روايات

رواية الشرف الفصل الثاني والخمسون 52 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الفصل الثاني والخمسون 52 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الجزء الثاني والخمسون

رواية الشرف البارت الثاني والخمسون

الشرف
الشرف

رواية الشرف الحلقة الثانية والخمسون

القاهرة بعد عدة أيام .
فى زاوية صغيرة أقام الإمام صلاة الظهر ليصطف المصلون بخشوع ، يتراجع الإمام طالبا من مظهر أن يؤم الناس للصلاة ، يتقبل مظهر ذلك بعد إلحاح من الإمام والمصلين بحجة أنه غير أهل لذلك ، بينما هو متشوق لسماع ثناءهم عليه ومدحهم له .
انتهت الصلاة ليغادر من يغادر ويبقى من يبقى ، ينظر مظهر بطرف عينيه إلى ذلك الشاب إنه يلتزم بالصلاة منذ أيام قلائل ، لكنه لا يغادر الزاوية بعد الصلاة .
احيانا يجلس بشرود ، احيانا يقرأ القرآن وأحيانا يستمع لدرس مظهر دون أن يقترب من أحد ، يحتفظ بموقعه دائما .
هو شاب قد يكون فى العشرين من عمره ، ذقنه مطلقة بإهمال ، ثيابه رثة بعض الشئ ، يبدو مهموما حزينا ، وقد بعث مظهر فى أثره منذ الأمس ليعلم ما يختفى وراء هذا الشاب .
لحظات قليلة ونهض مغادرا ليصطدم ب شاهين الذى يدخل للمسجد فيرفع عينيه بإجهاد ويقول : لا مؤاخذه .
ثم ينصرف فورا .
يقترب شاهين من مظهر الذى يدعى الإعياء وعدم القدرة على إلقاء درس اليوم ينصرف همام وحليم مبتعدين بينما يقترب شاهين ليتناول ذراع مظهر ويخرجا من الزاوية معا .
اطمأن مظهر لبعدهما مسافة كافية للتحدث بأريحية : ها يا شاهين چبت جراره ؟
شاهين بثقة فهو اسم على مسمى يحسن التقصى ومعرفة الأخبار : جبته يا مولانا . اسمه ماهر عبدالمجيد ، كان بيشتغل ميكانيكي وبقا له كام سنة بيحوش علشان يسافر هو وواحد صاحبه اسمه مراد ، المهم جمعوا القرشين وحجزوا فى مركب من إياهم
لبتسم مظهر بخبث : والمركب غرجت .
شاهين : غرقت وصاحبه غرق معاها ، هو سكن بقى له فترة فى البيت اللى جمبك علطول ، على السطوح . محدش يعرف عنه أى حاجة ، هو حكى لصاحب البيت بس علشان يرضى يسكنه من غير مقدم على ما يشتغل . حتى الراجل دور له على شغل .
مظهر بفزع : ولجى ؟؟
شاهين : لا طبعا كل ما يقول لصاحب ورشة يقوله أنا مش حمل صنايعى الورشة فاتحة بيتى بالعافية .
يبتسم مظهر ويفكر للحظة ثم يتساءل : وأهله فين ؟
شاهين : هو من بلد أرياف فى المنوفية ناس على قد حالهم قوى وخايف يرجع لهم بخيبته بعد ما قال لهم إنه هيسافر برة .
لتتحول ملامح مظهر للجدية : كدة مليح جوى . ربنا بيساعدنا .
شاهين : وفى حاجة كمان يا مولانا .
نظر له مظهر ليقول : من امبارح مااشتراش اكل .
هز مظهر رأسه بتفهم : الليلة اخيرا البنات هيوصلوا ، إحنا اخرناهم بما فيه الكفاية ، دلوك إحنا بعيد عن العين وتحت يدنا بدل الشجة عشرة . عاوزك انت وهمام ومسلم تروحوا بنفسيكم ، جبل الفچر يكونوا عندى ، والصبح نشوف حكاية ماهر .
اومأ شاهين بطاعة وترك مظهر بباب منزله وانصرف .
*******************
فى منزل صالح حيث دخل أخيه صخر منتفخة أوداجه من شدة الغضب ، جلس بصدر القاعة بلا كلمة ليقف أبناءه خلفه كالعادة ، وقف هيبة يشير ل رفيع الذى ابتعد عن اخوته بينما ينظر له صالح بتعجب .
أقترب هيبة من رفيع هامسا : خبر إيه يا واد عمى؟بوك ماله على صباحية ربنا
رفيع : ماخابرش ، چرچرنى من الدار على إهنة من غير ما افهم حاچة ، أنى فكرته متعارك مع حد وانتو خابرين .
ليقاطع همسهما صوت صالح الذى يرحب بأخيه فلا يأتيه إلا نظرات غاضبة تثير تعجبه دون أن يفهم : خبر إيه يا خوى ؟
صخر بسخرية : خوك !!! لساك فاكر ؟؟ لا كتر خيرك .
صالح : واه ما تتحدت كيه الرچالة بلا لت وعچن مالوش عازة .
صخر بغضب : بجى تدلى مصر وتخطب لولادك واعرف من الغرب ، ابجى خوك كيه يعنى ؟
صالح : أنى شيعت لك هيبة مرتين جبل ما نسافر وحسنات نكرت وچودك ، ومن يوم ما رچعنا بشيع لك مع رفيع ، ماهو محدش بيطل فى وشنا غيره . صوح يا رفيع ؟
رفيع : صوح يا عمى وانى خبرت أبوى انك رايده .
امتنع رفيع عن ذكر رفض والده حتى لا يزداد التشاحن بينه وبين عمه إلا أن صخر كان ينتوى أمرا ومصر عليه .
صخر : بلا شيعت لى بلا ماشيعت ليش ، وماتاچيش ليه لحد دارى وتخبرنى ؟ هتكبر عليا كمانى ؟
صالح : يا خوى مالوش عازة الحديت ده ، شوف ايه يرضيك وانى اراضيك .
صمت صخر قليلا ثم قال : حچاچ ولدى ياخد بتك وراچى ولدك ياخد بتى ، ونعجد لهم جبل بنات رفاعى وخميس .
هنا ظهرت الصورة واضحة ؛ حجاج ، اذا التخطيط ل حسنات ، تريد أن تحصل على صغيرته وهو واثق انها ستزوجه أخرى خلال عام فقط لتكسر قلب ليال .
لكن هل يرضى هو ب حجاج متحجر القلب ، سئ الطباع لصغيرته .
ماذا يفعل ؟؟ لقد وضعه أخيه فى ورطة لا مخرج منها .
اصيب الجميع بالصدمة لدى تفجير صخر قنبلته الموقوتة المسماة زواج على مسامعهم ليتنحنح رفيع : يا بوى . ..
صخر : انكتم دلوك
نظر صالح ل راجى الذى قال : حديت إيه ده يا عمى ، اتچوز رحمة كيه يعنى ؟ ديه خيتى ؟
نظر له صخر بغضب : چاك خوت . خيتك منين ؟
راجى : أنى شايفها خيتى ، دى كد ليال يعنى كيه خيتى الصغيرة .
صخر بقسوة : وأحمد ربنا أنى اجبل اچوزك بتى .
راجى بغضب : وانى مارايدهاش حرمة .
ليصيح به صالح : راچى
يصمت راجى وينظر لأبيه بقهر ، كيف يجبرونه على الزواج ؟ وممن ؟ ممن يعدها شقيقة له !!!
نظر صالح ل صخر ، هو على ثقة أن ابنه إن تزوج ابنة عمه سيصونها العمر كله ، أما ابن أخيه إن تزوج ابنته فسيشقيها العمر كله .
الخيرة فيما اختاره الله .
تمتم بخفوت وهو ينظر لصخر ثم قال : بس بتى اتخطبت يا صخر ، وانت خابر عوايدنا زين . مادام راچل طلبها وبوها وافج بجت على ذمته .
نظر له صخر وعينيه تشتعلان : ومين اللى هتفضلوا على ولدى يا صالح ؟
صالح بهدوء : أنى ماافضلش حد على ولدك واصل يا صخر ، ولدك ولدى ، لكن هو سبج بالخطبة
ليتحدث سويلم اخيرا : ولا يخطب أحدكم على خطبة اخيه ، ده شرع ربنا يا بوى .
رفيع : وخيتى رحمة كمان اتخطبت .
انتفض صخر واقفا ينظر له بغضب : انت بتجول إيه ؟
رفيع : بجول رحمة اتخطبت منى اديلها اكتر من شهر ، اذا فهمتنى جبل ما ناچو إحنا چاين ليه كنت خبرتك .
صخر : وانت عامل لى راچل وبتدى كلمة وانى على وش الدنيا ؟
رفيع : يابوى الراچل فاتحنى فى الموضوع وانى جلت استنى لما ياچى هو وأهله .
صالح : ولدك راچل يا صخر وماينفعش تصغره وسط الخلج وهو مايرضاش لخيته غير زينة الرچال .
ابتلع صخر غضبه مكرها فولديه انحازا لصف عمهما ضده ليتساءل : ومين سبع الرچال اللى رضيته لخيتك يا راچلها .
رفيع : محمد حازم محمد
صخر بتعجب : وده يطلع واد مين فى النچع ؟
هيبة : مش من النچع يا عمى . من مصر
صخر بغضب : مصر !!! ليه جلة رچالة عندينا .
صالح : والله اختار لها زين الرچال صوح . ديه واد حلال ومجتدر وأهله ناس كبارة
ليلتفت له صخر وينسى كل ما كان لمجرد ذكر أخيه قدرته المالية : انت تعرفه ؟
صالح : امال چه اهنه لما رفاعى ووالده كانوا بعافية . ورحت زورتهم فى مصر كمانى عنديهم محلات عطارة كبيرة .
يعلم صالح جيدا كيف يغوى أخيه ويلعب على اوتار طمعه ، فهذا هو أسهل طريق ليتخلى صخر عن كل مبادئه فيؤكد قوله : مش محل ولا تنين لاه ربنا يبارك خيرهم كتير .
يعود صخر للجلوس وقد هدأ قليلا حين اطمأن أنه سيحصد من زيجة ابنته ما يريد ، لا يهم لمن تتزوج لقد كان سيزوجها ل راجى فقط إذعانا لرغبة حسنات ، لكن لتذهب حسنات إلى الجحيم المهم مصلحته هو .
تنحنح صخر وهو يدعى التنازل لأجل هيبة ولده وكرامته ويقول : وبتك هياخدها مين؟ النچع كلاته عارف إن ولاد عمها يسدوا عين الشمش .
صالح : بتى كمانى هتتجوز من مصر . هياخدها ريان واد تاچ نسيبنا .
كان يكفى ذكر اسم تاج ليشعل جحيما مستعرا بقلب صخر ، والجميع يعلم ذلك ، لكن لابد أن يحسم صالح الأمر .
هو لن يلقى ابنته في جحيم أخيه وابنه وحسنات . ثلاثتهم يحمل القسوة وسواد القلب هو لن يلقيها مهما كان الثمن فى قاعدة الظلم والظلام .
ظل صخر صامتا والكل يترقب انفجاره الوشيك لينهض عن مقعده وينظر ل صالح بكره ويصرخ بغضب ليتهمه بكرهه وأولاده ، وتفضيله الغرباء على ابناء أخيه ، وانحيازه لأعدائه ضده .
ظل يكيل له الاتهامات وصالح صامت يستمع بصبر ، فيكفيه أن نجا بابنته منه ، أما عن هذه الاتهامات وهذا الصراخ فسيقتص منه لأجله لكن لاحقا ، بعد أن يتأكد من نجاة ابنته من هذا الجحيم .
لكم بحث عن سبب ليرفض زواج ريان من ابنته ، ليأتى أخيه ويوضح له خطأه .
ريان سيحسن رعايتها ، كما أحسن والده رعاية ابنة عمه ، بل إن وجود تاج بحياتهم انقذ ابناء عمه من التحول إلى نسخ من صخر .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى