفيع ؟
أقترب فورا : أنى اهه يا جلب اخوكى .
اتسعت ابتسامتها ، هكذا يناديها سويلم دائما . رمشت بعينيها وقد غابت ابتسامتها : سويلم ماچاش وياكوا ليه ؟ هنت عليه يهملنى !!!
نكس رفيع رأسه : مش بخاطره ياخيتى .
رحمة بفزع : ليه !! اتصاب اياك ؟
طفرت دموع رفيع رغما عنه ولم يتمكن من الحديث ليقول محمد : البقاء لله يا رحمة . ادعى له .
اتسعت عينا رحمة بفزع وهى تقول : انت بتجول إيه؟؟ خوى .
محمد : يا رحمة ارجوكى .
لتصرخ رحمة وكأنها لا تستمع إليه : يا خوى . ااااه يا سويلم .
تنظر ل رفيع الذى يقبل عليها فورا : لاه يا رحمة بلاش إكدة ..
تنهمر دموعها وهي تقول : غصب عني .. سويلم يا رفيع . سويلم .
اغمضت عينيها وهى تتذكر ما فعله لأجلها منذ أيام
عودة للوراء
يدخل سويلم غرفة رحمة لتهب واقفة : هاه يا سويلم جالوا إيه ؟؟
يضحك سويلم على لهفتها : مش ده برضك اللى جولتى له مالاكش دية عندينا .
تبتسم بخجل وتضع يديها بخصرها لتقول بقوتها المعهودة : امال يمد يده علي واسكت له إياك .
يضحك سويلم : وطى صوتك. رفيع يسمعك
تضحك بخفوت : لاه وعلى ايه . اترمل جبل ما اتچوز .
تصمت لحظة : جول بجا . جالوا إيه ؟
ليقدم لها هاتفه : وعلى ايه خدى صورتهولك كمان .
تلتقط الهاتف بلهفة وهى تجلس فوق فراشها ليجلس بجوارها مستمتعا بسعادتها وهى تشاهد الڤيديو حتى انتهى ليجذب الهاتف من بين أصابعها : كفاية إكدة.. بعد العجد ابعتهولك .
لتضمه بسعادة بينما تعلو ضحكاته .
تعود من ذكرياتها وهى تجهش بالبكاء ليقترب محمد مقبلا رأسها : وحدى الله يا رحمة بالله عليك .
تشهق رحمة : لا إله إلا الله .
يتسلل رفيع للخارج فقلبه يأن ألما . رأته ماسة وغالية يغادر لتتجهان للغرفة لمواساة رحمة بينما أقبل حمزة : رفيع رنوة فاقت .
ليشعر اخيرا أن بإمكانه التنفس فكلتاهما بخير .
يتوجه أولا إلى أمه التى تقبع أمام فراش والده منذ أعلن الطبيب عدم قدرته على السير ليخبرها أن تتفقد رحمة ثم يتوجه ليتفقد قلبه الذى اودعه ضلوعها
****************
منذ أعلنت عن خوفها وضاحى لم يتحرك من جوارها ليس لتشبثها به بل لتشبث قلبه بها .
لتشعر بمزيد من السكينة قبع عميها أمام باب الغرفة بعد أن اكدا لها عدم مبارحة بابها عليها فقط أن تحظى ببعض الراحة .
أما شباب العائلة فينزون فى أحد الأركان منذ ساعات يشاركهم ريان ومحمود فى محاولة لتهدئة غضبهم .
هم محقون لقد كادوا أن يفقدوا فتياتهم . لكن الصراع وسفك الدماء ليس حلا لإعادة كرامتهم . فكرامتهم لم تمس من الأساس . عليهم التحلى بالحكمة وزيادة تأمين أنفسهم حتى يتضح من تجرأ على هذه الفعلة .
*************
دخل حازم وألاء لابنتهما بمجرد أن سمح الطبيب بذلك . نظرت لهما نظرات زائغة لتتساءل عنه فورا . تغمض آلاء عينيها قهرا ، لقد احتل هذا الصعيدى رغم كل ما حدث قلب ابنتها ولا أمل فى اجلاءه .
اخبرها حازم ما حدث لتزيد صدمتها وتزيد إصرارا على رؤيته .
دقائق وكان يطرق باب الغرفة ويدخل بهدوء . أقترب من فراشها : الف سلامة عليكى .
جذب حازم يد آلاء ليخرجها من الغرفة رغم اعتراضها الواضح بينما نظرت رنوة ل رفيع لترى كسرته فورا فتهمس : تعالى يا رفيع .
جلس بحافة الفراش : أنى چارك اهه .
لم تتمكن من تحريك رأسها لتمد ذراعها هامسة بصوت مبحوح : تعالى في حضنى .
نظر لها دون تعجب من قولها ، بل تعجب من رؤيتها رغبته فى بثها ألمه ، رغبته في الاختباء من كل الألم بين ذراعيها .
اشارت بكفها وهى تؤكد : تعالى علشان مش قادرة اجى لك .
احتقن وجهه واختنقت دموعه ليهرول إلى صدرها تاركا العنان لكل أحزانه لتعبر عن وجودها حيث الأمان بين ذراعيها
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)