روايات

رواية الشرف الفصل التاسع والثمانون 89 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الفصل التاسع والثمانون 89 بقلم قسمة الشبيني

رواية الشرف الجزء التاسع والثمانون

رواية الشرف البارت التاسع والثمانون

الشرف
الشرف

رواية الشرف الحلقة التاسعة والثمانون

الرابع
دخل طايع للغرفة ليجدها متكومة على نفسها تبكى بصمت .اكفهر وجهه تبعا لإنقباض قلبه لرؤيتها بهذه الصورة ، تقدم بلا تردد ليجلس ويجذبها لصدره دون الإلتفات لتذمرها الواهى ، قاومته لبضعة ثوان قبل أن تستسلم بل وتتشبث بملابسه تجذبه إليها ليعلن حليفه الانتصار .
احكم ذراعيه حولها بدفء يتشوق له اكثر منها ، تنهد وهو يزداد قربا هامسا : تصدجى انى أجدر ابعد عنيكى !! ده الموت اهون .
شعر بإنتفاضتها المعترضة ليبتسم بسمة هزيلة لم تصل لعينيه ولم تنبع من قلبه الذى سكنه الهم والخوف من المجهول الذى هو مقدم عليه .
بدأ يتأرجح يمينا و يساراً مهدهدا لتغمض عينيها وترفع راية مقاومتها للراحة التى بدأتها منذ غادرته .
دقائق وحاول أن يفلت من أناملها المتعلقة به لتنتفض فزعا وتنظر له بفزع : رايح فين؟؟؟
قبل وجنتها بحنان : هطلع برة وانت ارتاحى واجى بالليل اخدك ونروح .
هزت رأسها نفيا : لا انت بتضحك عليا ..انت نمت امبارح من غيرى وهتسبنى وتمشى . انت مابقتش تحبنى .
أعقبت جملتها الأخيرة بدموعها التى لم يسمح لها أن تتخذ وجنتيها مجرى لها مرة أخرى فكانت تستقر بجوفه المشتعل فور مغادرتها منابعها .
كم اشتاق نوبات جنونها تلك التى تنتهى دوما لصالح أشواقه ، تذكر منذ أعوام كانت تفعل المثل تهدد بهجره وتتهمه بفعلتها .استلقى يجذبها نحو صدره المشتعل منذ غادرته باكية ، شد ذراعيه حولها ليمتص صدره بكائها وبدنه انتفاضتها ، عينيه معلقة بالسماء وقلبه ينتحب وما أصعب بكاء القلوب.
لم يشعر أى منهما بمرور الوقت ، لم يعلما إن طال أو قصر ، كان هو يطفئ نيران الخوف عليها وكانت هى تطفئ نيران الخوف من هجره .
____________
عاد ريان للمنزل وبمجرد أن وقعت عينيه عليها حتى شعر أنها عادت خطوات للخلف وكأن التغيير الذي لمسه بالأمس لم يكن .
دخل الردهة ليجدها شاردة واثار دموعها التى لم تجف تزيد ملامحها شحوبا .
تجاوزها لحجرة صغيره ،فتح الباب بهدوء و جلس بطرف الفراش مستغفرا قبل أن ينظر للصغير الذى يلون كتابه المصور بصمت فيقول : تاج .
يبتسم الصغير له بلا حماس فيتساءل : مش هتسلم عليا !!؟
اقترب الصغير بنظراته اللائمة : ماما رجعت تعيط
عاد ريان للاستغفار فهو يعلم مدى تعلق الصغير بأمه ومدى ارتباطه بها الذى يدفعه لاتهامه بأى بالتسبب بأى لمحة حزن تطل من عينيها ، ربت على شعره : معلش حبيبي ماما تعبانة شوية ولازم نستحملها .
اسرع الصغير قائلا : لا ماما زعلانة من خالو هيبة
قطب ريان جبينه متعجبا ليتابع الصغير : من ساعة ما كلم ماما وهى بتعيط وسابتنى لوحدى .
عاد ريان يربت على رأس صغيره وهو يحاول أن يراضيه حتى لا يتأثر نفسيا بحالة ليال التى لم تكد تتقدم خطوة لتعود خطوات ..ترى ما سر هذا الاتصال الذى تحدث عنه تاج ؟؟
مكث ريان بحجرة صغيره نصف ساعة دون أن تشعر به ليال أو تتفقد الصغير ولو لمرة واحدة .
غادر الغرفة ليجدها كما كانت لحظة دخوله ، اقترب ليجلس بالقرب منها قائلا : وبعدين يا…
انتفضت لينتفض معها : مالك يا حبيبتي؟؟
مسحت وجهها بكفيها: انت جيت أمته ؟
تنهد ريان : جيت من بدرى وكنت قاعد مع تاج اللى انت نستيه خالص
شعر بالتيه فى نظراتها وهى تقول بندم واضح : اسفة يا ريان مش عارفة سرحت ازاى كدة ونسيت ابنى !!!
همت لتتحرك فأوقفها بتمسكه بذراعيها قائلا : تاج كويس بس انت عارفة إنه متعلق بيكى ماتدخليش عنده وانت زعلانة كدة .
ارتمت فوق المقعد مرة أخرى ليرى كم المعاناة التي تحاول أن تخفيها عنه . ترى ما الذى حدثها عنه هيبة لتعود لتلك الحالة التي يتمزق لها قلبه . لم يكد يرتوى من قربها بالأمس . ذلك القرب الذى تاق له قلبه لتعود إليها تلك الحالة فى اليوم التالى مباشرة .
اقترب ليجلس بجانبها متسائلا : فى إيه يا ليال ؟ هيبة قالك إيه زعلك اوى كدة ؟
اسرعت دموعها لمجراها مرة أخرى وهي تقول بحزن : هيبة عاوز يقسم ورث بابا يا ريان .
لم يفهم ريان ما يحزنها ، تذكر ما كانت تقصه والدته عن أهل الصعيد والظلم الذي تتعرض له الفتيات في أمر الإرث . هو لا يظن أن هيبة بمثل هذه العقلية فعاد يتساءل : طب وزعلانة ليه ما اظنش هيبة ممكن يظلمك يا ليال ؟
شهقت ليال : مش هيظلمنى يا ريان ده حتى قالى لو عاوزة الأرض خديها بس ماتبيعهاش لغريب . لكن خلاص هننسى بابا ونقسم ماله وأرضه ؟؟ شقى عمره اللى راح لاچل خاطرنا نقسمه علينا بالسهولة دى ؟؟
تنهد ريان ؛ حسنا الأمر اهون مما ظن بمراحل . حبيبته الرقيقة فقط لازال قلبها يتألم لفراق والدها ولا تتحمل تقسيم الإرث .
ضمها لصدره هامسا بصوت هادئ رزين : حبيبتي ده شرع ربنا وهيبة فاهم كدة كويس وبيعمل الصح . انا عارف إن قلبك موجوع لكن دى سنة الحياة والورث لازم يتقسم علشان عمى يرتاح ويطمن إن محدش من ولاده ظلم التانى . ربنا مانزلش اى تشريع غير لمصلحة العباد .لازم تكونى واثقة من ده . وبعدين مش انت عاوزة عمى يرتاح!؟
لقد فطن كعادته إلى طريق يصل به بسلاسة لما يريده منها لتفعل ما يجب دون كراهة . سرعان ما انتفضت : طبعا عاوزاه يرتاح .إذا كان الورث هيريحه يبقى نقسم من بكرة .
ابتسم براحة تامة : انت عارفة إن طول عمرك ممكن تبقى امتداد لعمل عمى الله يرحمه . كل طاعة لله علمها لك كل دعوة منك ليه . خليه فى قلبك وارضى بقضاء الله علشان يرضيكى ويراضيكى .
اراحت رأسها بإنهاك فوق كتفه وقلبها يحمد الله على هذا الرجل الذى يدفعها دفعا لطاعة الله والرضا بالقضاء .لقد طال حزنها وطال تحمله وصبره .
تنهد جاذبها نحوه ، يعلم أنها لا تعترض على القضاء لكنه ألم الفراق ، كم يخشى عليها من مواجهة هذا الألم مستقبلا فهى كما عايش بنفسه قدرتها على التحمل أضعف مما ظن.
ورغم ذلك هو موجود دائما لأجلها فكون حبيبته ليست كما توقع لا ينزع حبها من قلبه بل يزيده رغبة لكشف كل خبايا نفسها والتعرف على كل نقاط ضعفها فقط ليحميها من الألم مستقبلا إن كان هذا بمقدرته.
_________
طرقت غالية باب غرفة ابنتها برفق بعد أن طال غيابهما بالداخل . لم تحصل على أى إجابة لتشعر بالحرج وتعود أدراجها إلى أخيها وزوجها .
ارتفعت اعينهما المتسائلة لتقول بحرج : شكلهم ناموا .
صمت تاج بينما قال رفاعى : طايع ماغمضلوش چفن طول الليل .خليهم يرتاحوا ربنا يصلح حالهم .
أعقب قوله بنهوضه : اجوم انى .
حاولت غالية استبقاء أخيها ليرفض متعلالا بترك زينب والفتاتين بينما هو يريد أن يعود للمنزل لمحاولة حل مشكلة ولده الأكبر .
أخيرا اقتنعت بمغادرته ليعرض تاج صحبته ولم يجد بأسا فى ذلك فقد تكون استشارة تاج مثمرة فى هذا الأمر .
___________
منذ وعدته بمهاتفة أخيها والتفاهم معه تركها ليحصل على قسط من الراحة قبل العودة للمتجر .
اتجهت هى لهاتفها لتطلب رقم أخيها الذى صرخت بوجهه وانهت اتصاله بشكل غير لائق بالمرة ، عليها الاعتذار قبل اى شئ .
***
كان هيبة يتفقد حديقة الفاكهة بعد مهاتفتها.. فضل عدم البقاء في المنزل أو عدم مواجهة والدته .
علا رنين الهاتف لينظر لإسمها يزين شاشته ويجيب بهدوءه المعروف .
آتاه صوتها النادم فورا : حقك عليا يا ابو ليال .
ابتسم هيبة فمجرد عودتها الاتصال يكفيه فماذا عن اعتذارها أيضا !!!
تنهد وقال بصدق : ماازعلش منيكى واصل يا خيتى .انى خابر إن صعبان عليكى بس ده حج ربنا وانت خيتى وعلى راسى عمرى كله
أتاه صوتها الحزين : اعمل الصح يا هيبة وانا موافجة على اللى تحكم بيه يا خوى
عاد يتنهد ويقول : ليكى حسبة فى المال هحسبها واجولك عليها لانى حصلت عشية حج طرح السنة وحجك فى الارض بشرع ربنا لكن بالله عليك يا خيتى إذا احتاچتى مال خبرينى وماتبعيش أرضنا للغريب واصل .
***
كانت تتوقع صفحه عنها ، فهو هيبة ذو الهيئة المهيبة والقلب الرحيم . وكان عند حسن ظنها به ولم يشق عليها في العتاب فهو يعلم مدى حزنها خاصة لوفاة والدها في غير وجودها .
كان الاتصال هادئا وهو يخبرها ببساطة أنه سيقدم كافة حقوقها بطيب خاطر حتى أعاد طلبه ألا تبيع الأرض لغريب . ماكانت لتفعلها وهو وهى يعلمان ذلك جيدا . لكنها الأرض حيث تربط الأجسام والقلوب بالاباء والأجداد الذين عاشوا جميعا لهذه الأرض .وبها .
***
شعر قلبه بالسكينة وهى تقول : الأرض خليها فى رعايتك يا ابو ليال بس مااحسش انى انجلعت من جدورى . عمرى ما أبيعها ولا اجرب منيها دى چدرى اللى لو انجلعت منيه اموت .
انتفض قلبه وتبعه صوته ناهرا لها : ربنا يطول في عمرك ماتجوليش إكدة .
أنهى الإتصال ليخرج تلك الأوراق من جيب جلبابه ليعيد دراستها والتأكد من حصة كل من شقيقيه وشقيقته قبل إعلام الكل بحقه . أنهى دراسة الأوراق ليبدأ فى إضافة المبلغ الذي حصله للمال الذى تركه والده ليعيد تقسيمه أيضا .
انتهى ليتنهد براحة : الله يرحمك يا بوى .
تحرك بعدها ينوى العودة للمنزل فبداخل صدره خافق متألم يصبو لبعض الراحة ويعلم جيدا اين يجدها .
________
استيقظ طاعى يشعر بألم شديد في رأسه وكافة جسده مع حركته ليأن بخفوت ، نظر لها وهى غافية شاحبة الوجه ليعود انين قلبه يعلو على انين جسده .
تنهد وهو يسحب ذراعه الذى تتوسده برفق لتنعم ببعض الراحة ، اعتدل بهدوء يتفقد هاتفه لقد نام لساعتين كاملتين . شعر بالحرج من عمته وزوجها ، كذلك أبيه لقد تركهم للتحدث إليها فحسب .
نهض عن الفراش ساحبا نفسه نحو المرحاض دون أن تشعر بمغادرته .
خرج بعد فترة ليدثرها جيدا ويهندم ملابسه متجها للخارج بنفس الهدوء .
خرج لتقابله عمته التى ابتسمت لترفع عنه الحرج : عامل ايه يا حبيبي؟
ابتسم لمودتها : الحمدلله معلش يا عمتى نمت غصب عني .
غالية : وايه المشكلة ياحبيبى ؟بيتك ومطرحك .اعملك قهوة .
زالت بسمته وهو يقول : معلش اتعبك بس فعلا محتاجها اوى .
توجهت للمطبخ وهو يتبعها جلس واضعا رأسه بين كفيه بإنهاك لتنظر له و تتساءل : هى لسه لى لى بتزعل لما ماتكلمهاش صعيدى ؟
رفع وجهه مرحبا بالحوار الذى يسعد قلبه : لا دى بنتها اكتر منها دلوقتي لما اكلمهم عادى تكشر عليا وتقولى ماتتكلمش كدة..كلمنى صعايدة هههه .
طال الحوار بينهما تمكنت فيه غالية من امتصاص توتره . احتسيا القهوة وهو يقص لها مواقف مضحكة ل ليليان ونسمة وهما ترفضان التحدث إليه إن عدل لهجته الصعيدية التى تراها ليليان ميزة فيه تمنحه انطباع خاص به دون كافة الرجال . وكأن اللهجة الصعيدية ينفرد بها دون رجال الأرض !! كذلك نسمة التى تحذو حذو والدتها دائما وتنحاز لأبيها دون تفكير .
بينما لم يجد بأسا فى الإفصاح عن بعض مخاوفه حول صغيرته بسمة التى تراقبه بشغف وصمت يقلقه أحيانا .
اصغت له ثم قالت : صراحة كنت عاوزة اتكلم مع لى لى فى النقطة دى . تاج كمان ملاحظ إن بسمة منطوية على نفسها اكتر من اللازم فى عمرها ده . والغريب إنها كده مع الكل إلا خالد ابن مهران .
قطب جبينه بتساؤل : قصدك ايه يا عمة ؟
ابتسمت بود : مش قصدى اقلقك بس حاول تعرف خالد قريب منها كده ازاى !! اكيد هو فاهمها اكتر منكم .
وكأنه بحاجة لمزيد من التوجس !!! زفر بضيق وهى تضع أمامه كوبا اخر من القهوة التى لم يعبأ بسخونتها ورفعها يرتشف منها فورا برغبة ملحة للتيقظ قبل أن تفلت من بين اناملة دفة حياة طالما تمناها.
_________
تحدث رفاعى أثناء طريق العودة إلى تاج عن مشكلة مهران وابنة عمه التى أصابها هاجس زواجه من أخرى مما أدى لزيادة الخلافات بينهما .
نصحه تاج بنصيحة مهران بتعزيز ثقة روان فى نفسها وليبدأ بمشاركتها فى الأمور التافهة من وجهة نظره ، كما أخبره أنه لا يعيب الرجل ابدا اخبار زوجته بتفاصيل يومه إن كان هذا سيقدم لهما مزيدا من القرب والتفاهم .
اخيرا أخبره أن مهران هو الوحيد القادر على مساعدة زوجته فهو الاعلم بها حتى من والديها .
لم يحبذ تاج أن يتدخل في الأمر فكلما زادت الأطراف كلما زاد الخلاف وأيده رفاعى فى ذلك ليحزم أمره ويتوجه للمتجر حيث ينتظره مهران .
دخل رفاعى للمتجر ليهب الجميع احتراما له حتى ولده الذى ينتظره بشغف فهو يخشى بالفعل أن تتهور روان وتنقل احساسها الكاذب لوالديها أو أخيها راشد فتزداد الأمور تعقيداً و سوءا .
فى طريق العودة تحدث رفاعى إلى ولده قائلا : تعرف يا ولدى زمان كنت شديد جوى مع امك . اول سنة من چوازنا كانت مريرة جوى . لحد ما يوم ربنا أراد يعلمنى درس بعمرى كله لما چدتك الله يرحمها خدتها للدكتورة وجالت إنها زينة وتجدر تخلف .
صمت رفاعى يبتلع غصة شعر بها ولده وهو يتابع : بس هى مارايدش تخلف منى .
تصنم مهران مكانه ليبتسم رفاعى ، فلم ير أولاده منه ومن زوجته إلا عشقا خالصا يبثه كل منهما للآخر . ربت رفاعى على ذراع ولده ليسير بصمت وهو يقول : كان حجها ياولدى انى كنت جاسى عليها جوى .ضرب وإهانة و …
وصمت ولم يتمكن من ذكر ما فعله بها وبأخيه فى الماضى لكن مهران فطن أن الأمر جلل يفوق قدرة والده على الحديث .
عاد رفاعى للصمت لدقائق أخرى قبل أن يقول : الحريم كلاتهم عجولهم صغيرة فى اى حاچة تخص راچلهم بس كمان جلوبهم حنينة بزيادة . كل راچل منينا يفهم مرته زين ومش عيب ابدا تحسسها بلهفتك عليها . هاديها وجولها حديت زين يطمن جلبها .هى خايفة من حبها فيك يا ولدى .
تنهد مهران : خابر يا بوى والله براضيها وعمرى مافكرت فى حديتها واصل .صوح كنت بجولها نخاوى خالد بس لما الحكيمة جالت مفيش حاچة تمنع والتأخير من عند ربنا سكت .بس هى مابتنساش .
ضحك رفاعى : اطلع راضيها بكلمتين هترضا ..روان بت عمك جبل ماتبجى مرتك وانى خابر إنك هتجدر تطمن جلبها .انت بس يا مهران وعلمها إن مشاكلاكم تنحل بناتكم خروچ من دارها تانى مارايدش.
دخل رفاعى من الباب وخلفه مهران وجدا زينب تجلس بصحبة الفتاتين وروان التى كفت عن البكاء . سددت زينب فورا نظرات لائمة لولدها الذى هز كتفيه لتفهم زينب أنه لم يغضبها .
اسرعت بسمة نحو عمها : عمو فين خالد ؟
هبط لمستواها ليحملها بين ذراعيه : خالد فى المدرسة يا جلب عمك .
بينما تساءلت نسمة : جدو فين بابا ؟
ابتسم رفاعى : وراه مشوار چه فچأة وهياچى طوالى .
اقترب ليقبل رأس والدته التي ربتت على كتفه بحنان بينما نظر ل نسمة متسائلا : چرى إيه يا نسمة مش هتسلمى علي .
نظرت له الصغيرة بخبث : أول مرة تعرف اسمى علطول .
أشارت له بإصبعها بإتهام واضح : قول الحقيقة مين غششك ؟
ضحك الجميع عدا روان ومهران يحك رقبته بحرج: اعمل ايه طيب ما انتو فولة وانجسمت نصين .
ثم نظر لها بحدة : خالد يا لمضة جالى إن اللى عينها رصاصى فاتح بسمة وانت عينك اغمج درچتين .
نظرت له ببرود : ايوه خالد شاطر وبيعرفنا من بعض .
انتهز مهران الفرصة لارغام روان للعودة دون جدال أمام أبويه قد يزيد الخلاف فقال : طب إيه رأيكم تاچوا تلعبوا مع خالد النهاردة واخر اليوم اروحكم ؟
تحمست بسمة للفكرة بينما تحفظت نسمة لعدم معرفة والدها بهذه الخطوة إلا أن رفاعى اقسم بإخباره فور عودته ليمر فيصحبهما للمنزل كما بشرهما بحضور والدتهما معه لتتضاعف سعادة بسمة الداخلية وتظهر تلك السعادة فقط بتعلقها برقبة مهران ليمر احساسها إلى صدره فيربت عليها بحنان تحتاجه بالفعل .
حمحم مهران اخيرا ونظر ل روان بحزم : مش نجوم احنا خالد زمانه راچع
عقدت ساعديها بغضب واضح ليقترب هامسا ليقلب الدفة لصالحه : بجا هان عليكى مهران تهملى داره وتحرجى جلبه ؟ ماكانش العشم يابت عمى .
تألم قلبها للهجته المتألمة لتنظر له آسفة ثم لعمها وتقول : مش عاوز مننا حاجة يا عمى ؟
ابتسم رفاعى : عاوزكم طيبين يابتى . خلى بالك من چوزك وولدك يا روان .
ودعت زوجة عمها أيضا لتغادر معه بعد أن هيأت الفتاتين لصحبتها ، غادرا اخيرا وزينب تودعهما بدعوات نابعة من القلب بصلاح الحال
وصلا للمنزل ليجدا الصغير أمام الباب . تهلل وجهه لرؤية الفتاتين لتسرع بسمة وتترك كف عمها اخيرا بحماس وتخبر خالد أنهما ستقضيان اليوم بصحبته .
_______
يجلس رفاعى منذ غادر ولده وزوجته بمكانه دون حراك ، أعدت زينب الغداء واقتربت منه : رفاعى …
انتفض ناظرا لها لتقول بحنان : جوم كل ..مادوجتش الزاد من عشية .
هز رأسه بإنهاك لتتساءل : بيك ايه يا رفاعى ؟
نظر لها مباشرة : مانتيش واعية لأحوال الولد يا زينب !! طرح عمرنا ووچعه كلاته .
تنهدت ثم بدأت تواسيه كالعادة : ولادك رچالة مايتخافش عليهم يا رفاعى. غمة وتنزاح ربنا يهدى سرهم .
تمتم برجاء : يارب
أمسكت كفه تجذبه نحوها : جوم يا خوى وانت عچزت إكده .
جذبها هو لتسقط فوق قدميه ويقترب بغضب مصطنع : مين اللى عچز يا زينب ؟
____
خرجت من المرحاض تنظر لجسده المتمدد بالفراش بحيرة شديدة ، من هذا الرجل !!!
ليس رفيع ؛ ذلك الذى شاركته للتو فراشها ليس هو ..
قد تكون مخاوفه تلك التى افضى لها بها منذ ساعات !!
متى تمكنت المخاوف من تبديل حبيبها !!!
لا هى مخطئة بكل تأكيد .. جلست فوق مقعد السراحة تطالعه ليعتدل جالسا وينظر لها نظرة لم تراها بعينيه مسبقا ، أين اختفى الحنان من نظراته !!!
تبدلت نظرته فى لحظة لتعود لسابق عهدها به فتدقق النظر له ليتساءل : مالك يا رنوة .. بتطلعى فيا إكده كأنك أول مرة تشوفينى !!
تنهدت ودار إصبعها بشكل دائرى : مش عارفة عينك كان فيها حاجة غريبة اوى .
نهض عن الفراش ينظر فى المرآة ، تجول كفه فوق عينيه : فيها ايه !!
أشاحت بكفها : الظاهر بيتهيألى
نهضت متجهة للخزانة : هغير وانزل لماما شريفة اقعد معاها شوية .
تعلم أنها تفر من احساسها به الذى تغير ويدعوها للركض بعيدا عن هذا الغريب الذي لم تشعر به ، وهو يرى خوفها فقط .. لا يرى سوى نظرة الخوف بعينيها ويحاول نزعها عنها لكنه دون أن يدرى يزيدها خوفا ورغبة في الهرب منه .
لحق بها قبل أن تفتح خزانتها لتفزع بالفعل ، التفت تواجهه بأنفاس مضطربة ليتساءل هامسا : مالك !!
وضعت كفها فوق صدرها ، لم تعتاد اخفاء مشاعرها عنه فقالت بصدق : خضتنى .
خلع المنشفة عن رأسها ليغزو كفه خصلاتها بدفء يدغدغ مشاعرها ، اقترب وجهه يزيدها دفئا ليهمس برغبة خالصة : اتوحشتك جوى .
ارتفعت عينيها له بحدة : اتوحشتنى امته ؟؟
لكنه أبى إلا المقاومة ليدفع جسمها نحو الخزانة محيطه بكامل جسمه : أول ماجومتى من چارى اتوحشتك ..
زاد قربا وخبت نبرة صوته : أول ما بعدتى عنى جلبى رچف من البرد ..
تمهل حتى اغتنم ثمرات تزيد جوعه لتعلو وتيرة أنفاسه وهو يتساءل : ماريداش ؟؟
نظرت إلى عينيه بتيه واضح ليقرر الاستغناء عن إجابتها والشروع في تنحية مخاوفها كما يظن .
كانت ستخبره بكل ما تشعر به لكنها لم تجد وقتا لتفعل ففى لحظة وجدت نفسها محاصرة بذراعيه القويين وحبيسة صدره ، قدميها لا تصلا للأرض وشفتيه تبعثران مشاعرها المضطربة من الأساس .
همت بالأعتراض لتجد نفسها واعتراضها ذا يذوبان مع لمساته شديدة السخونة ليعود للغرق بها والفرار منها

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى