رواية الشرف الفصل الثاني والستون 62 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف الجزء الثاني والستون
رواية الشرف البارت الثاني والستون
رواية الشرف الحلقة الثانية والستون
بمنزل تاج بعد نهاية الإحتفال ومغادرة الجميع جلس اهل البيت تخيم عليهم السعادة رغم الألم الذى يشعر به تاج وريان ، فالصغيرة الغالية ستغادر عما قريب .
اخبرهم تاج أن رفاعى يريد أن يتم الزواج فى غضون شهر واحد ، أراد أن يتزوج ولديه معا فقد حدد زواج مهران بعد ثلاثة أسابيع من ذلك التوقيت .
لم تكن مشكلة مادية هى ما تحول دون إتمام الزواج بهذا التبكير ، بل مشكلة نفسية ، فهم لم يعتادوا بعد أنها أصبحت لشخص آخر . ليأتى هذا الأخر ويريد أن يخطفها من بينهم ايضا .
تبتسم ليليان بخجل وسعادة مع ذلك الخبر ليبتلع تاج وريان ألمهما فهى سعيدة ، لابد أن يعتادا الأمر فهذا ما سيحدث عاجلا أو آجلا . عليهما التعامل معه .
أما غالية فتشعر بخوف لا يراه إلا تاج ولا يفهمه غيره ، ظهر بعينيها فور إعلان تاج موعد الزفاف .
يضم تاج ليليان بذراعه بقوة وينظر ل غالية : حبيبتي من بكرة تاخدى لى لى واشترى لها كل اللى تشارو عليه .
تهز غالية رأسها علامة الموافقة بينما يسحب ريان أخته من بين ذراعي والده لتجلس جواره : خلينى اشبع منها يا بابا قبل ما نسيبنا .
ليليان بغضب طفولى ودلال معتاد : إيه ده!!! يعنى هتشبع منى خلاص يا ريان مش هتسأل عنى بعد كدة ؟
قالت اخر كلماتها بألم حقيقى ليغلق ذراعيه حولها بحنان : اوعى تقولى كدة يا لى لى . انت هتفضلى طول عمرى اهم واحدة في حياتى .
ليليان بمكر وصوت هامس : أهم من ليال ؟؟
ريان بثقة : أهم من دنيتى كلها ، كله يتعوض إلا أنت يا قلب اخوكى .
تقرر غالية إنهاء تلك اللحظات المؤلمة فتنهض عن مقعدها : يلا بقا قوموا ناموا .
ينهض تاج ايضا بينما يقول ريان : اتفضلوا انتو يا ماما . انا ولى لى هنقعد شوية .
أقترب تاج مقبلا رأسيهما قبل أن يتبع حبيبته للداخل فهو يشعر أنها تتألم .
***********************
صعد محمود إلى منزل عمه بذلك التوقيت الذى يعتبر متأخرا على غير عادته ، فقد وعد رفيع بالتحدث الى رنوة وعليه أن يفعل .
تعجب عمه من أمره لكن رحب به ، خرج ساهر بعد لحظات ايضا حاملا الصغيرة ليسعد محمود لرؤيتها ويحملها عنه فورا .
حمحم محمود بحرج فقد أراد التحدث إليها بلا ضغوط لكن الواقع يغلب التمنى دائما .
اقبلت رنوة بضحكاتها البريئة : محمود شكلك وراك مصيبة !!!
أشارت له بإصبعها كمن توجه له اتهاما خطيرا : قر واعترف
لينهرها حازم بلين : اعقلى يا رونى شوية وسيبى ابن عمك براحته .
يضحك محمود فقد إعتاد شقاوتها ليقول : صراحة أنا جاى لك انت .
شعرت أن الأمر سينقلب عليها لتقول فورا : أنا ماعملتش حاجة والله العظيم .
يضحك محمود لخوفها الظاهر : يا ستى جالك عريس النهاردة .
توقع الخجل أو الارتباك لكن لم يتوقع خيبة الأمل تعتلى ملامحها وهى تقول بحزن مبالغ فيه : عريس واحد بس !!؟
ليضحك الجميع على اسلوبها ويقول حازم : امال انت عاوزة كام واحد ؟
رنوة : تلاتة أربعة علشان انقى .
قالتها بعفوية ليضحك الجميع مرة أخرى ويقول ساهر : هو انت هتنقى فستان يا ماما !
بينما تتساءل آلاء بلهفة : عريس مين يا محمود ؟ سيبك منها دلوقتي
ينظر لزوجة عمه : اسمه رفيع يا طنط يبقى اخو رحمة اللى محمد هيتجوزها . اكيد شوفتوها فى الفرح .
لتقدل آلاء بصدمة : صعيدى !!؟
بينما تقفز رنوة لتستقر بجوار محمود : محمود انت بتكلم جد ؟؟ رفيع عاوز يتجوزنى هو قالك ؟؟
يتعجب الجميع لهفتها ويقول محمود بهدوء : أيوة يا قلبى هو قالى طبعا وحابب يعرف رأيك قبل ما يجى البيت .
آلاء : لا، لا يابنى هى رنوة تقدر على الصعايدة !!!
رنوة بسرعة : مالهم الصعايدة يا ماما مش بياكلوا بنى ادمين والله.
حازم : يابنتى امك معاها حق . طبعهم صعب ماتقدريش عليه .
ساهر بهدوء : يا عمى بعد اذنك . ده قرار رونى سيبوها تفكر من غير ضغط .
لتقول رنوة بسرعة و بلهفة : لا أنا فكرت وموافقة خلاص .
محمود : حبيبتي خدى وقتك .هو رفيع فعلا انسان محترم وشكله مثقف وواعى بس التفكير فى قرار زى ده محتاج عقل .
آلاء : ابن عمك معاه حق . وبعدين هتروحى الصعيد وتعيشى هناك ازاى بس .
رنوة : زى ما الناس هناك عايشين .
حازم بحدة : رنوة ده مش لعبة هتشبطى فيها وتزهقى منها بعد شوية ، ولا فستان هتلبسيه مرتين وتجيبى غيره . ده جواز يعنى عمرك كله .
لتهب رنوة واقفة بحدة : انتو ليه محسسنى أنى طفلة معرفش افكر واخد قرار ؟
آلاء : لأنك مافكرتيش . انت شبطانة زى العيال .
نظرت رنوة ل محمود بحدة : محمود أنا موافقة إذا بابا ماعندوش اعتراض .
حازم : يعنى إيه يا رنوة ؟
نظرت لوالدها : يعنى حضرتك إذا عندك اعتراض مقنع عليه اتمنى توضحه ليا وتقنعنى بيه ، أما إذا اعتراضك لمجرد إنه صعيدى فدى عنصرية مااقبلهاش . لكن حضرتك حط في حسابك أنى موافقة عليه وعاوزاه قبل ما ترد .
شعر محمود أن الوضع تأزم ورنوة تتشبث ب رفيع بشكل غير منطقى بالفعل لكن حازم حسم الأمر فورا : قوله يجى يا محمود واللى فيه الخير يقدمه ربنا .
ابتسمت فورا وانطلقت نحو غرفتها كأنها لم تكن تقف أمام والدها منذ لحظات وتدافع عن شخص لم تتحدث إليه أو تراه سوى مرة واحدة .
*************
فى منزل تاج .
لحق ب غالية التى جلست فورا على طرف الفراش بشرود ليجلس هو بالقرب منها : حبيبتي اللى بتفكرى فيه مش هيحصل .
نظرت له بأعين غائمة : خايفة يا تاج . افرض لى لى …
وضع إصبعه فوق شفتيها : حتى إذا الزمن اتعاد بكل التفاصيل ، رفاعى بتاع النهاردة غير رفاعى بتاع زمان . رفاعى فهم وعرف حاجات كتير ماكنش يعرفها زمان.
تنهد براحة : وطايع مثقف وفاهم وبيحب لى لى جدا ، انت عارفة اذا مش واثق فيه عمرى ما كنت ادي له لى لى . وهى كمان بتحبه . أى حاجة هتحصل هيقدروا يعدوها سوا .
اقتربت غالية تضع رأسها فوق صدره تعبر عن حيرتها ومخاوفها بحرية وأمان فهذا الصدر طالما كان ملجأها فى كل لحظة حيرة مرت بحياتها منذ طرقت بابه .
يقربها تاج إليه أكثر بحنان معهود ليبدأ فورا ينزع مخاوفها ويمتص حيرتها بكل الحب الذى يحمله لها ، بعشق استمر لأعوام . وكلما مرت الأعوام زاد تأججا .
*********************
بمنزل مظهر حيث يجتمع الرجال بعد نجاح العملية التى قاموا بها رغم موت سامح إلا أنها تعتبر ناجحة وقد قدم طارق ليحصل على جائزته التى وعده مظهر بها فهو مشتاق ليعلم ما هى الجائزة التى يخبره أنها ستكون سبب سعادته .
يجلس مظهر منتفخ الاوداج منتشيا بانتصاره الذى راح ضحيته سبعة رجال يخصه أحدهم ، لكن لا بأس فلكل حرب ضحايا كما يردد دائما .
ينظر ل همام بفخر : كنت خابر انكم كدها .
يبتسم همام بينما ينظر ل طارق : تعالى ورايا .
يتبعه طارق بصمت فيدخله غرفة الفتيات ، يقف طارق متحيرا ليقول مظهر ببساطة : اختار لك چارية .
ينظر له طارق بسعادة ثم ينظر للفتيات فتتجه عينيه رغما عنه إلى بدر ليقول مظهر : بدر انت بتعملى إيه اهنه ؟
تتجه فورا للخارج ليفهم طارق أن هذه الفتاة تخص مظهر فيختار أخرى ليقول مظهر : حلال عليك . شاهين جعدك فى شجتك الچديدة ؟
طارق : أيوة يا مولانا . ربنا يطول لنا في عمرك .
يربت على كتفه ويسير ليتبعه للخارج دقائق قبل أن تخرج الفتاة فيصحبها للخارج ويمضى . يخرج مظهر إلى رجاله الاوفياء بعد مغادرة طارق ليخبرهم أنهم بحاجة لشخص جديد عوضا عن سامح . يعلموا جميعا من الفرد المنتظر فى جماعتهم . إنه ذلك الفتى الذى أصبح يرافق مظهر كظله منذ أنقذه من الهلاك جوعا.
*******************************
توجه حازم لغرفة رنوة بعد انصراف محمود ، هو لم يحب أن يتجادل معها أمام الجميع لكنه ايضا لن يزوجها بهذه الطريقة لمجرد انبهارها بهذه الشخصية أو الصورة التى ترى عليها رفيع .
طرق الباب ودخل بهدوء ليجدها تجلس فوق الفراش وعلى وجهها ابتسامة هادئة : أنا كنت مستنية حضرتك .
ابتسم واقترب ليجلس بجوارها : يعنى عارفة أنا جاى ليه ؟
اومأت برأسها : جاى تطمن أنى مش شبطانة زى ما ماما قالت .
ربت على رأسها بحنان لتقترب منه تريح رأسها قرب قلبه وتتنهد قائلة : عارف يا بابا أنا أول مرة شوفت رفيع يوم ما فاقت چودى وهى المرة الوحيدة اللى اتكلمت معاه فيها .
مسح على كتفها بدفء لتستردف : يومها عاندت معاه علشان عاوزة أخرج وهو مش راضي يخرجنى علشان الرجالة برة .
رفعت رأسها لتنظر لعينى أبيها : تخيل خايف على واحدة مايعرفهاش إن حد يجرحها بنظرة .
عادت رأسها تستقر فى موضعها الأول : ولما عاندت معاه وعصبته اتنرفز عليا كنت هعيط لقيته في لحظة واحدة هدى ونسى أنى أنا الغلطانة ومااستحملش دمعة فى عينى وبعدها بدقيقة عرفت إن چودى فاقت من الغيبوبة .
ابتعدت عن أبيها قليلا وهى تقول: هعوز إيه فى الراجل اللى اتجوزه اكتر من كدة رجولة وطيبة وحنية ..أنا يا بابا مش شبطانة ولا منبهرة أنا من يومها ورفيع بقا الصورة اللى صممت أن جوزى يبقى عليها . والنهارده جانى هو بنفسه بكل اللى حكيت لك عليه ده .اسيبه بقا وادور على صورة منه لمجرد أنه صعيدى .
شعر حازم براحة كبيرة واستكانة لقلبه ،فصغيرته محقة فى كل كلمة واحسنت الاختيار ،ليس عليه القلق بشأنها فهى ليست مفتونة بشخصية بل قيمت الشخصية بشكل مبهر .اغلق ذراعيه يحتويها بحنان : معاكى حق يا رونى ..وانا كمان مااتمناش ليكى غير راجل بالمواصفات دى . وإن كان على البعد نستحمله علشان سعادتك .كمان هنزورك كل مانقدر المهم ربنا يتمم لك بخير ويسعد قلبك
***************
يستيقظ حمزة فى الصباح ليجد ماسة بجواره شاحبة الوجه يقترب مداعبا وجهها بأنامله لتفتح عينيها وتبتسم له .
ليست هذه بسمتها التى تأسره ، هذه البسمة شاحبة واهنة يرجف قلبه لأجلها خوفا لا سعادة .
منذ عادت چودى للمنزل واستقرت الأوضاع وهو يحاول أن يعوضها عن تلك الأيام التى ابتعد عنها فيها رغما عنه ، لكنه يرى بريقها يخبت يوما بعد يوم ، هو يعلم ماالذى يؤلم قلبها تحديدا .
محمود …
كلاهما يعلم أنه يكذب ، لا يستطيعان وصفه بالكذب ولا يستطيعان النظر إليه دون أن يتألما ، خاصة هذه الأيام وقد وجد الجميع نصفه الآخر عداه ،الكل يكمل حياته سواه ، وحده يقبع بين أطلال ماضى لم تكن إلا بقلبه فقط .
يتنهد حمزة مقبلا وجنتها الشاحبة : ماستى الغالية . صباح السعادة لقلبك .
ماسة : صباح الخير يا حبيبي .
تصمت لحظة وهى تتطلع إليه بنفس الشعف الذى يتطلع إليها به لتقول : معلش حبيبى مش قادرة اقوم اجهز لكم الفطار . هنام شوية .
لا . لا يمكنه تركها هكذا لتزداد شحوبا ، إن كان محمود يرفض استكمال حياته سيدفعه لذلك ، عل قلبها المتألم يشعر ببعض السكينة فيعود لها بعضا من بريقها الذى تفقده .
يقترب مقبلا شفتيها قبلة سريعة : لا يا قلبى أنا هحضر الفطار بس مش هناكل من غيرك .
ماسة : مش قادرة يا حمزة .
حمزة برجاء : بالله عليك. اهون عليك مااكلش طول النهار .
هزت رأسها نفيا ليقول : ارتاحى لحد ما اجهز الفطار
وغادر الغرفة متجها للمطبخ ببساطة ليبدأ فى إعداد الطعام . يخرج محمود من غرفته متجها للمطبخ بألية وعلى وجهه ابتسامة ليرى والدته فيجد والده من يقوم بإعداد الفطور .
محمود بتعجب : الله ماما فين ؟
يتنهد حمزة : تعبانة .
يردد محمود بهلع : تعبانة !!!
ويتجه فورا لغرفتها ليوقفه حمزة كأنه يعاقبه بعدم رؤيتها فيخبره أنه سيخرجها بعد اعداد الطعام ، يقف محمود مساعدا والده الذى يعمل بصمت مقلق .
انتهيا من اعداد الطعام وقد خرج محمد من غرفته ايضا لينضم إليهما ، يتركهما حمزة ليضعا الطعام على الطاولة ويتوجه لغرفتة ليخرج ماسة .
خرجت بعد دقائق تستند إلى زوجها وتسير ببطء ، تشعر بدوار شديد تحاول تجاهله ، يسرع ولديها نحوها بلهفة إلا أن حمزة لا يبتعد عنها .
محمود : سلامتك يا ماما . حاسة بإيه ؟
محمد : ماما تعالى نوديكى لدكتور أو نروح المستشفى .
ماسة بضعف : أنا كويسة ماتخافوش . دى شوية دوخة .
يجلسها حمزة ويجلس بجانبها ، تتظاهر بتناول الطعام فأعين ثلاثتهم تراقبها بقلق.
محمود : طيب عندى خبر هيفرحك أوى .
نظرت له بلهفة بينما نظر له حمزة بخوف ، يخشى أن يفقدها الأمل مرة أخرى وهذا ما كان حين قال محمود بسعادة : رونى جالها عريس ووافقت .
محمد بتعجب : معقول !!! وافقت على رفيع ؟
محمود : انت إذا شوفتها وهى واقفة قصاد عمى علشانه تقول دى قصة عشق بقا لها سنين .
يزداد شحوب ماسة وتنظر ل حمزة برجاء : حمزة دخلنى من فضلك .
ينتبه ولديها لصوتها الواهن بينما يسرع حمزة فيحملها بين ذراعيه ويتجه للداخل ، ينظر محمد ل محمود بقلق : هو فى إيه؟
لكن محمود يتبع والده فورا دون أن يجيب أخيه .
**************************
فى منزل رفاعى .
يرى الجميع حماسة طايع المفرطة للذهاب للعمل هذا اليوم . فهو حتى لا يجلس لتناول فطوره بل يأكل واقفا ، يبتسم مهران وهيبة فكل منهما يفهمه جيدا بينما ترأف زينب لحاله : يا ولدى اجعد كل زى الخلج .
طايع : لاه يا أما كفاية إكدة. أنى رايح الشغل .
ويتجه للخارج ليوقفه رفاعى : طايع . اعمل حسابك هننزلوا النهاردة نچيبوا شبكة ليليان .
يبتسم بسعادة : حاضر يا بوى .
ليقول رفاعى : ابجى اتفج وياها على معاد يناسبها . هى مش معاك في الشركة بردك ؟
تصنم طايع ووالده يخبره ببساطة أنه على علم بسبب لهفته تلك ، ظن أن الأمر واضح لشقيقه وأقرانه فقط . ينظر له الشباب بضحكات مكتومة جهدا
أخرجه صالح من ورطته حين قال : وجفت ليه يا ولدى ؟ روح وخلى بالك من مرتك .
ليهز رأسه ويغادر فتنطلق الضحكات المكتومة .
***********************
قسم الشرطة الذى لم يغادره براء منذ ذلك الحادث . الجميع يعمل على جمع المعلومات عن الجناة . براء يعلم هذا الأسلوب الدموى يعود لمن !!! لكنه بحاجة للأدلة . فبلا دليل سيخرج الجانى من القفص ليعيد الكرة مرارا وتكرارا.
يدخل أسر لمكتب براء الذى ينظر له فيقول : يافندم حضرتك ما روحتش من ساعة الهجوم .
ينظر له براء وكأنه لم يسمعه : المشرحة هتسلم الجثث للأهالى النهاردة . اقل واجب إننا نبقا معاهم . ولادهم راحوا فى غمضة عين علشان احنا نعيش يا حضرة الملازم .
يشعر أسر بالحرج ف براء محق تماما ، لقد لفظ أحد الجنود روحه بين ذراعيه وهو يطلب منه أن يخبر والدته ألا تحزن . لقد كان هذا سبب تهور أسر وخروجه عن ساتره مما أدى لقتل سامح . هو لا ينسى غليان دماءه تلك اللحظة وهو يرى بريق الحياة يخبت بعينى ذلك الفتى ..سيكون هناك وستصل رسالة الفتى لأمه .هذا اقل ما يمكنه تقديمه له .
ضم قبضته بقوة وغضب ظهر فى تشنج قسماته وهو يقول : اكيد يافندم .
وغادر مسرعا .
**********************
استيقظت حياة لا تشعر بالكثير من الحماس ،تلزم غرفتها بلا ملل ليطرق الباب وتدخل والدتها بهدوء .تنظر لوجه ابنتها الكئيب وتقترب لتجلس بالقرب منها : مالك يا قلبى ؟ فيكى إيه مخبياه عنى ؟
تبتسم حياة بتوتر : ابدا يا ماما مضايقة بس علشان مش لاقية شغل والفلوس قربت تخلص .
تبتسم هيام : ماطول عمر الفلوس بتخلص من أمته بنشيل الهم كدة ؟ صارحينى يا حياة باللى فى قلبك .
تتنهد حياة فهى منذ توجهت لمتجر العطارة لشراء البخور ولم تجده ينقبض قلبها وتشعر أن وقت الفراق قد آن وإن كان فراق بلا فرب مسبق ، رفعت عينيها لتقول لأمها بصوت حزين : حلم يا ماما ..كان حلم وكنت عارفة إنه حلم ورغم كدة عشته
صمتت لحظة لتقول : وجه وقت الصحيان وجعت قلبى بإيدى .
نظرت لها هيام بألم ..كانت تعلم أن ابنتها تعانى ،ضمتها بدفء اعتادت عليه لحظات بعد وكانت حياة تقص على أمها كل ما يجيش بصدرها من مشاعر ومخاوف
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)