روايات

رواية الشرف الفصل الثامن والثمانون 88 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الفصل الثامن والثمانون 88 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الجزء الثامن والثمانون

رواية الشرف البارت الثامن والثمانون

الشرف
الشرف

رواية الشرف الحلقة الثامنة والثمانون

الثالث
بمنزل ريان
شعر بها تتحرك منذ الصباح الباكر ، فتح عينيه بتثاقل لينهض قائلا : سبتينى نايم ليه يا ليال؟ تاج هيتأخر كدة .
ابتسمت ليال : كمل نوم انا رايحة الحضانة وهاخده فى طريقى .
ابتسم براحة ، هل حقا تحاول تجاوز الحزن !؟
الأمر لن يكون سهلا بكل تأكيد لكن يكفى أنها ستحاول فسوف تتحاوزه قريبا . يعلم أنها قد تعود للانطواء والبكاء لكن لا بأس ، هو هنا وسيحتوى كل أحزانها .
غادرت الغرفة لتأخذ بيد صغيرها : يلا يا تاچ
يبتسم الصغير .. بالأمس فقط كان يتمنى أن تعود أمه لسابق عهدها . ضم كفها بسعادة : ماما ماتعيطيش تانى . انا بزعل لما تزعلى .
ربتت على رأسه بحنان : حاضر يا جلب امك .
ضحك الصغير لتقطب جبينها فيقول وهو يحكم إغلاق الباب : كلامك الصعيدى بيضحك ههههه .
_________
وصل طايع ورفاعى لمنزل تاج الذى كان ينتظرهما بكل الأحوال . فتحت غالية الباب لتستقبل أخيها بود : واحشنى يا ابو مهران .
ضمها رفاعى : الغالية ام الغالية . خوك عچز ومابجاش جادر يطل عليكى .
ربتت على كتفه بود : ربنا يديك الصحة يا رفاعى .
دخل طايع بصمت لتقابله نظرات تاج الآسفة ، رحب بهما تاج ليجلسوا بصمت لدقائق حتى قال رفاعى : ليليان لسانها نايمة ؟
تحدث طايع بعد صمته منذ دخوله : تسمح لى يا عمى ادخلها ؟
لتقاطع غالية زوجها : لا طبعا . البنت منهارة . انت مش حاسس باللى انت عملته ؟
صمت طايع منكسا رأسه بينما قال تاج : بالراحة يا غالية نفهم منه إيه يخليه يطلب منها طلب زى ده وبعدين نتكلم .
نظرا له ليتنهد ويبدأ حديثه عن ذلك اليوم الذى عايشوه معه جميعا . استمع له الجميع بصمت ليتنهد تاج مستغفرا بينما تقول غالية : بردو مش بالشكل ده ابدا
طايع : خابر يا عمة خوفى غلبنى وهى جنت وماجدرتش افهمها .
حاول تاج تبرير موقفها : رد فعلها متوقع يا طايع .
هز رأسه بموافقة على حديث تاج الذى قال : قومى يا غالية نادى ليليان تسمع جوزها .
أسرع رفاعى : خليه يدخل لها يمكن ترضى تسمع منيه بكيفها مش غصبانية .
أشار تاج له بكفه مستسلما ولم يملك وقتا للتحرك فقد اقبلت ليليان بخطوات مترددة . نظر لها ، شحوبها . حزنها . تهربها من عينيه .
تصر على عقابه دون أن تسمع حجته .
رحبت ب رفاعى الذى قبل جبينها وأجلسها بجواره ليحيطها بحنان : عاملة ايه دلوك ؟
أجابت هامسة : الحمدلله يا خالى بخير .
نظر لابنه شزرا : الواد ده زعلك صوح ..بس انى عاوزك تسمعى منيه .
نظرت له ليقول بحنان : مرة واحدة ..اسمعيه مرة واحدة لاچل خاطرى انى .
اومأت موافقة فهى قبل الجميع لديها بين جنباتها حليفه الذى يتمنى أن تكون أخطأت ولم يفعل من أحبت ما تظن ..تنهيدة لم يعلم الحضور خرجت من صدر أيهما ليعيد طايع حديثه مرة أخرى
______
نجع الحساينة
يدخل هيبة لغرفة والدته التى ترفض مغادرتها منذ وفاة صالح .. اقترب من فراشها حيث تجلس وتضع مصفحه الغالى أمامها تقرأ بهدوء كما اعتادت أن تفعل معه ، فإن غاب هو لم يغب وجوده وأفعاله وعاداته .
رفعت عينيها تنظر له قبل أن تنهى قراءتها وتقول : تعالى يا ولدى .
اقترب مقبلا جبينها لتتساءل : إيه اللى بيچرى فى الدار النهاردة ؟؟
جلس أمامها : مرت راجى بتولد
هزت رأسها بتفهم متمتمة : ربنا يجومها بالسلامة ويرزجه الخلف الصالح . ومرتك فين والبت مريم ماشوفتهاش النهاردة .
بدأ هيبة يخبر أمه كل ما يحدث خارج غرفتها ، ثلاثتهم ابكر بالانثى ولم يكن هذا يحزن صالح مطلقا . بل كلما جاءه أحدهم بابنته ابتسم وأخبره أن الله فتح له بابا للجنة . فكانت مريم ابنة ضاحى وريتاچ فتاة جدتها المفضلة واكبر الأحفاد وانجب والديها أيضا مصطفى ومهدى . ثم تلتها ليال ابنة هيبة وسما التى سميت تيمنا بعمتها الحبيبة الحاضرة رغم الغياب، وانجب والديها أيضا لبيب واخيرا خديجة ابنة راجى وهناء . وشقيقتيها ؛ حسناء وحورية . إكتفى راجى بفتياته الثلاث لكنه فوجئ بحمل زوجته التى تضع اليوم مولودها الرابع .
كانت سما بالمطبخ تشرف على إعداد الطعام فمنذ وفاة صالح استقدم هيبة فتيات يعملن بالمنزل فقد كانت حالة زبيدة غير مطمئنة بالمرة وكن ثلاثتهن يتناوبن رعايتها . أما ريتاچ صحبت هناء للمشفى فعليها الاهتمام بالمنزل وشئونه . هى زوجة الكبير وهذا واجبها الذى تدركه وتقوم به بحب .
سمعت هرولة الخطوات لتغادر فورا فتجد راجى يرتقى الدرج مهرولا فتتساءل فورا : خير يا راجى ؟
نظر لها تتراقص السعادة بعينيه : ربنا چبرها يا مرت اخوى . هبشر امى .
طرق الباب ودخل بلهفة ، اسرع نحو أمه : صالح يا اما .
بهتت زبيدة وتوقف هيبة عن الحديث . نظرت له والدته ليؤكد بشارته : ربنا رزجنا صالح يا اما .
ابتسمت زبيدة لأول مرة منذ وفاة زوجها .
حقا ستنادى اسمه مرة أخرى !!!
طفرت دموعها ليلتفت لها ولديها ويقترب راجى : خبر ايه ؟
اقترب هيبة يضم رأس أمه ويقبله فتقول : اسم الغالى هيتنادى فى الدار يا هيبة .
زفر راجى براحة وهو يقترب لتبتعد عن هيبة . انحنى مقبلا جبينها : أبويا فى جلوبنا يا اما ماهيفوتناش واصل . اللى خلف ماماتش يا ام الرچالة .
ربتت على صدره بحنان : چبته يا ولدى ؟؟
ابتعد عن الفراش : ساعتين زمن ويكون في حضنك . أنى چيت ابشرك بس وراچع .
هم بالمغادرة لتوقفه : ضاحى چاب صناديج الفاكهة تلاجيها جرب الباب الجبلى خد لأم الغالى وانت معاودلها .
غادر راجى لتبتسم زبيدة : روح يا ولدى وشيع لى مرتك تسبحنى وتنزلنى تحت .
ابتسم هيبة بسعادة : صوح يا اما ؟؟ هتنزلى تحت !!
زبيدة : لازمن اكون تحت لما ياچى الغالى . ده صالح الصغير اللى ربنا بعتهولى نچدة من رحمته .
__________
دخل ريان لمتجر العطارة ليقابلة حمزة الذى ابتسم لرؤيته : اهلا يا شيخ
ضحك ريان : بردو يا عمى شيخ .
علت ضحكات حمزة : نفس رد ابوك ..كان يقولى عملتنى شيخ ازاى .
تلفت ريان حوله : امال فين محمود ؟
لم تغب ابتسامة حمزة : يا سيدى ابنه عامل مشكلة في الحضانة كالعادة .
ضرب ريان كفيه ببعضهما : سبحان الله اللى يشوف أبوه وأمه وهدوءهم مايشوفش مازن .
أتاه صوت محمد : طالع لعمه .
التفت ريان ليقابل محمد : لا ده فى حاجة كبيرة ..عمى حمزة ومحمد عندنا في المحل . خير يارب .
اقترب محمد : عاملين عليك حملة .
ابتسم ريان بينما قال حمزة بجدية : اقعد يا ريان أنا عاوزك فى موضوع.
اقترب ريان ليجلس أمام زوج عمته الذى قال : شوف يا ريان عمك حازم عاوز يصفى تجارته .
شعر ريان بالحرج وحمحم قائلا : ليه بس!! ده المحلات شغلها كويس جدا ؟
تنهد حمزة : الله اعلم نيته ايه بس بيقول صحته مابقتش مسعاداه وعاوز يرتاح واجواز بناته الاتنين مالهمش فى العطارة .
هز ريان رأسه متفهما ليقول محمد : أنا ناوى اخد المحل ده تشاركنى يا ريان ؟ انت بقيت فاهم فى العطارة زينا واكتر .
شعر ريان ببعض الراحة. رغم عدم تأكده من أن ما يملك يفى بما يستحق منه لكنها فرصة جيدة بالنسبة له وسيسعى جاهدا لإغتنامها.
ابتسم براحة تامة : اشاركك يا محمد . اكيد قدامنا وقت ندبر نفسنا .
محمد : طبعا الحاجات دى مابتنتهيش فى يوم وليلة . ومحمود هياخد محل الحسين ونشوف حد للمحل التالت .
تنهد حمزة بحزن : والله حازم غلطان تجارة زى دى خسارة كبيرة حتى لو احنا اللى هناخدها .
_________
استقرت زبيدة ببهو المنزل منذ نصف ساعة تترقب الباب فى انتظار حفيدها الغالى . اخيرا دخل ضاحى من الباب يحمل لفة صغيرة بين ذراعيه بعناية لتقف فورا تنظر له بلهفة .
اقترب منها مسرعا : واه وبتجفى له كمان ؟؟
لتبتسم زبيدة : الجومة للغالى .
تناولته من يدى ضاحى لتدخل هناء تستند إلى زوجها وريتاچ التى ضحكت بمشاغبة : لا أنا كدة اغير واجيب صالح صغير أنا كمان .
ابتسمت زبيدة وهى تقبل الصغير وكأنها انفصلت عنهم تماما . تطالع وجه حفيدها وكأنها تشتاقه بشدة . تتحرك أناملها برقة فوق قسماته وكأنها تخشى خدشه .
انتبهت اخيرا لزوجة ابنها التى تخطو بوهن فنظرت لها : حمد الله بسلامتك يا ام الغالى .
تبادل الأشقاء نظرات الراحة فللمرة الأولى منذ وفاة والدهم تقبل والدتهم المشاركة فى الحياة من جديد والتخلى عن معاقرة الذكريات داخليا وكم كان هذا مؤشرا جيدا .
_________
ظلت ليليان تستمع بصمت مريب ، انتهى طايع من سرد ألمه لترفع رأسها وتقول : عارف ..كل اللى انت قولته ده مايخلينيش اسامحك على كسر فرحتى . حتى لو كنت خايف عليا .
نظر رفاعى لولده بحزن ليقول طايع : اصلك ماتعرفيش يوم ولادة البنات عدى عليا ازاى !! انا ماحسستكيش بحاجة من حبى ليكى وخوفى عليكى لكن أنا موت يومها وحييت .
هنا نظرت غالية لابنتها التى تذكرت قول امها حين قالت : مش هسامحك على كسرته .
نكست رأسها هربا من عينى والدتها التى شعرت للتو برأفة قلبها تجاه طايع ، فما مر به يوم ولادة فتاتية ليس من السهل طيه .عليهم جميعا الشعور بالخوف الذى يحرقه فى هذه اللحظة .
تحدث تاج بعد صمت طويل ليقول : ليليان قومى روحى مع جوزك ولما ترتاحى ابقوا روحوا للدكتورة واللى تقول عليه يتعمل . صحيح نفسنا ربنا يرزقك لكن محدش يقبل إن الطفل ده يجى قصاد حياتك . انت غالية أوى عندنا كلنا .
لقد أنهى والدها الأمر بسهولة شديدة ، نهاية تمناها الجميع وقبلهم تمنتها هى ..لكن هل انتهى الأمر .
لحظات البعد تفتح بابا للظنون سده مرة أخرى شديد الصعوبة ويحتاج لجهد مشترك . لكنها حتى هذه اللحظة لازالت تحت وطأة ظنونها تلك .
نظرت لزوجها بحزن وقررت الإفصاح عن ظنونها التى غرستها بكلمة فى لحظة غضب : بس هو مش جاى ياخدنى ..هو جاى يطلقنى .
نظر لها الجميع بدهشة حتى هو .ابتلع ريقه بصوت مسموع ليتساءل بفزع : بتجولى ايه ؟؟ مين جالك الحديت الماسخ ده ؟؟
اخيرا يمكنها أن تتنفس . ورغم أن سؤاله نفى نيته وظنونها إلا أنها عادت للبكاء وهى تهرول إلى غرفتها لتختبئ فيها .
تمتم تاج مستغفرا ونظر له : قوم ورا مراتك مستنى ايه ؟؟
تحرك لتوقفه غالية : استنى هنا .. انت هددتها بالطلاق ؟؟
كانت صدمته كافية لنفى ما قالته لكنه قال : هى طلبت مني ابعت لها ورجتها وانى ماردتش عليها كنت عارف انها مش واعية للى بتجوله .
أشارت له ليتبعها إلى غرفتها وتجلس هى بصحبة أخيها وزوجها فقد اكتفت من ظلمه ، كلما اتبعت ظنون ابنتها وجدتها مخطئة وهو كالعادة يتحمل ما لا قبل لغيره بتحمله.
____________
استقرت زبيدة ببهو المنزل تحمل حفيدها وترفض أن يحمله أحدهم . مرت ساعتين وهى على نفس الوضع حتى بكى الطفل . ألتف حولها أبناءها الثلاث والكل مترقب خطوتها القادمة حتى طلبت من راجى حمله لأمه لإرضاعه والعودة به إلى ذراعيها مرة أخرى .
منذ وفاة صالح وهيبة يؤجل أمر تقسيم الإرث خوفا عليها ، لكن لم يعد الأمر يحتمل التأجيل ، إن كان الأمر منوطا بثلاثتهم لما شعر بالذنب فهم فى كل الأحوال يتشاركون العمل والربح . لكن شقيقتهم يجب أن تحصل على إرثها كاملا .
اقترب ليجلس بالقرب منها بتخوف ويتحدث بنبرة تردده واضح فيها : فى حاچة أچلناها كتير يا أما .
نظرت له بعين خبيرة لتهز رأسها بتفهم : خابرة يا ولدى
مدت كفها تربت على كتفه بفخر : انت الكبير واللى تجول عليه يمشى .
امسك كفها يقبله بإحترام : ماجصديش يا اما .بس ده شرع ربنا وليال ليها حج فى مالنا .
نظرت له تنتظر ما سيقال ليحمحم بتردد : أنى خابر إن البنتة مابنورثهمش ارض بس ده مش شرع ربنا . انا هسأل ليال إذا رايدة الأرض تاخدها بس ماتبعهاش لغريب .
نكست زبيدة رأسها لدقيقة وهو وضاحى يتبادلا النظرات لقد ناقش اخويه سابقا ولم يجد ايهما بأسا فى أن ترث شقيقتيهما الأرض ؛ فهى ليال ، صغيرتهم الغالية . لن يكونوا اليد التى تنزعها من جذورها وإن كلفهم الأمر تحدى عادات وتقاليد بيئتهم .
اخيرا رفعت زبيدة رأسها ليفزع ولديها لدموعها التى اسرعت تكففها ليقترب هيبة ويضم رأسها لصدره وهو ينظر لأخيه بتساؤل لكنها قالت : الراچل صوح مايخلفش إلا رچالة .
إلتقطا انفاسهما لتدفع هيبة عنها برفق قائلة : زمان لما خواتى ماراضوش يدونى ارض بكيت وجلت للغالى خواتى بيجلعونى من أرضهم يا صالح خايفين اخد أرضهم واديهالك .. جالى أنا وارضى ليكى يا زبيدة ماتزعليش منيهم وإن كان على الأرض انى متكفل بيها .
ابتسمت وتابعت : خد منيهم اللى حكموا بيه وكمل عليه واشترى لى الچنينة اللى چار أرضهم .بس انى مارضيتش عنيهم ولا سامحتهم ولا هسامحهم .
صمتت ليحترما صمتها فتتنهد قائلة : الراچل صوح اللى يعرف شرع ربنا ومايغمضش عنيه ولا يخاف من حد .
اقبل راجى يحمل صغيره لتكفف دموعها وتحمله بلهفة ، نظر لاخوية بتساؤل ليبتسم هيبة مطمئنا ثم ينهض : انى هحدت ليال ابشرها ب صالح الصغير .
____________
منزل رفيع .
كانت رنوة جالسة أمامها حاسوبها النقال تتابع مواقع التواصل حين دخل رفيع من باب الشقة ، رفعت عينيها لترى تأففه وغضبه الذى يحاول كبته .
ألقى سلاما عابرا واتجه للغرفة لتغلق جهازها وقبل أن تتحرك كان أمامها مرة أخرى متسائلا : الولد فين ؟
هزت كتفيها : سويلم عند الست حسنات وسليم تحت مع جدته . مالك يا رفيع ؟
تغاضى عن سؤالها ليقول بحدة : اخر مرة سويلم يروح هناك . أما حسنات عاوزة تشوفه تچيه اهنه .
زاد تعجب رنوة منذ متى توقف إحساسه بالرأفة ليطلب من امرأة بعمر حسنات أن تأتى لمنزله لتنعم برؤية صغيره الذى تعشقه !!!
رغم علمه بتعلقها بصغيره يحاول حرمانها منه ؟؟
ما الذى يحدث معه ؟؟؟
ظلت تنظر له بصمت بنفس الحدة : ماتطلعيش فيا إكده .
تنهدت بضيق من تغير أحواله منذ وفاة عمه لتقول : مستنية تهدأ علشان اعرف اتكلم .
جلس بغضب واضح فوق الأريكة : انى هادى اهه .
جلست أمامه : انت كدة هادى ؟؟ انت فاضل دقيقة وتطلع نار زى التنين
قطب جبينه بشدة رافضا المزاح لتربت فوق كفه : مالك يا رفيع ؟
اغمض عينيه واعاد رأسه للخلف : حچاچ ناوى على الشر . بعد بوى وعمى عاوز يبجى كبير وبيجول هو احج من هيبة .
اعتدل بجلسته ناظرا لها : كبير بأمارة ايه مافهمش !!!
إنه أخيه الأكبر مرة أخرى وهوسه للسلطة والنفوذ الذى دفعه سابقا للوقوف أمام أبيه وعمه .منذ سنوات لم يتوقف عن المطالبة بحقه في كونه اكبر الأحفاد وعليه يجب أن يكون كبير العائلة ، وإن تنازل أبيه امام أخيه الأصغر وفضل البحث عن المال فهو لن يكون مثله ؛ لقد اكتفى بمال أبيه ويتشوق حاليا لتذوق السلطة و الهيمنة التى طالما استأثر عمه بهما في حياته .
اقتربت منه بهدوء : رفيع انت مش واخد بالك من حاجة مهمة .
نظر لها متسائلا لتقول : الناس ..العيلة .. محدش هيرضى ب حجاج اخوك .سيبه يتكلم زى ما هو عاوز الزعامة مش بالكلام وقت الجد كله هيروح ل هيبة .
ظهر ضعفه الذى لا يخشى ظهوره بوجودها وهو يقول : حچاچ الكبر عمى عنيه خايف اجوم فى يوم على واد عمى جتيل واخوى جاتل .
دق قلبها فزعا ..أيصل الأمر لهذه الدرجة !!؟
نظر لها ليدق قلبه فزعا من نظرة الخوف التى يراها بعينيها لأول مرة ..حقا الأمر مفزع لكنه لم ير فزعها مسبقا …
______
ربتت زينب فوق كتف روان التى تبكى دون أن تتحدث بإشفاق : فيكى ايه بس يا بتى ؟ متعاركة مع مهران ؟؟
يزداد بكائها لتتنهد زينب بقلة حيلة ، هى تعلم جيدا كم يعشق ابنها زوجته ، ترى ما الذي ألم بهما ؟؟
برق عقلها بعفويتها لتقول : دى عين وصابتكم …
تبادلت الصغيراتان النظرات فهما تجلسان منذ قليل تتابعان ما يحدث في صمت دون أن تفهما ما يحدث ، نظرتا لجدتهما وقالتا بنفس الوقت : يعنى إيه يا تيتة ؟؟
نهضت زينب عن مقعدها تتجه نحو المطبخ : يعنى اتحسدوا .. فى عين راشجة فى عيالى . ربنا يچازى ولاد الحرام .
أقبلت بعد قليل تحمل مجموعة من أعواد البخوار لتفرقها فى المكان وتنظر له بتقييم قبل أن تعود للمطبخ : لاه اولع الراكية احسن من إكده .
اقتربت الفتاتان من روان بترقب وحذر ، رفعت بسمة كفها تربت فوق كتف روان : ماتزعليش يا عمتو انا ونسمة هنخاصم عمو مهران علشان زعلك .
تؤكد نسمة شقيقتها : وهنخلى خالد يخاصمه هو بيسمع كلامنا .
تذكرت روان صغيرها ، ترى هل تتمكن حقا من الحياة بدونه . وكيف سيكون رد فعله حين يعود من مدرسته فلا يجدها ؟
هل سيفزع ؟؟
ولما لم يحاول مهران حتى أن يهاتفها !! هل أسعده رحيلها !!
عادت تجهش بالبكاء مستسلمة لتلك الظنون لتعلن هزيمتها أمامها .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى