رواية الشرسة والتميم الفصل الحادي عشر 11 بقلم مي أحمد
رواية الشرسة والتميم الجزء الحادي عشر
رواية الشرسة والتميم البارت الحادي عشر
رواية الشرسة والتميم الحلقة الحادية عشر
لم تقوي على الحركة من فراشها على مدار الأسبوع بسبب حزنها على موت “غزل” لكن هنا يوجد شخص يتشبث بها كطفلة للنجاة من الخوف والألم، جاءتها “ورد” تجبرها على الخروج معها لأنها تريد شراء قوسًا كي تتعلم الرماية وأخذتها معها بالقوة رغمًا عنها، أنطلقت “مسك” بسيارتها خارج القرية وكانت “ورد” جالسة فى المقعد المجاور لها تقول:-
-أنا مش فاهمة، ليه يكون فى حد بيحاول يوقع بين زين وتيام
أجابتها “مسك” بثقة وعينيها على الطريق:-
-معرفش، أنا معرفش كتير عن حياتهم ولا حتى عن تيام نفسه لكن دي واضحة زى الشمس يا ورد.. اللى حاول يقتل تيام وبعدها يعمل فيكي كدة عشان زين يفكر أنه أنتقام من تيام ويزيد العداوة بينهم دا حد له مصلحة…اه أنا مش عارفة أيه المصلحة اللى ممكن تعود على واحد أنه يوقع بين أتنين كارهين بعض أصلًا لكن اللي واثقة منه أنه فعلًا فى طرف ثالث مجهول والطرف الثالث دا هو نفسه اللى بيحاول يقتل تيام وفى نفس الوقت هو اللى عمل كدة فيكي
ألتفت “ورد” فى مقعدها إلى “مسك” وأتكأت بظهرها على الباب وقالت بتفكير عميق فى حديث “مسك”:-
-ماشي أنا مصدقة أن تيام مش هو اللى عمل كدة فيا وواثقة مليون المية أن زين محاولش يقتل تيام، أنا عارفة زين وحافظه أكتر من أى حد… لكن حد ثالث دى برضو صعبة تتصدق..
رمقتها “مسك” بطرف عينيها وعادت بنظرها إلى الطريق ثم قالت بجدية:-
-طب أقولك على حاجة أنا حاسة أن الفاعل مش غريب يا ورد، دا حد قريب لأنه عارف بكراهية تيام وزين وعارف منافستهم على المنصب والورث وكمان عارف أن نقطة ضعف زين الوحيدة واللى ممكن تخليه يقتل تيام بأيده هى أنتِ عشان كدة لما قرر ينتقم قرر ينتقم فيكي أنتِ، أنتِ مش ذنبك فى اللى حصل لأنك تستاهلي اللى حصل فيكي ولا لأن فى حد بيكرهك وعايز يفرقك عن زين لأنه واثق أن زين مش هيسيبك… لا يا ورد اللى عملها كان شايف أن الذنب الوحيد ليكي أنك قلب زين ومش بس عارف بكل دا، دا عارف بقدر الحب اللى بينك وبين زين.. الحب اللى هيخلي زين ما يسيبكي مهما حصل ويتمسك بيكي … وأنتِ كان كل ذنبك فى الحرب دى أنك حبيبة زين
تنهدت “ورد” بحيرة من هذا الغامض الذي يسعى وراء هذان الرجلان وقالت:-
-والحل … هيفضل يتحكم فيهم ويفضلوا هم بيأكلوا فى بعض وينفذوا خططه بكرههم لبعض
نظرت “مسك” فى المرآة الأمامية للسيارة بتركيز ثم قالت بشرود فى السيارة التى تتبعهم:-
-حلهم أن يحطوا أيديهم فى أيد بعض يا ورد لكن طبعًا واضح من معرفتي السطحية باللى بيحصل أنه مستحيل… معلش يا ورد تنزلي تجيبي أزازة مياه دى سخنت
أومأت “ورد” إليها بنعم وترجلت من السيارة وعيني “مسك” لا تفارق المرآة تحديدًا على السيارة التى توقفت على بُعد مع وقوف سيارتها، دلفت “ورد” إلى السوبر ماركت لترى “مسك” رجلًا يتبعها للداخل والأخرين بالسيارة يراقبون “مسك”، حاولت أن تفهم هل جاءوا إليها من وراء “بكر” أم من هذا الغامض الذي يسعى وراء “تيام” و”زين” ويلحقون بـ “ورد”، ترجلت “مسك” من السيارة ودلفت إلى مطعم الدجاج المقرمش الموجود على الجهة الأخري ووقفت تنظر فى القائمة على الحائط الزجاجي وعينيها ترى ظل هؤلاء الذين جاءوا خلفها، أدركت بأنها مراقبة تمامًا كـ “ورد” فعادت إلى السيارة وكانت “ورد” واقفًا قربها فتحت سيارتها وصعدوا الأثنين معًا، ألتفت “مسك” بسيارتها كي تعود إلى القرية ليس جُبنٍ منها لكنها لن تعرض “ورد” للخطر أثناء مواجهتها ، تعجبت “ورد” إلى عودتهما وقالت:-
-إحنا مش هنروح نشتري قوس ليا
أومأت “مسك” لها ثم قالت:-
-لا مش النهار دا، ألبسي الحزام
نظرت “ورد” إليها ووجهها متوترًا وزادت من سرعة سيارتها فقالت بقلق:-
-هو في أيه؟
تحدثت “مسك” بجدية قائلة:-
-أتصلي بزين ينزل يأخدك يا ورد
نظرت “ورد” بقلق شديد مُعتجبة من طلبها لتتابع “مسك” بقلق على هذه الفتاة قائلة:-
-أنجزي يا ورد، واضح أن اللى جبنا فى سيرته جه
نظرت “ورد” خلفهم ورأت سيارة تسرع وراءهما وتتفادي كل سيارة تعيق طريقها للوصول لهما بعد أن زادت “مسك” سرعتها وأدركوا أنها أنتبهت إليهم ، أرتجفت “ورد” بخوف شديد قائلة:-
-هيقتلونا؟
تبسمت “مسك” بسخرية من خوف هذه الفتاة ثم قالت:-
-أنتِ طيبة اوى يا ورد، أنا راجعة بس عشانك معنديش أستعداد أعرضك للخطر لكن صدقينى لو عليا حابة أنك تتفرجي عشان تتعلمي وتأخدي درس فى القتال عملي
أخرجت “ورد” هاتفها بذعر كي تتصل بـ “زين” …..
_________________________
وصل “زين” إلى مكتبه صباحًا ويتحدث مع “جابر” قائلًا:-
-أنا مش ناوي أسلمهم يا جابر، لو سلمتهم اللى قتل اللى فات هيقتلهم وقبل ما ينطقوا
أومأ “جابر” إليه بنعم وأتسعت عينيه وهكذا “زين” عندما وجدوا “تيام” جالسًا على مقعد الرئيس خلف المكتب مُبتسمًا ويحمل فى يده فنجان قهوة، رمقه “زين” بهدوء شديد قبل أن يفقد أعصابه وسيطرته ثم قال:-
-أنت بتعمل أيه؟
رفع “تيام” نظره إلى “جابر” بغرور شديد وقال بتحدي قاتل:-
-جاي أشوف شغلي، مش دي كانت وصية المرحوم برضو أنى أتعلم الشغل عشان أستلم المنصب وأن الموضوع مكنش محصور فى جوازة، أدينى بنفذ وصيته
تنحنح “جابر” بهدوء ثم قال:-
-دي بداية كويسة وخطوة تحترم منك لكن اللى بيتعلم مبيقعدش على الكرسي دا
تبسم “تيام” بسخرية إليهم ووقف من مكانه ثم قال:-
-وأنا ماليش مزاج أقعد عليه دلوقت، أنا بس كنت عايز أحرق دمه
قالها وعينيه ترمق “زين” بأزدراء وطريقة مُستفزة، ألتف “زين” كي يلكمه هذه المرة لكن أوقفه صوت هاتفه وكانت “ورد” أجابها بغضب سافر:-
-شوية وهكلمك يا ورد…
سمع صرختها عندما أصطدمت السيارة بسيارتهما من الخلف مُحاولين منع “مسك” من الوصول للقرية ويصعب عليها الأمر، صرخت “ورد” بخوف شديد لينتفض “زين ” ذعرًا وقال:-
-ورد!! أنتِ فين؟
أخبرته ببكاء بأن هناك من يحاول مواجهتهم فقال بصدمة ألجمته:-
-هم مين اللى بيجروا وراكم… مسك معاكي ليه؟
ألتف “تيام” بفزع من ذكر أسمها وهكذا “جابر”، أخذ “تيام” الهاتف منه بالقوة وقال بصدمة:-
-مسك!!
أوشكت “مسك” على فقد سيطرتها على مواجهة هؤلاء بسيارتهم التى تصطدم بسيارتها بقوة فسقط الهاتف من “ورد” فى أرضية السيارة وسمع صوت “مسك” تقول:-
-أمسكي كويسة يا ورد….
هرع الأثنين للخارج معًا وأحدهم تسلل الخوف إلي قلبه ذعرًا على محبوبته والأخر أفتك القلق بعقله عليها بعد معرفته بأن هناك من يسعى وراءها، أخبرته بأنها تريد الأنتقام لأختها وقصت له حكايتها والآن يترصد لها أحد…..
________________________
دلفت “مسك” بسيارتها إلى مرأب سيارات وفتحت درج الطبلون لتأخذ منه مسدسًا ففزعت “ورد” مما تراه و”مسك” تقول:-
-أنزلي بسرعة
ترجلت “مسك” أولًا تنظر حولها بعد أن نجحت فى الهرب منهم وألتفت حول السيارة وفتحت الباب ثم أخذت “ورد” فى يدها كأمًا لها، أغلقت السيارة وتسللت بعيدًا حول السيارات المصفوفة تختبيء من هؤلاء، سمعوا صوت وصول سيارة الرجال فأختبأت “مسك” بها خلف سيارة وجلسوا على ركبتهم ووضعت يدها على فم “ورد” تمنع صوت شهقاتها وعينيها تنظر حولها بحذر حتى رأت كابينة زجاجية من أجل رجل الأمن الخاص بالمكان فأخذتها بحذر إلي هناك وأدخلت “ورد” بها ثم قالت:-
-متتحركيش من هنا وحاولي تبعتي رسالة لزين بمكانك وصوت نفسك مطلعهوش يا ورد
أرتجفت “ورد” بخوف وتشبثت بيدي “مسك” بذعر وتترجاها قائلة:-
-لا متمشيش
تبسمت “مسك” بثقة وربتت على رأسها بلطف ثم قالت:-
-متخافيش يا ورد أنا قوية
أعطتها “مسك” المسدس كي تطمئن وتهدأ من روعتها ثم أغلقت باب الكابينة عليها وتسللت وراء السيارات بحذر وعينيها تراقب هؤلاء الرجال، فتحت “ورد” الهاتف وأرسلت موقعها إلى هاتف “زين”
_________________________
لم يتخيل أن هناك مكروه قد يصيبها من جديد وقلبه العاشق يخفق بوخزات قوية خوفًا عليها وتصبب جبينه عرقًا من الخوف الذي أصابه، صرخ “زين” بغضب سافر ويديه تقود السيارة بجنون:-
-ورد لو جرالها حاجة مش هيكفينى روحك أنت ومراتك
تحدث “جابر” بجدية قائلًا:-
-مش وقته يا زين بيه أنتوا الأثنين فى مركب واحدة، هى خطيبتك والتانية مراته المهم نلحقهم
كان “تيام” صامتًا وعقله يفكر فى الكثير ويخبره بأن يهدأ فـ “مسك” قوية ولن يصيبها شيئًا، عينيه تحدق فى الطريق بقلق وفتح هاتفه لكي يتصل عليها لكنه تذكر بأنه لا يملك رقم هاتفها رغم كونها زوجته، وضع يده علي جبينه يحكها بأنامله بقلق واضح، تابعه “جابر” بنظره بأندهاش من قلقه السافر على زوجته التى تزوجها لأجل المال فقط، لا يصدق بأن “تيام” هو نفسه الذي يجلس أمامه هنا وتخلي عن سكونه وحل القلق محله، تلقي الهاتف رسالة من “ورد” بموقعها ليسرع فى قيادته ويده الأخري تحاول الأتصال بـ “ورد” لكنها لم تجيب عليه ……
__________________________
وضعت “ورد” يدها على فمها بذعر عندما سمعت صوت خطوات قربها من الخارج وأغلقت الهاتف كليًا بذعر من أتصال “زين” الوارد، ألتف الرجل بعد أن سمع صوت أهتزاز الهاتف…
رأته “مسك” يقترب من الكابينة لتركض نحو سيارتها وضغطت على مفتاح التشغيل فسمع الجميع صوت بواق السيارة وركضوا إلى هناك، لمحها أحدهما فمسك قميصها من الخلف لتلكمه فى وجهه بقوة وألتفت إليه مُمسكة بذراعه ووضعته بين باب السيارة ثم أغلقته بقوة على ذراعه فسقط الرجل أرضًا من الألم، بدأت فى العراك مع هؤلاء، رفعت “ورد” رأسها خلسًا لتُصدم مما تراه و”مسك” تواجه هؤلاء بقوة دون خوف بل تلكم وجوههم بمهارة، ركلت أحدهم فى قدمه ليسقط على ركبته وبقدمها همشت رأسه بركلة واحدة، أخرج أحدهما مسدسًا كأنه حسم أمره من مقابلتها بالسلاح عوضًا عن الأقتراب منها ومقاتلتها خاشيًا الأقتراب منها، صوب مسدسه نحو رأس “مسك”، أنتفضت “مسك” بذعر عندما سمعت صوت إطلاق نارى وألتفت لتري “ورد” تقف خلف الرجل وخرجت من مخبأها عندما رأته سيقتل “مسك” غدرًا وأطلقت النار وسقط المسدس من يديها المُرتجف لكنها لم تصيب أحد بسبب فشلها فى أستخدام هذا السلاح، فزعت “ورد” بخوف وهى تري الرجل يقترب منها بغضب شديد، ضربت “مسك” رأس الرجل الذي تعاركه فى أحد السيارات ليسقط أرضًا…
أقترب الرجل من “ورد” ومسكها من لياقتها لتصرخ بذعر لكن سرعان ما تركها عندما سحبته “مسك” من قميصه من الخلف بقوة وأوشكت على خنقه بقميصه، ترك “ورد” وأستسلم لسحب “مسك” له قبل أن تخنقه، ألتف لها بمهارة ولكم خصرها بقوة لتتألم وتتركه، تبسم وهو يقترب منها لكن لكمته بقوة أسفل ذقنه ليسقط أرضًا، ألتفت بألم وهى تمسك خصرها وأخذت “ورد” من يدها وهربوا معًا، نظرت “ورد” إلى “مسك” بصدمة وذراعها المُصاب ينزف دماءً لكنها لا تبالي بشيء سوى إعادة “ورد” إلى “زين” فلن تتحمل تأنيب الضمير إذا حدث لها شيء بسبب تقصيرها، أختبأت بها خلف أحد السيارات تلتقط أنفاسها بصعوبة، وضعت يدها على معصمها تشعر بضربات قلبها بقلق من أن تؤثر أصابتها على ضغط دمها وقلبها، نظرت إلى “ورد” وهى تشعر برعشتها ، دمعت عيني “مسك” بخوف على هذه الفتاة مما يحدث الآن، تعلم أنها تصارع عقلها فى ذكريات الماضي وما مرت به، تحدثت “مسك” تطمئنها قائلة:-
-متخافيش أكيد زين فى الطريق هو مش هيتأخر عليكي
أندهشت “ورد” من أهتمام “مسك” بها رغم أصابتها وجسدها الذي تلقي الكثير من الضرب المبرح فى عراكها وجبينها التى تنزف ويديها الأثنين التى تحمل الكثير من الدماء بسبب جروح لكماتها لهم، كل ما بها لا تكترث له لكنها تهتم بها هي، تحدثت “ورد” ببكاء شديد قائلة:-
-أنتِ بتنزفي
تبسمت “مسك” إليها بعفوية وأريحية:-
-أنا كويسة ومتعودة على دا.. أطمني يا ورد مفيش حاجة هتحصل أوعدك طول ما فيا نفس مش هيحصلك حاجة
لم تجيب عليها “ورد” بل ظلت تنتفض ذعرًا، أدارتها “مسك” إليها بقوة وقالت بثقة ونبرة قوية:-
-متخافيش يا ورد أنا هنا ومستحيل أسمح لحد أنه يأذيكي
كانت “ورد” تنتفض فزعًا من هذا المكان وهؤلاء الرجال الذين يركضون خلفهم وتتذكر هذه الليلة ولا تعلم ماذا ستفقد اليوم؟ ربما تكن حياتها، أخذت “مسك” يدها فى قبضتها ثم قالت بحزم:-
-إياك تسيبي أيدي يا ورد، أتفقنا؟
أومأت “ورد” إليها بنعم مُرتجفة وتشبثت بقبضة “مسك” بيديها الأثنين فتبسمت “مسك” إليها بثقة وجراءة لم ترجف لها عين من هؤلاء ثم قالت:-
-أتفقنا وأوعدك أرجعك لزين.. لكن خليكي قوية
هزت “ورد” رأسها بنعم وجففت دموعها، تسللت الأثنتين من مكان أختبأهم و”مسك” مُتشبثة بها بقوة حتى لا تفقد “ورد” طاقتها وعقلها مما يحدث، ساروا خلف هذه السيارات المصفوفة بحذر وخطوات خافتة حتى لا يشعر بهم هؤلاء، عيني “مسك” تراقب المكان فلم تنتبه لأسفل قدمها عندما دهست على عصا حديدي جعلتهم ينتبوا إلي مكان وجودهم، ركض الرجال إليها لتترك يد “ورد” وتبدأ معركتها مع هؤلاء و”ورد” تصرخ بهلع وخوف شديد وتضع يديها على أذنيها، ركلت “مسك” الرجل فى خصره قبل أن يقترب وهمشت فك وجه الأخر بمرفقها بقوة لكن رغم قوتها تلقت ضربة على رأسها بعصا من ثالثهم أسقطتها أرضًا على وجهها وأخر ما رأته قبل أن تفقد وعيها أحدهم يأخذ “ورد” وهى تبكي بهلع وكاد قلبها أن يتوقف من الخوف بسبب حادثتها السابقة، أغلقت “مسك” عينيها فاقدة للوعى ولسانها يتفوه باسمه قائلة:-
-تــ ــيـــ ــامــ
وصل “زين” بسيارته إلى المكان الذي أرسلته “ورد” وترجلوا من السيارة، ركض “تيام” بذعر إلى سيارتها الموجودة هناك ووجد على الأرض الكثير من الدماء وسيارتها شبه مدمر هيكلها الخارجي من صدمات السيارة بها من أجل الحصول عليهم، أنتفض فزعًا و”زين” يصرخ بأسمها بغضب شديد قائلًا:-
-ورد
مرت سيارة بسرعة جنونية نحو باب الخروج ورأها “جابر” ليُصدم عندما رأى “ورد” بداخلها والرجل يضع يديه على فمها فصرخ بغضب:-
-أهم
ألتف الأثنين ينظرون إلى السيارة ليركض “زين” خلفها وعينيه لا تفارق محبوبته التى تنتفض خوفًا وتنظر إليها باكية، صعد “تيام” بالسيارة وأنطلق خلفهم بغضب سافر تاركًا “جابر” خلفه لكنه توقف جوار “زين” حتى يصعد معه، ضغط على البنزين بقوة ليزيد من سرعة السيارة وحاول أن يتخطاها لكن سائقهم لم يترك له الفرصة و”ورد” تبكي بخوف وعينيها لا تفارق سيارة “زين” فحسمت أمرها أن تتشجع قليلًا وتحاول أن تنقذ نفسها وتساعد “زين” ، قضمت كتف السائق بقوة بأسنانها ليصرخ بهلع وجذبها الرجل الجالس جوارها ودفعها بقوة فى النافذة لترتطم رأسها بها فتألمت …
أخرج “تيام” مُسدسًا من خلف ظهره ومده إلى “زين” فنظر “زين” إليه بصدمة من حمل “تيام” لسلاح معه لكنه أخذه وبدأ يطلق النار على السيارة وبنهاية المطاف نجح فى إصابة الإطار الخلفي للسيارة ليفقد السائق سيطرته على القيادة، ترجل الرجال لمواجهتهم وبدأ “زين” فى العراك معه بجانبه ضد هؤلاء ولأول مرة يقف هذان الأثنان فى صفٍ واحدٍ متحدين ضد أحد، قفز أحدهم من فوق الكوبري هاربًا منهم والأخر سقط على الأرض ضعيفًا مغمي عليه بسبب هذا القتال القوي ولكمة “تيام” كانت قوتها أضعاف مُضاعفة لقوة قبضة “مسك” ذى الأيادي الناعمة الصغيرة، هرع “زين” يفتح باب السيارة وأخرج “ورد” منها لترتمي فى حضنه بخوف وتشبث بها بقوة مُطوقًا إياها بذراعه وقال:-
-أنتِ كويسة؟
أومأت إليه بنعم ورجفتها تزداد من خوفها ، بحث “تيام” عنها فى السيارة ولم يجد لها أثر وقبل أن يسأل رأي “ورد” تهرع إلى خلف السيارة بخوف سافر وفتحتها بذعر وتتطلع بـ “مسك”، ذهب “تيام” للخلف وصُدم مما يراه لأول مرة يُهزمها أحدًا، حملها برفق شديد على ذراعيه وأخرجها من السيارة ثم جلس على الأرض بها ينظر إلى وجهها وذراعها المُصاب، ربت على وجنتها بلطف وقلبه ينقبض ذعرًا من حالتها التى يرثي لها، تفوه باسمها بلهجة واهنة:-
-مسك!!
نظر “زين” إليها ويبدو أنها خاضت شجارًا قويًا حتى وصلت لهذه الحالة التى يُرثي لها، أخذوها للمستشفي وقصت “ورد” كل شيء حدث إلى “زين” وأنها السبب فى خروجهم من القرية وخروج “مسك” من غرفتها من الأساس، أخبرته بأنها لم تترك يدها ووعدتها بأن تعيدها إليه، وقف “تيام” بغضب سافر مُستمعًا إلى حديثها بينما هى تقف هنا تتحدث وتتنفس و”مسك” هى المُصاب فقال بإقتضاب مُستشاطًا غيظًا:-
-يا ريتها كانت سيبتك، كل المصايب دى من تحت رأسك، لو هو مش قادر يحميك ليه مسك هى اللى تحميكي وأنتِ مالك تخرجيها من اوضتها ولا لا هي
نظرت “ورد” إليه بحزن شديد وهو يخبرها بأنها السبب فى حالة “مسك” الآن، مسكه “زين” من لياقته بقوة وقال:-
-كلمة تانية منك وهنسي المكان اللى إحنا فيه
أبعدتهم “ورد” عن بعض بغضب سافر وتتذكر حديث “مسك” لها ثم قالت:-
-هو أنتوا ايه مبتتعلموش، إحنا كنا هنموت بسببكم أنتوا الأثنين، كانوا عايزين يقتلوها لانها مراتك مش لأنها بتحمينى وكانوا هيقتلوني لأني خطيبتك يا زين، فى حد عايز يخلص منكم أنتوا وإحنا اللى بندفع الثمن وأنتوا كل اللى فارق معاكم مين اللى هيعلم على التاني
تركه “زين” بغضب مكبوح بداخله وألتف “تيام” يعطيهم ظهره ويتأفف بضيق، خرج الطبيب لهم وأخبره بأنها بخير ومجرد كدمات ولم يصيبها أى أصابة بالغة، دلف “تيام” إليها وجلس جوارها يتطلع بوجهها المليء بالكدمات ليرفع يده إلى وجهها يبعد خصلات شعرها عنه بلطف صامتًا ويرمق اللاصقة الطبية الموجودة بيسار جبينها، أخذ يدها فى راحة يده ليري جروحها وأصابعها المُدمرة من لكماتها القوية فربت عليها بيده الأخري برفق، فتحت “مسك” عينيها بتعب شديد فى أنحناء جسدها من القتال، رأته يجلس جوارها ويديها في يده تنهدت بأريحية مُتحاشية النظر إليه وتُتمتم بخفوت:-
-ما دام أنت هنا يبقي ورد كويسة
أندهش من قلقها على “ورد” أكثر من حالها فترك يدها وعقد ذراعيه أمام صدره وقال بغرور:-
-أقلقي على نفسك الأول بس، ازاى سبيتهم يعملوا فى وشك فرح
أعتدلت فى الجلوس بتعب يمزقها فى أطراف جسدها وقالت بسخرية من كلمته:-
-أبقي فكرني أعزمك فيه
حدق بها بغيظ شديد من سخريتها وهى لا تبالي بما حدث لها وقال:-
-مفكيش حتة سليمة أضربك فيها
نظرت إليه ببرود شديد مُستشاطة غضبًا من غلاظته وقالت:-
-ولا تقدر أصلًا جرب كدة… لحظة أبقي جرب بعدين عشان معنديش طاقة أضرب حتي صرصور
ألتفت نحوه لكي تغادر السرير فأوقفها “تيام” بقلق شديد قائلًا:-
-أنتِ بتعملي أيه؟
-همشي أنا كويسة
قالتها بتعب شديد وجسدها مُنهكًا كليًا، تحدث بقلق بعد وقوفه جوارها يمنعها من مغادرة السرير:-
-طب نسأل الدكتور
أشارت بسبابتها على وجهها بثقة وقالت بتهكم:-
-وأنا أيه بتاعت بطاطا
رفع حاجبه إليها بتذمر شديد من ثقتها التى تحولت لغرور قاتل وكبر ثم قال:-
-بطاطا!! أنتِ جعانة
-أكيد ما أنا بنى أدم طبعي مأكلتش من أمبارح
قالتها وهى تقف محلها وتضع يدها على ظهرها وتمطي جسدها لتتألم من هذا الجسد التى تلقي الضرب المبرح قائلة:-
-أااااه ، أنا محتاجة أنام أسبوع
-أشيلك طيب
قالها “تيام” بجدية بخوف عليها بعد أن صرخت بخفة من الألم لكنها رمقته بغضب شديد وعينيها تطلق نظرات تهديدية قاتلة ولسانها يقول بتحذير:-
-أكيد تلمسني
ضحك بسخرية عليها فمُنذ قليل حملها على ذراعيه حتى جاء بها إلى هنا ولم تمنعه بسبب فقدها للوعي وغادر أمامها فسارت خلفه بغضب ولا تقوي على السير نهائيًا لتقول بتمتمة مُتذمرة بوجه عابس:-
-أنا محتاجة عشرة يشيلوني
خرجت من الغرفة لتُصدم عندما حملها “تيام” على ذراعيه بالقوة لتصرخ به بأنفعال قائلة:-
-أنت أتجننت
سار بها للأمام ويحكم ذراعيه عليها بقوة حتى تكف عن مقاومته وعينه ترمق عينيها بجدية ممزوجة بالخوف عليها وقال بحدة صارمة:-
-أنا جوزك لكن العشرة اللى عايزهم دول أيه؟!
أبتلعت لعابها بحرج من سماعه لكلمتها وسكنت بين ذراعيه بحرج من نظراته مُتحاشية النظر إليه بأرتباك، سار بها فى الردهة حتى وصل للخارج كان “زين” و”ورد” فى السيارة بأنتظارهم، وضعت رأسها على كتفه بحرج شديد لكنها كانت مُتعبة وعلى وشك فقد وعيها، صعد بها فى المقعد الخلفي وجلس جوارها ، تحدثت “ورد” بأسف شديد:-
-أنا أسفة والله كل دا بسببي
تبسمت “مسك” وهى تنام على الأريكة من الخلف بأستسلام لتعب جسدها المُرهق وقالت:-
-متقوليش كدة، لو كان جرالك حاجة مكنتش هسامح نفسي أبدًا
نظر “تيام” إليها بسخرية وقال بتمتمة:-
-أهو جرالك أنتِ
قرصت “مسك” خصره بغضب من كلمته ليتألم فنظر “زين” عليه فى المرآة بغضب شديد لا يتحمل وجوده معه فى سيارة واحدة، تحدث بجدية:-
-أنا مكنتش أعرف تيام بيه بيشيل مسدسات
رمقه “تيام” بأشمئزاز شديد من لهجته كأنه يسخر منه فقال بأزدراء:-
-أمال أحمي نفسي من الثعالب اللي زيك أزاى
ألتف “زين” له يحدق به غيظًا وعلى وشك ضربه الآن لكن أوقفه “ورد” التى مسكت رأسه تُديرها للأمام بسرعة غاضبة من عناد حبيبها:-
-بص قدامك يا زين إحنا مش عايزين نرجع المستشفي تاني
نظر للأمام بغيظ شديد من هذا الرجل وألتزم الجميع الصمت حتى وصلوا للفندق، ترجل “تيام” من السيارة ثم حملها على ذراعيه بعد أن دخلت فى نوم عميق من التعب، دلف “زين” إلى الفندق ويأخذ يد “ورد” فى قبضته بخوف من تركها وحدها، رأتهم “زينة” لتفرغ من حالة “مسك” وقالت:-
-حصل أيه؟
تجاهلها “تيام” بنظرات باردة رغم أندهاشها من رؤية “تيام” و”زين” معاً لأول مرة وأتجه إلى المصعد وصعد بها إلى الجناح الملكي ووضعها بالفراش ثم وضع الغطاء عليها بلطف، مسح على رأسها بحنان وقال:-
-ورب العرش لأدفع بكر تمن عملته دى ….
________________________
صُدمت “زينة” مما سمعته للتو من “متولي” ومحاولة أختطاف “مسك” و “ورد” وقالت:-
-ومين اللى له مصلحة فى أذية ورد ومسك، الحمد لله أن ورد مجرالهاش حاجة
تبسم “متولي” بمكر ثعباني وقال:-
-وأن كان جرالها ، إحنا مالنا المهم نوصل لهدفنا؟
ألتفت “زينة” إليه بذهول من كلماته وبسمته ترعبها فسألت بقلق:-
-متولي!! أنت مالكش يد فى اللى حصل مش كدة
أقترب منها بخبث شديد وقال:-
-دى مجرد قرصة ودن، تيام وزين لازم واحد فيهم يخلص علي التاني أو هم الأثنين يخلصوا على بعض عشان حضرتك تكوني فوق الكل، أنتِ اللى تستاهلي المنصب دا مش هم، كل واحد فيهم مشغول بحياته والبنت بتاعته لكن أنتِ بس اللى مكرسة حياتك للمكان دا من سنين طويلة يبقي مينفعش تكوني أقل منهم
صُدمت “زينة” من فعل “متولي” الذي خطط ونفذ دون أن يسألها لكنها لم تتحدث بشيء وظلت تستمع إلى “متولي” وخططه الماكرة للحصول على هذا المنصب إليها وأقنعها بأنها الوحيدة التى تستحق هذا ….
________________________
(مستشفي القـاضي)
دلف “سراج” إلى مكتب “غريب” بقلق شديد ثم قال:-
-غريب بيه؟
رفع “غريب” نظره إلى “سراج” بقلق من نبرته ووجهه الذي يوحي بأن هناك كارثة حلت عليهم وقال:-
-خير!!
تحدث “سراج” بخوف قائلًا:-
-بكر نزل فى نفس الأوتيل مع دكتورة مسك والنهار دا الصبح أتعرضت لمحاولة خطف لكن تيام أنقذها
أنتفض “غريب” من محله فزعًا على أبنته الوحيدة الآن وقد أوشك على فقدها اليوم، قال بصدمة:-
-أيه؟؟ تروح الغردقة دلوقت حالًا وتجيبها معاك غصب عنها
-أزاى وجوزها؟ دكتورة مسك متجوزة دلوقت وفى حكم جوزها
قالها “سراج” بحيرة من أمره ليتابع “غريب” بغضب سافر:-
-سمعت قولت أيه؟ تجيبها غصب عنها وعن عيني جوزها حتى لو أضطرت تجيبها بالقوة..
أومأ “سراج” له بنعم وغادر المكتب مُستعدًا للسفر إلى الغردقة كى يجلبها إلى والدها رغمًا عنها..
للحكــــــايــة بقيــــة..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشرسة والتميم)